خرج مع المشركين. خرج مع المشركين. وذلك ان العباس خرج مع المشركين فاسر مع من اسر ولم يكن عليه قميص فالبسه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القميص قميص عبدالله شيطان ما كانوا يعملون. فاخبر انه قد ارسل اليهم السراء ليختبرهم بذلك. وقال في الاية الاخرى حتى عفوا يعني كثرت اموالهم وخيراتهم فلم ينجهم ذلك من عذاب الله جل وعلا عليه وفي الحديث الاستدلال بمفهوم العدد فانه قال ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ففهم النبي صلى الله عليه وسلم انما زاد على السبعين فانه لا يدخل في هذه الاية بل يخالفه في حكمه الحمد لله رب العالمين. الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان للخيرات وان يرفعكم في اعلى الدرجات وان يوالي عليكم النعم والمضرات وان يبارك لكم في الانعام والعطيات. وبعد نواصل ما كنا ابتدأنا به من قراءة مختصر صحيح امام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. يتفضل مشكورا بارك الله فيه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه واله وسلم بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال اتق الله واصبري. قالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تعرف. قال فجاوزها ومضى فمر بها رجل فقال لها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما عرفته. قيل لها انه النبي صلى الله عليه وسلم قال فجاءت الى باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم اعرفك يا رسول الله. والله ما عرفتك. فقال النبي صلى الله عليه الم انما الصبر عند الصدمة الاولى هذا الحديث فيه عدد من الفوائد منها نصيحة الرجل للمرأة الاجنبية اذا رأى منها مخالفة للشرع خصوصا اذا كان من اهل العلم والفضل. وفيه ان من بلغ النصيحة واوصلها فلم استجب له يكون قد ابرأ ذمته بذلك وقد انتهى الواجب الشرعي بحقه اذا لم يكن يترتب على ذلك ظرر على الاخرين فيجب ايقافه وفي الحديث من الفوائد مشروعية الصبر عند نزول المصائب وانه من تقوى الله جل وعلا وفي الحديث من الفوائد ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما مر بهذه المرأة انكر عليها الامر الاعظم وهو نياحتها وصياحها فلما لم تستجب له لم ينكر عليها وجودها بجوار القبر وان كان بعض اهل العلم استدل بهذا الحديث على جواز زيارة المرأة للمقابر لكن هذا استدلال فيه نظر من جهة ان هذا قبر واحد وليس بمقبرة ومن جهة ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر عليها الامر الاعظم. فلما لم تستجب له لم يجد مناسبة في انكار ما هو اقل من ذلك وفي الحديث ايضا ان عدم معرفة الرجل ذي المكانة والعلم والفضل لا ينقص من مكانته ومنزلته لا عند الله ولا عند رسول الله ولا عند خلقه الله وفي هذا الحديث ذكر ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من انه لم يكن عنده بوابون على ابه وفي الحديث بيان ان الصبر الاعظم المحمود وهو ما يكون عند الصدمة الاولى. بحيث لا يتجزع الانسان ولا يسخط حينما يخبر ما يكون مشتملا على امر مؤلم عليه نعم. احسن الله اليكم. عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على ابي بكر رضي الله عنه فقال بكم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم قالت في ثلاثة اثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها في اي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يوم الاثنين قال فاي يوم هذا؟ قالت يوم الاثنين قال ارجو فيما بيني وبين الليل فنظر الى ثوب عليه كان يمرظ فيه به ردع من زعفران فقال اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفي نوني فيهما قلت ان هذا خلق. قال ان الحي احق بالجديد من الميت انما هو للمهلة. فلم يتوفى حتى امسى من ليلة الثلثاء ودفن قبل ان يصبح في هذا الحديث ذكر احتضار الصحابي الجليل ابي بكر رضي الله عنه ووقت وفاته قد كان له من الفضل الشيء العظيم فقد ناصر النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ودعا الى الله فدخل على يديه الكثير من الصحابة ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من اسباب ثبات الامة على دينها قاف الارتداد فيها. وهو الذي جابها المرتدين. وهو الذي ارسل الجيوش الى بلاد يسرا وقيصر فكان له من الفضل والمكانة الشيء العظيم رضي الله عنه وقوله في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم اراد بذلك الاقتداء باحوال النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية تكفين الميت الرجل بثلاثة اثواب واسم الثوب كانوا يطلقونه على قطعة القماش التي تستوعب جميع البدن وفي الحديث استحباب ان يكون الكفن ذا لون ابيظ وقوله سحولية منسوبة الى بلد يعرف بهذا الاسم. وقوله من كرسف اي من القطن القطن يقال له الكرسف وقوله ليس فيها قميص القميص ما كان مفصلا على مقدار البدن بحيث يكون له يدان ويكون معلوم الحدود عند الاكتاف ووسط البدن وقوله ولا عمامة العمامة ما يلف بالرأس وفيه استحباب ان يكون الكفن من ثلاثة اثواب بلا قميص ولا عمامة وفي الحديث بيان ان يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم الاثنين وقد وافقه ابو بكر في سنة وفاته حيث مات كل منهما وهو ابن ثلاث وستين سنة. وفي يوم الوفاة يوم اثنين وفي هذا الحديث انها الميت لا يستحب ان يوضع في اكفانه ثياب الجدد وانما يكفن فيما تيسر من الثياب. ولذا قيل لابي ذكر هذا ثوب خلق فقال الجديد الحي احق بالجديد من الميت. انما هو للمهلة. اي لوقت ان يسير ثم بعد ذلك يكون هناك صديد وقيح يأكله الدود وفي الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان لا بأس ان يكفن في الثوب الذي مات فيه وفي الحديث استحباب ان تكون اكفان الميت قد وضع فيها شيء من الطيب كما وضع هنا ردع من زعفران وفي الحديث استحباب ان تكون اكفان الميت نظيفة ولذا امر بتغسيل لثوبه احسن الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وهو اذ وقع عن راحلته فوقسته او قال فاوقسته فقتلته. فاوتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه. ولا تمسوه طيبا ولا تحنطوه ولا رأسه فان الله يبعثه يوم القيامة ملبيا قوله هنا بينما رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وهو محرم كان هذا في السنة العاشرة في حجة النبي صلى الله عليه وسلم قوله اذ وقع عن راحلته فيه انهم كانوا يقفون في عرفة على رواحلهم يدعون الله جل وعلا وقوله فوقسته فقتلتي سقط منها فكان ذلك سببا من اسباب وفاته رضي الله عنه و في الحديث في قوله يغسله بماء وسدر فيه مشروعية تغسيل الميت ومن ذلك من مات وهو محرم وفي الحديث ان المحرم يجوز له ان يستعمل السدر في اغتساله وانه لا تعد من الطيب وفيه ان ما له رائحة مستحسنة ولا يعد من الاطياب فلا بأس من استعماله النعناع والبرتقال وغيرها من انواع الفواكه وفي الحديث جواز الاقتصار على ثوبين في كفن وفيه ان المحرم لا بأس ان يكتفي بثوب احرامه الازار والرداء وفي الحديث ان المحرم اثناء الاحرام يستحب ان يقتصر على هذين الثوبين وفي الحديث تحريم استعمال المحرم للطيب. او الحنوط. وفي الحديث ان من محظورات الاحرام تغطية الرأس. ولذا قال ولا تخمروا رأسه. وظاهر الحديث ان من مات وهو في الاحرام فان حكم الاحرام يبقى في حقه. ومن ثم لا يتم تطييبه ولا تقليم اظافره ولا قص شعره ولا فعل اي شيء من محظورات الاحرام معه. وهذا هو مذهب الجمهور الائمة ابي حنيفة هو الشافعي واحمد وذهب الامام مالك رحمه الله الى ان الميت المحرم يفعل به مثل ما يفعل مع غير المحرم. قال وحديث الباب حديث خبر واحد يخالف القياس. وعند المالكية ان الواحد متى خالف القياس لم يعمل به. والصواب ان ادلة حجية السنة تشمل احاديث الاحاديث ما يخالف القياس. ثم الاخبار النبوية مقدمة على الاراء القياسية التي تكون للناس ثم الخبر اصل بنفسه فلا يصح ان يرد بفرع خبر ان اعود ليلا اخر. وفي الحديث ان من مات على شيء بعث عليه وفي الحديث ان من مات في اثناء حجه فانه لا يشرع ان يكمل عنه الحج. فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم احدا ان يطوف عنه او يرمي الجمرات او يبيت بمزدلفة ومنى او يطوف لي الوداع او يسعى بين الصفا والمروة بقوله ولا تحنطوا فيه دليل على مشروعية الحنوط. للميت نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما ان عبد الله بن ابي لما توفي جاء ابنه عبد الله بن عبدالله بن رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ان يعطيه قميصه يكفن فيه اباه. فقال يا رسول الله اعطني قميصك اكفنه فيه. ثم اله ان يصلي عليه؟ فقال وصلي عليه واستغفر له. فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وامره ان يكفنه فيه وقال اذا فرغت فاذني اصلي عليه. فلما فرغ اذنه به فجاء ليصلي عليه فلما قام واراد ان يصلي عليه قام عمر رضي الله عنه فاخذ بثوبه فجذبه فقال يا رسول الله اتصلي عليه وقد نهاك ربك ان تصلي عليه. اليس الله قد نهاك ان تصلي على المنافقين وتستغفر لهم؟ فقال انما خيرني الله فانا بين خيارتين. قال استغفر لهم او لا تستغفر لهم. ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. وسأزيده على السبعين. قال انه منافق. قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصلينا معه ثم انزل الله عليه ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره. انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون عبد الله بن ابي بن سلول كان رأس المنافقين في المدينة. وهو الذي كان منه من التخذيل وصد الناس واتهام اهل البراءة الشيء الكثير قد وقع منه الوقائع العظيمة منها ما ذكرته لكم بالامس حينما انصرف بثلث الجيش يوم احد وصدهم عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في ذلك الموطن وكان ابنه عبد الله ابن عبد الله من الصحابة الاجلاء وممن حسن كلامهم ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر له ويعرف له ذلك فقوله لما توفي عبدالله ابن ابي جاء ابنه عبد الله الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل له ان يعطيه قميصه يكفن فيه اباه. اراد بذلك ان يكون معه ثوب فيه عرق النبي صلى الله عليه وسلم وما خرج من النبي صلى الله عليه وسلم فانه مبارك ما خرج منه من الطاهرات فانه مبارك ومن ذلك عرقه صلى الله عليه وسلم. ولذا اراد ان يكفن ابوه عبدالله ابن ابي في ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا دلالة على جواز تكفين الميت في القميص. وانه لا حرج فيه وانه لا يلزم ان يكون كفنوا ثيابا غير مخيطة على مقدار اعضاء البدن وفي الحديث ايضا مشروعية الصلاة على الاموات وفيه طلب صلاة لاهل الفضل والمكانة على الميت ممن يرجى اجابة دعائهم في الصلاة. ولذا طلب عبد الله من النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي على ابيه وفي الحديث جواز ان يطلب الانسان من غيره الدعاء وان يطلب منه ان يستغفر له. وآآ في الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان يتولى امر والده بعد وفاته من تغسيله وتكفينه ولذا امر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ان يغسل اباه وان يكفنه وفي الحديث ان الكفن من فروض الكفايات. لان النبي صلى الله عليه وسلم امر به. والاصل في الاوائل امر ان تدل على الوجوب. ولما كان المقصود تحقيق الامر والمصلحة ولم يرد تعلق الفعل جميع كان ذلك الفعل من فروظ الكفايات. وفي الحديث اشعار الاخرين بوفاة الميت وبوقت الصلاة عليه. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرغت فاذني اصلي عليه وفي الحديث تذكير الانسان لمن اراد ان يقدم على فعل بحقيقة فعله وباثار ذلك الفعل. وفي الحديث من الفوائد اختلاف الافهام في النص الشرعي ولذا فهم عمر من قوله تعالى استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة يغفر الله لهم بانه على النهي والامر بترك الاستغفار. بينما فهم النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك على التخيير وفي الحديث من الفوائد ان ما كان على التخيير جاز تركه وجاز وفي الحديث مشروعية الجماعة في الصلاة على الميت. وفي الحديث النهي الاكيد عن الصلاة صلاة الجنازة على غير المسلمين. وهكذا النهي عن الصلاة على الكفار وعلى المنافقين المظهرين لنفاقهم. نعم. احسن الله اليكم. قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ابن ابي بعد ما ادخل قبره ودفن فامر به ووضع على ركبتيه فنفث فيه من ريقه والبسه قميصه الله اعلم وكان كسا عباس رضي الله عنه قميصا لما كان يوم بدر اتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصا. فوجدوا قميص عبدالله بن ابي يقدر عليه فكساه النبي صلى الله عليه وسلم اياه. فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي البسه. في الحديث جواز لبس القميص من الثياب وهو ما كان مفصلا على مقدار البدن مبينا اعضاءه وفي الحديث من الفوائد جواز تكفين الميت في القميص ولو كان فيه اي اذا وفي الحديث من الفوائد اخراج الانسان من القبر بعد ان يوضع فيه قبل ان يدفن من اجل اصلاح بعظ شأنه كما امر النبي صلى الله عليه وسلم بعبدالله ابن ابي ليخرج ليضع او يكسوه قميصه وفي الحديث واظع الميت على ركبتي الرجل والنفس فيه وفي الحديث مقابلة الاحسان بالاحسان. فان عبد الله ابن ابي قد اعطى النبي صلى الله عليه وسلم ميصا ليكسو به عمه العباس ابن عبد المطلب. وكان العباس قد اسر في بدر فانه ابن ابي فاراد ان يجازي النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ابن ابي فاعطاه قميصه ليكفن ها به وقوله يقدر عليه يعني ان حجم العباس بمثابة حجم بدن عبدالله بن ابي ولدا كانت ثيابه على مقداره. وفي الحديث كسوة الاسارى مشروعية اعطائهم الثياب التي يغطون ويكسون بها ابدانهم. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عبدالرحمن قال اوتي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه وكان صائما فقال قتل مصعب رضي الله عنه وكان خيرا مني فلم يوجد له ما يكفن فيه الا بردة. ان غطي رأسه بدت رجلاه وان غطي رجلاه بدا رأسه وقتل حمزة رضي الله عنه او رجل اخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه الا برده. ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط. لقد خشيت ان يكون قد عدت اجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. قوله اوتي عبدالرحمن بن عوف وهو من الصحابة ومن العشرة المبشرين بالجنة وممن لهم قدم صدق في نصرة الاسلام ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان هذا الواقع بعد عهد النبوة حينما فتح الله على اهل الاسلام البلدان فانتشرت المطاعم عندهم وفي الحديث ما كان عليه ابن عوف من الصيام رضي الله عنه وفي الحديث ذكر الانسان من مضى قبله بما هم عليه من خير وعمل صالح كما ذكر عبدالرحمن بن عوف مصعبا وحمزة وغيرهم وفي الحديث اعتراف الانسان بفضيلة غيره وخيريته عليه. ولذا قال عبدالرحمن عن مصعب اب وكان خيرا مني وفي الحديث ان الشهيد يكفن بما يغطي جميع بدنه. وفي الحديث دلالة على ان واجب في الكفن هو تغطية جميع البدن. ثوب يعم جميع بدنه وقوله بردة البردة ما يغطي وسط البدن بحيث يوضع اعلاه على الكتفين ويغطي البدن بدون القدمين وقوله ان غطي رأسه بدت رجلاه لان البرد عادة يوضع على الكتف فيصل الى الاقدام وبالتالي اذا غطى رأسه بدأت قدماه. واذا غطى القدمين بدأ وفي الحديث ذكر ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من شظف العيش وقلته وان ذلك ليس دليلا على نقصان منزلتهم عند الله جل وعلا. وآآ في الحديث ايظا استشعار الانسان لعظم نعمة الله عليه بما رزقه في الدنيا. وفي الحديث عدم اغترار الانسان بكثرة النعم التي انعم الله بها عليه. فقد يكون ذلك على جهة الاستدراج له ووجود النعم الدنيوية عند انسان ليست دليلا على صحة طريقته وسلامة منهجه ولذا قال تعالى وكم اهلكنا قبلهم من قرن مكنا لهم في الارض ما لم نمكن لكم وارسلنا السماء مدرارا واجعلنا الانهار تجري من تحتهم فاهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين. وقال تعالى ولقد ارسلنا الى ان قال ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء اي والضراء لعلهم يتضرعون فلولا اذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم ولذا يكون الانسان وجلا حتى في حال ورود نعم الله عليه خائفا ان يكون ذلك من الاستدراج الذي وصل اليه. اسأل الله جل وعلا ان يبارك فيكم يوفقكم لكل خير وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. وان يسبغ علينا وعليكم نعمه وان يرزقنا الاستعداد ليوم المعاد. وان يجعلنا ممن قدم عملا صالحا ينفعه يوم لقاءه لربه جل وعلا. كما نسأله جل وعلا ان يغفر الذنوب والزلات. وان يتجاوز عن الخطايا والسيئات وان يضاعف لنا الاجور والحسنات. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة في مشارق الارض ومغاربها اللهم اجمع كلمتهم على الحق والف ذات بينهم واجعلهم قائمين بشعائر دينك ملتزمين لتنفيذ اوامرك كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. اللهم وفق ولاة تامر هذه البلاد وبارك فيهم وجازهم خير الجزاء واعنهم على ما فيه صلاح احوال الناس في دينهم ودنياهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين