ترى معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ان ساجدا ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالسا. ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى الحمد لله رب العالمين احمده على نعمه ونشكره على مزيد فضله. واشهد ان لا اله الا هو واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم السعادة في الدنيا والاخرة واسأله سبحانه ان يجعلكم ممن حصل على رضا رب العزة والجلال. وكان من اهل الدرجات العلا وممن رزق رفقة محمد صلى الله عليه وسلم. اما بعد فهذا مجلس اخر اخر من مجالسنا في قراءة كتاب الاذان بمختصر صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه وفيكم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام وقال وعليك السلام ارجع فصلي فانك فلم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال وعليك السلام ارجع فصلي فانك لم تصل ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق فما احسن غيره فعلمني يا رسول الله فقال اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء. ثم استقبل القبلة فكبر. ثم اقرأ بما تيسر استوي قائما وافعل ذلك في صلاتك كلها. في هذا الحديث من الفوائد مشروعية اللبس في المسجد في غير اوقات الصلاة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد بقي في المسجد في غير وقت الصلاة. وفي فيه جلوس الامام في اطراف المسجد في غير اوقات الصلاة المفروضة. فان النبي صلى الله عليه عليه وسلم كان جالسا في ناحية المسجد. وفي الحديث مشروعية الصلاة او اول ما يقدم الانسان الى المسجد فان كان هناك صلاة مفروضة ابتدأ بها وان لم يكن هناك صلاة مفروضة فانه حينئذ يصلي تحية المسجد وفي الحديث من الفوائد ايضا السلام ورده حتى في المسجد. فهذا الرجل قد سلم على النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام. وفيه انه اذا كان هناك اثنان فتفرقا فالتقيا مرة اخرى شرع لهم اعادة اه مرة ثانية كما فعل هذا الرجل. وفي الحديث جواز رد بصيغة الافراد اذا كان المسلم واحدا. ولذا قال وعليك السلام وفي الحديث ايضا امر الانسان باكمال الواجبات الشرعية وادائها على وجه بهالمشروع وفي الحديث انه اذا فات ركن من اركان الصلاة بطلة الصلاة ولم يعتبر بها ولذا قال صلى الله عليه وسلم فانك لم تصلي. وفي الحديث مشروعية تكرار والنصيحة على الانسان. ولذا كرر النبي صلى الله عليه وسلم على المسيء في صلاته نصيحته في اعادة الصلاة. وفي الحديث من الفوائد الانسان لما وصل اليه مستواه من العلم. ولذا قال الرجل لا احسن غير ذلك. وفي الحديث مشروعية ان يطلب الانسان من غيره من اهل العلم ان لما هما يستفيد منه ويصحح به عبادته ومعاملاته. وفي الحديث وجوب القيام في الصلاة وانه ركن من اركان الصلاة. فمن كان قادرا على القيام وجب عليه ان يصلي قائما وان من صلى قاعدا مع قدرته على القيام صلاة الفريضة ان تصح صلاته. وفي الحديث وجوب الوضوء. وجوب ايصال الماء في الوضوء الى اكل جزء من اجزاء الوضوء. وفي الحديث وجوب استقبال القبلة في وفي الحديث ان تكبيرة الاحرام ركن من اركان الصلاة. لا تنعقد الصلاة بها بخلاف التكبيرات الاخرى فانها واجبات من واجبات الصلاة ان تركها نسيانا لم تبطل صلاته بذلك. بخلاف من تركها عمدا. وفي الحديث ان القراءة ركن من اركان الصلاة. لا تصح الصلاة الا بها. وقد جاءت النصوص الاخرى تبين مقدار الواجب وان المطلوب المتعين هو سورة الفاتحة فقد قال صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. وقد استدل الامام البخاري رحمه الله تعالى بهذا اللفظ على وجوب القراءة للامام معموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وآآ هذا القول من الايمان ام البخاري استدل به على انه يرى ان قراءة المأموم ركن من اركان الصلاة العلماء اربعة اقوال مشهورة في حكم قراءة الفاتحة للمأموم فذهب الامام الشافعي رحمه الله الله الى وجوبها على المأموم سواء في الصلاة السرية او الجهرية لكنه لا يعدها ركنا فلو نسي قراءتها صحت صلاته عنده. وذهب الامام مالك الى وجوبها في الصلاة السرية دون الصلاة الجهرية ورأى ان قراءة الامام في الصلاة الجهرية تكفي عن قراءة الماموم من جهة الوجوب. وذهب الامامان ابو حنيفة واحمد رحمهما الله الى ان قراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم ليست بواجبة. ولعل قول الامام الشافعي ايجابها دون ركنيتها اولى الاقوال لما روى الامام ابو داوود رحمه الله وتعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قرأت فلا تنازعوني بالقراءة الا فاتحة الكتاب فانه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. وفي الحديث ان الركوع دعاء ركن من اركان الصلاة لا تصح الصلاة الا به. وفي الحديث ان الرفع من الركوع ركن من اركان الصلاة. وفي الحديث ركنية السجود والجلوس بين السجدتين وفيه ايضا ان الطمأنينة ركن من اركان الصلاة لا تصح الصلاة الا بالطمأنينة. والمراد بالطمأنينة استقرار الاعضاء في كل ركن من اركان الصلاة ولو للحظة واحدة. والقول بركنية الطمأنينة في الصلاة هو قول جماهير اهل العلم فهو مذهب الائمة ما لك والشافعي وروى احمد رحمهم الله تعالى بهذا الحديث. وعن ابي قتادة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قرأوا في الركعتين الاوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الاولى ويقصر في الثانية ويسمعنا الاية احيانا وفي الاخريين بام الكتاب. وكان يقرأ في الركعتين الاوليين من صلاة العصر بفاتحة الكتاب وسورتين وكان يطول في الركعة الاولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية. هذا الحديث فيه بيان مقدار قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. وقوله كان انا النبي يفيد الاستمرار والتكرار والدوام. وقوله يقرأ في الركعتين الاوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين. يعني في كل ركعة يقرأ بسورة ففيه بيان مقدار القراءة في الظهر وانه كان يقرأ في كل ركعة بسورة الفاتحة وفي في دلالة على استحباب ان تكون الركعة الاولى اطول من الركعة الثانية. قد ورد في بعض احاديث انه كان يقرأ في الركعة الاولى من الظهر بمقدار ثلاثين اية ويقرأ في الثانية نصف ذلك فهذا فيه بيان مقدار القراءة في صلاة الظهر. وفي الحديث ان في صلاة الظهر سرية وليست جهرية. وفيه انه لا بأس ان يرفع الصوت قليلا ان بقراءته في صلاة الظهر وفي الحديث ان الاولى انسان في الركعتين الاخريين من صلاة الظهر ان يقتصر على سورة الفاتحة فقط وان لا ليضيف اليها سورة اخرى. قد ورد في بعض الاحاديث انه صلى الله عليه وسلم قرأ سورة راء وفي الحديث من الفوائد ايضا ان الانسان يستحب له صلاة العصر ان يقرأ في الركعتين الاوليين وبسورة الفاتحة وسورة والركعة الاولى تماثل الركعة الثانية من صلاة الظهر كما ورد في بعض الاحاديث حديث وفي الحديث من الفوائد ايضا استحباب استكمال السورة فيما يقرؤه في صلاته وفي الحديث من الفوائد ايضا القراءة في صلاة الفجر وتطويل القراءة فيها. وبيان ان الركعة انية اقل من الركعة الاولى في مقدار القراءة التي يقرأها في صلاة الفجر وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان ام الفضل رضي الله عنها سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا بني والله لقد ذكرتني بقرائتك هذه السورة انها لاخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب ثم ما صلى لنا بعد حتى قبضه الله. في الحديث بيان مشروع القراءة في صلاة المغرب وانه يستحب الجهر بالقراءة فيها وفي الحديث مقدار القراءة في صلاة بمقدار سورة المرسلات وظاهر هذا اللفظ انه قسم السورة على الركعتين. وفي الحديث اذا بيان شيء من احوال النبي صلى الله عليه وسلم ومرظ قبل وفاته في الحديث ان هذا كان اخر حال النبي صلى الله عليه وسلم. وعن مروان ابن الحكم قال قال لي زيد ابن ثابت رضي الله عنه ما لك تقرأ في المغرب بقصار وقد سمعت النبي صلى الله عليه كلما يقرأ بطول الطوليين المراد بطول الطوليين سورة الاعراف. وآآ فيه مشروعية التطويل القراءة في صلاة المغرب والذي يظهر ان هذا لم يكن هو الغالب من النبي صلى الله عليه وسلم وانما وقع مرة وفي الحديث ان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة كانت على هيئة الحدر لان هذه الصورة لو قرأت تطويلها وتمديدها لكان الوقت لا يتسع لها. وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه وكان جاء في اسارى بدر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الاية ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض غضبا لا يوقنون ام عندهم خزائن ربك ام هم المسيطرون. كاد قلبي ان يطير وذلك اول ما وقر الايمان في قلبي في هذا الحديث مشروعية القراءة في صلاة المغرب الجهر بالقراءة وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بسورة الطور في صلاة المغرب مما يدلك على انه قد يطيل القراءة فيها وفي هذه الايات قبول رواية الراوي لما رآه حال كفره اذا انا عند التبليغ والاداء عدلا مسلما. وفي هذا بيان ان شروط تحمل الرواية لا تتوافق مع شروط تبليغها وادائها. فانه يشترط في الاداء ما لا يشترط في التحمل ولذلك يشترط في الاداء البلوغ والاسلام والعدالة وان كانت غير مشترطة التحمل وفي الاية جواز امساك الاسرى فان جبير ابن مطعم قد تكاسيرا في غزوة بدر. وفي هذه الايات جواز امساك الاسرى في المسجد قد كان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ان يسمعوا القرآن وان يشاهدوا ما عليه المسلمون من ومن علاقة حميدة حسنة. وقوله كاد قلبي ان يطير اي ان انخليع لما في هذه الاية من تخويف للعبد فانه قد ذكرهم بخلق الله عز عز وجل لهم وان خلقه جل وعلا لا يستطيعون مضاهاته وآآ انه جل وعلا قد خلق السماوات والارض مما يجعل الانسان يخاف من الله جل وعلا وفي هذا دلالة على ما اشتمل عليه القرآن من المواعظ العظيمة التي تحرك القلوب نعم. وعن ابي رافع قال صليت مع ابي هريرة رضي الله عنه العتمة. فقرأ اذا السماء انشقت فسجد بها فقلت له ما هذه يا ابا هريرة؟ الم ارك تسجد؟ قال سجدت بها خلف ابي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا ازال اسجد بها حتى القاه. لو لم ارى النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لم اسجد. في هذا الحديث بمشروعية القراءة والجهر بها في صلاة العشاء وفيه جوازي اطلاق اسم العتمة على صلاة العشاء. وان كان الاولى عدم استعمال هذا لفظ لما ورد من النهي عن استعماله. وفي الحديث مشروعية السجدة في سورة شقاق فقد سجدها النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث مشروعية سجود التلاوة في اثناء الصلاة. وفي الحديث بيان المقدار الذي كان يختاره النبي صلى الله عليه وسلم للقراءة في صلاة العشاء بمقدار سورة الانشقاق. وفي الحديث فضيلة ابي هريرة حرصه على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والسير على طريقته. وفي الحديث مشروعية اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في اداء الصلوات. وعن البراء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في احدى الركعتين بالتين والزيتون ما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة منه في هذا الحديث جواز الاسفار بغير محرم او ممنوع منه فقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث الجهر بالقراءة في صلاة العشاء وفيه بيان مقدار ما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء عندما يكون مسافرا فقد قرأ بالتين والزيتون. وفي الحديث مشروعية تحسين من الصوت بالقراءة ليكون ذلك احسن في الصوت فيؤدي الى شيء من طمأنينة القلب واحساسه بالقراءة وفهمه لمعاني ما يقرأ وفي الحديث مشروعية قراءة سورة التين والزيتون في ركعة واحدة. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال في كل صلاة يقرأ فما اسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعناه وما اخفى علينا اخفينا عنكم. وان لم تزد على ام القرآن اجزأت. وان زدت فهو خير. في هذا الحديث مشروعية القراءة في صلاة الفجر والجهر بها وفي الحديث ايضا من الفوائد حرص الصحابة على نقل دقائق احوال النبي صلى الله عليه تل لم وفي الحديث وجوب قراءة سورة الفاتحة في الصلاة في كل ركعة. وفي الحديث ان قراءة السورة التي بعد انما هو على جهة الاستحباب لا على جهة الوجوب والتعين. وفي الحديث ايظا اه تقسيم الصلوات بحيث منها ما يجهر به ومنها ما لا يجهر بالقراءة في نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من اصحابه الى سوق عكاظ وقد حيل بين وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء. وارسلت عليهم الشهب ورجعت الشياطين الى قومهم فقالوا ما لكم؟ فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء. وارسلت علينا الشهب قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء الا شيء حدث فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فانظروا ما هذا الامر الذي حدث حال بينكم وبين خبر السماء فانطلقوا فضربوا مشارق الارض ومغاربها ينظرون ما هذا الامر الذي حال بينهم وبين خبر السماء قال فانصرف اولئك الذين توجهوا نحو تهامة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامد الى سوق عكاشة وهو يصلي باصحابه صلاة الفجر. فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا الى قومهم وقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآنا عجبا فانزل الله على نبيه قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن. وانما اوحي اليه قول الجن. في هذا الحديث من الفوائد. اورد المؤلف هذا الحديث ليبين ان صلاة الفجر يجهر بالقراءة فيها. وهذا هو مناسب لاحاديث الباب وفيه فوائد اخرى منها ان الاصل في الاسفار هو الجواز حل ومنها جواز الذهاب الى الاسواق وشد الرحل من اجل السفر لي شراء البضائع التجارية وحضور الاسواق المالية اذا لم يكن فيها معصية من المعاصي وفيه بيان او ذكر آآ سوق عكاظ وقد كان سوقا لاهل الجاهلية فاستمر في الاسلام الى سنة مئة وعشرين حينما اشتغل الناس بالفتوحات وببقية اعمال وفي هذا الحديث بيان ان الجن قد منعوا من اشتراق السمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال طائفة بان هذا كان وقت نزول الوحي. واما بعد ذلك فانه رفع هذا الامر ومكنوا من السماع لكن يرسل عليهم الشهب وفي هذا الحديث بيان او الاستدلال بحدوث الامر العظيم على انه قد وقع ما يكون سببا موصلا اليه. كما استدل الجن بمنعهم من خبر السماء على او وجود حدث عظيم قد وقع على الارض. وفي الحديث بحث الانسان عما يكون سببا لما يقع حوله من الحوادث وفي هذا الحديث من الفوائد ان هذه الشريعة المباركة كما تشمل الانس تشمل الجن فشرع الله شامل الثقلين وفيها هذا الحديث من الفوائد ان الانسان يصلي صلاة الفجر في المكان الذي تدركه الصلاة فيه ولذا صلى الله عليه وسلم بمكان يقال له وادي نخلة وفي الحديث مشروعية داء الصلوات جماعة في الاسفار كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث ان الانسان اذا سمع صوت الحق وكلمة الحق شرع له ان اللغة هالما وراءه. فهؤلاء الذين حضروا عند النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا الى قومهم فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا وفي هذا بيان ان المقروء الذي نقرأه هو بعينه القرآن. فان طائفة قالت هذا الذي بين ايدينا ليس القرآن وانما هو عبارة او حكاية عن القرآن. وهذا خاطئ ويخالف ظواهر النصوص ومنها قوله تعالى في حكاية قول الجن انا سمعنا قرآنا عجبا. فبينوا انهم قد سمعوه ولم يذكر انهم سمعوا ما هو عنه ومثله في قول الله جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره وحتى يسمع كلام الله. وفي الحديث بيان ان هذا القرآن يسمى القرآن وكذلك يسمى الكتاب فان الجن مرة قالوا سمعنا قرآنا عجبا ومرة قالوا بانه هم سمعوا كتابا وفي الحديث نزول الايات القرآنية بحسب المناسبات التي تقع في ذلك الزمان وقوله قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن وانما اوحي اليه قول الجن كما في السورة الاخرى. نعم. وعن ابن عباس الله عنهما قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فيما امر وسكت فيما امر وما كان ربك نسيا وقال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. في هذا الحديث بيان ان بعض الصلوات يجهر بالقراءة فيها. والقراءة انما تكون للفاتحة والسورة التي تكون معها. واما بقية اذكار الصلاة فانه لا يجهر بها. وفي الحديث ان بعض الصلوات يسر بالقراءة فيها ولا يجهر وفي الحديث ان هيئة الصلاة وطريقة ادائها يتبع فيها الوحي. ولا يجوز لانسان ان يعمل برأي اياها وباجتهاداته او بذوقه او بهواه. وفي الحديث ايضا نفي النسيان عن الله جل وعلا. وفي الحديث وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والسير على طريقته. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. جعلكم الله من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين