الحمد لله رب العالمين جل وعلا ونشكره نسأله المزيد من فضله اسأله ان يمكننا من ادراك ليلة القدر لنكون فيها من القائمين الذاكرين الطالبين لرضى رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في مدارسة كتاب مختصر صحيح الامام البخاري. نواصل فيه قراءة كتاب البيوع. فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه قال توفي عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه قتل فيوم احد شهيدا وترك عيالا ست بنات وعليه دين ترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنذره فابى ان ينظره. فاشتد الغرماء في حقوقهم. فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب فقال من اذا فقلت انا فقال انا انا كانه كرهها فاستعنت بالنبي صلى الله عليه وسلم على غرمائه ان يضعوا لي من دينه فقلت ان ابي ترك عليه دينا. وليس عندي الا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه. فطلب النبي النبي صلى الله عليه واله وسلم اليهم. فلم يفعلوا فسألهم ان يقبلوا ثمر حائطي. ويحللوا ابي فابوا ولم يروا ان فيه وفاء. فلم يعطهم النبي صلى الله عليه واله وسلم حائطي. ولم يكسره لهم وقال تغدو عليك فغدا علينا حين اصبح فطاف في النخل فدعا في ثمرها بالبركة. فلما حضره جداد النخل اتيت صلى الله عليه واله وسلم فقلت يا رسول الله لقد علمت ان والدي استشهد يوم احد وترك عليه دينا كثيرا. واني احب ان يراك الغرماء وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فبايدر كل تمر على ناحية وصنف تمرك اصنافا كل شيء منه على العجوة على حدة وعذق بن زيد على حدى. واللين على حدة. ثم ارسل الي واحضرهم حتى اتيك ففعلت حتى اذا جددته فوضعته في المربد. ثم ارسلت الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. فلما نظروا اليه اغروا بي تلك الساعة. فلما رأى ما يصنعون طاف حول اعظمها بيدرا ثلاث مرات فجلس على اعلاه او في وسطه ودعا بالبركة ثم قال انزعوه فاوفهم وكل القوم فكلتهم حتى اوفيتهم الذي لهم. وادى الله امانة والدي. فما ترك احدا له على ابي دين فقضيتهم. فاوفاه ثلاثين وسقا. وفضلت له ثلاثة عشر وسقا. سبعة عجوة ستة اللون وبقيت امريكا انه لم ينقص منه شيء. وانا والله راض ان يؤدي الله امانة والدي ولا ارجع الى اخواتي تمرة. فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان. فوجده يصلي العصر. فلما انصرف اخبره بالفضل فقال اخبر ذلك ابا بكر وعمر ابن الخطاب وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر اسمع يا عمر فذهب جابر الى عمر فاخبره فقال عمر لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يباركن فيه فيها وقال الا يكون قد علمنا انك رسول الله والله انك لرسول الله. فسلم والله البيادر كلها حتى اني انظر الى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه لم ينقص ثمرة واحدة. اورد المؤلف حديث جابر من اجل بيان هل الكيل في البيع والشراء والسفاء الحقوق على البائع او على المشتري. وهذا في قوله صلى الله عليه وسلم لجابر ادعو غرماءك فاوفهم وكيل للقوم معناه ان البائع يكيل كما ان المشتري يكيل ولذا قال الامام البخاري الكيل على البائع والمعطي وهذا مناسبة ايراد هذا الحديث في كتاب البيوع جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه توفي ابوه شهيدا في يوم احد ولم يترك الا ست بنات وجابر ابن عبدالله وحده ولدا واحدا في يوم احد كان عبد الله قد اخبر جابرا بانه يريد ان يجاهد. وظن انه سيستشهد واوصاه باخواته خيرا انا جابر لم يتزوج انما تزوج بعد ذلك قال توفي عبدالله بن عمرو وهو الجابر فيه تسمية الانسان لوالده باسمه. بدون ان يذكر الابوة التي له عليه وفي الحديث ذكر يوم احد وما كان فيه من الحوادث ومنها قتل الشهداء ومنهم الله ابن عمرو قد ورد انه قبر في قبر مع رجل ثم بعد ان مدة استأذن جابر النبي صلى الله عليه وسلم في ان يفرد اباه في قبر اذن له فنقل. قال لم نجد منه قد تغير الا كاين يسير في اذنه. وقوله ترك عيالا يعني كان له من الذرية من يحتاجون الى من يعيلهم ويقوم على حوائجهم ان جابر يذكر المسؤولية العظيمة التي وقعت عليه بوفاة والده. فهذه وفاة خالد وهؤلاء البنات اللاتي يحتاجن الى من يقوموا بحالهن ويعولهن على والده لهذا الرجل اليهودي يحتاج الى من يقوم بسداد قال وترك عليه ثلاثين وسقى يعني انه كان على والد جابر عبد الله دين وفي هذا بيان ان من كان عنده تركة فان دينه لا يسقط بل يسدد ذلك الدين من التركة او من العين المرهونة ان كان هناك رهن وفي الحديث جواز الاستدانة من غير المسلمين وجواز التعامل المالي معهم كما مع هذا الرجل اليهودي. قوله فاستنذره جابر. اي ذهب جابر الى اليهودي وقال له اطلب منك ان تؤجل لي سداد هذا الدين فانه كثير والنخل الذي عند جابر قليل. وفي الغالب ان هذا التمر لن يفي بهذا الدين وفي هذا جواز طلب تأجيل الدين وقوله فابى اي رفض اليهودي ان يؤجل وقت تسديد الدين. وذلك ان الحق له ومن ثم لا يلزم بالتنازل بانظار الدين قال فاشتد الغرماء في حقوقهم اي تشددوا وتغلظوا في المطالبة بسداد الدين لهم على والدي عبد الله وكانه قد رهن هذا النخل. قال النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يستعين به في ذلك ليشفع له عند هذا اليوم يهودي من اجل ان ينظره وان يقبل منه ما حصل من الثمرة الحاضرة وقال فدققت الباب فيه الاستئذان قبل الدخول وفيه ان اغلاق الانسان داره لا يعد منقصة عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ذا وفيه سؤال اهل البيت عن من هو الذي ظرب الباب قال جابر فقلت انا ولم يذكر اسمه والناس كثير ولم يكن يعهد من جابر ظرب باب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا انا يعني ما هذه الكلمة؟ فانا لا اعرفك كانه كره وفي هذا ان من ظرب بابا فسأل فانه يعرف باسمه من اجل ان ولا يصح ان يكتفي بلفظة انا. قال جابر فاستعنت اي طلبت العون من النبي صلى الله عليه وسلم فعلى غرمائه ان يضعوا لي من دينه فيه طلب الشفاعة عند الاخرين من اجل تيسر الامور والقدرة على سداد الدين. وفيه الشفاعة في لذلك لمن علم انه غير مبطل او متحيل. وفي هذا ذكر قضاء الانسان لدينه دون حقه بسبب ان ذلك هو المتيسر من شأنه قال جابر فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم شارحا الحال ان ابي ترك عليه دينا وليس عندي الا ما يخرج نخله. يعني ليس عندي مال الا التمر الذي يكون من هذا النخل ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه. يعني ان الثمرة التي نقدرها من هذا النخل لا تصل الى مقدار الدين الواجب علينا سداده قال فطلب النبي صلى الله عليه وسلم اليهم اي ذهب الى اليهودي والى بقية اصحاب ديون وطلب منهم ان ينظروه وان يقبلوا الحاضر. فلم يفعلوا. ويعني لم يقبلوا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا ان عدم قبول شفاعة احد لا يعني صان منزلته او مكانته عند الله جل وعلا. وفي هذا ان الحقوق يعود امرها الى اصحابها وهم الذين يتنازلون عن حقهم او يطالبون به. وفي الحديث الشفاعة من اجل وضع الديون. قال فسألهم ان يقبلوا ثمرة حائطي. قال لهم خذوا جميع الثمرة ولا تبقوا منها شيئا. سواء كان مراده بذلك ان يكتفوا بهذا في هذا ان الوصي يقوم بقضاء الديون التي على الميت ولو لم يكن جميع الورق حاضرين فان بقية الورثة لم يكونوا موجودين قال جابر فكلتهم اي بدأت اخذ من التمر فاضعه في المكيال والمكيال اولا يكون البقية لسنين قادمة. على ان يحللوا ابي فابوا ذلك يعني رفظوا ولم يقبلوا هذا. وفي هذا مسألة هبة الدين الذي كونوا على رجل اخر قال ولم يروا ان فيه وفاة يعني ظن وان ثمرة النخل لا تصل الى سداد دين الواجب على ابيه. ولذا لم يقبلوا بهذا العرض. وحينئذ لم يعطهم النبي صلى الله عليه وسلم الحائط حسب العرض الذي عرظه لهم ولم يكسره لهم كانوا سابقا يقومون بكسر الجدار المبني من الطين من اجل ان يدخل الغرماء فيأخذ ما تريدونه من الثمرة او ان المراد انه لم يعطهم جميع الثمرة مما يعد كسر لذلك النخل. وحينئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر سنغدو عليك اي سناء في الصباح ونشاهد الامر ونعرف حقيقة الحال. وفي هذا صاحبي الولاية او القضاء على محل القضية من اجل ان يتحقق من الامر. قال جابر فغدى علينا يعني جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم حين اصبح وطاف في النخل اي دار على النخل من اجل ان يقرأ عليه وان يدعو فيه قال فدعا في ثمرها بالبركة. وفي هذا الدعاء بالبركة في مكاسب الانسان وما يحصله من الارزاق. وفي هذا ان الدعاء له اثره وفي تنمية و انما الموجود وما يرجى حصوله. قال فلما حضره جداد النخل كانوا سابقا يتركون الرطب على رؤوس النخل حتى تتمر. ثم يقومون بجذه وبالتالي بتصفيته من اجل ان يقوموا برصه ليجعلوه تمرا قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لقد علمت ان والدي استشهد يوم احد وترك عليه دينا كثيرا. واني احب ان يراك الغرماء. يعني اذا اتى النبي صلى الله عليه وسلم الى النخل وشاهدوه لعلهم بذلك ان يتركوا ما هم فيه من شدة وتطاول على جابر رفع صوت عليه كانهم يريدون تملك النخل اذا لم يقم بسداد الدين الذي على والدهم قال وكان ابي قد ترك دينا كثيرا. واني احب ان يراك الغرماء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فبادر كل تمر على ناحية اي ان هذا النخل على انواع مختلفة. فامره ان يفصل ويميز كل نوع على حدة فيجعل في اناء يقال له البيدر يوضع فيه التمر بحيث يوضع كل نوع على حدة في بيدر لوحده. قال صنف تمرك اصنافا وفيه تمايز انواع التمر وانه ليس على حال واحدة ان كل نوع يكون له خاصيته. وفي هذا دلالة على جواز تغاير اسعار التمر بحسب انواعه قال كل شيء منه على حدته. العجوة وهي نوع من انواع التمر على حدة يجعله منفردا وعذق بن زيد على حدى وهذا نوع اخر واللين على حدة فهذه انواع كانت من انواع التمور في وقت النبي صلى الله عليه وسلم. وهناك انواع اخرى وردت في احاديث اخرى مثل البرني وغيره قال ثم ارسل الي يعني اذا فصلت كل نوع وحده ارسل شخصا يدعوني يأتي اليك واحضرهم يعني اطلب من الغرماء ان يحضروا من اجل ان توفيهم حقوقهم قال ففعلت يعني فصلت حتى اذا جددته يعني قمت بقطعه من اصول عذقه وجعلت كل نوع وحده فوضعته في المربد وهو المكان الذي يجمع فيه التمر ثم ارسلت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه بعث المناديب من اجل ايصال الرسالة قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وفي هذا خلق النبي صلى الله عليه وسلم. وقيامه مع المؤمنين في حوائجهم قال فلما نظر الغرماء الى النبي صلى الله عليه وسلم اي زادوا في رفع اصواتهم. وفي الكلام علي وفي المطالبة بحقوقهم. وهو كان يظن انهم سيقدرون النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الذي حصل منهم خلافا بل رفعوا الصوت ولجوا في مطالبة جابر بسداد هذا الدين عليه في ذلك. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما يصنع هؤلاء من اصحاب الديون وما اغروا به تجاه جابر طاف حول البيادر التي فيها اصناف التمر وجاء الى اعظمها بيدراء اكبرها ثلاثة مرات. فجلس على اعلاه او في وسطه. وفي هذا الدعاء بالبركة. وآآ على انواع الرزق ليكون سببا من اسباب وضع البركة فيه. قال ثم قال انزعوه وادعو غرماءك فاوفهم وكل للقوم. انزعوه يعني ارفعوا هذا هذا البيدر وافتحوه من اجل ان نقوم بسداد ما يكون لهؤلاء الغرماء. وقوله ادع اي اطلب من الغرماء اصحاب الديون ان يحضروا. ثم اعطهم حقهم في ديونهم. وكل اي استعمل المكيال في سداد هؤلاء القوم ديونهم التي لهم على ابيك طريقة لمعرفة مقدار السلع بواسطة حجمها قال حتى اوفيتهم اي سددت ما لهم من الديون ولم يبقى شيء من ديونهم وادى الله امانة ابيه. فكان هذا سببا من اسباب راحة جابر ان بقي نخله لم يتمكن الغرماء من اخذه لكونهم قد استوفوا ما لهم من التمر. وبالتالي لم يبق لهم وجه على جابر ولا حق لهم في المطالبة بذلك النخل قال جابر فما ترك احدا له على ابي دين. يعني تمكنت من سداد جميع الديون قضيتهم فاوفى اليهودي ثلاثين وسقا من التمر. وفضلت له ثلاثة عشر وسقا اي بقي بعد سداد هذا الدين هذا المقدار الكبير منها سبعة عجوة ستة من نوع اللون وبقي تمري كانه لم ينقص منه شيء. يعني ان البركة قد جاءت فيه سدد الله جميع الدين وبقي كأنه لم يؤخذ منه شيء. وهذا من علامات النبوة ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وكرامة الله له. قال جابر وكنت راظيا ان يؤدي الله امانة ابي وان لا يبقى لي تمرة واحدة ارجع الى اخواتي. وفي هذا جواز تمني الانسان الخير وسداد الديون التي عليه وفيه ان فظل الله اعظم من اماني الانسان قال فلما قضى الديون وبقي هذا المقدار جاء جابر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبر وليشكر اخبره بالذي كان ووجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي اما العصر واما المغرب فصلى معهم فلما النبي صلى الله عليه وسلم اخبر جابر النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل. وفي هذا اخبار الانسان لغيره بما وقع عليه من الحوادث. وفيه اخبار صاحب الولاية بما وقع من الامور في ولايته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ذلك ابا بكر وعمر ابن الخطاب صعب مليانهما قد شاركا في المجيء معه. وقد عرف شيئا من اول هذا الامر فاراد ان يعرفا نهايته. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر اسمع يا عمر. فذهب جابر الى عمر فاخبره وبين له ما فيها من البركة. فقال عمر لقد علمت حين مشى فيها رسول صلى الله عليه وسلم يعني ودعا و قرأ ليباركن فيها وقال الا يكون يعني لا يستغرب ان يأتي النخل القليل بهذه الثمرة الكبيرة التي تكون سببا لسداد الدين وبقاء بعض التمر وقد علمنا انك رسول الله اه وبالتالي علمنا ان الله يجيب دعوتك وان الله يبارك لك والله انك لرسول الله فيقول جابر فسلم والله البيادر كلها. والبيادر خزني الثمار والحبوب قال حتى اني انظر ان يشاهد الى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد عليه ليدعو بالبركة كانه لم ينقص منه ثمرة واحدة. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن المقدام ابن مهدي كريم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيلو طعامكم يبارك لكم قوله كيلو اي ضعوا الطعام في المكيال الذي يحدد لكم مقدار ذلك الطعام بمعرفة الحجم الذي يكون عليه. والكيل يكون بالصاع ويكون مات له مما يعرف حجمه وقوله يبارك لكم ان يجعل الله فيه بركة وزيادة ونماء ولعل المراد في هذا ان يبارك لمن كان يكيله عند البيع والشرا ولا يكتفي ببيعه مجازفة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثلما دعا ابراهيم عليه السلام لمكة. قال ان ابراهيم السلام حرم مكة اي جعل مكة حراما بحيث لا يصاد صيدها ولا يقطع شجرها ودعى لها. اي ان ابراهيم دعا لمكة بالبركة. وان يجبى اليها الثمار وان يرزق اهلها كما ذكر الله جل وعلا في سورة ابراهيم كما قال اني اسكنت ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات. وكما قال عليه السلام في واجعل هذا بلدنا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر. قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار. وبئس المطر قوله وحرمت يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل المدينة حرما. بحيث لا ان يقتل او ان يصاد الصيد فيها وجود التحريم في مكة لا يلزم منه وجوب الجزاء. كما في مكة وقال وقد اختلف العلماء في من قتل الصيد في المدينة ما الذي عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم ودعوت لها يعني طلبت من الله عز وجل ان يبارك للمدينة ولاهلها في مدها وصاعها. والمد والصاع مكيالان يعرف بهما حجم السلع المود ملئ اليدين المعتدلتين. والصاع اربعة امداد قال مثلما دعا ابراهيم عليه السلام لمكة. وفي هذا بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومدة وما في مكة والمدينة من البركة في تجارتها. نعم. احسن الله اليكم قال عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه. قلت لابن عباس كيف ذاك؟ قال ذاك دراهمه بدراهم والطعام مرجى. قال ابن عباس رضي الله عنهما ولا احسب كل شيء الا مثله. قوله نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه فيه جواز بيع الطعام اذا كان مستوفى. وفيه بيع الطعام اذا كان بدون كايل بشرط ان يقبض وفي هذا الحديث النهي عن بيع الطعام الذي تراه الانسان قبل ان يستوفيه. يعني اذا اشتريت طعاما من شخص ولم تقبظه بعد فلا يجوز لك كان تبيعه حتى تقبض ذلك الطعام وهذا محل اتفاق بين الفقهاء وقاس الحنابلة والحنفية على الطعام جميع ما يكال او يوزن قالوا كل المكيلات لا يجوز بيعها حتى تستوفى وتقبض ما المعدودات فانها لا حرج في بيعها قبل قبظها حينئذ قالوا بان المكيل هو الذي لا يجوز ان يباع قبل قبضة وذهب الشافعية الى ان النهي عن بيع السلع قبل قبضها يشمل جميع السلع سواء كانت طعاما او كانت مكيلة او كانت معدودة او كانت جزافا، قالوا فان ابن عباس رضي الله عنه قال ولا احسب كل شيء الا مثله. وهذا فهد بن عباس والحديث انما ورد في الطعام ومن مفهوم الحديث ان ما ليس بطعام لا يشترط فيه هذا الشرط. ولذلك فلعل مذهب الامام مالك ارجح الاقوال في هذه المسألة كونه على ظاهر هذا الخبر وقول طاووس قلت لابن عباس كيف ذاك؟ اي ما المعنى؟ يعني كيف افعل في ما يتعلق بهذا. قال ذاك دراهم بدراهم. والطعام مؤجل قال ابن عباس ولا احسب كل شيء الا مثله فهذا فيه دلالة على جواز بيع الطعام وجواز بيعه جزافا اذا كان مقبوضا وفيه نهي الانسان عن ان يبيع السلع التي لا يملكها ولا حق له في التصرف فيها. فهذا شيء من فوائد هذه الاحاديث. بارك الله فيكم. وفقكم والله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين وغفر الله للجميع ذنوبهم ورفع درجاتهم واعزهم بعز من عنده بفظله واحسانه اسأل الله جل وعلا ان يجمع كلمة المسلمين على الحق وان يبارك فيهم وان يجعل العاقبة الحميدة لهم كما اسأله جل وعلا ان ينصر اخواننا في فلسطين وان يكفيهم شر عدوهم اللهم يا حي يا قيوم تولى شأن هؤلاء المستضعفين سد جوعتهم واشف مريضهم واوهم في منازلهم واسبغ عليهم نعمك واكفهم شر هذا العدو كما نسأل الله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين بكل خير وان يبارك فيهم وان يجعلهم من اسباب الخير والهدى ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا في هذا هذه البلاد وان يجزيهم خير الجزاء وان يجعلهم موفقين في كل امورهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين