الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا ايها الاخوة الاعزاء اسأل الله جل وعلا ان يزيدكم ايمانا وتقوا وعلما فما اسأله جل وعلا ان يرفع درجاتكم وان ينزلكم المنازل العلى وان يجعلكم من جيران محمد صلى الله عليه وسلم في جنان الخلد وبعد فهذا لقاء جديد. نتدارس فيه شيئا من احاديث كتاب الزكاة بمختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر الله له واسكنه فسيح جناته نعم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال بينما كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اتاه رجلان احدهما يشكو اليه العيلة والاخر يشكو اليه قطع تبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما قطع السبيل فانه لا يأتي عليك الا قليل حتى تخرج العير الى لا مكة بغيره خفير. واما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يطوف احدكم بصدقته لا يجد من يقبلها ومنه فقال يا عدي هل رأيت الحيرة؟ قلت لم ارها وقد انبأت عنها. قال فان طالت بك حياة ترين الظعين ترتاحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف احدا الا الله قلت فيما بيني وبين نفسي فاين غضارتي؟ الذين قد سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى فقلت كسرى ابن هرمز قال كسرى ابن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بصدقته ملء كفئه من ذهب او فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد احدا يقبله منه. ثم لا يقفن احدكم بين يدي الله صلى الله عليه وسلم قال وكانت تحب الصدقة. وفي الحديث فضل محبة الطاعات ومنها محبة التصدق. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله ثم يلقاه وليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان. يترجم له فليقولن الم ارسل اليك رسولا فيبلغك فليقولن بلى فليقولن الم اوتك مالا وافضل ليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى الا النار ثم ينظر عن يساره فلا يرى الا النار. ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه ثم ينظر بين يديه تلقاء وجهه فتستقبله النار. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتعوذ منها واشاح بوجهه ثم ذكر النار فتعوذ منها واشاح بوجهه ثم قال فليتقين احدكم النار ولو بشق تمرة. فمن استطاع منكم اتقاء النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة. قال عادي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف الا الله وكنت في من افتتح كنوز كسرى ابن هرمز. ولئن طالت بكم حياة لترون مقال النبي ابو صلى الله عليه وسلم يخرج ملء كفه. في هذا الحديث ذكر معضلتين من معاضل الحياة اولهما الفقر والاخرى فقد الامن وجاءت النصوص بالتذكير بهاتين النعمتين العظيمتين كما في قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وقد جاهدان الرجلان الى النبي صلى الله عليه وسلم احدهما يشكو اليه الفاقة والفقر والاخر يشكو اليه الخوف وعدم الامن وقطع السبيل والسبيل يراد بها الطريق الواسع وقطعه بسرقة من يسير عليه واخذ من يكون مسافرا فيه وفي الحديث علامتان عظيمتان من علامات النبوة او ثلاث علامات اولها ما اخبر به صلى الله عليه وسلم من الامن الوارث الذي يحف هذه الجزيرة حتى ان المرأة الوحيدة لتخرج لا تخاف الا الله والذئب على غنمها واما الثانية فما يتعلق بوفرة الاموال وغنى الناس وتمكنهم من قضاء حوائجهم مم واما الثالثة فتح قصور قيصر واخذ كنوز كسرى وقد كان كسرى من ملوك ذلك الزمان. وكانت دولة فارس دولة عظمى. ولكنهم كانوا يعبدون النار ابعث الله لهم اهل الاسلام فاخذوا كنوز ديارهم وفي الحديث مشروعية بذل الاسباب المؤدية الى الامن ومن اعظم الاسباب الناس بدينهم كما قال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا بالتوحيد وترك الظلم من اعظم اسباب الامن. قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وقد امتن الله جل وعلا على عباده المؤمنين بهذه النعمة في مواطن. قال تعالى او لم يروا ان كنا لهم حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم وهكذا نشاهد في جميع بلدان اهل الاسلام متى عاد الناس الى دينهم وتمسكوا بشريعة ربهم وكانوا على التوحيد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم رزقهم الله الامن والطمأنينة. واذا ابتعدوا عنهما حل بهما حل. وشاهدوا هذا اهذه البلاد التي تعيشونها؟ فلما بعث الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وكانت قبله في مسغبة عظيمة وجوع شديد واحوال مزدرات الله احوال اهلها فاصبحوا يعيشون حياة خير امن وارف وطمأنينة غالبة مع رغد عيش وهكذا في زماننا الحاضر لما بعث الله جل وعلا بهذه هذه الدولة السعودية وكانت قبلها كان الناس في جوع شديد لا يجدون ما يملأ بطونهم من دقل التمر يقتتلون على قربة الماء وتسفك دماؤهم باسباب يسيرة ولا يجد الانسان ما يقوم بحوائجه فابدل الله الحال امن الناس ورغدوا فيما معاشاتهم وتالفت قلوبهم وجمع الله كلمتهم. ومن هنا يستشعر الانسان ان القيام بهذا الدين وآآ التمسك بالتوحيد والسنة من اعظم اسباب صلاح احوال الناس دنيا واخرة. ولئن كان لانسان بتمسكه بدينه يريد الاخرة ويسعى الى رضا ربه الا ان الدنيا تأتيه وهي راغمة ومن الامور التي ينبه عليها في هذا ان السعي في كل ما يحقق هذه المعاني في هذه البلاد التي هي مأوى الايمان والتي فيها الحرمان الشريفان والتي فيها مواطن ومحال المشاعر لمن القرباء لمن اعظم القربات التي يتقرب بها لله عز وجل سواء بدعاء الله ان يحفظ في هذه البلاد هذه النعم او التعاون مع القائمين عليها بما يحفظ هذه المعاني ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم بهذه الامور التي ستحصل استغرب اشد الاستغراب. فاما اولها لما اخبره بانتهاء قطع السبيل. وان الناس سيأمنون في البراري فضلا عن المدن. استغرب من ذلك اشد الاستغراب. ولما قال له صلى الله عليه سلم ان الظعينة يعني المرأة الوحيدة لترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخافوا احدا الا الله استغرب عادي فقال اين ذعر طي اي السراق الذين يقطعون السبيل والذين سعروا البلاد واستدل بعظهم بهذه اللفظة على جواز سفر المرأة بدون محرم والجماهير على منع المرأة من السفر بدون محرم لما تعاقب من الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر الا مع ذي محرم وقالوا بان حديث الباب ليس فيه انشاء حكم وانما فيه اخبار وقد يكون للمرأة الوحيدة من الاسباب التي يرفع بها هذا الحكم عنها. اما لموت محرمها في في طريقها واما لحاجتها واضطرارها او لغير ذلك من المعاني واما العلامة الثانية فهي ما يتعلق بكنوز كسرى. حيث قال ان طالت بك حياة لتفتح هل نكنز كسرى وكان كسرى من اعظم ملوك ذلك الزمان وعنده من الجنود وعنده من الالات وعنده من اجهزة الحرب الافيال العظيمة. والاسلحة الكثيرة فكان يستغرب ان يتحقق هذا المعنى ولذا سأل على جهة الاستغراب كسرى بن هرمز فقال النبي صلى الله عليه وسلم كسرى بن هرمز وتحقق ذلك وكان عدي بن حاتم احد الذين شاركوا في جيوش الفتح التي فتحت بلاد فارس واما الاية الثالثة والعلامة الثالثة فهي ما اخبر به من غنى الناس حتى ان الرجل بصدقته فيها ذهب وفضة لا يجد من يقبل هذه الصدقة. وقد قيل لان هذا حصل في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى. وهذا هو الذي اورد المؤلف احاديث الباب منه من اجله فقال باب الصدقة قبل الرد وفي الحديث تذكير الانسان بالدار الاخرة ليستعد لها ويقدم عملا ينفعه في تلك الدار. وفي الحديث اثبات محاسبة الله تعالى للعباد في الحديث من الفوائد اثبات صفة الكلام لله سبحانه حيث يكلم اهل الموقف وقد ورد انه يكلم الخلق جميعا في وقت واحد. كل منهم لا يظن ان انه يكلم احدا سواها. وفي الحديث اثبات اثبات رؤية المؤمنين لله جل وعلا يوم القيامة وفي الحديث ذكر النقاش والمناقشة التي تكون لغير اهل الايمان ممن صد عن سبيل الله وفي الحديث وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل باحاديثه وان العبد سيسأل عن سبب عدم قيامه بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث تذكير العبد بان نعم الله عليه في الدنيا سيسأل عنها يوم القيامة. وقد ورد انه يسأل عنها من اين اتت؟ وفيم انفقت؟ وفي الحديث من الفوائد ايضا ان العمل القليل اليسير قد يكون له الاثر الكبير. فانظر لما ذكره من شق التمرة الذي هو نصفها قد يكون سببا من اسباب وقاية من نار جهنم. ولذا قال صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة وفي الحديث فظل الصدقة وعظم مكانتها وانها من اسباب وقاية الانسان من نار جهنم. وفي الحديث مشروعية الاستعاذة من نار جهنم اعاذكم الله منها وفي الحديث ان الانسان عندما يذكر الامر العظيم الشنيع قد يتأثر من ذلك. ولذا احا صلى الله عليه وسلم بوجهه لما ذكر النار. وفي الحديث فضل الكلمة الطيبة واثرها الجميل. ولذا قال فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة في الحديث من الفوائد جواز طواف المرأة بالكعبة وحدها بدون ان يكون معها محرم. ولذا قال رائس الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة. لا تخاف الا الله. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على زمان يطوف الرجل فيهم بالصدقة من الذهب ثم لا يجد احدا يأخذها منه. ويرى الرجل الواحد يتبعه اربعون امرأة كي يلذنا به من قلة الرجال وكثرة النساء في هذا الحديث ذكروا بعض العلامات التي تكون قبل يوم القيامة. وعلامات الساعة يقسمها اكثر العلماء الى ثلاثة اقسام علامات كبرى وهي التي تحدث قبل قيام الساعة بالزمن اليسير. من مثل خروج الدجال طلوع الشمس من مغربها وهناك علامات وسطى تكون قبل ذلك وهناك علامات صغرى والعلامة من اوائلها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فقد قال بعثت انا والساعة كهاتين وفي الحديث من الفوائد ترغيب للانسان في ان يبادر بالصدقة قبل ان لا اذا من يأخذ صدقته. وفي الحديث جواز التصدق بالذهب وفي الحديث من فوائدي ايضا ذكر ما يكون في اخر الزمان من كثرة النساء وقلة الرجال. وفي الحديث ذكر مسؤولية الرجل حول او فيما يتعلق بمن حوله من النساء الله اليكم قال رحمه الله عن ابي مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت اية الصدقة كنا نحامل فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقال المنافقون مرائي ما فعل هذا الا رياء وجاء رجل ابو عقيل رضي الله عنه فتصدق بنصف ساعة. فقالوا ان الله لغني عن صدقة هذا فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم الاية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امرنا بالصدقة انطلق احدنا الى السوق فتحامل فيصيب المدة وانا لبعضهم اليوم لمئة الف. قوله لما نزلت اية الصدقة يعني الايات التي رغبت في الصدقات بمثل قوله تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم. ومن مثل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا حلة ولا شفاعة. ومن مثل قول تعالى الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن مثل قوله يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما اخرجنا لكم من الارظ ذلك من النصوص. وفي الحديث اشارة الى مبادرة الصحابة رظوان الله عليهم امتثال ما يأتي في النصوص مما يدلك على فضل الصحابة وعظم مكانتهم في مبادرتهم وان ان مقياس ايمان الانسان هو بمقدار مبادرته لطاعة الله جل وعلا اردت ان تعرف مقياس ايمانك فانظر اذا جاءك الامر من اوامر الله هل تبادر للاستجابة له او او لا وقوله كنا نحامل اي نذهب الى السوق فنحمل امتعة المتبظعين والمتسوقين باجرة ثم يقومون بالصدقة بهذه الاجرة لانهم لم يكن عندهم مال وكانوا يرغبون في الحصول على اجر الصدقات بذلكم الزمان ويمكن ان يكون في زمن غزوة تبوك حث النبي صلى الله عليه وسلم اهل الايمان الاسلام على الصدقة. وفي هذه الحال جاؤوا بصدقاتهم. فهناك رجل جاء بشيء كثير واموال عظيمة. وحينئذ كان من شأن المنافقين ان يقوموا بالتقليل من شأنه. والكلام في القدح فيه ووصفه بانه على الرياء ومما يدلك على ان السخرية من المقدمين على الطاعات والفاعلين للاعمال الخيرات السخرية منهم نفاق. يحذر الانسان منه. ولذا قال تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم اتخر الله منهم ولهم عذاب اليم. وفي الحديث التحذير من الرياء بان يقصد الانسان باعماله السمعة والثناء من الاخرين. بل على الانسان ان يقصد باعماله ان ينال اجر الاخرة وفي الحديث فظل الصدقة ولو بالقليل. وان الصدقة القليل قد تكون لها الاجر العظيم. وفي الحديث تحريم السخرية بالمتصدقين بالشيء اليسير وفي الحديث ان الانسان قد يقيه الله نار جهنم بالصدقة اليسيرة وفي الحديث جواز عقد الاجارة على اداء عمل من الاعمال. فان هم كانوا يذهبون للسوق فيؤجرون انفسهم على حمل امتعة المتبظعين والمتسوقين مما يدل على جواز عقد الاجارة على اداء عمل من الاعمال. وعقود الايجارة نوعان عقود على اعيان مثل ان يستأجر بيتا لسكناه وعقود على عمل ويكون باستئجار احد من الناس او البهائم لاداء عمل وهذا النوع وهو الاستئجار على العمل على نوعين. ايجارة عامة ذلك بان يستأجره وعلى اداء عمل بدون ذكر الوقت. وقد يشتغل له ويشتغل لغيره. من مثل الخباز والغسال الذي يصل للناس جميعا. والخياط والنوع الثاني اجارة خاصة بحيث يكون مستأجرا لشخص بعينه ولا يقبل اجارة من غيره ومن امثلته السائق الذي يسوق بك. واذا استأجرت شخصا لتنظيف بيتك ونحو ذلك ولكل واحد من هذه الانواع من الاجارة احكامها الشرعية وفي الحديث جواز وظع الاجرة في عقد الاجارة من الطعام فانهم كانوا يؤجرون انفسهم على المد من الطعام وفي الحديث جواز وظع عقد الاجارة على الشيء اليسير من الاجرة وفي الحديث حمل الامتعة ايصالها لاهلها. نعم. احسن الله اليكم قال عائشة رضي الله عنها قالت دخلت امرأة معها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فاعطيتها اي اياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا اخبرته فقال من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار. في الحديث فضل عائشة وما كانت تؤديه من الاعمال الصالحة ومنها الصدقة وفي الحديث ذكر ما كان عليه اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من قلة العيش مما تدل على ان مثل هذه الحال لا تدل على نقصان صاحبها وفي الحديث الترغيب في الصدقة ولو بالشيء اليسير. كما فعلت عائشة رضي الله عنها وفي الحديث اصطحاب المرأة لبناتها عند زيارتها او ادائها لاعمالها. وآآ في صدقة الانسان بجميع ما يملك. فلم يكن عند عائشة الا هذه التمرة فتصد بها وفي الحديث مشروعية ايثار الانسان لغيره على نفسه فان هذه المرأة لما اعطيت التمرة قسمتها نصفين بين ابنتيها ولم تستأثر لنفسها بشيء وفي الحديث رحمة الوالد بولده وعنايته به كما فعلت هذه المرأة وفي الحديث من الفوائد اخبار المرأة لزوجها بما حدث في بيتها بعد كما كانت عائشة رضي الله عنها تخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وقوله وفي الحديث من ابتلي اي من اختبره الله جل وعلا. وفي الحديث فضل البنات وعظم الاجر في تربيتهن والقيام بحقهن وانهن من اسباب الوقاية من نار جهنم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى رسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الصدقة اعظم اجرا؟ قال ان تصدق وانت صحيح حريص شهيد تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان في الحديث سؤال اهل العلم والفظل عن ما يطرأ على الناس من مسائل. وفي الحديث يسار الانسان لافظل الطرق واحسنها واعظمها اجرا وفي الحديث بيان ان الاعمال متفاوتة في اجورها. وانها ليست على رتبة واحدة. وفي الحديث ان الصدقات يختلف فواجرها باختلاف الاحوال والقرائن المحيطة بها وفي الحديث فظل الصدقة من الانسان حال نشاطه وقوته. فانه متى كان قويا كان من صفات طول الامل وبالتالي قد يطرأ على النفوس الشح استئثارا للنفس بهذه الاموال وفي الحديث ان الانسان عندما يتصدق في حال صحته يعظم اجره بذلك وفي الحديث ان العبد مهما بلغ من تكسب الاموال فانه لا يخشى على نفسه من وان العبد مهما بلغ حاله من الفقر والحاجة فانه لا ييأس من نزول رحمة الله به ووصول الخير اليه ومن الفوائد التي دل عليها هذا الباب ان الانسان عندما يكون عنده مانع من الطاعة ومع ذلك يجاهد المانع ويقدم على الطاعة يكون واجره اعظم فمن وجد عنده من داعي الشهوة ما يدعوه الى الفواحش لكنه يجتنبها خوفا من الله فهو واعظم اجرا ممن لا يوجد عنده ذلك الداعي. ومثله من وجد عنده الداعي الى الامساك والشح ومع ذلك جاهد نفسه فتصدق وبذل من ما له كان هذا اعظم لاجره وفي الحديث جواز الوصية بان يوصي الانسان بعد مماته. وفي الحديث ايضا جواز وصحته الانسان لبعض امواله في سياق الموت او حال مرض الموت. قد بين العلماء ان والعطية انما يخرجان من الثلث الا ان يأذن الورثة. احسن الله اليكم قال عن عائشة رضي الله عنها ان بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم اينا اسرع بك لحوقا؟ قال اطولكن يدا فاخذوا قصبة يزرعونها كانت سودة رضي الله عنها اطولهن يدا فعلمنا بعد ان مكان الطول يدها الصدقة وكانت اسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة في الحديث من الفوائد الترغيب في بذل الاموال والصدقات وفي الحديث ان الانسان اذا خشي من التفضيل بين الناس باسمائهم فظل بينهم بالصفات ليكون هذا من دواعي اقدامهم على الصفات الحسنة وفي الحديث جواز استعمال الكناية في الالفاظ فانه قال اطولكن يدا واراد بذلك كثرة الصدقة فان اليد تمد عند الصدقة وفي الحديث من الفوائد ايظا فظل زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم على ما ورد في بعض الروايات انها كانت من اوائل من لحق النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق. فاصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية. فاصبحوا تحدثون تصدق الليلة على زانية. فقال اللهم لك الحمد على زانية لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقة فوضعها في يدي غني فاصبحوا يتحدثون تصدق على غني. فقال اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني. فاوتي فقيل له اما صدقتك على سارق فلعله ان يستعف عن سرقته. واما الزانية فلعلها ان تستعف عن زناها واما الغني فلعله ان يعتبر فينفق مما اعطاه الله. في الحديث فضل الصدقة فيه ان من حسنت نيته ونوى الخير ولم يقع عمله على مراده كان مأجورا مثابا بفضل الله وبرحمته سبحانه. وفي الحديث من الفوائد ان انسان قد يقصد عملا من الاعمال فيسوقه رب العزة والجلال الى عمل اخر لم يكن قاصدا له وفي الحديث من الفوائد الامتناع من الصدقة على من يستعملها في غير طاعة الله جل وعلا وفي الحديث من الفوائد مشروعية بذل الاسباب التي تجعل الناس لا يقدمون على معصية الله جل وعلا فلما بذل هذا الصدقة على سارق وزانية وغني كان هذا من اسباب ابتعادهم عن المعاصي اقدامهم على الطاعات وفي الحديث انه لا ينبغي بالانسان ان يسخر من فعل الخير من قبل اهل الخير وفي الحديث حمد الانسان لربه على كل ما يقدره عليه. ومن ذلك ما قدره من المقادير التي لا ترغبها نفسه وفي الحديث من الفوائد ان الانسان عندما يقصد ان يجعل الغني يخرج الزكاة ما له وصدقته يكون له مثل اجره. وفي الحديث تحريم السرقة والزنا ووجوب التوبة منهما. نعم. اثابكم الله قال رحمه الله عن معن ابن يزيد رضي الله عنهما قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وابي وجدي وخطب علي فانكحني وخاصمت اليه. وكان ابي يزيد اخرج دنانير يتصدق بها. فوضع عند رجل في المسجد فجئت فاخذتها فاتيته بها فقال والله ما اياك اردت فخاصمته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لك ما نويت يا يزيد ولك ما اخذت يا معن بالحديث من الفوائد مشروعية مبايعة الامام واصحاب الولاية وفي الحديث ان الصغير قد يبايع مع الكبير. ولذا قال معا بايعت انا وابي وجدي هم ثلاثتهم من الصحابة رضوان الله عليهم وفي الحديث مشروعية قيام العالم وصاحب الولاية بالخطبة لافراد الناس وفي الحديث تولي عقد النكاح بحضرة صاحب الفضل والمكانة وفي الحديث تولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القضاء في المدينة ووجود الخصومات في في زمانه صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث جواز تقديم الاب الدعوى على ابنه وفي الحديث من الفوائد مشروعية الصدقة بدنانير الذهب وفي الحديث التوكيل في اخراج الصدقة وايصالها الى اهلها وفي الحديث ان الوكيل اذا لم يقيد بتصرف صرفها فيما يراه بما وافقوا مع مقصود الموكل. وفي الحديث اتيان الانسان بما يكسبه الى والده وفي الحديث من الفوائد مراعاة مقاصد الانسان والتأكيد على ان تكون الاعمال على وفق المقاصد وفي الحديث من الفوائد ايضا ان اخذ انساني لجزء من صدقة ابيه اذا وزعت على اناس متعددين من المحتاجين بالتساوي فلا حرج في مثل ذلك بارك الله فيكم وفقكم لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين نسأله جل وعلا مغفرة للذنوب وسعادة في الدنيا والاخرة. كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من عباده الصالحين وحزبه المتقين واوليائه المفلحين. هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين