قد رأى جماهير اهل العلم على انه لا يجوز ان يقتصر على ثلاث تكبيرات المشهور من مذهب الائمة الاربعة ان من اقتصر على ثلاث تكبيرات في صلاة الجنازة بطلت صلاته قد ورد في بعض الاحاديث الزيادة الى خمس وست وسبع. وقد قال بالزيادة الى سبع فقهاء او الحنابلة وجمهور اهل العلم على انه لا يزيد على اربع تكبيرات. قالوا واذا زاد خامسا ناج لي ان يدعو له وان يصلوا عليه وان يحضروا دفنه ليكون لهم اجر في ذلك وفي الحديث انه لا بأس من ان يخبر الاخرون بموت الميت. وفي الحديث معجزة الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يتولاكم من عنده وان يزيدكم من فضله وان يدخلكم جنانه وان يعيذكم من نيرانه كما نسأله جل وعلا ان يتقبل من الحجيج حجهم وان ييسر لهم امورهم وان يغفر لهم ذنوبهم وان يعيدهم الى بلدانهم سالمين غانمين وبعد نواصل ما كنا ابتدأنا به من قراءة كتاب الجنائز من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا لوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ام العلاء رضي الله عنها. امرأة من الانصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت اقتسم المهاجرون قرعة حين اقترعت الانصار سكن المهاجرين قارن سهم عثمان بن مظعون رضي الله عنه فانزلناه في ابياتنا فاشتكى ووجع عندنا وجعه الذي توفي فيه فمرضناه فلما توفي وغسل وكفن في اثوابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك ابا السائب فشهادتي عليك لقد اكرمك الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك ان الله قد اكرمه فقلت لا ادري بابي انت وامي يا رسول الله. فمن يكرمه الله؟ فقال اما عثمان فلقد جاء والله اليقين والله اني لارجله الخير. والله ما ادري وانا رسول الله ماذا يفعل بي ولا بكم قلت فوالله لا ازكي احدا بعده ابدا. قالت واحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان عينا تجري. فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته. فذكرت له ذلك فقال ذلك عمله يجري له. في هذا الحديث فضل ام العلاء ومكانتها وهي من الصحابيات الانصاريات وفي الحديث بيعة النساء لصاحب الولاية والامامة وجاء في الحديث بيان انهن كن يبايعن بالكلام بدون مصافحة استدل بذلك على منع مصافحة الرجل للنساء الاجنبيات وفي الحديث ما من الله به اهل الاسلام من تعاضد بعضهم لبعضهم الاخر. ولذا كان الانصار يأوون المهاجرين ويقسمون من هاجر اليهم ليقوموا بادخالهم في بيوتهم ويسكنونه هم في منازلهم وفي الحديث دلالة على جواز استعمال القرعة في التمييز بين المتماثلات وفي حل المشكلات جمهوره على جواز الاعتماد على القرعة في ذلك كما هو مذهب الائمة. ما لك والشافعي واحمد ومنع من ذلك الامام ابو حنيفة رحمه الله وفي الباب احاديث كثر استند فيها النبي صلى الله عليه وسلم الى القرعة فكان اذا اراد سفرا اقرع بين نسائه وقد قال تعالى فساهم فكان من المدحضين وهكذا ذكر الله قصة مريم وانهم استهموا في كفالتها وفي الحديث فظل عثمان ابن مظعون رظي الله عنه ومكانته. وفيه ذكر شيء من السيرة في مقدم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في يوم الهجرة وفي الحديث جواز اسكان الضيف من يراد ان ينصر ويؤوى وفي الحديث ايضا ذكر تطبيب الانسان عند وجعه. وفيه ايضا ان تمريض المريض من القربات التي يتقرب بها لله عز وجل قد اختلف اهل العلم في حكم التداوي والتطبيب فذهب الجمهور الى اباحته وقالوا بان الاصل في الاشياء الاباحة والحنابلة يرون ان التداوي خلاف الافضل والصواب استحباب ومشروعية التداوي. لان النبي صلى الله عليه وسلم تداوى وداوى غيره وامر بالتداوي فقال عباد الله تداووا فانه ما من داء الا وله دواء ولا يتنافى التداوي مع التوكل فان التوكل اعتماد القلب على الله مع فعل السبب والتداوي سبب وكما ان الانسان يعتمد على الله في جلب الولد ويفعل السبب من الزواج وهكذا يفعل السبب في الدعاء وفي سائر اعماله ولا يتنافى هذا مع التوكل كذا في باب التداوي وفي الباب مشروعية تغسيل الميت وتكفينه كما غسلوا عثمان ابن مظعون رظي الله عنه وفي الحديث ايضا ان الانسان يجوز ان يكفن في ثيابه التي كان يلبسها في حياته وفي الحديث ايضا الدخول على الميت بعد موته بعد ان يدرج في اكفانه كما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون. وفي الحديث الدعاء للميت بالرحمة كما دعت ام العلاء فقالت رحمة الله عليك ابا السائب وفي الحديث من الفوائد انه لا يشهد لاحد بجنة ولا بنار الا من شهد له النص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فانه لا يدري ما البواطن الا الله. ولا يدري ما ختم للعبد به الا الله جل وعلا وهناك طائفة من اهل العلم اجازوا الحكم على الشخص بالجنة واستدلوا عليه بما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجبت لما مر عليه بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه اثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة والجمهور كما تقدم على انه لا يشهد لاحد بجنة ولا بنار مهما كان فعله ويوكل الامر الى الله عز وجل سواء كان من اهل الاسلام او من اهل النفاق او من اهل الكفر اداة اهل الاسلام فلا يحكم لاحد بجنة ولا بنار. ولكن يرجى لاهل الخير السعادة ويخاف على ظدهم من ظدها. وفي الحديث انكار ما قد يقال من الالفاظ المخالفة للشرع. ولذا لما قالت ام العلاء شهادة عليك لقد اكرمك الله رد عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال وما يدريك ان الله قد ما هو وفي الحديث انه لا ينسب الى الله امر لا من قضى ولا من امر شرعي ولا الا بدليل يثبت ذلك. وفي الحديث في قوله افمن يكرمه الله اه تقول اذا لم يكن عثمان من اهل كرامة الله فمن تكون له كرامة الله جل وعلا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما عثمان يعني ابن مظعون رضي الله عنه فلقد جاءه اليقين يعني الموت في الحديث تسمية الموت باسم اليقين. وهو المراد بقوله تعالى واعبد ربك حتى ايأتيك اليقين؟ وفي الحديث اثبات رجاء اهل الايمان الخير بعضهم لبعضهم الاخر وقوله هنا والله ما ادري وانا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم. فيه بيان ان الغيب لا يجوز ان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الغيب قد انفرد الله به فلا يجوز ان ننسب الى احد من الخلق كائنا من كان انه يعلم الغيب ولذا قال تعالى على لسان نبيه قل لو كنت اعلم الغيب ما مسني السوء قال تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله ومن ثم انفرد الله جل وعلا بعلم الغيب وفي قولها لا ازكي احدا بعده ابدا. هذا من اجتهادها وتورعها في بقية ايامها. وانما منعت من الحكم بالجنة وكرامة لله عز وجل. وفي الحديث الاستئناس بالرؤيا المنامية المبشرة. وفيه اية ضائع اعتبار رؤية النساء. فكما يستبشر برؤية الرجل يستبشر برؤية المرأة وفي الحديث ان رؤية الماء الصافي في المنام تبشر بخير وانه يرجى ان تكون على قام على قدوم الخير وفي الحديث استحباب ان يجعل الانسان بعده عملا يجري عليه اجره. فكانه وهنا اشير الى عمل له قد استمر اثره ولذلك جرى له ثوابه. نعم. احسن الله اليكم. قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لما قتل ابي يوم احد جيء به قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي ثوبا فذهبت اريد ان اكشف عنه فنهاني قومي فجعلت اكشف الثوب عن وجهه ابكي وينهونني النبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع. فجعلت عمتي فاطمة رضي الله عنها تبكي فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت صائحة فقال من هذه؟ قالوا ابنة عمرو او اخت عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبكين او لا تبكين؟ ما زالت الملائكة تظله باجنحتها حتى جابر بن عبدالله بن حرام الانصاري من الصحابة وابوه عبدالله صحابي ايضا فلما جاءت غزوة احد قال عبدالله لابنه جابر اني اخشى ان اقتل في غزوة هذه ثم امره ان يجلس عند اخواته وكنا سبعا وليس لعبدالله من الابناء الا جابر فذهب عبدالله الى غزوة احد مع النبي صلى الله عليه وسلم فقتل في ذلك اليوم حيث قتل من المسلمين سبعون صحابيا رضي الله عنهم وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج مع الف من اهل المدينة لملاقاة قريش ومن ساندها. حيث او من مكة بثلاثة الاف رجل ومعهم مائتا فرس ومعهم شيء عظيم. ولما قدموا جاءوا الى مكان بجوار جبلي احد جاء النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه فجاءوا بين الجبل وبين قريش وآآ انهزم عبدالله بن ابي قرابة الثلاثمائة رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي اول الامر انتصر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وقال للرماة ابقوا على بل لا يغتنم منا خلة ولما رأى الرماة فوق الجبل ان الهزيمة وقعت على المشركين نزلوا فتركوا الجبل فاستدار المشركون حول ذلك الجبل فاتوا على من تلك الجهة وجعلوهم في حصار بين طائفتين من المشركين. فقتل كثير من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا قرابة السبعين من الامور التي تلاحظ في هذا ان المشركين جاءوا من اجل طمس معالم دين الاسلام. ولقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحصل لهم هذا الهدف الذي قصدوه وان كانوا قد قتلوا هذا العدد من اهلي الاسلام وقد قال تعالى او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عندي انفسكم وكان ممن قتل في ذلك اليوم عبدالله والد جابر وكان من شأن المشركين انهم اذا وجدوا احدا من شهداء المسلمين قاموا بالتمثيل به فيجرحون اعضاءه ويقطعونها حينئذ كان ممن مثل به عبدالله بن حرام رضي الله عنه. فاوتي به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي ثوب اي غطي بثوب. قال جابر فذهبت اريد ان اكشف عنه فنهاني قومي خشوا ان يتأثر اذا رأى والده قد مثل به. قال فجعلت اكشف الثوب عن وجهه وابكي وينهونني يعني ينهاه قومه النبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني استدل بهذا على جواز البكاء على الميت وان كان الصبر اولى بالانسان رضا بقضاء الله جل وعلا قال ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يعني حملوه الى ان دفن مع رجل اخر في قبر واحد قال فجعلت عمتي فاطمة تبكي فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت صائحة الاشكال في رفعها للصوت في بعض الالفاظ صوت نائحة وليدة انكر النبي صلى الله عليه وسلم عليها ذلك فقال من هذه؟ قالوا ابنة عمرو او اخت عمرو. فلما علم بمصيبتها اراد ان يخفف عنها بذكر ما يكون لعبد الله من امور وخير ونعمة ينعم الله بها فقال ما زالت الملائكة تظله باجنحتها حتى رفعتموه جمهور اهل العلم على ان هذا الفضل يكون للشهداء وليس لعبد الله خاصة. واستدل الا بالحديث على الدخول على الميت بعد موته. استدل به على جواز كشف وجه الميت وان ذلك من الامور المباحة. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعى الى اصحابه النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه فقال استغفروا لاخيكم. وخرج الى المصلى ثم تقدم فصف بهم وصفوا خلفه فصلى عليه وكبر اربع تكبيرات قوله في هذا الحديث نعى الى اصحابه النجاشي النعي يراد به الاخبار بموت الميت. كان بعض الفقهاء ينهى عن النعي. بورود حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن معي وكما ورد في المسند لكن ذلك الحديث ضعيف الاسناد ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا فان الصواب جواز النعي بمعنى اخبار الاخرين بموت الميت من للنبي صلى الله عليه وسلم لكونه اخبر بوفاة النجاشي في اليوم الذي مات فيه على بعد المسافة بين موطنهم في المدينة والحبشة وفي الحديث فضل هذا النجاشي. واسم النجاشي اسم لملوك الحبشة. كما يقال لملوك فارس كسرى ولملوكي الروم هرقل يقال لملك الحبشة النجاشي واسمه اصمح وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم اسلامه ولذا قال استغفروا لاخيكم. وفي الحديث فظل الاستغفار من المؤمن لاخوانه المؤمنين الذين يغيبون عنه. وخصوصا من مات منهم وفي الحديث مشروعية صلاة الميت في المصلى قد كان اكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الجنائز خارج المسجد في المصلى. ولذلك ذهب الحنفية وبعض المالكية الى ان صلاة الجنازة لا تفعل في المساجد ولكن قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى على ابن بيضاء في المسجد ولذا فالصواب جواز فعل صلاة الجنازة في المسجد. كما هو مذهب تابعي واحمد رحمة الله على الجميع وفي الحديث من الفوائد ان الامام يتقدم في الصلاة في صلاة الجنازة وفي غيرها من الصلوات وفي الحديث ايضا الصلاة على الغائب كما قال بذلك بعض اهل العلم كفقهاء الشافعية والحنابلة ومنع كثير من الحنفية والمالكية من الصلاة على الغائب. وحديث الباب حجة عليهم في ذلك قد قال طائفة بانه انما يصلي على الغائب الامام الاعظم. وقال اخرون انما يصلى على من له مكانة ومنزلة واثر في الاسلام كالنجاشي. وقال اخرون بانه لا صلى صلاة الغائب الا على من لم يصلى عليه حاضرا وعلى كل فحديث الباب فيه بيان واصلي مشروعية الصلاة على الميت الغائب وفي الحديث من الفوائد ان المأمومين يتم صفهم في صلاة جنازة كما يصفون في صلاة الفريضة وفي هذا دلالة على مشروعية جعل صلاة الجنازة صفوفا وفي الحديث ان صلاة الجنازة مشتملة على اربع تكبيرات. ولذا قال وكبر اربعة تكبيرات وفي هذا دلالة على انه لا يقل عن اربع تكبيرات فانهم لا يتابعه المأمومون على ذلك. ويرون انه لا يحق لهم الزيادة على اربع تكبيرات بل قال طائفة بانه اذا زاد بطلت صلاته بهذه قيادة ولكن ما دام انه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة دل ذلك على جوازه ها وان كان الاولى الاقتصار على اربع فهو الغالب من حال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التكبيرات الاربع اولها تكبيرة الاحرام ويشرع فيها رفع اليدين حذو المنكبين. باتفاق اهل العلم ثم وهناك ثلاث تكبيرات وفقهاء المالكية والحنفية على انه لا يستحب رفع ايدي في التكبيرات الثلاث وقال فقهاء الشافعية والحنابلة باستحباب رفع اليدين فيها. وهو اظهر بما ورد في حديث ابن عباس قال رفع يديه فكبر اربعا ولورود ذلك عن جماعة من الصحابة زيد وغيره ولانه ورد في حديث ابن عمر قال فكان يكبر ويرفع لديه الا انه لا يفعل ذلك في السجود. فدل هذا على ان التكبيرة التي ليس قبلها ولا بعدها اه سجود فانه يشرع فيها رفع اليدين وبعد التكبيرة الاولى قال فقهاء الحنفية بانه يثني على الله وقال فقهاء المالكية يدعو وقال فقهاء الحنابلة والشافعية اقرأوا الفاتحة بعد ان يستعيذ ويبسمل. وعند جماهيرهما انه لا يقول دعاء الاستفتاح وبعد التكبيرة الثانية قال الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الابراهيمية. وقال المالكية يدعو وبعد التكبيرة الثالثة يدعو ويخص الميت اكثر دعائه. وان دعا بنفسه جاز وبعد التكبيرة الرابعة يسلم وان دعا للميت او من نفسه او قال اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده جاز ذلك ثم يسلم والحنابلة على انه يسلم تسليمة واحدة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن انس بن مالك رضي الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فنعى اذا وجعفر وابن رواحة رضي الله عنهم للناس قبل ان يأتي خبرهم فقال اخذ الراية زيد فاصيب. ثم اخذها جعفر فاصيب. ثم اخذها عبدالله بن رواح فاصيب وان عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان ثم اخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد من غيرة ففتح الله عليهم. وقال ما يسرنا انهم عندنا؟ في الحديث جواز الاخبار عن موت الميتين ممن لهم مكانة ومنزلة في خطب الجمعة وانه لا حرج في ذلك. وفي الحديث جواز لاخبار عن موت الاموات واعلام الاخرين بموته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الاخبار عن موت قادته في غزوة مؤتة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل جيشا الى الروم فلما وصلوا الى مؤتة من ارض الشام قاتلوا عدوهم وكان قد امر عليهم زيد ابن ثابت وقال فان قتل فجعفر بن ابي طالب قال فان قتل فعبدالله بن رواحة فقتل رضي الله عنهم. وفي الحديث علامة من علامات النبوة. حيث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بموتهم قبل ان يأتيه من يخبره بذلك وفي الحديث فظل هؤلاء الصحابة وفيه اطلاق اسم الاصابة على الموت وفيه جواز بكاء الانسان على موت من مات ممن لهم صلة وقرار للانسان. ولذا قال وان عينيه لتذرفان وفي الحديث فظل خالد بن الوليد رضي الله عنه حيث وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه سيف من سيوف الله وفي الحديث تأمر الانسان في الحرب من غير ان يوكل اليه من قبل الامام الاعظم اذا خاف العدو على جيش اهل الاسلام كما تأمر خالد بن الوليد وآآ في الحديث فظل الشهادة في سبيل الله وتمني هذه الشهادة ولذا قال ما يسرنا انهم عندنا يعني انهم قد وصلوا الى جزاء حسن ولذا فنحن لا نتمنى ان يكونوا قد بقوا فرحنا بكونهم قد ماتوا شهداء. ولذا قال ما يسرنا اي يفرحنا انهم عندنا يعني بقوا فلم يموتوا ويستشهدوا. نعم. احسن واليكم قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث الا ادخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم. نعم. في الحديث فضل من مات له ولد فاحتسب وصبر في ذلك. وقوله لم يبلغ الحنت اي لم يصلوا الى سني البلوغ وفي الحديث اشارة الى ان اولاد اهل الاسلام يرجى لهم ان يكونوا من اهل الجنة فانه واذا كان اباؤهم قد ادخلوا الجنة بسببهم فهذا اشارة الى انهم معهم وفي الحديث فظل خلق الرحمة خصوصا على الابناء. نعم الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيلج النار الا تحلة القسم. في الحديث فظل من يموت له اولاد فيصبر احتسب لموتهم. وفي الحديث ان موت القرابة مصيبة. يحسن بالانسان ان يصبر عندها وقوله الا تحلة القسم لعل المراد بذلك قوله تعالى وان من لا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا. بارك الله فيكم. وفقكم الله لكل خير اسعدكم الله في الدنيا والاخرة. جعلكم الله من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يجمع كلمتهم على الحق والهدى وان يحقن دماءهم وان يدر في ارزاقهم وان يجعلهم من المتمسكين بشرعه ودينه. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد اما وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين