الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. وبعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى، نتم فيه باذن الله، عز وجل، كتاب الايمان. فليتول تفضل القاري بارك الله فيه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انفق الرجل المسلم منافقة على اهله وهو يحتسبها فهو له صدقة قوله اذا انفق الرجل المسلم لفظة الرجل ليست مرادة لذاتها بل لو وجدت نفقة من امرأة على قرابتها دخلت في هذا الحديث وقوله نفقة يشمل المأكول والمشروب والملبوس والمسكون فكلها فيما يدخل في اسم النفقة بل يدخل فيها ايضا ما يتعلق بتهيئة امر الانسان في نكاحه وفي غير ذلك من اموره وقوله على اهله يعني حتى ولو كان ممن تلزمه نفقتهم قوله وهو يحتسبها اي انه يطلب اجرها من الله تعالى فمن كان ينفق على نفسه او على اهل بيته وهو يطلب الاجر من الله في هذه النفقة له هذه النفقة صدقة بحيث يؤجر عليها ففي هذا الحديث ان المعول عليه النيات. وانه لا يؤجر الانسان الا فاذا نوى بعمله الاخرة. كما في الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وفي هذا الحديث ان الامر الواجب قد يؤجر العبد عليه متى نوى به التقرب لله سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث فظل نفقة الانسان على نفسه وعلى اهل بيته وفي هذا الحديث ايضا ان من سعى لنفقة تكون على اكمل الامور واتمها يحتسب الاجر في فيها فانه يكون مأجورا فتنميق الانسان لبيته الذي يسكنه ويسكنه اهله يؤجر عليه متى نوى به الاجر والثواب من عند الله عز وجل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده. وجاء في الصحيح ان النبي صلى الله او عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال فدل هذا على ان هذه الامور محبوبة عند الله سبحانه وتعالى فاذا كان هذا في امر الثياب والنعال غيرها مما يكون من النفقة يدخل في هذا الباب فيكون محبوبا عند الله جل وعلا وبهذا نعلم خطأ فهمي كثير من الناس للزهد الشرعي فان الزهد لا يعني ترك الدنيا. فان الزهد في لسان الشرع لا يعني ترك الدنيا وانما يعني استعمال الدنيا فيما ينفع في الاخرة ولذا كان سليمان وداوود من الزاهدين مع ما اتاهم الله من نعم الدنيا الكثيرة وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الذين اشتغلوا بالتجارات من الزاهدين كعثمان وعبد الرحمن بن عوف فانهم استعملوا هذه الدنيا فيما ينفعهم في الاخرة. مع ما وسع الله عليه به في الدنيا ولعل منشأ هذا جاء من بعظ الديانات الاخرى التي يكون الرهبان فيها تاركين للدنيا ما غير ابهين لها. فهذا المفهوم ليس مما جاء به شرعنا ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ومن قوته قوته في المال قال صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا اليد المنفقة المعطية قد قال الله تعالى كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا فسماه خيرا وقال تعالى واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب من هنا نعلم قطع فهم كثير من الناس لمبدأ الزهد في الشرع وقد قال الله تعالى كما سمعنا من الامام قبل قليل يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والاستثناء من النفي اثبات. معناها ان من اتى بالقلب السليم والنية الصادقة فانه في يوم القيامة ينتفع بماله وولده ومثله في قوله تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا واولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون فمعناه ان اموالهم واولادهم تقربهم عند الله زلفى لما استعملوها في مرض الله جل وعلا واما من استعملها في المعاصي فهذا ممن شاركهم ابليس فيها. ولذا قال تعالى حاكيا عن ابليس مقالته وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا احسن الله اليكم. قال عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال جاء النبي صلى الله عليه واله وسلم يعودني يوم احجة الوداع انا مريض بمكة من مرض اشتد بي اشفيت منه على الموت وهو يكره ان يموت بالارض التي هاجر منها. فقلت يا رسول الله اني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وانا ذو مال كثير ولا يرثني الا ابنة لي واحدة فاوصي بمالي كله. قال لا. قلت افا اتصدق بثلثي مالي قال لا قلت افا اتصدق بشطره قال لا قلت فالثلث قال الثلث يا سعد والثلث كثير. انك ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس في ايديهم وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك. قلت يا رسول الله او خلفوا بعد بعد اصحابه عن هجرتي ادعوا الله الا يردني على عقبي. قال انك لن تخلف فتعمل عملا تبكي تغي به وجه الله الا ازددت به درجة ورفعة. ولعلك ان تخلف بعدي حتى ينتفع بك اقوام ويضر بك اخرون اللهم امضي لاصحابي هجرتهم ولا تردهم على اعقابهم ولكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بمكة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على جبهته ثم مسح يده على وجهه وبطنه ثم قال اللهم اشف سعداء واتمم له هجرته. فما زلت اجد برده على كبدي فيما يخال الي حتى الساعة قوله هنا جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني اي يزوره بسبب انه قد مرض قال عام حجة الوداع وهذا في السنة الحادية عشرة وفي اواخر العاشرة و كان ذلك بمكة قال وانا مريض بمكة من مرض اشتد بي. اي بلغ شأوا بعيدا قال اشفيت منه على الموت يعني قاربت الموتى بسبب شدة ذلك المرض وهو يكره ان يموت بالارض التي هاجر منها. يعني ان سعد ابن ابي وقاص يكره ولا يرغب في ان تكون ميتته في مكة. لانه قد هاجر من مكة وكانوا يظنون ان من عاد الى الارض التي هاجر منها فمات فيها انه يذهب عنه اجر هجرته. ولذا كره ان يموت في مكة من اجل ان يمضي له اجر هجرته فقال سعد لما زاره النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اني قد بلغ بي من الوجع ما ترى اه اي وصلت الى حالة شديدة بحيث ان الوجع والمرظ وصل بي الى درجة اخشى معها من الهلاك وانا ذو مال كثير. اي عندي اموال طائلة. وهذا ايضا يشير الى ما ذكرت ما ذكرته قبل فيما يتعلق اكتساب المال وعدم منافاة ذلك للفضيلة والزهد الشرعي قال ولا يرثني اي انه لم يترك من الورثة الا ابنة له واحدة لكنه بعد ذلك احياه الله وجاءه عدد من الاولاد من اشهرهم قيس بن سعد بن ابي ابي وقاص وكان من العلماء الفضلاء قال قال سعد افاوصي بمالي كله يقول هذه البنت لا تحتاج الى مال كثير فهل اقوم بالصدقة بجميع مالي من اجل ان ننتفع به في اخرتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اي لا تفعل ذلك من الصدقة بجميع مالك والوصية لما بعد الموت بجميع المال فقال سعد افاتصدق بثلثي مالي يعني انه اراد ان يتصدق من ماله بالثلثين ويبقي لابنته الثلث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اي لا تفعل ذلك في هذا تقدير انه لا يجوز لك ان تفعل هذا فقال سعد فقلت افاتصدق بشطره. قال سعد فا تصدق بالثلث فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثلث يا سعد والثلث كثير. يعني ان وصيتك بالثلث اعلى ما يمكنك ان توصي به بعد وفاتك ثم علل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال انك انتظر ورثتك اغنياء. يعني ان تتركا وتدع ورثتك ومن اولادك الذكور والاناث اغنياء لا يحتاجون الى الاخرين وخير وافضل واحسن من ان تذرهم اي تتركهم وتدعهم عالة اي يحتاجون الى من يقوم المساهمة معهم فيما ينتابهم من النفقة يتكففون الناس اي يطلبون الناس ما يكفيهم مؤنتهم وقال وانك اي من شأنك انك لن تنفق نفقة اي لن تدفع شيئا من مالك لاهل بيتك بها وجه الله اي تطلب رضا الله وتأمل في اجره الاخروي الا اجرت عليها. اي اثابك الله عليها. واعتبر لك صدقة قال حتى اللقمة يعني ان اللقمة التي تنفقها وقطعة الطعام التي اعطيها لزوجتك متى احتسبت الاجر فيها وجعلتها في في امرأتك اي في فمها فان ذلك يعتبر صدقة تؤجر عليه فقال سعد يا رسول الله ااخلف بعد اصحابي عن هجرتي اي هل سيكون من شأني ان اموت بمكة ولا استطيع ان اذهب مع معك ومع الصحابة الى المدينة مرة اخرى وبالتالي اكون قد تركت اجر هجرتي لكوني مت في البلد الذي هاجرت مع منه فكان ذلك مما يقلق سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه. ولذا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله ان يطلب من الله الا يردني على عقبي او على عقبي. يعني ان لا يجعلني اموت في مكة وبالتالي يبطل اجر هجرتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك لن تخلف اي لن تبقى فتعمل عملا تبتغي به وجه الله الا ازددت به درجة وفي بعض الروايات قال عسى ان يرفعك الله. يعني ان يشفيك من مرضك الذي انت فيه قال فتعمل عملا تبتغي اي تطلب وتريد به وجه الله اي رضاه الا ازددت وعلوت به درجة ورفعة ولعلك ان تخلف بعدي. اي لعل الله ان يشفيك وتبقى زمانا بعد وفاتي حتى ينتفع بك اقوام. فينتفعون ببقائك سواء في امورهم الدينية بان يدخل في دين الله ويلتزم بطاعته. او في امورهم الدنيوية بان يكون سببا من اسباب رزق بعض العباد قال وحتى يضر بك اخرون. ان يلحق الظرر بعظ بعظ الناس بسبب بسبب امر يعود اليهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الدعاء اللهم اي يا الله امضي لاصحابي هجرتهم. اي لا تجعلهم يموتون في مكة ويكون ذلك سببا من اسباب قطعهم للهجرة التي هاجروها من بلد الشرك الى بلاد الاسلام ولا تردهم اي لا يكن من شأنك ان تعيد الصحابة الى مكة فيموت اي لا يجدون ما يتمكنون به من النفقة على انفسهم وبالتالي يذهبون لغيرهم لينفق عليهم وفي هذا الحديث فضيلة نفقة الانسان على اهل بيته فقال وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها. وفي هذا فيها فيبطل اجر هجرتهم قال ولا تردهم على اعقابهم. يعني بعودتهم الى البلد الذي هاجروا منه ثم قال لكن البائس سعد بن خولة وذلك ان سعدا كان من المهاجرين ذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فمات بها. ولذا ظنوا انه قد ابطل اجرى هجرته قال ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على جبهة سعد يعني اعلى وجهه ثم مسح يده على وجهي وبطني وكان يقرأ عليه صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم اشف سعدا اي عافه وازل المرض الذي فيه واتمم له هجرته بان لا تميته في مكة بل تعيده الى المدينة قال سعد فما زلت اي كان الشأن المستمر معي انني لا زلت اجد واحس برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على اكبدي فيما يقال اي فيما اظنه الي حتى الساعة يعني حتى الوقت الذي تكلم فيه بهذا الكلام ففي هذا الحديث من الفوائد اعتبار الاعمال بالنيات والمقاصد كما في قوله انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها. فقال تبتغي بها وجه الله وفي هذا الحديث فضيلة زيارة المرضى ولاجر المرتب عليها. وقد جاءت نصوص ترغب في عيادة المرضى ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا لم يزل في حرفة الجنة حتى يرجع وفي هذا الحديث ذكر شيء من واقعة حجي الوداع وفي هذا الحديث جواز وصف الانسان نفسه بالمرظ على جهة الاخبار ولذا قال وانا مريض بمكة في هذا الحديث ان اهل الايمان يصابون بالامراض وانه لا يستنكر اصابتهم بذلك. حتى ولو اشتدت امراضهم اذا كان انبياء الله قد اصيبوا بشيء من ذلك فلا يبعد ان يصاب بعض عباد الله به وفي هذا الحديث ان من مرض مرضا يخاف عليه من الموت فانه يعد مرضا مرض الموت بالتالي لا تنفذ وصيته ولا عطيته الا في الثلث فقط وفي هذا الحديث ايضا قال وهو يكره ان يموت بالارض التي هاجر منها فيه ان كراهية الانسان للموت على حاد لا تنقصوا من مكانته. ولا ايعد مخالفا للشرع في ذلك فقال سعد يا رسول الله اني قد بلغ بي من الوجع ما ترى فيه جواز الاخبار عن نفسه بانه قد مرض وقوله وانا ذو مال كثير فيه اخبار الانسان بنعمة الله عليه بما حصله من الكثير خصوصا اذا كان له مناسبة قوله ولا يرثني الا ابنة لي فيه ان الرجل اذا لم يكن له قرابة الا ابنته فانها ترثه قال افاوصي بمالي كله اي هل ابذل جميع ما لدي من المال واجعله في اعمال الخير بعد وفاتي. وصية بهذا المال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اي لا يصح لك ان توصي بجميع مالك فقال سعد افاتصدق بثلثي مالي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني لا تتصدق بثلثي مالك قال فقلت افاتصدق بشطره شطر وهو النصف في هذا ان من نوى عبادة بعضها يخرج عن حد المأذون فيه في الشرع فانه حينئذ يقتصر في عبادته على حدود المأذون به في الشرع و بهذا الحديث جواز وصية الانسان اعمال الخير او لقرابته بثلث تركته في هذا الحديث ان البنات يرثن قد ورد ان البنت الواحدة ذا لم يكن معها معصب ولم يكن معها بنت اخرى فانها تأخذ النصف لقوله تعالى يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما تركت وان كانت واحدة فلها النصف بهذا الحديث جواز الوصية بالثلث وقد استنبط بعض اهل العلم ان الافضل ان تكون الوصية اقل من الثلث بان النبي صلى الله عليه وسلم قال والثلث كثير. وفي هذا الوصية جزء مشاع من الورى من التركة وهذا جائز وان كان الافظل منه ان يوصي باعيان محددة فيقول البيت الفلاني او العمارة الفلانية او نحو ذلك من الامور المحددة عين لانه يمكن اخراجها وفرزها عن بقية التركة بخلاف ما اذا كانت الوصية نسبة وملك مشاع فانه قد يصعب اخراج الوصية من الكهف وفي هذا الحديث ان الافضل في حق الانسان ان يترك لورثته مالا ينفعهم ويقوم بحوايجهم ويغنيهم عن سؤال الاخرين وفي هذا الحديث ان ترك الانسان تركة من بعده لورثته اذا احتسبها اجر عليها. فانه بذلك يوافق امر الشرع قوله هنا وورثتك انك ان تذر ورثتك اغنياء. خير يعني افضل واحسن من ان تذرهم اي تتركهم انه ينبغي بالانسان ان يسعى لتصحيح نيته لينال الاجور الكثيرة بسبب ذلك في هذا الحديث ان من قام بالنفقة على نفسه او على اهل بيته فانه يؤجر على ذلك الهدية التي يدفعها الزوج لزوجته و اللباس الذي يدفعها لها بقية انواع ما يحتاجون اليه يؤجر العبد عليه متى نوى بذلك التقرب لله جل وعلا قوله حتى اللقمة تجعلها اي لقمة الطعام اذا وضعتها في في امرأتك اي في فمها فانك تؤجر على ذلك قال سعد فقلت يا رسول الله وخلفوا بعد اصحابي عن هجرتي ظن سعد انه اذا مات في مكة بطل اجرته لانه قد عاد الى البلد الذي هاجر منه فلذلك اهتم بهذا الامر وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له الا يموت بمكة في هذا الحديث جواز ان يطلب الانسان من غيره ان يدعو له وان ذلك لا ينقص من درجة العبد فسعد بن ابي وقاص احد العشرة المبشرين بالجنة و مع ذلك ومع ذلك خشي ان يرد على عقبه فيموت بمكة وفي هذا الحديث علامة ظاهرة لصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقد اخبر صلى الله عليه وسلم سعد بن ابي وقاص بانه يخلف اي يكون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هذا وقع على وجهه. فكان من علامات صدق النبي صلى الله عليه وسلم قال ولعلك ان تخلف بعدي اي تبقى حيا بعد وفاتي حتى ينتفع بك اقوام ومال الاسلام ويضر بكم اخرون وهم اهل وهم اهل الكفر الذين قاتلهم سعد في بلاد فارس وفي غيرها ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم امضي لاصحابي هجرتهم اي لا تجعلهم يموتون بمكة الموتتهم بالمدينة لان لا يكون ذلك مبطلا لاجر الهجرة التي فعلوها وفي هذا الحديث فظيلة سعد بن خولة رضي الله عنه وفي هذا الحديث الدعاء للمريض بان يشفيه الله ورقية المريض بالا تتجاوز به لان لا تتجاوز به هذا هذه الامراض وبالتالي لا يتمكن من طاعة الله تعالى وفي هذا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بان يشفيه الله وقد اجابه اه وقد اجاب الله دعاءه بقوله هنا واتمم له هجرته اي لا تجعله يموت بمكة وبالتالي يذهب اجر هجرته او بعض ذلك الاجر. وفي هذا الحديث بركة يد رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم. قال عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة ان لا اله الا الله وهو ان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والسمع والطاعة. فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم. قوله هنا اعتوا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم كان قائد اهل الاسلام في ذلك الزمان ومن هنا فان البيعة تؤدي الى اجتماع الكلمة وتآلف الناس وما اذا تفرق الناس فانه لا يصح ان يبايع بعضهم بعضا امر الهجرة من الامور آآ امر اه وامر الاجتماع والبيعة من الامور الخفية التي تحتاج الى اسنادها الى اصحاب الولاية. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع اصحابه على التمسك بدينهم. ولذا قال جرير بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والسمع والطاعة قال فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم فهذا مما بايع عليه جرير رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا مشروعية البيعة للامام او او نوابه من اجل ان يكون ذلك دافعا الناس للقيام ببعض الاعمال قوله هنا على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة فيه فضيلة هذه اعمال وعظم اجرها وفيه البيعة عليها وقوله والسمع اي الاستجابة لاوامر صاحب الولاية والطاعة له ففي هذا فضيلة السمع والطاعة للولاة وعظم اجر من كان شأنه كذلك قال فلقنني يعني لما بايعت على هذا الكلام اخبرني ورغب مني ان اقول فيما استطعت فهذا هو حد قدرة الانسان. اما ما عجز عنه فانه لا يبايع له قال والنصح اي بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح اي عدم الغش والغدر والخديعة باي مسلم. بل من شأن المسلم ان يكون ناصحا لجميع اهل الاسلام احسن الله اليكم قال عن زياد بن علاقة قال سمعت جرير بن عبدالله رضي الله عنه يقول يوم مات المغيرة بن شعبة قام فحمد الله واثنى عليه وقال عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له والوقار والسكينة حتى يأتيكم امير فانما يأتيكم الان ثم ثم قال استعفوا لاميركم فانه كان يحب العفو. ثم قال اما بعد فاني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت ابايعك على الاسلام فشرط علي والنصح لكل مسلم. فبايعته على هذا وربي هذا المسجد اني ناصح لكم ثم استغفر ونزل ام قوله هنا عن زياد بن علاقة هذا تابعي ومن علماء التابعين قال سمعت جرير ابن عبد الله والبجلي رضي الله عنه يقول يوم مات المغيرة ابن شعبة اي انه تكلم في يوم موت المغيرة. المغيرة ابن شعبة ثقفي قال قام فحمد الله اي وصفه بالوصف الجميل واثنى عليه اي كرر الفاظ المدح والثناء وقال عليكم باتقاء الله وحده اي ليكن من شأنكم ان تخافوا من عذاب الله فتجعل بينكم وبين غضب الله وقاية قوله والوقار لانه امرهم ورغبهم في الوقار والسكينة بلزوم بلزوم الارض وعدم الخروج او المطالبة باشياء من احوال الناس عند فقد الولاية قال استمروا على ذلك حتى يأتيكم امير ما قد وجهه الخليفة ابو بكر هذا الامير سيأتيكم قريبا ولا زال ابو بكر يتنقى في الرجال ثم قال جرير بن عبدالله في خطبته استعفوا اي اطلبوا العفو والتجاوز لاميركم فانه كان يحب العفو اي الصفح والتجاوز عن الاخرين ثم قال جرير اما بعد فاني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت ابايعك على الاسلام فشرط علي الاستثناء فقال والنصح لكل مسلم قال فبايعته على هذا قال وربي هذا المسجد يقسم بالله تعالى الذي هو رب المسجد الذي كان عندهم اني لناصح لكم. وقد ذهب الى اطراف المدينة من اجل ان يعلمهم بوجوب السمع والطاعة. وان يذكرهم بذلك فلما خطب في ذلك قال اني ناصح لكم اي لم ارغب فيكم الا ان تصلوا للخير. قال ثم استغفر لطلب من الله ان يغفر له ونزل اي من المنبر الذي كان يخطب عليه قوله هنا يوم مات المغيرة ابن شعبة وغيرها من كبار علماء الصحابة قد اسلم في اوائل البعثة قام جرير فحمد الله ذكره بالاوصاف الجميلة الاختيارية واثنى عليه اي كرر المدح والثناء ثم قال عليكم باتقاء الله وحده اي بالخوف والحذر من ان ينزل بكم العقوبة وقال كذلك وعليكم بالوقار والسكينة فالوقار في الهيئة العامة تكينا في حركات الجوارح وتحركهما امام الانسان يشوش عليه فقال جرير بن عبدالله عليكم اتقاء الله وحده لا شريك له. اي ليكن من شأنكم ان تحذروا من عقوبة الله و من وجود بعض الناس الذين قد يكون من شأنهم ذلك الامر قال عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له والوقار والسكينة. في فضيلة اذان الخلقان ولا يتاب عليهما لانهما من قوله هنا باتقاء الله وحده لا شريك له والوقار والسكينة الوقار والسكينة لا يثاب عليهما الا اذا نوى الانسان بهما التقرب لله تعالى فمتى كان كذلك كان مأجورا على الوقار والسكينة مما يوصى به في امر السكينة السكينة عند الذهاب لصلاة الجماعة قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتيتم الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار. فما ادركتم فصلوا الحديث وقوله حتى يأتيكم اي امير اي ان الخليفة يكلف اميرا بدل اميركم المغيرة ابن شعبة فانما يأتيكم الان اي سريعا ثم قال في الحديث ايضا طلب العفو للاموات والعفو من الاخلاق الفاضلة التي يؤجر العبد عليها في هذا الحديث مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام وفيه ايضا ان من العبادات التي يتقرب بها لله النصح لكل مسلم المراد به اختيار افضل الامور واحسنها لغيرك كما تختاره لنفسك قال جرير فبايعته يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا وفي هذا دليل على جواز اشتراط عدد من الشروط في البيعة او في الاسلام وقد ورد في بعض روايات هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم لهذا الحديث قسم الانسان للاخرين ليخرج ما يضمره في نفسه متى علم او غلب على ظنه انهم يصدقونه وفي هذا الخبر مشروعية الاستغفار على فراغ الانسان من خطبته بهذا الخبر نوعية وضع المحراب الذي يرقى عليه في المواعظ والخطب بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ايمانا يملأ جوارح يملأ قلوبنا ويحرك جوارحنا ونسأله جل وعلا صلاحا للاحوال اقامة لها وتسديدا للحال. كما نسأله جل وعلا لموتانا وموتى المسلمين رفعة وعلو منزله بفظله واحسانه. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين