قوله له ضراط اي له فساء له صوت مسموع ذلك من اجل ان لا يسمع التأذين وفي هذا الحديث ايضا ان الانسان اذا خشي على نفسه من الشياطين شرع له ان يؤذن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فان من اظهار شعار الاسلام تان الذي وردت النصوص الترغيب فيه قال تعالى اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة وقال النبي صلى الله عليه وسلم اطول الناس اعناقا يوم القيامة المؤذنون. واخبر بانه لا يسمع صوت المؤذن شجر ولا حجر الا لشهد له يوم القيامة وقال لو يعلم الناس ما في الصف الاول والنداء ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا ومن هنا نستشعر القيمة العظيمة لهذه الشعيرة من شعائر الاسلام. ولعلنا نقرأ عددا من الاحاديث الواردة في كتاب الاذان من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاذان عن انس رضي الله عنه قال لما كثر الناس قالوا ذكروا ان يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه. فذكروا ان يرونارا او يضرب ناقوسا فذكروا اليهود والنصارى فامر بلال رضي الله عنه ان يشفع الاذان وان يوتر الاقامة الا الاقامة قوله كتاب الاذان الاذان المراد به رفع ذكر الله عز وجل للاشعار بالنداء لاداء الصلاة ولا يختص الاذان بان يكون في اول الوقت كما تقدم قوله انس رضي الله عنه لما كثر الناس اي كثرت اعداد الداخلين في دين الاسلام زكروا ان يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه قد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشد من تغولته الغول ان يؤذن للصلاة. وقوله هنا حتى اذا ثوب بالصلاة ادبر المراد بالتثويب الاقامة فاذا اقيم للصلاة اي انهم احتاجوا الى علامة تشعرهم بدخول وقت الصلاة مما يدل على ان وضع العلامة للاخبار بوقت الصلاة من الامور الجائزة ويحسن ان يكون مما اخذ ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الاهتمام باداء الصلوات في اوقاتها قوله فذكروا ان يوروا نارا يعني اقترح بعضهم ان يشعلوا نارا في وقت الاذان في وقت كل صلاة ليعلم الناس بدخول وقت الصلاة ولكن قالوا هذا عمل المجوس وهم الذين يشعلون النيران في عباداتهم فاقترح اخرون بان يضربوا ناقوسا والناقوس الجرس الكبير ليحدث ظربه صوتا يجمع الناس فذكروا ان هذا من عملي النصارى ولذا امر بلال وهو المؤذن ان يشفع الاذان اي ان يأتي بالاذان بصيغة التثنية وبهذا استدل الامام ما لك على ان التكبير في اول الاذان يكون مرتين والجمهور على ان الاذان يشتمل على اربع تكبيرات في الاذان لما ورد في حديث بلال وحديث عمر وحديث عبد الله ابن زيد وغيرهم ان الاذان في عهد النبوة كان يؤتى بالتكبير مربعا وقوله وان يوتر الاقامة يعني ان يؤتى بالفاظها مرة مرة والقول بان الاقامة على الوتر هو مذهب الأئمة مالك والشافعي واحمد خلافا للامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى وقوله ان يشفع الاذان استدل به احمد وابو حنيفة على ان الافضل عدم الترجيع في الاذان قال مالك والشافعي باستحبابه الترجيع في الاذان بان يشهد الشهادتين بصوت منخفظ قبل ان يأتي بهذه الشهادة بصوت مرتفع وكان بلال لا يرجع في اذانه وهو مؤذن اهل المدينة وكان ابو محظورة يرجع في اذانه وكان مؤذن اهل مكة فاخذ ابو حنيفة واحمد باذان بلال واخذ مالك والشافعي باذان ابي محذورة وقوله الا الاقامة يعني ان لفظة قد قامت الصلاة لا يؤتى بها على الوتر وانما تشفع وتكرر في الاذان والقول بتكريرها هو مذهب الائمة الثلاثة بحنيفة والشافعي واحمد بهذا الحديث خلافا للامام ما لك رحمه الله تعالى قول الجمهور يظهر لي دلالة حديث الباب. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها. فتكلموا يوما في ذلك كفقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى. وقال بعضهم بلبوقا مثل قرن اليهود. فقال عمر رضي الله عنه اولا يبعثون رجلا ينادي بالصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فنادي بالصلاة من في هذا الحديث فيا نو كيفية بدء الاذان وان الناس في اوائل عهد النبوة لم يكن لديهم اذان للصلوات وانما يتحينون وقت الصلاة ويقدرون وقتها فيأتون على تقديرهم ولا يوجد اذان في اول وقت الاسلام فجلسوا ينظرون في هذا الامر ويتطلعون الى ان يوجد عندهم شيء يكون سببا من اسباب اجتماعهم لاداء الصلوات. فاقترح بعضهم الناقوس لكن الناقوس من فعل النصارى ومن طريقتهم. واقترح بعضهم البوق الذي يصفر فيه ويطلع الصوت العظيم وقيل هذا عمل اليهود عمر رضي الله عنه قال لهم او اشار بي النداء بالاذان قد ورد في الاحاديث ان عمر قد رآه في رؤيا وورد ان عبد الله بن زيد رآه في رؤيا كان الاذان بعد ذلك مشروعا لا لمجرد الرؤية التي رأوها وانما يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اقر ذلك ومن انواع السنة السنة الاقرارية ثم انه صلى الله عليه وسلم امر بهذا الاذان الامر يفيد مشروعية ذلك فقوله يا بلال قم فنادي بالصلاة استدل به على ان الافضل في النداء للصلاة ان يكون المؤذن قائما لا جالسا نعم احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا نودي للصلاة ادبر وله ضرات حتى لا يسمع التأذين فاذا قضي النداء وسكت المؤذن اقبل. حتى اذا ثوب بالصلاة ادبر حتى اذا قضي التثبيب وسكت اقبل فلا يزال بالمرء حتى يخطر بين المرء ونفسه. يقول له اذكر كذا وكذا اذكر لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ثلاثا او اربعا. فاذا وجد احدكم ذلك ولم يدرك كم صلى ثلاثا او اربعا فليسجد سجدة السهو وهو جالس. هذا الحديث به فضل الاذان واثاره العظيم في طرد الشياطين به ان ذكر الله تعالى من اسباب ابتعاد الشياطين عن الانسان وفيه الحديث ان الاذان يرغم اهل الباطل انهم يفرون من سماع صوت الحق ادبر الشيطان هربا من سماع ذكر الله جل وعلا. قال حتى اذا قضيت تثويب وسكت يعني المؤذن اقبل الشيطان وفي هذا اثبات اثر الشياطين على النفوس. وانها توسوس في قلب الانسان حتى تخطر بينه وبين نفسه في هذا الحديث دلالة على ان الافكار والخواطر التي ترد على الانسان في الصلاة لا تفسدوا صلاته فتكون صلاته صلاة صحيحة وفي الحديث ايضا ان تذكر الانسان لبعض وقائع في اثناء الصلاة لا يبطل الصلاة وفي الحديث ان من شك في الصلاة وتساوت عنده الاحتمالات عملا بالاقل وهو اليقين فاذا شك هل هي ثلاث ركعات او اربع ركعات فالاصل انه لم يؤدي الا ثلاثا بهذا الحديث مشروعية سجود السهو عند وجود السهو او الشك في الصلاة وفي الحديث ان سجود السهو الذي نتج عن الشك يشرع ان يكون قبل السلام بهذا الحديث ان السهو كما يكون في صلاة الفرض كذلك يكون في التطوع بالتالي يشرع عند الشك في صلاة التطوع من سجود السهو ما يشرع مثله عند صلاة الفرض وهذا الحديث يتكلم عند تساوي الاحتمالات اما اذا كان هناك احتمال اغلب من احتمال فكان يتردد هل صلى ثلاثا او اربعا وكان غالب ظنه انها اربع ركعات فما العمل حينئذ للعلماء في ذلك ثلاثة اقوال مشهورة القول الاول بانه يعامل معاملة الشك فيعمل بالاقل وهو مذهب الامام الشافعي واستدل بحديث الباب القول الثاني بانه ان كان منفردا عمل باليقين وهو الاقل وان كان اماما عمل بغالب ظنه وهذا مذهب الامام احمد رحمه الله قول الثالث انه يعمل بغالب ظنه فقالوا بان احاديث الباب وما مثلها انما هي في حالة الشك التي تتساوى فيها احتمالات ما اذا كان هناك غالب ظن فانه يشرع ان يعمل بغالب ظنه وفي هذه الحال يسجد بعد السلام وهذا قول الامام مالك رحمه الله ولعل قول مالك ارجح لحديث ابن مسعود رضي الله عنه في من غلب على ظنه شيء من الاحتمالات وسيأتي معنا باذن الله قريبا. احسن الله اليكم قال عن عبد الله ابن عبد الرحمن ابن ابي صعصعة الانصاري ان ابا سعيد الخضري رضي الله عنه قال له اني اراك تحب الغنم والبادية. فاذا كنت في غنمك او باديتك فاذنت انتبه الصلاة فارفع صوتك بالنداء فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا شيء الا شهد له يوم القيامة قال ابو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. في الحديث جواز تربية الاغنام وفيه جواز سكنى البادية لمن امن على نفسه من الجهل فيما يحتاج اليه من احكام دين الله جل وعلا. وفي الحديث مشروعية الاذان للمنفرد. وان ذلك من الاعمال المشروعة التي يؤجر الانسان عليها. وفي الحديث من الفوائد استحباب رفع المؤذن للصوته الاذان وانه كلما كان ارفع كان افضل وفي الحديث من الفوائد شهادة المخلوقات للمؤذنين يوم القيامة. وفي الحديث ان الجن يسمعون وانهم يخاطبون بالتكاليف ويتعلق بهم الآذان و في الحديث نقل الحديث على انه من كلام الانسان ثم نسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن. في هذا الحديث مشروعية الاذان والنداء للصلوات. ومشروعية اجابة المؤذن. وقد اختلف اهل العلم في حكم ايجاد ابت المؤذن فاوجبه ابو حنيفة ومالك لهذا الحديث بينت روايات اخرى ان المراد بعد فراغ المؤذن من اذانه في هذا دلالة على مشروعية الاذان وقوله اللهم رب هذه الدعوة التامة اللهم معناها يا الله زيدت الميم في اخر فانه قال فيه فقولوا مثلما يقول وهذه صيغة امر والامر يفيد الوجوب وذهب الامامان الشافعي واحمد الى ان اجابة المؤذن مستحبة وليست بواجبة وصرفوا الامر في هذا الحديث لما ورد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يؤذن فلما قال الله اكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة فلما قال اشهد ان لا اله الا الله. قال صلى الله عليه وسلم افلح قالوا فدل هذا على انه لم يكرر الفاظ الاذان مع المؤذن. مما يدل على ان الامر هنا ليس للوجوب لانه لو كان واجبا لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ان المؤذن اذا قال الصلاة خير من النوم في اذان الفجر فانه يستحب لمن يريد اجابة ان يقول بمثل مقالته الصلاة خير من النوم. وقال بعض اهل العلم بانه يقول صدقت وبررت وقال اخرون بالفاظ اخرى في الاجابة لكنها لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم فالاولى ان يقال عند التثويب في اذان الفجر الصلاة خير من النوم لحديث الباب وراء طائفة بانه عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح انه يشرع ويستحب ان يقول مثل قول المؤذن وذلك لحديث الباب جمهور اهل العلم على انه اذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح فالمشروع لمن اراد متابعة المؤذن ان يقول لا حول ولا قوة الا بالله. لورود ذلك مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح بعض اهل العلم استدل باحاديث الباب السابقة على تفضيل الاذان على الامامة كما هو مذهب الامام الشافعي رحمه الله تعالى والجمهور على ان الامامة افضل من الاذان لكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يتولى الامامة ولم يكن يتولى الاذان ولو كان الاذان افضل لتولى صلى الله عليه وسلم الاذان احسن الله اليكم قال عن معاوية رضي الله عنه انه جلس على المنبر يوما فأذن المؤذن قال الله اكبر الله اكبر قال معاوية الله اكبر الله اكبر قال اشهد ان لا اله الا الله. قال معاوية وانا. فقال اشهد ان محمدا رسول الله. فقال معاوية وانا فقال مثله الى قوله واشهد ان محمدا رسول الله. ولما قال حي على الصلاة قال لا حول ولا الا بالله فلما انقض التأذين قال يا ايها الناس هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول اني سمعت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس حين اذن المؤذن وقول ما سمعتم مني من مقالتي. في هذا الحديث مشروعية القاء الخطب من على المنابر وفيه ان الخطيب وقت اذان المؤذن يجلس وانه يقوم اذا بدأ خطبته وفي هذا الحديث مشروعية الاذان وفيه ان اجابة المؤذن عند التكبير تكون بالقول بمثل مقالته استدل بالحديث على قرن التكبيرتين في الاذان. فيقول الله اكبر الله اكبر وبعض الفقهاء يستحب ان يفرد كل تكبيرة وحدها وحديث الباب ظاهره انه يقرن بين التكبيرتين وفي الحديث ان اجابة المؤذن في التكبير تكون بمثل لفظه في التكبير وظاهر الحديث انه عند الشهادتين يكتفي بقول وانا ببعض الالفاظ وانا اشهد والجمهور على انه يجيب المؤذن عند قول الشهادتين بمثل لفظه كاملا لحديث اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقولوا المؤذن وفي الحديث انه عند لفظ الهيعلتين حي على الصلاة حي على الفلاح انه يجاب المؤذن بلفظة لا حول ولا قوة الا بالله وفي الحديث مشروعية تعليم الناس السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث نقل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم بلفظها بصيغة التحديث الصريح والسماع في الحديث فضل معاوية رضي الله عنه وحرصه على نقل سنن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث مشروعية التعليم التطبيقي الفعلي امام الناس كون ذلك ابلغ في التعليم. احسن الله اليكم. قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة. قوله في هذا الحديث عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء لفظ الجلالة لانها تستعمل النداء قوله رب هذه الدعوة التامة بان دعوة الصلاة اشتملت على تعظيم الله وعلى افراده بالعبادة وعلى اثبات الرسالة لنبيه صلى الله عليه وسلم فكانت دعوة تامة قيل لها دعوة لان المنادي يدعو الاخرين الى اداء الصلوات قوله والصلاة القائمة يعني التي ستتم اقامتها وقوله ات محمدا اي اعطي محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته قد ورد ان ذلك المقام مقام الشفاعة. ورد انه مقام يختص به النبي صلى الله عليه وسلم حينما ياتي الناس للمحشر فتقرب الشمس من رؤوسهم فيخرج منهم العرق الشديد. يكون عندهم الحر الغليظ فيأملون ان يقضى بينهم لينتهوا من ذلك الموقف وهوله فيأتون الى انبياء الله واحدا واحدا ليشفع لهم ليقضى فيما بينهم فيمتنعون الا رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع للناس فيكون مقاما محمودا في في ذلك الموطن وقوله الذي وعدته اي ان الله قد وعد نبيه بذلك قد جاء في زيادة عند البيهقي انه قال انك لا تخلف الميعاد ومثلها عند الدارقطني باسناد حسن ولكن اهل العلم اختلفوا فيها فقال طائفة هي رواية شاذة لان اكثر الرواة لم يروا هذه اللفظة والاوثق على عدم اثباتها بالتالي راعوا انها رواية شاذة لكون الراوي قد خالف من هو اوثق منه. وهناك يا من قال باستحباب قول هذه اللفظة انك لا تخلف الميعاد. قالوا لانها قد وردت بي اسناد جيد وزيادة من الثقة مقبولة على ما يقرره اهل العلم فحينئذ وقع الخلاف؟ هل هذه الزيادة من زيادة الثقة فتقبل او انها من المخالفة لان الفاضلة اذكار محصورة معدودة بزيادة فيها تعد مخالفة لرواية من روى بدون هذه الزيادة. وفي الحديث اثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم لم قد ورد اثباتها في احاديث كثيرة. ولذلك قال اكثر اهل الاسلام باثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم. خلافا للمعتزلة ومن وافقهم في قولهم. احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره وشكر الله له فغفر له. ثم قال الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب والشهيد في سبيل الله. وقال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهينوا عليه لاستهانوا عليه ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا اليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو واورد المؤلف هذا الحديث ليبين عظيم فضلي الاذان وكثرة الثواب المترتب عليه. وقوله بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق يعني ان المارة يتأذون منه اخره ويزاله عن الطريق وابعده منه وشكر الله له اي انه قابل فعله الحسن بالثواب الجزيل. فغفر له يعني تجاوز عما كان منه بهذا فضل ازالة الاذى من الطريق وابعاد الاغصان التي يتأذى الناس منها والتي تكون في الطرقات وفي الحديث بيان ان لفظة الشهيد لا تنحصر في المقتول في المعارك بل هناك من يكون لهم فضل الشهادة فاول هؤلاء المطعون هو الذي اصابه مرض الطاعون فمات بسببه ومن الامراض التي كانت مشهورة في الازمان الماضية قلا وجودها قال والمقطون المراد به من مات بسبب مرض في باطنيته فمن مات بداء البطن دخل في هذه اللفظة والثالث من الشهداء الغريق وهو الذي يموت في الماء والرابع صاحب الهدم يعني الذي سقط عليه البناء فهلك بسببه والخامس الشهيد في سبيل الله من يقتل في المعارك التي تكون بين اهل الاسلام وغيرهم واما من قتل في المعارك التي تكون بين اهل الاسلام بعضهم مع بعض فلا يدخل في هذا اللفظ وقوله لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول يعني من الاجر و الثواب الجزيل وما يكون فيه من اجور متتابعة ثم لم يجدوا اي انه مختصم على الصف الاول وعلى النداء وحينئذ قال لو يعلمون ما فيهما لتسابقوا لفعلهما حتى لا يستطيعون ان ينفكوا من النزاع الواقع بينهم الا بعمل القرعة اه والمراد بقوله الا ان يستهموا اي يضربوا بالقرعة فيما بينهم ليعلموا من هو الاحق بالنداء او الاحق بالصف الاول. قال ولو يعلمون ما في التهجير اي لو كان الناس يعرفون الاجر العظيم المرتب على التبكير للصلوات تهجير التبكير للصلاة. لاستبقوا اليه. ولا كان كل واحد منهم يسعى لان يكون من اهله قال ولو يعلمون ما في العتمة والصبح والعتمة صلاة العشاء والصبح صلاة الفجر قال لو يعلمون ما فيه ما يعني من الاجر والثواب الجزيل لاتوهما اي لواظبوا على اتيان هاتين الصلاتين ولو كانوا مرظى لا يستطيعون المشي فاذا ارادوا ان يقدموا للمسجد قدموا اليه ابوا على ايديهم واقدامهم وفي هذا فضيلة هاتين الصلاتين صلاة العشاء والصبح وفضيلة ادائهما مع المسجد ومع الجماعة في المسجد وفي الحديث من الفوائد عظم اجر من يحافظ على الصلوات مع الجماعة اه بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين اسبغ الله عليكم نعمه وبارك لكم في ارزاقكم واوقاتكم وابدانكم واصلح الله ذراريكم نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يبارك فيهم وان يوفقهم لفعل الخيرات وترك المنكرات ونسأله لهم توبة صادقة كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعله من اسباب الهدى والتقى كما نسأله جل وعلا لولاة امرنا سعادة الدنيا والاخرة وان من اهل الخير الداعين اليه الباذلين الاسباب لنشر الهدى والحق في العالمين هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه كلم تسليما كثيرا الى يوم الدين