حفظه ونتمكن من درء كل ما يؤذيه عنه في هذه اللحظة حاول يعقوب ان يعتذر منهم. واعتذر منهم بعذرين اولا انه يشفق على يوسف. ويحبه محبة عظيمة. وبالتالي هو لا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم التوفيق والسعادة درس جديد من دروسنا في تفسير سورة يوسف وهو الدرس الثاني من ذلك نأخذ فيه آيات من تفسير هذه السورة لعل الله عز وجل ان ينير لنا الطريق في فهم اياتها ومعرفة معانيها واستنباط احكامها ليكون ذلك من اسباب رضاه عنا فلنقرأ هذه الايات لعل الله جل وعلا يسر لنا فهمها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قد كان في يوسف واخوته ايات للساءات اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا انا ونحن عصبة. ان ابانا لفي ضلال مبين يخلو لكم وجه ابي يخلو لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين. قال قائل منهم لا تقتلون يوسف والقوه في غيابة الجب. والقوه في غيابة الجب ليلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين قالوا يا ابانا ما لك لا تأمن على يوسف وانا له لناصحون. ارسله معنا غدا يرتفع ويلعب وانا له لحافظون. قال اني لا يحزنني ان تذهبوا به. واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون. قالوا لان اكله الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب واوحينا اليه لتنبأنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. وجاءوا اباهم عشاء ان يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف. وتركنا يوسف فعند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا فلو كنا صادقين. وجاءوا على قميصه فمن كذب قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وجاءت سيارة فارسلوا وواردهم فادلى دلوة. قال يا بشرى هذا غلام مم واسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة كانوا فيه من الزاهدين. يذكر الله جل وعلا شيئا من قصة يوسف عليه السلام فيقول لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين ان يحققوا الله القول بان قصة يوسف مع اخوته كان فيها ايات اي دلالات وعبر وعظات لمن اراد ان ينتفع بها فقال للسائلين لان من يسأل عن الشيء هو الذي يستفيد منه وهو الذي يأخذ العظات والعبر منه ولذا قال للسائلين اما من كان معرضا مدبرا فانه حينئذ لن يستفيد مما يقال له له من القصص والعبر العظيمة فاولئك الذين يطلبون معرفة هذه الحوادث وقصص يوسف مع اخوته هم الذين سيستفيدون من هذه القصة ويأخذون منها العبارة العظة والعبرة. فان قصة يوسف مع اخوته قصة عجيبة قيمة ينبغي بالانسان ان يتفكر فيها يذكر الله عز وجل في ذلك بان يوسف حظي بعناية ابيه بعد الرؤيا التي قصها عليه وعرف انه سيكون له الشأن العظيم. فكان يعتني به وكان يجعله معه لا يفارقه ليلا ولا نهارا. فغار اخوته منه وتحرك الحسد في قلوبهم. ولذا قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ثم ظنوا ان هذا يتنافى مع ما يرونه عدلا وما يرونه مناسبا لاحوالهم فانهم جماعة كثيرة عندهم قوة وهذا ولد واحد صغير فكيف يقدم هذا الصغير على اولئك الاخوة الكبار. ولذا قالوا لا يوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة. اي جماعة قوية لو احتاج اليها لا كان من شأنه من شأننا ان ننصره. ولذا قالوا ان ابانا لفي ضلال مبين. اي في خطأ من عمله الذي عمل بتقديم يوسف على اخوانه كبار الذين لديهم قوة ومناعة ويمكن ان ينتفع ابوءهم منهم وفي هذا وفي هذا ما يدل على ان العبرة ليست بالامور الظاهرة قال فرحين بدأوا يتآمرون على يوسف عليه السلام. فانهم قالوا اقتلوا يوسف لان اباكم متى فقد يوسف بموته كان هذا من اسباب ان يعود اليكم ويعتني بكم ويحبكم بدل محبته التي كان يقدم فيها يوسف عليكم ايها الجماعة الكبيرة. وحينئذ فظنوا ان ذلك من اسباب نسيان يعقوب لابنه يوسف. ثم قال او اطرحوه ارضا اي القوه في الارض وحينئذ يخلو لكم وجه ابيكم. فهذا الذي اعدموه وابعدوه عن وجه ابيكم من اجل ان تكون محبة ابيكم صافية لكم لا يزاحمكم فيها هذا الولد. اطرحوه ارظى اي القوه في باحد الاراضي البعيدة التي لا يتمكن بها من العودي الى لتستريحوا منه ولتكونوا مفظلين عند والدكم في هذا المقام وهم يتآمرون. قال احد اخوته ولعله كبيرهم اتقتلوا يوسف اي ان القتل ذنب عظيم. ومعصية كبيرة وانتم تتمكنون من تحقيق مقصودكم بان تلقوه في غيابة الجب. والغيابة يعني ان والجب هو البئر العظيمة. وغيابته ظلمته التي لا يشعر بها احد ممن يكون اعلى تلك البئر. وعلل بذلك بانه اذا فعلتم هذا بعض القبائل وبعض القوافل التجارية التي هي سيارة تسير في وبالتالي يأخذونه معهم ويلتقطونه وبالتالي يخلو لكم وجه ابي من غير ان تقتلوه فتستريحون بهذا الفعل حيث يخلو لكم وجه ابي وقوله هنا ان كنتم فاعلين. اي اذا كنتم عازمين على ابعاده عن وجه ابيكم من ان يخلو لكم الحال. فان فعلكم فيه معاص عظيمة من قطيعة الرحم حقوق الوالد وعدم الرأفة بالصغير وما يمكن ان يتعرض له وهذا الابن من المخاطر العظيمة وحينئذ توجهوا الى ابيهم بعد ان استقر رأيهم على هذه الخطة التي اعطاها ذلك اخ منهم ان يلقوه في غيابة الجب ولكن يوسف كان يرافق اباه في كل لحظاته. ولذا لا بد ان يقنع اباهم بان يترك لهم يوسف ليذهب معهم فيتمكنوا ان يفعلوا به ما عليه وما تواطؤوا عليه وحينئذ ذهبوا الى والدهم يعقوب عليه السلام. فخاطبوه بخطاب الابناء لابيهم يا ابانا ليعرفوه بانهم محبون لما يحب بارون بوالديهم قل عظيم وان والديه واخوته سيخروا له ساجدين من خلال الرؤيا التي رآها يوسف وقصها الله جل وعلا قبل ذلك. فقد علم بان الذئب لا يمكن ان يأكل يوسف عليه السلام قائمون بحفظ ما يحتاج الى حفظه ثم قالوا له ما لك لا تأمنا على يوسف. اي لماذا تخاف منا على يوسف؟ ونحن مصدر امن لا خوف بالنسبة لاخينا. ثم قالوا وانا له لناصحون لنبذل الاسباب التي تجعل الخير يصل اليه. مع ان قلوبهم كانت تعالى ضد ذلك ثم طلبوا من والدهم ان يأذن ليوسف بان يرافقهم في رحلتهم في ولذا قالوا ارسله معنا اي اجعله يخرج معنا. وابعثه معنا غدا نرتع ونلعب اي اننا نسعى ونركض ونتنشط ويكون حينئذ ذلك قوة لابداننا ثم قالوا وانا له لحافظون. اي نحن اخوانه الذين يصونونه. لن نمكن سببا من اسباب الشر ان تصل اليه. كيف لا ونحن جماعة كثيرة نتمكن من ضيق فراقه والامر الثاني انه يأخذ انه يخاف عليه مما قد يعتدي عليه من مثل البئر من مثل الذئب فان هذه الحيوانات قد تأتي اليه في لحظة من اللحظات. وانتم ان تكونوا منتبهين له في كل اوقاتكم حينئذ قالوا في انه قالوا له بان هذه المخافة لا تخاف منها فاننا جماعة كثيرة وبالتالي لن يتمكن الذئب ولا غيره من اكله. لان اكله الذئب ونحن عصبة. اذا ان اذا لخاسرون يقولون نحن جماعة كثيرة قوية فلو قدر ان الذئب جاء فاخذ يوسف من بيننا فحينئذ سنكون خاسرين ولن ذئب يأتي الينا فيعتدي على يوسف ما كان منهم بعد ان استأذنوا من ابيهم واذن لهم الا ان ذهبوا به في البرية وحينئذ عادوا على الاتفاق الذي كان بينهم حينما اتفقوا على ان يجعلوه في غياب الجب فقاموا بانزاله في البئر وجعل في المكان المظلم من هذه البئر فجاه وحي الهام من عند رب العزة والجلال. ان العاقبة لك وانك ستفوقهم وسيعودون اليك وسيلجأون لك يكونون تابعين ذليلين لك. خصوصا انه قد رأى الرؤيا السابقة الدالة على ذلك ولكن ستأتي الامور تباعا. وبالتالي ستكون العاقبة الحميدة لك. وهم لا كان من اتفاقهم انهم القوه في غيابة الجب. ولكن في ذلك الموطن غلب الرجاء على خوفا ولذا علم بمعرفته بسنن الله الكونية انه سينجو من هذه البئر وانه سيرتفع مكانه وان اخوته سيعودون اليه اكراما له ورفعة شأن من مكانته واعترافا بفظله عليهم. وحين اذا بدأوا يفكرون ماذا يقولون لوالدهم في الاعتذار عنه؟ وماذا يتحدث به اذا رجعوا الى ابيهم وابوهم معلق القلب بيوسف وقد كان لا ليلا ولا نهارا وانما تركه لهم لما اعطوه المواثيق التي يطمئن قلبه بها وبالتالي حينئذ كان منهم من عادوا الى ابيهم وقد ابرموا في صدورهم واظمروا العذر الذي نونه انه لا يبقي له لا يبقي عليهم ملامة. فقالوا اكله الذئب. وقد اخذوا هذا من كلام والدي في يعقوب حينما قال انني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون رجعوا الى ابيهم وبدأوا يحدثونه ما كان منهم من خطة سبكوها من اجل ان لا تفوت على والدهم ومن اجل ان يصدقها والدهم في ذلك الموطن فرجعوا الى ابيهم عشاء يبكون. كانوا في العادة يرجعون الى ابيهم بعد المغرب. لكن في تلك الليلة تأخروا كأنهم قد جاءهم امر عظيم اخرهم وهو ما كان من شأن يوسف. وارادوا معنى اخر والا وهو ان من فقد ابناءه ثم وجدهم الا واحدة فانه تهون عليه المصيبة بذلك. فانهم ارادوا ان يفقده هم ابوهم بحيث اذا عادوا اليه فرح بمجيئهم فانساه ذلك ما يمكن ان يكون من حزن على يوسف عليه السلام. ثم بدأوا يعتذرون بمناداة والدهم باسم الابوة. يا فانا انا ذهبنا نستبق اما بالجري على الاقدام واما برمي سهام وتركنا يوسف عند متاعنا. اي اننا لم نصطحبه معنا ابقيناه عند متاعنا ليحفظه فاننا ظننا انه سيكفي نفسه او عن نفسه السباع ونحوها والمراد بالمتاع اما الملابس التي كانوا يلبسونها واما الاطعمة التي كانوا يأكلونها قالوا فاكله الذئب. وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين اي انهم قد علموا بان والدهم لن يصدقهم في دعواهم ان يوسف قد اكله الذئب كيف لا وهو يعلم من الله عز وجل ان يوسف سيبقى وانه سيكون له الملك ولكنهم قد جاءوا بحيلة يظنون انها ستنطلي على والدهم فاتوا بقميصه بقميص يوسف على القميص اثار الدماء التي من شاهد ظن ان صاحبه قد اكلته الذئاب. وهذا الدم دم كذب. ليس بالدم صدق ولذلك كان هذا الدم المكذوب من الادلة على كذب بدعواهم قيل انه علم بكذب دعواهم لكون القميص لم يأتي فيه شق ولا ادنى اثر للذئاب. ولذا قال ما احلم هذا الذئب اذا ترك يوسف حتى يخلع ثيابه وقال اخرون بان تكذيب يعقوب عليه السلام لابنائه في دعواهم بقتل يوسف من خلال ما علمه من علامات النبوة ودلائل العاقبة الحميدة ومن كتلك الرؤية المنامية التي رآها التي رآها يوسف عليه السلام مما ظنوا معه انه سترتفع مكانته وستعلو درجته ومن هنا فان عدم خرقهم للثياب كان من اسباب معرفة نوح عليه بمعرفة يعقوب عليه السلام بكذب اخوتي يوسف. فما كان منه الا ان قال بل سولت اي الكلام الصحيح الذي لا مرية فيه ولا شك ان انفسكم سولت لكم. اي جعلتكم تقدمون على هذا الفعل وتظنون انه ليس بشيء املت عليكم نفوسكم هذه الحيلة العظيمة فحينئذ قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل. اي ان النساء بسلاح الصبر والصبر الجميل هو الذي لا جزع معه ولا تسخط وبالتالي كان بالتالي طلب من الله ان يعينه على حاله. فقال والله المستعان على ما تصفون. اي ان الله جل وعلا يطلب بان يكون معينا لانبيائه على ما يتخذونه من وسائل من وسائل واساليب للصد عن دين الله. والله المستعان على ما تصفون فان ما تصفونه ليس له حق والحق في غيره فهذه آيات عظيمة. نعم قال وجاءت سيارة. السيارة القافلة التجارية. ومجيئها ان وصل مقدمة القافلة الى هذه البئر التي كان فيها يوسف عليه السلام وجاءت سيارة فارسلوا واردهم اي طلبوا ممن يتقدمهم ان يكون امام على البئر ان يكتشف لهم ما حولهم فارسلوا واردهم اي الدليل الذي يعرف الطريق فادلى دلوه اي قام بانزال دلو الماء وادى مثابة اناء يصنع من جلد يوضع فيه الماء ويستخرج به ما فيه من الماء وقد اه اختلف اهل العلم في مدة بقاء يوسف عليه السلام في البئر. واكثرهم على ان انها ثلاثة ايام لورود ذلك عن بعض آآ بعض التابعين رضي الله عنهم وعلى كل فان الله قد حمى من ان تنهشه الحيات او تسقط عليه السباع او يتسلط عليه المجرمون في هذه المدة ولما القى مقدم هذه القافلة الدلو الذي يريد به استخراج الماء تعلق به يوسف عليه السلام ولما اخرج لما اخرج الدلو فاذا بهذا الولد مع الدلو قد تم اخراجه من البئر حيث تشبث في هذه حيث تشبه في هذا الدلو وتمسك به وبالتالي استبشروا بهذا الغلام الذي جاءهم. فقال قائلهم يا بشرى هذا غلام. اي هذا عبد مملوك نستطيع ان نبيعه وننتفع من ثمنه وقال بعد هذا يا بشرى هذا غلام واسره بضاعة اي ان الذين وجدوا هذا الغلام اخذوه فوضعوه كالاسير. يحفظ كانه بضاعة من البضائع تجارية التي قدموا بها من الشام ويريدون التي قدموا بها ان يبيعوها في مصر قوله واسره بضاعة يعني ان القافلة اخفوه وجعلوه سلعة تجارية يبيعونها والله اعلم بما يعملون. اي ان الله مطلع على حقائق ولا اشياء بدون خفاء عنه جل وعلا هذا غلام وسره بضاعة والله عليم بما يعملون. قال وشروه بثمن بخس هناك تفسيران لهذه الاية اولهما يقول بان بان القافلة اشترت اوسوف من اخوته الذين باعوا يوسف على انه عبد مملوك لهم والقول الثاني يقول بان المراد بهذه الاية هو شروه ان القافلة التجارية باعته لمن اشتراه منها. وهذا القول الثاني اظهر بان كلمة شروه تصدق على البيع وليست على الشراء فانهم اذا ارادوا الشراء قالوا اشتراه بزيادة الالف و التاء فلما قال وشروه يعني ان القافلة قاموا ببيعه على من اشتراه ولذا قال في الاية بعدها وقال الذي اشتراه من مصر وقوله بثمن بخس اي بثمن قليل جدا. وذلك انهم انه لا يؤمن منه ولا يعرف حقيقته. قال فصبر جميل. والصبر قال شروه بثمن بخس درائم معدودة. يعني قليلة يسيرة وكانوا فيه من لان هذه القافلة كثيرة الاسفار وبالتالي لا يحتاجون معهم الى من يخدمهم في اسفارهم ولذا قاموا ببيعه فاشتراه من اشتراه شراه بثمن بخس دراهم معدودة وكان وكانوا فيه من الشاهدين وكانوا فيه من الزاهدين اي لم يكن عندهم رغبة في ابقائه لديهم فهذا شيء من تفسير هذه الايات من سورة يوسف عليه السلام ولعلي اعود الى معرفة ما في هذه الايات من الحكم والمعاني فمن ذلك ان الله جل وعلا يقص القصص من اجل ان تكون عظة وعبرة للمعتبرين فيعرفوا صفات اهل الخير والصلاح فيقتدون بهم ويعرفون ما يكون لهم من العاقبة الحميمة ايه ده وهكذا يعرفون قصص اهل الباطل ليكون هذا سببا ابتعاد عن باطليهم ولمعرفة ما حل بهم من العقوبة نتيجة الابتعاد عن طريق الحق قاد وفي هذه الايات ان الغيرة والحسد قد توجد بين الاخوة فيما بينهم. ولذا على الوالدين ان يحسن في تربيتهم ببذل الاسباب المؤدية الى زرع المحبة بينهم وزوال الحسد والغيرة فيما بينهم وفي هذه الايات انه لا يؤمن على الانسان من اخوانه متى تسلط عليهم العدو الشيطان الرجيم وفي الايات ان وصف تصرفات شخص بالظلالة وترك الحق والهدى لا يعني ظلال من او نقصان منزلته وفي هذه الايات ذكر التآمر الذي حصل على يوسف عليه السلام من قبل اخوانه مما لا يأمن معه الانسان ان يكون امامه انواع من المكر يقدرها من لا يحسن ادراك العواقب وفي هذه الايات ان جريمة القتل جريمة عظيمة وفيها من الوزر الشيء الكثير في هذه الايات من الفوائد ان عزم الانسان على التوبة قبل فعله للذنب لا يجدي شيئا. فان التوبة ان انما تكون بعد فعل الذنب اما ان تكون توبة قبل فعل الذنب فهذه غير مقبولة. ولذا من قال ساترك الذنوب في رمضان ليعود اليها بعد رمضان قيل له لا توجد هنا توبة. لان من شروط التوبة العزم على الا يعود الى وفي هذه الايات ان بعض الشر اهون من بعض لما ارادوا ان يقتلوا اخاهم اشار عليهم بان يجعلوه في غيابة الجب وهذا اقل ظررا وشرا من الاول وفي هذا دلالة على ان الانسان ينبغي به ان يتأمل في عواقب الامور قبل ان يقدم عليها اه وفي الايات ان تخضع الانسان بالقول لا يعني سلامة طريقته. ولا صحة ما لديه ولا نجاة وطهارة قلبه فان اخاهم قد فان اخاهم هنا قد حاول ان يثنيهم عما مهموا به من قتل يوسف وعليه السلام مع ان هذا الاقتراح ليس متوافق مع الشرع الا انه لما كان اهون الظررين كانا هو السائغ في هذا الباب وفي الاية جواز اللعب وجواز الخروج للبرية من اجل ذلك وفي الحديث تعلق قلب الوالد بولده وفي الحديث ايضا ان الانسان لا ينبغي به ان يعرض اسباب المخالف على من يريد منه الموافقة. لان لا يفتح له الشيطان بابا بسلوك الاعذار وفي هذه الايات ان العبرة ليست بالكثرة ولا بقوة الابدان وانما هي الى الله جل وعلى وفي هذه الايات حفظ الله لنبيه يوسف عليه السلام في غيابة الجب وهكذا يحفظ الله اولياءه المؤمنين. ويجعل العاقبة الحميدة لهم وفي هذه الايات ذهابه اخوة يوسف لابيهم ليحادثوه بعد بعد العشاء. وفي هذه ايات ايظا جواز المسابقة على الارجل بالنظال والرمي وفي هذه الايات ان العبد مهما موه يسوغ ويزين منظر الباطل فان ذلك لا يجدي عنه شيئا وفي هذه الايات ان من كان مخالفا للشرع بخفية فان الله يتفضل بان يجعل منه فلتات لسان واضطرابا في ما يقدرونه كما جعل الله الاضطراب فيما قدروه على قميص يوسف عليه السلام. وفي هذه الايات الترغيب في الصبر على اقدار الله المؤلمة وان يكون ذلك الصبر صبرا جميلا لا شكوى فيه ولا حزن ولا تخوف وانما هو صبر لا ملامة فيه وفي هذه الحالة وفي هذه الايات مشروعية يستعين العبد بربه جل وعلا وفي هذه الايات ان وصفه للباطل للحق في الكون بالبطلان انما تعود مغبته وضرره على من ساق مثل ذلك في هذه الايات ايضا جواز بيع الشيء الثمين بثمن القليل ولذا باعوا يوسف عليه السلام بثمن بخس دراهم معدودة وفي هذه الايات تحرز الناس لان لا يقع منهم ضلالة او يقع منهم تيهان للسبيل بارسال من يكشف الطريق امامهم وفي هذه الايات جواز اخذ المياه من المرافق العامة والابار وما ليس لها مالك وفي هذه الايات بشارة الانسان بما يسوقه الله اليه من الخوف بما يسوقه الله اليه من النعم التي ينعم بها عليه وفي هذه الايات ان زهادة الانسان في شيء لا تدل على نقصانه وعدم وجود مكانة له بارك الله فيكم وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين اصلح الله شأنكم ويسر امركم وغفر ذنوبكم وزلاتكم وجعل العاقبة الحميدة لكم كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. اللهم اجمع كلمتهم والف ذات بينهم فيهم شر ما ينوبهم كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله واعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين