الحمد لله رب العالمين احمده جل وعلا ان بلغنا شهر رمضان ونحمده سبحانه ان جعلنا من اهل الاسلام ونحمده سبحانه على نعمه الكبيرة المتتابعة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا مجلس من مجالس الايمان تتدارس فيه الو كيشم الساني من كتاب الايمان وصحيح من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى تليه بحديث عائشة. فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. نحمده على نعمه والاءه واحسانه. والصلاة والسلام وعلى خير انبيائه ورسله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا واجعله مباركا اينما كان. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتاب الايمان عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امرهم امرهم من الاعمال بما يطيقون. قالوا ان السنا كهيئتك يا رسول الله ان الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول ان اتقاكم واعلمكم بالله انا قوله في هذا الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امرهم فيه دلالة على ان الامر له صيغة في لغة العرب تدل عليه بنفسها كما قال جماهير اهل العلم وقوله هنا من الاعمال بما يطيقون. والمراد به ما لا يعجزون عنه قد يراد به ما لا يشق عليهم والظاهر ان الثاني هو المراد قد يكون العمل مما يتمكن الانسان من فعله لكن بمشقة ظاهرة فيكون مما لم يؤمر بفعله. ولهذا قالوا بانهم يستطيعون اكثر ذا من ذلك. وظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرهم بذلك انما كان موافقة حاله صلى الله عليه وسلم وقوله قالوا انا لسنا كهيئتك. يعني خاطبوا النبي صلى الله عليه وسلم. وظنوا ان عليهم من العبادة ما يتناسب مع حالهم من النقص وعدم مغفرة ذنوبهم فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الاصل مشاركة النبي صلى الله عليه يسلم لهم في امورهم ولذا فان الاظهر ان الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لامته قولهم هنا نالسنا كهيئتك يا رسول الله بينوه فيما يأتي في قولهم الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك. يعني ان الله تجاوز عما حصل منك او ما قد يمكن ان يكون منك فان الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك اي في الزمان الماضي وما تأخر يعني في الزمان الاتي. فظنوا ان حالهم يخالف حال النبي صلى الله عليه وسلم قال فيغضب يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لا ترضيه هذه المقالة التي قالوها لانهم قد قالوها بغير علم. فانهم ظنوا ان المغفرة تقتضي ان يترك بعضا اعمال الواجبة. وبهذا دلالة على ابطال مذهب من يقول بان الاولياء يصلون الى رتبة تسقط عنهم التكاليف كما يقوله بعض الفرق الضالة. هذا خلاف ما تواترت به النصوص لان الشريعة عامة وان جميع الناس مخاطبون بها قال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا قال سبحانه قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا قوله فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه اي انه يتغير من هذه المقالة التي فيها ظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يشارك امته فيما وجب عليها ثم يقول صلى الله عليه وسلم ان اتقاكم فيه دلالة على ان الناس يتفاوتون في التقوى. ولذا قال تعالى انا كرمكم عند الله اتقاكم. وقوله واعلمكم الهي انا فيه ان الناس يتفاوتون في علمهم. وان العلم ليس على رتبة واحدة والعلم يراد به الجزم واليقين. والصواب من اقوال اهل العلم. ان اليقين ليس على رتبة واحدة. كما قال بذلك اهل السنة خلافا لغيرهم من الطوائف الذين يقولون ان العلم على رتبة واحدة ويدل على مذهب اهل السنة العديد من الادلة. منها هذا الحديث. ومنها قوله جل وعلى ومنها قوله جل وعلا. واذ قال ابراهيم رب ابه كيف تؤمن؟ كيف كيف تخلق؟ واذا ال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال ولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قد استدل على ذلك بما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الخبر كالمعاينة ان موسى لما اخبره الله عن بني اسرائيل انهم عبدوا العجل لم يلقي الالواح فلما رآهم القاها يدل عليه ايضا ان الله جل وعلا جعل اليقين على ثلاث فهناك عين اليقين وعلم اليقين وحق اليقين. كما ورد ذلك في سورة وسورة الحاقة وسورة الواقعة ما يدل على تفاوت اليقين. وانه ليس على رتبة واحدة احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال نعم وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيه سحاب؟ هل تضارون في رؤية الشمس اذا كانت صحوة قلنا لا. قال فانكم لا تضارعون في رؤية ربكم عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية احدهما ثم قال ينادي مناد ليذهب كل قوم الى ما كانوا يعبدون فيذهب اصحاب الصليب مع صليبهم واصحاب الاوثان مع اوثانهم واصحاب كل الهة مع الهة فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى يبقى من كان يعبد الله من بر او فاجر وغبارات من اهل الكتاب. ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد. فما تريدون؟ قالوا عطشنا ربنا نريد ان تسقينا. فيقال الا تريدون اشربوا فيحشرون الى النار كأنها سراب. يحطم بعضها بعضا. فيتساقطون في جهنم ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله قالوا كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد. فما تريدون؟ فيقولون نريد ان تسقينا. فيقال اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من من بر او فاجر فيقال لهم ما يحبسكم ماذا تنتظرون وقد ذهب الناس؟ فيقولون فارقنا الناس في الدنيا على افقر ما كنا اليه ولم نصاحبهم ونحن احوج منا اليه اليوم. وانا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم ما كانوا يعبدون وانما ننتظر ربنا الذي نعبد. قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها اول مرة فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا لا نشرك بالله شيئا مرتين او ثلاثة فلا يكلمه الا الانبياء فيقول هل بينكم وبينه اية تعرفونه يقولون الساق في كشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد بالله رياء وسمعة. فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا. ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال مدحضة مذلة عليه خطاطيف كلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيقة تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكاجاويد الخيل والركاب. فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر اخرهم يسحب سحبا فيدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار فما انتم باشد لي مناشدة في الحق. قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبر واذا رأوا انهم قد نجوا في اخوانهم يقولون ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا يصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من ايمان فاخرجوه ويحرم الله صورهم على النار. فيأتون وبعضهم قد غاب في النار الى قدمه الى انصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من ايمان فاخرجوه فيخرجون من عرفوا. قال ابو سعيد فان لم تصدقوني فاقرأوا ان طه لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها. فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون. فيقول الجبار بقية شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج فيخرج اقواما قد امتحشوا وعادوا حمما فيلقون في نهر بافواه الجنة. يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتين كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها الى جانب الصخرة والى جانب الشجرة فما كان الى الشمس منها كان اخضر وما كان منها الى الظل كان ابيض. الم تروا انها تخرج صفراء ملتوية؟ فيخرجون فكأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول اهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن ادخلهم الجنة بغير عمل عملوه. ولا خير قدموه. فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه. هذا حديث عظيم في سياق ما يكون في يوم القيامة حيث يحاسب الله جل وعلا العباد على ما يكون منهم قال ابو سعيد رضي الله عنه قلنا يا رسول الله اي ان اناسا في ذلك الزمان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبوه فسألوه سؤالا واضحا صريحا هل نرى ربنا يوم القيامة فهل بشأن اهل الجنة ان يروا الله عز وجل او لا يرونه. وهذا سؤال قد اشتمل من الصراحة والبيان ما ينبغي ان يتوافق مع جوابه عقائد اهل الايمان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم جوابا صريحا. نعم اي ان اهل الجنة يرون الله عز وجل يوم القيامة ثم قال وهل تضارون؟ اي هل تلحقكم مضرة بسبب رؤيتكم لله جل وعلا. فكما انكم اذا شاهدتم القمر ليلة البدر حينما يكون قمري ظوء ليس فيه سحاب يغطي ظوء القمر ويحجبه عنكم فكأنه شبه الرؤية بالرؤية ولا يقتضي هذا تشبيه المرئي بالمرئي وفي هذا اثبات رؤية الله جل وعلا يوم القيامة وقال هل تضارون اي هل يلحقكم ضرر في رؤية الشمس اذا كانت هو اذا لم يكن هناك سحاب في السماء. قالوا لا. يعني لا يلحقنا ضرر متى رأينا القمر ليلة البدر او رأينا الشمس في حال الصحو فقال النبي صلى الله عليه وسلم في جواب صريح في اثبات الرؤية رؤيتها قال نعم لله عز وجل فانكم لا تظارون في رؤية ربكم يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية احدهما فاثبات رؤية الله عز وجل قال به اهل السنة وقاله طوائف فلا شاعرة ونفاه عاصفة الحسكة وهي شجرة صغيرة معروفة كان لها يكون لها ثمر خشن ويكون ويكون على هيئة الكلاليب. قال لانها واسعة عريضة من امسكته فانها تتمكن منه. قال لها شوكة قل عكيف اي في رأسها عدد من الفرق كالمعتزلة. والصواب من اقوال الناس في ذلك. اثبات رؤية الله عز وجل كما تواترت بذلك الادلة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكان بعض هذه الطوائف قد استدلا بقصة موسى عليه السلام حينما سأل ربه ان يرى فقال لن ترى لي. وقالوا بان ان نسي بلى يفيد التأبيد. وهذا خالفوا لغة العرب فان النفي بلم لا يقتضي التأبيد. ولذلك قال تعالى ولن يتمنوا الموت ولن يتمنوه بما قدمت ايديهم. فنفى عنهم مني الموت مع انهم يوم القيامة يتمنون الموت كما في قوله تعالى وقالوا يا ما لك ليقضي علينا ربك وثم قال مبينا سياق اهل الجنة وما يكون في يوم العرض ينادي مناد اي يرفع صوته مؤذن مناد ليذهب كل قوم اي ليتبع كل طائفة وفرقة وامة ما كانوا يعبدون اي ما كانوا يعبدون انه في الدنيا من اجل ان يذهب الناس الى الجزاء الذي يتناسب مع اعمالهم قال فيذهب اصحاب الصليبي مع صليبهم. ومن كان يعبد الصليب فسيذهب ويتبع يسوقهم الى نار جهنم واصحاب الاوثان اي من يعبد الاصنام في الدنيا يذهبون مع اوثامهم الى نار لان في نار وقودها الناس والحجارة. قال واصحاب كل الهة اي ان من اعبدوا اي الهة غير الله تعالى. يذهبون مع الهتهم التي كانوا يعبدون في الدنيا مما يدل على وجوب افراد الله بالعبادة. وعدم جواز عبادة سواه وانه لا ينجو يوم القيامة الا اهل التوحيد الذين لا يعبدون الا الله جل وعلا قال صلى الله عليه وسلم فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام اي ما يقام وينصب من اجل ان يعبد الا يتساقطون في النار اي يذهبون الى نار جهنم. قال حتى يبقى من كان يعبد الله من بر اي مطيع لله او فاجر اي عاص له سبحانه وفي هذا دلالة على عظم اثر التوحيد حتى مع اهل المعاصي. ولذا قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصده ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. قال ويبقى ايضا غبراء غبرات من اهل اي بقايا من اهل الكتاب التوراة والانجيل قبل ان يدخل فيه فيهم ما يدخل من التغيير. وقبل ومن كان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلمت لانه بعد بعثته لا يقبل من احد دين سواه. كما قال تعالى ومن يبتغي يرى الاسلام دينا ولن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وبعض قال ثم يؤتى بجهنم. اي تسحب جهنم مع عظم مع عظم حجمها وكبرها فيؤتى بها امام الناس. تعرض امام الناس كأنها خراب اي على صورة الماء تعرض للناس كأنها ماء بسبب شدة بالحرارة التي تكون فيها. والا فانه لا يوجد فيها ماء. قال لليهود ما كنتم تعبدون. اي الى من كنتم توجهون عباداتكم في الدنيا فيقولون كنا نعبد عزير بن الله وعزير نبي من انبياء الله كان اليهود يعبدونه وينسبونه الى الله كما ذكر الله جل وعلا. قالت اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك فقولهم بافواههم يظاهرون قول الذين كفروا من قبل اي قالوا فيقال لهم كذبتم اي في دعواكم ان عزيرا ابن لله تعالى. ثم يقال لهم لم يكن لله صاحبا اي زوجة. ومن لم يكن له صاحبا فلن يكون له ولد. ومن اما بدعواكم بان عزير نجم الله دعوا كاذبة. قال فما تريدون اي فما الذي معه وتأملون فيه ان يحصل لكم. قالوا نريد الماء عطشنا ربنا نريد ان فكان شأنهم وطلبهم انهم يريدون الماء. فيقال لهم الا تلدون؟ فان النار كانت امامهم على هيئة السراب يظن من كان بعيدا عنها انه يوجد ماء لا يوجد ماء في الحقيقة فيقال لهم الا تردون اي الا تذهبون فالى ما انهما فتشربوا منه اشربوا من ذلك الماء فيذهبون اليه فاذا هو نار الجسر فوق نار جهنم. وفيجعل الجسر بين ظهران ظهري جهنم وقد ورد في صفة الجسر عدد من الاوصاف منها انه دقيق وانه حاد وانه يروغ. قال فقلنا يا رسول الله ما الجسر انما اعادكم الله منها. قال فيخسرون اي يجمعون سويا ويوضعون في نار جهنم كانها سراب يهضم بعضها بعضا. اي يأكل بعضها بعضها الاخر يتساقطون في جهنم في النار. ثم يدعى النصارى وليطلب منهم ان يبينوا من يعبدون فسموا بهذا الاسم النصارى لكونهم قد ناصروا المسيح او لكونهم من اهل الناصرة. فيقال للنصارى من كنتم اي من كنتم توجهون عباداتكم في الدنيا. ومن هو الذي تعبدونه؟ فيقول كنا نعبد المسيح بنى الله وكانوا يخضعون ويذلون على جهة العبودية لعيسى عليه السلام الذي كانوا ينسبونه الى الله فيقولون المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم يكذبون في دعواهم صراحة وبما يرد قولهم. ويقال لهم لم يكن لله صاحب ولا زوجة فكيف يكون له ولد؟ ومن ثم فدعواكم بان المسيح ابن الله باطلة قال فيقال لهم فما تريدون اي يا ايها النصارى ماذا تطلبون وما الذي تريدون؟ فيقولون نريد ان نشرب من الماء. نريد ان تسقينا وذلك انهم في الموقف العظيم حصل لهم العطش الشديد. فيقال لهم اشربوا اذهبوا الى ما تشاهدونه امامكم يعني من السراب. فيذهبون الى السراب يريدون الماء من اجل ان فاذا في نار جهنم تكون امامهم فيتساقطون في نار جهنم. قال حتى يبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر. فهؤلاء الذين تمحضت عبادتهم لله ولم يصرفوا شيئا من العبادة بغير الله هم يبقون هم الذين يبقون في ذلك الموطن فينادون ما السبب الذي جعلكم تبقون في هذا الموطن الناس كلهم قد تفرقوا. ماذا تنتظرون؟ وقد ذهب الناس. الا تذهبون كما ذهب فيقولون فيقول هؤلاء الذين عبدوا الله فارقنا الناس في الدنيا اي اننا الان نلتفت الى موافقة الناس او الذهاب معهم وقد كنا كذلك في الدنيا فلم يكن من شأننا ان نترك عبادة الله لما كنا في الدنيا موافقة لاحد من الامم كائن ممن تاب بل حافظنا على ديننا بان جعلنا عباداتنا كلها لله سبحانه وتعالى مع اننا في الدنيا كنا على حال فقيرة. كنا ضعفاء ومع ذلك لم تستهوينا حال الاغنياء الاقوياء الذين كانوا يصرفون العبادة لله تعالى فارقنا الناس في الدنيا على افقر ما كنا اليهم. فقد كنا في دنيا محتاجين اليهم حاجة دنيوية ومع ذلك تمسكنا بجعل لله وحده ولن نصرف عباداتنا لغيره موافقة لاصحاب هذه الاديان اخرى ولم يكن من شأننا ان نشاركهم في عقائدهم او ان نصاحبهم في امور دين ونحن اليوم احد ونحن احوج اليهم منا اليوم اليوم قد استغنينا عنهم ولم يكن بنا اي حاجة اليهم. ولذا فكما ما فارقناهم في الدنيا في امر عبادتهم لغير الله. وعبادتنا لله. فنحن نفارقهم في هذا الموقف قال قال ويقولون وانا في ذلك المقام قد سمعنا المنادي الذي ينادي بان يتبع كل طائفة من كانوا يعبدون في الدنيا ولي الحق كل قوم بما كانوا يعبدون. ونحن نعبد الله رب العالمين الذي اوجدنا من العدم والذي انعم علينا بصنوف النعم ومن ثم فنحن ننتظر الله جل وعلا ننتظر ربنا الذي لا زالت نعمه علينا. وهو الذي كنا نعبده في الدنيا. قال فيا فيهم رب العالمين الجبار في سورة اي في سورة من سوره غير الاولى التي رعوه فيها اول مرة. فيقول الله جل وعلا انا ربكم فيقولون انت فربنا وانهم ترددوا في ذلك ثم قالوا لا نشرك بالله شيئا ولا نجعل احدا يماثل ادعوا الله في عباداتنا او في امورنا وكرروا ذلك مرتين او ثلاثة. فحين ذاك لا يكلمه الا الانبياء عليهم السلام. فهو موقف عظيم. ومحل تهاب فيه بتلك المواقف ولذا لم يكن يتكلم في ذلك الموقف العظيم الا الانبياء عليهم السلام فيقول هل بينكم وبينه اية تعرفونه اي هل هناك كعلامة قد جعلت لكم تعرفون بها ربكم جل وعلا الذي تعبدونه فيقولون نعم هناك علامة الا وهي الساق وهي صفة لله تعالى على ما يلي به سبحانه قال في كشف عن ساقه كما ورد ذلك في الخبر حينئذ كل مؤمن ومؤمنة. اما اهل النفاق فانهم لا يتمكنون من ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فانه يعجزون عن السجود قال فيذهب المنافق من اجل ان يتمكن من السجود ويحاول ان يماثل يا اهل الايمان في كونه يسجد لله تعالى فيعجز عن ذلك ويعود ظهره طبقا واحدة ان يستوي فقار ظهره فلا يتمكن من ان يسجد لعدم قدرته على افني ظهره ثم يؤتى بالجسر. اي تكون نار جهنم امامهم ما هي الصفة التي يكون عليها الجسر والصراط الذي يكون على ظهر جهنم فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجسر مدحضة اي انه محل يتساقط الناس فيه. وهو مزلة اي محل يكون سببا من اسباب السقوط فهو موضع للزلل عليه خطاطيف وكلاليب وهي في طرفها شيء حاد ليتمكن من سحب من سحب من تعتق به هذه الخطاطيف والكلابيب قال وحستة اي ان ان النار اي ان الجسر على النار بمثابة وعلى شيء حاد كانه شوكة مائلة ووصفها صلى الله عليه وسلم بشجرة تكون بنجد يقال لها سعدان وسعدان نوع من انواع النبات ثمرته قريبة من هذه الصفة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن عليها اي ان اهل الايمان يجرون على جسر جهنم بسرعة وهم تفاوتون في ذلك فمنهم من يكون كالطرف اي كنظرة العين في سرعة النظر ومنهم من يكون كالبرق. اي النور الذي يحدث عند التقاء والسحاب بعده ببعض. وبعضه يكون كالريح. اي كالهواء الذي يجري في افي بالفضاء ومنها ما يكون كاجاويد الخيل اي كالجيد من الخيل الذي يصلح للمسابقة وبعضها يكون كاجاويد الركاب اي الابل التي يركب عليها ويسابق عليها ثم ذكر حال الناس بالنسبة لجسر جهنم. وذكر انهم على ثلاثة سنافر الصنف الاول نادي المسلم ان يتمكنوا من تجاوزنا لجهنم تكون فائزا سالما من ان تمسكه نار جهنم. والثاني ناج لكنه مخدوشا اي اصيب بشيء من الجراح عند مروره على جسر جهنم. واما القسم فمكدوس اي انه ساقط تتمكن نار جهنم من الامساك به قال حتى يمر اخرهم يسحب سحبا اي انه يتأخر على جسر جهنم وتفاوت الناس في مرورهم على جسر جهنم بسبب تفاوتهم في الايمان. مما على ان الايمان متفاوت. وان الناس فيه ليسوا على درجة واحدة. بل الايمان يزيد ويكون زائدا عند شخص دون اخر قال فيدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار. قال فما انتم باشد لي مناشدة الحق اي انكم يوم القيامة تطلبونني وتسألونني وترغبون مني ما انه الحق الذي يجعلكم تنجون من نار جهنم قال قد تبين لكم من المؤمن يومئذ او قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار المسلم لله الذي يستجيب لامر الله. قال فاذا رأوا انهم نجوا اي ظنوا وغلب على ظنونهم انهم قد سلموا من نار جهنم اصبحوا واصبحوا يسلمون الله ويشفعون لاصحاب لهم واخوان فيقولون ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون ويعملون معنا ومع ذلك لم لم يكونوا معنا في في الجنة. فيطلبون من الله ويشفعون اخوانهم الذين كانوا يشاركونهم في عدد من الاعمال في الدنيا. فيقول الله تعالى اذهبوا اي ليكن من شأنكم ان تستجلبوا من اولئك الذين ذكرتم انهم معكم في الدنيا ان وجدتم في قلبه مثقال دينار من ايمان فاخرجوها. ومثقال الدينار وجن كانوا يتعارفونه وهو قرابة الاربعة جراما قرابة الاربعة جرام قال فمن كان كذلك فاخرجوه. ويحرم الله صورهم على النار. اي انه ان وصلت اليهم النار قبل هذه الشفاعة الا انها لا تغير صورهم التي كانوا عليها قال فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار الى قدمه الى انصاف ساقيه يقول اهل الجنة الذين شفعوا في اخراج من عرفوا ممن وجدوا فيه وزنا بنار من ايمان وفي هذا دلالة على تفاوت اهل الايمان وفيه دلالة على ان الامور المعنوية في تكون محلا للوزن يوم القيامة. قال ثم يعودون الى الله فيشفعون فيه وال لهم بعد ان اخرجوا من كان في من كان في قلبه مثقال دينار من ايمانه اذهبوا فمن وجدتم في في قلبه مثقال ذرة من ايمان. وفي رواية مثقال بحبة من خردل من ايمان. فاخرجوه فيخرجون من عرفوه. ثم طلب ابو سعيد من من يستمع اليه ان يقرأ قوله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة. وان تكح سنتين يضاعفها. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع النبيون ويشفع الملائكة ويشفع مؤمنون وبهذا دلالة على ان قرب الصالحين من اسباب نجاة العبد يوم القيامة واما الصالحين يشفعون فيمن يكون قريبا لهم في الدنيا. فيقول الله عز وجل بعد ان يخرج من يخرج من اهل النار بشفاعة المؤمنين. بقيت شفاعتي. والله جل وعلا يأمر والامر اليه جل وعلا فيقبض قبضة من النار فيخرج اقواما من قد امتحشوا اي تغيروا وبسبب النار حتى انهم قد احترق جلدهم وصل الحريف الى ظاهر عظمهم. واعادوا حمما بسبب النار التي احرقتهم قال فيؤتى بهم فيلقون في نهر بافواه الجنة اي في مقدمتها وفي عند ابوابها يقال له ماء الحياة هذا اسمه سمي بهذا الاسم لان النار الذين تغيروا وامر الله باخراجهم من نار جهنم يلقون فيه فتعودوا اجسادهم قال فينبتون في حافتيه اي في حافتي وجانبي هذا النهر كما تنبت الحبة في حميل السيل اي انها تنبت في جانب الوادي الذي ساغ فيه ماء السيل. فينبتون في قد رأيتموها اي قد شاهدتم كيف ان الحب من الشعير او من البر تكون وفي جانب الوادي مجرى السيل فتنبت فهكذا ينبت هؤلاء قال برأيتموها تكون مرة الى جانب صخرة ومرة الى جانب شجرة فما كان الى الشمس منها كان اخضر فانه قد استفاد من ضوء الشمس حتى انه اخضر. وما كان منها الى فانه يكون ابيظ اللونع ثم قال الم تروا انها تخرج يعني يا لم تروا الى السنبلة والحبة تخرج اي تظهر وتنبت اول ما تنبت وراء ملتويا اي معكوفا. ولكنها بعد ذلك تستقيم. قال فيخرجون منها هذا السيل وهذا الوادي كأن اشكالهم اللؤلؤ الذي هو محل زينة فيوجع فيجعل في رقابهم الخواتم من اجل تمييزهم بين غيرهم. فيقال هؤلاء عتقاء الله تعالى فيدخلون الجنة. فيقول اهل الجنة هؤلاء عتقاء لان الله جل وعلا قد تفضل عليهم بفضله واحسانه. فاخرجهم امنا النار الى الجنة ادخلهم الجنة بغير عمل عملوا ولا خير قدموه وانما منهم وانما كان منه فضل واحسان سبحانه وتعالى. فيقال لهؤلاء الذين اخرجوا من نار جهنم لكم ما رأيتم. اي هذا النعيم الذي تشاهدونه هو لكم لكم من النعم الله وفضله ما يكون مماثلا له احسن الله اليكم وبارك فيكم قال رحمه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين انا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ السدي ومنها دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين. في هذا الحديث رواه رسول الله صلى الله عليه ان يسلم قال بين اي في الحال التي انا فيها نائم رأيت اي شاهدت في المنام الناس يعرضون علي اي انهم يؤتى امام النبي صلى الله عليه وسلم. وعليهم خمس اي ثياب تكون ساترة لجميع البدن لكن الناس يتفاوتون في هذه القمص والثياب. فمن منهم من يكون ثوبه الى اعلى صدره بصغر هذا الثوب. بحيث لا يصل الا الى الثدي الذي هو في اعلى الصدر. ومن هذه الثياب التي يلبسها الناس ما يكون دون ذلك فبعضها يصل الى السرة والى الحقل والى الركبتين. قال فبين انا ذلك اذ عرض علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه اي مر به على رسول لا صلى الله عليه وسلم. فاذا عليه قميص قد ستره بل ان جزءا منه لا يجري على الارض فهو يجر قميصه من كون ذلك الثوب ستره حتى انه يسحبه وقال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ما تفسير هذه الرؤيا؟ وما اولت ذلك يا رسول الله فقال الدين اين هذه الخمس بمثابة الدين؟ مما يدل على تفاضل اهل الايمان في الاعمال والايمان. وانهم ليسوا على رتبة واحدة. وانه لا ويصح ان يقال ان الايمان افراد الناس يماثل ايمان جبرائيل وميكائيل وايمان في بدر وعمر بهذا الحديث ايضا منقبة عظيمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي هذا الحديث اشارة او رؤيا الانبياء رؤيا الانبياء حقا في هذا هذه ايضا تفاوت الناس بالاعمال الصالحة التي يؤدونها. وفي هذا الحديث ان يطلق على اعمال الناس التي يتقربون بها لله جل وعلا وفي هذا الحديث ان الرؤيا المنامية لا مانع من تفسيرها ومعرفة المراد بها في هذا الحديث انه الرؤيا المنامية يكون فيها يكون فيها رموز تدل على امور لا تتوافق مع ظاهر الفاظها. وفي هذا دلالة على ان تعبير المنام ليس لكل احد وانه انما يكون لافراد دون افراد. ولذا لم الصحابة بتفسير هذه الرؤيا وعبرها. وانما عبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهدى المهتدين كما نسأله سبحانه سعادة الدنيا والاخرة. اللهم يا حي يا قيوم زد فيه ايماننا. اللهم واجعلنا ممن اتقاك واجعلنا ممن زاد علمه بك. يا ارحم الراحمين كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يجعلهم متمسكين بدينهم سائرين عليه وان يوفق ولاة امرهم لكل عمل صالح رشيد. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين