لها ثم قال ان الحكم الا لله. الحكم الذي يجب ان يطاع. والحكم الذي ينفذ حكم الذي لابد ان يسار على مقتضاه هو حكم الله جل وعلا وهذا يشمل امرين اولهما الحكم الكوني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا الجميع توفيقا لخيري الدنيا والاخرة كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من المقبولين الذين تقبل صلواتهم ويستجاب لدعائهم ممن يرفعه الله جل وعلا درجات في جنان الخلد وبعد فلعلنا ان شاء الله ان نأخذ ايات من سورة يوسف من اجل ان نتعلم معانيها وما اشتملت عليه من الفوائد والاحكام فلعلنا عددا من هذه الايات. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ودخل معه السجن فتيا. قال احدهما ان اراني اعصر خمرا. اني اراني. اعصي خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا خبزا تأكل الطير منه. نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين. قال لا يأتيكما طعام ترزقانه. الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي اني تركتم لة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعتم اللتى. ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولا لكن اكثر الناس لا يشكرون يا صاحب السجن ارباب متفرقون خير ام لا. خير ام الله الواحد القهار. ما تعبدون من دون به الا اسماء سميتموها الا اسماء سميتموها ما انزل الله بها من ان الحكم الا لله اما رأى الا تعبدون الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه. قضي الامر الذي فيه تستفتيان وقال للذي مناج منه اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بضع سنين لما ذكر الله جل وعلا تامر امرأة العزيز مع النساء التي كان لهن مكانة ومنزلة في ذلك المجتمع على يوسف عليه السلام حيث تآمروا عليه ان لم يستجب لهم انهم سيقومون بادخاله للسجن وسعوا في ذلك حتى ادخل نبي الله السجن مظلوما بلادناية ولا جريمة وانما دخلها لانه اراد العفة والتحصن من السوء في نفس الوقت الذي دخل فيه يوسف للسجن دخل معه فتيان اي غلامان مملوكان سيدي هذه البلاد وملكها حيث اتهم باتهام عظيم ان في الطعام الذي يقدمانه ما يضر بالملك او يؤذي بحياته تناحدهما خبازا يصنع الخبز وكان للاخر خمارا يصنع الخمر وبالتالي كان هناك شك ان احد هذين الطعامين قد اشتمل على ما يضر بحياتي الملك اتهم بذلك حينئذ قرر ملك زمانهما ادخالهما في السجن حتى يتبين الحال رأوا من حسن عبادة يوسف ومن احسانه ولعله اخبرهم بانه يعبر الرؤيا فحينئذ رأى الرجلان في منامهما رؤى غريبة اما الخمار فرأى انه يعصر خمرا. يعني يعصر عنبا حتى ينتج منه الخمر. وفي هذا اطلاق اطلاق الاسم باعتبار ما يكون عليه واما الاخر وهو الخباز فقال اني رأيت اني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وحينئذ طلبوا من يوسف ان يقص عليهم ان يؤول عليهما هذه الرؤيا فقالا له فقالا له تأكل الطير منه نبأنا بتأويله اي اخبرنا بتعبير هذه الرؤيا التي يؤول امر الرؤيا اليها. ويعود في مآله الى ان يكون كذلك وعلل طلبهما منه بانهم يرونه من المحسنين قالوا بان من شأن يوسف ان يقدم الاحسان الى غيرهم. وهو عالم بتأويل الرؤيا فيكون ويل الرؤيا من الاحسان الى الاخرين حينئذ اراد يوسف ان يستغل المقام في الدعوة الى الله والامر بتوحيده بالعبادة ولكنه خشي عليهما من السآمة والملل. وحينئذ اخبرهم بانه سيؤول رؤياهما لكن بعد ان يحدثهما بما يرى انه مهم بالنسبة لهما فقال لهما لا يأتيكما طعام ترزقانه. اي سأنبئكم بتويل الرؤيا قبل ان يحل وقت الوجبة الغذائية الاتية التي يحظرها قائمون على السجن لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويل الرؤيا التي رأيتموها قبل ان ياتيكما الطعام من اجل الا ينفروا من كلامه ثم بين لهم ان هذا من تعليم الله له. فقال ذلكما مما علمني ربي اما ان يكون المراد به ان تفسيري للرؤيا التي سافسرها لكم هو من تعليم الله وليس ناشئا من عندي واما ان يريد ان التوحيد الذي سيدعوهم اليه هو من عند الله ولما قال هذه الكلمة من اجل ان يربطهما بالله عز وجل لينطلق في هذا الى الحديث عن الدعوة الى التوحيد فقال لهم اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله هذا الرب الذي علمني هذا التأويل قمت بافراده بالعبادة وتركت ملة اقوام كانوا لا يعبدون الله عز وجل يريد بذلك من كان يسكن في تلك البلاد من الكنعانيين وغيرهم ممن عباداتهم لغير الله عز وجل. وكانوا لا يؤمنون بوجود اخرة يحاسب العباد فيها اني تركت ملة ايديانة قوم اي قبيلة لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة وهم كافرون. فلا يقرون بوجود يوم الحساب والجزاء اراد بهذا ان يبعد عنهم الشرك والكفر من اجل ان تصفو قلوبهم التوحيد ولذا قال بعده واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب فابراهيم جد ابيه واسحاق جده ويعقوب والده. واراد ان يعرف بهؤلاء الانبياء الذين سلسلة النبوة فيهم ثم قال ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء. اي شأننا الذي صرنا عليه هو افراد الله بالعبادة. فلم نتوجه لغير الله لا للاصنام ولا للقبور ولا لاولياء ولا لملائكة ولا لانبياء وانما افردنا الله تعالى بالتوحيد ثم ذكر ان الهداية للتوحيد نعمة عظيمة فقال ذلك من فضل الله علينا فالله هو الذي هدى والله هو الذي جعلنا ندخل في هذا الطريق. وهذا ايضا من من فضل الله على الناس لان التوحيد متى وجد الداعي الذي يدعو اليها كان هذا من اسباب لا باستبصار الناس ومعرفتهم للحق. ثم قال ولكن اكثر الناس لا يشكرون هنا اي لا يؤدون شكر نعمة التوحيد وشكر نعمة افراد الله بالعبادة ومن ثم يقعون في الشرك ثم خاطبهم بخطاب يستجر به قلوبهم بان يذكرهم بالصحبة التي بينه وبينهم فقال يا صاحبي السجن والصاحب هو من يلزم صاحبه ورفيقه حيث يكون معه وهو قد رافقهم في السجن. فقال يا صاحبي السجن اأرباب متفرقون يعني قارنوا بين هذه المعبودات من الاصنام والاحجار والاشجار التي هي متفرقة والتي لا اينصر بعضها بعضا فهل هي خير ام الله الواحد القهار؟ رب العزة والجلال الذي لا ولا ند له ولا مثيل له وهو قهار اي غالب لكل من سواه لا يستطيع قاد ان يقف في وجهه جل وعلا بل امره نافذ على الجميع ثم قال لهم مبينا ظلال الطريقة التي يسيرون عليها من توجيه العبادات لغير الله. فقال ما يعبدون من دونه الا اسماء سميتموها يعني ان هذه المعبودات من الاشجار والاحجار والاصنام لو تأملتم لوجدتم انها لا عقل لها. ولذا قال ما تعبدون وما لغير العاقل قال هذه الالهة التي تعبدونها ليس لها حقيقة فليس لها تصرف في الكون وليس لها امر ولا نهي ومن ثم لا تستحق شيئا من العبادة. وبالتالي هي مجرد اسماء بدون مسميات حقيقية لها. فقال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم فغاية هذه المعبودات من الاصنام انكم انتم الذين جعلتموها الهة انتم واباؤكم وهي فلا تتصرف ولا تأمر ولا تنفع ولا تظر ما انزل الله بها من سلطان. اي هي غير مؤيدة بدليل يدل على صحة توجيه فان ما في الكون لا يصرفه الا الله. فهذه المعبودات لا تتصرف في الكون بشيء فليس لها من الحكم الكونية شيئا وكذلك يراد بالحكم الحكم الشرعي فانزال الشرائع وتحليل الافعال وتحريمها الى الله جل وعلا فمعبوداتكم من هذه الاصنام لا تستطيع تحليلا ولا تحريما ولذا قال امر يعني ان الله عز وجل طلب طلبا جازما من العباد الا يعبدوا الا اياه فلا شيئا من العبادة لغير الله جل وعلا ثم قال ذلك اي التوحيد ذلك الدين القيم. اي الطاعة لله التي لا اعوجاج فيها بل هي مستقيمة وقائمة بنفسها لا تحتاج الى لا تحتاج الى من يقيمها ولكن اكثر الناس لم يلتفتوا للتوحيد ولم يمعنوا النظر فيه. وبذلك اصبحوا من الذين لا يعلمون فلما قرر لهم مبادئ التوحيد وابطل الشرك وعبادة هذه المعبودات من دون الله جل وعلا. انتقل بهم الى تأويل فقال يا صاحبي السجن اي من كان معي في السجن مصاحبا ولبث في صحبة ايام اما احدكما يعني احد هذين الفتيين الذين رأيا في المنام ما رأيا فيسقي ربه خمرا فذلك الذي رأى انه يعصر خمرا في المنام تويل رؤياه انه سينجو وانه ستثبت برائته وانه سيعود الى الملك عاملا عنده حيث يثبت ان ذلك الخمر ليس فيه سم ولا ما يضر ملكه واما الاخر الذي رأى الرؤية الاخرى حيث رأى انه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه فسرها بانه سيكتشف ما عمله في الطعام وسيعرف ان الطعام الذي صنعه هذا الخباز هو الذي فيه المواد الضارة من سم وغيرها. وبالتالي الملك بصلبه بحيث يوضع على خشبة ما منصوبة امام الناس بعد قتله. وبالتالي تأكل تأتي الطيور من النسور ونحوها فيأكلون من رأسه وحينئذ انهى تفسير الرؤيا فقال قضي الامر الذي فيه تستفتيان اي تطلبان الفتيا بتوضيح الامر وتعبيرها وقال ذلك لئلا يراجعه احدهما في التفاصيل وهو انما علم بتفسير الرؤيا ولان لا يطلبه من حكم او من دل تعبير رؤياه على ان الطير ستأكل من رأسه لئلا يطلب من يوسف اه مدا في حياته او نجاة او عدم حصول ما ترى به رؤياها. وقال وحينئذ توجه يوسف الى ذلك كم الخمار الذي علم انه سينجوا. وعلم انه سيكون قريبا من الملك. وبالتالي اللي طلب منه ان يحادث الملك في امره. ويسأله عن حاله. لعله يلتفت اليه فيزيل ما وقع عليه من ظلم فقال للذي ظن انه ناج منهما اي قال يوسف الذي رأى انه يعصر خمرا حيث غلب على ظنه بناء على تأويل الرؤيا بانه ينجو وانه لا تنزل به عقوبة مماثلة لعقوبة الاخر. ماذا قال له قال اذكرني عند ربك. اي اذكر وعرف الملك بشأني فان الرب هو المتولي للنعم وارادوا به هنا ملك مصر. فقال يوسف له اذكرني عند ربك اي عرفوا بقضيتي وبين له ما وقع علي من الظلم خرج صلب الخباز ونجا الخمار وذهب الى ملكه واشتغل عنده فنسي يوسف ونسي تأويله للرؤى قال فانساه الشيطان ذكر ربه. اي ان الشيطان جاء هذا الذي نجا من من السجن فانساه ان يذكر ربه وسيده بقصة يوسف. فقوله ذكر ربه اي الذكر الذي يذكر به سيد ذلك سيد ذلك الفتى فكان هذا من اسباب بقاء يوسف عليه السلام عددا من السنوات في السجن حتى رأى الملك رؤياه. فقوله بضع سنين البضع من ثلاث الى تسع سنوات فبقي في هذه المدة مسجونا. ففي هذه الايات من من الفوائد ذكر شيء من تعبير الرؤى المنامية. وكيف اتى الله جل وعلا يوسف معرفة وعلما بذلك وفي هذا تذكير الانسان لغيره بنعم الله عليه. ليكون هذا ادعى لان يشكر الله جل وعلا عليها. وفي هذه الايات تذكير الناس ببعض القواعد التي يسير عليها المعبرون في تفسيرهم للرؤى وفي هذه وفي هذه الايات ان من اراد ان يمهد لحديثه بتمهيد فلابد ان يشعر من يخاطبه بانه سيصل الى مقصوده في الحديث وفي هذه الايات ان تعبير الرؤيا منحة من الله ومنة منه سبحانه وتعالى يعطيها من يشاء من عباده وفي هذه الايات الحذر من طريقة الكافرين. وفيها التحذير من وفيها التحذير من طريقة اهل الشرك بصرف العبادات لغير الله جل وعلا وفي هذه الايات وجوب الايمان باليوم الاخر فهناك يوم سيقف الناس فيه ويحاسبون على اعمالهم ويجازون عليها سواء كانت او كبيرة. كما قال قالوا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلموا ربك احدا وفي هذه الايات افتخار الانسان بمآثر ابائه واجداده وخصوصا ما كان من افعال الخير وما كان من قيامهم بعبودية الله جل وعلا. وفي هذه الايات تحريم الشرك بصرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى في هذه الايات تذكير الناس بفضل الله عليهم بالنعم المتوالية. سواء كانت نعما دينية من مثل الدخول في دين الاسلام ومن مثل باستمرار الانسان في اداء الصلاة او دفعه للزكاة او نحو ذلك من قام بهذه العبوديات لله اورثه الله علم ما لم يعلم. وفي هذه الايات عتاب من لم يشكر نعم الله جل وعلا. واجب ان تشكر هذه النعم في هذه الايات تناقض المشركين حيث ان كلا منهم يدعو الى عبادة صنم ولو كانت عبادتهم صحيحة لكان هناك مضادة ومقابلة ومقاتلة بين هؤلاء المعبودات وبالتالي قال عنهم ارباب متفرقون اي لا يعين بعضهم بعضا وفي هذه الايات التذكير بقدرة الله وقوته وقهره وغلبته وفي هذه الايات ان المعبودات من دون الله لا حقيقة لها. وانما هي اسماء مجردة. فهي لا تنفع ولا تضر ولا تتصرفوا في شيء من هذا الكون وفي هذه الايات ابطال حجة الكافرين على ابطال حجة الكافرين على صرف العبادة لغير الله جل وعلا وفي هذه الايات ان المعبودات من دون الله انما هي اسماء. انما هي اسماء لا حقيقة لها اه وفي هذه الايات ان صرف العبادة لغير الله امر باطل. ولم يقم عليه دليل فمن كتاب ولا سنة وفي هذه الايات ان الله قد اقام الادلة المتتابعة على وجوب افراد الله بالعبادة والتوحيد وفي هذه الايات ان التوحيد دين قيم فهو مشتمل على قيم الاخلاق والسلوك. وهو قد اشتمل على المعاني العظيمة التي فيها نجاة العبد في دنياه واخراه وفي الايات تعبير الرؤى وتفسيرها ولو بعد مدة وقوله لما قال الاول ان يراني اعصر خمرا اشعره بانه سيبقى ساقيا لسيده واما الاخر فقد رأى انه يحمل فوق رأسه خبزا وففسرها بانه يموت وتأتي الطير فتأكل من جسده وبدنه وفي هذه الايات ان تعبير الرؤيا يسمى فتوى ولذا قال في هذه القصة قضي الامر الذي فيه تستفتيان وفي هذه الايات ان الانسان يبذل الاسباب المؤدية الى رفع الظلم عنه ولذا طلب يوسف من هذا الرجل الناجي ان يذكره بحاله عند الله جل لو على وفي هذه الايات ان قدر الله لازم وبالتالي لا يأمن الانسان من ان تأتي اقدار الله على اي حال كان بارك الله فيكم وفقكم لكل خير. واسعدكم في الدنيا والاخرة وجعلكم من اهل الجنان كما اسأل الله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يوفقهم ولكل خير وان يردهم الى دينه ردا جميلا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين