محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه ونشهد ان لا اله الا هو واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى الدين. اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى وجزاه خير الجزاء وغفر الله ذنبه. نواصل فيه قراءة كتاب الصلاة من المختصر فضلا مشكورا. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين اذ قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ام سلمة رضي الله عنها قالت شكوت الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اني وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة واراد الخروج ولم تكن ام سلمة طافت بالبيت وارادت الخروج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقيمت صلاة الصبح فطوفي من وراء الناس وانت راكبة على بعيرك والناس يصلون نون فطفت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الى جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مستور فلن تصلي حتى خرجت. قوله عن ام سلمة قالت شكوت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اشتكي هنيئا انني مريضة وتوجع وانني لم استطع الطواف طواف الافاضة. وفي هذا ان والشكوى يكون افاضل الناس وعلى غيرهم. وقولها وكان النبي صلى الله عليه عليه وسلم بمكة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من الحج في يوم الثالث عشر رمى الجمرات بعد زوال الشمس ثم ذهب الى المحصب وصلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء. مجموعة مقصورة وفي اخر الليل ذهب الى مكة وطاف للوداع وصلى بالناس ثم خرج الى المدينة قالت وكان النبي صلى الله الله عليه وسلم بمكة واراد الخروج ولم تكن ام سلمة طافت بالبيت فيه جواز تأخير طواف الافاضة الى ما بعد ايام التشريق. وانه لا يلزم ان يؤتى بطواف افاضة في يوم العيد او في ايام منى وقد قال طائفة بايجابي ان يكون الطواف في ايام منى ولكن هذا الحديث يدل على خلاف قولهم كذلك ورد في حديث صفية لما ظن النبي صلى الله عليه وسلم انها لم يكن طافت بالبيت فلم ينكر عليها تأخير الطواف. وفي الحديث جواز الجمع بين طواف الافاضة وطواف الوداع. بحيث يطوف الانسان في اخر مناسك الحج ثم بعد ذلك يغادر الى بلده فيكفيه عن طواف الافاضة الوداع وفي الحديث مشروعية الاقامة لصلاة الصبح وفي الحديث صلاة الفجر بالصبح. وفي الحديث جواز الطواف من وراء المصلين وان ذلك طواف صحيح مجزئ. وفي الحديث جواز الطواف راكبا. وقد اختلف العلماء في طواف الراكب فقال طائفة بعدم اجزاءه. وقال اخرون انما يجوز لمن طاف وهو مريض اما من كان صحيحا فانه لا يحل له ان يطوف راكبا وظاهر هذا الحديث مع حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف راكبا يستلم بمحجن معه يدل على جواز طواف الراكب وقوله على بعيرك فيه جواز بادخال البعير في المسجد وقد قصر المؤلف ذلك على ما كان له وسبب فقال باب ادخال البعير في المسجد للعلة. وفي الحديث الاشارة لطواف النساء بالبيت. وفي الحديث ايضا جواز الطواف حال اقامة الصلاة وانه لا يلزم المرء ان يصلي مع الجماعة في المسجد اذا كان يطوف كما فعلت ام سلمة. وفي الحديث مشروعية الجهر بالقراءة في صلاة الفجر ولذا سمعت ام سلمة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيها. وفي الحديث صلاة الامام جنب البيت. وفي الحديث جواز تأخير سنة الطواف وصلاة الفجر الى ما قبل طلوع الشمس. وفي الحديث جواز اداء سنة الطواف خارج المسجد ولا يلزم ان تكون داخل المسجد. نعم. احسن الله اليكم. قال عن انس رضي الله عنه ان رجلين من اصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة. واذا نور بين ايديهما ومعهما مثل المصباحين بين ايديهما فلما افترقا تفرقا النور معهما صار مع كل واحد منهما واحد حتى اتى اهله. قوله عن انس ان رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهما اسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما وفيه فظيلتهما وفيه كرامة لهما مما يثبت كرامات الاولياء ولكنها لا تعني تركا لحكم شرعي او جعل ما يفعله هؤلاء الاولياء حجة دليلا شرعيا وفي الحديث جواز اتخاذ المصابيح التي تنير على الناس الطريق. نعم. احسن الله قال عن ابي سعيد الخضري رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر وخطب الناس فقال ان الله خير عبدا بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبينما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله فبكى ابوه ابو بكر رضي الله عنه وقال فديناك بابائنا وامهاتنا فعجبنا لبكائه ان يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عبد خير فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ ان يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله وهو يقول فديناك بابائنا وامهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو وده المخير وكان ابو بكر هو اعلمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر لا تبكي ان املنا علي في صحبته وماله ابو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي من امتي لاتخذت ابا بكر. ولكن اخوة كلامي ومودته الا خلة الاسلام لا يبقين في المسجد باب الا سد الا باب ابي بكر. قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فيه مشروعية الخطبة وظاهر هذا الحديث ان هذا لم يكن يوم جمعة وفيه جواز في غير الجمعة. فقال صلى الله عليه وسلم ان الله خير عبدا بين ان يؤتيه من من زهرة الدنيا ما شاء وبينما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله تعالى فيه فضيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه تقديم امر الآخرة على امر الدنيا في هذا الحديث فضيلة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وفيه ان ابا بكر فهم ما لم يفهمه غيره من هذا الحديث مما يدل على تفاوت الناس في بهم في الفهم وانهم ليسوا على رتبة واحدة. وفي الحديث مكالمة الخطيب والحديث معه. ولذا قال ابو بكر فديناك بابائنا وامهاتنا وفيه تقديم الانسان لنبي الهدى على قرابته وعلى نفسه فيحبه محبة اعظم من محبته لنفسه. وفي الحديث ان من لم يفهم امرا فانه عجبوا منه وان من لم يفهم امرا فعليه ان يسأل من فهمه ليعلم وفي هذا الحديث من الفوائد ان الانسان يتقرب الى الله جل وعلا بمعرفة ما لاهل الفضل من فظل كتقربه لمعرفة فضيلة ابي بكر رضي الله عنه. وفي الحديث جواز البكاء اذا ورد على الانسان ما يكون سببا وكارهي وفي الحديث ان من اسباب البكاء ان يفارق الانسان من يتعاون معه على طاعة لله عز وجل وما يكون سببا من اسباب اقدامه على انواع الطاعات والعبادات وفي الحديث قرب ابي بكر رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظم صداقة التي بينه وبين رسول الهدى صلى الله عليه وسلم. وفيه ان من اعظم العلاقات ان يكون بين الاثنين مودة دين الاسلام ومحبته واخوته وفي هذا الحديث جواز اتخاذ الممر في المسجد وجواز اتخاذ الخوخة من نافذة تن او مدخل للمسجد. وفي الحديث جواز وظع باب صاحب فضل على المسجد متى علم منه صيانة المسجد والقيام بحقه. احسن الله اليكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال انه ليس من الناس احد امن علي في نفسه وماله من ابي بكر ابن ابي القحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن اخي وصاحبي ولكن اخوة الاسلام افضل سدوا كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة ابي بكر. قال ابن عباس اماه فانه انزله ابى. قوله خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فيه ان الامراض والمصائب تكون على الانبياء واصحاب الفضل وفي هذا الحديث جواز الربط على الرأس عند حدوث الالم فيه وفي هذا الحديث صعود المريض على المنبر لاداء الخطبة ظاهر الحديث انها لم تكن خطبة جمعة في الحديث استحباب بداءة الخطب بحمد الله تعالى والثناء عليه. في الحديث فضيلة ابي بكر الصديق رضي الله عنه ومكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث ان من بذل من نفسه ومن ماله ومن وقته في نصرة دين الله جل وعلا. كان ذلك من اسباب رفع مكانة وعلو منزلته. وفي هذا فظيلة النفقة في سبيل الله تعالى وفي الحديث اثبات الصحبة والاخوة لابي بكر رضي الله عنه وبيان فضله ومكانته وفي الحديث التذكير بالاخوة الايمانية والتذكير بالعلاقة التي تكون من اهل الايمان بهذه الاخوة وفي الحديث وظع النوافذ ونحوها على المسجد اذا لم يكن فيه مظرة على المسجد و وفي الحديث الاشارة لمسألة الجد والاخوة فاذا مات ميت وورثه جده وعدد من اخوته. فما الحكم حينئذ؟ قال طائفة بان آآ الجد ينزل منزلة الاب وبالتالي يحجب الاخوة وهو الذي اختاره ابن عباس هنا ونسب الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه كان يختاره فقال فان انه يعني ابا بكر رضي الله عنه انزله اي انزل الجد ابا فجعله يرث ميراث الاب. وقد قال بهذا فقهاء الحنفية وطائفة من اهل العلم وهناك من قال بان الجد والاخوة يشتركون في الميراث على طريقتين مشهورتين في كيفية التقسيم بينهما. وقول الحنفية في هذه المسألة اقوى عدد من الادلة منها حديث الباب. احسن الله اليكم. قال عن السائب ابن يزيد رضي الله عنه قال كنت قائما بالمسجد فحص بني رجل. فنظرت فاذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال اذهب فاتني بهذين. فجئته بهما قال من انتما او من اين انتما؟ قال من اهل الطائف. قال لو كنتما من اهل البلد لاوجعتكما. ترفعان اصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال ثائب ابن يزيد رضي الله عنه كنت قائما في المسجد به اللبس في المسجد ولو على جهة القيام. قال فحصبني رجل اي رماني بحصاة من الحصباء فيه تنبيه الاخرين بمثل ذلك قال فنظرت اي التفت الى مصدر تلك الحصاة فاذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان اميرا للمؤمنين في ذلك الوقت وخليفة في ذلك الزمان. فقال عمر للسائب ابن يزيد اذهب فاتني بهذين وفيه تكليف الانسان بالاتيان ببعض من يرى الامام مشروعية الاتيان بهم فقوله فجئته بهما اي احضرت الرجلين له. فقال من انتما؟ فيه سؤال الرجل والمرأة عن اسمه ليتعرف حاله. وفي الحديث تعريف لنفسه بنسبته للبلد التي يسكنها. ولذا قال نحن من اهل وفي الحديث عدم جواز رفع الاصوات في المساجد بما يشوش على المصلين والمعتكفين الا اذا كان لامر مشروع بمثل تدريس العلم او اداء بالصلاة نافلة جماعة وفي الحديث ان من جهل هذا الحكم فانه لا يؤاخذ به ولا يترتب عليه شيء من ان ايه المأسم وانما يعلم ويوجه الى خلافه. نعم احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سأرى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب على المنبر. ما ترك وفي صلاة الليل قال صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة واحدة فاوترت له ما صلى وانه فيقول اجعلوا اخر صلاتكم بالليل ذكرا. فان النبي صلى الله عليه وسلم امر به وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يصلي الليل مثنى متناه اوتر بركعة ويصلي ركعتين قبل صلاة الغدا وكأن الاذان باذنيه. قول ابن عمر سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فيه سؤال الخطيب في اثناء اي الخطبة بما يتعلق بالاحكام الشرعية. وفي الحديث مشروعية الصعود على المنابر عند وجود الخطبة. وفي الحديث الرجوع الى اهل العلم تواليهم عما يقع الاستشكال عنه. وفي الحديث الاهتمام بصلاة الليل وتفقد انسان لنفسه في ذلك. قوله صلاة الليل مثنى مثنى. اي ان صلاة الليل يصلى بركعتين ركعتين. واخذ من هذا جماهير اهل العلم مشروعية تكون صلاة الليل كذلك بحيث لا يزيد الانسان في التسليمة الواحدة على ركعتين. وقد وقع الاختلاف بين الائمة باداء صلاة الليل باكثر من ركعتين. فذهب جماعة ومنهم الامام الشافعي الى جوازي ان تصلى صلاة الليل باكثر من ركعتين. استدلوا عليه بما ورد من حديث عائشة رضي الله عنهما قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم اربعة فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم صلى اربعا فلا تسأل عن طولهن وحسنهن وقد اجيب عن هذا الاستدلال بانه لا يلزم ان تكون الاربع بسلام واحد. فانه اذا كانت الاربع متواليات اكتفوا بذكر كونها اربعة عن ذكر كونها قد سلم فيها من كل لركعتين وذهبا جماعة من اهل العلم كما هو مذهب اهل الحديث وهو مذهب الامام احمد الى انه لا يجوز ان تصلى صلاة الليل باكثر من ركعتين. حتى لو قدر ان الانسان قام لثالثة فقرأ فنبه فانه يعود فيجلس للتشهد ويسلم بعد ذلك ودليلهم حديث الباب فانه قال صلاة الليل مثنى مثنى وفي الحديث جواز الاكتفاء بركعة واحدة في صلاة الوتر. كما قال بذلك الجماهير خلافا للامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى. وفي الحديث بناء صلاة الليل بعض ركعات على بعضها الاخر. وفي الحديث مشروعية ان تكون ركعة الوتر في اخر صلاة الليل ولكن لو قدر انه اوتر اول الليل جاء وقد ورد في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها من كل الليل اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوله ومن اوسطه ومن اخره وانتهى وتره الى السحر صلى الله وعليه وسلم في الحديث جعل اخر الصلاة بالليل وترا وبيان ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بذلك وفي الحديث جواز رواية الحديث بالمعنى فانه لما قال فان النبي صلى الله عليه وسلم امر ذلك فهذا رواية للخبر بالمعنى. وفي الحديث بيان صلاتي النبي صلى الله عليه وسلم الطريقة التي كان يفعلها في صلاة الليل. فقد كان يصلي ليلى مثنى مثنى بركعتين ركعتين ويوتر بركعة. وفي الحديث مشروعية الفجر يؤديها الانسان قبل صلاة الغداة. وفي الحديث ان سنة الفجر مستثناة في اوقات النهي وفي الحديث المسارعة باداء سنة الفجر بمجرد دخول لوقتها وبمجرد وجود الاذان. فيه ايضا فائدة اخرى وهي مشروعية وضع اليدين عند الاذنين بالنسبة للمؤذن. بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال امة محمد صلى الله عليه وسلم وان يجعلها على خير حال هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا