ووحيه حينما قال له كن فكان بدون ان يكون معه سبب. وآآ روح يعني الروح التي امر الله بها. فان الاظافة قد تكون لادنى سبب فنفخ الروح فيه بامر من الله جل وعلا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فنلتقي في لقاء جديد نتدارس فيه شيئا من احاديث صحيح الامام البخاري في اه بالايمان. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا الى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون ادم فيقولون يا ادم اما الناس انت ابو الناس خلقك الله بيده واسكنك جنته ونفخ فيك روحه واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي اصاب اكله من الشجرة وقد نهي عنها فيستحيي. ولكن ائتوا نوح فانه اول رسول بعثه الله الى اهل الارض فيأتون نوحا فيقول لست هناك ويذكر خطيئته التي في اصاب سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيي فيقول اؤتوا خليل الرحمن ابراهيم الذي اتخذه الله خليلا فيأتون ابراهيم فيقول لست هناك ويذكر خطيئته التي اصاب ثلاث كذبات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله تكليما. واعطاه التوراة وقربه نجيا. قال فيأتون موسى يقول اني لست هناك ويذكر خطيئته التي اصاب قتل النفس بغير نفس فيستحيي من ربه. فيقول ولكن عيسى عبدالله ورسوله وكلمة الله وروحه. فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائت محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فاقول انا لها. فانطلق حتى استأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه. فاذا رأيت ربي الهمني ربي محامد احمدهم بها. لا الان فاحمد ربي بتحميد علمني. ثم اقع ساجدا فيدعني ما شاء الله ان يدعني. ثم يقال ارفع محمد رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفعت شفع فارفع رأسي ثم اشفع فاقول يا ربي امتي امتي فيحد لي حدا فيقول اخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان وزن شعيرة اخرج ثم اخرجهم من النار فادخلهم الجنة. ثم اعود فاستأذن على ربي في داره. فيؤذن لي عليه فاذا رأيت ربا اثنيت عليه بمحامد علمنيها. ثم اقع له ساجدا. فيدعني ما شاء الله ان يدعني. ثم يقال ارفع محمد رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع. فيحد لي حدا فيقال اخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان وزن بره فاخرجهم من النار فادخلهم الجنة ثم اعود الثالثة فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فاذا رأيت ربي اثنيت عليه بمحامد علمنيها. ثم اقع ساجدا لا يدعني ما شاء الله ان يدعني ثم يقول ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فاشفع فاقول يا ربي امتي امتي فيحد لي حدا فيقال اخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان ادنى شيء. فقال انس كأني انظر الى اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاخرجوا فاخرجهم من النار فادخلهم الجنة ثم اعود الرابعة فاحمده تلك المحامد ثم اخر له ساجدا. فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فاقول يا ربي ائذن لي في من قال لا اله الا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي. لاخرجن منها من قال لا اله الا الله حتى اقول يا ربي ما بقي في النار الا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود ثم تلى الاية عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه واله وسلم. قوله في هذا الحديث المؤمنون اي ان الله جل وعلا يجمع من كان كذلك في عرصات يوم القيامة وقد ورد في بعض الفاظ الخبر يجمع الله الناس وقد قيل في الجمع بين الروايتين ان الله يجمع الناس قاطبة من جميع الامم فيظلون في الموقف فحينئذ يجتمع المؤمنون لينظروا كيف خلاصهم من هذا الموقف وكيف يفعلون؟ ومن يستشفعون به وبهذا تجتمع الروايات ان الناس يجمعهم الله في ذلك الموقف ثم يجتمعوا المؤمنون للنظر فيمن يشفع لهم في ذلك الموقف قال حتى يهموا بذلك. اي يهتموا لطول وقوفهم. ورغبتهم في ان يقضى بينهم ليعرف مصير كل احد منهم فيكون من شأن اهل الايمان ان يعطوا الرأي. فيقول قائلهم لو استشفعنا اي لو طلبنا من احد ممن له مكانة ومنزلة ان يشفع عند الله تعالى لنا من اجل ان يقضي بيننا وبذلك نرتاح من طول الوقوف في تلك العرصات وذلك المكان المقلق الذي لا يعلم الواحد منا ما الذي يصير اليه يأتون ادم فيكون اول اختيار لهم ادم عليه السلام وهو عنده من الاسباب التي تجعلهم يفدون اليه ويطلبون منه ان يشفع لهم عند الله جل وعلا فيقول الناس ويقول المؤمنون يا ادم اما ترى الناس اي اما كان منك ان ترى ما وقع الناس فيه من بأس شديد في وقوف في هذه العرصات وقرب الشمس من رؤوسهم وانتظارهم المدة الطويلة عندك من المكانة عند الله جل وعلا فانت ابو البشر. فكل البشر من ذريتك ولك مميزات فالله جل وعلا قد خلقك بيده واسكنك نتا ونفخ فيك روحه اي الكلمة التي تحصل بها الحياة. واسجد لك كملائكته اي امر الملائكة ان يسجدوا لك فسجدوا لك وعلمك اسماء كل شيء. فهذه مميزات تدل تدل على ان ادم له مكانة منزلة عند الله تعالى. ولذا طلبوا منه ان يشفع لهم عند الله عز وجل. حتى يرتاح من هذا الوقوف الطويل وهذا الانتظار ليكون ليكون في شفاعته السبب في ادخالهم جنة الخلد. فيعتذر ادم عليه السلام ويقول لست هناكم اي ليس لي من المنزلة التي تظنون انني التي تظنون انها لي. فان ما ذكرتم يعارضه اشياء تجعلني لا ارى نفسي مؤهلا للشفاعة عند الله تعالى ويذكر خطيئة اي الذنب الذي اصابه وذلك ان الله نهاه عن الاكل من اشجار من شجرة من اشجار الجنة. الا انه قال فامر الله واطاع عدوه الشيطان فحين اذ رأى انه غير مؤهل اشفع للناس عند الله عز وجل في ان يقضى بينهم في ذلك اليوم اقدم عليه فيستحي ان يطلب من الله ان يقضي بين العباد وهو قد صدق منه ذلك الفعل ثم يرشح لهم نوحا عليه السلام. ويقول لهم اذهبوا الى نوح فاطلبوا منه ان يشفع لكم عند الله ويذكرهم بانه اول رسول بعثه الله الى اهل الارض. وقد اختلفا في امر الاولية. فقيل المراد به هنا في مقام الرسالة. واما الانبياء فقد كان قبله انبياء وقال طائفة بان نوحا ارسل لجميع من في الارض في زمانه. ولذا وصف فبهذا الوصف وقد قال تعالى انا اوحينا اليك والى نوح والنبيين من بعده قال فيأتونا نوحا ويطلبون منه ان يشفع لهم. فيقول لست هناك اي لست في هذه المقام ولست بتلك المنزلة التي تؤهلني للشفاعة عند الله تعالى. ويذكر خطيئته التي اصاب فانه قد تكلم في شأن ابنه الذي طلب منه الركوب في السفينة فلما رفظ سأل نوح ربه عن ذلك قال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. فقال الله له منكرا عليه هذا السؤال لا تسألني ما ليس لك به علم. وبالتالي استحيا نوح من ان تقوم مقام الشفاعة لاهل الموقف. ويطلب منه من يذهب الى ابراهيم. ويذكرهم بانه خليل الرحمن والخلة رتبة عالية من رتب الصحبة والمحبة فان الله قد اتخذ ابراهيم خليلا. فيأتون ابراهيم فيعتذر منهم. فيقول لست هناكم لست بالمنزلة التي تظنونها ولستم مؤهلا لاشفع عند الله تعالى في اهل الموقف ويذكر خطيئته اي ذنبه الذي اصاب وذلك انه كذب ثلاث كذبات حيث قال عن سارة بانها اخته وقال عن قال فعل بل فعله كبيرهم هذا ولذا قال ائتوا موسى فانه عبد قد كلمه الله تكليما اعطاه الله التوراة وقربه نجيا اي يتمكن من مناجاته ومن عرظ عليه ومن خطابه وقد تكلم مع الله جل وعلا. فموسى كليم الرحمن. قال فيأتون موسى فيعتذر ويقول لست هناك اي لست بالمنزلة التي تؤهلني للشفاعة لاهل الموقف ويذكر خطيئته التي اصاب حيث قتل ذلكم الرجل الذي ليس من شيعته عندما تنازع مع رجل من شيعته ومن ثم لا يرى انه مؤهل للسؤال لاهل الموقف في ان يقضى بينهم فيستحيي من الله بسبب ذلك يرشد الناس الى ان يذهبوا الى عيسى عليه السلام. ويذكر عنه بانه عبد لله وانه رسول الله وانه كلمة الله وذلك ان عيسى انما جاء بالكلمة المجردة بدون ان يكون هناك سبب دنيوي فقد كان عيسى بعد ان قال الله كن فكان فقيل له كلمة الله وجميع المخلوقات لا تكون الا كلمة من الله لكن يكون معها سبب يجعله الله هو منتجا ومؤثرا في حصول ابن ادم والا عيسى عليه السلام فان وجوده قد كان بسبب امر الله فيقول عيسى لست هناك اي لست في المنزلة التي تظنونها. وبالتالي لا يستطيع ان شفاعة لاهل الموقف. ولكن ائتوا محمدا وذكر من صفاته انه عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وذلك من اجل ان يؤهله الشفاعة في اهل الموقف ان يقضى بينهم فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها. اي ساشفع لكم عند الله تعالى من اجل ان يقضى بين اهل الموقف فيستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب من الله الاذن في داره هيج وليس المراد ان هذه الدار محيطة بالله تعالى. وانما هي منسوبة اليه لانها مختصة به كما قيل عن المسجد بيت الله فهكذا في قوله في داره ولذا يفرق بينما يضاف الى الله من الذوات فهذه تكون مخلوقة ولا يلزم ان تكون محيطة به وبينما ينسب الى الله من المعاني فتكون صفة لله تعالى قال فيؤذن لي عليه اي يسمح له بان يطلب من ربه بما طلب الناس منه ان يشفع لهم فيه بان يقضى بين اهل الموقف قال فاذا رأيت ربي الهمني ربي حامد احمده بها اي يعلمه الله ويكسبه ان يكثر من الثناء عليه وو بالاوصاف الجميلة التي له سبحانه وتعالى. قال صلى الله عليه وسلم لا يحضرني الان وظاهر هذا اللفظ انه يبدأ بالمحامد قبل السجود وفي رواية اخرى قدم السجود قدم ذكر السجود على المحامد قال فاحمد ربي بتحميد علمنيه وهذا من فظل الله على نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى الناس لكون ذلك من اسباب القضاء بينهم في عرصات يوم القيامة قال ثم اقع ساجدا اي يسجد لله قال فيدعني يدعا الله ما شاء ان يمكث مدة في سجوده وحتى يؤذن له ليرفع في عرض الحاجة التي يريد ان يشفع فيها عند الله تعالى قال ثم يقال يا يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى اي ان مطلوبك سيأتيك وقل يسمع اي تكلم فان كلمتك مسموعة ودعوتك مجابة واشفع اي كن عارضا لحوائج الاخرين عند ربك تشفع اي يقبل الله شفاعتك ويستجيب لطلبك قال صلى الله عليه وسلم فارفع رأسي ثم اشفع فاقول يا ربي امتي امتي. اي بها ونجها وادخلها جنانك. قال فيحد لي حد اي يجعل لي مقدارا تدخلهم الجنة. وهذا المقدار بالصفة. فيقال اخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان وزن شعيرة اي يكون اي ان الله يأذن له بان يشفع لمن كان كذلك. قال فاخرج ايذهب العرصات او اذهب الى النار ثم اخرجهم من النار فادخلهم الجنة ثم يعود فيستأذن فيتكرر ما ذكر قبل ذلك. ويقال له اخرج من نار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان وزن برة وذلك يعني حبت القمح قال فاخرج فاخرجهم من النار فادخلهم الجنة ثم ذكر الشفاعة الثالثة في ذلك الموطن. قال فيقال اخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الايمان ادنى شيء. يعني اصغر شيء ممكن قال فاخرج فاخرجهم من النار ثم يعود الرابعة فيقول له جل وعلا فاقول يا ربي ائذن لي فيمن قال لا اله الا الله. فيقول الله عز وجل مقسما وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن منها من قال لا اله الا الله فحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم او يقول في ذلك الموطن ما بقي في النار الا من حبسه القرآن اي من جاء وعد الله في القرآن بان يخلد في نار جهنم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عسى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. اي تكون في موقف يحمدك الناس عليه ويثنون عليك بسببه ويعرفون فضلك عليهم بسبب ذلك الموقف وهو موقف الشفاعة العظمى التي يكون العباد باشد الحاجة لها ليقضى بينهم في ذلك الموقف فهذا الحديث فيه عدد من الفوائد اولها ما يتعلق بمناسبة الحديث كتاب الايمان فانه اراد ان الايمان ليس على رتبة واحدة. وان الناس يتفاوتون في هذا الايمان خلافا لما يقوله المرجئة في هذا الحديث فوائد اخرى منها فضيلة هؤلاء الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث ذكر شيء من صفات الموقف في ذلك اليوم العصر وفي هذا الحديث اثبات صفة اليد لله تعالى لقولهم خلقك الله بيده وفي هذا الحديث ان الانسان قد يمتنع عن مقام عال بسبب معرفته عدم اهليته لذلك المقام العالي وفي هذا الحديث بيان ان الاسماء قد علمت لادم عليه السلام وفي هذا الحديث فظل نوح وانه اول رسول يرسل الى اهل الارظ وفي هذا الحديث فضل ابراهيم حيث اتخذه الله خليلا وفي هذا الحديث بيان ان الكذب مذموم وان المعاريظ المشتملة على ما قد يفهم منه خلاف الواقع ليس من الامور المتناسبة مع اهل الفضل والكمال ولئن كانت المعاريض فيها خروج من الانسان عما حرم الله عليه واختيار لفظ موهم الا انها لا تتناسب مع صاحب المقام العالي وفي هذا الحديث ايضا تحريم قتل النفس التي حرم الله وبيان انها مما تنقص درجة العبد بسببه وفي هذا الحديث بيان ان عيسى كلمة الله وتوظيح المراد من ذلك. وكيف بهذه الكلمة وفي هذا الحديث مغفرة الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفي هذا الحديث مشروعية الثناء على الله واكثار المحامد عليه وخصوصا قبيل الدعاء. وقبل ان تدعو يستحب لك ان تكثر من الثناء على الله تعالى وذكره باوصافه واسمائه وفي هذا الحديث مشروعية سجود الدعاء بحيث يدعو لانسان ربه في السجود وقد اختلف اهل العلم هل يشرع ان يكون هناك سجود مستقل ليس معه بقية اركان الصلاة ليدعو الانسان. وذلك في غير سجود التلاوة وسجود الشكر فاستدل طائفة بحديث الباب على ذلك والجمهور على انه انما يشرع الدعاء في السجود الذي يكون اثناء اداء الصلاة وفي هذا الحديث ايضا من استدل بعضهم بهذا الحديث على انه لا ترطوا بدخول الجنة ان يكون مع الانسان قول او عمل. وانه يكفيهما في القلب وهذا الاستدلال فيه نظر فانه في هذا الحديث قال اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله فهذا لفظ وقد جعله سببا من اسباب قبول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وفي هذا الحديث تكرار الانسان للدعاء والشفاعة وانه لا حرج في ذلك وفي هذا الحديث قسم الله جل وعلا بعزته وجلاله وكبريائه وعظمته به وفي هذا الحديث ان اهل الشرك خالدون مخلدون في نار جهنم. وانهم وان اهل الشرك كبار لا يخرجون من النار وفي هذا الحديث بيان المقام المحمود الذي قدره الله جل وعلا لنبيه صلى الله الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا من اليهود قال له يا امير المؤمنين، اية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذ ذلك اليوم عيدا قال عمر اي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. قال عمر رضي الله قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي انزلت الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة وانا والله بعرفة هذا الحديث قال فيه ان رجلا من اليهود قال لعمر يا امير المؤمنين اية في كتابكم يعني القرآن العظيم تقرأونها اي تتلونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا اي موسما يتكرر ما بين وقت واخر. يعتاد الناس فيه ويجعلونه يوم فرح فسأل عن الاية فذكر انها الاية التي في سورة المائدة اليوم اكملت لكم دينكم وذلك ان اركان الدين تمت في ذلك اليوم بادائهم فريضة الحج الى بيت الله اتممت عليكم نعمتي باستكمال فرائض الاسلام ورضيت لكم الاسلام دينا اي عبادة وشريعة تعبدون الله تعالى بها فقال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة. وكان ذلك يوم جمعة وانا والله بعرفة ففي هذا الحديث فضل يوم عرفة ومكانة ذلك اليوم وقوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي استدل به على ان الايمان يزيد. اذا كان يزيد فهو ينقص في هذا الحديث من الفوائد تحريم ابتداع عبادة جديدة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث دلالة على ان ايات القرآن متفاضلة وانها ليست سواء في الفضل وفي هذا الحديث فضل يوم الجمعة ومكانته خصوصا لما كان يوم جمعة وفي هذا الحديث مشروعية ان يكون لانسان قائما بعرفة قد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى صلاتي الظهر والعصر دخل في عرفة ظل واقفا على ناقته يدعو الله جل وعلا ويثني عليه ويذكر محامده يطلبه حوائجه احسن الله اليكم قال عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال جاء رجل اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل نجد ثائرو الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فاذا هو يسأل عرآن الاسلام قال يا رسول الله اخبرني ماذا فارضى الله علي من الصلوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع شيئا. قال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام شهر رمضان. قال هل علي غيره قال لا الا ان تتطوع. قال اخبرني ما فرض الله علي من الزكاة. قال فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل علي غيرها؟ قال لا الا انت تطوع. فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الاسلام. قال والذي بالحق لا اتطوع شيئا ولا انقص مما فرض الله علي شيئا. قال فادبر الرجل وهو يقول والله لا ازيد على هذا ولا لا انقص قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم افلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق طلحة بن عبيد الله احد المبشرين العشرة بالجنة قد ماتا في زمن الفتنة رضي الله عنه قال جاء رجل اعرابي اي من اهل البادية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من اهل نجد والى لها نجدي انها مرتفعة عما سواها. وكان ذلك الرجل الاعرابي ثائر الرأي اي غير ممشط لشعر رأسه. يسمع دوي صوته اي يستمع يسمع ما في صوته من اضطراب وتكرار وارتفاع للصوت ولكن الناس كانوا لا يفقهون ما يقول ولا يفهمونه حتى دنا اي اقترب من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه. فاذا هو يسأل عن الاسلام يعني ما الذي يوجب علي الاسلام فقال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصلوات فيه دليل على ان الاركان من الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس او خمس صلوات في اليوم والليلة ان يجعلهم من اهل السعادة ونوفق ولاة امرهم للحكم بشرعه والسير على نهج نبيه صلى الله عليه وسلم وهي هذه الصلوات المشهورة فقال هل علي غيرها؟ اي هل علي واجب غير الصلوات الخمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اي ليس عليك واجب سواها الا انه لك الحق في ان تتطوع بعد ذلك فقال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام اي نبئني ووضح لي ما هي الايام التي اوجب الله عز وجل علي صيامها قال شهر رمضان اي يجب عليك ان تصوم هذا الشهر. قال هل علي غيره؟ يعني هل يجب علي صيام من اخرى غير ايام هذا الشهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا الا ان تتطوع فلك الحق في ان يكون منك التطوع. قال فاخبرني ما فرض الله علي من الزكاة وهي واجب متعلق بالمال. قال فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب عليه من الزكاة. قال هل علي غير هذه الزكاة؟ قال لا. اي لا يجب عليك في بمالك غير هذه الزكاة الا ان تتطوع فلك الحق في التطوع. قال فاخبره رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم بشرائع الاسلام فقال الرجل الاعرابي والذي اكرمك بالحق اي انني اقسم بالله تعالى لكونه قد اعطاك الحق لا تطوعوا شيئا اي لا افعلوا شيئا من النوافل والمستحبات ولا انقص مما فرض الله علي شيئا اي ساؤدي هذه الواجبات على اكمل وجه لكنني لن افعل طاعات اخرى قال فادبر الرجل اي ذهب وولى ولقاهم دبره فهو يقول والله لا ازيد على هذا يعني الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الواجبات ولا انقص يعني من هذه الواجبات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح اي نجا وفاز وكان من اهل الجنان ان صدق في كونه سيؤدي هذه الواجبات. وفي لفظ دخل الجنة ان صدق اتيانه بهذه الخصال ففي هذا الحديث فوائد منها الترفق بالرجل الغريب كما ترفق النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الرجل وفي الحديث مشروعية تمشيط شعر الرأس وفي الحديث ان الاصوات قد تخفى اما لبعدها واما لتغير لغتها وفي هذا الحديث بيان الواجب من الصلوات وهو الخمس الصلوات فكلها فريضة وكلها مأمور بها وكلها قد ورد كتاب الله جل وعلا باثبات ذات كونه صلاة. قال تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآنا الفجر كان مشهودا قد قال تعالى من بعد صلاة العشاء ونحو ذلك من النصوص التي فيها دلالة على الخمس الصلوات وقوله لا يعني لا يجب عليك غير هذه الصلوات الا ان تتطوع شيئا. فلك الحق في التطوع ومن هذا اللفظ قال فقهاء الحنفية والمالكية بانه من ابتدأ بطاعة لزمه اكمالها ولو كانت مستحبة. فقالوا قوله لا اي لا يجب عليك غير هذه الخمس الصلوات الا اذا تطوعت فانك اذا تطوعت وجب عليك ما تطوعت به هكذا يقول الحنفية والمالكية وذهب الشافعي واحمد الى ان المندوب لا يلزم بالشروع فيه. وانه يحق قطعه فكما حق له ان لا يبتدأ فيه اصلا حق له ان يقطعه ومن اثار ذلك ان من ابتدأ بصلاة نافلة هل يجوز له ان يقطعها؟ قال مالك ابو حنيفة لا وقال الشافعي احمد يجوز ومثله من ابتدأ بالطواف هل اذا ابتدأ بطواف التطوع هل يجب عليه اكماله؟ او يجوز له قطعه؟ قال مالك وابو حنيفة يجب وعليه اتمامه وقال احمد يجوز له القطع. ومثل هذا في باب الصيام فمن صام تطوعا هل يلزمه اكماله كما قال مالك وابو حنيفة قالوا من افطر في صيام بتطوع لزمه ان يقضي ذلك اليوم بان يصوم يوما اخر وذهب الشافعي واحمد الى ان مندوب الصيام لا يلزم بالشروع فيه والابتدائي فيه وهكذا في بقية الاعمال الصالحة هل يلزم المندوب بالشروع فيه كما قال ابو حنيفة ومالك او انه لا يلزم كما قال الشافعي واحمد وفي هذا الحديث ذكر شأن الزكاة وبيان انها من الاسلام وانه يشرع للانسان ان يؤدي زكاة ماله في هذا الحديث ايضا ان من ادى الواجبات وامتنع من فعل المندوبات فانه تبرأ ذمته بذلك وينجح بسبب ذلك وفي هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الاتيان بالواجب من اسباب دخول الجنان بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله سبحانه صلاحا لقلوبنا واستقامة في اعمالنا وصلاحا في ذرارينا وبركة في وصحة في ابداننا كما نسأله جل وعلا ان يتقبل منكم الاعمال الصالحة والدعوات المخلصة المخلصة باذنه تعالى. اسأل الله ان يوفق عموم المسلمين لكل خير