اقوى وارجح وذلك لان من قصد هذه الاماكن لذاتها يخالف من قصدها لكونها اسهل له في سيره ومن ثم فان السنة ان يختار الانسان ما هو ايسر له في سيره الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا درس جديد من دروس كتاب الصلاة. من مختصر صحيح البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وجزاه خيرا الجزاء. نقرأ عددا من احاديث هذا الكتاب. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا حبيبنا وقرة اعيننا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما او ابن عمرو رضي الله عنهما قال شبك النبي صلى الله عليه واله وسلم اصابعه. قال عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان المؤمن ان للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك اصابعه. جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ام نهى ان يشبك المؤمن اصابعه حال انتظاره للصلاة. فقال اذا كان احدكم انتظروا الصلاة فلا يشبكن بين اصابعه فانه في صلاة ما انتظر الصلاة. فدل هذا على انه لا يجوز تشبيك الاصابع في اثناء الصلاة. كما دل على المنع من تشبيك الى اصابع قبل الصلاة ما دام الانسان ينتظر الصلاة. وهذا اذا كان في المسجد. اما ما بعد الصلاة فانه يجوز للانسان ان يشبك اصابعه ويدل على ذلك هذه حديث قوله شبك اصابعه وقوله ان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك رمال تكون في ذلك الموطن. وقوله حتى دفن ذلك المكان اي ان السيل جاء وضم ذلك المكان وجعل اتربة التي اتى بها السيل تغطي ذلك المكان الذي كان مفتوحا في الزمان اصابعه وهكذا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في سلام النبي صلى الله عليه سلم من الصلاة بعد ركعتين فقام في ناحية المسجد فشبك بين اصابعه فدل هذا على جواز تشبيك الى اصابع بعد الصلاة في المسجد. وفي هذا الحديث دلالة على حال اهل الايمان من تعاون بعضهم مع بعضهم الاخر وفي هذا الحديث ايضا مشروعية نصر المظلوم واعانة الضعيف قيام مع المحتاج بقوله المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وفي الحديث جواز بين حال وحال من اجل تقريب المعاني الى الاذهان. احسن الله اليكم. قال عن ابن سيرين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى صلاتي العشي صلاة الظهر فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام الى خشبة معروضة في مقدمة المسجد. فاتكأ عليها كأنه غضبان. ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين اصابعه ووضع خده الايمن على ظهر كفه اليسرى. وخرجت السرعان من ابواب جئت فقالوا قصرت الصلاة وفي القوم ابو بكر وعمر فهاباه ان يكلماه. وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين رضي الله عنه قال يا رسول الله صليت ركعتين انسيت ام قصرت الصلاة؟ قال لم انس ولم تقصر. قال بلى قد نسيت فقال اكما يقول ذو اليدين؟ فقال الناس نعم. فتقدم فصلى اثنتين اخريين ما ترك. ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده او اطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده او اطول. ثم رفع رأسه و وكبر فربما سألوه ثم سلم فيقول نبأت ان عمران بن حصين رضي الله عنهما قال ثم سلم في هذا الحديث ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من المحافظة على صلاتي الجماعة وفي هذا الحديث اطلاق لفظ صلاتي العشي على صلاتي الظهر والعصر وفي هذا الحديث ان صلاة الظهر اربع ركعات بالنسبة للمقيم وفي هذا الحديث من الفوائد ان من سلم في اثناء صلاته سهوا فنبه فانه يكمل صلاته ولا يحتاج الى اعادتها واستئنافها من جديد. وحينئذ يشرع له سجود السهو. وفي الحديث قيام الامام من مكان صلاته بعد سلامه وانتقاله الى مكان اخر. وفي الحديث وظع مكان في مقدمة المسجد امام فالإمام بحيث لا يصلي الإمام في اول المسجد. ولذا لما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قام الى خشبة معروضة في مقدمة المسجد في الحديث من الفوائد جواز تشبيك الاصابع بعد الفراغ من صلاة الفريضة كما شبك النبي صلى الله عليه وسلم اصابعه هنا. وفي الحديث الاستدلال على احوال للانسان بما يظهر من افعاله. ولذا قال عنه كانه غظبان. وفي الحديث من الفوائد جواز خروج الانسان بعد الصلاة وبعد سلام الامام اشار ولذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على من اسرع في الخروج من بعد الصلاة وفي الحديث من الفوائد ان الانسان لا فينبغي به ان يبادر ويتسرع في الحكم على الاشياء كما اسرع هؤلاء الشرعان فقالوا قصرت الصلاة وفي الحديث ان هيبة المقدم الذي له مكانة ومنزلة كما من الجائزة ولذا هاب ابو بكر وعمر رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ان وصف الانسان وآآ التنبيه عليه بعلامة في بدنه جائز اذا الم يكن ذلك على وجه استنقاصه والتقليل من مكانته. ولذا قالوا لهذا الرجل ذو اليدين وفي الحديث القبول من الواحد ما يأتي به من الاخبار فان النبي صلى الله عليه وسلم قبل خبر هذا الواحد واثاره حتى سأل غيره وفي الحديث ان خبر الجماعة اليسيرة مقبول استدل به جماعة على اجازة خبر واحد في الاذان والصلاة والصوم والفرائض الاحكام وفي هذا الحديث اعتماد امام الصلاة على قول من خلفه في ما يفعله في صلاته وعدم اقتصاره على ما يراه او يعتقده في ذلك وفي الحديث ان من سلم في اثناء صلاته وكان قد بقي من صلاته شيء وكان ذلك على جهة النسيان فانه يتم صلاته ويسجد للسهو بعد السلام. فهذا الموطن من مواطن السجود للسهو بعد كلام وفي الحديث ان سجود السهو يماثل سجود الصلاة في طوله. مما يدل على انه يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة وفي الحديث ان سجدات السهو تسبق بتكبير وتلحق بتكبير و في هذا الحديث السلام مرتين اذا كان سجود السهو بعد السلام في الحديث ان السجود الذي بعد السلام لا يشرع معه تشهد خلافا مذهب بجماعة منهم الامام احمد. والصواب ان التشهد الذي قبل السلام الاول يكفي وان انه لا يحتاج الى اعادته. نعم. احسن الله اليكم. قال عن موسى ابن عقبة قال حدثني سالم ابن عبد الله ابن عمر عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رؤيا وهو في معرس بذي فبطن الوادي فقيل له انك ببطحاء مباركة. قال موسى وقد اناخ بنا سالم يتوخى بالمناخ الذي كان عبد الله رضي الله عنه يونيخ يتحرى معرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اسفل من المسجد الذي ببطن الوادي بينهم وبين الطريق وسط من ذلك. قال رأيت سالم بن عبدالله يتحرى اماكن من الطريق. فيصلي فيها حدثوا ان اباه كان يصلي فيها وانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الامكنة كلها. وحدثني نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يصلي في تلك الأمكنة وحدثني نافع ان عبد الله اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة وينزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت تمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة. وكان اذا خرج الى مكة يصلي في مسجد الشجرة وكان يدخل من طريق المعرس واذا رجع من غزو كان في تلك الطريق او حج او عمرة هبط من بطن الوادي. فاذا ظهر من بطن واد اناخ بالبطحاء التي لا شفير الوادي الشرقية بذي الحليفة فصلى ببطن الوادي ثم عرس ثم وبات حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الاكمة التي عليها المسجد كان ثم خليج يصلي عبدالله عنده في بطنه كثر. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فدح فيه السيل بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه. وان عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء. وقد وقوله هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم رؤي وهو في معرس بذي الحليفة ذو الحليفة مكان بجوار المدينة قريب منها في وادي العقيق سمي بهذا الاسم لكثرة نبات الحلفاء في المكان عن عبدالله يعلم المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فما عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلي ذلك المسجد على حافة الطريق اليمنى وانت ذاهب الى مكة بينه وبين المسجد الاكبر رمية بحجر او نحو ذلك. وان ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي الى العرق الذي عند منصرف الروحى وذلك العرق انتهاء طرفه الى حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وانت ذاهب الى مكة. وقد ابتلي ثم مسجد فلم يكن عبد الله رضي الله عنه يصلي في ذلك المسجد كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي امامه الى العرق نفسه. وكان عبدالله يروح من الروحة فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك كالمكان فيصلي فيه الظهر. واذا اقبل من مكة فان مر به قبل الصبح بساعة او من اخر السحر. عرس حتى يصلي بها صبح وان عبد الله حدثه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينزل تحت صرحة ضخمة دون الرويثة. عن يمين الطريق قوى وجاه الطريق في مكان بطح سهل حتى يفضي من اكمة دوين بريد الرويسة بميلين. وقد انكسر اعلاها في جوفها وهي قائمة على ساق وفي ساقها كتب كثيرة. وان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما حدثه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى في طرف تلعة من وراء العرج وانت ذاهب الى هضبة. عند ذلك المسجد قبران او ثلاث على القبور نظم من حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريق. بين اولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد ان ان تميل الشمس بالهاجرة فيصلي الظهر في ذلك المسجد. وان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حدثه ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم نزل عند سرحات عن يسار الطريق في مثيل دون هرشا. ذلك المثيل لاصق بكراع هرشا بينه وبين الطريق قريب من غلوة. وكان عبد الله رضي الله عنه يصلي الى سرحة هي اقرب السرحات الى الطريق وهي اطولهن. وان عبد الله ابن ابن عمر رضي الله عنهما حدثه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينزل كان ينزل في المثيل الذي فيه ادنى مر الظهران قبل المدينة حين يهبط من الصفراوات ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق وانت ذاهب الى مكة ليس بين منزل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبين الطريق الا رمية بحجر. وان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حدثه ان النبي صلى الله عليه آله وسلم كان ينزل بذي طوى بين الثنيتين ويبيت حتى يصبح. يصلي الصبح حين يقدم مكة. ومصلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ذلك على اكمة غليظة ليس في المسجد الذي بني ثم ولكن اسفل من ذلك على اكمة وان عبد الله حدثه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الاكمة ومصلى النبي صلى الله عليه واله وسلم اسفل منه. على الاكمة السوداء تدع من الاكمة عشرة اذرع او نحوها. ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة ثم يدخل من الثنية التي باعلى مكة وكان اذا قدم مكة حاجا او معتمرا لم يونخ ناقته الا عند باب المسجد ثم يأتي الركن الاسود فيبدأ به ثم يطوف سبعا ثلاثا سعيا واربعا مشيا. ثم ينصرف فيصلي سجدتين ثم ينطلق قبل ان يرجع الى منزله فيطوف بين الصفا والمروة. واذا نفر مر بذي طوى وبات بها حتى يصبح وسألت سالما فلا اعلمه الا وافق نافعا في الامكنة كلها. الا انهما اختلفا في مسجد بشرف روحا في هذا الحديث ذكر ما كان عليه ابن عمر رضي الله عنهما من تتبع اثام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ابن عمر يرى ان ذلك من الامور المشروعة في المستحبة ولذا كان يتتبع اماكن نزول النبي صلى الله عليه وسلم سواء في سفره للحج او في سفره بين مشاعر او في بقية تنقلاته. وجماهير الصحابة يخالفون ابن عمر في ذلك ويرون ان هذه المواطن انما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونها اسهل الا بمسيره ويرون ان السنة ان يختار كل مسافر ما هو اسهل له في مسيره ويرون ان اختيار هذه الاماكن على جهة التقصد لها يخالف السنة ومن ذلك ابوه عمر رضي الله عنه فيقولون بان اختيار هذه الاماكن انما هو من باب الموافقة غير المقصودة بذاتها ولذا لا يرون استحباب تتبع هذه المواطن. وقول جمهور الصحابة والمعرص المراد به الموطن الذي ينزله الانسان في سفره وفي الغالب انه يطلق على ما ينزله الانسان في اخر ليله. قوله قيل له يعني ان الوحي قد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك ببطحاء مباركة اي ان هذا الوادي وادي العقيق وادي مبارك قد ورد ذلك ايضا في حديث جماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه ان جبريل اتاه او ان ملكا اتاه فقال له صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة وقوله هنا وقد اناخ بنا سالم اي جعل تبرك على الارض يتوخى المكان الذي اناخ فيه عبدالله ابن عمر ناقته وكان ابن عمر يتحرى المكان الذي اناخ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله وهو اسفل من المسجد الذي ببطن الوادي فيه ان بعض فقد يبنى على جهة تعريف الناس بشيء من السيرة قد يكون مخالفا للواقع فان ان هذه هي المواطن قد بنيت بعد ولكنها خالفت ما قصد من تتبع اماكن نزول النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ابن عمر يتحرى المواطن التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والجمهور يرون ان هذا ليس من السنة وان النبي صلى الله عليه وسلم انما صلى في هذه المواطن اتفاقا بدون قصد لها ولا اختيار لذاتها. ولذا يرون ان السنة ان يصلي الانسان في الموطن الذي يأتيه وقت الصلاة وهو فيه. وقوله هنا في حديث نافع كان يخرج من طريق الشجرة وذلك النوادي ذو الحليفة كان فيه شجرة كبيرة فارقة وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لبى عندها. وقوله هنا في انا اذا خرج الى مكة صلى في مسجد الشجرة. وكان يدخل من طريق المعرس وهو احد بالطرق التي تدخل المدينة وقوله هنا واذا رجع هبط من بطن واد يعني انه يأتي من مدخل ويخرج من مخرج اخر صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث ايضا في قوله كان ثم يعني مكان منفسح بين تلتين وقوله في بطنه كثر اي الاول وقوله في هذا بشرف الروحاء وهذا مكان بين مدينة ومكة وقوله في هذا الحديث بينه وبين المسجد الاكبر رمي بحجر يعني ان بين موطن مناخ ابن عمر وموطن ذلك المسجد مسافة تقدر برمية بحجر وهي قرابة الخمسين مترا. وقوله ان ابن عمر كان يصلي الى العرق. المراد به الرمل الذي يكون مجتمعا. وآآ قوله عند منصرف الروح هذا مكان في الطريق بين مكة والمدينة وقوله في هذا الحديث فان مر به قبل الصبح بساعة او من اخر السحب السحر السدس الاخير من الليل. قوله عن رسائل نزل في ذلك المكان اخر الليل حتى يصلي بها الصبح واستدل بما مضى من الفاضي الحديث اذ على ان الانسان قد يقدم الى مدينته ومقر سكنه في اثناء النهار وفي الحديث ايضا ذكر ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من نزوله قبل دخوله لمكة وفيه اختيار الاماكن التي فيها شجر كبار ليستظل تحته وفي الحديث قوله هنا في مكان بطح سهل اي مكان منخفض لا ارتفاع فيه. قال حتى يفضي من اكمة وهي مكان مرتفع. دوين الرويسة بريد الرويثة مكان يجعلون فيه الخيل التي يستبدل بها في نقل البريد وقوله وقد انكسر اعلاها فانثنى في جوفها اي ان هذا المرتفع قد وجد في اعلاه انكسار بحيث ان اعلاه رد على جوف ذلك الجبل. وقوله وهي قائمة على ساق وفي ساقها كتب كثيرة الكتب كما تقدم مجمع الرمال وكأن موطنها موطن الشجرة التي لها ساق وفي قوله وانت ذاهب الى هضبة هضبة مكان فيه مرتفع اعلاه مستو وقوله عند ذلك المسجد قبران او ثلاثة على القبور رغم من حجارة كانوا في السابق في اسفارهم وتنقلاتهم اذا مات معهم احد في اثناء الطريق قبروه في ادنى مكان بالتالي عرف ذلك المكان بما يوضع عليه من الحجارة التي تعرف الناس ان ذلك الموطن موطن قبر. وفي الحديث ايضا قوله عند سرحان عن يسير الطريق في مثيل دون هرشا هذه امكنة في الطريق بين مكة المدينة وقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل في المسيل يعني في مجرى وادي وفي الحديث ايضا في قوله كان ينزل بذي طوى ذو طوى مكان في مكة كان في الزمان الاول خارج حدود مكة والان اصبح في اثنائها بل هو من من المواطن القريبة التي يتمكن الانسان من الوصول اليها باقدامه. وكان فيها بئر يغتسل الناس منه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قدم مكة بات واذا اصبح دخل المسجد مما يدل على جواز ان يبيت انسان باحرامه قبل ان يؤدي نسكه وانه لا يلزم من قدم مكة ان يأتي بنسكه من طواف بالبيت مباشرة بل يجوز له تأخير ذلك الطواف وقوله على كمة غليظة يعني انه كان يصلي على مرتفع من حجارة غليظة في الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان يدخل مكة من الموطن السهل والاسهل لدخوله. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يختار الدخول الى مكة من الثنية وهي المكان المتسع بين جبلين والنبي صلى الله عليه وسلم انما اختار هذا ليكون اسهل لدخوله وخروجه. وفي الحديث ان من قدم الى مسجد الكعبة فانه يستحب له ان يبدأ بالطواف. ولذا قال الفقهاء ان تحية المسجد مسجد الكعبة هي الطواف. وفي الحديث ايضا انه يستحب استيلاء الحجر الاسود قبل الطواف لمن سهل عليه ذلك ولم يشق عليه في الحديث ان الطواف يبدأ فيه بالركن الاسود. وفي الحديث ان الطواف اشواط وان طواف القدوم يستحب ان يجري الانسان فيه ثلاثا. وان يمشي اربعة اشواط وظاهر حديث الباب انه يستحب له السعي في الاشواط الثلاثة من الاسود الى الحجر الاسود. وهناك من قال بانه يسعى ما بين الحجر الاسود الركن اليماني وانه يمشي فيما بينهما. وفي الحديث مشروعي تحية الطواف وسنة الطواف وجمهور علاء استحبابها خلافا لبعض الظاهرية الذين يرون وجوبها. قال ثم ينطلق قبل ان يرجع الى منزله. يعني يذهب من الطواف الى السعي. وكان في الزمان الاول هناك بيوت بين المسعى والمطاف. وبقيت هذه البيوت الى سنة الف وثلاثمائة وخمس وسبعين لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. حيث ازيلت في ذلك كالعام او قبله بسنة او سنتين مما يدلك على عظم ما جاء لهذا المسجد من توسيعات في زمننا الحاضر وفي هذا مشروعية الطواف بين الصفا والمروة وهذا الطواف الذي كان من النبي صلى الله عليه وسلم في حجه هو طواف القدوم. وهو من الاطوفة المستحبة وهو من طواف النسك. واما السعي فهو سعي الحج ولذا الصواب ان النبي صلى الله عليه وسلم حج قارنا. ولذا بقي على احرامه والقارن الظاهر انه لا يجب عليه الا سعي واحد كما قال الجمهور خلافا للحنفية قال واذا نفر اي سافر خارجا من مكة الى غيرها مر بذي طوى بات بها حتى يصبح فهذا شيء مما يتعلق معاني هذا الخبر بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة بفضله واحسانه هذا ونسأله جل وعلا لا لعموم المسلمين ان تجمع كلمتهم وان تتيسر امورهم وان تقضى حوائجهم وان يصلح ابناؤهم وبناتهم كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امر لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين