فقال لن ابرح الارض اي سابقى في ارض مصر. ابحث عن الاخبار وآآ احاول ان اطلق اخي وان اتي به اليكم حتى يحصل احد امرين. اما ان يأذن لي ابي ويعفو عني ويتجاوز الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. مكننا من الوصول الى هذه المواطن الشريفة وهيأ لنا اسباب العبادة وجعلنا ممن يدرك فضل هذه الايام العظيمة واسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يبارك لكم في اعماركم وابدانكم واوقاتكم وجميع احوالكم وبعد فنقرأ ايات من سورة يوسف لعل الله جل وعلا ان ينيلنا ما فيها من الفوائد والاحكام والمعاني غني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه. قال ولئن انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية. جعل غاية في رحل اخيه ثم اذن مؤذن. ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد وعن الملك ولمن به حمل بعيد انا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما لنفسد في الارض وما كنا سارقين قالوا فما انكم كنتم كاذبين قالوا جزاؤه ما وجد في رحله فهو جزاء كذلك نجزي الظالمين. فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخي ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا يشاء الله نرفع درجات وفوق كل ذي علم عليم قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون قالوا يا ايها العزيز ان له او ابا شيخا كبيرا. فخذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا انا اذا لظالمون. فلما استيأسوا فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم الم تعلمون ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا قد اخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. ارجعوا لا ابيكم فقولوا فقولوا يا ابانا ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. واسأل القرية كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها انا لصادقون. قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبرا جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم فصل اخر من فصول قصة يوسف عليه السلام حيث احتاج قومه الى ميرة وطعام لهم ولمن حولهم فارسل يعقوب ابناءه الى يوسف عليه السلام من اجل ان يأتي لهم بالميرة والطعام وكما توعدهم يوسف بالا يقبل منهم والا يرتب لهم ما يطلبون الا بما الا فاذا قدموا باخيهم فعلوا ذلك واتوا باخيهم من ابيهم بنيامين وامتثلوا لوصية ابيهم في ان يدخلوا من ابواب متفرقة فدخلوا واستقبلوا ذلكم الاستقبال اللائق واكرمهم يوسف عليه السلام بدلالة انه بدلالة انهم وصفوه بانه من المحسنين. فقالوا انا نراك من المحسنين وما وصفوه بهذا الوصف الا لانه اكرمهم الاكرام العظيم وكان من اكرامه ان ادخلهم عليه وان جعلهم يبيتون في قصره الذي يسكنه وكان عددهم احد عشر ولذا قال ليكن كل اثنين منكم في غرفة من اجل ان ينفرد لاخيه بنيامين ليحدثه ويخبره بما كان منه حينئذ اخبر يوسف اخاه بقصته وبما جرى عليه من الوقائع وبانه اخوه ففرح بنيامين بذلك اشد الفرح واخبره بماذا يفكر فيه حيث انه يفكر في ابقاءه بحيلة تجعلهم لا ينتبهون ليوسف فلما دخلوا على يوسف اوا اليه اخاه وجعله معه في غرفته الخاصة به ليحدثه عن حاله. وقال له معترفا اي اني انا اخوك وففرح بنيامين بذلك. وقال له لا ابتئس يعني لا يأتيك شقاء بعد هذا اليوم. فالبؤس هو الشقاء فكأنه قال له ليس لك بعد اليوم الا النعيم والخير وما تعرضت له من المضايقات السابقة من قبل اخواننا ستنتهي باذن الله جل وعلا. ولذا لا بما كانوا يعملون بدأوا يعدون لرحلة العودة الى ابيهم وجهزهم بجهازهم بان جعل في حمل كل واحد منهم حمل بعير من الميرة والقمح وكانوا في ذلك الوقت يتنقلون بالابل لا بالبقر ولا بالحمير. جهزهم بجهازهم قام يوسف بنفسه بجعل السقاية في رحل اخيه بنيامين والسقاية صفة لصواع الملك وهي الآلة التي كانوا يعرفون بها مقدار ما يقدم لكل واحد من الناس لانه قد جعل قد جعل قانونا عاما بان لا يعطى الشخص الا حمل الا حمل بعيرا. ولذا كانوا يقدرون ما يكون لكل واحد في هذا الصواع الذي سمي بهذا الاسم اخذا من الصاع الذي هو وحدة من وحدات وزن الاشياء معرفة حجم الاشياء ومن صفاته انه محل للسقاية خرج اخوة يوسف من عندهم وحينئذ ارسلوا المنادي ينادي وجود سرقة وانهم يبحثون عن السارق. فقال ثم اذن مؤذن اي نادى منادي سمي بهذا الاسم لان النداء يسمع بالاذن فسمي اذانا ماذا قال؟ قال ايتها العيد انكم لسارقون فاتهموهم بالسرقة وهذا الاتهام لم يصدر من يوسف وانما صدر من المنادي لانه لم يكن يعلم الحال لان الذي وضع السقاية في رحل اخيه هو يوسف بدون ان يعلم احد من الشأن اخوة يوسف لم يكن من شأنهم السرقة. ويعرفون عن انفسهم العفاف والنزاهة ولذا لم يكن من شأنهم الهرب وانما عادوا الى هذا المنادي. كيف وعندهم برهان على امانتهم الا وهي انهم لما اعاد يوسف اموالهم الى رحالهم في المرة الاولى عادوا بتلك الاموال فسلموها ليوسف ومن معه على الخزائن وحينئذ كانوا محلا تقدير واكرام من قبل يوسف ومن معه اقبل اخوة يوسف وقالوا للمنادي ومن معه ماذا ماذا تفقدون لم يقولوا ما الذي سرق منكم؟ فانهم ارادوا ان ينفوا صفة السرقة عنهم وعن غيرهم. ولذا قالوا ماذا تفقدون؟ لعل ما تفقدونه قد سقط منكم او نسيتموه في مكان وبالتالي يحاولون ان ينفوا السرقة قال المنادي ومن معه؟ نفقد صواع الملك. اي ان الالة التي نعرف بها المكاييل وهي الصواع قد فقدناها. ونصب الى الملك اما لان الملك هو الذي اعتمده وجعله مقدارا لاعطاء كل واحد من الناس واما انه كان الة خاصة به وحينئذ قالوا نفقد صواع الملك. ولمن جاء به حمل بعير. يعني من دلنا على السارق وعرفنا به فاننا سنعطيه حمل بعير اخر ما اخذه سابقا وقالوا حينئذ وانا به زعيم اي ضامن ومؤكد لكم بانني ساقوم بتسليم بحمل البعير لمن اعاد الينا صواع الملك واكتشف السارق. حينئذ قال اخوة يوسف تالله اقسم بالله جل وعلا لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين فهم يقولون عندكم جزم ويقين بحالنا. فنحن عدنا الاف قال بسبب اعادة الثمن الاول الذي وجدناه في رحالنا. وبالتالي انتم عندكم يقين ان انا امناء ولا يمكن ان نأخذ صواع الملك وقيمته اقل بكثير من قيمة ضاعت التي ارجعناها سابقا. ما جئنا لنفسد في الارض فان الذنوب فساد وافساد ومن تلك الذنوب السرقة واكل اموال الاخرين. وما كنا سارقين ان لم تكن الصفأة السرقة لم تكن صفة السرقة صفة لنا في حاضر ولا سابق حينئذ توجه المنادي ومن معه اليهم فقالوا اذا كنتم كذبتم ووجدنا صواع الملك عندكم. وعرفنا انكم الذين انقذتموه حينئذ ما هو العقاب الذي نضعه لمن وجدناه فعل ذلك. قالوا فما جزاؤه ان كنتم كاذبين كان اهل مصر عندهم طريقة خاصة في معاقبة السارق. مغايرة لطريقة في يعقوب ومن في الشام معه. فكان اهل الشام اذا وجدوا سارقا جعلوه مملوكا للمسروق منه اما مطلقا على قول واما لمدة سنة على قول اخر. واراد ان يأتي بهذا القانون الذي عند اهل الشام من اجل ان يكون سببا من اسباب بابقاء اخيه بنيامين عنده. والا فان طريقة اهل مصر وملك مصر في ذلك الزمان مغايرة لهذه الطريقة في العقوبة. قالوا فما جزاؤه؟ اي ما هي العقوبة التي تكون للسارق الكاذب الذي اخفى صواع الملك فقال اخوة يوسف جزاؤه اي عقوبته ان من وجد الصواع في رحله فانه يجازى بان يكون مملوكا لكم كذلك نجزي الظالمين. اي هذه طريقتنا التي نسير عليها في عقوبة الظالم السارق قاف حينئذ بدأوا بتفتيش ما لديهم من الامتعة ليبحثوا عن صواع الملك بدأ باوعيتهم الكبير فالكبير فبدأ بتفتيش عفش الكبير فلم يجد. حتى وصل الى اخيه لماذا ابتدأ بهم من اجل الا يكتشف ما عمله من الحيلة في ذلك الامر ثم وجدوا ذلك المتاع عند اخيه في بعيره الذي الا عليه متاعه فاستخرج صواع الملك من وعاء اخيه هذه مكيدة وحيلة والكيد هو التدبير الخفي الذي لا يعلم ما به من من الخطط وذلك انه استخرج الحكم من عندهم على حسب قانون اهل الشام لا على اهل مصر. قال ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك. اي الشريعة التي والنظام الذي يسير عليه ملك مصر ليس فيه استعباد السارق ولا ثم قال الا ان يشاء الله. يعني ان مكيدة يوسف هذه كانت بامر من الله جل وعلا وتدبير منه سبحانه وتعالى سم وصف الله جل وعلا يوسف بالعلم وبحسن التدبير وقال ارفع درجات من نشاء. فيرفع بالعلم وبالتدبير وفوق كل ذي علم عليم ذي علمي صاحب العلم فان الله جل وعلا مطلع على الامور لا يخفى عليه شيء منها حينئذ بدأ اخوة يوسف يوجهون اللوم الى بنيامين. ويصفونه بالاوصاف المقذعة السيئة ولم اكتفوا بذلك بل شمل وصفهم السيء اخاه الذي فقدوه من سنين طويلة قالوا ان يسرق بنيامين ويأخذ متاع هؤلاء فقد كان اخوه يوسف قبل ذلك على هذه الطريقة المشينة غير المقبولة يوسف كان يسمعهم وحينئذ كان يعلم ان الشقاء وحسن وان الشقاوة سوى التصرف كان من اخوانه لكنه لم يرد ان يقرعهم في ذلك الموقف. فاسر الحديث في نفسه ولم يظهره ولهم فقال انتم شر مكان. اي انتم الذين ظلمتم يوسف وظلمتم تم بنيامين وانتم الذين فعلتم ما فعلتم بابيكم من اجل ان تأخذوا من وجهه يوسف قبل ذلك فانتم شر مكانا اي اسوء صنعة وعملا. والله اعلم بما تصفون. فالوصف الذي وصفتم به يوسف واخاه بنيامين لم يكن وصفا ولا صادقا بل هذه الاوصاف انتم اليق بها بعد حديث اللوم والعتاب على بنيامين فكروا في ابيهم وبدأوا يتذكرون حلابيهم حيث انه كان كبير السن وسيعلمون انه سيحزن واشد الحزن على يوسف وبنيامين. ويعلمون انه سيتوجه لهم باللائمة وبالتالي سيغضب عليهم غضبا شديدا لكونهم لم احفظوا العهود والمواثيق التي قدموها له في دعواهم عندما طلبوا منه ان يرافقهم بنيامين. قالوا يا ايها العزيز وهو عزيز مصر وذلك ان يوسف اصبح على هذه المكانة والمنزلة. ان له واي هذا الذي اخذت له والد كبير السن ان له شيخا كبيرا. يحتاج الى اية وعناية وقلبه متعلق به. فلعلك ان تتركه وولو باخذ احدنا مكانه فخذ احدنا عندك مملوكا يخدمك ويقوم بحوائجك فان ممن هو اقوى منه واعرف منه وامهر منه. انا نراك من المحسنين. فقد تنتهي الينا سابقا بانواع الاحسان. ولذلك نطلب منك ان تحسن الينا مرة باطلاق سراح هذا ووظع احدنا في مكانه اختر احد هؤلاء عشرة ليكون مكانه امتنع يوسف من ذلك لان هذا من الظلم اذ من الظلم ان يعاقب الانسان بجريرة غيره. فقال معاذ الله اي الجأ الى الله واحتمي به من ان اكون ظالما فاخذ غير فاخذ اسيرا غير من وجدنا متاعنا عنده وانظروا الى قوله وجدنا متاعنا عنده. ولم يقل الا من كان سارقا. لانه اراد ان كن صادقا في حديثه اذ انه يعلم بانه ليس بسارقة ان اذا لظالم اذا عاقبنا غير هذا الرجل فجعلناه اسيرا عندنا فاننا حينئذ سنكون من الظالمين لاننا عاقبنا غير الجاني حاولوا محاولات عديدة وحاولوا ان يدخل بعض من له مكانة وحدثوا بعض العاملين من اجل ان يتلطف لهم باطلاق يهم لكن تلك المحاولات باءت بالفشل حتى دب اليأس اليهم من ان يتمكنوا من اطلاق بنيامين فلما سيئسوا منه ابتعدوا عن الناس وجاؤوا في مكان خلي ليس عندهم احد يفكرون ماذا يفعلون كيف يواجهنا اباهم؟ وكيف يتصرفون في هذا الموقف فخلصوا نجيا. والنجي السري الذي لا يطلع عليه الاخرون في ذلك الموقف قال كبيرهم اكبرهم. وقد قيل بان اسمه يهوذا بانكم قد فرطتم من قبل في وعدكم لابيكم مع يوسف وها هنا قد وعدت اباكم ان تحفظ بنيامين وان تعيدوه اليه. فباي وجه اعود الى ابي من غير ان يكون بنيامين معي وانا الذي كنت اتزعمكم في الحديث مع والدنا وانا الذي كنت في وجهه فقال كبيرهم الم تعلموا ان اباكم يعني يعقوب قد اخذ عليكم موثقا جعلكم تقسمون ايمانا متعددة فاخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل فرط ما فرطتم في يوسف فجرائم متتابعة وحوادث متعاقبة. ولذا باي وجه القى بي يأذن لي بان اعود اليه او يحكم الله لي بان اجد طريقا لاطلاق بنيامين فاعود به معي الى والله تعالى مدبر الامور وهو خير الحاكمين ثم وصاهم وقال عودوا الى ابيكم وارجعوا اليه حينئذ خاطبوه بالخطاب اللين الرقيق. وابتدئوا هذا الخطاب بتذكير ابوته بكم لعله اذا شاهدكم وشاهد عددكم يجد فيكم عوضا عن بنيامين. فقولوا يا ان ابنك سرق ولاحظوا انهم في هذا المقام لم يقولوا ان اخانا وانما قالوا ان ابنك وهذا فيه نوع جفاء مع والدهم. ثم وصفوه بالسرقة جازم بها فقالوا ان ابنك سرق ثم قالوا وما شهدنا الا بما علمنا. نحن يعني اننا شاهدنا صواع الملك في حمل اخينا ومتاعه. وبالتالي نحن علمنا بذلك وجزمنا به ولم نقل هذه الكلمة الا بعد يقين تام بانه قد سرق. وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. اي عندما اعطيناك الموثق وحلفنا لك الايمان واقسمنا عندك لم نكن نعلم بان بنيامين سيسرقوا الملك وبالتالي يميننا وقسمنا باعتبار انه سيكون حسن التصرف ثم اراد ان يستشهدوا من يكون معهم. فقالوا وسائل القرية اي ارسل الى القرية التي كنا فيها والتي اخذ بنيامين فيها من يأتيك بالخبر ويخبرك بما او وقع من بنيامين وكيف كان حاله. وسل القرية. اي من يسكن تلك القارية التي كنا فيها. والعيد عيسى للقافلة التي قدمنا معهم انهم قد شهدوا الواقعة وحضروا وقت اخذ بنيامين وشاهدوا صواع الملك في في متاعه ومن ثم ارسال العيرة التي اقبلنا فيها. وانا لصادقون. فانظروا كيف بدأوا يتنصلون من الامر من جهة ويصفون انفسهم بالصفات الطيبة من مثل الصدق ويصيبون اخاهم بضد ذلك قابلهم يعقوب بعدم تصديق كلامهم واتهمهم بانهم قد مكروا عليه مكرا وان عندهم خططا كانوا قد رتبوها من اجل ابعاد بنيامين عنه وهو يعلم بان يوسف لم يمت وبان بنيامين لن يذهب عنه. وقد علمها بالرؤيا التي رآها يوسف في وللزمان حيث رأى احد عشر كوكبا مع الشمس والقمر يسجدون له وبالتالي عدد ابنائه من غير يوسف احد عشر فعلم انه لن يفوت عليه مصيبة عظيمة حلت بيعقوب بفقده لبنيامين بعد ان فقد يوسف قبل ذلك. فقال لهم بل سولت لكم انفسكم امرا. فنفوسكم قد خططت ورتبت واظمرت اخفاء بنيامين عني. ولذا ليس من شأني الا الصبر الجميل. اي عدم الجزع. ولا التسخط من هذا قدر الذي قدره الله علي وانتم ايها الاخوة سببه ولكن سيكون مني الصبر الجميل والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه ولا ولا آآ تسخط باللسان ثم توجه الى الله عز وجل ان يعيد ابناءه اليه. فقال عسى الله ان يأتيني بهم جميعا فقد فقد ثلاثة من ابنائه. يوسف وبنيامين والكبير يهوذا وبالتالي كانت المصيبة عظيمة على نبي الله يعقوب التجأ الى الله باسمائه العليم والحكيم توسلا بهما لعل الله ان دعواته فهذه ايات عظيمة فيها احكام متعددة. فمن تلك الاحكام ان الاخ الشقيق اقرب من الاخ لاب. ولذلك في الميراث يكون مقدما عليه. والشقيق يحجب الاخ لاب ومن ذلك ان ولاية النكاح على المرأة تكون لاخيها الشقيق ولو كان لها اخوة من اب اكبر منه وفي هذه الايات تبشير لانسان بالمستقبل الحسن والحياة الجميلة. كما فعل يوسف عليه كلام مع اخيه حينما قال له لا تبتأس وفي هذه الايات ان الانسان لا ينبغي ان يتسخط من اقدار الله المؤلمة بل عليه ان يكون موقنا بان ما قدره الله عليه من الاقدار المحزنة انما ما قدره لمصلحته ومن اجل ان تكون العاقبة الحميدة له وفي هذه الايات اعطاء الحقوق لاصحابها. وتسليم البضائع المشترات لمشتريها كاملة تامة كما فعل يوسف باخوته وفي هذه الاية من الفوائد نداء النداء للاخرين بالخطاب الرفيع من اجل ان يكون سببا من اسباب حضورهم وعدم هربهم وامتناعهم. وفي هذه الايات ايظا من الفوائد البحث عن المفقودات وبذل الاسباب في تحصيلها واستدل بقوله ولمن جاء به حمل بعيد على مشروعية عقد الجعالة ان يضع جائزة لمن يقوم بعمل معين فهنا قد جعل حمل بعيد لمن اتى بصواع الملك. فهذا عقد جعالة وكذلك استدل بقوله وانا به زعيم على مشروعية عقد الكفالة فانه ضمن لهم ذلك تكفل به وفي هذه هي ليات ان المعاصي واخذ اموال الاخرين من انواع الافساد في الارض وفي هذه الايات الاستدلال بسابقة حال الانسان الجميلة على حسن الحاضرة وفي هذه الايات تدبير يوسف في اخذ اخيه بالتدابير الخفية. وهكذا قد يدبر الانسان تدابير خفية من اجل ان يحق الحق وان يعيد الامور الى نصابها ومن اجل ان يرفع الظلم عن بعض الناس وفي هذه الايات من الفوائد ذكر اختلاف الشرائع في معاملة السارق وفي هذه الايات عدم صحة القدح في الشخص بناء على قدح موجه لاحد من قرابته. كما فعل اخوة يوسف حينما قالوا لبني امين ان يسرق فقد سرق كله من قبل وفيه عدم سعيهم لنفي التهمة عن بنيامين وكانه وجد ما آآ يتوافق مع نفوسهم من محاولة ابعاد بنيامين عن عناية ابيه وفي هذه الايات انه ليس كل كلمة تكون في ذهن الانسان يتكلم بها. بل عليه ان يزن كلامه قبل ان يتكلم به فلو كان في نفسك معاني حق وكلمات صدق فلا يعني ذلك ان تتكلم بها حتى تعلم انها محققة للمصلحة غير جالبة للمفسدة ولذا سر يوسف مقالته في نفسه وفي هذه الايات جواز المقارنة بين الاشخاص لمعرفة الفروقات بينهم معرفة من يصلح للاعمال منهم وفي هذه الايات ان الخطاب العاطفي لا يصح ان يكون سببا من اسباب تخفيف العقوبات على من اوجبت شريعة في حقه عقوبة لمخالفته الشرع وفي هذه الايات الاستدلال بما لدى الانسان من عمل طيب واحسان خلق على رغبته في في ازالة الظرر والسوء عن الاخرين وفي هذه الايات عدم جواز معاقبة احد بجريرة غيره. بل كل واحد اعقب بجريرته وفي هذه الايات عدم استدل بعضهم بهذه الايات على عدم صحة كفالة من عليه عقوبة بدنية فان الاعمال البدنية لا يقوم بها احد ان احد وفي هذه الايات تحرز الانسان من الكذب في كلامه. ولذا كان يوسف متحرز من ان يصف بنيامين بي السرقة وفي هذه الايات مشروعية المشاورة بين اصحاب الرأي والشأن من اجل معرفة افضل الطرق في ما يكون عندهم من القضايا وفي هذه الايات تقدير كبير السن واحترام رأيه وسماع ما لديه وفي هذه الايات تذكير المذنب بما حدث منه من الجرائم والذنوب السابقة وفي هذه الايات ان من اجرم جريمة وتاب منها ثم عاد الى مثلها. فان جريرته بذلك اكبر وفي هذه الايات وجوب احترام المواثيق والعهود وخصوصا ما يعقده الانسان مع رب العزة والجلال وفي هذه الايات من الفوائد انتظار الانسان الفرج لعل الله عز وجل ان يأتي به كما كان كبير اخوة يوسف ينتظر الفرج باذن ابيه او بالافراج عن اخيه وفي هذه الايات نسبة الفضل الى الله جل وعلا فهو المتصرف في الكون سبحانه وتعالى اه وفي هذه الايات من الفوائد حسن ادب الانسان مع والديه بخطابهم بتذكير لفظ الابوة كما في قول ابراهيم عليه السلام يا بتيني يا بت لما يا ابتي اني قد جاني من العلم ما لم يأتك. فرددها اربع مرات قالت يا ابتي يا ابتي يا ابتي استعطافا لقلبه وفي هذه الايات انه لا ينبغي للانسان الجزم باتهام الاخرين. مهما كانت الظروف فلعل الامر على خلاف ما ظهر للناس وفي هذه الى ايات استشهاد الانسان من حوله على ما يقع عليه من وقائع بحيث يسأل من شاهد هذه الوقائع وفي هذه الايات من الفوائد الحث على الصبر الجميل. والصبر عمل عظيم وقد جاءت النصوص بالثناء على اصحابه قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقال ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وفي هذه الايات ان اعلى مراتب الصبر الصبر الجميل الذي ليس فيه تسخط ولا التشكي وفي هذه الايات حسن ظن الانسان بالله جل وعلا. كما كان يعقوب محسنا الظن بربه. فقال الله ان يأتيني بهم جميعا وفي هذه الايات التوسل الى الله تعالى في الدعاء بالاسماء والصفات المناسبة لما يدعو الانسان به فهذا شيء من فوائد هذه الايات بارك الله فيكم واسعدكم ورفع درجاتكم وعلى منازلكم عنده ورزقكم رفقة محمد صلى الله عليه وسلم في جنان الخلد كما نسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا وان يملأها من التقوى والايمان كما جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. اللهم املأ قلوبهم تقوى ايمانا اللهم اجعلهم موفقين في امورهم. اللهم اجعلهم ملتزمين بشرائع دينك. اللهم اصلح ذراريهم واجعلهم هداة مهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد كل خير وان يجازيهم خير الجزاء على ما يرتبون به امر الحرمين وعلى ما يقومون به من نصرة الاسلام والمسلمين. كما نسأله جل وعلا ان يختم لنا شهر رمضان بخير. وان يتقبل آآ من ما اديناه من عمل صالح وان يغفر لنا ما كان منا من زلل وتقصير وتهاون في عبودية الله جل وعلا. بارك الله فيكم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين