صلى الله عليه وسلم كان اذا غزا اي ذهب لقتال الاعداء اذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر اي يتأكد هل من يريد ان يقاتلهم من المسلمين او لا الابل قال فيضع ركبتيه فتضع صفية رجلها على ركبته حتى ترقب قال فلما قفلنا اي رجعنا من عسفان. على طريق مكة والمدينة قريبا من جدة. ومع النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يبارك لكم في اعماركم وفي اوقاتكم وفي اموالكم وفي ابدانكم وفي اولادكم واسألوا الله ان يسكنكم اعالي الجنان لتكونوا برفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم. اسأل الله ان يتقبل منكم المناسك وان ييسرها وان يجعلكم موفقين معانين اللهم اغفر لهم ذنوبهم ويسر لهم امورهم وكفر عنهم سيئاتهم وزد في درجاتهم وحسناتهم. وبعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام قاري، رحمه الله تعالى، واسكنه فسيح جناته، وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء درسوا فيه حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وهو من الاحاديث الطويلة المشتملة على الفوائد الكثيرة فلعلنا نستمع اولا للحديث ثم نتدارس معانيه اولا ونأخذ احكامه فتفظل بارك الله فيك. الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري رحمه الله رحمه وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي طلحة رضي الله عنه التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني حتى اخرج الى خيبر. فخرج بي ابو طلحة مردفي وانا غلام راهقت الحلم فكنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزل فكنت اسمعه كثيرا يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وظلع الدين وغلبة الرجال فلم ازل اخدمه حتى لقدمنا من خيبر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح فان سمع اذانا كف عنهم وان لم يسمع اذانا اغار عليهم بعدما يصبح. قال فخرجنا الى خيبر وخرجت ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم اخدمه فانتهينا اليهم ليلا فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس. فلما اصبح ولم يسمع اذانا ركب نبي الله صلى الله عليه وسلم. وركب ابوطلحة وانا رديف ابي طلحة. فاجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وان ركبتي لتمس فخذ النبي صلى الله عليه وسلم. ثم حسر الازار عن فخذه حتى اني انظر الى بياض فخذ النبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما دخل القرية رفع النبي صلى الله عليه وسلم وقال الله اكبر خربت خيبر انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. قال ثلاثا قال وخرج القوم الى اعمالهم يسعون في السكك بمكاتلهم ومساحيهم على اعناقهم. فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والله محمد والخميس يعني الجيش فجالوا الى الحصن يسعون قال افأصبناها عنوة فظهر عليهم فقتل المقاتلة وسبى الذراري واصبنا حمرا فطبخناها وان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جائن فقال اكلت الحمر فسكت ثم اتاه الثانية فقال اكلت الحمر ثم اتاه الثالثة فقال افنيت الحمر فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله وينهيانكم عن لحوم الحمر الاهلية فانها رجس. فاكفئت القدور بما فيها وانها لتفور باللحم. فجمع السبي فجاء دحية الكلبي رضي الله عنه فقال يا نبي الله اعطني جارية من السبي. قال اذهب فخذ جارية فاخذ بنت حيي فجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له جمال صفية بنت حيي ابن اخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فقال يا نبي الله اعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنظير لا تصلح الا لك. قال ادعوه بها. فجاء بها فلما نظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم قال خذ جارية من السبي غيرها. قال فاعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها. وجعل صداقها عتقها فاصطفاها لنفسه فخرج بها حتى اذا كان بالطريق وبلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها جهزتها له ام سليم رضي الله عنها فاهدتها له من الليل فاصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا. فقال من كان عنده شيء فليجئ به وبسط نطعا فجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الرجل يجيء بالسمن. قال واحسبه ذكر السويق. قال فحاسوا حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ من حولك فدعوت المسلمين الى وليمته وما كان فيها من خبز ولا لحم فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية رضي الله عنها وكان ذلك بناءه بها فاقام على بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة ايام حتى اعرس بها. فقال المسلمون احدى امهات المؤمنين او ما يمينه قالوا ان حجبها فهي احدى امهات المؤمنين. وان لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها اخلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس فكانت في من ضرب عليها الحجاب. وسرنا حتى اذا اشرفنا على المدينة وبدا له احد قال هذا جبل يحبنا ونحبه. ثم اشار بيده الى المدينة فقال اللهم اني احرم ما بين لابتيها كتحريم ابراهيم مكة. اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا. اللهم بارك لهم في مكيالهم وصاعهم ومد بهم ثم خرجنا الى المدينة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحول لها وراءه بعباءة ثم يجلس وعند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. فلما قفلنا من عسفان ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية يردفها على راحلته. فلما كان ببعض الطريق عثرت الدابة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة جميعا. فاقتحم ابوطلحة عن بعيره. فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا الله جعلني الله فداء هل اصابك من شيء؟ قال لا ولكن عليك المرأة فانها امكم. فالقى ابو طلحة ثوبه على وجهه وقصد قصدها. فالقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما راحلتيهما واصلح لهما اركبهما فركبا واكتنفا رسول الله صلى الله عليه وسلم فساروا حتى اذا اشرفنا على المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون. فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة. هذا حديث كثير الفوائد وكثير المعاني قوله عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي طلحة ابو طلحة رجل من الانصار كان كثير المال وكان معروفا بالصدقة في سبل الخير. وكان له نخل غزير وكان محبوبا عنده. فلما فنزل قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بئر فاحب ما لي الي واني قد جعلتها في سبيل الله فان الله قد قال لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلها في الاقربين ففعل. وصلة القرابة بين انس وابي طلحة ان انس بن مالك بن النظر كان من ابناء عمومة ابي طلحة لكن على بعد. وكانت ام انس يقال لها ام سليم قد مات عنها زوجها مالك والد انس قبل الاسلام. فلما جاء الله بالاسلام اسلمت ام سليم فخطبها ابو طلحة فاشترطت عليه ان يسلم. وكان ذلك قبل تحريم نكاح الكفار للمسلمات. فاسلم ابوطلحة بسببها. فنعم المهر مهرها. وقوله هنا قال صلى الله عليه وسلم لابي طلحة التمس اي ابحث واطلب لي غلاما اي ولدا يقوم باموري ويخدمني ويقوم بتحقيق ما اطلبه منه حتى اخرج الى خيبر. يعني في سفر هذا الذي اريد ان اسافره. وانس ابن مالك كان حال قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى مدينة ابن سبع الى ثمان سنين. جاءت امه ام سليم به الى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله انيس يخدمك فخدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سألته امه طلحة فقالت يا رسول الله انيس خادمك الا تدعو له فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اطل عمره واكثر ما له وولده. واكثر ما له وولده فطال عمره مات بعد التسعين وقد كان عمره قرابة المئة واكثر الله ما له واكثر الله حتى انه قال قبرت من ذريتي مئة وعشرين مئة وعشرين هؤلاء دفنهم غير من بقي حيا بعد وفاته. واكثر الله ماله. وجعل الله له مكانة عظيمة. ومنزلة كبيرة واحاديثه في ذلك مشهورة. قال انس فخرج بابو طلحة مردفي. اي قد جعل على الرحل خلفه. وانا غلام. راهقت اي قاربت الحلم او جاوزته قليلا. فقال انس فكنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم اي اقوم بحوائجه وانفذ امره اذا نزل فكنت اسمعه كثيرا يقول على جهة الدعاء اللهم اني اعوذ اي يا الله اني التجئ واحتمي بك من الهم والحزن. فالهم متعلق بالامر المستقبلي والحزن تأسف على الامر الماظي. واعوذ بك من العجز والكسل. العجز عدم القدرة على فعل الخير طاعة والكسل عدم الرغبة في فعلهما. واعوذ بك من البخل وهو امساك المال. وعدم انفاقه فيما اوجب الله واعوذ بك من الجبن وهو ترك الشجاعة في قتال الاعداء. واعوذ بك من ظلع الدين اي ثقله وشدته والدين ما يكون في ذمة الانسان من الحقوق والاموال للاخرين واعوذ بك من غلبة الرجال. اي تمكن الاخرين من قهر الرجل وغلبته والوقوف في وجهه. قال انس فلم ازل اخدم النبي صلى الله عليه وسلم حتى قدمنا من خيبر. وقد ورد في الحديث ان انسا قال ما رأيت مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمته عشر سنين فما قال لشيء فعلته لم فعلته ولم يقل لشيء لم افعله لم لم تفعله؟ قال وان رسول الله اذا سمع اذانا سمعهم يؤذنون في اذان الفجر كف عنهم ولم يقاتلهم ذلك لانه علم انهم مسلمون. وان لم يسمع اذانا اغار عليهم اي غزاهم بعدما يصبح قال فخرجنا الى خيبر وهي منطقة شمال المدينة النبوية وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اخدمه ويقوم بحوائجه. فانتهينا اليهم ليلة اي وصلنا الى منطقة خيبر في الليل. قال فناموا فصلوا عندها في ذلك المكان صلاة الغداة يعني صلاة الفجر بغلس يعني في وقت الظلمة قال لما اصبح ولم يسمع اذانا من اهل خيبر ركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب ابوطلحة قال انس الرديف ابي طلحة فاجرى اي وضع مسابقة بين الخيل وضع مسابقة بين الخير فاجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر اي الطريق الضيق الذي يكون فيه خيبر. قال وان ركبتي لتمس فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يتعادون وكان يجري بجواره. ولذا كانت ركبته حول النبي صلى الله عليه وسلم. وقال وان ركبتي لتمس فخذ النبي صلى الله عليه وسلم. ظاهر هذا انه من وراء الثياب بدلالة انه اخبرنا عن انحسار الثوب بعد ذلك. قال فاجرى في زقاق خيبر الطريق الظيق اه بعيد المدى. وان ركبتي لتمس فخذ النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ارى الازار اي ان الازار الذي هو لباس اسفل البدن انحسر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي ظهر فخذوه. ظهر فخذوه. النبي صلى الله عليه وسلم. حتى اني انظر الى بياض فخذي نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما دخل القرية ما هي القرية؟ خيبر. فلما دخل القرية رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال الله اكبر اي اعظم واعلى وارفع خربت خيبر ايجاها الخراب انا اذا نزلنا بساحة قوم اي مكانهم الذي يتفسحون فيه. فساء صباح المنذرين منذرين من بلغتهم الرسالة والنذارة. قالها ثلاثة. قال وخرج القوم يعني سكان خيبر خرجوا الى اعمالهم كل منهم عندهم زراعة كانوا مشتهرين بالزراعة. يسعون في السكك اي يركضون في سكك خيبر بمكاتلهم اي معهم اناء الخوص الكبير الذي يضعون فيه التمر ومعهم مساحيهم وهي الة تحرث بها الارض على جهة العمل اليدوي ومساحيهم على اعناقهم. فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وشاهدوا الجيش معه قالوا محمد والله هذا القادم هو محمد والله محمد والخمس. يعني والخميس محمد والخميس يعني الجيش اجالوا اي انهم مروا ساعة ورجعوا فاجالوا الى الحصن فتركوا مكاتلهم ومساحيهم وذهبوا الى الحصن ليتحصنوا به يسعون. قال فاصبناها اي انهم اخذوا هذا المكان خيبر عنوة اي قوة السلاح وليس صلحا فظهر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وانتصر فقتل النبي صلى الله عليه وسلم المقاتلة لما كان لديهم من محاربة الاسلام واهل الاسلام والسعي في ذلك. وسبأ الذراري اي ابقاهم اي الاولاد البنات ابقى هم احياء. قال واصبنا حمرا جمع حمار. والمراد هنا الحمر الاهلية فطبخناها اه ذبحوها وطبخوها. وان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جائن. اي اتى اليه رجل. فقال اوكي الحمر كانه يشير الى نضوبها. قال فسكت ثم اتاه الثانية فقال اكلت الحمر. فسكتت ثم اتاه الثالثة فقال افنيت الحمر لم يبق من الحمير شيء. فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله ينهيانكم اي يطلبان منكم ترك اكل لحوم الحمر الاهلية فانها رجس اي نجسة. قال فاكفئت القدور اي قلبت رأسا على عقب بما فيها من لحم وماء انها يعني وكان شأنها ان الماء يفر فيها لحم اللحم الذي وضع فيها. قال فجمع السبي اي من يريد سبيهم واسترقاقهم. فجاء دحية الكلبي وهو رجل من الصحابة. فقال يا نبي الله اعطني جارية من السبي. اريد امرأة تخدمني تقوم باموري. فقال صلى الله عليه وسلم اذهب فخذ جارية. اذهب الى المغانم وصل اليها. وبالتالي خذ جارية فاخذ دحية صفية وجدها في السبي فاخذها صفية بنت حيي وهي امرأة صالحة وكانت يهودية فاسلمت وكانت قد رأت رؤيا بان القمر سقط في حجرها. فاخبرت زوجها فظربها على وجهها وقال اتتمنين محمدا علم من رؤياها انها ستتزوج بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك لها. فالمقصود ان الدحية جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله هذه صفية بنت حيي وقد قتل زوجها وكانت عروسا فقال يا نبي الله اعطيت دحيتي كالكلبي صفية بنت حيي. وهي سيدة بني قريظة. وسيدة بني النظير. وهي من قبائل العرب التي تهودت وهي يعني صفية لا تصلح الا لك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه بها اي اطلبوا من دحية ان يحضر فلما نظر النبي صلى الله عليه وسلم اليها وشاهدها قال صلى الله عليه وسلم لدحية خذ جارية من السبي غيرها. وحينئذ اعتق النبي صلى الله عليه وسلم صفية وجعل عتقها صدقها بحيث لا يحتاج الى دفع مهر جديد. فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بها حتى اذا كان بالطريق. وبلغنا سد الروحاء حلت فبنى النبي صلى الله عليه وسلم بها يتزوج وكانت قد جهزتها ام سليم امرأة الصالحة وهي ام انس هيا يعني هيأتها وجهزتها ان تكون عروسا. لان تكون عروسا. قال فاهدتها اي ان ام سليم صفية بنت حيي للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل. فاصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا كان من طريقتهم في نهاية المعارك ان يتزوج الرجل ليظهر قوتهم وعدم اهتمامهم بما وقع من معركة وجهزتها قالت حتى اذا كان بالطريق وبلغنا سد الروحاء حلت اي انتهت عدتها فبنى النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج بها وجهز له اي هيأتها للزواج ام سليم ام انس فاهدتها اي زفت ام سليم تلك المرأة للنبي صلى الله عليه وسلم بالليل فاصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا فقال من كان عنده شيء يجيء به يعني من كان عنده شيء يمكن ان يتصدق به فليحضره من اجل ان نتصدق به. قال على الرجل يجيء بالنفر وجعل الرجل يجيء بالسمن. قال واحسبه ذكر الشريف انه جاء بشيء ثالث فحاشوا حينا في نطع صغير اي جمعوها وخلطوا هذه المأكولات والنطع البساط من جلد. البساط الذي يكون من جلد. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن اي اخبر من حولك من اجل ان يقدم عليه. فدعوت المسلمين الى وليمته. وما كان فيها خبز اللحم فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية رضي الله عنها. وكان ذلك بناءه هذه الحادثة هي قصة زواجه صفية رضي الله عنها فاقام يعني انه لما تزوج صفية وكانت صفية ثيبا قد تزوج قبله وحينئذ جلس عندها ثلاثة ايام. ثم بعدها ثلاثة ايام عادة للقسمة بينها وبين غيرها من الزوجات. حينئذ التبس على الناس هذه المرأة هل هي من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فتكون من امهات المؤمنين او انها امة مملوكة بل النبي صلى الله عليه وسلم فلا تكونوا كذلك. فقالوا عندنا علامة. ما هي هذه العلامة؟ قالوا والفرق بين الحرة اما ان الحرة تحتجب فتغطي جميع بدنها. والمملوكة لا يلزمها التحجب. فننظر ان امر ان النبي صلى الله عليه وسلم بالتحجب فهذا معناه انها حرة. وان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوجها. والا هذا دليل على انها مملوكة. فلما ارتحل النبي صلى الله عليه وسلم يعني انتقل من مكانه الذي كان هو فيه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه اي سهل لها طريق الركوب معه على ناقته. ومد الحجاب بينها وبين الناس هي زي ما هي بتغطية جميع بدنها بما فيه الوجه واليدان. فكانت فيمن ضرب عليها الحجاب معناها انها من امهات المؤمنين. قال وسرنا حتى اذا اشرفنا على المدينة ايقاربنا من واصبحنا في مكان مرتفع حولها وبدا له جبل احد اي ظهر له جبل احد. فقال النبي صلى الله عليه سلم هذا جبل يحبنا ونحبه. ثم اشار بيده الى المدينة فقال اللهم يعني يا الله اني احرم ما بين لابتيها اي اجعل ما بين اللابتين حراما لا يجوز فيه صيد الدنيا ولا نحوه وقوله ما بين لابتيها اي ما بين جنبتيه مكة ثم قال اللهم اني احرم وما بين لابتيها كتحريم ابراهيم مكة. فان ابراهيم حرم الصيد في مكة. قال كتحريم ابراهيم مكة اللهم بارك اي ظاعف ما تنعم به من صنوف النعم. قال بارك لنا في صاع والصاع مكيال تقاس به المكيلات والصاع اربعة امداد والمد ملئ اليدين المعتدلتين ثم قال اللهم يعني يا الله بارك لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم. فدعا للمدينة ثم خرج الى المدينة قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجري لها يعني من اجل عائشة ورأه بعباءة ان يضعها تجري وهو قريب منها. ويقوم بسترها ثم يجلس عند بعير من هذه يردفها على راحلته. فلما كان بعض الطريق عثرت الدابة. عثرت الدابة. فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة سقطوا جميعا. سقطوا جميعا فاقتحم ابو طلحة رضي الله عنه عن بعيره نزل ابو طالب طلحة فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة جميعا اي سقطوا فيه ذلك قال فقال يا نبي الله جعلني الله في داءك هل اصابك من شيء؟ فيه العفو عن اخطاء المخطئين الانسان لا يؤاخذ بما في نفسه ونيته. قال جعلني الله فداءك هل اصابك من شيء؟ يعني بعد ان سقطوا من الدابة فقال لا ليس علي بأس ولكن عليك المرأة ان ينقذها فانها امكم فهي من امهات المؤمنين فذهب اليها ابو طلحة وقد القى ثوبه على وجهه وقصد قصده فالقى ثوبه عليه شفى الله عينه فقام ابو طلحة فالقى ابو طلحة ثوبه على وجهه يعني على وجه ابي طلحة على وجه نفسه وقصر قصد المرأة اي الجهة التي فيها المرأة. فالقى ثوبه عليها من اجل ان لا يرى شيئا منها. فقامت المرأة فشد لها راحلتيهما فشد لهما اي انقذهما واوقفهما ثم وظعهما على ناقتهما واصلح لهما فركبهما فقامت المرأة بعد سقوطها فشد عليها في الثوب الذي اتى به اليها. واشد عليها في الرحل بحيث يكون ممسوكا لا يسقط. واصلح لها امرأتين فركبتا واكتنفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فساروا حتى اذا اشرفنا على المدينة اي قاربناها واصبحنا طل عليها. قال النبي صلى الله عليه وسلم ايبون تائبون. ايبون يعني راجعون. تائبون اي مقرون بالذنب طالبون لمسحه عابدون اي نعبد الله وحده لربنا حامد. اي نحمد الله على نعمه فنحن نشاهد جميع النعم منا من الله سبحانه وتعالى. فكان ابو طلحة يكرر هذه الكلمة ويرددها. فلم يقولها حتى دخل المدينة. فهذا شيء من المعاني التي اشتمل عليها هذا الحديث الطويل. ولعلنا نترك ما فيه من الاحكام ليوم اخر بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم المهتدين اللهم يا حي يا قيوم اغفر لنا ذنوبنا ويسر لنا امورنا اللهم وفق ولاة امورنا كل خير واجعلهم من اهل الهدى والتقى والصلاح والسعادة. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين