الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان للخير وان يعينكم على انواع الطاعة وان يجعلكم من المحافظين على شعائر دينه وبعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة كتاب الاذان من مختصر صحيح امام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء. فلعلنا لشيء من الاحاديث التي ذكرها الامام رحمه الله تعالى. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس صلاة اثقل على المنافقين من الفجر والعشاء. ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا. والذي نفسي بيده لقد هممت ان امر بحطب فيحطب. ثم امر بالصلاة فيؤذن لها ثم امر المؤذن فيقيم. ثم امر رجلا فيؤم الناس. ثم اخذا شعلا من نار اخالف الى منازل رجال لم يخرجوا الى الصلاة بعد. لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده لو يعلم احدهم انه يجد عرقا ثمينا او مرماتين حسنتين لشهدا العشاء. قوله هنا ليس صلاة اثقل على المنافقين من الفجر والعشاء فيه التأكيد في طلب الجماعة في هذين الفرضين. وتأخر المنافقين عن هاتين الصلاتين بسبب الظلم حيث لا يفقدون عند تأخرهم عنها. وقوله ولو يعلمون ما فيهما يعني من الاجر والثواب. لاتوهما ولو حبوا. اي ولو كانوا يسحبون انفسهم على الارض وقوله لقد هممت اي عزمت ان امر بحطب فيحطب اي يؤتى به من اطراف البلد ثم امر بالصلاة فيؤذن له ها في هذا مشروعية الاذان للصلوات المفروضة. قال ثم امر المؤذن فيقيم وفي هذا مشروعية الاقامة للصلوات. قال ثم امر رجلا فيؤم الناس فيه الامام لغيره في الامامة الناس. واستدل بهذا على فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة كما استدل بهذا الحديث على وجوب صلاة الجماعة فانه ما هم ايراد هذه العقوبة على هؤلاء الا لدلالة ان فعلهم مخالف امر الشارع. وفي الحديث دلالة على انهم لم يكن عندهم بيع على شراء بعد اذان المؤذن بل يتوقفون في طرقاتهم واسواقهم عن بيع وشراء. ولذا ذكر ان هؤلاء المنافقين يكونون في بيوتهم و في الحديث ايضا من الفوائد ان العبد ينبغي به ان يعنى بامر الاخرة اعظم من عنايته باموره الدنيوية. وقوله لو يعلم احدهم انه يجد عرقا سمين ايمانا اي عظما عليه لحم كثير او مرماتين حسنتين يعني عظاما اليد من الشاة التي يكون فيها لحم بين هذه العظام. وما ذاك الا لتقديمهم امر الدنيا على امر الاخرة. نعم. احسن الله اليكم. قال عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفظل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. في هذا الحديث فضل صلاة الجماعة وعظم الاجر المرتب عليها. وفي الحديث ان الجماعة ليست شرطا في صحة الصلاة بل تصح الصلاة من الواحد. وليس في الحديث دلالة على عدم وجوب صلاة الجماعة وانما فيه ان الجماعة ليست شرطا في صحة الصلاة. احسن الله اليكم. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلاة الجماعة تفظل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة هذا الحديث وايظافه فظيلة صلاة الجماعة وفيه ان الجماعة ليست شرطا في صحة الصلاة وقال في حديث ابن عمر بسبع وعشرين في حديث ابي سعيد بخمس وعشرين فلعل الزيادة لوجود في امور تابعة للصلاة ولكنها لا تلازمها دائما. هناك افعال تزيد بها درجة الانسان في الصلاة قد يفعلها في اوقات ولا يفعلها في اوقات اخرى فاحسن الله اليكم قال عن ام الدرداء رضي الله عنها قالت دخل علي ابو الدرداء رضي الله عنه وهو مغضب فقلت ما اغضب قال والله ما اعرف من امة محمد صلى الله عليه واله وسلم شيئا الا انهم يصلون جميعا. في هذا فضيلة صلاة الجماعة وانها من الشعائر الظاهرة وانها من الامور المنقولة من عهد قوة وفي الحديث الترغيب في اتباع السنة والعمل بما كان عليه اهل الزمان الاول ولثابكم الله قال رحمه الله عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم فابعدهم ممشى. والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الامام اعظم اجرا من الذي يصلي ثم ينام في هذا الحديث فظل الصلاة في المسجد وعظم اجرها. وفي الحديث ان الاجر على قدر المشقة وان من لقي مشقة في الطاعة زاد اجره بكثرة هذه المشقة. ولا يعني هذا ان المشقة لنفسها لكن اذا وقعت المشقة في طريق الطاعة كان العبد مأجورا عليها ما اذا ادخل العبد المشقة في طريق الطاعة مع قدرته على ازالة تلك المشقة فانه لا يؤجر عليها. وفي الحديث من الفوائد ايظا فظيلة انتظار صلاة مع الامام وقوله اعظم اجرا من الذي يصلي ثم ينام يعني من اهل دار الذين يخشون ان يلحقهم النوم وبالتالي تفوتهم الصلاة في وقتها. اثابكم الله. قال عن انس رضي الله عنه قال اراد بنو سلمة ان يتحولوا الى قرب المسجد فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعرى المدينة فقال يا بني سلمة الا تحتسبون اثاركم فاقاموا. قوله اراد بنو سلمة قبيلة من قبائل اي للانصار كان لهم ضاحية في اطراف المدينة وكانت تلك الظاحية بمثابة الحماية دينه لئلا يأتي احد من طرف تلك الظاحية يخشى منه على المدينة اما بسرقة واما بغزو او بغير ذلك. فاراد بنو سلمة ان يكونوا قريبين من مسجد من اجلي ان يسهل عليهم الاتيان الى المسجد. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ارى المدينة اي تخلو جوانبها من سكان من الانصار يحمونها. ولذا رغب منهم ان في مواطنهم. وبالتالي ما لحقهم من المشقة بعد ذلك في ذهابهم الى المسجد يزداد به اجرهم ثوابهم. ولذا قال لهم يا بني سلمة الا تحتسبون اثاركم اي مشيكم وقدومكم الى المسجد من اجل الصلاة فيه. فاقاموا اي بقوا في مساكنهم التي كانوا يسكنونها اه ولم ينتقلوا بقرب المسجد. وفي هذا حرص الصحابة على حماية يأتي بعضهم بعضا ممن قد يأتي على اموالهم او على شيء من احوالهم. اثابكم الله قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله تعالى يوم القيامة في ظله يوم لا ظل الا الا ظله الامام العادل وشاب في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمع عليه وتفرقا عليه. ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال الى نفسها فقال اني اخاف الله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالي ففاضت عيناه. قوله هنا سبعة اي سبعة اجناس من الناس وليس المراد سبعة افراد. قوله يظلهم الله يوم القيامة يعني ان الناس اذا اجتمعوا في يوم المحشر وقربت الشمس منهم وجاءهم الحر الشديد وتساقط العرق حتى ان كل واحد منهم يصل العرق انوي الى مبلغ بعضهم يلزمه وبعضهم الى حقوة بحسب اعمالهم. الا ان هناك سبعة اصناف يبعد الله عن حر الشمس ويجعلهم في الظل. قوله في ظله اي في الظل المنسوب الى الله حيث خلقه الله وليس المراد ان لله ظلا. فانما ينسب الى الله على نوعين. الاول المعاني وهذه الى نسبت الى الله فانها تكون صفة من صفاته. والثاني مما ينسب لله تعالى ويضاف اليه الذوات. فهذه لا تكون صفة لله. تقول بيت الله تقول اسجدوا الله وتقولوا ناقة الله كعبة الله وهذه امور مخلوقة ومثله هنا الظل قوله يوم لا ظل الا ظله. لان الشمس تكون على الناس جميعا. والصنف الاول الامام العادل. والمراد به صاحب الولاية العامة كرؤساء الدول والملوك فمن كان منهم من اهل العدل كان خيره عامة. وفضله منتشرا في ارجاء البلاد ولذا كان مقدما في ذكر من يظلهم الله في ذلك اليوم العظيم. والصنف تاني شاب نشأ في عبادة ربه فان الشباب وهم من قارب البلوغ وجاوزه عندهم من الصبوة وعندهم من الشهوة ما يكون غير مستغرب الواحد منهم. ولذا كان المتمسك بدينه الناشئ في عبادة الله جل وعلا الا منهم له مزية على غيره. والصنف الثالث من كان من اهل المساجد بحيث قلبه بها كلما غادرها عاد اليها. وفي هذا فظيلة الاعتكاف الجلوس في المساجد وفضيلة انتظار الصلاة بعد الصلاة وفيه حاجة اسئلة وجود المساجد عندهم وفي هذا ايضا ان الطاعات لها مكانة في قلوب اهل الايمان والصنف الرابع اهل المحبة في الله الذين اه صفت قلوبهم لمحبة اخوانهم طمعا في رضا الله لا لحاجة دنيوية ولا وانما لارظاء رب العزة والجلال. فقال ورجلان تحابا في الله اي كل من انهما احب الاخر لا لغرض دنيوي وانما من اجل امتثال امر الله امر بالله حيث امر بوجود المحبة بين اهل الايمان. قوله اجتمع عليه اي توافقا على هذه المحبة وتفرقا عليه اي اذا جاءهم ما يفرقهم من موت او انتقال وسفر فانهم ينتقلون والمحبة لا زالت بينهم. واما الصنف الاخر فرجل عفيف حيث دعته امرأة ذات منصب اي مكانة عالية رفيعة وجمال اي حسن ووسام دعته الى نفسها فامتنع وعلل امتناعه بمخافة رب العزة والجلال. ففي هذا فضل وفضيلة ترك الفواحش وفي هذا فظيلة المخافة من الله وانه من اعظم الاعمال اجرا. قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقوله ذلك منصب وجمال لان من كان كذلك تعلق او لم يمتنع من طلبها اذا طلبت شيئا من ذلك. واما الصنف السادس فاهل الصدقة الذين يخفون صدقاتهم. فقال ورجل وذكر الرجل هنا ليس مقصودا بل يدخل فيه ايضا ما وكانت هناك امرأة تصدق بصدقة وهذه اللفظة تشمل الواجب وتشمل المستحب بات فاخفاها اي لم يعلم احد بهذه الصدقة حتى لا تعلم يده الشمال قال عما انفقه بيده اليمين والصنف السابع من بكى من خشية الله تعالى بدون ان يكون هناك رياء فهو رجل ذكر الله اي تحرك قلبه ولسانه بذكر ربه جل وعلا. ولم يكن عنده احد من الناس بل كان في خلاء فبكى وفاضت عيناه من الدمع. ففي هذا الحديث فضيلة هذه الاعمال وعظم الاجر المرتب عليها اه احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا الى مسجد وراح اعد الله له له نزوله من الجنة كلما غدا او راح. في الحديث فضل الذهاب الى المسجد وفضل التردد عليها. قوله من غدا اي من ذهب الى المسجد غدوة لصلاة الفجر او راح يعني ذهب في اخر النهار كذهابه لصلاة الظهر والعصر. اعد الله له نزوله او نزلا يعني من ينزله ويستقر فيه من الجنة كلما غدا او راح بحيث يزداد محله كانوا في الجنان بسبب كثرة ذهابه الى المسجد. اثابكم الله عن مالك ابن بحينة الازدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ورآه وقد اقيمت الصلاة يصلي ركعتين فلما صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لات به الناس وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح اربعة الصبح اربعا قوله هنا عن مالك ابن بحينة الازدي. هكذا روى الامام شعبة ابن الحجاج وغيره قال عبدالله بن مالك وعبدالله بن مالك بن بحينة وعلى كل قوله هنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ورآه وقد اقيمت الصلاة يصلي ركعتين فانكر عليه ما يدل على انه اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة. كما قال ذلك الجمهور خلافا لابي حنيفة والعلماء الذين قالوا بهذا الخبر اذا اقيمت الصلاة لا صلاة الا المكتوبة لهم ثلاثة تفاسير في هذا الحديث. فالاولون قالوا اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة مبتدأة. وبالتالي يقولون من كان ابتدى بصلاة النافلة قبل اقامة الصلاة اكملها. ولكن لا يجوز له ان يبتدأ بنافلة بعد اقامة الصلاة. وقال اخرون بل المراد لا صلاة تامة. وعلى ذلك قالوا اذا اقيمت الصلاة وكان قد رفع الركوع الثانية اكمل صلاته. وان كان واقفا للثانية او كان قبل ذلك فانه يقطع لهذا الحديث. واخرون قالوا بان الحديث اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة مطلقا لا ولا مكملة ولا متممة وبالتالي قالوا اذا اقيمت الصلاة لزم قطع صلاتي النافلة فهذه ثلاثة اقوال لهم في تفسير هذا الحديث. وفي الحديث دلالة على لا ان صلاة الفجر لا يجوز للانسان ان يتنفل فيها باكثر من ركعتين. وذلك ان وقت وقت النهي يبتدأ من طلوع الفجر ويستثنى في هذا الوقت سنة الفجر وصلاة الفجر. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الفجر يعني بعد طلوع الفجر الا ركعتي الفجر يعني النافلة ولما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الفجر فجران ثم ذكر عن الفجر الثاني قال يحرم الطعام والصلاة. فدل هذا على انه بمجرد طلوع الفجر يبتدأ وقت النهي تالي يمتنع الانسان عن التنفل بعد طلوع الفجر واذان الفجر الا انه يستثنى من ذلك سنة الفجر. وقوله فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لاث به الناس اي احاطوا به صلى الله عليه وسلم. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني للرجل الصبح اربعة اي هل تصلي الصبح وهي صلاة الفجر اربع ركعات بينما ان ما جاء باثبات ركعتين لصلاة الفجر. فقال له هذه اللفظة على جهة الانكار عليه. احسن الله اليكم. قال عن ابي سلمة قال انطلقت الى ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلت الا تخرج بنا الى النخل نتحدث. فخرج قال فقلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر. قال اعتكفت فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم عشر الاول من رمضان واعتكفنا معه فاتاه جبريل فقال ان الذي اطلبوا امامك فاعتكف العشر الاوسط اعتكفنا معه. وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يجاور في رمضان العشر في وسط الشهر فاذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل احدى وعشرين رجعة الى مسكنه. ورجع من كان يجاوب معه فاتاه جبريل فقال ان الذي تطلب امامك قام صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فامرهم ما شاء الله ثم قال كنت اجاور هذه العشر ثم بدا لي ان اجاور هذه العشر الاواخر من كان اعتكف معي فليرجع فاني اريت ليلة القدر واني نسيتها وانها في العشر الاواخر في وتر فالتمسوا واني رأيتك اني اسجد في طين وما رجع الناس الى المسجد وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئا فجاءت قزعة فاستهلت السماء في تلك الليلة وهاجت. والذي بعثه بالحق لقد هاجت السماء من اخر ذلك اليوم فامطرنا حتى سال السقف وكان المسجد على عريش فوقف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة احدى وعشرين فاقيمت الصلاة فصلى بنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسجد في الماء والطين حتى بصورة عيني اثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارنبته فانصرف فمن الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء تصديق رؤياه. قوله هنا ابي سلمة يعني ابن عبد الرحمن ابن عوف. قال انطلقت الى ابي سعيد الخدري سعد ابن مالك رضي الله عنه. فقلت الا تخرج بنا الى النخل؟ نتحدث؟ اراد منه ان انتقل من المساكن في المدينة الى النخل. وكانت المدينة مشهورة بنخيلها. وفي هذا الذهاب الى العلماء لسماع الحديث منهم قوله فخرج فقلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر يعني في اي ليلة؟ وما هي الاعمال التي تشرع في هذه الليلة. فقال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم والاعتكاف هو اللبس في المسجد لله جل وعلا. فاعتكف العشر الاول من رمضان. قال واعتكفنا معه اي انهم اقتدوا به الاعتكاف في هذا مشروعية ان يجتمع الناس على طاعة من الطاعات بعضهم بعضا عليها. قال فاتاه جبريل يعني جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ان الذي تطلب امامك يعني من ليلة القدر وفيه مشروعية تحري ليلة القدر وبذل الاسباب من اجل ان تكون طاعة الانسان في هذه الليلة الفاضلة وفي هذا الحديث مشروعية الاعتكاف في المساجد. قال واعتكفنا معه فاتاه جبريل فقال ان الذي تطلب امامك فاعتكف فالعشر الاوسط فاعتكفنا معه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور العشر الاوسط. قال فاعتكفنا معه اذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمظي ويستقبل احدى وعشرين رجع الى كان وفي هذا دلالة على ان من اعتكف يوما فانه ينتهي اعتكافه باول الليل قوله هنا يستقبل احدى وعشرين قال فاتاه جبريل فقال ان الذي تطلب امامك يعني من ليلة القدر فقال قام صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فامرهم ما شاء الله يعني انه ذكرهم ورغبهم في عدد من الطاعات. ثم قال كنت اجاور اي اعتكف هذه هي العشر ثم بدا لي ان اجاور هذه العشر الاواخر في هذا بيان ان الايام اظل في قيمتها ومزيتها وفي الاجر المرتب على فعل الطاعات فيها. قوله من كان اعتكف معي فليرجع اي ليعد الى الاعتكاف مرة اخرى. قال فاني اريت ليلة القدر في اعتماد على الرؤى المنامية في الترغيب في الاعمال الصالحة. وليس فيه الزموا احد او اثبات بناء على الرؤيا المنامية. قال واني نسيتها. فيه ان النسيان قد يكون على النبي صلى الله عليه وسلم في غير امور التشريع. وقد ورد في بعض الروايات ان سبب نسيانه انه تلاحى اثنان من اصحابه ثم قال وانها يعني ليلة القدر في العشر الاواخر. قال في وتر لان ليلة القدر في تلك السنة كانت في الليالي الوترية. لكن يمكن ان تكون ليلة القدر في ليالي بالشفع من العشر الاواخر في سنوات اخرى. قال فالتمسوها اي ابحثوا عنها وابذلوا الاسباب التي تجعلكم تقومون فيها. قال واني رأيت كأن يعني في المنام اني اسجد في طين وما يعني في صبيحة تلك الليلة. فرجع الناس الى المسجد ليلة احدى وعشرين معتكفين. وكان سقف المسجد جريد النخل. فالنخل مكون من اجزاء منها جذع النخلة ومنها سعفها وهو ورقها ومنها الجريد الذي يربط قبيل جذع النخلة وبين السعف. فكانوا يضعون سقف المسجد وسقف بيوت من الجريدة. قال ابو سعيد وما نرى في السماء شيئا. يعني من اباء فجاءت قزعة يعني سحابة فاستهلت السماء يعني امطرت السماء في تلك الليلة وهاجت يعني السحب والامطار ففي هذا اثبات قدرة الله عز وجل على سوق مياه والامطار في اللحظات اليسيرة. قال فوالذي بعثه بالحق فيه القسم بدون ان يطلب. لقد هاجت السماء من اخر ذلك اليوم. فامطرنا اي نزل عليهم المطر حتى سال سقف المسجد كان المسجد على عريش والبناء الذي يكون بمثابة سقف من جريد او اخشاب او نحوها. قال فوقف المسجد يعني ان الماء نزل من خلل سقف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يصلي امام الناس لانه امام هم وكان ذلك ليلة احدى وعشرين مما يشعر بان ليلة القدر في تلك السنة كانت ليلة اهداء وعشرين. قال فاقيمت الصلاة في مشروعية اقامة الصلاة. فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم يعني انه كان اماما والناس خلفه. قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين لوجود مياه الامطار في قبلة المسجد. قال حتى بصرت عين او عيني اثر الطين والماء على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم وارنبته ليكون ذلك تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث دلالة على جواز الصلاة في في اماكن الطين وجواز ان يصلي الانسان في مواطن التراب. وفيه ايضا ان اثر السيل والماء والطين لذا بقي على شيء من البدن لم يضر هذا كما بقي على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا دلالة على انه ولا يجب مسح الجبهة والانف عند الصلاة. وفي الحديث ايضا دلالة على مشروعية السجود على الجبهة والانف فانه قال رأيت اثر الطين على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارنبته. بارك الله فيكم واسعدكم الله ومكنكم من ختم رمظان بعمله من صالح يزدادون به مكانة عند ربكم وتعلوا درجاتكم في جنان الخلد كما اسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا اجميع وان يملأها تقوى وايمانا كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يزرع المحبة والالفة فيما بينهم وان يجعلهم متوادين متحابين متعاطفين. كما نسأله جل وعلا ان يعمر المساجد بالطاعات صلاة جماعة واعتكاف. ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح بفضله انا هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما من كثيرا الى يوم الدين