الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة كتاب الايمان بمختصر صحيح الامام البخاري رزقنا الله واياكم الايمان والتقوى لعلنا نواصل قراءة احاديث هذا المختصر. تفضل الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة مسلم ايمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلي عليه ويفرغ من دفنها. فانه يرجع من الاجر بقيراطين. قيل وما القيراطان؟ قال مثل الجبلين العظيمين كل قيراط مثل احد. ومن صلى عليها ثم رجع قبل ان تدفن فانه يرجع بقيراط. فقال ابن عمر رضي الله عنهما اكثر ابو هريرة علينا. فصدقت عائشة رضي الله عنها ابا هريرة. وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقوله. فقال ابن عمر رضي الله عنهما لقد فرطن في قرارك كثيرة قوله هنا من اتبع جنازة اي سار معها من اجل ان يكون مصليا عليها او مشاركا في دفنها وقد اشترط هنا للاجر الامرين مع الصلاة والدفن. وقد ورد في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان من تبعها حتى يصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى يصلى عليها وتدفن يكون له قيراطان ومتوافق مع ما ورد في هذا الخبر وقوله من اتبع اي سار مع الجنازة ولا يشترط ان يكون خلفها ولا يشترط ان يكون ماشيا على قدميه فسواء كان راكبا او كان ماشيا وسواء كان امامها او معها او خلفها فالجميع يقال له اتباع للجنازة والجنازة قد مثلثة الجيم تطلق بكسر الجيم وبفتحها وبظمها وبعض اهل اللغة قد فرق بين هذه الالفاظ وقوله هنا ايمانا اي تصديقا بوعد الله جل وعلا وقوله احتسابا اي املا في الحصول على الاجر والثواب قوله وكان معه يعني مع الجنازة او مع المسلم الذي تبعه حتى يصلى عليه يعني صلاة الجنازة ويفرغ من دفنها اي تدفن قوله فانه يرجع اي يعود والمراد انه يحصل ومثله ايضا المسائل التي يشتبه هل وجدت فيها علة الحكم؟ او لم توجد ومثل هذا ايضا مواطن الخلاف بين اهل العلم ومن ثم يقال بان مما يشرع اجتناب مواطن الخلافة على قيراطين من الاجر وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القيراط بالجبل العظيم وجعله مثل جبل احد وهو جبل كبير جدا والقيراط في لغة العرب يراد به الجزء من اربعة وعشرين جزءا ولذا قال بعض اهل العلم بان المراد بذلك الجزء من عمل ذلك العامل الذي توفي من عمل المتوفى وفي هذا الحديث من الفوائد دخول الاعمال في مسمى الايمان. ومن ذلك اتباع الجنائز والصلاة على الجنازة ودفن الجنازة فهذه اعمال. وقد ادخلها في مسمى الايمان. مما يرد على قول المرجية الذين يخرجون الاعمال من مسمى الايمان وفي هذا الحديث دلالة على ان المعول عليه في تحصيل الاجور هو النية فلا كونوا للانسان اجر على عمل حتى يكون ناويا له يريد بذلك احتساب الاجر الاخروي وفي هذا الحديث مشروعية الصلاة على الجنازة. وقد تواترت النصوص بذلك وفي هذا الحديث ايضا ان دفن الجنازة عبادة يتقرب بها لله تعالى وفي هذا الحديث ان الناس يتفاوتون في الاجور التي يحصلون عليها بتفاوت الاعمال التي يقومون بادائها وفي هذا الحديث قبول خبر الواحد الاستدلال به وفي هذا الحديث الشهادة بصدق المتكلم متى علم الانسان صدقا اهو وفي هذا الحديث تحسر الانسان على فوات الاجور والطاعات التي فاتته كما كان ذلك من ابن عمر رضي الله عنهما احسن الله اليكم قال عن ابي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر قوله هنا سباب اي القدح في الاخرين امامهم وعند سماعهم وقوله فسوق يعني ذنب ومعصية قوله هنا قتاله اي المشاركة معه في القتال بمعنى ان يكون مضادا له. ولم يقل هو هنا قتله وانما قال قتاله والقتال يكون مفاعل بين اثنين وقال هنا كفر ونكرها ليبين انه انما اراد الكفر الاصغر الذي لا يخرج به للانسان من الاسلام وقد جاء في قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وقصته ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم فانظر كيف وصف المقتتلين بالايمان بقوله وان طائفتان من المؤمنين الى قوله انما يا اخوان ثم وصفهم بالاخوة ومثله في قوله تعالى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه بالمعروف في مسألة القصاص القتل المتعمد مما يدل على ان المراد هنا الكفر الاصغر الذي لا يخرج به الانسان من الاسلام ففي هذا الحديث تحريم القدح في الاخرين في وجوههم. تحريم السب للمسلمين وفي هذا الحديث بيان ان قتال المسلم كبيرة من كبائر الذنوب و في هذا الحديث التحذير من الذنوب التي قد تدفع النفوس اليها ويكون فيها اثم كبير. احسن الله اليكم. قال عن انس رضي الله عنه قال اخبرني عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر الناس بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم اني خرجت لاخبركم بليلة القدر وانه تلاح فلان وفلان. فرفعت وعسى ان يكون خيرا لكم. فالتمسوها في السابعة التاسعة والخامسة قوله هنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج اي خرج من بيته او من محل اعتكافه كأنه اخبر بليلة القدر اي ليلة في تلك السنة وخرج يخبر الناس اي يعلمهم ويبين لهم اي ليلة هي ليلة القدر والصواب ان ليلة القدر تتنقل ما بين ليالي العشر وانها لا تثبت في ليلة بعينها ويدل على ذلك ان هذا الحديث حصل ليلة القدر في ثلاث ليال الليلة السابعة والتاسعة والخامسة. وبينما ورد في احاديث اخرى ان ليلة القدر كانت في غيرها. فقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه في ليلة القدر يسجد في ماء وطين نزلت الامطار صبيحة يوم واحد وعشرين وكفى المسجد فصلى النبي صلى الله عليه وسلم في ماء وطين وسجد فيه كانت ليلة القدر في تلك السنة هي ليلة احدى وعشرين. مما يدل على ان ليلة القدر تتنقل ما بين ليالي العشر. وقوله فتلاحى اي تخاصم وتراد اثنان في القول وقوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني خرجت اخبركم بليلة القدر وانه تلاحى فلان وفلان فرفعت ليس المراد رفع ليلة القدر بدلالة انه قال بعد ذلك التمسوها وانما المراد رفع العلم بها. بحيث بقيت على اخفائها قال وعسى ان يكون خيرا. اي لعل ان اخفائها وعدم تحديد ليلة القدر بعينها يكون خيرا للناس. فانهم بذلك تزداد عبادتهم ولا يحصرونها في ليلة يظنون انها ليلة القدر بل يعبدون الله ويتضرعون بين يديه في جميع هذه الليالي قوله فالتمسوها اي ابحثوا عنها وفي هذه الليالي الثلاث ليلة السابعة والعشرين وليلة التاسع والعشرين وليلة الخامس والعشرين. ففي هذا الحديث من الفوائد ان ليلة القدر متنقلة. وانها لا تثبت على ليلة بعينها في هذه في هذا الخبر فضيلة ليلة القدر حيث يؤمر الناس بالبحث عنها وبالتماسها وفي هذا الحديث بيان الاثر السيء للمخاصمة والنزاعات التي تكون بين الناس وفي هذا الحديث انه قد يرفع العلم بشيء بسبب ما يكون عند الناس من المخالفة للشرع. احسن الله اليكم. قال عن هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يملي الناس فاتاه رجل فقال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث الاخر قال ما الاسلام؟ قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال يا رسول الله ما الاحسان؟ قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال متى الساعة؟ قال المسئول عنها باعلم من السائل. ولكن ساخبرك عن اشراطها. اذا ولدت الامة ربها. واذا تطاول رعاة البهم في البنيان. في خمس لا يعلمهن الا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم. ان الله عنده علم الساعة ينزل الغيث ويعلم ما في الارحام الاية ثم ادبر الرجل فقال ردوه علي فاخذوا ليردوا فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم قوله في هذا الحديث عن ابي هريرة هكذا هي رواية الصحيحين بحديث جبريل من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ودخرج الامام مسلم قصة جبريل من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو اول حديث في صحيحه قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس اي كان ظاهرا جالسا بينهم يشاهدونه ويطلعون على عليه وعلى احواله الاه فبينما هو جالس فيما بين الناس يشاهدونه اذ جاءه رجل يعني على هيئة الرجل المعتادة لا يرون فيه ما يريبهم او يشككهم فيه فسأل عن الايمان والاسلام والاحسان فقوله الايمانا تؤمن بالله وملائكته. فالايمان بالله ربا والايمان به معبودا والايمان باسمائه وصفاته والايمان بالملائكة في جملتهم بان نؤمن ان لله ملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ونؤمن بمن سمى الله منهم سواء باسمه او بما يؤديه من عمل وهكذا يؤمن بلقائه ويؤمن بانه سيلقى الله تعالى ليحاسبه على اعماله ويؤمن رسله وانبيائه. وكذلك يؤمن بالبعث في الاخر فان البعث يراد به احياء النفوس وقيل له البعث الاخر لانه قد احي الناس الحياة الاولى في الدنيا فما يكون يوم القيامة هو البعث الاخر وقوله في تفسير الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به اي تصرف كل اعمال العبادات لله. ولا تجعل شيئا منها لغيره سواء على سبيل الانفراد او على سبيل الاشتراك قال وتقيم الصلاة اي تقوم بادائها باركانها وشروطها وواجباتها وتؤدي اي تصرف وتعطي الزكاة المفروظة اي الواجبة وتصوم رمضان اي شهر رمضان بان تمسك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس في شهر رمضان. فسأله عن الاحسان ففسره بانه ان يعبد الله يعني ان يجعل عبادته لله تعالى على اكمل الوجوه. بحيث يراقب او يستشعر ان الله تعالى يراقبه ويراه فكانك تراه اي كانك تشاهد الله عز وجل اثناء عبادتك ومن ادى اعماله وهو يستشعر هذه المعاني كان ذلك ادعى لاكماله واتقانه وقد جعل الاحسان على رتبتين الاولى كانك تراه اي يتعلق بمشاهدتك انت له والثانية كأنه هو يراك. فهاتان مرتبتان من مراتب الاحسان فقال الرجل متى الساعة اي ما وقتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما المسئول عنها؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم يعني بهذا اللفظ نفسه باعلم من السائل اي هذا الرجل الذي تصور بصورة الرجل فان المراد به جبريل عليه السلام وكلاهما لا يعلم متى الساعة. لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا جبريل عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم ولكن ساخبرك اي ساعلمك واحدثك عن اشراطها اي عن العلامات الدالة على قرب وقوعها. فالعلامة الاولى اذا ولدت الامة ربها فلا ما هي المملوكة وربها يعني سيدها. الذي يملكها وقد وقعت اختلافات كثيرة في هذا المعنى فقيل بان المراد به كثرة السبي بحيث يطأ الرجال هؤلاء الايماء المملوكات وبالتالي تلد لسيدها لسيدها ولدا يكون سببا لعتقها. فبالتالي يكون وقد انعم عليها بالعتق وعلى كل فهذه علامة كائنة لا محالة قال ومن علامات الساعة انك تشاهد رعاة الابل اي اولئك الذين يقومون برعاية وتربيتها والاعتناء بها الابل البهم يعني التي لا تتحدث. يتطاولون في البنيان. اي يبنون الادوار العالية ويبنون البنيان الطويل والمشاهد في زماننا هذا وجود التطاول في البنيان حيث نشاهد من حال الناس انهم ويبنون العماير الكبيرة ذوات الطوابق العديدة. ورد في بعض الفاظ هذا الخبر انه قال اذا كان الحفاة عن الذين ليس لهم احذية العراة الذين ليس لهم ثياب يكسون بها ابدانهم رؤوس الناس اي سادتهم وكبراءهم وقوله في خمس يعني ان الساعة احدى الامور الغيبية التي لم يطلع الله جل وعلا الا عليها احدا من خلقه ذكرت باخر سورة لقمان. في قوله ان الله عنده علم الساعة. وينزل الغيث ويعلم وما في الارحام فهذه هي الامور مما استأثر الله تعالى بعلمها قال ثم ادبر الرجل اي ولى منصرفا قد اعطاهم دبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ردوه علي. اي اجعلوا هذا الرجل يعود علي ويأتيني مرة اخرى فذهبوا يبحثون عنه واخذوا اي انهم اخذوا الطريق اليه. من اجل الذي اباح الله الاقدام عليه قوله بين لانه واضح فما احله الله فامره واظح. لا اشكال فيه وهكذا ما فيه دليل تحريم وايضا من الامور الواضحة ولذا قال والحرام بين لي ان يردوا ذلك الرجل. فبحثوا عنه فلم يروا شيئا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذى الرجل الذي جاءكم هو جبريل الملك المعروف الذي ينزل بالوحي جاء اي حضر الينا من اجل تعليم الناس دينهم. ففي هذا دلالة على ان يشتمل على المراتب الثلاثة الايمان والاسلام والاحسان ففي هذا الحديث من الفوائد التعريف باركان الايمان ويضم هذا الحديث مع بقية الاحاديث التي فيها اركان الايمان. فان الاحاديث يصدق بعضها بعضا وقد يذكر اهم الاركان اكتفاء بها وفي هذا الحديث وجوب الايمان باركان الايمان وفي هذا الحديث وجوب افراد الله بالعبادة وعدم جواز صرف شيء من العبادات لغير الله تعالى وفي هذا الحديث ان اسلام لانسان لا يكون الا بمداومته على هذه الاركان وفي هذا الحديث فضيلة الاحسان وعلو درجة صاحبه في هذا الحديث ترغيب الناس في استشعار مراقبة الله تعالى لهم وفي هذا الحديث ان الساعة قد اخفي وقتها فلا يطلع احد على وقت قيام الساعة وفي هذا الحديث ان الانسان اذا سئل عن مسألة لا يعلمها اعتذر عن الجواب فيها في هذا الحديث ان الانسان قد يسأل مسألة لا يريد ذات المسألة وانما يريد امرا اخر. كما لو اراد تعليما الحاضرين وفي هذا الحديث استحباب شغل المجالس بطلب العلم وبث المعلومات التي تعود على الناس بالنفع في دينهم وفي هذا الحديث بيان ان الساعة لها علامات كبرى ولها علامات صغرى. وقد ذكر في الحديث بعض مات الصغرى والعلامات الكبرى قريبة الوقوع هي تكون الساعة قريبة الوقوع منها. من شأنها ان تكون عامة لجميع الناس وفي هذا الحديث جواز تطاول الناس في البنيان فانه لم ينكر عليهم ات هذا التطاول وانما اخبر انهم يفعلونه وفي هذا الحديث جواز رعي الابل وامتهان ذلك وفي الحديث ان الله جل وعلا اخفى خمسة امور لا يطلع احد عليها وقوله عنده علم الساعة اي انه جل وعلا يعلم وقت حصول الساعة التي تبعث او يبعث الناس فيها وقوله وينزل الغيث اي انه الوحيد الذي يتمكن من انزال الامطار فان قال قائل بان الناس يبثون شيئا من المواد على السحاب فيمطر يقال له هم لم ينزلوا الغيث وانما بذلوا سببا من اسبابه كما ان الناس يدعون الله تعالى لينزل الغيث. فهذا الدعاء سبب من اسباب نزول الامطار. ومع ذلك ايعد انزالا للغيث فهكذا هذه المواد التي يبثونها وكم من مرة بثوا هذه المواد جاءت الامطار في مكان اخر غير ما يأملونه وقوله ويعلم ما في الارحام اي ان الله جل وعلا يعلم ما في الارحام ولم يذكر العلم ما هو؟ فيشمل جميع ما يتعلق بالاجنة ومن ذلك انه يعلم الشقي من السعيد منهم. ويعلم ما سيكون منهم من الحوادث والقصص واما تحديد جنس الجنين هل هو ذكر او انثى؟ فقد يطلع عليه بعد مضي مدة من اه مدة الحمل وهذا لا يكون الا بعد ان يعلم به الملائكة فانه اذا نفخ فيه الروح اعلم الملك ما يتعلق بهذا الجنين ومنها هل هو ذكر او انثى فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر بان الملك يطلع على جنس الجنين وهو في بطن امه فدل هذا على انه في ذلك الوقت لا يعد مما استأثر الله بعلمه وفي هذا الحديث القاء المسائل على الشخص من اجل تحريك العلم وبثه وفي هذا الحديث فظيلة تعليم الناس امور دينهم في هذا الحديث ان الانسان قد يعلم المسألة فيسأل عنها من اجل ان يستفيد من جواب بها اهل المجلس احسن الله اليكم قال عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه وكان لما استبان اترك ومن وقع في الشبهات اوشك ان يواقع ما استبان كراع يرعى كل الحمى يوشك ان يواقعه الا وان لكل ملك حمى. الا ان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. قوله هنا الحلال بين اي ان الامور المباحة قد اتضحت وعلم الناس بها والحلال يراد به الفعل وبينهما اي بين الحلال والحرام امور اي افعال مشبهات يعني انها مما يقع التردد فيه والاشتباه قد يكون بسبب تنازع الادلة في المسألة قد يكونوا بسبب التردد في وجود علة الحكم وقوله لا يعلمها كثير من الناس اي لا يعرفون حكم الشرع فيها وهذا فيه دليل على انه انه يوجد اناس يعلمون احكام هذه المشتبهات وانه لا يمكن ان تكون هناك مسألة يجهلها جميع الناس قوله فمن اتقى الشبهات آآ المشبهة دايما ترك هذه المشبهات ولم يقدم عليها. المشبهات ما اشتبه على الانسان هل هو من المباحات او من المحرمات فمن ترك هذه المشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه لماذا استبرأ لدينه لانه تأكد انه لم يفعل الحرام. واستبرأ لعرضه فانه انا عر نفسه من ان يتكلم فيه الاخرون بانه يقدم على الذنوب والمعاصي وكان لما استبان اتركه فاذا كان يترك المشتبهات فمن باب اولى ان يترك ما اتضح تحريمه قال ومن وقع في الشبهات اي من كان من شأنه ان يفعل هذه الامور المشتبهة ويجترئ عليها مع انه يوجد في نفسه شيء من الحسكة تجاهها فحينئذ ما يفتأ قليلا الا وقد وقع في ما يتضح انه من المحرمات وضرب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا بالراعي تكون معه اغنام. يرعى بها حول الحمى. اي المكان الذي منع الناس من والرعي فيه فاذا كان رعيه بجوار الحمى فانه من حيث يشعر او لا يشعر سيأتي بعض غنمه الى كان الحمى ويجترئ عليه ثم قال هكذا من كان يقع في المشتبهات فانه لا يفتأ ان يقع في المحرمات وضرب لذلك او بين ان لكل ملك حمى. اي اي لكل ملك مناطق يمنع الناس من او الرعي فيها ثم قال الا ان حمى الله محارمه. يعني ان ما منع الله الناس منه وتلك ذنوب والمعاصي ثم قال الا وان في الجسد مضغة. يراد بالمضغة قطعة اللحم سميت بهذا الاسم لانها على قدر ما يمضغ بالفم او على شكله ثم قال اذا صلحت يعني هذه المضغة فان الجسد كله يصلح وتستقيم اموره واذا فسدت هذه المضغة فسد الجسد كله الا وهي هذه المضغة هي القلب لان القلب محل للنية والاخلاص لان القلب محل للعبادات القلبية من الخوف والرجاء والتوكل ونحو ذلك ولذا كان للقلب مكانته وفي هذا الحديث ان الله جل وعلا قد جعل كثيرا من المباحات والمحرمات واضحة المعالم يعرفها الانسان ولا يتردد في معرفتها وفي هذا الحديث وجود امور مشتبهات يحتمل ان تكون من المباحات ويحتمل ان تكون من الرمات وقد مثلت لي ذلك المواطن التي يقع فيها تنازع بين الادلة قد قرر اهل العلم في ذلك قاعدة بان ترك المشتبه من الورع وفي هذا الحديث الترغيب في ترك الامور المشتبهات. والتحذير من قربانها وهذا يفسر ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استفت قلبك وان افتاك المفتون ثم افتوك يعني اعمل بالاحتياط بحيث لا يبقى في صدرك شيء من التردد لئلا تكون مما وقع ممن وقع في الحرام وفي هذا الحديث ظرب الامثلة التي تتضح بها الاحكام ليكون هذا من اسباب فهم الناس ومن اسباب قناعته وفي هذا الحديث جواز الاستدلال العقلي الذي يجعل الناس يلتزمون باحكام الشرع وفي هذا الحديث ان من يقع في الامور المشتبهات فانه سيقع في المحرمات وفي هذا الحديث التحذير من قربان المعاصي والتأكيد على عدم فعل ما يوصل الى هذه المعاصي وفي هذا الحديث الاعتناء بالقلب وان عليه المعول وان الانسان تصلح حاله متى قلبه وتفسد متى فسد قلبه في هذا الحديث بيان ان اركان الانسان لها اصل يتبعها غيرها من الاركان. نعم احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان وفد عبد القيس لما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم؟ او من الوفد؟ قالوا ربيعة. قال مرحبا بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا نداما. فقالوا يا رسول الله ان هذا الحي من ربيعة وانا نأتيك من شقة بعيدة ولا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام وقد حال بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر. فمرنا بامر فصل نأخذ به عنك ونخبر من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الاشربة فامرهم باربع ونهاهم عن اربع امرهم بالايمان بالله وحده. قال اتدرون ما الايمان بالله واحدة قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وعقد باصبعه اصبعه واحدة واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وان تعطوا من المغنم الخمس ها هم عن اربع عمن كذب في الحنتم والدباء والنقير والمزفت وقال احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم قوله هنا ان وفد عبد القيس عبد القيس قبيلة من قبائل العرب كانت تسكن في شرق الجزيرة كان لهم حضارة ومدن كما كان منهم بادية قال وفد عبد القيس اني ان قبيلة عبد القيس ارسلت مجموعة ليمثلوها عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما اتى وفد عبد القيس الى النبي صلى الله عليه وسلم وقدموا عليه ودخلوا عليه في المسجد سأل صلى الله عليه وسلم من القوم؟ اي من اي قبيلة انتم؟ وما شأنكم؟ وفي لفظ قال من وفد اي انتم تفدون الي عن اي قبيلة فقالوا ربيعة يعني انهم يرجعون الى قبيلتي ربيعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بالوفد اي انه يرحب بهم ويستقبلهم ويصف محله بانه يسعهم ويكون رحبا عند وفودهم اليه وقولهم غير خزايا اي لم يصبهم شيء من الذل والصغار ولا ندامة اي انهم لا يتأسفون على شيء مما مضى بل يفرحون بهذا القدوم ويغتبطون به فقالوا يا رسول الله انا اي نحن هذا الحي من قبيلة ربيعة وانا نأتيك من شقة بعيدة اي نفد اليك من بلد بعيد بحيث تلحقنا المشقة بسبب وفودنا اليك وانا لا نستطيع اي لا نتمكن ان نأتيك اي نصل اليك الا في الشهر الحرام يعني شهر رجب او شهر ذي شهر المحرم او ذي القعدة او ذي الحجة. فهذه اربعة الاشهر الحرم. وذلك لانهم يمرون لقبائل شتى فيخشون من هذه القبائل ان يسطو عليهم. وان يأخذوا ما لديهم من من الاموال والركاب. ولذلك لا يستطيعون ان يأتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم الا في الشهر الحرام واما غير ذلك من الاشهر فانهم لا يستطيعون ان يصلوا اليك ولا ان يخلصوا الى بلدك قال فمرنا اي ليكن من شأنك ان تحثنا وان ترغبنا على امر عظيم امر انفصل اي شيء تكون به الفصل بين الحق والباطل. نأخذ به عنك اي اننا نلتزمه ونعمل به ونخبر من ورائنا اي نعلمهم ونبلغهم وندعوهم وندخل به الجنة. ومرادهم الجنة وسألوه عن الاشربة يعني ما الذي يجوز شربه؟ وما الذي لا يجوز قال فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم باربع اي الزمهم بهذه الاربع ونهاهم عن اربع اي اوجب عليهم ترك اربعة امور. اما الامور التي امرهم بها فامرهم الايمان بالله وحده ثم فسر ذلك فقال اتدرون ما الايمان بالله وحده فقالوا الله ورسوله اعلم وهذا انما يقال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقال شهادة ان لا اله الا الله وذكر اركان الاسلام التي وردت في حديث ابي هريرة وما ذاك الا ان لفظة الايمان تطلق ويراد بها الاسلام وهكذا العكس فهما لفظان ليجزئ احدهما عن الاخر متى لم يذكر اللفظ الاخر معه قوله في هذا الحديث وصيام رمضان هكذا ورد في بعض روايات الخبر وفي بعضها لم يرد الصيام ولعل ذلك ان الصيام لم يشرع بعد فان وفد عبد القيس قد بكروا في قدومهم للنبي صلى الله عليه وسلم وكان من اركان هذا الايمان ان تعطوا من المغنم اي تؤدوا الخمس من المغانم. والمغانم ما يحصل من قتال كفارا ونهاهم فخمس ما يحصل من المغانم يقسم على ما ذكره جل وعلا في قوله واعلموا وانما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل الاية وقوله ونهاهم عن اربع اي عن اربعة امور الاول عن الشراب الذي ينتبذ اي يطرح في الحنتمي والحنتم طين وشعر ونحوه يظم ويجمع حتى يكون جرة خضراء فهذه الجرة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ماء انتبد فيها. وهكذا نهى عن الدب دبا قشر القرع يزيلون القرع من وسطه ثم يجعلونه اناء فنهى عن ما ينتبذ في الدبان وهكذا نهى عن النقير وهو خشب النخل ينجر وينقر حتى يكون بمثابة الاناء وهكذا نهى عن المزفت وهو ما يطلى بالقاري والزفت فهذه الاشياء قد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال احفظوهن اي ليكن من شأنكم ان تضبطوا هذا الحديث والا يقع منكم تردد فيه قال واخبروا اي حدثوا بهذا الحديث وبلغوا هذا الحديث من ورائكم من الناس وفي هذا الحديث من الفوائد فضيلة قبيلة عبد القيس وفيه ان عبد القيس من قبيلة ربيعة وفي هذا الحديث الترحيب بالقادم واظهار البشر والسرور بقدومه وفي هذا الحديث تطمين الظيف. وبيان انه لن يجد الا الكرامة وفي هذا الحديث ان الانسان ينبغي به ان يتزود حال غيبته عن العلم والفضل بما يكون سببا لاقدام على الطاعات بهذا الحديث التزام ما قد يكون بين الناس من انظمة يتعارفونها وفي هذا الحديث اختيار القواعد التي تكون مؤثرة في سير الانسان الى الله تعالى. ولذا قالوا اخبرنا بامر فاصل اي المعالم لا نسأل عنه غيرك ونخبر به من وراءنا لنحدث من وراءنا ويكون سببا من اسباب دخول الجنة وفي هذا الحديث بيان ان الايمان قد يطلق على الاسلام وان الاسلام يطلق على الايمان وفي هذا الحديث وجوب المحافظة على هذه الشعائر الظاهرة من اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان واعطاء المغانم واما النهي عن الشرب في هذه الاواني فقد ثبت نسخه في حديث عدة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث الترغيب في حفظ ما يكون من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وبيان ان ذلك من اسباب نشر الخير وانتشاره فيما بين الناس بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداية المهتدين كما نسأله جل وعلا ان ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين