الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تكريما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فنشرف بقراءة احاديث من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي طه الامام العلامة البخاري رحمه الله تعالى. واسكنه فسيح جناته. فلعلنا نقرأ اه شيئا من احاديث هذا الصحيح. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد الله عليه وسلم قال الامام البخاري رحمه الله وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال ابو طلحة لام سليم رضي الله عنهما لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا اعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء قالت نعم فاخرجت اقراصا من شعير وجشته ثم اخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه وجعلت منه خطيفة وعصرت عكة عندها ثم دسته تحت ثوبي ولافتني ببعضه ثم ارسلتني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسلك ابو طلحة؟ فقل قلت نعم قال بطعام قال قلت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه. قوموا فانطلقوا وانطلقت بين ايديهم حتى جئت ابا طلحة فاخبرته. فقال ابوطلحة يا ام سليم قد جاء رسول الله صلى الله الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم. فقالت الله ورسوله اعلم. فانطلق ابو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انما هو شيء صنعته ام سليم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو طلحة معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل امي يا ام سليم ما عندك فاتت بذلك الخبز فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت ام سليم عك لها فادمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله ان يقول ثم قال ائذن لعشرة فاذن لهم فاكلوا وحتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال اذن فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال اذن لعشرة. فاكل القوم كلهم حتى شبعوا. والقوم سبعون او ثمانون رجلا ثم اكل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فجعلت انظر هل نقص منها شيء قوله هنا قال انس بن مالك قال ابو طلحة لام سليم ام سليم هي والدة انس ابن مالك ابو طلحة زوجها وذلك ان والد انس بن مالك توفي قبل الاسلام فلما جاء الله بالهدى اسلمت ام سليم فخطبها ابوطلحة فاشترطت عليه ان يسلم فاسلم رضي الله عنه. وحسن اسلامه. والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مر عليه اوقات جوع شديد وخصوصا في اوقات حروبهم. دخل ابو طلحة على ام سليم وقال لها لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا. اي انه لا يرفعه فيه الجوع اي علمت انه انما ضعف صوته من اجل ما به من الحاجة للطعام فانه جائع ولم يكن جائعا الا انه لم يجد طعاما في بيته. ولذا قال ابو طلحة ام سليم هل عندك من شيء؟ اي هل عندك طعام؟ اطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لم يرد الا شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت ام سليم نعم عندنا طعام يكفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاخرجت اقراصا من شعير اي انها اخرجت شيء من الشعير وهو نبات له حب صغير وحشته اي علته حشيشة اي دقيقا لينا دقيقا جعلته دقيقا لكن فيه خشونة قال ثم اخرجت خمارا لها والخمار ما تغطي به المرأة رأسها. فقامت وضع ذلك الشعير خبزا فلفت الخبز ببعض الخمار. وجعلت منه خطيفة اي انها جعلت هناك اخذت لبنا ووضعت عليه ذلك الدقيق قامت بطبخه. وكانوا في ذلك الوقت يلعقونه. يلعقونه ويخطفونه بسرعة قال ولذا سمي خطيفة لم يسمى خطيفة الا انهم يأخذونه بسرعة وما ذاك الا لجوعهم. قال وعصرت عكة العكة في الغالب يناء من جلد يوضع فيه الاشياء السائلة كالسمن عسل فقال بانه قام بعصر عكة اي اخذ شحما من شحوم الاغنام ونحوها فعصرته حتى جعلته عكة سمنا في ذلك الاناء. ثم انها دسته احتذوا بي اي ادخلته بقوة ونوع خفية قال ولاثتني اي انها بعضه على رأسه وبعضه على ابطه. قال ولاثتني ببعضه. ثم ارسلتني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوه لان يأتي الى بيتها وبيت زوجها ليطعم هذا من اسباب قوة بدنه. قال انس فذهبت بذلك الطعام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم اي وقفت كانو جالسين يدرسهم ويعلمهم فوقف انس عليهم. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسلك ابوطلحة ها اما انه علم ذلك بوحي واما انه غلب على ظنها ان انس لم يقدم بهذه الساعة وبهذه الطريقة الا قد ارسل من اجل ان يستجيب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وليمة الطعام قال انس فقلت نعم اي ارسلني ابوطلحة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بطعام او لطعام يعني هل ارسلك من لاجل ان تدعونا لتناول الطعام. قال انس فقلت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوم هم لم يكونوا ينتظرون الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن النبي صلى الله عليه وسلم اقام جميع من كان معه قال فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وسبق انس فانطلق وصار مسرعا بين ايدي الناس فوصل انس الى البيت اولا. فذهبت الى ابي طلحة. فاخبرته بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم والناس معه فقال ابو طلحة وهذا من حكمة انس انه اخبر الرجل ليتصرف فقال قال ابو طلحة يا ام سليم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بالناس يعني الطعام قيل والناس كثير وليس عندنا من الطعام ما يطعمهم. اي ما يكون سببا اخذهم من اخذ جميعا من الطعام. ام سليم بايمانها ويقينها قالت الله ورسوله اعلم. هناك خفايا. قال فانطلق ابو طلحة لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه في الطريق فقال يا رسول الله يريد ان يرد الناس معه. قال يا رسول الله انما هو شيء يعني امر قليل. صنعته ام سليم لك يا رسول الله فاقبل يعني وحدك قال فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو طلحة معه حتى دخلا في البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سليم. هل امي ما عندك؟ فلم يكن عندها الا ذلك الخبز فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت اي جعل فتاتا صغيرا حبات صغيرة وعسرة ام سليمان العكة لها فادمته ادمت اي جعلته ذا ودام كثير. وذلك انهم اذا اقل طعامهم وضعوا عليه السمن من اجل ان يملأ البطن. قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله اي دعا الله وذكره. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانس ائذن لعشرة اللي يدخل عشرة اشخاص فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال مرة اذا لعشرة فكذلك فعل ثم قال للثالثة ائذن لعشرة. وقال في الرابعة ائذن لعشرة. فاذن لهم فاكل كل عشرة وحدهم. وحتى شبعوا جميعا. ثم خرجوا. فقال اذا لعشرة فاكل القوم كلهم حتى شبع. والقوم سبعون او ثمانون رجلا. انظر كيف بارك الله في لهم. قال ثم اكل النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قام قال انس فجعلت انظروا على نقص من هل نقص منها شيء؟ وكأن الصحفة هذه بقيت على ما كانت عليه كأنه لم يأكل منها احد من هؤلاء الثمانين. وفي هذا الحديث استحبابا يتفقد الانسان من حوله ومعرفة احوال الناس وصفاته معرفة الاشارات التي تكون عنده كما كما عرفوا جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف وفي الحديث جواز اكل الشعير وجواز حشده و لفه في الحديث من الفوائد دعوة من بالمسجد. ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا في المسجد. فجاءهم انس فدعاهم وهم في المسجد وآآ في الحديث ايضا من الفوائد معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمجريات على حسب وقائعها. ومبتدأها وفي الحديث من الفوائد بركة رسول صلى الله عليه وسلم وبركة يده وبركة جميع احواله في الحديث. في الحديث من الفوائد فضيلة ابي طلحة رضي الله عنه. وفي الحديث اجابة الله لدعوات مضطرين وفي الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان لا ينغر بظواهر الاحوال وانما عليه ان قطن بواطنها ولذا لم ينتبهوا لما يطعمونهم به وفي الحديث ايضا من الفوائد نداء الانسان لمن حوله لتناول الطعام عنده. في الحديث فظل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اجريت له هذه المعجزات. وفي الحديث ايضا استعمال الوسائل التي لا تقطع رغبة الناس في الطعام من اجل في طعامهم وفي الحديث من الفوائد ان الانسان قد يأكل من الطعام القليل فيشبع من عند الله جل وعلا. وفي الحديث نصر الله لاولياءه المؤمنين. وهي سنة جارية. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لكل خير وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين كما اسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة ونوفق الجميع لما يحب ويرضى وان يغفر لنا ذنوبنا وييسر لنا امورنا هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين