الحمد لله رب العالمين نحمده ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا درس جديد من دروسنا في قراءة كتاب البيوع. من مختصر صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى تتدارس فيه شيئا من احكام المعاملات وننطلق من شرح احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه في دينه فلنستمع لبعض الاحاديث الواردة في ذلك. الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم انه يخدع في البيوع فقال اذا بايعت فقل لا خلابة. فكان الرجل يقوله. في هذا الحديث النهي عن الخداع وخصوصا في امور البيوع في هذا الحديث عرض من يتعرض لشيء من الخداع على اصحاب الولاية وفي الحديث اشتراط الخيار في البيوع خصوصا اذا علق خياره بوجود الخداع وفي الحديث من الفوائد اشتراط الانسان ما يحفظ ما له وفي هذا ايضا ان جواز البيع والشراء لمن يكون عنده شيء من التغفيل وولو كان يخدع في البيوع فان النبي صلى الله عليه وسلم اجاز بيع هذا الرجل الذي يخدع في البيوع احسن الله اليكم قال عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يغزو جيش الكعبة فاذا كانوا ببيداء من الارض يخسف باولهم واخرهم. قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف باولهم واخرهم اخرهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف باولهم واخرهم ثم يبعثون على نياتهم. اورد المؤلف هذا الحديث بقوله وفيهم اسواقهم ترجمة عليه بقوله باب ما ذكر في الاسواق وفي هذا الحديث ذكر ما يتعلق بالفتن واستمرارها. وقوله فاذا كانوا ببيداء من الارض البيداء ارض الفسيحة المنبسطة وفي هذا الحديث ذكر الخس في هذه الامة وفي هذه الحديث عموم العقوبة عند انتشار الفساد وظهوره وفي الحديث التأكيد على امر النيات. واعتبار الناس بحسب نياتهم. وترتب الثواب على الانسان على وفق نيته. احسن الله اليكم قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فدعاه رجل بالبقيع فقال يا ابا القاسم فالتفت اليه النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال لم اعنك انما دعوت هذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سموا باسمي ولا في هذا الحديث جواز دخول الاسواق. فيه بناء الاسواق وترتيب امرها. وآآ الحديث رفع الصوت بي النداء للاخرين. وفي الحديث استعمال الكنية في الحديث من الفوائد ان الانسان اذا تم نداؤه يحسن اجابته لمن نادى وقوله سموا باسمي فيه دلالة على جواز التسمية باسمي محمد وقوله ولا تكنوا بكنيتي اكثر اهل العلم على ان هذا يراد به زمن النبي صلى الله عليه وسلم لان لا من تكنى بكنيته النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا اكلمه حتى اتى سوق نيقين قاع وكنت معه فانصرف فانصرفت. فجلس بفناء بيت فاطمة رضي الله عنها فقال اثم لكع ثم لكع ثلاثة ادع الحسن ابن علي فحبسته شيئا فظننت انها تلبسه سخابا او تغسله فقام الحسن يمشي وفي عنقه السخاب. فجاء يشتد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا. فقال الحسن بيده هكذا فالتزمه حتى عانقه وقبله وقال اللهم اني احبه فاحبه واحبه فمن يحبه. قوله في هذا الحديث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار. اي انه خرج ضحى وكان ابو هريرة رضي الله عنه يتبعه من غير ان يكلمه. وقال حتى سوق بني قينقاع. في هذا الذهاب للاسواق وفيه ان الذهاب للاسواق لا يتنافى مع مكانة من يكون له مكانة ومنزلة بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بعض اسواقهم وفي الحديث من الفوائد جواز الذهاب لاسواق غير المسلمين فان هذا السوء بني قينو قاع وقد ذهب اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وكنت معه فيه مرافقة صاحب الفضل قال فانصرف اي ذهب من هذا السوق. فانصرفت يعني تبعته قال فجلس بفناء بيت فاطمة. يعني بنت النبي صلى الله عليه وسلم. فقال اثم لكع اي هل يوجد الشخص الذي قصده بهذا احتمال ان يريد بهذا ابناءها او ان يريد بذلك زوجها علي رضي الله عنه قوله ثلاثة ادع الحسن ابن علي ابن ابي طالب وفيه فضل الحسن رظي الله عنه وقوله فحبسته شيئا. اي ان امه فاطمة قد اخرته من اجل ان تقوم بترتيبه وتهيأته. وفي هذا تهيئة الصبيان من اجل يخرج لملاقاة الناس قوله فظننت انها تلبسه سخابا ميلاد تعمل من اخلاط الطيب. ويكون فيها قرنفل وعود ومسك نحو ذلك يعمل على هيئة سبحة ويجعل قلادة لصبيان وقد يكون في شيء من الخرز وسميت بهذا الاسم لكونها عند حركتها تخرج شيئا من الصوت قال فجاء يعني الحسن يشتد يعني يسرع في مشيه وقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا. يعني انه حرك يده وقال الحسن بيده هكذا فالتزمه فيه احتضان الصبيان واظهار البشر والمودة بلقياهم قال حتى عانقه وقبله. في تقبيل الانسان الصبيان من ذريته ومن غيرهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم وفي هذا ملاطفة الصبيان ومداعبتهم رحمة بهم. كما ان في هذا التواضع مع الاطفال وفي هذا معانقة الصبي وقد اختلف اهل العلم في المعانقة بين الرجال خصوصا من يقدم من سفر الجمهور على جوازها عدم المؤاخذة فيها وقد كرهها الامام مالك رحمه الله تعالى. وحديث الباب دليل للجمهور. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني احبه بهذا فضيلة الحسن ابن علي رضي الله عنه وفي هذا فضيلة محبة الحسن. وانها من الاعمال الصالحة وفي هذا دعاء الانسان. لمن يحبه او يحب غيره. وآآ في هذا من الفوائد ان الجزاء من جنسي العمل. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما انهم كانوا يشترون الطعام من الركبان على عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم. فيبعث عليهم من يمنعهم ان يبيعوه حيث اشتروه حتى ينقلوه حتى يبلغ به سوق الطعام حيث يباع الطعام. ورأيت الذين يبيعون الطعام مجازفة يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبيعوه في مكانهم حتى يؤوه الى رحالهم. وقال ابن عمر رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يباع الطعام اذا اشتراه حتى يستوفيه. فقال من ابتاع طعاما فلا يبيعه حتى يستوفيه في هذا الحديث ذكر الاسواق وجودها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دخول مريد التجارة لها. وفيه ايضا التفرقة بين الاسواق وتقسيمها بحسب السلع التي تباع فيها. ولذا قال حتى يبلغ به سوق الطعام فيها قوله كانوا يشترون الطعام من الركبان فيه شراء الاطعمة من اجل التجارة بها وفيه ايضا تلقي الركبان من اجل الشراء منهم لا من اجل ان يكون لانسان قيلا لهم وقوله يبعث عليهم من يمنعهم ان يبيعوه حيث اشتروه حتى ينقلوه وفي هذا النهي عن بيع الطعام قبل قبظه. وجاء في في النهي عن بيع السلعة قبل قبضها احاديث متعددة. والعلماء في هذه المسألة لهم ثلاثة اقوال مشهورة فعند المالكية ان هذا النهي يختص بالطعام فقط وقالوا لا يجوز بيع الطعام قبل قبظه. واما بقية السلع فيجوز بيعها وعند الامامين احمد وابي حنيفة ان ما يكال لابد من قبضه قبل بيعه ومثله ايضا ما يوزن. وذهب الامام الشافعي الى ان جميع السلع لا يجوز يبايعها قبل قبضها وذلك لما ورد عن ابن عباس انه قال واحسب كل شيء مثل الطعام والاحاديث الواردة في الباب خصت الطعام بالذكر كما في حديثنا هنا بقوله من ابتاع اي اشترى طعاما فلا يبيعه حتى يستوفيه ولذا فان الارجح هو مذهب الامام ما لك في هذه المسألة وقياس بقية السلع سواء كانت مكيلة وموزونة او غير ذلك على الطعام. يحتاج الى شيء من التأمل خصوصا ان كلمة الطعام هي من الاوصاف. دليل الخطاب يدل على ان غير الطعام لا يماثله في هذا الحكم وقوله هنا حتى ينقلوا اي من مكان الشراء وقوله ورأيت الذين يبيعون الطعام مجازفة. يعني بدون كيل ولا و وزن يبيعونه هكذا. قال يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في مكانهم يعني الذي اشتروا فيه الطعام. حتى يؤوه الى رحالهم يعني ينقلوه من ذلك المكان. مما يدل على ان الطعام لا يجوز بيعه قبل ان يقبض في هذا دلالة على انه اذا اشترى الانسان طعاما جزافا لا يحق له ان يبيعه حتى ينقله الى رحله وقال ابن عمر نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يباع الطعام اذا اشترى حتى يستوفيه يعني يقبض ففي هذا دلالة على مذهب مالك في تخصيص هذا الحكم وهو النهي عن بيع عن البيع للسلع قبل قبظها الطعام قوله في هذا الحديث يقربون فيه دلالة على جواز التعزير من اجل التزام الناس باحكام الشريعة في لبيع السلع. وهنا ايضا فقوله فلا يبعه حتى يستوفيه. دليل على ان الاصل ان المشتري عليه تبعة كيل الطعام. نعم. اثابكم الله عن اتى ابن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت اخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال اجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ان هذه الاية التي في القرآن يا ايها النبي انا شاهدا ومبشرا ونذيرا. قال في التوراة يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وحرزا للاميين انت عبدي ورسولي. سميتك المتوكل. ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة. ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء. بان قولوا لا اله الا الله ويفتح بها اعين عمي واذان صم وقلوب غلف. هذا نقل عن ما في الكتب السابقة ما يتوافق مع ما في كتاب الله عز وجل من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومقصود المؤلف هنا ذكر الاسواق فيه كراهية السخب في الاسواق. المراد بذلك اصدار الاصوات العالية فيها وفي هذا انه لا ترفع الاصوات في الاسواق وفي الحديث ايضا ذكر فضل النبي صلى الله عليه وسلم وشيء من الصفات التي وصف الله وبها نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وفي هذا حرص الانسان على حماية اهل الايمان خصوصا من حوله من كل ما قد يؤذيهم. ولذا كان حرزا للاميين وفي هذا الحرص على التواظع وعدم الفظاظة والغلظة وفي الحديث الترغيب في الصفح والتجاوز عن اخطاء الاخرين وآآ في هذا بيان ما سيورثه الله لدين الاسلام من انتشار ومن قوة من دولة عظيمة. ولذا قال ان يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء وفي هذا بناء دين الاسلام على شهادة التوحيد لا اله الا الله. وفي الحديث اقبال ناس على دين الله جل وعلا اسأل الله ان يبارك فيكم وان يوفقكم لكل خير وان يرزقكم علما نافعا وعملا صالحا خالصة فما سلوا جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يوفقهم لكل خير وان يكفيهم شر انفسهم وشر اعدائهم. كما نسأله جل وعلا ان يحمي المستضعفين من المسلمين. وان يكون معهم وان يكفيهم شر اعدائهم وان يتولى اخواننا في فلسطين بولاية من عنده وحفظ من لدنه جل وعلا. كما نسأله سبحانه ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم يجزيهم خير الجزاء. وان يكون معهم مؤيدا على الخير والهدى. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين