الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا على نعمه ونشكره على فضله. واشهد ان لا اله الا الله وحده واشهد ان محمدا عبده ونبيه وصفيه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق لخيري الدنيا والاخرة رزقكم الله علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة. وبعد فهذا درس جديد من دروسي كتاب مختصر صحيح الامام البخاري. نواصل فيه ارادة كتاب الصلاة. تفضل مشكورا. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضطجع القيم في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى. وقال سعيد بن المسيب كان عمر وعثمان رضي الله عنهما يفعلان ذلك في هذا الحديث جواز الاستلقاء على الظهر وانه لا حرج فيه وفيه الاضطجاع على الظهر بوضع احدى الرجلين على الاخرى وانه لا ينافي حال التواضع. وفي الحديث جواز الاستلقاء في المسجد وفي الحديث اتباع الصحابة رضوان الله عليهم بحال النبي صلى الله عليه وسلم. احسن الله اليكم. قال عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اعقل ابوي ايقظت الا وهما يدينان الدين. ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم طرفي نهار بكرة وعشية. فلما ابتلي المسلمون هاجر الى الحبشة رجال من المسلمين. وخرج ابو بكر رضي الله عنه مهاجرا نحو ارض الحبشة. حتى اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة. وهو سيد القارة. فقال اين تريد يا ابا بكر؟ فقال ابو بكر اخرجني قومي فاريد ان اسيح في الارض واعبد ربي. قال ابن الدغنة فان مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج. فانك تكسب المعدوم وتصل الرحم. وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين وعلى نوائب الحق فانا لك جار. ارجع واعبد ربك ببلدك. رجع وارتحل معه ابن الدغنة. فطاف ابن الدغنة عشية في اشراف كفار قريش فقال لهم ان ابا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج. اتخرجون رجلا يكسب المعدود ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فانفذت قريش جوار ابن الدغنة وامنوا ابا بكر ولم تكذبوا رئيس بجوار ابن الدرنة وقالوا لابن الدغنة مر ابا بكر فليعبد ربه في داره فليصلي فيها وليقرأ ما شاء ولا ادين بذلك ولا يستعلن به فانا نخشى ان يفتن نسائنا وابنائنا. فقال ذلك ابن الدغنة لابي بكر فلبث ابو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته. ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لابي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره. وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف عليه نساء المشركين وابناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون اليه. وكان ابو بكر رجلا بكاء. لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن فافزع ذلك راف قريش من المشركين فارسلوا الى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له انا كنا اجرنا ابا بكر بجوار على ان يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره. فاعلن بالصلاة والقراءة فيه. وان قد فينا ان يفتن نسائنا وابناءنا فاته فانه فان احب ان يقتصر على ان يعبد ربه في داره فعل. وان ابى الا ان اعلن بذلك فسله ان يرد اليك ذمتك. فانا قد كرهنا ان نخبرك ولسنا بمقرين لابي بكر للاستعلان. قال عائشة فاتى ابن الدغنة الى ابي بكر رضي الله عنه فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترد الي ذمتي فاني لا احب ان تسمع العرب اني اخبرت في رجل عقدت له. فقال ابو بكر فاني ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ بمكة. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم للمسلمين اني قد اريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما حرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ورجع عامة من كان هاجر بارض الى المدينة وتجهز ابو بكر مهاجرا قبل المدينة. واستأذن ابو بكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الخروج نشتد عليه الاذى فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على رسلك اقم فاني ارجو ان يؤذن لي قال ابو بكر وهل ترجو ذلك بابي انت؟ قال نعم اني لارجو ذلك. فحبس ابو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليصحبه وعلى فراحلتين كانتا عنده ورق السمر. وهو الخبط اربعة اشهر. فلما اذن له وفي الخروج لم يرعنا الا وقد اتانا ظهرا. فخبر به ابو بكر. فبينما نحن يوما جلوس في بيت ابي بكر في نحره الظهيرة قال قائل لابي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متقنعا. في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال ابو بكر فداء له ابي وامي. والله ما جاء به في هذه الساعة الا امر حدث. قالت فجاء رسول صلى الله عليه وسلم فاستأذن فاذن له فدخل فلما دخل قال فلما دخل قال النبي صلى الله عليه واله وسلم لابي بكر اخرج من عندك فقال ابو بكر يا رسول الله انما هم اهلك. بابي انت يا رسول الله انما هم ابنتاي يعني عائشة توا اسماء قال اشعرت اني قد اذن لي في الخروج؟ فقال ابو بكر الصحبة بابي انت يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الصحبة. فقال ابو بكر يا رسول الله ان عندنا ناقتين اعددتهما للخروج. فخذ بي انت يا رسول الله احدى راحلتي هاتين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد اخذتها بالثمن فاعطى النبي صلى الله عليه واله وسلم احداهما وهي الجدعاء. قالت عائشة فجهزناهما احث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في فقطعت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطق طاقة قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابو بكر بغار في جبل يقال له ثور فتواريا في فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن ابي بكر رضي الله عنهما وهو غلام شاب ثقف قن فيدخل من عندهما بسحر فيصبح مع قريش. بمكة كباءت فلا يسمع امرا يقتادان به الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام. ويرعى عليهما عامر بن فهيرة رضي الله عنه مولى ابي بكر. وكان غلاما ان لعبدالله بن الطفيل بن سخبرة اخو عائشة لامها منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب من العشاء فيبيتان رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما. حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس ثم يسرح فلا يفطن به احد من الرعاء. يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث. واستأجر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وابو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عبد بن عدي هاديا خريت والخريت الماهي بالهداية قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل السهمي. وهو على دين كفار قريش فامناه فدفعا اليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فاتاهما براحلتيهما صبيحتا ليال ثلاث فارتحل وانطلق معهما عامر بن فهيرة يعقبانه. والدليل الديني. فاخذ بهم اسفل مكة وهو طريق الساحل فقتل عامر بن فهيرة رضي الله عنه يوم بئر معونة ولما قتل الذين ببئر معونة واسر ابن امية الظمري رضي الله عنه قال له عامر بن الطفيل من هذا؟ واشار الى قتيل؟ فقال له عمرو بن امية هذا عام بن فهيرة فقال لقد رأيته بعدما قتل رفع الى السماء حتى اني لانظر الى السماء بينه وبين الارض. ثم وضع فاتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم فقال ان اصحابكم قد اصيبوا وانهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا اخبر عنا اخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا. فاخبرهم عنهم واصيب فيهم يومئذ عروة ابن اسماء ابني السلط رضي الله عنه فسمي عروة به ومنذر بن عمرو رضي الله عنه سمي به منذرا عائشة رضي الله عنها حديث في سياق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيه فوائد عديدة ومعان جليلة قولها لم اعقل ابوي قط الا وهما يدينان الى الدين. يعني ان عائشة رضي الله عنها اخبرت بان ابويها والدها ابو بكر وامها رضي الله عنها لم تعي عائشة الدنيا الا وهما على دين الاسلام. وفي هذا فضيلة من تقدم اسلامه وفي الحديث من الفوائد زيارة الانسان من بينه وبينه صحبة في كل يوم لقولها لم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة يعني اول النهار وعشية يعني اخر النهار بهذا جواز زيارة الانسان لغيره في اليوم مرتين وفي الحديث مشروعية الهجرة بالانتقال من البلد الذي لا يتمكن الانسان فيه من عبودية الله تعالى الى البلد الذي يتمكن فيه من ذلك. وفي الحديث ذكر هجرة حبشة وما كان من شأن الصحابة الذين هاجروا هناك وفي الحديث اهتمام ابي بكر رضي الله عنه اظهار شعائر دينه. ومن ذلك انه سعى للهجرة الى الحبشة من اجل ذلك ومن ذلك اظهاره لشعيرة الصلاة وفي الحديث من الفوائد جواز ان يدخل المسلم بجوار غير المسلم سواء كانوا افرادا او مؤسسات او دولا كما دخل ابو بكر الصديق في جوار ابن الدغنة. وفي الحديث من الفوائد تقسيم الناس الى قبائل يكون لها سادة فقد كان سيدا للقارة. وهم قبيلة الى من مضر وفي الحديث ايضا جواز سؤال الانسان عن مقصوده عما يريد ان يفعله من الافعال وجواب من سأل عن مثل ذلك وفي الحديث من الفوائد فضيلة تقديم العون والمساعدة للاخرين ومن ذلك وصف ابي بكر بانه يكسب المعدوم والمعدوم هو الذي لا يجد شيئا اه وفي الحديث فضيلة الرحم وفيه ايضا فضيلة ام للكل يعني الظعيف وفي الحديث استحباب تقديم الضيافة للاضياف كما كان ابو بكر رضي الله عنه يفعل وفي هذا ان من كان كذلك فينبغي ان يعان وان يثنى عليه وان يوقف معه في افعاله وفي الحديث من الفوائد ان الانسان اذا ادخل في جواره احدا اعلم الاخرين ونشر ذلك من اجل ان يحترم جواره والا يتعرض من اجار وفي الحديث من الفوائد ايضا ان الانسان يسعى الى الامن من غدر الاخرين او تنكبهم وايذائهم له. فان امن الانسان في ذلك يعينه على طاعة الله جل وعلا ويمكنه من القيام اعماله وفي الحديث ايضا من الفوائد مشروعية اداء الانسان لصلاة الليل في بيته وفي الحديث من الفوائد ايضا ان اظهار قراءة القرآن من اسباب هداية الناس واستجابتهم فاذ فيه من والبراهين والمعاني والمواعظ ما يحرك الى الله جل وعلا. وآآ في الحديث ايضا جواز بناء المساجد في الدور وكما بنى ابو بكر مسجدا بفناء داره وفي الحديث ايضا السعي الى اسماع الاخرين من غير المسلمين لقراءة القرآن ليكون هذا من اسباب نشر هذا الدين واستجابة الناس اليه. وفي الحديث مشروعية البكاء عند قراءة القرآن للتأثر بالقراءة. فقد كان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه اذا قرأ القرآن. وفي الحديث من مشروعية رفع الصوت بقراءة القرآن في صلاة الليل. ولو صلى الانسان وحده فانه لم يتقصف نساء قريش وصبيانهم اليه الا لكونه يرفع الصوت بالقراءة. وفي الحديث ان اعداء هذا الدين يسعون الى اسكات دعاة الحق وعدم اظهارهم لما لديهم من الحق والهدى لما على الحق من دلالة واضحة تجعل الناس ينقادون اليه. وآآ في الحديث من الفوائد ان العبد متى رد اليه جواره تجارب الله جل وعلا وفيه دلالة على سنة كونية جارية الا وهي ان اهل الحق اول ما يبدأون يكون عندهم ضعف ويكون عند اعدائهم قوة ومع ذلك لا يتمكنون منهم ويجعلهم الله عز وجل ينصرفون عن اسكات دعوة الحق وفي هذا الحديث ايضا الاخبار بما يراه الانسان من الرؤيا المنامية فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه اني اريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات اه نخلم بين لابتين وهما حرتان والحارة ارض فيها حجارة سوداء منتصبة لا يستطيع صاحب الجمل او الخيل ان يقطعها وفي الحديث من الفوائد اخذ ما يخطط له الانسان ويعمل له من الرؤية هي التي يراها فانه لما اوري النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا علموا بان دار الهجرة هجرة هي المدينة. ومن المعلوم ان رؤيا الانبياء حق ما ورد ذلك وفي الحديث من الفوائد ان المواطن تختلف بامكانية عبادة الله عز وجل فيها. بحسب ما يكون فيها من الولاية. وفي الحديث من الفوائد ايضا ان الانسان قد يخبر بما ينويه وما وعلى فعله في مستقبل ايامه. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر اقم ارجو ان يؤذن لي في الحديث تأخير الهجرة الحجارة التي توضع على شكل اناء فيوضع اللبن فيها. قال حتى ينعق اي يرفع صوته بغلس يعني في ظلمة الليل قبل طلوع نور الصبح قال ثم يسرح يعني يأتي باغنامه فيرعاها فلا يفطن به احد اي لا يشعر من ديار الكفر لديار الاسلام لعلة ومعنى وحكمة يعود بالخير لا صاحبه وفي الحديث ايضا من الفوائد حرص الانسان على لصاحبه والقيام معه ولذا حبس ابو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون معه في صحبته. وفي حديث تجهيز الاسباب التي تعين الانسان على طاعة الله جل وعلا. ولذا جهز ابو بكر الراحلتين وعلفهما مدة. وهكذا جهزت عائشة واسماء جهاز النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر فيما يحتاجان اليه في هجرتهما من امن ونحوه. وفي الحديث بيان ما كان عليه الناس في ذلك الزمن من شظف العيش وقلة موارده. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر بالهجرة قبل هجرته باشهر عديدة ولذا كان ابو بكر قد علف راحلتيه اربعة اشهر. وفي الحديث الانسان الى غيره في الوقت الذي لا يكون وقتا للزيارة اذا كان هناك داع يقتظي ذلك. فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر في وقت لم يكن يأتي فيه لابي بكر وفي الحديث ايضا من الفوائد جواز التقنع بالثياب بان يجعل الانسان ثيابه مغطية لرأسه وذلك لان لا يعرف ومن فوائد ذلك جواز التلثم بتغطية الوجه اذا كان هناك معنى يستدعيه. في الحديث من الفوائد فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاباء والامهات كما فعل ابو بكر وفي الحديث الاستدلال بغرابة بعظ الاحداث والاستدلال بها على وجود امور عظيمة قد حدثت. وفي الحديث من الفوائد مشروعية الاستئذان عند الدخول قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للدخول على ابي بكر رضي الله عنه وفي الحديث جواز النجوى اذا كان لتحقيق امر مقصود للشرع المراد بالنجوى الحديث السري والمحادثة التي تكون بين اثنين لا يطلع عليهما احد من الناس. وفي الحديث من الفوائد ان ابا بكر قال للنبي صلى الله عليه وسلم انما هم اهلك وذلك انه قد عقد على عائشة رضي الله عنها فكانت زوجته ولكنه لم يدخل بها الا بعد الهجرة في الحديث ايضا من الفوائد مشروعية اختيار الانسان لمن يصحبهم ليستفيد منهم ما يعود عليه بالخير في دنياه واخراه. ولذا سأل ابو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحبة في هجرته. وفي الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان اذا اعد شيئا مهمة لاصحابه جاز له ذلك وفيه ان هذه الهدية اذا كانت عالية الثمن شرع له ان يدفع ثمنها. ولذا لما اخبر ابو بكر باعداد الناقتين الهجرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم قد اخذتها الثمن. وفي الحديث من الفوائد ايضا جواز التولية وهي بيع السلعة بمثل الثمن الذي اشتريت به اذا اشترى الانسان سلعة وقال لاخر ابيعك هذه السلعة بنفس الثمن الذي به جاز ذلك ولا حرج فيه. وفي الحديث من الفوائد جواز ابقاء السلعة المشترى عند البائع مدة من الزمن في الحديث ايضا تجهيز المسافر للطعام الذي يحتاج اليه في سفره بالجراب هو ما يصنع من جلد ونحوه ويوضع فيه المسافر الطعام الذي يحتاج اليه وفي الحديث فضل اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنه انهاء وسبب تسميتها بذات النطاقين وانه اسم فخر وشرف لا وذلة وفي الحديث من الفوائد مشروعية الهجرة وترتيب امرها ليتمكن الانسان من اظهار عبودية الله جل وعلا في الحديث الاختباء عن الطلب الذي يريد المسلم بالسوء كما اختبأ رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يوم الهجرة في غار جبل ثور. وفي الحديث من الفوائد ترتيب امر الاختفاء بما يكون سببا من اسباب عدم قدرتها للشرك على اهل اسلام وفي الحديث فظل عبد الله ابن ابي بكر قالت وهو غلام شاب تقف لقن. والثقف هو الذي يكون حاذقا يستفيد المعلومة ادنى سبب. فيتمكن من فهم الامر بيدنى اشارة تدل عليه. واللقن سريع الفهم الذي يستطيع ان يلتقط المعلومة في لحظات وفي الحديث ايضا تلقط اخبار العدو ومعرفة ما يكون لديهم من نوايا وخطط من اجل الوقوف في وجهها وفي الحديث مشروعية استئجار الاجراء لرعي البهائم كما استأجر ابو بكر امر ابن فهيرة وفي الحديث جواز اتخاذ الاغنام العناية بها وفي الحديث من الفوائد جواز الحديث بعد العشاء وفي الحديث شرب اللبن وقال هنا فيبيتان في رسل اي انه يأتي اليهم بلبن الماعز التي يرعاها وقوله هنا ورظيفهما يعني انه يريد بذلك به احد قال وفي الحديث استئجار الاجير من اجل دلالة الطريق. وفي الحديث جواز استئجار غير المسلم حتى ولو كان مشركا من اجل ان يعين الانسان على بعض اعماله كما استأجروا هذا الرجل الهادي الخريت اي الماهر العارف بالطريقة. وفي الحديث من الفوائد ايضا جواز وظع عقد للاجارة منفصلا عن العمل المتعلق بها. فانهم استأجروا هذا الرجل الهادي الخريج ووعدوه بعد ثلاثة ايام. وفي الحديث خلافا لبعض الفقهاء الذين يرون انه لابد ان تكون الاجارة عاقبة واتية بعد العقد مباشرة. وفي الحديث من الفوائد ان المشرك قد يكون مأمونا فيؤمن على بعض الاسرار كما من هذا الرجل الخريت. وفي الحديث من الفوائد ايضا اختيار الطريق المناسب الذي يسلكه الانسان لتحقيق ومن هنا سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته طريق الساحل وهو بعيد عن الطريق المعتاد بين مكة والمدينة وذلك من اجل ان يخفي خبره عن الناس. وذلك ان قريشا قد وضعت مكافأة كبيرة لمن اتى برسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه حيا او ميتا. وفي الحديث ذكر معركة بئر معونة وهو مكان وقعت فيه معركة عظيمة وبعضهم يسميها غزو الرجيع وفي الحديث فضل عامر ابن فهيرة رضي الله عنه حيث قتل شهيدا ورفع الى السماء ولم يمكن المشركون منه في الحديث ايضا فضل الشهادة في سبيل الله تعالى وان الشهداء يرظيهم الله ويرضون عن الله جل وعلا. وفي الحديث تسمية المولود باسم الرجل الصالح املا في ان يحتذي سيرته. فانه عندما يسمى المولود باسم رجل صالح سابق فان هذا المولود سيبحث عن سيرة ذلك الرجل الصالح ليقتدي به ويسير على طريقته. وقوله ها هنا اصيب فيهم عروة ابن اسماء فسمي عروة يعني عروة ابن الزبير. وكان ولدا لي اسمى بنت ابي بكر وعائشة خالته قوله واصيب منذر بن عمرو فسمي به منذرا يعني منذر ابن الزبير بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل على ان يعرفنا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وان يجعلنا ممن يستفيد منها احكامها ما تشتمل عليه من المعاني والحكم واسأله جل وعلا لعموم المسلمين التوفيق لكل خير وسعادة الدنيا والاخرة. اصلح الله اولادهم وبارك لهم في اموالهم وجعلهم موفقين في كل احوالهم جمع الله كلمتهم على الحق كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين