الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلكم ممن تظله الملائكة باجنحتها. وان يجعلكم ممن تتنزل عليها الرحمات ويغشى بالسكينة وتحفه الملائكة ويذكركم الله فيمن عنده وبعد كنا قد ابتدأنا فيما مضى بتدارس كتاب الجمعة من مختصر صحيح الامام قارئ رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته. فلعلنا ان نواصل ما ابتدأنا به ولعلنا ان نختم كتاب الجمعة في هذا اليوم المبارك تفضل الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا قلت لصاحبك يوم الجمعة انصت والامام يخطب فقد لغوت في هذا الحديث المنع من الكلام في اثناء خطبة الجمعة ولو كان بطلب الانصات من اخرين وفيه ان اجر المصلي ينقص بلغوه وبحديثه في اثناء خطبة الجمعة. قد ورد في حديث ان من لغى فلا جمعة قاتله ولكن كثيرا من اهل الحديث يضعفون هذه الرواية. وفي الحديث بعض الناس قد يسلك طريقا يظنه من طرق مرضات الله ويكون الامر بضد ذلك مما يدل على ان الواجب على الانسان ان يلتزم حدود الشرع في اعماله وفيه انه قد يقدم الانسان على ما يظنه من الامر بالمعروف فيكون منكرا محرما ممنوعا منه في الشرع وجرى بحث بين اهل العلم في من استنصت الناس بحركته دون لفظه. هل يدخل في الحديث فيكون منهيا عنه او يكون من الامور الجائزة والاحاديث انما نهت عن الحديث والكلام حتى ولو كان بطلب الانصات. ولم يرد فيها نهي عن الحركة التي تؤدي الى تحقيق مقصود الشارع. نعم احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان ابا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم جمعة فقال في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا الا اعطاه اياه قال واشار بيده ووضع انملته على بطني الوسطى والخنصر. قلنا يقلدها يزهدها في الحديث ان يوم الجمعة فيه ساعة اجابة تختص بالاجابة مع انه قد ورد في النصوص وعد من الله ان من دعاه اجابه كما في قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ولم يخص وقت الاجابة بساعة او بوقت محدد فكيف يجمع بينهما قال طائفة بان الاجابة التي تكون في ساعات الاجابة تكون بتحقيق ما بعينه والاجابة التي تكون في غيرها قد تكون بذلك. وقد تكون بجلب خير يماثله او دفع شر يمازجه او ادخار اجره وثوابه الى يوم القيامة وقال اخرون بان ايات الاجابة مخصصة بمن وجدت فيه شروط الاجابة مثل المطعم الطيب ومثل ما يكون من التضرع والخشوع ومن الداعي ونحو ذلك. واما ساعات الاجابة فانها تتضمن اجابات الدعاء ولو لم يكن الداعي ممن وجدت فيه صفات الاجابة وعلى كل فان الشارع قد اخفى هذه الساعة من اجل ان يزداد نشاط الانسان في وليتعلق قلب العبد بربه سبحانه وتعالى. وقوله هنا ساعة اختلف اهل العلم في هذه الساعة اين هي؟ وقد حكى طائفة من اهل العلم اقوالا عديدة في هذه الساعة اوصلها العلامة ابن حجر رحمه الله تعالى الى اربعين قولا وقال بان ارجح هذه الاقوال قولان. قول يقول بان هذه الساعة وقت خطبة الجمعة وقول يقول بانها في اخر ساعات النهار. وعلى كل الشارع قصد اخفاءها فنقول هي كذلك. ومن ثم لا حاجة لنا في ان نبحث في تعيين هذه الساعة ومن قال بانها في اخر ساعة من يوم الجمعة مع ان هذا الوقت وقت نهي عن الصلاة وفي الحديث قال وهو قائم يصلي. قيل بان المراد بالصلاة هنا الدعاء قال وكانت فينا امرأة عجوز اي كبيرة في السن تجعل على اربعة يعني على الساقي الذي يجري فيه الماء في مزرعة اللهاس نوع من انواع النبات اقرب الى الشعير اقرب الى وقيل المراد بالصلاة هنا انتظار الصلاة. فان العبد في صلاة ما انتظر الصلاة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وليس في الحديث تقييد هذه الدعوات بامور الاخرة. بل قد جعل الحديث هذه الدعوات عامة بما يشمل دعوات الدنيا ودعوات الاخرة والعبد المؤمن لا يحصل على اجر اخروي في الدعاء الا اذا قصد اجر الاخرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى ولذلك اذا دعوت حتى ولو دعوت بامور الدنيا فلا يكن مقصودك مجرد الحصول على ما تطلبه وليكن مقصودك ان ترضي الله بهذه الدعوات وان تنال بها اجرا اخرويا ولذا قال جل وعلا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب وقوله يسأل الله شيئا شيئا نكرة في سياق الاثبات فتكون مطلقة تشمل جميع ما يطلبه الانسان. لكن ورد في بعض روايات البخاري قال يصلي يسأل الله طه خيرا فخصه بالخير. وفي الحديث العمل بالاشارة وازوا ان يظهر الانسان المعاني التي يقصدها بواسطة الاشارة. ولذا اشار النبي صلى الله عليه وسلم اشارة يلمح فيها بهذه الساعة. وانها قليلة المقدار والساعة هنا لا يلزم ان تكون مثل الساعات التي نعرفها اليوم. فقد تكون اقل وقد تكونوا اكثر. وظاهر قوله يقللها يزهدها انها اقل. ان الساعة اقل من ساعات التي نستعملها اليوم احسن الله اليكم قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة اذ اقبلت عير تحمل طعاما فانفض الناس فالتفتوا اليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنا عشر رجلا. فنزلت هذه الاية واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما. قوله اقبلت عير يعني قاف اله تجارية على الابل. وقوله تحمل طعاما يظهر منه ان المدينة كانت في ذلك الوقت في وقت ازمة وشدة. ولذا خرجوا لشراء الطعام قبل ان ينفد وفي الحديث مشروعية اجتماع الناس لصلاة الجمعة خصوصا مع الامام الاعظم ومن له فضل وفي الحديث انه لا يجوز تقديم امور التجارة على الواجب على من الصلوات وانه لا يجوز للانسان ان يتاجر في اوقات الصلاة وفي الحديث استدل بالحديث جماعة على صحة صلاة اثني عشر رجلا في صلاة الجمعة قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم بهذا العدد وقال اخرون انما تصح كذلك اذا كانوا قد اجتمعوا اكثر من اربعين. ولو قدر ان انهم تفرقوا بعد ذلك وذهب طائفي الى ان صلاة الجمعة تصح بثلاثة تصح بثلاثة. وفي الحديث التحذير من اتباع اللهو اذا ترتب عليه الترك فريضة شرعية. وفي الحديث الاشارة اراه الى ان الخطيب يخطب قائما في خطبة الجمعة. لقوله وتركوك قائما احسن الله اليكم قال عن سالبي سعد رضي الله عنهما قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم تكون الى ما كنا نقيل ولا نتغدى الا بعد الجمعة. وكانت فينا امرأة عجوز تجعل على اربعاء في مزرعة لها سلقا كنا نغرسه في اربعاءنا فكانت اذا كان يوم جمعة تنزع اصول السلق فتجعله في قدر. ثم تجعل عليه قبضة حبات من شعير تطحنها فتكون اصول السلق عرقه وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنزورها فنسلم عليها فتقرب ذلك طعام الينا فنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك. وكنا نفرح بيوم الجمعة من اجل ذلك والله ما فيه شحم ولا ودك وكنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم تكون القائلة وما لا نقيل ولا نتغدى الا بعد الجمعة. قوله في هذا الحديث كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة فيه الاجتماع لاداء صلاة الجمعة. فيه اداؤها مع الامام الاعظم. قوله ثم تكون القائلة القائلة نومة الظهيرة وقوله ما كنا نقيل ولا نتغدى الا بعد الجمعة كانوا يقيلون قبل الزوال وفي يوم الجمعة يقيلون بعد الزوال قد استدل احمد بهذا الحديث على جواز اداء صلاة الجمعة قبل الزوال وجمهور علاء ان صلاة الجمعة لا بد ان تكون بعد الزوال قال الامام مالك لا بأس ان تقدم الخطبة قبل الزوال ولكن تكون الصلاة بعد الزوال وقوله ولا نتغدى لا نطعم الطعام. وكانوا يطعمونه قبل الزوال الشعير كنا نغرسه في اعائنا اي نجعله في جداول المياه وفي هذا جواز الزراعة وجواز الغرس وجواز ان يأكل الانسان من ثمرات زراعته. قال فكانت اذا كان يوم جمعة تنزع اصول السلق يعني ساقه الذي ينبت عليه. فتجعله وفي قدر يعني تطبخه ثم تجعل عليه قبضة حبات من شعير تطحنها وفيه جواز اكل الشعير وانه يطحن ويظم مع غيره. قال فتكون اصول السلق عرقه اي انها تشد منه. قال وكنا ننصرف صلاة الجمعة فنزورها اي يزورون هذه المرأة العجوز. قال فنسلم عليها في كل جمعة ويبدو انها كانت من محارمهم. قال فتقرب ذلك الطعام الينا فنلعقه. فيه جواز اكل الشعير واكل السلق وفيه عظة لعك الطعام بان يكون باصبع او اصبعين وقال وكنا نتمنى يوم الجمعة فيه تمني الفوائد الدنيوية وانه لا حرج على فيه فانهم كانوا يتمنون يوم الجمعة من اجل ان يأكلوا هذا الطعام الذي تضعه هذه المرأة قال وكنا نفرح بيوم الجمعة من اجل ذلك. قال والله ما فيه شحم. الشحم ما يقابل اللحم في الحيوانات ولا ودك وهو السمن الذي يؤخذ من الشحم او من غيره؟ قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة. ثم تكون القائلة يعني انهم لا يقيلون الا بعد الجمعة. قال وما كنا نقيل ولا نتغدى الا بعد الجمعة. وفي الحديث تسليم الرجل والرجال على المرأة تسليم النساء على الرجال. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله في كتاب صلاة الخوف عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه فما قبل نجد فوازينا العدو فصففنا لهم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا. فقال قامت طائفة معه تصلي واقبلت طائفة على العدو وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه وسجد ثم انصرفوا فقاموا في مقام اصحابهم مكان الطائفة التي لم تصلي. فجاء اولئك فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعتان وسجد سجدتين ثم سلم عليهم ثم قاما هؤلاء فقضى اتاهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين قال نافع وكان ابن عمر رضي الله عنهما اذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الامام وطائفة من فيصلي بهم الامام ركعة وتكون طائفة منهم بينهم وبين العدو لم يصلوا. فاذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا. ولا يسلمون. ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة ثم ينصرف الامام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لانفسهم ركعة بعد ان طرف الامام فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين. فاذا كان خوف هو اشد من ذلك رجالا قياما على اقدامهم او ركبانا مستقبلي القبلة. او غير مستقبليها. قال نافع ولا ارى عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ذكر ذلك الا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. امر الله جل وعلى المؤمنين باداء الصلوات. وجعل ذلك ركنا من اركان الاسلام. قد كان الناس في اوائل زمن نبوة اذا شغلهم شاغل عن الصلاة كالخوف اخروا الصلاة. في يوم الخندق اخروا صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء لم يصلوها الا بعد العشاء ثم بعد ذلك نزلت مشروعية صلاة الخوف. كما قال تعالى واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معه وليأخذوا اسلحتهم. فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأتي طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا بعض الاية وحينئذ امر الناس ان يحافظوا على الوقت مما يدل على اهمية المحافظة على الوقت في الصلاة ووردت صلاة الخوف بصفات متعددة والسبب في هذا ان احوال العدو مختلفة فمرة يكونون في جهة القبلة ومرة يكونون في ضدها ومرة يكون على اهبة الاستعداد. ومرة لا يكون كذلك. وبالتالي فشرعت كيفية متعددة بحسب حال العدو. ومن هذه الكيفيات ما لو كان العدو المصلين كما في هذا الخبر. قال ابن عمر غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الجهاد مع الامام قال قبل نجد اي من الجهة التي فيها نجد ونجد في الاصل يراد بها الارض المرتفعة الارض المرتفعة قال فوازين العدو اي كنا في مقابلته وتجاهه. فصففنا له ما كنا صفوفا مقابل لهم من اجل الا يطمعوا في المسلمين. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا ان يكونوا اماما فيه مشروعية صلاة الجماعة في وقت الخوف عند مقابلة العدو ما يدل على تأكيد الامر بالصلاة في حال الامن. وان الواجب على الانسان ان يؤدي الصلوات مع الجماعة قال فصففنا لهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا معناه ان العدو كانوا في جهة القبلة قال فقامت طائفة معه تصلي واقبلت طائفة على العدو ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه سجد سجدتين ثم انصرفوا فجاءت الطائفة الاخرى فصلوا معه الركعتين الباقيتين. الامام يصلي باربع وهم يصلون على ركعتين ركعتين وقد قسم الجيش الى قسمين. فهذه احدى كيفيات صلاة الخوف قال وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه سجدوا سجدتين ثم انصرفوا ما يدل على ان هذه الافعال من ركوع وجلوس وسجود اركان في الصلاة قال فقاموا في مقام اصحابهم اي ذهب الاولون وجاءت الطائفة الاخرى مكان الطائفة التي لم تصلي. فجاء اولئك فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعة قد تضمنت سجدتين ثم سلم وهم حينئذ قاموا الاتيان بالركعة التي فاتتهم ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام اولئك الاولون فقضوا ركعتهم فقام كل لواحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين. قال نافع وهو مولى ابن عمر كان ابن عمر اذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الامام وطائفة معه فيصلي بهم الامام ركعة ويكون طائفة منهم بينهم وبين العدو لم يصلوا. فاذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان لم يصلوا ولا يسلمون ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه الركعة الثانية ثم ينصرف الامام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الفئتين او الطائفتين فيصلون لانفسهم ركعة بعد ان ينصرف الامام ان يتجه جهات المأمومين. فيكون كل واحد من الطائف صلى ركعتين. قال فاذا كان خوف اشد من ذلك. لا يستطيعون ان يصطفوا والا لتمكن منهم العدو. فحين اذ يصلي كل واحد منهم لوحده. يصلون في رحالهم قياما على اقدامهم او ركبان بشرط ان يكونوا من مستقبل القبلة قال مستقبل القبلة او غير مستقبله لانه في مبارزة وفي معركة وبالتالي كلما تذكر صلاته قال ذكر الذي وصل اليه. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام النبي الله عليه وسلم وقام الناس معه فكبر وكبروا معه وركع وركع ناس معه ثم سجد وسجدوا معه ثم قام للثانية فقام الذين تجد وحرصوا اخوانهم واتت الطائفة الاخرى فركعوا وسجدوا معه. والناس كلهم في صلاة. ولكن بعضهم بعضا. في هذا الحديث المحافظة على نظم الصلاة حتى في اشد الظروف. وفي حديث ان تكبير المأمومين يكون بعد تكبير الامام وفي الحديث ايضا مشروعية الصلاة بالتكبير. وقد قال بوجوبها الجمهور خلافا الحنفية في الحديث المحافظة على نظم الصلاة في وقت الخوف في الحديث ايضا تبادل الادوار بين افراد الجيش الواحد. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الاحزاب لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة فادرك بعضهم العصر في الطريق. فقال بعضهم لا نصلي حتى وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك. فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا من انهم قوله في هذا الحديث لما رجع من الاحزاب الاحزاب هي غزوة الخندق قد وقعت في السنة الخامسة وهي التي غير الله بها ميزان القوى. وبعدها قال رسول الله صلى الله عليه تسلم نغزوهم بعد اليوم ولا يغزونا وقد اجتمعت قبائل العرب على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فحفر لهم الخندق وتمالى اليهود لينصروا هذه القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم وتحالفوا معهم ونقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم وبنو قريظة قبيلة من قبائل العرب التي تهودت وقال لما رجع من الاحزاب اي لما تفرقت قبائل العرب وارسل الله اليهم الريح الشديدة التي فرقتهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة اي في مكان سكنهم. قال فادرك بعضهم العصر في الطريق. يعني جاءهم وقت العصر وهم لا زالوا في الطريق فحين اذ قال طائفة نلاحظ اللفظ فلا نصلي الا في بني قريظة ولو لم نصل اليهم الا بعد العشاء لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة. وقال اخرون بانه لم يرد ذات اللفظ وانما اراد المعنى بالاسراع الى بني قريظة وبالتالي صلوا في الطريق صلاتهم في الطريق على دوابهم لم ينزلوا من دوابهم حينئذ في هذا دلالة الاجتهاد حتى في زمن النبوة. وفي هذا من الفوائد ذكر ما يقع على الناس على اصحاب العلم ليبينوا حكم الله في افعالهم. واستدل بعض الاشاعرة بهذا الحديث على ان كل مجتهد المصيب وهذا الاستدلال خطأ فانه قال في الحديث فلم يعنف فلم يعنف معناه انه لم يؤثم المخطئ لكن احدى الطائفتين على خطأ وانما النبي صلى الله عليه وسلم بين انه لا يتوجه التعنيف وبالتالي لا يأثمون على هذا الفعل. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. جعلني الله واياكم ومن الهداة المهتدين هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين نسأل الله ان يبارك فيكم ويوفقكم لكل خير وان يتولى المسلمين بحسن عنايته وان يجعلهم متمسكين بدينهم. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير طيب وان يجعلهم من اهل الهدى والتقى والصلاح والسعادة. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين