الظهر يعني في المسجد ثم ذهب الى بني عمر ابن عوف ليصلح بينهم في اناس من اصحابه اي انه ذهب اليهم وفي هذا اجتماع جماعة من اجل عمل الخير ومن عليه واله وسلم يصلي الضحى. قال ما رأيته صلاها الا يومئذ. قوله في هذا الحديث قال رجل من انصار اني لا استطيع الصلاة معك. يعني عنده عذر يمنعه من الصلاة. وذلك انه كان قدم على اداء الصلاة ولو كانت الصلاة قد اقيمت. وفي هذا دلالة على ان الانسان لا يستعجل في تناوله للطعام حتى ولو كانت الصلاة قد اقيمت. اثابكم الله وقال ايضا وكان ابن عمر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يتقبل بل منكم وان يرزقكم الاخلاص وان يجعلكم موفقين في كل اموركم. رزقكم الله علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة. وبعد هذا درس جديد من دروسنا في كتاب الاذان من مختصر صحيح ما من البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء فلعل نقرأ شيئا من احاديث هذا الصحيح. نعم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على في الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. عن انس رضي الله عنه قال قال رجل من الانصار اني لا استطيع الصلاة معك وكان رجلا ضخما. فصنع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاما فدعاه الى من فزاره وطعم عنده فلما اراد ان يخرج امر بمكان من البيت فبسط له حصيرا ونضح طرف الحصير بما فصلى عليه ركعتين ودعا لهم. فقال فلان بن فلان رجل من ال الجارود لانس. اكان النبي صلى الله ضخمة لا يستطيع المشي فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فيه ان العاجز عن الذهاب الى المسجد يسقط عنه واجب صلاة الجماعة في المسجد وفي هذا الحديث وضعوا وصنع الطعام للاضياف ولاصحاب الفضل والمكانة فدعاه الى منزله فيه اجابة النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة من دعاه. قال فزار فهو طعم عنده في هذا دلالة على ان الزيارة تكتمل بأكل الطعام عند من تمت زيارته وقوله فلما اراد ان يخرج يعني لما اراد ان يعود امر بمكان من البيت يعني انه اراد ان يضع محلا للصلاة في البيت وفي هذا الا على استحباب تخصيص مكان من البيت لاداء الصلوات بحيث يعتاد الناس على داء الصلاة في البيت واهل البيت من النساء والصغار. يشاهدون الصلاة موطن الصلاة فتتعلق قلوبهم الصلاة. وفي الحديث تهيئة مكان الصلاة وترتيبها والحصير فراش كانوا يصنعونه من خوصي النخل او بعض مخلفات النبات قال ونضح طرف الحصير يعني انه رشه بماء اما لتنظيفه واما بتبريده. قال فصلى عليه ركعتين ودعا لهم في هذا مشروعية يصلي الانسان ضحى واستدل به على مشروعية صلاة الظحى وهل الاولى ان اصل الانسان عليها او ان الاولى انه يأتي بها في بعض الايام دون بعض والظاهرة مشروعية الاتيان بها في كل يوم. فقد جاء في حديث ابي ذر وحديث ابي هريرة. وحديث ابي اردى رضوان الله عليهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصاهم بركعتي الضحى. وقد قال صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامة من ابن ادم كل يوم صدقة. فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما مروا من الضحى ما يدل على تأكد هاتين الركعتين صلاة الظحى وقوله ما رأيته صلىها الا يومئذ قد يكون لكوني صلاة الظحى تؤدى في وقت غير اوقات الصلاة. ومن ثم لا يشاهدها الناس. وبعض اهل العلم قال بان من صلى في الليل اكتفى بصلاة الليل عن صلاة الضحى ولكن الاظهر مشروعية المداومة على صلاة في الظحى كثرة الاحاديث الدالة على مشروعية هذه الصلاة. احسن الله اليك قال عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا وضع العشاء واقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء قوله هنا اذا وضع العشاء وهو الطعام الذي يؤكل في اخر النهار او اول الليل. وقوله اقيمت الصلاة يمكن ان يكون المراد صلاة المغرب يمكن ان يكون مراد صلاة العشاء قوله فابدأوا بالعشاء يعني باكل الطعام وذلك لان النفس تتوب قولي هذا الطعام وبالتالي قد تشتغل به تفكرا فيشغلها عن الخشوع في الصلاة في هذا تقديم الطعام على اقامة الصلاة. وفي هذا انه واذا كانت الجماعة قد اقيمت للصلاة ونفس الانسان تتوق لأكل طعامه قدم اكل الطعام على اداء الصلاة. وفي هذا ايضا انه لا يعجل الانسان في طعامه من اجل ادراك الصلاة. اثابكم الله قال عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قدم العشاء واقيمت الصلاة فابدأوا به قبل ان تصلوا صلاة المغرب. ولا تعجلوا عن عشائكم. في هذا الحديث تقديم واكل الطعام على اداء الصلاة اذا كان الطعام حاضرا وقد تم تقديمه هذا يشعر بان الطعام اذا لم يقدم بعد واقيمت الصلاة فانه تقدم فانه يقدم اداء على انتظار الطعام. وفي الحديث دلالة على ما كانوا يفعلونه من تقديم العشاء حيث كانوا يتناولونها قبل المغرب وفي هذا الحديث ايضا ان من كان يتعشى فاقيمت الصلاة فان الاولى في حقه ان يواصل في عشائه والا يستعجل في تناوله الطعام من اجل اداء الصلاة جماعة. احسن الله اليكم قال عن ابن عمر رضي الله عنه ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وضع عشاء احدكم وكان احدكم على الطعام واقيمت الصلاة فابدأوا العشاء ولا يعجل حتى يقضي حاجته ويفرغ منه. ام قوله هنا وفي الاحاديث السابقة اذا وضع العشاء وقوله قدم العشاء ظاهره ان من طريقتهم ان يأتوا باطعمتهم فيقدموها لهم هم في محل جلوسهم وانه ليس من شأنهم ان يقوموا من موطن جلوسهم الى مكان مخصص تناولي الطعام. وفي الحديث دلالة على تقديم تناول الطعام الذي وظع رضي الله عنهما يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيه حتى يفرغ وانه ليسمع قراءة الامام. كم هذا من ما يدل على حرص ابن عمر على تطبيق السنة مع ما كان عنده من العبادة. في هذا دلالة على ان بعض الافعال يظن انها اولى وافضل. ويكون الامر بخلاف ذلك فانه قد يظن ان ترك الطعام من اجل الصلاة المقامة افضل ولكن الحديث دل على خلاف هذا اثابكم الله قال عن الاسود قال سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته فقالت يكون في اهلي تعني خدمة اهله. فاذا حضرت الصلاة وسمع الاذان قام فخرج الى الصلاة. في هذا الحديث اكتساب الانسان الاجر في قيامه بحوائج اهل البيت وخدمتهم. وفي هذا الحديث ايضا ان الانسان عند سماعي الى ذان يستحب له ان يبادر وان يخرج الى الصلاة. وفي الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من خلق فاضل في خدمته لاهله وفي الحديث من الفوائد قيام الانسان بما يعود بالنفع لاهل بيته. اثابكم الله. قال عن ابي بموسى رضي الله عنه قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقالت عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر الرجل الرقيق واذا قام مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس. قال مروا ابا بكر فليصلي بالناس عادت فقال موري ابي بكر فليصلي بالناس فانكن صواحب يوسف فاتاه الرسول صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس في حياته النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من احوال وانه له الامراظ كما يعرظ لغيره صلى الله عليه وسلم بل ورد انه كان يوعد كما يوعك الرجلان وفي هذا الحديث فضل ابي بكر الصديق وتقديمه في الامامة في الصلاة وما ذاك الا لفظله ومكانته. وفي هذا دلالة على ان اهل العلم والفضل احق بالتقديم ومن ذلك التقديم في امامة الصلاة. وفي هذا الحديث ما كان يتصف به ابو بكر الصديق رضي الله عنه من التأثر بالقراءة وما كان عليه من البكاح قراءة القرآن رحمه الله ورضي الله عنه. وفي هذا الحديث مناقشة المرأة لزوجها فيما يصدره من امور كما ناقشت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه سلم في ذلك وفي هذا الحديث التأكيد على اتباع ما يقتضي به الشرع من تقديم اصحاب الفضل والعلم. وفي الحديث في قوله فانكن صواحب يوسف النسوة اللاتي ذكرهن الله جل وعلا في كتابه. فقوله فاتاه الرسول يعني انهم وارسلوا رسولا ورجلا تبليغ امر النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر بالتقدم للصلاة. قال فصلى بالناس يعني ابا بكر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. مما يدل على فامره واقراره بتقدم ابي بكر وقد استدل به جماعة على انه هو الاولى بي الامامة العظمى فقالوا قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضيه لديننا افلا نرضاه لدنيانا. احسن الله اليكم. قال عن انس بن مالك رضي الله عنه وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه وصاحبه قال لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا. وان ابا بكر رضي الله عنه كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى اذا كان يوم الاثنين اقيمت الصلاة فذهب ابو بكر يتقدم وهم صفوف في صلاة الفجر فلم يفجأهم الا نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال بالحجاب فرفعه. فكشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها الينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف. ثم تبسم يضحك. فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه وسلم ما نظر منظرا كان اعجب الينا من وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا فهممنا ان نفتتن من الفرح رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فنكس ابو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل الصف. وظن ان النبي صلى الله عليه وسلم يريد الخروج الى الصلاة. فاومأ النبي صلى الله عليه وسلم بيده الى ابي بكر ان يتقدم. واشار الينا بيده ان اتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وارخى النبي صلى الله عليه وسلم الستر فتوفي من اخر ذلك اليوم فلم يقدر عليه حتى مات. قوله وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم يعني ان انس بن مالك كان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويخدمه في هذا فضيلة خدمة اهل العلم والفضل. قوله لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا لمرظه وفيه ان المريظ تسقط عنه صلاة الجماعة متى كانت صلاة الجماعة مؤثرة عليه يعجز او يعجز عنها. وفي هذا الحديث فضل ابي بكر الصديق وتقدم الصحابة في الصلاة بامر النبي صلى الله عليه وسلم واقراره وفي هذا ان اهل العلم فضل احق بالامامة. وقد اختل من هو الاحق بالامامة؟ هل هو الاقرأ او الافقه؟ فقال احمد قدموا الاقرأ وقال مالك والشافعي يقدم الافقه وقوله الاول اظهر وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء اعلمهم بي السنة وفي هذا الحديث من الفوائد ان الامام لا يتقدم مكان الامامة الا بعد اقامة الصلاة. ولذا قال هنا فذهب ابو بكر يتقدم وفي هذا الحديث مشروعية اداء الصلوات صفوفا وفي الحديث الاطلاع على احوال المصلين وتفقدهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قد كشف الحجاب والستر ليتفقد احوال المصلين. وفي هذا الحديث مشروعية لقي الانسان المؤمنين بالتبسم والاستبشار وفي هذا الحديث ان الانسان راح برؤية اهل الفضل واهل العلم كما كانوا يفرحون برؤية النبي صلى الله عليه حين رأوه. وفي الحديث انه اذا حضر الامام الاصيل فان بعين الامام يتأخر ويقدم الامام الاصيل. وقد ذكر بعض اهل العلم في فوائد هذا الحديث انه رجع القهقرة في صلاته او انه قد يتقدم لامر ينزل به وفي الحديث ايضا ان الانسان قبل دخوله في الصلاة لا بأس ان يتلفت فعلى ما حوله فان حجرة عائشة رضي الله عنها لم تكن في قبلة المسجد وانما كانت في فمعنى هذا انه قد التفت والتفتوا جهة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث مشروعية اخذ الاحكام من الاشارات فان النبي صلى الله عليه وسلم اشار اليه بيده ان اتموا الصلاة واشار لابي بكر ان يتقدم وفي الحديث ذكر ومرض النبي صلى الله عليه وسلم وفاته. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعوه وقيل له في الصلاة فقال مروا ابا بكر فسيصلي بالناس قالت عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر رضي الله عنه رجل رقيق اذا قرأ غلبه البكاء قال مروه فليصلي فعاودته قال مروه فليصلي انكن صواحب يوسف. في هذا الحديث ذكر مرض النبي صلى الله وعليه وسلم وبيان فضيلة أبي بكر الصديق وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الإمامة بالصلاة وفي الحديث ان الامام الاصيل اذا جاءه ما يشغله فانه يوكل نائبا ان يقوموا عنه باداء الصلاة وفي الحديث مراجعة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم في امره الاول فلم ينكر عليها. وانما انكر عليها لما عاودت عليه المراجعة وفي الحديث الالتزام بما يصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والامتثال بما يأتي عنه. نعم. اثابكم الله. قال عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما ان اهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة وان رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه ان بني عمر بن عوف بقباء كان بينهم شيء فقال بنا نصلح بينهم وصلى الظهر ثم ذهب الى بني عمر ابن عوف ليصلح بينهم في اناس من اصحابه. فحبس رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فحانت صلاة العصر ولم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بلال المؤذن الى ابي بكر رضي الله عنهما الحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حانت الصلاة اتصلي للناس؟ فاقيم؟ قال نعم ان شئتم فاقام بلال الصلاة فتقدم ابو بكر رضي الله عنه فكبر للناس فصلى. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة يمشي في صفوف يشقها شقا وتخلص حتى وقف في الصف الاول فاخذ الناس بالتصفيح. قال سهل اتدرون التصفيح هو التصفيق. وكان ابو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته حتى يفرغ. فلما اكثر الناس التصفيقات ورأى التصفيح لا يمسك عليه التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه فاشار اليه فاشار اليه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امكث مكانك فامره ان يصلي فلبث ابو بكر هنية فرفع يديه فحمد الله على ما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر ابو بكر فرجع القهقرة وراءه حتى استوى في الصف فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك تقدم فصلى للناس. فلما انصرف قال يا ابا بكر ما منعك ان تثبت وتكون تصلي للناس اذ امرتك؟ فقال ابو بكر ما كان ينبغي لابن ابي قحافة ان يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه سلم فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة اخذتم بالتصفيح؟ ما لي رأيتكم اكثرتم التصفيق. من رابه شيء في صلاته فليسبح. ليقل سبحان الله فانه لا يسمعه احد اذا سبح الا التفت اليه التسبيح للرجال وانما التصفيق للنساء. قوله هنا ان اهل قباء اقتتلوا اي صار بينهم مشكلة التي لا اشتباكهم بشيء من المقاتلة ولا يلزم من ذلك وجود قتلى في ذلك. قال حتى تراموا بالحجارة فيه ان الاقتتال بين اهل الاسلام لا الايمان وان الناس يبقون على ايمانهم وفي هذا دلالة لمذهب اهل السنة اقول بان الايمان لا يزول بالكلية عند فعل الكبيرة خلافا الوعيدية اه قوله بلغه ان بني عمر ابن عوف بقبا كان بينهم شيء يعني من الاختلاف والتنازع في هذا التبليغ بما قد يحدث من الاختلاف لمن يمكن ان يكون له اثر حسن في ذلك الاختلاف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض اصحابه اذهبوا بنا نصلح انهم في احتساب الاجر في الاصلاح بين المتخاصمين كما هو دأب النبي صلى الله عليه وسلم وفيه انه لم ينتظر مجيئهم اليه بل هو الذي ذهب اليهم. قال فصلى صلاة الاصلاح بين المتخاصمين. وفي هذا الحديث ان جهود الاصلاح قد اوقاتا كثيرة وقوله فحبس يعني انه تاخر عن اداء الصلاة قال فحانت صلاة العصر اي جاء وقت ادائها. ولم يأت النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء بلال المؤذي اذن الى ابي بكر فيما سبق ان الامام الاعظم قد يتدخل في الاصلاح بين الناس وفيه انه قد يطلب من بعض الناس ان يشاركوه في هذا الاصلاح وفي هذا انه قد يؤتى للمتنازعين في مواطنهم ليصلح بينهم. قوله هنا ابلال المؤذن الى ابي بكر معناه انه عند تغيب الامام واليأس من مجيئه فان المؤذن يتصرف بتقديم من يراه انسب للامامة. فقال بلال لابي بكر حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه تأخر بسبب جهوده في الاصلاح بينهم قد حانت الصلاة يعني ان وقت الصلاة المعتاد قد جاء. وفي هذا اختيار وقت اقامة الصلاة اعلمه الناس. قال بلال لابي بكر اتصلي للناس؟ اي هل تكون يا من تؤمهم في الصلاة فاقيم فقال ابو بكر نعم اي اقم الصلاة ولا مانع ان تقدم للامامة ان شئتم فاقام بلال الصلاة مما يشعر بان الاقامة من المؤذن قال فتقدم ابو بكر فيه تقدم النائب عند غياب الامام اصيل قال فكبر للناس فصلى فيه مشروعية رفع الصوت بالتكبير في الصلاة. قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فيه ان الامام الاصيل اذا جاء ناس وهم في صلاة صلى معهم ولا يؤخروا الامام النائب وفي لهذا الحديث تجاوز الصفوف في الصلاة ليصل الانسان الى اوائل الصفوف اذا لم يكن هناك اذى للاخرين. وقوله فتخلص اي انه تمكن من ان تجاوز الصفوف حتى وقف في الصف الاول. قال فاخذ الناس بالتصفيح. والتصفيح نوع من انواع التصفيق لا يكون بضرب جميع الاصابع. وانما يكون ببعضها وآآ قد يكون الظرب على قفا اليد لا على بطنها. وفي الحديث ايضا الالتفات في الصلاة اذا ناب الامام ما قد يحتاج معه الى الالتفات. وفي في الحديث ايضا ان من نابه في صلاته من الرجال فانه يسبح ولا يصفق وفي الحديث ان الاصل ان الامام لا يلتفت في صلاته وهكذا المأموم الا ان يكون امر نزل به. وفي الحديث استعمال الاشارة في الصلاة من اجل التنبيه على امر من الامور فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد كبر واشار الى ابي بكر ان يبقى في مكان فهذه الاشارة اشارة في اثناء الصلاة. وفي الحديث فضل ابي بكر الصديق حيث امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يبقى اماما له صلى الله عليه وسلم في تلك الصلاة وفي الحديث ان من جاءته نعمة وخير فانه يحمد الله تعالى حتى ولو وكان في صلاة وفي هذا الحديث ان الامام اذا نابه شيء او الامام الاصيل فانه لا بأس ان يرجع ليصلي مع الجماعة وفي الحديث ان الانسان قد يكبر في الصلاة بنية ان يكون مأموما ثم يتحول ليكون اماما كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ايضا السؤال عن تصرفات انسان ليعرف وجهها. ولذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر فقال يا ابا بكر ما منعك ان تثبت وتكون مضيت تصلي للناس اذ امرتك وفي هذا دلالة على ان الاشارة قد يفهم منها الامر وفي هذا الحديث تواضع ابي بكر ومعرفته بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث انه اذا عرض للناس مسألة يحتاجون الى بيان الحكم الشرعي فانه يبين لهم على شكل موعظة او كلمة. وفي الحديث مشروعية في الخطبة والموعظة بعد اداء الصلاة المفروضة وفي الحديث مشروعية التحديث وبيان الاحكام الشرعية بعد صلاة العصر وفي الحديث انكار الانسان عليه من خالف في تصرفاته مقتضى ما جاءت به الشريعة. وفي الحديث ان من نابه شيء في تلاتة فانه يسبح ويكتفي بذلك. اذا كان من الرجال. واما النساء فاذا كان في الصلاة شيء من المخالفة فانه يشرع لهن التصفيق. وفي الحديث ان الرجال لا يصفقون وانما يكون شأنهم ان يجتنبوا التصفيق. فاذا منع منه في حال احتياج لتنبيه الامام فهذا دل على انه يمنع منه الرجال مطلقا. وفي الحديث ان الامام اذا احتاج الى تنبيه فانه يقال له سبحان الله. وفي الحديث جواز التفات الانسان في صلاته التفات غير مخل اذا كانت صلاته تحتاج الى هذا الالتفات اتاه فهذا شيء من فوائد هذه الاحاديث واحكامها بارك الله فيكم ووفقكم لكل بخير وجعلكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين