وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين رضي الله عنهم جميعا ائذني لي ان ادفن مع صاحبي. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول كنت انا وابو بكر وعمر وذهبت انا وابو بكر وعمر الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يعظم لكم الاجور وان يبارك لكم في جميع الامور ما سأله جل وعلا ان يكون معكم معينا على الخير هاديا الى الحق وبعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته نتدارس فيه شيئا من الاحاديث التي اوردها الامام في كتاب الجنائز فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين معين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم اذا قيل عن القبر يشهد وفي رواية اذا اقعد المؤمن في قبره اوتي ثم شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة هذا الحديث فيه من الفوائد اثبات الحياة البرزخية التي يعيشها الناس في قبورهم وفي الحديث ان الانسان يسأل في قبره وقد ورد في النصوص ان العبد يسأل عن ربه وعن دينه وعن نبيه وفي الحديث ان اصل دين الاسلام هو الشهادتان. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله انها هي الواجب على العبد فاول واجب على الانسان ان يشهد بهاتين الشهادتين وفي الحديث فضل الله على اهل الايمان بتثبيتهم على القول الثابت والمراد بالقول الثابت شهادة التوحيد لا اله الا الله. مما يدل على عظم ووجوب ان يتعلم الانسان معنى هذه الشهادة لا اله الا الله نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على اهل القليب فقال قال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقال ناس من اصحابه له يا رسول الله تدعو ناسا امواتا فقال انهم الان يسمعون ما اقول ما انتم باسمع لما قلت منهم ولكن لا يجيبون. فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت انما قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم ليعلمون الان ان ما كنت اقول لهم هو الحق. وقد قال الله تعالى انك لا تسمع الموتى وما انت بمسمع من في القبور. حتى قرأت الاية يقول حين تبوأوا مقاعدهم من النار في هذا الحديث من الفوائد ذكر ما يتعلق بغزوة بدر فان اهل القليب يراد بهم من ماتوا في قليب بدر من مثل ابي جهل امية ابن خلف وجماعة من مات هناك وفي الحديث اثبات سماع اهل القبور لخطاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع الاختلاف هل اهل القبور ان الموت المقبورين يسمعون او لا فانقسم الناس في ذلك على ثلاثة اقوال منهم من اثبت لهم السماع مطلقا ومنهم من نفاهم مطلقا والصواب انهم لا يسمعون الا ما ورد في النص من اثبات السماع لهم من مثل هذا الحديث حينما قال صلى الله عليه وسلم انهم الان يسمعون ما اقول وقال ما انتم باسمع لما قلت منهم وجاء في الحديث الاخر اذا تولى عن الميت اهله فانه يسمع قرع نعالهم وفي الحديث سؤال الانسان عما يشكل عليه وعن ما يعارض ما كان مستقرا في نفسه فان النبي صلى الله عليه وسلم لما نادى في اهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قال بعض اصحابه تدعو ناسا امواتا فلم ينكر عليهم كونهم تكلموا معه وسألوه عن ذلك وفي الحديث ان مذهب عائشة رضي الله عنها مع من ينكر السماع مطلقا. ولذا اولت هذا الخبر لظنها وجود المعارضة بين هذا الحديث وبين ما تواتر في الايات القرآنية ومن القواعد المقررة عند العلماء انه اذا وقع تعارض بين النصوص في ذهن المجتهد فانه اولا يحاول الجمع بين النصوص ومن طرائق الجامع تخصيص العام. فقوله انك لا تسمع الموتى هذا من الخطاب العام. حديث الباب حديث خاص فيقال بان عموم الاية مخصوص بهذا الحديث. احسن الله اليكم قال عن ابي ايوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها قوله وقد وجبت الشمس اي سقطت الغروب كما في قوله تعالى فاذا وجبت جنوبها وفي الحديث من الفوائد اثبات عذاب القبر. وبيان ان مخالفي هذه الملة يعذب في قبورهم وفي الحديث التنبه لما يأتي الانسان من الاصوات لمعرفة حقيقة ذلك الصوت احسن الله اليكم قال عن ام خالد ابنة خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم لما وهو يتعوذ من عذاب القبر. في الحديث اثبات عذاب القبر وفيه ايظا مشروعية التعوذ من هذا العذاب في الحديث سماع دعاء الانسان مما يدل على جواز رفع الصوت بالدعاء فان قال قائل اننا نفتح القبور فلا نجد فيها عذابا قد يقول قائل باننا القبرين قد يكونا لشخصين مختلفين احدهما مؤمن موحد والاخر لضده فكيف يقال بان العذاب يكون لاحدهما دون الاخر والجواب في هذا ان المؤمن يثبت ما يقرره الله عز وجل في كتابه وما يثبته رسوله صلى الله عليه وسلم وقد يكون من انواع العذاب ما لا نتمكن بحسنا من مشاهدته او سماعه ونحن نجد ان بعظ الناس يعذب بالهموم التي تكون في قلبه لا ينعم بحياة ولا يلتذ لطعام بسبب هذه الهموم فكيف ان يعذب الانسان في قبره بما لا نطلع على حقيقته ثم اننا نجد ان الشخصين يكونان متجاورين احدهما سعيد مغتبط والاخر كئيب بائس وكلاهما قريب من الاخر احدهما منعم والاخر معذب بل قد ينام اثنان رجل وزوجة في فراش واحد احدهما يرى في منامه ما يسر به ويسعد والاخر يرى من الكوابيس ما تكون سببا كونه يتألم مما يراه في منامه. ومن هنا في شأن المؤمن ان يسلم وان يصدق بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه خاصية المؤمن الا يتقدم على ما جاء عن الله وعن رسوله قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا قال جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فقوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله يعني لا تقدم رأيا ولا اجتهادا ولا عملا تعارض به ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وانظر لتلك الوقائع التي قيل بانها تخالف المعقول كانت سببا لوقوع الشك والريب في قلوب بعضهم. ومن امثلة هذا في حادثة الاسراء والمعراج لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم باسرائه ومعراجه صدقه المؤمنون. وبادروا الى تصديق ما جاء به ومن هنا سمي الصديق صديقا رضي الله عنه. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. في هذا الحديث اثبات عذاب القبر ومشروعية التعوذ منه ومشروعية رفع الصوت بذلك. وقد ورد ان هذا الدعاء يكون قبل سلام الانسان في صلاته. وفي الحديث مشروعية الاستعاذة من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات والفتنة قد تطلق على الاختبار ومن ذلك اختبار الانسان في محياه حينما تعرض عليه شأن الفتن كانوا المظلات. واما فتنة الممات ما يكون عند لادخال الانسان في قبره وسؤاله حينما يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحديث اثبات خروج المسيح الدجال. وان كثيرا من الناس يفتنون به. احسن الله اليكم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغد والعيش ان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة. وان كان من اهل النار فمن اهل النار. فيقال هذا مقعدك حتى الله في الحديث اثبات ان الجنة موجودة الان خلافا لقول بعض المبتدعة بانها انما تخلق يوم القيامة وفي الحديث اثبات ان الله جل وعلا قد هيأ مقعدين للانسان. احدهما في الجنة والاخر في النار وقال طائفة بانه انما يهيأ لاهل الجنة مقعد واحد في الجنة واهل النار يهيأ لهم مقعد واحد في النار وفي الحديث اثبات نعيم اهل القبر وعذابهم حيث يفتح الله عز وجل عليهم بينهم وبين الجنة والنار وفي الحديث تبشير المؤمن بالمقام المحمود بالمقام الحسن بين يدي الله جل وعلا احسن الله اليكم قال عن البراء رضي الله عنه قال لما توفي ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان له مرضعا في الجنة. ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من مالية القبطية وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم ابينا ابراهيم عليه السلام فيه مشروعية التسمية باسمائي الاباء وفي الحديث ان المصائب لا يخلو منها احد من الخلق في الدنيا. ولذلك لم يسلم رسول صلى الله عليه وسلم من المصائب ومن ذلك كون ابنائه وبناته قد ماتوا في الا فاطمة رضي الله عنها وفي الحديث مشروعية التسمية باسماء الانبياء عليهم السلام وفي الحديث بيان ان اطفال اهل الايمان يكونون من اهل الجنة وفي الحديث تكفل الله عز وجل بحوائج اهل الايمان واهل الجنة. ومن ذلك فظاعة ابراهيم وظاهر الحديث ان ابراهيم يدخل على سنه الذي مات فيه في الدنيا. ولذا جعل الله له مرضعا. احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اما عن اولاد المشركين فقال الله اذ خلقهم اعلم بما كانوا عاملين. اولاد المشركين ماتوا وقبل التكليف ومن هنا سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم هل يكونوا تابعين لابائهم او ماذا يكون في شأنهم تكلم في وشأن من يلي الخلافة بعده ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نتكلم عن ذلك في في يوم اخر بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجواب يقتضي تورع الانسان عن الجواب الذي لا يعلمه فلذا قال الله اعلم بما كانوا عاملين في الحديث اثبات عدل الله جل وعلا. وفي بعض الاحاديث ورد انهم يختبروا يوم القيامة فمن نجا في ذلك الاختبار كان من اهل الجنة. نعم. احسن الله اليكم قال عن عائشة رضي الله عنها ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان امي افتتلت نفسها واظنها لو تكلمت تصدقت فهل اتصدق عنها؟ قال نعم تصدق عنها. قال فهل لها اجر ان تصدقت عنها؟ قال نعم في الحديث مشروعية بر الانسان بوالدته سواء كانت حية او ميتة في الحديث ان من انواع البر ان يتصدق الانسان عمن يريد ان يبرهم ليحصلوا على الاجر والثواب وظاهر حديث الباب ان الصدقة من مال هذا الابن وليس من مال الام لان ما لها سبيله سبيل الميراث وفي الحديث تنفيذ ما نوى الميت ان يفعله احتسابا للاجر ورغبة في الثواب في الحديث ان ثواب الصدقة يصل الى الاموات بالنية. وقد ورد ذلك في بعض كالحج والعمرة وقد اختلف اهل العلم في الثواب هل يصل الى الاموات مطلقا او انه لا يصل الا ما ورد في الدليل اثباته فقال الشافعية والحنابلة كل قربة اهديت لميت فان ثوابها يصل اليه واستدلوا بمثل حديث الباب وذهب الحنفية وراء المالكية الى انه لا يصل من الثواب الى الاموات الا ما ورد دليل باصول الثواب فيه ولعل هذا القول ارجح لانه لا يصح لنا ان نقرر مشروعية فعل الا بناء على دليل كما قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ومن ثم فان الاظهر اقتصار القول بوصول الثواب الى الميت على ما ورد فيه دليل من الشرع. نعم. احسن الله اليكم. قال عن هشام ابن عروة عن ابيه لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبدالملك اخذوه في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا ظنوا انها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا احدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة لا والله ما هي النبي صلى الله عليه وسلم ما هي الا قدم عمر رضي الله عنه عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها اوصت عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما لا تدفني معهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت وادفني مع عن صواحب بالبقيع لا ازكى به ابدا. فاني اكره ان ازكى. وارسل عمر رضي الله عنه الى عائشة رضي الله وعنها اذن لي ان ادفن مع صاحبي. فقالت اي والله. قال وكان الرجل اذا ارسل اليها من الصحابة قالت لا والله لا اوثرهم باحد ابدا. وحدث سفيان التمار انه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما. جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان الانبياء اذا ماتوا دفنوا حيث ماتوا في مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي منه استأذن ازواجه في ان يمرض عند عائشة رضي الله عنها فجاءه الموت وهو في بيت عائشة قد جاءت النصوص باثبات ان الموت يأتي عليه كما في قوله انك ميت وانهم ميتون وقوله وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون. وقوله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا. وسيجزي الله الشاكرين. وكانت حجرة عائشة خارج المسجد. وسع المسجد في عهد عمر وعهد عثمان ولم تدخل الحجرة في المسجد فلما جاء عهد الوليد بن عبدالملك واراد ان يوسع المسجد ادخل ما حول الحجرة في المسجد ولذا قال العلماء بان داخل المسجد بقي على ما كان عليه من كونه خارج المسجد مع كون ما احاط بالغرفة من اجزاء المسجد. ولما دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة كانت عائشة تدخل في البيت فلما مات ابو بكر دفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة تريد ان تدفن معهم في بيتها. فلما جاء عهد عمر استأذن عمر او من عائشة بعد ان اصيب اصابه ابو لؤلؤة المجوسي في ان يدفن مع صاحبيه فرضيت بذلك وكانت قبل اذا استأذنها احد قالت لا اوثر بحظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا من الناس فلما استأذنها عمر اذنت له عمر خشي من ان تكون موافقة عائشة مجاملة له في حياته. فقال لابنه ونسأله سبحانه ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة كما نسأله جل وعلا على ان يصلح احوال المسلمين وان يجمع كلمتهم على الخير والهدى وان يؤلف ذات بينهم وان يدر لله ابن عمر اذا مت وحملتموني استأذنوا من عائشة مرة اخرى ان ادفنا في بيتها فاستأذنوا فاذنت هذا الحديث قال لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبدالملك كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم قد بنيت من اللبن والطين ولذا لم يكن الجدار قويا لما اراد الوليد ان يوسع المسجد سقط عليهم الجدار وذلك انه ادخل ما حول الغرفة في المسجد وان كان لم يدخل ذات الغرفة فيه حينئذ اعادوا بناء هذا الجدار ثم بعد ذلك في عهد السلطان محمود زنكي غفر الله له رأى في المنام ان النبي صلى الله عليه وسلم يشير الى اثنين يريدان ان يتهجما عليه فرأى الرؤيا ثلاث ليال فقدم الى المدينة وطلب ان يرى جميع من في المدينة فوجد الرجلين وتحقق منهما فاذا بهما من اليهود وكان يحفران من بيت استأجرا ليصلا لقبر النبي صلى الله عليه وسلم. وكانا يريدان ان يأخذاه. فبنى السلطان محمود جدارا على الحجرة. وجعله ثلاثة جدران. بحيث من يصلي خلف الحجرة لا تكون الحجرة امامه. واصبح هذا الجدار مثلث اكل ثم بعد ذلك بعصور وضع سياج على شكل مربع خلف هذا الجدار. والجدار الذي بناه السلطان ليس فيه نوافذ ولا ابواب. وقد حفره في الارض ووضعه من الرصاص لان لا لان ايحاول احد الوصول الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول هشام ابن عروة عن ابيه عروة ابن الزبير كانت عائشة خالته لما سقط عليهم الحائط يعني جدار حجرة عائشة الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم اخذوا في بنيانه وعند البناء يحتاجون الى ترتيب اساساته فبدت لهم قدم فخافوا وفزعوا خشوا ان تكون قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم سألوا عنها وتبين لهم انها ليست قدم النبي صلى الله عليه وسلم وانها قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان بين دفن عمر وبين هذه الحادثة قرابة الخمسين او الستين سنة فان عمر توفي سنة ثلاث وعشرين توفي سنة ثلاث وعشرين وولاية الوليد بن عبدالملك كانت سنة تسعين الى سنة ست وتسعين وبالتالي فهناك سبعون سنة بين موت عمر وبين عهد الوليد بن عبدالملك و وجدوا القدم لم تتأثر ولم تتغير. فلذا ظن بعضهم انها قدم النبي صلى الله عليه وسلم لان اجساد الانبياء قد حرمت على الارض فهي لا تريم قال فما وجدوا احدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة وابن الزبير لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي الا قدم عمر رضي الله عنه وكانت عائشة قد اوصت عبدالله بن الزبير بن اخيها وهو من الصحابة ان تدفن متى ماتت مع النبي صلى الله عليه وسلم وابيه بكر ولكن لما استأذنها عمر رأت ان تنتقل هناك مقبرة البقيع. فقالت لابن الزبير لا تدفني معهم وادفني مع صواحب بالبقيع تقصد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا ذكر ما بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه. وارسل عمر الى عائشة فاذنت عائشة ان يدفن معهم وقوله قال سفيان التمار وهو من التابعين رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما اي على هيئة سنام البعير مرتفع قليلا. ومن المعلوم ان الشرع نهى عن البنيان على القبور. وعن رفعها قد جاء في حديث ابي الهياج الاسدي ان عليا رضي الله عنه قال الا ابعثك على ما بعثني عليه الله صلى الله عليه وسلم الا تدع قبرا مشرفا الا سويته كما اخرجه مسلم في صحيحه. نعم. احسن الله اليكم. قال عن عمرو ابن ميمون قال رأيت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قبل ان ان يصاب بايام وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف رضي الله عنهم قال كيف فعلتما اتخافان ان تكون حملتما الارض ما لا تطيق. قال حملناها امرا هي له مطيقة ما فيها ابي رفض قال انظرا ان تكون حملت ماء الارض ما لا تطيق؟ قال لا. فقال عمر رضي الله عنه لان سلمني لادعن ارامل اهل العراق لا يحتاجن الى رجل بعدي ابدا قال فما اتت عليه الا رابعة حتى اصيب. قال اني لقائم ما بيني وبينه الا عبدالله بن عباس رضي الله عنه هما غداة اصيبا وكان اذا مر بين الصفين قال استووا حتى اذا لم يرى فيهم خللا تقدم فكبر ربما قرأ سورة يوسف او النحل او نحو ذلك في الركعة الاولى حتى يجتمع الناس فما هو الا ان كبر فسمعته يقول قتلني او اكلني الكلب حين طعنه فطار العلج بالسكين ذات طرفين لا يمر على احد يمينا ولا شمالا الا طعنه حتى عن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة. فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا. فلما ظن العلج انه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقدمه. فمن يلي عمر فقد رأى الذي ارى واما نواحي المسجد فانهم لا يدرون غير انهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله. فصلى بهم عبدالرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني فجلس ساعة ثم جاء فقال غلام المغيرة قال الصنع؟ قال نعم. قال قاتله الله لقد امرت به معروفا. الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل من يدعي الاسلام قد كنت انت وابوك تحبان ان تكثر العلوج بالمدينة. وكان العباس اكثرهم رقيقا. فقال ان شئت فعلت اي ان شئت قتلنا قال كذبت بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم الى بيته فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل يقول اخاف عليه فاوتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه وجاء رجل شاب من انصاري فقال ابشر يا امير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان لك من القدم في الاسلام ما قد علمت. ثم وليت فعدلت. ثم الشهادة بعد هذا كله. قال وددت يا ابن اخي ان ذلك كفاف لا علي ولا لي. فلما ادبر اذا ازاره يمس الارض. قال ردوا علي الغلام. قال يا ابن اخي ارفع ثوبك فانه ابقى لثوبك واتقى لربك. يا عبد الله ابن عمر انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستا ثمانين الف او نحوه قال ان وفى لهما لآل عمر فاده من اموالهم والا فسل من بني عدي ابن فإن لم تفي اموالهم فسل في قريش ولا تعدهم الى غيرهم فأدي عني هذا المال انطلق الى عائشة للمؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل امير المؤمنين فاني لست اليوم للمؤمنين اميرا. ثم سلها ان ادفن مع صاحبي وقل يستأذن عمر ابن الخطاب ان يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن فوجدها قاعدة تبكي فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن ان يدفن مع صاحبيه فقالت كنت اريده لنفسي ولاوثرنه به اليوم على نفسي فلما اقبل قيل هذا عبد الله ابن عمر قد جاء قال ارفعوني فاسنده رجل اليه فقال ما لديك؟ قال الذي تحب يا يا امير المؤمنين اذنت قال الحمدلله ما كان من شيء اهم الي من ذلك المضجع فاذا انا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر ابن الخطاب فان اذنت لي فادخلوني فادفنوني فان ردة يردوني الى مقابر المسلمين وجاءت ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها والنساء تسير معها. فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة. واستأذن الرجال فولجت داخلا لهم. فسمعنا بكائها من الداخل على ظنهم موته وفي هذا المقام جاءه رجل ودخل عليه رجل شاب من الانصار واصبح يبشره بالخير. وفي هذا تبشير المحتضر في سياق الموت. فقال ابشر يا امير المؤمنين ببشرى قالوا اوصي امير المؤمنين استخلف. قال اني ما اجد احدا احق بهذا الامر من هؤلاء النفر او الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن استخلف بعدي فهو الخليفة. فاسمعوا له واطيعوا. فسم عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن رضي الله عنهم وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الامر شيء كهيئة التعزية له. فان اصابت الامرأة سعداء فهو ذاك والا فليستعن به ايكم ماء امر. فاني لم اعزله عن عجز ولا خيانة. وقال اوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الاولين خيرا. ان يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم. واوصيه بالانصار خيرا الذين تبوأوا الدار والايمان من قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبل من محسنهم وان يعفو عن مسيئهم اوصيه باهل الامصار خيرا، فانهم رضوا الاسلام، وجبات المال، وغيظ العدو. والا يؤخذ منهم الا فظلهم عن رظاهم واوصيه بالاعراب خيرا فانهم اصل العرب ومادة الاسلام ان يؤخذ من حواشي اموالهم ويرد على فقرائهم بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. فانهم ذمة نبيكم ورزق عيالكم ان يوفى لهم بعهدهم وان من ورائهم ولا يكلف من العمل الا طاقتهم. فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال يستأذن عمر ابن الخطاب قالت ادخلوه فادخل فوضع هنالك مع صاحبيه. فلما فرغ من مدفنه اجتمع هؤلاء فقال عبدالرحمن رضي الله عنه اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم. فقال الزبير رضي الله عنه قد جعلت امري الى علي رضي الله عنه فقال طلحة رضي الله عنه قد جعلت امري الى عثمان رضي الله عنه. وقال سعد قد جعلت امري لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال عبدالرحمن ايكما تبرأ من هذا الامر؟ فنجعله اليه. والله عليه والاسلام لينظرن افضلهم في نفسه فاسكت الشيخان فقال عبدالرحمن اتجعلونه الي؟ والله علي الا الو عن افضل قال نعم فاخذ بيد احدهما فقال لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت فالله عليك لئن امرتك لتعدلا ولئن امرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالاخر قال مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه فبايع له علي وولج اهل الدار فبايعوا وهذا حديث عظيم فيه ما يتعلق شأن الصحابة بعد حال موت عمر رضي الله عنه كيف استخلفوا عثمان رضي الله عنه قصة البيعة والاتفاق على عثمان ذكر مقتل عمر وبيان فظل اهلي الاسلام فيه فوائد عظيمة يقول عمرو بن ميمون رأيت عمر بن الخطاب قبل ان يصاب بايام وذلك انه اصيب في اخر يوم من ذي الحجة عام ثلاث وعشرين ودفن في اول يوم من عام اربع وعشرين للهجرة قال ووقف عمر على حذيفة ابن اليمان وعثمان ابن حنيف فقال كيف فعلتما يعني فيما اوكل اليكما من الاعمال. اتخافان ان تكون حملتم الارض ما لا طيق فقالا حملناها امرا هي له مطيقة ما فيها كبير فظل يعني من جهة ما يخرج من الارظ من الزروع والثمار آآ يؤتى به ويقسم على اهل الاسلام قال انظرا ان تكونا حملتم الارض ما لا تطيق يعني فرضتم على الناس فرائض عن قدرتهم وطاقتهم ثم قال عمر لان سلمني الله لادعن ارامل اهل العراق لا يحتجن الى رجل بعدي. اي ساوجد نظاما يتولى المحتاجين من الارامل ونحوهن بحيث لا يحتاجن الى سؤال الناس قال فما اتت عليه رابعة اي الليلة الرابعة بعد هذا الكلام حتى اصيب. وكان هذا الكلام بعد عودته من حج سنة ثلاث وعشرين يقول عمرو بن ميمون اني لقائم يعني اصلي خلف عمر صلاة الفجر ما بيني وبينه الا عبد الله بن عباس غداة اصيب يعني في فجر ذلك اليوم الذي طعن عمر فيه وكان عمر يسوي الصفوف في هذا مشروعية تسوية الصفوف للصلاة وكان يقول استووا وفيه مشروعية يقول الامام هذا اللفظ حتى اذا لم يرى فيهم خلل تقدم للامام فكبر بهذا ان الامام يتقدم المأمومين. وبدء الصلاة بالتكبير وربما قرأ سورة يوسف ويوسف قرابة الخمسة اثمان او النحل والنحل قرابة ست تتاثمان جزء لا يسيرا او نحو ذلك في الركعة الاولى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لك من القدم يعني من الفظيلة والعمل الصالح. واداء اعمال تعين على نشر دين اسلام ما قد علمت فان الله قد فتح في عهد عمر وفي هذا مشروعية اطالة القراءة في صلاة الفجر وقد قال تعالى وقرآن الفجر. ان قرآن الفجر كان مشهودا. وفي الحديث بذل الاسباب التي تؤدي الى اجتماع الناس خصوصا لاداء الفرائض الشرعية من مثل الصلوات الخمس قال فما هو الا ان كبر فسمعته يعني سمع عمر يقول قتلني الكلب او اكلني الكلب وذلك انه طعنه حين طعنه المجوسي فطار العلج وهذا اسم يطلق على غير اهل الملة من غير العرب بسكين طرفين قد صنعها من اجل ان يقتل بها عمر ثم لما ضرب بها عمر كان يقوم بتوجيهها يمينا وشمالا فلا تأتي لاحد الا طعنته حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة واخذ من هذا جواز الاحتراز في مواطن وجود الائمة ووجود اهل الفضل من هؤلاء الغادرين وقال فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا والبرنس ثوب يلبس يغطي جميع البدن بما في ذلك الرأس. مما يدل على جواز لبس البرانس قال فلما ظن العلج انه مأخوذ نحر نفسه وفي الحديث استخلاف الامام لاحد المأمومين اذا عرظ له ما يمنعه من داء واكمال صلاته. فقد استخلف عمر عبدالرحمن بن عوف. وظاهر هذا كان في عليهم في ارزاقهم كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امورنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه في حدث اصابه في اثناء الصلاة واما اذا تذكر الحدث في اثناء الصلاة فالجمهور يقولون يستخلف كما يستخلف من احدث في ثنائي هاء والحنابلة يقولون يستأنف بمعنى انهم يبدأون الصلاة من جديد لانه تبين له بطلان اول صلاته ومذهب الجمهور اقوى قياسا ونظرا قدم عمر عبدالرحمن بن عوف وفيه بداءة الصلاة من انسان واكمالها من اخر قال فمن يلي عمر يعني من كان قريبا من الامام رأى الذي ارى من الواقع ومن هذا طعن واما نواحي المسجد فانهم لا يدرون ما الامر ولم يسمعوا به غير انهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله ظنوا انه توقف عن القراءة فارادوا ان يذكروه اقرأ قال فصلى بهم عبدالرحمن صلاة خفيفة وفيه جواز صلاة الفجر خفيفة. قال فلما انصرفوا قال عمر يا ابن عباس انظر من قتلني اي من اصابني فذهب ابن عباس وسأل وعلم انه المجوسي ثم جاء فقال غلام المغيرة ابن شعبة وقد كان ابو لؤلؤة مملوكا له فقال الصنع يعني من اشتهر بانه يتمكن من الصناعة. وكان عمر قد قابله قبل ايام فكان ابو لؤلؤة قد فرظ عليه المغيرة فريضة يقوم بتسديدها كل يوم. فطلب ابو لؤلؤة من عمر ان يكلم المغير من اجل ان يخفف عنه المبلغ المفروض عليه. فقال عمر الم احدث بانك تتمكن من صنع الة فيها كذا وكذا وذكر شيئا من صفاتها فقال العلج والله لاصنعن لك الة يتحدث بها من بالمشرق ومن بالمغرب فلما فارق قال هم بي العلج كان محتاجا لان يتخذ اجراءات لحمايته منه ولكن امر الله سابق فحدث عمر المغيرة وكلمه ليخفف من خراج هذا المملوك ولذا قال عمر قاتله لقد امرت به معروفا ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي على يدي رجل يدعي الاسلام بانه خشي من الفرقة وخشي من ان يقتل الناس بعضهم بعضا طلبا للثأر وقال عمر لابن عباس قد كنت انت وابوك يحبان ان يكثر العلوج بالمدينة يعني ترغبون في ان تأتوا بمماليك يخدمونكم وكان العباس اكثرهم رقيقا مماليكا فقال ابن عباس ان شئت فعلت اي ان شئت قتلنا هؤلاء لانهم كانوا اسرى فقدم وبهم على انهم اسرى فاسترقوهم فقال عمر كذبت يعني لن تتمكن من ان تحقق هذا الامر بعدما تكلموا بلسانكم يتكلمون العربية ودخلوا في هذا الدين وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم حينئذ احتمل عمر الى بيته قال فانطلقنا معه فاصيب الناس مصيبة عظيمة لاصابة امامهم كانهم لم يصابوا بمصيبة قبل ذلك اليوم وحينئذ اختلفت اختلفت تقديرات الناس. فمنهم من يقول سيسلم ويعافيه الله ومنهم من يقول اخاف ان يموت في هذه الوقعة فاوتي بعصير قد تغير يسيرا فشربه الماء الذي فيه فاكهة على نوعين. الاول ان يكون هناك ماء فيطرح فيه شيء من الفاكهة تغير طعمه. فهذا يقال له نبيذ لانه ينبذ ان يطرح فيه هذه الفواكه الاصل انه في اول ايامه غير متأثر ولا متغير ولا يؤثر على العقل فيجوز تناوله بينما ما يعصر فيوضع الماء عليه يقال له العصير. فاوتي له به فشربه فخرج من جوفه يعني من الجراحات التي اصيب بها. وحينئذ غلب بلاد الامبراطوريتين العظيمتين فارس وقيصر وفتحت بلاد اخرى كبلاد المقوقس وغيرها ثم وليت اي استعملت في الخلافة واستخلفت فعدلت بين الناس واعطيت كل ذي حق حقه. ثم الشهادة يعني ساق الله لك الشهادة اصبحت شهيدا قتلت في هذا الموطن و جمع الله لك الفضائل فقال عمر رضي الله عنه وددت يا ابن اخي ان ذلك كفاك. يعني اخرج من الدنيا لا لي ولا اعلي فلما ادبر ذلك الشاب اذا ازاره وهو الثياب يغطى بها اسفله الارض يمس الارض يعني ان يغطى بها اسفل البدن. فاذا بالازار يمس الارظ قد فقال ردوا علي الغلام فانكر عليه الاسبال وقال له ارفع ثوبك فانه ابقى لثوبك واتقى لربك. ثم بعد ذلك طلب منهم ان ينظروا ما من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين. فقال له سدد هذا الدين من مال ال عمر فان لم تستطع فمن مال ال عدي وكان منتسبا لال عدي فان لم استطع ففي اموال قريش ولا تعدهم. ثم بعد ذلك امره ان يستأذن من عائشة ان يدفن انا في بيتها فجاءه ابن عمر فاخبره بان عائشة اذنت وطلبه ان يستأذن منه مرة ترى بعد وفاته وكان مهتما ان يكون مع صاحبيه في ذلك المضجع ثم دخلت عليه عائشة رضي الله عنها فبكت وقدم وفد لزيارة عمر فدخلت في وولجت داخلا فسمع بكاؤها من داخل ثم بعد ذلك