واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. اي متباعدة ومتنوعة. وما اغني عنكم من الله شيئا. اي انني لا استطيع ان يرد قضاء الله جل وعلا عنكم. ولذا اقر بان تصريف بتصريف الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه ونسأله ان يوفقنا للأعمال الصالحة وان يبارك لنا في جميع الاوقات. وبعد في هذه الليلة الكريمة المباركة. نتناول وبإذن الله عز وجل عددا من الآيات في سورة يوسف عليه السلام حيث ذكرنا فيما مضى ما يتعلق قصته مع ملك زمانه حينما فرأى تلك الرؤيا العجيبة ولم يستطع احد يفسر ان يفسرها حتى اعادهم الله الى يوسف. فاعرفوا ومنزلته وما عنده من العلم وما عنده من الامانة وما عنده من القدرة فجعلوه على خزائن الارض اخذ سبع سنين السبع التي فيها رغد العيش وفيها النعيم و بعد ذلك مضت هذه السبع فجاءت السبع الشداد واصبح يصرف الناس على وفق ما لهم ويعطيهم من المؤونة ما يكون سببا من اسباب قيامهم واستمرار احوالهم فكان هذا من توفيق الله ليوسف وتوفيق الله لاهل تلك البلاد كان من ضمن كان الناس يفدون الى يوسف باعتباره قيما على خزائن الارض ليأخذوا منه ما يحتاجون اليه من الحبوب. فكان ممن قدم اخوة يوسف بعد ان مسهم الضر وجاءهم القحط والجوع فاحتاجوا الى ان يفدوا الى مصر من اجل ان يتمونوا منها وان يأخذوا من حبوبها. ما قصة ذلك؟ وما تفصيلها؟ لعلنا نستمع له في هذه الايات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له كروهون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني باخ لكم من بكم الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربوا قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا اله اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع من ان الكيل منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل وانا له حافظوا قال هل امنكم؟ قال هل امنكم عليه الا كما على اخيه كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حفظا وهو ارحم الراحمين ولما فتحوا متاعهم وجدوا ردت اليهم قالوا يا ابانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعيد ذلك كيل يسير قال لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله لتأتوا انني به لتأتنني به الا ان يحاط بكم فلما اتوه موثقهم قال الله على ما نقول وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا ومن ابواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شيء ان الحكم الا لله. عليه توكلت عليه فليتوكل وللمتوكلون ولما دخلوا من حيث امرهم ابوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء الا حاجة في في نفس يعقوب قضاها وانه لذو علم لما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون. تولى يوسف عليه سلام خزائن الارض والاشراف على مشاريع الزراعة فقام بجهد كبير لاستصلاح الاراضي واعادة زراعتها وترتيب امورها. بحيث يجعل من الاراضي يسيرة موطنا لي محال زراع كثيرة. وكان عنده من التخطيط والمهارة في ذلك الشيء الكثير فاصبح يستغل جميع مياه النهر لسقيا هذه الزروع التي رتبها حتى انتجت انتاجا عظيما كبيرا كان من اسباب تفادي الازمة التي ستمر على البلاد. مضت السبع السنون المخصبة التي فيها الخير وبحيث كان ينظم امر الزراعة وايضا ينظم امر المآكل فلا يؤكل منها الا باقل قدر ولما مضت السنون المخصبة وجاءت السنوات المجذبة كان الجذب على جميع البلدان انا المجاورة فلم يقتصر على بلاد ذلك الملك. وبالتالي اصبح الناس يفيدون الى خزائن مصر من اجل ان يتزودوا منها الحبوب ويقدمون اليهم بما لديهم من من الاموال والذهب والفضة وانواع وانواع الصنائع التي يصنعونها ليكونوا ان هذا من اسباب نماء بيت المال الذي كان يقوم عليه يوسف عليه السلام احتاج اهل مصر واحتاج اهل فلسطين وجاءهم القحط الشديد. فاحتاجوا الى مآذن فقام يعقوب بارسال ابنائه الى مصر من اجل ان يتزودوا مما فيها من انواع الزروع وان يمتاروا انواع القمح الذي يحتاجون اليه دخل اخوة يوسف مصر وكان من اخوة يوسف بنيامين وهو اسير عند والده لان كان شقيقا ليوسف فلما فقد يوسف من عندهم استعاض يعقوب في هذا الابن واصبح يعسره ويقدمه ويخصه بانواع من انواع الرعاية فتركوه وعند ابيهم وقدموا دخلوا على يوسف وعلى من لديه من الموظفين الذين يقومون بترتيب الامور فعرفهم يوسف وميزهم ولكنهم لم يعرفوه اما لانهم كانوا في ذلك الزمان يغطون وجوههم على ما قيل ما لانه قد تغير شكله وحاله فانه قد مضى من عندهم قبل سنوات طويلة حيث انه غادرهم صغيرا فاصبح الان رجلا كبيرا سنه قريبا من سن اني الاربعين رتب لهم مطلوبهم. وهيأ لهم القمح الذي يأكلونه. وجهزهم انواع الطعام الذي يكون متوافقا مع طلباتهم. وكان من عمل ويشوف انه يظع لكل شخص حمل بعير بحيث لا يزيد للشخص الواحد عن ذلك من اجل ان يحفظ هذه الحبوب ومن اجل ان يكون ذلك سببا من كفاية للجميع فجهز لكل واحد منهم حمل بعير استدعاهم وسألهم عن اخبارهم من تركتم وراءكم وكيف احوال اهل البلاد التي انتم فيها فاخبروه بحال والدهم ولم يعلموا انه والد لهم وانه اخوهم. واخبروه بان لهم اخا قد تركوه في بلادهم. وحينئذ انكر عليهم ان يأتوا اليه بدون ان يقدموا باخيهم كيف تركتم هذا الاخ ولم تقدموا به؟ هل تريدون ان تستأثروا وبالميرة والطعام دونه ولامهم على ذلك. ولذا قال لهم لا تقدموا علي مرة اخرى الا باخيكم ائتوني باخ لكم من ابيكم. ثم قال لهم الا اترون اني اوفي الكيد اي اي اعطي كل واحد من الناس حمل بعير فان اردتم ان يكون هناك عدل فيما بينكم فاتوا باخيكم لابيكم لاعطيه مثل ما اعطيكم وانا خير المنزلين. يعني انه استضافهم وقدم لهم انواع الضيافة اللايقة بهم كما كان يفعل ذلك بالناس. وبالتالي استشعروا فضله عليهم. فهو قد وفاهم الكيل الذي جاؤوا يطلبونه ومكنهم من شراء الطعام الذي يحتاجون اليه مع اهلهم وكان قد اعد لهم انواع الظيافة سكنا ومأكلا. وبالتالي ذكرهم بفضله عليهم فانا قد وفق يوسف يقول لهم قد وفيت لكم الكيل. وايضا انا قد انزلتكم واكرمتكم وقدمت لكم الظيافة الرائعة العالية وحينئذ عليكم ان تستجيبوا لطلب بالاتيان باخيكم لابيكم وبعد ان رغبهم وذكرهم باحسانه اراد ان يخاطبهم خطاب التهديد لئلا لان لا يتملصوا من الوفاء معه. ولذا قال فان لم تأتوني به اي اذا لم احذروا اخاكم لابيكم معكم في المرة الاخرى فحينئذ لا كيل لكم عندي ولا تقربون اي لن اعطيكم من الطعام ولن ابيع لكم منه اي جزء. وقد علم ان انهم سيحتاجون عما قريب الى طعام اخر يأكلونه وانهم سيعودون اليه مرة اخرى وكان من شاني يوسف ان جعل لكل ركب مدة زمنية ايه بحيث لا يسمح لهم بالقدوم اليه مرة اخرى الا بعد ان يمضوا هذه المدة فقالوا ليوسف باننا سنحاول الاتيان باخينا لابينا. الذي اسمه وبنيامين ولكننا نعلم ان ابانا قد تعلقت نفسه به وقد لا تسمع نفسه بان نذهب به معنا. ولكننا سنحاول معه المحاولة الشديدة وسنراوده بمعنى سنجعله يستجيب لطلباتنا بموافقة منه وان لم يكن راغبا في ذلك قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون. اي لا اي سنقدم اليك قريبا وهو معنى او انهم قالوا باننا فاعلون لاقناع والدنا اتيانه معنا حينئذ قال يوسف للموظفين الذين يعملون معه اما انهم من المماليك ومن غير اجعلوا بضاعتهم اي السلعة التي قدم بها هؤلاء من فلسطين. ردوها عليهم في محاملهم. فاجعلوا بضاعتهم في رحالهم. اي في مواطن الحفظ التي توضع على الابل من لعلهم يعرفونها اي اذا عادوا الى اهلهم وشاهدوا هذه الرحال ووجدوا ان بضاعتهم من اشياء اشتروا بها الطعام قد عادت اليهم لعلهم يرجعون اي يعودون الي مرة اخرى قبل المدة المحددة لامثالهم فظاهر هذا اللفظ انه اعطاهم الكيل الذي لهم وكذلك اعطاهم الثمن الذي اشتروا به اما لانه اراد ان يتحرج من بقاء الثمن عندهم فيعود اليه بسرعة ليردوا الثمن لاصحابه. واما لانه اراد ان يقدم مرة اخرى ليشتروا حبوبا ثانية غير الحبوب الاولى رجع اخوة يوسف الى ابيهم. وعادوا الى بلدهم الذي قدموا منه وحينئذ بدأوا يخبرون والدهم بما حدث عليهم من القصص ومن الحوادث بمجرد قدومهم قبل ان يفتحوا رحالهم. فعرفوه بذهابهم وعرفوه بمقابلته بمقابلتهم لعزيز مصر وعرفوه بانه اكرمهم واضافهم احسن الضيافة واعطاهم الكيل واشترى منهم واخذ السمن الذي قدموا به مع ان ان فيه شيئا من العيب والاستنقاص وحينئذ ذكروا له طلبا العزيز لهم بان يحظروا اخاهم لابيهم. وانه امتنع من ان يعطيهم مرة اخرى حتى يقدم اخوهم لابيهم. فقالوا يا ابانا فخاطبوا بخطاب الابوة من اجل ان يكون هذا سببا من اسباب من اسباب عطفه عليهم وموافقته لطلبهم. ثم قالوا له منع منا الكيل. اي انه اوقف التعامل معا ولم يؤذن لنا بان نشتري من الحبوب التي لديهم. الا قدوم اخينا لابينا معنا. وحينئذ طلبوا منه ان انه متى عادوا مرة اخرى الى مصر من اجل الطعام والزراعة ان يرسل معهم اخاهم بنيامين من اجل ان يتمكنوا من شراء الحبوب وكيلها. وتعهدوا لوالدهم بان يحفظوه من كل سوء ويمنعوا عنه كل ما قد يؤثر عليه الا ان يعقوب تفاجأ بهذا الطلب الغريب. واستغرب ولم يأمن منهم ان يفعلوا ببنيامين مثلما فعلوا بيوسف. ولذا قال لهم هل امنوكم؟ اي هل اطمئنوا لكلامكم واصدقكم فيه. الا كما امنتكم على اخيه يوسف من قبل فانكم قد تعهدتم لي بان تكونوا له ناصحين. وبان تكونوا له حافظين. وبان تكونوا مراعين له وحتى قلتم بانه اذا اكله الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون. فكيف امنوكم والانسان لا يأمن من محل الخيانة والغدر. ولذا قال فالله خير حافظا. هو الذي يحفظني ويحفظ يوسف ويحفظ بنيامين ابعدوا عنا انواع السوء والمكائد. وهو ارحم الراحمين. اي ان الله جل وعلا طلب من الله ان يرحمه باعادة يوسف اليه فتح اخوة يوسف رحالهم والتفتوا الى ما فيها من الطعام فاذا بالاثمان التي ذهبوا بها قد عادت معهم ووجدوا اثمانهم وبضاعتهم التي باعوها قد عادت اليهم واصبحت في رحالهم فحينئذ يحتمل ان يوسف يحتمل الامر في اذهانهم انهم عادوا بدون علمي يوسف ومن معه بهذه الاموال. وبالتالي فان الامانة تقتضي منهم ان يعيدوها الى اصحابها ويحتمل ان هذا العزيز ومن معه قد وضعوا هذه الاموال عن عمد من باب بكرمهم الزائد ومن باب احسان وفادتهم. فقد كان يوسف يحسن ضيافتهم. فاذا كان الامر كذلك فاننا نحتاج الى العود الى مصر. اما لنعرف حقيقة الامر فان كانت لاهل مصر رددناها اليهم وان كانوا قد قصدونا ونوونا بها اشترينا ميرة وحبوبا اخرى لنستطيع بها ان نكتفي بها اذى الطعام لمدة طويلة فتحوا متاعهم ورحالهم ووجدوا بضاعتهم واثمانهم قد وجدت في الرحل وردت اليهم. وبالتالي عادوا لابيهم. فقالوا يا ابانا ما نبغي. اي ما هو الامر الذي نقصده وما الذي ينبغي بنا ان نفعله؟ هذه بضاعتنا ردت الينا. ازماننا التي ذهبنا بها وجدناها في رحالنا. ولذلك سنعود الى سنعود الى مصر من اجل اعادة هذه الاموال لاهلها واصحابها. وسنأخذ معنا اخانا من اجل ان نمتار به زيادة ميرة وان نأخذ حمل بعير زايدا عما سناخذه. ولذلك اذا عدنا سنمير اهلنا اي سنقدم لهم العام الذي يغذي ابدانهم. ونتعهد لك ان نحفظ اخانا. من كل والا نمكن من اراد به شرا منه. وحينئذ سيكون معنا شخص قائد وبالتالي سيعطوننا حمل بعير زائد عما عما كنا نأخذه بدونه فلذا قالوا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير تحير يعقوب وهل يرسله او لا يرسله جزم في اول الامر بالا يرسله ثم بعد ذلك طلب منهم العهود والمواثيق التي تجعله يصدق وعدهم له بحفظ هذا الابن فقال لن ارسله معكم اي لنا دعه يذهب معكم حتى تؤتوني من الله اي تعطوني ما تثق به نفسي انكم ستعودون بهذا ابن الي بدون ان يأتي به اي سوء الا ان يأتيكم امر خارج عن ارادتكم فيحاط بكم قدم اخوة يوسف المواسيق والعهود على حفظهم لاخيهم من ابيهم بنيامين. وانه سيجعلونه معهم بمثابة من يجعل في العين فاتوا والدهم العهود والمواثيق. حينئذ وافق على طلبهم بارسال يعقوب بارسال بنيامين بن يعقوب خشية من جوع اهله وعدم وجود كفايتهم من الطعام وحينئذ قال الله على ما نقول وكيل. فهو الذي يتوكل بالامر وهو سبحانه الذي يحفظ عباده وبالتالي اعتمدت على الله في حفظ هذا الابن ثم وجه يعقوب الى ابنائه نصيحة فقال لهم اذا دخلتم الديار المصرية فحينئذ لا تدخلوا من باب واحدة وقد كان الناس في الزمان السابق يضعون على مساكنهم وعلى مدنهم اسوارا وحصون هنا بالا يتمكن منها اعداؤها ولان لا يكون للسراق من فزن عليها ولان لا يوجد طريق لاهل الفساد. ان يفسدوا في بلدهم. ولذا كانت البلدان محوطة بسور ولها ابواب محدودة هي التي يتمكن الناس من دخولها يعقوب وصى ابناءه وقال لا تدخلوا جميعا من باب واحد فانتم عدد فهما احدى عشر وكانوا على نظرة بهية وطول وفارع واجسام متينة قوية ولذلك قد يراهم من يراهم فتتعلق نفسه بهم فيكون هذا من اسباب حصول العين عليهم. قال لابنائه لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب فرق تفرقوا في الابواب فانه خشي عليهم. اما انه خشي عليهم من العين بانهم بكمال باجسادهم وكثرة عددهم وما لديهم من قوة قد تتعلق النفوس بهم فيلحقهم عين ممن يراهم واخرون قالوا بانه اراد الا يقبض عليهم جميعا. فان من يدخل في المدن لانواع السجن ما قد يوجهه اليه حارس الباب او غيره في بسبب دخوله. ولذا امرهم ان يتفرقوا. بحيث اذا كانت هناك مشكلة على بعضهم لم تستمر هذه المشكلة على باقيهم قال يا بني فخاطبهم باسم البنوة لا تدخلوا من باب واحد لا تدخلوا المدينة من باب للكون لله تعالى. وهنا تلاحظون الفرق بين هذه الكلمة ان الحكم الا لله وما ورد مثلها في كلام يوسف عليه السلام حينما قال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله. فهناك المراد بالحكم الامر الشرعي الديني. من وجوب التوحيد ووجوب طاعة الله. اما هنا فقوله ان الحكم الا لله يراد به حكم القضاء والقدر وليس الحكم الشرعي والحكم بنوعيه كلاهما لله جل وعلا ثم قال عليه توكلت اي اعتمدت بقلبي على رب العزة والجلال انه سينصرني وسيتولى شاني وحينئذ على الله وحده نتوكل بحيث لا تعتمد قلوبنا على الاسباب ولا على احد من الخلق فانه لن ينجح سبب الا بامر الله جل وعلا وبالتالي علق قلبك برب العزة والجلال دخلوا المدينة وذهبوا الى يوسف وكان دخولهم المدينة بحسب الطريقة التي ذكرها لهم والدهم طاعة له وبين الله عز وجل بان ذلك لا يغني عن احد من الله شيئا هذا التوجيه بالتفرق في الابواب حاجة قدرها يعقوب في نفسه. وبالتالي رتب هذا الامر قال تعالى وانه لذو علم لما علمناه. هذا ثناء على يوسف عليه السلام. ولكن فيه بيان ان ما يستفيده الانسان من معلومات فانما هي من الله جل وعلا. فالله هو الذي يمكنه من ذلك كله فهذه ايات عظيمة فيها فوائد متعددة فمن تلك الفوائد فظل الله على بويوسوف حيث جعله على خزائن الارض ومكنه بها. و في هذه الايات فضل الله على يوسف بجعل اخوانه يحتاجون اليه ويفيدون له وفي هذه الايات من الفوائد ان الانسان قد يعرف من لا يعرفه وقد يتذكر علاقة بينه وبين غيره وذلك الغير لا يتذكر تلك العلاقة وفي هذه الايات ايضا من الفوائد جواز استعمال الاجراء والموظفين والعمال كما فعل يوسف عليه السلام وفي الايات ايضا توصل الانسان الى ما يطلبه توسل الانسان الى ما يطلبه بفعل ما يوصل الى ذلك السبب ولكن ليعلم بان السبب وحده لا ينتج مطلوبه حتى يكون معه حتى يكون معه قضاء وقدر من الله تعالى وفي هذه الايات الترغيب في الوفاء في المكاييل وعدم بخسها وفيها رضا اكرام الضيوف وبذل ما يحتاجون اليه وفي هذه الايات استعمال اسلوبي الترغيب والترهيب كما في قصة يوسف عليه السلام وفي هذه الايات ما من الله به على يوسف من التصرف في الكون وفي هذه الايات من الفوائد عاودوا الانسان في الطلب من شخص قد اعتذر فيما مضى وفي هذه الايات من الفوائد ايضا جواز ان يرد المشتري سلعته لي البائع الذي يشتراه منه مع الثمن وفي هذه الايات ما يجعل الانسان يقنع بانه يستحب فعل يستحب فعل الاسباب التي تتضمن اجتناب ما قد يؤدي الى المفاسد فيما مضى وفي هذه الايات ايضا الترغيب في عدم تفضيل بعض الابناء على بعضهم الاخر. وفي هذه الايات رد البائع الثمن للمشتري. لسبب او لغير سبب وفي هذه الايات انه لا ينبغي للانسان ان يأمن لمحل كان سببا من اسباب لحوق الاذى به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وفي هذه الايات الاعتماد على الله جل وعلا لتحقيق المطالب وحفظ القرابة وفي هذه الايات ايضا فضل يوسف على اخوانه في مثل هذه القضايا المذكورة وفي هذه الايات من الفوائد اخذ العهود والمواثيق على شخص القيام بعمل مما نتيجة صلح او عوض او غير ذلك وفي هذه الايات الحذر من العين وبذل الاسباب المؤدية لعدم تأثر الانسان العين وفيها الترغيب في التوكل على الله جل وعلا وفي هذه الايات بذل الانسان الاسباب التي تزيل اثر العين عنه وفي هذه الايات ان العلم فضيلة من الله تعالى يعطيها من يشاء من عباده. ولذا قال عن يعقوب لذو علم لما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين اصلح الله قلوبكم ويسر اموركم واصلح ذراريكم وجعل العاقبة الحميدة لكم كما نسأله جل وعلا على ان يكون مع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها معينا وهاديا ونصيرا كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من ممن وفق لليلة الفاضلة ليلة القدر فقام ايه؟ فقامها ايمانا واحتسابا. وبارك الله فيكم واسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واتباعه واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين