والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فهنيئا لنا بكم يا من قدمتم تريدون رضا الله وترغبون في الحصول على اجره وثوابه وتأملون ان تكون لكم الدرجات العلا في جنان الخلد. وهنيئا لكم بان هيأ الله لكم السبل. وقدمتم الى هذه المواطن الشريفة تريدون ما عند الله جل وعلا. ونحمد الله ان جعلنا ممن يجتمع على عمل الخير فنجتمع على دراسة احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهنيئا لكم بذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ومن فضل الله علينا ان جعلنا نجتمع لنتدارس شيئا مما اخرجه الامام رحمه الله تعالى، واسكنه فسيح جناته من احاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم لعلنا نستمع لشيء من هذه الاحاديث يسر الله امركم وغفر الله ذنوبكم ورفع الله درجات تفضل ايها القارئ جزاك الله خيرا الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري رحمه الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة وهو يصلي بين يدي الناس فحكه بيده ثم انصرف واقبل على الناس فتغيظ على اهل المسجد فقال اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل وجهه في الصلاة. فان الله قبل وجهه اذا صلى قال ابن عمر اذا بزق احدكم فليبزق على يساره. قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى وفي لفظ النخامة او نخاعا قال في جدار القبلة يعني في جدار المسجد الذي يقع جهة القبلة والقبلة في النبوي كانت جهة الجنوب. وهو يصلي اي حال كونه يصلي اماما الناس. فحينئذ سعى لتنظيف المسجد من ذلك. فحك ذلك البزاق حتى حده وازال اثره. ثم التفت على الناس بعد ان نظف ذلك المكان واقبل عليهم بوجهه فتغيظ على اهل المسجد اي اظهر عدم بهذا الفعل. ثم قال صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم يصلي فلا صقن اي لا يتنخمن ولا يبزقن ولا يخرج مخاطا قبل وجهه اي جهة قبلته في الصلاة فان الله قبل وجهه. وفي لفظ حيالا وجهه اذا صلى. وقال ابن عمر اذا بزق احدكم اي اذا اخرج بصاقا او بزاقا او نخامة فليبزق على جهة اليسار فهذا الحديث فيه النهي عن البصاق في المسجد والامر بتنظيف المساجد وتهيئتها والحذر من اي شيء قد يلوث المسجد ولو كان من الامور الطاهرة. وفي الحديث من الفوائد ان العبد المؤمن يصون المسجد من بزاقة. وقد ارشد النبي صلى الله عليه من يحتاج الى اخراج البصاق ان يجعله بين طرفي ثوبه. قال او ان يجعله تحت قدمه عن جهة يساره. ومن فضل الله عز وجل في عصرنا الحاضر ان وجدت من انواع المنظفات من المناديل ونحوها ما يجعل الانسان ينظف بيوت الله جل على ولا يمسها بشيء مما يكرهه الناس ويترفعون عنه. وفي الحديث استحباب المساجد وتطهيرها ولو كان ذلك الاذى صادرا من قبل الاخرين وفي الحديث توجيه امام المسجد وهكذا الامام الاعظم لمن في المسجد بما يعود عليهم بالنفع ولو كان في ذلك شيء من رفع الصوت. نعم. وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة مخاطا او بصاقا او نخامة فحكه. من هذا الحديث ايضا يدل على معنى ما سبق وفيه تطهير ساجد وتنظيفها مما يتنزه عنه. وفي الحديث ان لجدار القبلة الذي يكون ما من ناس من المكانة ما ليس لغيره لان الناس يستقبلونه في صلواتهم وفي الحديث مشروعية تطهير المساجد من الاذى الذي يحدثه الاخرون. وقوله في الحديث السابق فتغيظ على اهل المسجد ترجم له الامام البخاري فقال رحمه الله باب ما يجوز من الغضب والشدة لامر الله تعالى. وعن ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة رأى نخامة في جدار المسجد فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حصاة فحكها فقال اذا تنخم احدكم في الصلاة فلا يتنخمن قبل وجهه فانما يناجي الله ما دام في مصلاه ولا عن يمينه فان عن يمينه ملكا وليبصق عن يساره او تحت قدمه اليسرى فيدفنها. من قوله هنا رأى نخامة فهي مما يخرجه الانسان من من فمه من اثار ما يكون في انفه في جدار المسجد اي قد تنخمها احد فالقاها على الجدار قوله فاخذ حصاة يعني حجرا. فحكها اي حك النخامة وحتها وازالها وازال ثم قال اذا تنخم اي اخرج احدكم نخامة وهو في الصلاة فحينئذ لا يخرجها قبل وجهه ولا يتنقمن او يبصن ام من جهة الامام ثم بين ان الله تعالى ايناجي العبد ما دام يصلي وهكذا نهاه عن البصاق والنخامة عن يمينه وعلل ذلك بان عن يمينه ملك. وكما تقدم معنا ان هذا الحديث فيه ناهي عن النخام والبصاق في المسجد. والامر بتطهير المسجد من ذلك و في هذا النهي عن البصاق عن جهة اليمين وظاهر هذا الحديث ان البصاق الذي يكون عن اليسار هذا اذا لم يكن الانسان في المسجد اما اذا كان في المسجد فانه لا يتنخم في المسجد في اي جهة وانما يراد بالحديث انه ولا يتنخم امامه ولا عن يمينه في اي موطن. واما عن اليسار فانه يتنخم عن يساره الم يكن في المسجد ولم يكن عنده احد. وكانت مساجدهم في الزمان الماضي من التراب فيأخذون البطحاء فيفرشون بها المساجد. ولذلك قال بعضهم بان هذا يشمل حتى ما كان في المسجد على ان تدفن كما سيأتي في الحديث الذي بعده. نعم. وعن انس انس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها فقوله هنا خطيئة يدل على النهي عن البزاق والبصاق والنخامة في المسجد مطلقا عن اي جهة يتجه سواء امامه او عن يمينه او عن شماله او تحت رجله. ما دام في المسجد فان جميع ذلك خطيئة وانما يراد بالحديث السابق لما قال تحت قدمه اليسرى يراد به اذا كان خارج مسجد وفي الحديث النهي عن البزاق في المساجد والامر بتطهيرها وفيه ايضا الامر بالسعي في تنظيم تنظيفها في تنظيف المساجد وتنقيتها. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم اني لاراكم من وراء ظهري. من قوله في هذا الخبر هل ترون قبلتي؟ اي هل تشاهدون الجهة التي اتوجه اليها وانتم في صلاتكم. ثم قال لا تظنوا بانني لا اشاهد احوالكم فقد اعطي النبي صلى الله عليه وسلم خاصية انه يلاحظ احوال من وراءه في خشوعهم وفي ادائهم لاركان الصلاة. ولذا قال هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم واني لاراكم من وراء ظهري وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم ففي هذا الحديث ان الامام يعظ الناس متى رأى منهم مخالفة او عدم اتمام للصلاة. وفي الحديث ايضا ذكر القبلة وانه يتوجه اليها وفي الحديث الترغيب في الخشوع في الصلاة واتمام الركوع. وفي الحديث عظة امام المأمومين لاتمام صلاتهم. وفي الحديث ان العبد ينبغي به ان يستحضر انه في صلاته يقف بين يدي ربه جل وعلا يناجيه ويعرض عليه شر كل من اراد بهم سوءا او شراء كما اسأل الله جل وعلا ان يوفق ولاة امرهم لما يحب وان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا ذكره واموره. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم رقي المنبر. فقال في الصلاة وفي الركوع اقيموا الركوع والسجود فوالله الذي نفسي بيده اني لاراكم من ورائي اذا ما ركعتم وسجدتم كما اراكم قوله هنا صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم اي صلى بهم اماما يتقدمهم في الصلاة. فلما فرغ من ان الصلاة صعد المنبر. وهو الموطن الذي يخطب عليه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصعدوا المنبر الذي صنع من الاخشاب ووضع على درجات ليرقاه فيشاهده المصلون لكلام فقال في الصلاة وفي الركوع اقيموا الركوع اي اتموه وادوه على ماله وتمامه وهكذا في السجود. قال فوالله الذي نفسي بيده يقسم بالله تعالى اني لاراكم اي اشاهدكم من ورائي اي من خلفي من وراء ظهري اذا ما ركعتم اذا ما سجدتم كما اراكم. ففي هذا الحديث فظل الامامة في الصلاة حيث كان يتولاها النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث وظع المنابر في المساجد لتلقى عليها الخطب والدروس المواعظ وفي الحديث استحباب استحباب رفع المنبر ليتمكن المأمومون من مشاهدة من يصعد عليه. وفي الحديث الترغيب في اتمام الصلاة وفي ادائها اكمال الركوع والسجود وفي الحديث جواز قسم الانسان بالله تعالى ولو لم يطلب منه القسم اذا اراد تأكيد الكلام وفي الحديث خاصية النبي صلى الله عليه وسلم في كونه يشاهد من وراءه وهو يصلي وفي حديث ان الامام يعظ المأمومين والحاظرين في المسجد من اجل ان يقوموا باتمام الصلاة وفي الحديث التأكيد على اتمام الركوع والسجود وفي الحديث طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التلفظ باليمين. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي اضمرت ارسلها من الحفياء وامدها ثنية الوداع. وسابق بين الخيل التي لم تظمر من الثنية الى مسجد بني قال ابن عمر وكنت في من سابق قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق اي جعل مسابقة بين الخيل ليعرف من هو الذي يسبق الخيل ويصل واولا قبلها وقد قسم الخيل الى قسمين قسم الخيول المظمرة وهي التي اجاعها اهلها ليخف فلحمها فتكون حينئذ ممن يتحمل السير لمسافة طويلة بسرعة والنوع الثاني الخير التي لم تظمر وهي التي لم تجوع. فهذه لا تتحمل المسافة البعيدة ولذلك جعل مظمار النوع الاول قرابة الخمسة اميال. خمسة اميال وارسلها من الحفياء مكانا في المدينة وامدها اي نهاية السباق ثنية الوداع وهي في شمال المدينة وهذه الثنية يودع فيها من يريد ان يسافر الى الشام ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك دخل منها والنوع الثاني من انواع السباق السباق بين الخير التي لم تظمر ولم تجوع و ابتدأها بالثنية ثنية الوداع الى مسجد بني زريق وذلك في مسافة ميل واحد. فالاولى جعل امدها خمسة اميال وهذه في ميل واحد. قال ابن عمر وكنت فيمن سابق اي فيمن دخل المسابقة ففي هذا الحديث جواز المسابقة على الخيل. وجواز وظع الجوائز في سباق الخيل وفي الحديث تجويع الخيول بما لا يظر بها من اجل السباق وفي الحديث ايضا تحديد مواطن من مواطن المدينة النبوية وفي ان الخيل التي تمت جاعتها يجعل لها امد اعلى واطول من من لا يكون كذلك. وفي الحديث تسمية المساجد ونسبتها الى من بناها او من يسكن قولها ولذا قالوا مسجد بني زريق وفي الحديث الى تلك المواطن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها. وفي الحديث ان ابن عمر كان قد بلغ مبلغا لا بأس به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير واسعدكم في دنياكم واخراكم ورزقكم الانابة اليه والتوبة بين يديه كما نسأله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المحافظين على الصلوات في المساجد مع الجماعة وان يجعلنا من من الملازمين لاداء السنن الرواتب. كما نسأله جل وعلا ان يملأ قلوبنا من التقوى والخير الهدى واسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يجمع كلمتهم على الحق وان يسبغ عليهم نعمه وان يصلح ابنائهم وبناتهم كما نسأله جل وعلا ان يكفي المسلمين