الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم سعادة والاخرة وجعلكم الله ممن احبهم ورضي عنهم ورفع درجاتهم. واسأله جل وعلا ان يتولى شأنكم كله وبعد فان من افضل ما يقدمه الانسان لاخرته ان يكون ممن يدرس العلم ويتدارسه ويجلس في حلقات العلم فان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. وقد قال النبي الله عليه وسلم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا الى ما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق العلم. ولعلنا ان نشرف بان نقرأ شيئا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنكون بذلك ممن سار هذا الطريق المبارك طريق طلب العلم. فنقرأ احاديث من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله وغفر ورفع درجة في عليين وجزاه عنا وعن الاسلام خير الجزاء. فلنستمع لشيء من الاحاديث في لذلك الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الامام البخاري في فيها بالتيمم وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره حتى اذا كنا بالبيداء او بذات الجيش ونحن داخلون المدينة. انقطع عقد لي كنت استعرته من ما رضي الله عنها فهلكت القلادة فاناخ النبي صلى الله عليه وسلم ونزل. فاقام على التماسه قام الناس معه وليسوا على ماء فادركتهم الصلاة وليس معهم ماء فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى الناس الى ابي بكر رضي الله عنه فقالوا الا ترى ما صنعت عائشة اقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فجاء ابو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع على فخذ قد نام فلكزني لكزة شديدة فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ماء وليس معهم ماء في قلادة فقالت عائشة فعاتبني ابو بكر وقال ما شاء الله ان يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي وقد اوجعني فبى الموت فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤسه على فخذي. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصبح على غير ماء وحضرت الصلاة فالتمس الماء فلم يوجد. فانزل الله اية التيمم يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة. الاية فتيمموا. فقال اسيد بن حضير رضي الله عنه لعائشة لقد بارك الله فيكم يا ال ابي بكر ما هي باول بركتكم يا ال ابي بكر. جزاك الله خيرا. فوالله ما نزل بك امر تكرهينه الا جعل الله لك منه مخرجا. وجعل للمسلمين فيه خيرا وبركة. قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فاصبنا العقد تحته وفي رواية فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من اصحابه في طلبها فادركتهم الصلاة وليسوا على وضوء ولم يجدوا ماء فصلوا بغير وضوء فوجدوا القلادة فلما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك اليه فانزل الله اية التيمم. قول المؤلف كتاب التيمم المراد بالتيمم قصد التراب قبل الضرب عليه وذلك ان من فقد الماء شرع له ان يتيمم. لقوله تعالى وان كنتم مرضى او وعلى سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. وقد اختلف اهل العلم فيما يظرب عليه فعند فقهاء الشافعية والحنابلة لا يظرب الا على تراب له غبار. وعند المالكية على كل ما كان من جنس الارض كالصخر والرمل ونحو ذلك. وعند الحنف يضرب على كل ما صعد على الارض. ولعل مذهب الحنفية في هذه المسألة ارجح فانه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ضرب على الجدار وظرب على الرحل التيمم على كل فالتيمم ليس طهارة لذاته وانما هو تهيئة نفسية لدخول بان يكون قد قام ببدل عن الطهارة. وهناك اختلاف فقهي هل يعتبر التيمم طهارة بالاعتبار الشرعي او هو مجرد مبيح مبيح لاداء ما تشترط له فعند الشافعية والحنابلة انه مبيح وليس بمطهر. وعند المالكية والحنفية انه مطهر. وقوله ارجح لقول النبي صلى الله عليه وسلم الصعيد الطيب طهور المسلم اذا لم يجد الماء ولو عشر سنين فاذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته. ومن فضل الله عز وجل على في هذه الازمنة خصوصا في هذه البلاد توفر المياه ووجودها في كل مكان بعد ان يا الله وسائل لتحلية مياه البحار ونقلها الامتار او بل الكيلوات العديدة. وهذه نعمة من الله جل وعلا على العباد ان يشكروها كما ان الله تعالى يسر للناس وسائل التنقل يكون البحث عن الماء سهلا يسيرا بامكان الانسان ان يتنقل ليجد الماء بواسطتها هذه الوسائل والمركوبات الحديثة وهذه نعم من الله جل وعلا. ولذا فان التيمم لا يشرع الا عند عدم المال لقوله فلم تجدوا ماءا. اما من وجد الماء ولو كان فيه شيء من الطلب او البحث او الانتقال اليسير فانه يلزمه الوضوء ولا يجوز له ان ينتقل الى التيمم وقد يكون عند الناس شيء من الامراض الجلدية التي تمنعهم من استعمال الماء فحين اذ ينتقلون الى التيمم. وقد اورد المؤلف في هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره حتى اذا كنا بالبيت والبيداء مكان مجاور للمدينة سمي بهذا تملي ارتفاعه وهو قريب من ميقات اهل المدينة او بذات الجيش وهي منطقة قريبة منها قالت ونحن داخلون المدينة يعني على وشك دخول المدينة انقطع عقد لي. يعني ان العقد ما يوضع على العنق من ادوات الزينة. وقد يوظع من ذهب وقد يوظع من خرز وقد يوضع من غيره تقول انقطع عقدها الذي يوضع على رقبتها. وهذا العقد قد كانت استعارته من اسماء طلبت منها ان تعطيها هذا العقد من اجل ان تلبسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ترده بعينه قالت فهلكت القلادة يعني انها انقطع حبلها وسقطت من رقبة وحينئذ اخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فاناخ النبي صلى الله عليه وسلم اي انه برك بنا طاقته في ذلك المكان وجعلها لا تغادره. ونزل اي استقر اقام في ذلك المكان فاقام على التماسه اي من اجل البحث عن ذلك العقد واقام سوء معه فهو قائدهم صلى الله عليه وسلم. وكانوا ليسوا على ماء يعني المكان الذي هم فيه لا توجد به يتمكنون من اخراج الماء منها. فادركتهم الصلاة اي جاءهم وقت الصلاة وليس مع هم ما فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انهم قالوا له كيف نصلي ونحن لم نتوضأ فاتى الناس الى ابي بكر ذهبوا الى ابي بكر الصديق وهو والد عائشة رضي الله عنها فقالوا الا ترى ما صنعت عائشة وهي ابنته وكانهم يشتكون من فعلها. اقامت اي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ويقيم في ذلك المكان واقامت بالناس الذين معه وليسوا على ما ليس عندهم ابار قريبة وليس معهم ماء. فجاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها زوجته قد فجاء ابو بكر فظرب في جنب عائشة. تقول عائشة فلك زني لكزة شديدة اي ظربني ظربة شديدة على جنبي. فقال ابو بكر لابنته عائشة حبستي اي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم في هذا المكان محبوسا والناس معه وليسوا على ما من لاجل قلادة من اجل قلادة. فقالت عائشة فعاتبني اي اكثر من توجيه اللوم والعتاب الي. وقال ما شاء الله ان يقول يعني انه تكلم في ذلك كلاما كثيرا. تقول وجعل يطعنني يطعنني بيده في خاصرتي. والخاصرة في جنبها. وقد اوجعني ضربه في فبي الموت يعني انه الم شديد جدا كانه الم الم الموت. تقول عائشة فلا يمنعني من التحرك اي الابتعاد عن ذلك المكان تفاديا لضربات ابي بكر الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نام على فخذي فلم تكن تريد ان تزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم او ان توقظه كيف ورأس رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذ عائشة. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان في مكان لا يوجد فيه الماء. وحضرت الصلاة اي جاء وقتها لمس الماء اي بحثوا عن ماء من اجل ان يتوظأوا به فلم يوجد الماء. فحينئذ انزل الله تعالى اية التيمم في قوله سبحانه يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى وعلى سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون فكان هذا من التسهيل على العباد. ولذا قال الصحابي الجليل اسيد بن حظير لعائشة لقد بارك الله فيكم يا ال ابي بكر اي جعل فيكم بركة لانكم كنتم سببا من بنزول الخير على العباد. الا وهو بنزول مشروعية التيمم. وهذا ليس باول بركة يا ال ابي بكر. جزاك الله خيرا. فدعا لها وعرفوا فضلها بعد ان ظنوا انها سبب من اسباب اقامتهم في مكان لا يوجد فيه ماء يتوضأون للصلاة. قال اسيد فوالله ما نزل اي ما حصل لك واقعة ولا نزل بك امر فكرهته اي لم تكوني راغبة فيه الا جعل الله لك منه مخرجا. اي سببا جعل فيه سببا من اسباب بالخروج من هذا الامر المكروه. وجعل للمسلمين فيه خيرا وبركة قالت فبعثنا اي لما يئسنا من ان نجد القلادة امرنا البعير فقام فلما قام وجدوا العقد تحت البعير. في المكان الذي فيه البعير. وفي رواية ان رسول صلى الله عليه وسلم بعث اي ارسل ناسا اي مجموعة من الخلق رجالا من اصحابه في طلب هذه القلادة فادركتهم الصلاة وليسوا على وضوء وليس معهم ماء ولم تجد ماء فصلوا بغير وضوء فوجدوا القلادة فلما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا اليه ذلك يعني ذكروا له انهم قد صلوا بغير وضوء. فانزل الله اية التيمم ولا يمتنع ان ان يكون الامران قد حصلا معا بحيث يكون النبي صلى الله عليه وسلم اقام على غير ماء وفي نفس الوقت بعث بعض اصحابه ليبحثوا عن هذه القلادة في الطريق الذي مروا به حينئذ تجتمع هذه الروايات في هذا الحديث من الفوائد جواز السفر وان الاصل فيه الاباحة وجواز ان يسافر الرجل باهله زوجته وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد الاستعارة وجوازها وفيه استعارة الذهب والقلادة ونحوها واستعارة ما تتجمل به النساء استعارة العروس للثياب التي تلبسها في يوم زفافها. وفي هذا الحديث فضل اسماء بنت ابي بكر حيث كانت تعير لاختها. وفي هذا الحديث ايضا بحث عن ما يفقده من ما له ولو كان يسيرا. وفي هذا الحديث ايضا ان الانسان قد يذكر حاله لغيره متى ظن انه سيفيده برأي او مشورة كما ذكر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما حصل لهم من فقد الماء. وفي هذا الحديث الحديث مع الوالد عن ولده من الذكور والاناث. وفي هذا الحديث فضل ابي بكر الصديق رضي الله عنه ومكانته وفي هذا الحديث تأديب الانسان اهله وابناءه فيما يرى انه يصلحهم ويعود عليهم بالخير كما فعل ابو بكر مع عائشة رضي الله عنها. وفي الحديث مكانة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلها وفي الحديث ايضا وضع الزوج رأسه على رجل وفخذ زوجته لينام عليه متى كان مثل ذلك معتادا؟ وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد استعمال لفظة عريس في البقاء في الليل وفي هذا الحديث ايضا من اه الفوائد صبر الانسان على ما ينال من الم ووجع كما صبرت عائشة رضي الله عنها. وفي الحديث تقدير اصحاب المكانة والمنزلة بحيث يتحمل الانسان ما يناله الاذى من اجل ذلك كما فعلت عائشة رضي الله عنها. وفي هذا الحديث مشروعية التيمم وان من فقد الماء فانه ينتقل حينئذ للتيمم. والتيمم واجب لمن فقد الماء لقوله تعالى فتيمموا فهذا امر والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب. وفي الحديث اطلاق لفظة البركة على بعض ما يكون في الدنيا. لكن لا نثبت ان شيئا من الاشياء مبارك الا دليل سواء كان من الادلة الشرعية كمعرفتنا ببركة مكة والمدينة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك او معرفة ذلك بالتجربة. فانما نال الانسان منه خير وتعدد في ذلك الخير فانه يعرف انه مبارك. ولكن لا نثبت لشيء من الاشياء اسم البركة او وصف البركة الا بدليل. فلا يقال عن فلان بانه مبارك الا بدليل من شرع او دليل من حس تجربة وفي هذا الحديث ايضا جواز ان تنسب البركة لبعض المخلوقات متى عرف ذلك بدليله؟ ولكن هذه البركة مستمدة من الله تعالى. فهو الذي يبارك في بعض عباده وبعض مخلوقاته. فليست البركة ناشئة من ذات المخلوق وانما يجعلها الله تعالى لا في بعض المخلوقات. ولذا لا يصح ان تقول تبارك فلان لان تبارك بمعناه انه منع البركة تأوى عظمها فان هذا اللفظ تبارك خاص بالله تعالى. كما قال تبارك الذي بيده الملك تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. وبالتالي لا يجوز ان نجعل شيئا من الاشياء يمد البركة الا بدليل مثلا ماء زمزم ماء مبارك لورود دليل في ذلك لكن غيره من المياه لا نثبت لها بركة الا بدليل وهكذا لا يجوز لنا ان نستمد البركة من شيء بدون ان يكون هناك دليل شرعي. مثلا جاءنا في الحديث البركة في زمزم من جهة شربه والتضلع منه. فلا نثبت له بركة في طريق اخر. كتغسيل ثياب او نحو ذلك الا بدليل وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا الكعبة مباركة لكن نثبت انه تستمد منها البركة بالتمسح او التقبيل او نحو ذلك الا ما ورد فيه دليل عن رسول الله اه صلى الله عليه وسلم ولذا اقتصر المسح على الركن اليماني واقتصر التقبيل على الحجر الاسود وهكذا لا نثبت بركة لشخص او لمقام او لقبر او لولي الا بدليل من ادلة الشرع. واذا اثبتنا في شيء بركة فلا نثبت له استمداد بركة. باي نوع من انواع الاستمداد لا لدليل يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث ان الانسان قد يكره امرا فتكون العاقبة الحميدة في ذلك الامر الذي كرهه. وفي هذا ايضا بيان ان بعض الوقائع التي لا يرغبها الانسان قد تعود عليه بالخير وتعود على آآ غيره وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان من صلى ولم يجد ما ولا ترابا فصلى بدون وضوء وبدون تيمم صحت صلاته. كالموثق يعني لو وجد شخص قد ربط فهو لا يستطيع ان يتيمم ولا يستطيع ان يتوضأ فيصلي على حسب حاله بدون وضوء وبدون اه اه تيمم وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان من صلى بغير وضوء بالتيمم صلاته ولا يؤمر باعادتها. وهكذا من صلى بدون وضوء ولا تيمم لكونه لا يستطيع فان صلاته صحيحة ولا يؤمر اه قضائها. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ان يغفر الذنوب وان يرفع درجاتكم وان يجعلكم من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين. اللهم اصلح احوال امة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم كن معهم مؤيدا نصيرا. اللهم تولى شأنهم كله بفضلك واحسانك يا ارحم الراحمين. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لكل خير. واجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة. اللهم بارك في ولاة امرنا وجازهم خير الجزاء واجعلهم اسباب هدى هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا