وبقي عند علي ابن الحسين فقال المسور وايم الله يقسم بالله لان اعطيتنيه لا يخلص اليهم اي لا يصل اليهم ابدا حتى تبلغ نفسي يعني اموت دون ذلك وتقبض روحي ثم استمر المسور ابن محرم في حديثه فذكر ان علي ابن ابي طالب وهو جد علي ابن الحسين ان هذا خطب ابنة ابي جهل عمرو بن هشام على فاطمة زوجة ثانية فاستدعى يزيد ابن معاوية ابنه علي ابن حسين فذهب اليه فذهب علي ابن حسين الى زيد ابن معاوية ثم انه عاد الى المدينة فقال حين قدموا المدينة من عند يزيد ابن معاوية الحمد لله رب العالمين. نحمده سبحانه ونشكره ونثنيه عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يبارك لكم في اوقاتكم وفي ارزاقكم وفي سائر احوالكم. وما اسأله جل وعلا ان يجعلكم من اهل الجنة. وان يعلي منازلكم في في ايام مقتل حسين بن علي رحمه الله فلقيه الصحابي الجليل المسور بن محرمة رضي الله عنه فقال المسورة لعلي هل لك الي من حاجة تأمرني بها؟ قال علي بن الحسين لا ليس لي من حاجة في ذلك. فقال ونواصل باذن الله جل وعلا قراءة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة كتاب الجمعة بمختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى كانه فسيح جناته وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. فلعلنا نستمع لبعض احاديث الباب فليتفضل القارئ بارك الله فيه مشكورا. الحمدلله رب العالمين اصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عمر ابن تغلب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بمال او سبي فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا. فبلغه ان الذي ترك عتب فحمد الله ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادع احب الي من الذي اعطي ولكن اعطي اقواما لما ارى في قلوبهم من الجزع والهلع واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من والخير فيهم عمرو بن تغلب. قال عمرو بن تغلب فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمرا نعم. في هذا الحديث من الفوائد بيان ما لصاحب الولاية من سلطة تقديرية في بعض الاعمال التي يؤديها ومن ذلك ما يتعلق بما يعطيه رعيته فيتألف قلوبهم هم بذلك وفي الحديث ان ما يؤتاه ولي الامر من الاموال العامة يتصرف فيه بما يرى انه يقتضي المصلحة على حسب نظره وفي الحديث من الفوائد ان الانسان لا ينبغي به ان يعتب او يعلق تعليقا سيئا على شيء من التصرفات حتى يعرف وجهه ويعرف الدوافع التي دفعت اليه وفي هذا الحديث من الفوائد انه يستحب ان تبدأ الخطب بحمد الله تعالى وبخلاف الكتب والرسائل فانها تبدأ بالبسملة وفي الحديث مشروعية ان يقول الانسان بعد الثناء على الله اما بعد وآآ في الحديث ما كان يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم للمؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه وفي الحديث من الفوائد ان طبيعة الانسان ان يرغب في الازدياد من امور دنيا وفي الحديث ما يتصف به بعض الناس من الجزع والهلع كما قال تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا. واذا مسه الخير منوعا وفي الحديث ان الصفة الايمان واليقين ترفع عن الانسان هذه الصفات من الهلع جزع ونحوها. وفي الحديث الثناء على الصحابي عمرو بن تغلب وثناء النبي صلى الله الله عليه وسلم وحمر النعم الابل ذات الالوان الحمرا. وقد كانت من افخر اموال العرب يومئذ ان احسن الله اليكم. قال عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني الازد على صداقات بني سليم يدعى ابن اللتبية. فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية اهديت لي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت ابيك وامك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقا. فنظرت ايهدى لك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة على المنبر. وخطبنا. فحمد الله وتشهد واثنى عليه بما هو اهله. ثم قال اما بعد فما بالي استعمل الرجل منكم على امور العمل مما ما ولاني الله فيأتي احدكم فيقول هذا مالكم وهذا هدية اهديت لي. افلا جلس في بيت ابي وامه حتى تأتيه هديته. فينظر ايهدى له ام لا؟ والله الذي نفس محمد بيده لا يأخذ احد منكم منها شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة على رقبته. فلاعرفن احدا انكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء او ان كانت بقرة جاء بها لها غوار او ان كانت شاة جاء بها تي عر. ثم رفع يديه حتى رؤي بياض ابطه وانا لننظر عفرة ابطه يقول اللهم هل بلغت ثلاثا؟ قال ابو حميد سمع اذن وابصرته عيناي وقد سمع ذلك معي زيد ابن ثابت رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم فسلوا في هذا الحديث استعمال صاحب الولاية الامام الاعظم الرجال في الولايات التي توكل اليه. فيقوم بقسمة الاعمال على من يتولاها وفي الحديث جبي الامام لزكوات الناس وصدقاتهم. وارسال الجبات الذين يجبون هل انت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني اخاف ان يغلبك القوم عليه اي خشي من بني امية اياه ان يأخذوا سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند علي بن الحسين فانه قد ورثه من الصدقات وفي الحديث ان اصحاب الاعمال والولايات يحاسبهم صاحب الولاية الامام الاعظم وينظر في اعمالهم. وفي الحديث ان من اهديت له هدية وقت عمله من اجل عمله فهذه الهدية لبيت المال وليست له وذلك لانه انما اهدي له باعتباره نائبا لصاحب الولاية لبي كونه فلان ابن فلان. وفي الحديث ايضا مشروعية وعظ الانسان الاستدلال عليه بالدليل العقلي المقنع فان هذا الرجل ابن لما قال هذا اهدي لي قيل له انه لم يهدى لك لذاتك وانما اهدي لك من اجل عملك وبالتالي هذه هي الهدية تكون العمل ومن يقوم عليه و في الحديث من الفوائد ان ما قد يفعله بعض العمال والموظفين من الاحتيال واخذ المال والهدايا لا يسوغ لهم هذا الاخذ ولا يبيحه لهم بل يكون امرا محرما. وفي الحديث بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في به على المواعظ العامة التي تتعلق بعمل المجموع ومنه هنا خطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر هذه الخطبة وعشية يعني في اخر النهار وقوله بعد الصلاة اما صلاة الظهر واما صلاة العصر. وفي الحديث استحباب بدء الخطب بحمد الله والثناء عليه وشهادة التوحيد وفي الحديث ايضا جواز ان يرد الانسان الهدية التي تهدى اليه خصوصا اذا كان ذلك لمعنى كما لو انا من عمال الولاية وفي الحديث من الفوائد ايضا انه ينبغي بالانسان ان ينظر في المال الذي يدخل عليه لينظر مدى حله قبل ان يأخذه. وفي الحديث ان الانسان يحاسب في الاخرة على المال الذي يأخذه في الدنيا وقوله هنا يحمله يوم القيامة على رقبته يعني على عنقه وقوله لقي الله يحمل بعيرا له رغى. الرغى صوت البعير الذي يكون له ازعاج وارتفاع. وقوله وبقرة جاء بها لها خوار. الخوار صوت البقرة الشديد. وقوله شاة تيعر اي لها صوت من مثل صوت الشياه وقوله هنا ثم رفع يديه حتى رؤي بياضه ابطه وذلك لان اكمام ثيابهم كانت واسعة فاذا رفع يديه نزلت اكمام الثياب حتى تصل الى قريب الكتف وبالتالي يبين الابط وقوله قال اللهم هل بلغت فيه التأكيد على كونه بلغ رسالة ربه. وفي الحديث طلب الانسان من غيره ان يتوثق من كلامه بسؤال الاخرين ممن عندهم علم بما حدث به الانسان. ولذا قال ابو حميد سمع ذلك زيد ابن ثابت فسلوه. نعم. احسن الله اليكم. قال عن علي ابن حسين انهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل الحسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة رضي الله عنهما فقال له هل لك الي من حاجة تأمرني بها؟ فقلت له لا. فقال فهل انت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني اخاف ان يغلبك القوم عليه وايم الله لان اعطيتني لا يخلص اليهم ابدا حتى تبلغ نفسي ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه خطب ابنة ابي جهل على فاطمة رضي الله عنها فسمعت بذلك فاطمة فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يزعم قومك انك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت ابي جهل. فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وانا يومئذ محتلم فسمعتهم حين تشهد يقول اما بعد ان بني هشام ابن المغيرة استأذن بان تنكحوا ابنتهم علي ابن ابي طالب فلا اذن ثم لا اذن ثم لا اذن الا ان يريد ابن ابي طالب ان يطلق ابنه وينكح ابنتهم ان فاطمة بضعة مني يريبني ما ارابها ويؤذيني ما اذاها. فمن اغضبها فاغضبني واني اكره ان يسوءها وانا اتخوف ان تفتن في دينها. ثم ذكر سهرا له من بني عبدي شمس عليه في مصاهرته اياه فاحسن قال انكحت ابا العاص بن الربيع حدثني فصدقني ووعدني فوفاني واني لست احرم حلالا ولا احل حراما. ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد ابدا. فترك علي الخطبة. راوي هذا الحديث هو علي بن حسين بن علي بن ابي طالب رضوان الله عليهم. وذلك ان اباه الحسين ابن علي طلب منه بعض اهل العراق ان يخرج على ولاية يزيد فاجتمع بعض اهل للعراق معه وارسل اليهم يزيد ابن معاوية جيشا ففر اهل العراق من عند الحسين وبقي الحسين معه قلة فقتل الحسين رضي الله عنه ورحمه الله فسمعت بذلك فاطمة فذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم فارادت منه صلى الله عليه وسلم ان يمنع عاليا من الزواج بابنة ابي جهل. وقالت له يزعم قومك انك لا تغضب لبناتك اي انك لا تمنع التصرف الذي يؤذيهن. وهذا علي ناكع بنت ابي جهل قال المسور فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس وفي ذلك وفي هذا دلالة الاستحباب ان تكون الخطبة للواقف. وفيه الخطبة على المنبر قال المسوار وانا يومئذ محتلم فيه قبول رواية من تحمل كذلك قال فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم حين تشهد فيه مشروعية الاتيان بالشهادة باوائل الخطبة ويقول اما بعد فيه استحباب قولي اما بعد بعد حمد الله والثناء عليه. والمراد بهذه اللفظة مهما يكن من حديث فاني اقول بعد الثناء على الله ما يأتي وقوله ان بني هشام ابن المغيرة استأذن في ان ينكحوا ابنتهم علي ابن ابي طالب فيه ان صاحب الولاية يحسنان يستأمر فيما يتعلق بامور النكاح متى ذلك به وقوله فلا اذن. يعني انه لا يأذن لهم في ذلك وليس معنى انه يحرم على علي الزواج بالثانية ولكنه خشي من ان تفتن في وبالتالي تتصرف بتصرفات مخالفة للشرع. قال الا ان يريد ابن ابي لطالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم وفي هذا الحديث جواز ان يشير الانسان على غيره بالطلاق او بالخلع ما ترى ان ذلك يحقق المصلحة وتترتب عليه السلام من انواع المخالفة الشرعية وقوله يريبني اي يوقع في نفسي من الشك ما يوقع في نفسها ويؤذيني ماذا فمن اغضبها اغضبني وقال اني اتخوف ان تفتن في دينها. وفي هذا ذب الرجل عن اولاده وعما قد يؤذيهم من انواع الاذى. وفيه ذكر شيء من الغيرة المحمودة والانصاف مع من قد يترتب على ما يفعل به مخالفة للشرع. وبهذا الحديث فضل فاطمة رضي الله عنها عظم مكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ثناء الرجل على اصهاره كما اثنى النبي صلى الله عليه وسلم على بن العاص الربيع ابو العاص بن الربيع تزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب وآآ كانت عنده الى السنة السادسة. فهاجرت زينب في نهاية السنة السادسة. وكان ابو العاص لا زال على شركه او انها هاجرت قبل ذلك وبقي بدون ان يتزوج نزلت تحريم بقاء المسلمة تحت الكافر في اخر السنة السادسة فقدم ابو العاص في اوائل السنة السابعة مهاجرا مؤمنا وفرد النبي صلى الله عليه وسلم زينب اليه. وقد اثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث امتناع الانسان من ان يحرم الحلال او ان يحل الحرام. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مرضه الذي مات فيه وصعد حتى جلس على المنبر وكان اخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة. فحمد الله اثنى عليه ثم قال ايها الناس الي فثابوا اليه ثم قال اما بعد ايها الناس فان هذا الحي من الانصار يقلون ويكثر الناس حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام. فمن ولي شيئا من امة محمد صلى الله عليه وسلم فاستطاع ان يضر فيه احدا او ينفع فيه احدا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. قوله خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وذلك في السنة الحادية عشرة وذلك في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله وصعد حتى جلس على المنبر فيه مشروعية الخطب على المنبر في غير يوم الجمعة. وقوله وكان اخر مجلس جلس يعني اخر موعظة القاها النبي صلى الله عليه وسلم قوله متعطفا اي قد غطى بدنه بانواع الاغطية التي تستر بدنه وقوله ملحفة على منكبيه المنكب نهاية الكتف مفصل الكتف من عند العضد وقوله قد عصب رأسه اي ربط رأسه برباط من اجل ان ذلك كان لتسكين المه صلى الله عليه وسلم قوله بعصابة دسمة يعني مليئة وكبيرة. وفي الحديث مشروعية الخطبة مشروعية بداءة الخطبة حمد الله تعالى والثناء عليه. وفي الحديث مناداة الناس من اجل الاستماع للمواعظ ولذا قال ايها الناس الي اي اقدموا الي لتستمعوا ما اقوله من الخطبة قوله فثابوا اليه اي رجعوا اليه ليستمعوا خطبته صلى الله عليه وسلم في الحديث مشروعية ان يقول لانسان اما بعد بعد حمد الله والثناءه عليها. وقوله فان هذا الحي من الانصار يعني من الاوس والخزرج يقلون اي يتناقص عددهم ويكثر الناس وفي هذا علامة من علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم قوله فمن ولي شيئا من امة محمد اي من كان له اي ولاية سواء كانت ولاية عامة او ولاية خاصة في عمل بخصوصه. فاستطاع ان يضر فيه احدا او انفع فيه احدا فيه ان اصحاب الولايات يتعلق بعملهم نفع الاخرين والحاق الظرر بهم ولذلك عليهم ان يتقوا الله فيما يؤدونه من الاعمال قوله فليقبل من محسنهم اي ليقبل من محسن الانصار. وفي هذا الثناء على الانصار وقوله ويتجاوز عن مسيهم ان يعفو عنه. وفيه ان العقوبات التعزيرية موكولة صاحب الولاية قد يتنازل عن بعضها متارى المصلحة في ذلك. بارك الله فيكم لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. وفق الله ولاة امورنا لكل خير. وجعله من اسباب بالهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين