الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما راني الى يوم الدين اما بعد فيوم اخر من ايام طاعة الله عز وجل. نتدارس فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله ان يرضى عنا وان يثيبنا ثوابا اخرويا. وبعد نواصل في قراءة كتاب الصلاة من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله وغفر له ورفع درجته وجزاه عنا وعن الاسلام المسلمين خير الجزاء فتفظل بالقراءة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عكرمة قال قال لابن عباس رضي الله عنهما ولابنه علي انطلقا الى ابي سعيد رضي الله عنه فاسمع من حديثه فانطلقنا فاذا هو واخوه في حائط يسقيانه. فلما رآنا اخذا رداءه فاحتبى ثم انشأ يحدثنا حتى اتى على ذكر بناء المسجد. فقال كنا نحمل لبنة اللبنة. وكان عمار رضي الله عنه ينقل لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمسح عن رأسه الغبار وينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية. يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار. قال يقول عمار اعوذ لاهي من الفتن. قول عكرمة رضي الله عنه قال لي ابن عباس عكرمة من البربر. وقد جاء به عن الفتح الاسلامي. فكان مولى لابن عباس وكان ممن قد اخذ العلم عنه فاصبح اماما في العلم يؤخذ العلم منه رحمه الله تعالى وفي هذا الحديث توجيه العالم بعض طلابه بغيره من العلماء من اجل ان يأخذوا منهم العلم كما وجه ابن عباس ابنه علي ابن عبد الله ابن عباس ومولاه عكرمة الى ابي سعيد الخدري ليسمع من حديثه. وفي الحديث فائدة سماع الحديث. وان ذلك من طلب العلم ومن القربات التي يتقرب بها لله تعالى وفي الحديث اشتغال العالم ببعض مهنة اهله من مثل سقيه لي نخيله وحائطه كما فعل ابو سعيد رضي الله عنه. وقوله فلما رآنا اخذ رداءه الرداء ما يكون من اللباس لاعلى البدن كانه لما كان يشتغل بالماء والسقي لم يرد ان تبتل ثيابه بالماء فنزع رداءه عنه. وقوله فاحتبى هذا نوع من انواع الجلسة يعتمد الانسان فيه على اليتيه وينصب رجليه. قوله ثم من شاء يعني يا ابا سعيد يحدثنا حتى اتا على ذكر بناء المسجد اي مسجد النبي صلى صلى الله عليه وسلم في المدينة. وفي ذلك فضل بناء المساجد والاهتمام بذلك وتقديمها عند اول ورود الانسان الى المدن التي يريد ان يسكنها. قوله فقال كنا نحمل لبنة اللبنة اللبنة جزء من البناء السابق. كان يصنع من الطين ويوضع فيه بعض التبن الذي هو بقية النبات من اجل ان يتماسك ويقوى وكان بناؤهم في سابق على هذه الهيئة و في هذا جواز بناء المساجد من اللبن وليس معنى هذا ان بناء المساجد بغير ذلك ممنوع منه وذلك ان الافعال التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها ويفعلها اهل وزمانه على نوعين نوع مقصود لذاته فيكون اتباعه فيه هو السنة وترك ترك للسنة. والنوع الثاني من الافعال ما فعله لانه من عادة زمانه ومن اهلي ذلك الزمان انما اختاره لانه وسيلة مؤدية الى مقصد فحينئذ يكون كل فعل يعتبر وسيلة لتحقيق ذلك المقصد مما يؤمر به والبناء من النوع الثاني وفي الحديث التعاون في بناء المساجد وفيه بذل التطوع البدني في الخيرة والصالحة من مثل بناء المساجد. وفي الحديث مفاضلة بعض اسف العمل بسبب ما ادوه من اعمال. المفاضلة هنا لما فظل عمار كونه يحمل لبنتين لبنتين بينما غيره انما يحمل لبنة لبنة. وفي الحديث من الفوائد ان مرور الغيباري على الانسان لا يعني منافاة ما به الشرى من التنزه. وفي الحديث مسح الانسان الغبار عن رأس غيره ولو ذلك الغبار مما نتج عن عمل صالح يعتبر ويصنف بانه في سبيل لله تعالى. وقول النبي صلى الله عليه وسلم ويحا عمار يعني انه جبى من حاله وذكر حالا مستقبلا له يكون من الامور المستغربة بالنسبة الى هو قوله تقتله الفئة الباغية الباغية يعني الخارجة عن طاعة الامام وذلك ان عمارا لما وقعت الفتنة بين معاوية وعلي رضي الله عنهما غفر الله لهما كانت الولاية لعلي رضي الله عنه. فقاتل عمار مع علي فكان نتيجة ذلك ان قتل عمار فتحق ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من كون الفئة الباغية تقتله والبغي لا يعني كفرا ولا خروجا من الملة بل قد يكون الانسان معذورا بذلك متى قامت عنده شبهة يظن ان فعله هو الموافق للشرع وقوله يدعو الى الجنة يعني ان عمارا يدعوهم الى طاعة الله عز وجل والالتزام بما يأمر به امام ذلك الزمان. وفي هذا تحريم الخروج على صاحب الولاية. وان ذلك يعد بغيا مخالفا لشرع الله جل وعلا. وقوله هنا قال عمار اعوذ من الفتن فيه مشروعية الاستعاذة والالتجاء بالله من الفتن. والمراد بالفتن المواطن التي انتبهوا الحق فيها بالباطل. بحيث يكون ذلك من اسباب زيغ الانسان عدم قدرته على التمييز بينهما. اما اذا تبين الحق وعرف انه في جانب دون جانب فان هذا لا يقال له فتنة وانما يقال له بغي كما ورد في الخبر. نعم. احسن الله واليكم قال عن جابر رضي الله عنه قال كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل وكان جذع شجرة او نخلة منها يقوم اليه النبي صلى الله عليه وسلم وان امرأة من الانصار قالت لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا رسول الله الا افعل لك شيئا منبرا تقعد عليه فان لي غلاما نجارا. قال ان شئت فعملت المنبر. فلما وضع له المنبر وكان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر الذي صنع له. صاحت النخلة التي كان يخطب عندها صياح الصبي حتى كادت ان تنشق وسمعن لجذع مثل اصوات العشار. حتى نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضع يده عليه فاخذها فضمها اليه فجعلت تئن انين الصبي الذي يسكت حتى استقرت. قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر عندها. قوله عن جابر رضي الله عنه قال كان المسجد مسكوفا على من نخل في هذا الحديث مشروعية بناء المساجد ومشروعية سقفها بما يتناسب معها حالها وكان افضل البنيان في زمانهم ان يسقف بجذوع النخل. وقوله انجدع شجرة او نخلة منها يقوم اليه النبي صلى الله عليه وسلم فيه مشروعية ان يكون اه ما يخطب به الامام على منبر ليستمعه الناس ويعوا ما يقوله وفي هذا مشروعية الارتفاع عند القاء الخطب ليكون هذا ادعى للسماع من الحاضرين واوصل لصوت الخطيب. وفي الحديث فظل الانصار وفضل ونسائهم وما كانوا يؤدونه في خدمة دين الله جل وعلا والسعي في نشر دين الله. وفي الحديث ان النساء كن يشاركن في الاعمال الخيرية العامة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث من الفوائد مشروعية الجلوس على المنبر في خلل خطب الانسان. وفي الحديث الاستعانة بالنجار ومن مات مثل الصناع في ترتيب المنافع العامة ومنها صنع ما آآ يحتاج اليه المساجد. وفي الحديث جواز عمل النجارة وجواز الاكتساب وفي الحديث ملك المرأة للمملوك الرجل كما ملكت هذه الانصارية هذا النجار. وفي الحديث ان العمل التطوعي العام الذي يكون على صفة في العموم يحتاج الى اذن صاحب الولاية فيه. ولذا استأذنت المرأة من النبي صلى الله عليه وسلم في صنع هذا المنبر فاذن لها وقال ان شئت. وفي هذا الحديث نسبة الفعلي للامر به. فان المرأة لم تعمل المنبر هي وانما عمله النجار المملوك لها لكنها لما كانت هي الامرة قيل لها فعملت المنبر وفي هذا الحديث ايضا مشروعية ان تكون الخطبة على المنبر وقوله فلما وضع له المنبر وكان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع له فيه مشروعية الجلوس قبل الخطبة يوم الجمعة. وفي اثنائها وقوله هنا صاحت النخلة التي كان يخطب عندها هذا علامة من علامات النبوة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يستبعد ان يصدر الصوت من النخل حنينا فان الله عز وجل يجعل في مخلوقاته من القدرة على بعض الافعال ما يكون خارجا عن صوري بعض الناس. ولذا قيل الشرع قد يأتي بالمحارات اياتي بالمحالات يعني ان ما تحار العقول فيه وما لا تهتدي اليه قد يأتي في الشرع ولكن الشرع لا يأتي بامر تحيله العقول وتمنع من وقوعه قوله هنا وسمعنا للجذع مثل اصوات العشار. العشار الابل تكون في الشهر العاشر من حمله بهاء لان حمل الابل يكون الى عشرة اشهر. فاذا قاربت الولادة او ناهزت ذلك بدأ يصدر منها صوت يسمعه من يكون قريبا منها. قال حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم يعني من المنبر الجديد فوضع يده على الجزع الاول الذي ظهر صوته. فاخذها فظم اليه وفي هذان الانسان قد يكون عنده حنين ببعض الجمادات التي كان كانت لديه وكان يستعملها في خير قوله فجعلت تئن اي تصدر صوتا يكون له مثل الانين انين الصبي. الذي يسكت يعني اويل ان يسترظيه اهله حتى استقرت يعني جذع النخلة قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر عندها. وفي هذا مشروعية التأثر عند سماع الذكر وتحرك قلب الانسان بسبب ما يستمع اليه من المواعظ. احسن واليكم قال عن عبيد الله الخولاني انه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى صلى الله عليه واله وسلم انكم اكثرتم واني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول من بنى مسجدا ان يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة. قوله عن عبيد الله الخولاني وهو من التابعين الله انه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رأى ازدحام الناس في المسجد النبوي. فاراد ان يوسع المسجد فاعترض عليه بعض الناس كيف تغير مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبدأوا يتكلمون فيه من اجل ذلك فرد عليهم بالحديث الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اخذ من هذا ان الزيادة لها حكم المزيد وتعتبر جزءا منه. ولذا فان اه مضاعفة الاجر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تشمل كل ما اضيف اليه ولا تقتصروا ولا تقتصروا المضاعفة في اجر الصلاة على ما كان في عهد النبوة وفي الحديث من الفوائد فظل بناء المساجد وعظم الاجر في ذلك وفي الحديث ان الانسان لا يؤجر على عمل الا اذا صلحت نيته بان يبتغي بذلك وجه الله والدار الاخرة وفي هذا الحديث من الفوائد ان الجزاء من جنس العمل. فمن بنى لله مسجدا في الدنيا بنى الله له مثله في الجنة كما ورد في الخبر. احسن الله اليكم قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عنهما انه مر رجل في المسجد ومعه سهام قد بدا نصولها فامر ان يأخذ بنصولها لا يخدش مسلما. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم امسك بنصالها. قوله في هذا الحديث مر رجل في المسجد ومعه سهام فيه جواز دخول المرء بالسلاح في المسجد اتى امن بذلك من ان يؤثر على الاخرين بان يأخذ بنصل سهام امه واذا خشي من ان يكون هناك اعتداء في المساجد فلا مانع من ان ليمنع من دخول السلاح فيها حرصا على استتباب امنها. وفي هذا الحديث ان العبد ينبغي به ان يلتفت الى مآلات افعاله. وما قد تصير اليه ولذا امر من اخذ السهام بان يأخذ بنصولها خشية من ان يجرح بعض من يمر به. وفي هذا دلالة على مشروعية سد الذرائع بمنع الافعال التي يمكن ان تؤدي الى نتائج مخالفة لشرع الله جل لا وعلا. وفي الحديث من الفوائد امساك النصل ورؤوس السهام عندما يسير الانسان بها خشية من ان يؤثر على غيره. فاذا منع من ذلك على منع حمل السلاح على من المسلمين بعضهم على بعضهم الاخر. والواجب وعلى المسلم ان يكف يده وان يمتنع من رفع السلاح على اخوانه. اثابكم الله قال عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من مر في شيء من مساجدنا واسواقنا بنبل فليأخذ على نصالها لا يعقر بك فيه مسلما. قوله عن ابي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من مر اي اجتاز في شيء من مساجدنا فيه جواز دخول المساجد من اجل اجتيازها ولو لم يكن كانوا مريدا للصلاة فيها. ومثله ايضا جواز مرور الانسان في الى وان ذلك لا يؤثر على مكانته. وفي الحديث ان من مر بسهام او نبل وجب عليه ان يتحرز من تأثيرها وجرحها للاخرين وفي الحديث انه عالى الانسان ان يتخذ الوسائل التي تقيه باذن الله عز وجل من ان يؤذي الاخرين. وفي الحديث حرمة المسلم ووجوب الاحتياط. في الاعمال التي تفعل قالوا معه من اجل الا يؤثر عليه بجرح ونحوه. اخذ بعض اهل العلم من الحديث انه لما منع من الافعال التي قد تؤدي الى جرح ظاهر الانسان فانه يمنع من الافعال ولا طوال التي تؤدي الى جرح قلبه والتأثير عليه. احسن الله اليكم قال مر عمر رضي الله عنه في المسجد وحسان رضي الله عنه ينشد فقال كنت انشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت الى ابي هريرة رضي الله عنه فقال حسان يستشهد ابا هريرة انشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا حسان اجب عن رسول الله اللهم ايده بروح القدس. قال ابو هريرة نعم في الحديث مرور الانسان في المسجد وفيه تفقد صاحب الولاية للمواطن العامة ومنها المساجد كما فعل عمر رضي الله عنه وقوله حسان ينشد ان يرفع صوته بالقاء في الشعر وفي هذا جواز القاء الشعر في المساجد خصوصا اذا لم يكن ذلك على جهة التعبد بها او على جهة ترتيبها وتنظيمها. وانما جاءت عرظا بدون ترتيب وفي هذا الحديث من الفوائد. سؤال اهل العلم فيما يشكل من مسائل ولذا سألوا ابا هريرة عما يحفظه في هذا الباب. وفي الحديث فضل حسان ابن ثابت رضي الله عنه. وفي الحديث مشروعية الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن ارضه وفي الحديث الدعاء لمن يفعل الخير ويدافع عن الاسلام اهل الاسلام. نعم. احسن الله اليكم. قال عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان من جواري الانصار تدفسان وتضربان وتغنيان بغناء ما قالت الانصار يوم بعاث وليستا بمغنيتين فاضطجع على فراشه وحول وجهه ودخل ابو بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وآله وسلم متغش بثوبه فانتهرني ابو بكر وقال ازمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه واله وسلم. وذلك في يوم عيد في ايام منى. فكشف النبي صلى الله وعليه واله وسلم عن وجهه واقبل فقال دعهما يا ابا بكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا. فلما فلغمستهما فخرجتا. ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما وكان يوم عيد. على باب حجرة الحبشة السودان يلعبون بالدرق والحراب في المسجد فاما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم واما قال تشتهين تنظرين؟ فقلت نعم فاقامني خدي على خده ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم يسترني بردائه انظر الى لعبهم وهو يقول دون يا بني ارفده فزجرهم عمر. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعهم امنا. بني ارفدة حتى اذا اذ تقال حسبك؟ قلت نعم. قال فاذهبي. فما زلت انظر حتى كنت انا انصرف. فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو تسمع اللهو. نعم قوله عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه دخول الرجل على اهل بيته في يوم العيد. قولها وعندي جاريتان اي صبيتان من جواري الانصار اي من بناتي الانصار. ويظهر من هذا صغر سنهما. فقال تدفسان يعني تضربان على الدفء وتضربان وتغنيان بغناء ما قالت الانصار يوم وعسى ويوم بعاث معركة وقعت في الجاهلية بين الاوس والخزرج. فقالوا ابياتا واشعارا فيها افتخار كل طائفة من القوم بحالهم وما كانوا عليه. وقالت وليستا امنيتين اي لم يكن من شأنهما الاستمرار في الغناء. وانما كان ذلك منهما ليوم العيد. قالت فاضطجع يعني النبي صلى الله عليه وسلم على وحول وجهه. فيه دخول اه الصبيان والصغار في بيت الانسان وفي مقر نومه وعند اهله. وفي هذا الحديث ايضا اضطجاع الانسان مع وجود غير في اهله كما طبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت ودخل ابو بكر وهو والد عائشة رضي الله عنهما. والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه. اي قد غطى نفسه بالثوب قالت فانتهرني ابو بكر اي عاتبها وقال لها كيف يأتي هذا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابو بكر مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم يعني في بيته وبجواره هو بقربه في هذا دلالة على تحريم ظرب الدفء في غير ايام الزوال اجوى ايام العيد. قالت وذلك في يوم عيد. في ايام منى يعني عيد الاضحى بهذا جواز ضرب الدف للنساء في ايام العيد. قالت فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه واقبل اي حرك وجهه نحو الجهة الاخرى التي فيها ابو بكر فقال دعهما يا ابا بكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا مما يفهم منه ان هذا يختص جوازه بيوم العيد. قالت فلما غفل اي ذهل وآآ انتقل لذهنه الى غير ذلك غمزتهما اي اشرت الى الجاريتين فخرجتا وفيه استدلال بالاشارة والعمل بها متى كانت مفهومة وفي هذا اشارة ما يخص به يوم العيد من الاعمال ومن الافعال التي تناسب اظهار الفرح فيه. وثم قالت ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يوم عيد على باب حجرتي فيه وقوف الانسان على باب بيته. قالت والحبشة اهل بلاد الحبشة السودان يعني تعرفهم بلونهم الذي كان عليهم في هذا تعريف الانسان بالعلامة الظاهرة على بدنه من اجل ان يعرف لا على وجه التنقص له قالت يلعبون بالدرك وهو نوع من انواع السلاح والحراب في المسجد وفي هذا اختصاص ذلك في المساجد بشرط الا يكون على جهة التقرب لله عز وجل. وبشرط لا يكون مؤديا الى اظرار بالمسجد. قالت فاما سألت رسول الله صلى الله عليه سلم واما قال تشتهين اي هل تحبين وترغبين ان تنظري الى هؤلاء وفيه جواز وفيه جواز نظر المرأة الى الرجال الاجانب ما دامت متحجبة تن عنهم. فقالت عائشة نعم. فاقامني وراءه اي انه اصبح امامها ينظر اليهم وهي تنظر الى الحبشة من ورائه. تقول خدي على خده. ورسول الله صلى الله عليه يسترني برداءه والثياب التي تكون لاعلى البدن. انظر الى لعبهم وهو يقول دونكم يا بني ارفده يعني انه اذن لهم في هذا العمل. فزجرهم عمر رضي الله عنه اي نهاهم وتكلم عليهم كيف تفعلون ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه اي اتركهم يا عمر ليكملوا ما هم فيه. امنا بني ارفدة اي ليكن من شأنكم ان تأمنوا وان لا فزعوا واستمروا على ما انتم عليه. قالت عائشة حتى اذا مللت اي سئمت من هذا النظر وطال علي الوقت فيه. قال صلى الله عليه وسلم حسبك اي يكفيك ما قد شاهدت فيه من احوالهم وفي هذا جواز النظر الى مثل هذه الالعاب التي قد يتسلى بعض والناس برؤيتها. فقال صلى الله عليه وسلم فاذهبي تقول عائشة فما زلت انظر حتى كنت انا المنصرف عن رؤية هؤلاء الحبشة. تقول عائشة فاقدروا اي اعرفوا مقدار قدر الجارية الحديثة السن فانها كانت ابنة شيء بضع عشرة سنة الحريصة على اللهو يعني العمل الذي لا ثمرة له ولا فائدة تسمع اللهو. وفي هذا الحديث من الفوائد اختصاص يوم العيد بخصائص فليست في غيره من الايام. وفيه جواز اللعب واللهو في ايام العيد وفيه استعمال السلاح المأمون في انواع اللعب كما كانوا يفعلون. وفي هذا الحديث جواز اتخاذ انواع الاسلحة المختلفة التي تكون سببا من اسباب بقوة اهل الاسلام. وفي الحديث من الفوائد جواز نظر المرأة كما تقدم بشرط الا سيكون هناك ريبة او ان يكون هناك نظر من الرجال الى المرأة وفي الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن العشرة مع اهل بيته ومراعاة لما ترغبه نفوسهم مما لا مانع فيه شرعا. وفي الحديث ايضا ان الانسان قد ينصح بناء على ما يعلمه من الشرع بالعلم العام فين بهيلا ان هناك تخصيص بالنسبة لهذه المسألة كما فعل عمر من زجر هؤلاء الحبشة وفي الحديث وضع المرأة خدها على خد زوجها. وان ذلك لا حرج فيه وفي الحديث ستر المرأة عن ان يراها الرجال الاجانب كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر انه لم يكن يبرز منها الا عيناها اللتان تتمكن من رؤية القوم بهما. وفي الحديث نسبة الجماعة الى جدهم الاعلى. وان ذلك لا حرج فيه. وفي هذا الحديث ان ملال الانسان وسأمه من بعض المباحات من الجائزة التي لا تنقص منزلته عند الله جل وعلا. وفي الحديث بان الله و الذي لا مخالفة فيه للشرع جائز لا حرج فيه بحيث الانسان او يشاهده. بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين دين كما نسأله سبحانه ان يتقبل منا الاعمال الصالحة وان يستعملنا في طاعته ان يجعلنا ممن اخلص النية فيما يؤديه من الاعمال كما نسأله جل وعلا ان يجعل اجتماعنا هذا ماعن مرحوما من اسباب رضا الله جل وعلا عنا ومن اسباب رفعة درجاتنا كما نسأله جل ان يجعلنا من المتحابين فيه. ونسأله ان يصلح احوال المسلمين وان يبارك فيهم وان يبعد عنهم كل ما يؤذيهم كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان لهم من اسباب الخير والهدى والصلاح للناس اجمعين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين