الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه نشكره على فضله نسأله المزيد من خيره وبره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا مجلس اخر من مجالسنا في قراءة كتاب البيوع من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته نواصل فيه البحث دراسة احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اوردها المؤلف في هذا الكتاب فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه. الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام الامام البخاري رحمه الله تعالى عن علي رضي الله عنه قال كان لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم اعطاني شارفا اخرى من الخمس يومئذ. فلما اردت ان ابتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اختهما يوما عند باب رجل من الانصار. وانا اريد ان احمل عليهما اذ خرا لابيعه. فوعدت رجلا صواغا من بني قينقاع ان يرتحل معي فنأتي اردت ان ابيعه من الصواغين واستعين به في وليمة عرسي على فاطمة رضي الله عنها وحمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه يشرب في ذلك البيت مع قينة قالت في غنائها الا حمز للشروخ النوائي. فوثب حمزة الى السيف فثار اليهما حمزة بالسيف. فاجب اسنمتهما خواصرهما. ثم اخذ من اكبادهما. فبين انا اجمع لشارثي متعا من الاقتاب والغرائر وشارفا يا مناختان الى جنب حجرة رجل من الانصار فرجعت حين جمعت ما جمعت فاذا انا بشاري قد اجتب اسنمتهما وبقرت خواصرهما واخذ من اكبادهما. فنظرت الى منظر افظعني ولم املك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما. فقلت من فعل هذا؟ فقالوا فعله حمزة بن عبدالمطلب وهو في هذا البيت في شرب من الانصار. وعنده قينة واصحابه. انطلقت حتى ادخل على النبي صلى الله عليه وسلم فاتيت نبي الله وعنده زيد بن حارثة رضي الله عنه. فعرف النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الذي لقيت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك؟ فاخبرته الخبر فقلت يا رسول الله ما رأيتك اليوم قط عدا حمزة على ناقتي اجب اسنمتهما. وبقر خواصرهما. وها هو ذا في بيت معه شرب. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى. ثم انطلق يمشي واتبعته انا وزيد ابن حارثة. حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فاذنوا لهم. فاذا هم شرب. فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فتغيظ عليه. فاذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه. فرفع بصره فنظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم صعد النظر. فنظر الى ركبتيه. ثم صعد النظر فنظر الى سرته. ثم صعد النظر فنظر الى وجهه ثم قال حمزة وهل انتم الا عبيد لابي؟ فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد ثمل فنكس رسول صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقراء حتى خرج عنهم وخرجنا معه. وذلك قبل تحريم الخمر. قوله في هذا الحديث كان لي شارف هو جمل بلغ سنا معينا. وقوله من نصيبي من المغنم فيه توزيع الغنائم على المقاتلين وفيه ذكر يوم بدر وما نصر الله به اهل الاسلام وما كان من الغنائم في ذلك اليوم وقوله وكان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاني شارفا اخرى من الخمسي وذلك انه من ذوي القرابة قد قال الله تعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى في هذا الحديث تخصيص بعض بني القرابة بعطايا من المغنم لا تعطى لمن سواهم في الحديث ذكر زواج علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها وقوله فلما اردت ان ابتني يعني ان يدخل بها وكان يريد ان يقدم هذين الشريفين على انهما مهر لفاطمة. وقوله انا اختهما اي بركهما واجلسهما عند باب رجل من الانصار من اجل ان تحفظ ومن الضياع كانه قد ربطهما في ذلك الموطن. وفيه ربط الابل من اجل ان لا تغدو وتضيع. وقوله وانا اريد ان احمل عليهما اذخرا. الاذخل نوع من انواع النبات وله خاصية قد كانوا يستعملون هذا الاذخر في عدد من الاستعمالات منها انهم يجعلونها على قبورهم من اجل ان لا تدخل المياه على القبر فين القبر بسبب الماء ومنها انهم يجعلون هذا الاذخر في سقف بيوتهم من اجل الا تسقط البيوت بسبب نزول الامطار المتتابعة والديم ديمة المطر وكذلك يجعلون هذا الاذ خير في النار من اجل ان يطول مدة احتراق النار فيظعنا فيه الصياغة التي يريدون صياغتها من الحلي ونحوه فهذا شيء من استعمالات لادخر ولذا كان له قيمة ومنزلة ومن هنا ذهب اه علي رضي الله عنه من اجل ان يأخذ من هذا الاذخر. وفي هذا دلالة على جواز اكتساب المباحات وان الاصل في اعشاب الارض انها مباحة يجوز لمن اخذها ان تملكها. وفي هذا جواز بيع الانسان ما تملكه من الاموال. ولذا قال لابيعه وقد ترجم له البخاري فقال باب بيع الحطب والكلى. وفي الحديث استئجار الرجل من اهل الكتاب من اليهود او النصارى من اجل ان يعين على بعض الاعمال خصوصا اذا كان من اهل الاختصاص فان هذا الرجل الذي استأجره عليه رضي الله عنه كان رجلا صواغا. وبالتالي يعرف ما الذي ينفع من الادخر للصاغة ليسهروا به الحلي وفي هذا الحديث جواز التعاقد مع اهل الكتاب في هذا الباب وفي هذا الحديث ان الاجير لشخص يريد ان يكتسب المباحات ليس له الا اجره الذي اتفق عليه. واما المباح فيكون لصاحب العمل الاول الذي استأجر هذا الرجل وفي الحديث جواز العمل في صياغة الذهب والفضة. وان هذه من المهن الجائز للانسان الدخول فيها وفي هذا الحديث جواز امتهان بيع الحلي متى كان الانسان محافظا على شروط بيع الحلي وفي الحديث من الفوائد بيع السلع على اهل التجارة من اهل الكتاب اب فان الصواقين في ذلك الوقت اغلبهم من اليهود. وفي هذا الحديث ترتيب الزوج لوليمة العرس. فان علي رضي الله عنه قد اراد ان يستعين بهذا العمل على الوليمة وفي هذا دلالة على ان الاصل في ولائم النكاح ان يقوم بها الزوج يدل عليه حديث عبدالرحمن بن عوف السابق حينما تزوج قال له النبي صلى الله عليه وسلم او لم ولو بشاة ولكن اذا وجد في مجتمع عرف بغير ذلك فهذا العرف يسار عليه ما لم يوجد نص وتصريح يقابله وفي الحديث اكتساب الرجل سدادي حوايجه لقيامه نفقات زواجه وفي الحديث ذكروا ان الخمر كانت مباحة في اول الاسلام. وان تحريمها جاء بعد ذلك وفي الحديث ما كان عليه اهل المدينة في زمنهم الاول من اجتماعهم وفي الحديث الاشارة الى شيء من مفاسد شرب الخمر حيث يظيع عقل الانسان وبالتالي لا يوجد له ضوابط تمنعه من الاقدام على فعل المحرمات او على اتلاف اموال الاخرين وفي الحديث التحرز في الاسلحة لان لا يكون استعمالها في وقت غضب او ضياع ذهن ومما يؤدي الى اتلاف النفوس او ضياع الاموال وفي الحديث من الفوائد ان البعير متى تم قتله بدون الذكاء الشرعية فانه يصبح محرما. لا يجوز اكله في الحديث من الفوائد جمع الاقتاب والمراد به الاخشاب التي منها مواطن لجلوس الانسان على البعير الحبال كانت تجمع من الليف او من ما ماثله وتصنع حبالا وفي الحديث من الفوائد تفقد الانسان لامواله ومتابعة احوالها ما بين وقت واخر وقوله ولم املك عيناي يعني انه لما رأى شارفيه قد فعل بهما ما فعل حينئذ انجاشت نفسه فهطلت عيناه دمعا وذلك لتأثره وحزنه لفوات الذي كان قد اعده زواجه وفي هذا سؤال الانسان عن من تعدى عليه وتعدى على امواله. كما سأل علي رضي الله عنه في ان ذلك وفي الحديث من الفوائد تقديم الشكوى الى الولاية العامة والى امام المسلمين. كما فعل رضي الله عنه في ذهابه الى نبي الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث تأثر الانسان بما يرد عليه من الحوادث والمصائب مما يعرف على وجهه. ولذا عرف النبي صلى الله عليه وسلم التأثر في وجه علي رضي الله ولذا سأله ما لك اي ما السبب الذي جعلك على هذه الهيئة وهذا المنظر وفي الحديث اخبار الانسان بما يجري عليه من الوقائع وفي الحديث من الفوائد اتخاذ الاردية التي تلبس فوق الملابس المعتادة. وهذا قد كانوا يلبسونه اثنى ذهابهم وايابهم وعند زيارتهم لغيرهم. النبي صلى الله الله عليه وسلم في مجلسه لم يكن يلبس الرداء. فلما اراد ان يذهب دعا برداه وفي هذا الحديث خدمة الرجل في ترتيب لباسه ولذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم من يحضر له الرداء وفي الحديث مباشرة الامام الاعظم لمتابعة القضايا التي تكون بين الناس. وفي الحديث من فوائد مشروعية الاستئذان عند الدخول. ولذا لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم الدخول على حمزة استأذن عليه وفي الحديث توجيه اللوم لمن حصلت منه مخالفة. وان من انواع التعزير تعزير القولي كما لام النبي صلى الله عليه وسلم حمزة فيما فعل وفيه غضب الانسان لانتهاك الحرمات ومخالفة ما جاءت به الشريعة من الحفاظ على اموال الاخرين وفي الحديث الاثر السيء لشرب الخمور سواء كان في البدن حينما كان حمزة قد ثمل محمرة عيناه وفي الحديث ايظا ان الانسان لا يؤاخذ بما يقوله عند ظياع عقله وفي الحديث من الفوائد ان الانسان عند ذهاب عقله قد يتكلم بالكلام السيء الرديء. كما قال حمزة وهل انتم الا عبيد لي ابي وفي الحديث من الفوائد جواز الرجوع على صفة القهقراء كما عاد صلى الله عليه وسلم وفي الحديث دلالة على ان الخمر قد حرمت بعد ذلك وجاءت النصوص قاطعة تحريم الخمور. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن خباب رضي الله عنه قال كنت رجلا قينا في الجاهلية فعملت للعاصي ابن وائل السهمي سيفا فكان لي على العاصي ابن وائل دينار اجتمع لي عنده فاتيته اتقاضاه. قال لا والله لا اعطيك ولا اقضيك شيئا حتى تكفر بمحمد فقلت اما والله لا اكفر حتى يميتك الله ثم يبعثك. قال واني لميت ثم مبعوث من بعد الموت. قلت نعم قال فدعني حتى اموت وابعث مال وولدا فاقضيك فنزلت افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالهم وولدا. اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا. قوله عن خباب كنت رجلا قينا في الجاهلية اي حدادا. وفي هذا جواز امتهان الحدادة انه لا حرج فيها وفيه بيان ما كانوا عليه من الخراج حيث كان السيد يقول لمملوكة اذهب واعمل واعطني خراجا يوميا بالمقدار فلاني وما زاد عليه في كسبك فهو لك العاص بن وائل هو والد عمرو بن العاص الصحابي المعروف وهو من بني سهم وبنو سهم باطن من بطون قريش واقرب مالهم بنو امية قوله فعملت للعاصي سيفا فيه جواز صنع الاسلحة وجواز ترتيبها وفيه ايضا الايجارة على اداء عمل فان العاص قد استأجر خبابا ليعمل له هذا العمل. وهذا يقال له عند العلماء الايجارة العامة. والاجارة العامة تكون على انجاز عمل بخلاف الاجارة الخاصة فانه يكون العقد منصبا على الزمان. بحيث يكون الاجير الخاص تحت الامر متى طلبه المستأجر قام بامتثال امره وفي هذا الحديث جواز عملي الصناعة مقابل ثمن مؤجل. وانه لا حرج في ذلك وفي هذا قوله دراهم يعني من الفضة وفي هذا دلالة على انه يجوز للرجل ان يؤاجر نفسه من المشركين. فان العاصى كان مشركا وقعت اجر خباب نفسه منه لاداء هذا العمل قوله فاتيته اتقاضاه اي اطلب منه سداد الدين الذي لي عليه وفي هذا جواز تقاضي الحقوق جواز مطالبة الانسان بما له من حق على غيره وفيه ايضا جواز مطالبة الوجهاء ومن لهم مكانة بالحقوق الواجبة عليه وفي الحديث ذكر ما كان عليه اهل الجاهلية من ظلم للعباد ومن تعسف استخدام حقوقهم من اجل صد الناس عن دين الله جل وعلا وفي هذا الحديث تحريم منع الانسان للحقوق الواجبة عليه وفي الحديث تذكير الانسان لغيره بالبعث. بعد الموت من اجل ان يستعد لما بعده وفي هذا الحديث من الفوائد استهزاء المشركين باهل الايمان فيما يسعون اليه لتحقيق مقاصدهم وفي الحديث تمني اهل الباطل على الله الاماني وبدون ان يكون عندهم ما يكون سببا لتفضل الله عليهم. ومن هنا قال العاص ابن الوائل بانه سيؤتى مالا وولدا يوم القيامة في هذه الايات من الفوائد تحريم صد الانسان الخلق عن الايمان اهل الحق وفيه وجوب اعطاء الحقوق لاصحابها وفي الحديث ان الانسان لا يتمنى على الله الاماني وهو لم يبذل الاسباب الموصلة الى تحقيق تلك الاماني وفي هذا الحديث انفراد الله بعلم الغيب وانه لا يطلع احد على الغيب الا من كان قد اطرعه رب العزة والجلال وفي الحديث ان اعمال العباد مسجلة عليهم وستعرظ عليهم وفي الحديث من الفوائد ان تبجح الانسان وتمنيه على الله الاماني من اسباب زيادة عذابه واستمرار ما يرد عليه من العقوبات. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كنت غلاما امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وان خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه وكان غلاما له مولى. قال انس بن مالك فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ذلك الطعام. فقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة فيها ثريد. خبز من شعير ومرق فيه دب وقديد. واقبل الغلام على عمله فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان من حوالي القصعة يأكلها. فلما رأيت ذلك جعلت اتتبعه فاضعه بين يدي يديه قال فلم ازل بعد احب الدباء من يومئذ. منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكله. وصنع ما صنع هنا قول انس رضي الله عنه كنت غلاما امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه فظل انس ابن مالك وفيه التقرب لله عز وجل. بخدمة اهل الفضل والعلم كما كان انس يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث جواز امتهان الخياطة وان الخياط لا ينقص مقداره عند الله جل وعلا ولذا استجاب النبي الله عليه وسلم لدعوته. وفي الحديث من الفوائد مشروعية اجابة دعوة الداعي. ولو كان ممن لا يؤبه له. وفي الحديث صنع الطعام الاظياف. وآآ في هذا الحديث جواز تصرف المملوك في المال الذي بين يديه اذا كان هذا باذن سيده هذا الغلام كان مملوكا وقد تصرف في هذا المال بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام قوله فقال انس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ذلك الطعام فيه صحبة الرجل لغيره في ذهابه وايابه في هذا الحديث ان الافضل تقريب الطعام الى الاظياف لا تقريب الاظياف الى الطعام والثريد طعام يصنع من بر ولحم ونحو ذلك وفيه جواز تناول الثريد وفيه وظع الاطعمة في الاواني وفيه استخدام اواني الاخشاب. وانه لا حرج فيه وفيه جواز صنع الثريد وفي الحديث قال خبز من شعير يعني يفسر الثريد. لانه اشتمل على الخبز وهذا الخبز مرة يضعونه من القمح ومرة يجعلونه من الشعير. في الحديث استعمال الشعير اكله وصنع الخبز من الشعير وقوله ومرق فيه دب وقديد الدبة نوع من انواع القرع والقديد اللحم الذي يقطع شرائح صغيرة ثم يوضع في الشمس من اجل ان تذهب فيبقى ولا يتلف وفي هذا جواز صنع الخبز وجواز اكله وفيه ايضا جواز صنع المرق وجواز شربها وفي هذا استعمال الدب واستعمال القديد وقوله واقبل الغلام على عمله. يعني انه لما قرب اليهم هذه القصعة اصبح يشتغل في عمله الذي يمتهنه وهو الخياطة. قال انس فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان ان يبحث عنه من حوالي القصعة يعني من جوانبها. يأكلها يعني يأكل الدب. قال فلما رأيت ذلك جعلت اتتبعه يعني اتتبع الدبان ابحث عنه في هذه القصعة ثم نقوم بوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا جواز تتبع الطعام وعدم وجوب ان يكون اكل الانسان من جانب واحد مما يليه متى كان هناك سبب كاختلاف انواع الطعام ونحو ذلك. وفي الحديث اضافة او تقديم الطعام الاظياف. وفيه انه لا مانع من ان يشتغل الانسان باعماله مع كونه قد قدم الطعام لاظيافه. قوله فلما ازل بعد احب الدب يعني ان انس يقول باني لما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل منه اكلت وكذلك في نفسي محبة له وهذه المحبة لا يجعلها على سبيل القربة والعبادة. وانما هي امر في النفس وبالتالي فلا يعد هذا من الاقتداء افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم فان فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الامور الجبلية يحمل على الاباحة والجواز ولا يحمل على القربى والعبادة وجوبا او استحبابا الله اليكم. قال انا بنبني دينار قال كان ها هنا رجل اسمه نواس وكانت عنده ابل هيم. فذهب ابن عمر رضي الله عنه اشترى تلك الابل من شريك له. فجاء اليه شريكه فقال بعنا تلك الابل. فقال ممن بعتها؟ فقال من شيخ كذا وكذا. فقال ويحك ذاك والله ابن عمر. فجاءه فقال ان شريكي باعك ابلا هيما ولم يعرفك. قال فاستقهرت قال فلما ذهب يستاقها قال دعها رضينا بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيارة وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان كان الشؤم في شيء فانما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار عمرو بن دينار من التابعين ومن علماء العصر الثاني من التابعين بعد عهد الصحابة وقوله كان ها هنا رجل اسمه نواس وفي هذا جواز استعمال الرجل بترتيب امور البيع ونحو ذلك قوله وكانت عنده ابل هيم يعني فيها مرض وبالتالي اثر عليها هذا المرض وهم من جنس الامراض التي تصيب جلد البعير. وفي الحديث جواز شراء الابل المريظة وانه لا حرج في ذلك في الحديث من الفوائد المشاركة في ملك الابل وفي بيعها. كما شارك نواس هذا شريكه وفي الحديث تفقد الشركاء لاموالهم وسؤال بعضهم بعضهم الاخر عما يردوا اليهم وما تم فيه التصرف المال. وفي الحديث بيع الابل وان الاصل جواز بيعها. وقوله ممن بعتها اي من هو الذي اشترى منك هذه الابل فقال من شيخ كذا وكذا في انه عند وجود العقد الذي فيه مخالفة ينبغي فسخ ذلك العقد. وفي هذا الحديث معرفة الرجل بما يذكر عنه من وفي الحديث من الفوائد رد العقد الذي فيه مخالفة شرعية. قال فجاءه يعني ان الشريك جاء الى ابن عمر. فقال ان شريكي باعك ابلا هيما ولم يعرف فكأنه قد قال له بعتك ابلا مريضة ولم اعلم بانك ابن عمر والا لبعتك اطيب ما يكون من الابل عندي. قال فاستقى يعني قم بارجاع هذه الابل قال فلما ذهب ابن عمر يستاقها يعيدها بسوقها وجرها اليه. فقال ابن عمر دعها اي لا تأخذ هذه الابل ولا تقم باستياقها لنفسك فقد رضينا بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قضى انه لا عدوى كان هذه الابل اذا كانت مريظة وكان فيها مرظ فانه يقتنع بان هذا المرظ لن ينتقل الى وقد جاءت النصوص ببيان ان الامراض لا تعدي بنفسها. وانما بقظياء الله وقدره واما الطيرة فالمراد بها التشاؤم وسميت بهذا الاسم لانهم كانوا في الزمان الاول من بعض الطيور وقوله ان كان الشؤم في شيء يعني اذا كان هناك امر يكون آآ مشؤوما لما فيه من الصفات. فيكون في ثلاثة الفرس المرأة والدار ولا يعني هذا مشروعية هذا التشاؤم او انه مما يتيح للانسان ان يتمنى زوال شيء من النعم او جلب شيء من الخيرات له هذا الحديث فيه ذكر واقع وليس فيه تسويغ لحكم شرعي في هذه الامور وفي هذا الحديث اجتناب الانسان لما قد يكون اه سببا الشر والسوء والمصيبة يكون سببا لتلف شيء من الاموال وضياعها. وقد عنون البخاري على هذا حديث بقوله باب ما يتقى من شؤم المرأة. وباب ما يذكر من شؤم الفرس الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين واصلح الله قلوبنا وملأها خيرا وفضلا وعدلا. برحمته واحسانه فهو رب العالمين جل وعلا فما نسأله ان يجمع اهل الاسلام على الحق والهدى ونبارك فيهم وان يجعل العاقبة في الامور كلها الى الله جل وعلا. كما نسأله سبحانه ان يوفق ولاة امورنا لكل خير. وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح تماسله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة ونسأله جل وعلا ان يحمي اخواننا في فلسطين وان يكفيهم شر عدوهم. اللهم سد جوعتهم وامن خائفهم واوجد لهم الماء الذي يؤويهم كما نسأله جل وعلا ان يشفي مرضاهم وجرحاهم الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين