الحمد لله رب العالمين جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا درس جديد من دروسنا في قراءة كتاب الصيام من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته لعل الله عز وجل ان ينفعنا بما في هذا الكتاب. مما ورده من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولعلنا نستمع القارئ ليقرأ ما بقي من احاديث هذا الكتاب فليتفضل بارك الله فيك الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن زياد بن خبير قال جاء رجل الى ابن عمر رضي الله عنهما فقال رجل نذر ان يصوم يوما ما عاش. قال اظنه قال الاثنين فلا يأتي عليه يوم الاثنين الا صام؟ فوافق ذلك يوم عيد اضحى او فطر. فقال ابن عمر امر الله بوفاء النذر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لم يكن يصوم يوم الاضحى والفطر ولا نرى صيامهما. فاعاد عليه فقال مثل عن زياد بن جبير رحمه الله تعالى قال جاء رجل الى ابن عمر عبد الله ابن عمر العلماء الصحابة وائمتهم كان اهل الزمان الاول يرجعون في مسائلهم الى علماء الصحابة كابن عمر رضي الله عنه تحقيقا لما امر الله به من الرجوع الى اهل العلم. قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قوله فقال رجل نظر ان يصوم يوما يعني محددا من ايام الاسبوع في هذا جواز ابتداء النذر قد ورد في الحديث الترغيب في تركه وقال انما يستخرج به من البخيل ان من نذر طاعة من الطاعات وجب عليه الوفاء بها قال الراوي اظنه قال لاثنين في بعض روايات البخاري قال الثلاثاء. وفي بعضها الاربعاء قال ولا يأتي عليه يوم الاثنين الا صام امتثالا للنذر الذي نذره قال فوافق ذلك يوم عيد اجتمع سببان احدهما يقتضي الصيام وهو موافقة ذلك اليوم للنذر والثاني يقتضي من الصيام وهو كونه يوم عيد. والشرع قد نهى عن صيام يومي عيد الاضحى والفطر القاعدة في هذا الباب ان المسائل على اربعة انواع مسائل فيها دليل واثبات نحكم بدليل الاثبات مسائل فيها دليل نفي فقط فنحكم فيها بالنفي ومسائل اجتمع فيها دليل اثبات ودليل نفي حينئذ نقدم دليل النفي وذلك لما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارسلت كلبك المعلم ووجدت معه كلبا اخر فلا تأكل. وقال صلى الله عليه وسلم اذا يا رميت طيرا فوقع في الماء فلا تأكل. وما ذاك الا انه اجتمع فيه سبب اباحة سبب تحريم فغلب جانب التحريم. وهكذا هنا ولذا قال ابن عمر امر الله بوفاة النذر ولعله يشير لقوله تعالى يوفون بالنذر او انه اراد ان الحديث قد جاء بايجاب الوفاء بالنذر. وما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله يأمر به ثم قال ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم يعني عن نهى يعني امر بعدم صوم يوم العيد. وبين ان ذلك من المحرمات ثم استدل بقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة في هذا دلالة على ان الاية لا يقتصر معناها على الافعال بل تشمل ايضا الاقوال قال فان التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم كما يشمل افعاله يشمل ايضا وله ثم قال لم يكن يعني النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاضحى والفطر ولا نرى صيامهما. وما ذاك الا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه واختلف اهل العلم في وجوب القضاء في هذه الحال. يعني اذا افطر يوم الاثنين الذي وافق يوم العيد هل يجب عليه قضاء ذلك اليوم ليكون بدل هذا اليوم الذي افطره او لا قولان لاهل للعلم قال فاعاد عليه يعني ان السائل اعاد السؤال على ابن عمر مرة اخرى فكان من ابن عمر ان اجاب بمثل جوابه الاول بدون زيادة عليه الله اليكم. قال عيني الشام عن ابيه عروة قال كانت عائشة رضي الله عنها تصوم ايام منى. وكان ابوه يصومها قوله عن هشام عن ابيه يعني عروة ابن الزبير قال كانت عائشة رضي الله عنها تصوم ايام منى ايام منى هي ايام التشريق هي ايام الحادي عشر الثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة قد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم ايام التشريق الا لمن لم يجد الهدي قال اهل العلم بتحريم صوم ايام التشريق الا لمن تمتع ثم لم يجد قدرة على الهدي ولم يتمكن من صيام الثلاثة ايام قبل يوم عرفة فانه يصوم ايام التشريق. ولعل عائشة كانت كذلك. والا فقد ورد في الصحيح انها روت النهي عن صيام التشريق عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وكان ابوه يعني عروة ابن الزبير يصومها يعني ايام منى حينئذ ننبه الى ان ايام البيض التي يستحب صومها في الاشهر وهي الثالث عشر والرابع عشر الخامس عشر يختلف وقتها في شهر ذي الحجة يكون ايام البيض في شهر ذي الحجة هي الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر ذلك لان اليوم الثالث عشر من ايام التشريق. وقد نهي عن صيام ايام التشريق الله اليكم. قال عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قال لم يرخص في ايام التشريق ان يصن الا لمن لم يجد وقال الصيام لمن تمتع بالعمرة الى الحج الى يوم عرفة فان لم يجد هديا ولم يصم صام ايامنا يراد بالرخصة الحكم الذي ثبت على خلاف العلة المقتضية للحكم اذا كان هناك مبني على علة لكن الشارع الغى هذا الحكم في بعض محله مع وجود علته قيل عنه رخصة من امثلة ذلك ان الشارع قد نهى عن بيع الانسان ما لا يملك وهذه قاعدة عامة العلة كونه لا يملك كونه معدوما ولكن جاء في الشرع جواز بيع السلم معانا السلعة المباعة ليست موجودة بل هي معدومة ولكن الشارع اجازها هذا يقال له رخصة لانه مع وجود المعنى الذي من اجله ورد النهي وهو بيع ما لم يوجد الا ان الشارع رخص فيه والمراد بايام التشريق ايام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة قيل لها هذا الاسم لانهم كانوا يذبحون الهدي فيها ثم يقومون بتقطيع اللحم ووضعه في الشمس من اجل ان تذهب دسومته فيتمكن يعانون من حفظه وطبخه بعد ذلك بدون حاجة الى طرائق للحفظ. وكانوا يضعون معه بعض المواد مثل ملح ونحوه. ويقال له تشريق اللحم. ولذا سميت هذه الايام ايام التشريق وفي هذا دلالة على تحريم صوم ايام التشريق. وانه لا يجوز ان يصمن من نذر ان يصوم ايام التشريق الجمهور يقولون لا يجوز له ان يصوم هذه الايام واختلفوا فبعضهم قال عليه القضاء فيصوم اياما اخرى كما هو مذهب ابي حنيفة وجمهور قالوا بانه نذر باطل. وبالتالي لا يلزمه الوفاء به في هذا الحديث ان المتمتع يجب عليه الهدي. ومثله القارن لكونه جمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة وفي هذا ان القارن والمتمتع يجب عليهما ذبح الهدي فان لم يجداه فانهم الى الصيام بحيث يصومون ثلاثة ايام في موسم الحج تبتدئ على الصحيح من انهائه للعمرة قال بعضهم لا تبتدئوا الا في عشر ذي الحجة. والاول اظهر بانه قد دخل في بالمناسك وشرع فيها ان تمكن ان يصوم قبل يوم عرفة فانه يصوم الايام الثلاثة قبل يوم عرفة ولكن ان لم يتمكن كما لو لم يقدم الا في يوم عرفة او في اليوم الثامن فحينئذ نقول له تصوم ايام التشريق قال يعني عائشة وابن عمر الصيام لمن تمتع بالعمرة الى الحج الى يوم عرفة يعني صيام الايام الثلاثة اما الى ايام السبعة فانها تكون بعد ايام الحج قال فان لم يجد هديا ولم يصم يعني قبل يوم عرفة ايام منى اليكم. قال عن حميد بن عبد الرحمن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول يا اهل المدينة اين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم بالله عليكم صيامه وانا صائم فمن شاء فليصوم ومن شاء فليفطر قوله في هذا الحديث يوم عاشوراء واليوم العاشر من شهر محرم سمي بهذا الاسم لانه اليوم العاشر وله خاصية فانه اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه وفي هذا قوله على المنبر كان معاوية خليفة المسلمين من سنة اربعين الى سنة ستين وبالتالي لما قدم المدينة خطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول يا اهل المدينة اين علماؤكم؟ اي لم لم يذكروكم باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا يوم عاشوراء. يشير الى اليوم العاشر من شهر محرم ولم يكتب الله عليكم صيامه صواب ان يوم عاشوراء كان واجب الصيام في اول الاسلام ولكن لما فرض صيام شهر رمضان نسخ صيام يوم عاشوراء وبقي استحبابه على ما تقدم قال وانا صائم. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء قال فمن شاء فليصم. يعني اذا من بحث عن الاجر فعليه بالصوم. ومن شاء فليفطر لان من خاصية المستحب انه يجوز تركه الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا يوم عظيم صالح. هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم واظفر فيه موسى عليه السلام. وغرق ال فرعون فصامه موسى شكرا لله ونحن نصومه تعظيما. قال فانا احق بموسى منكم فصامه وامر بصيامه فقال لاصحابه انتم احق بموسى منهم؟ فصوموا قوله هنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وذلك في الهجرة النبوية السنة الاولى وفي هذا دلالة على رعية يهاجر الانسان ديار الكفر الى ديار الاسلام قوله فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء واليوم العاشر من شهر محرم وتعظمه اي تجعل له مكانة ومنزلة ظاهر هذا اللفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم يوم عاشوراء قبل الهجرة بينما ورد في حديث عائشة ان يوم عاشوراء كان يعظمه اهل الجاهلية كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة يصومه ولا يمتنع ان يتوافق الامران فيكون قد فعل ذلك قبل الهجرة فلما هاجر وجد اليهود تصوم هذا اليوم وتعظمه فلذلك قال هذا القول وسأل اليهود ما هذا قال فقال ما هذا؟ يحتمل ان السؤال لليهود سألهم لماذا تصومونه وتعظمونه وهذا هو الظاهر. وقد يحتمل ان نسوى ليلى بعض الصحابة ممن كان في المدينة وقالوا هذا يوم عظيم صالح. لان فيه نجا اية عظيمة حينما اهلك الله فرعون وقومه مع ما لديهم من القوة العظيمة والاموال كثيرا والجند المتتابع واغرق ال فرعون وصامه موسى شكرا. يعني كان من شأن موسى ان يصومه ليشكر الله جل وعلا على ما نجى ما نجاه. وفي هذا دلالة على ان التاريخ المعتمد عند موسى عليه السلام وعند اليهود يتوافق مع تاريخ القمري فان يوم عاشوراء انما يبقى على هذا العهد اذا كان قد اعتمد التاريخ القمري قال ونحن يعني هذا لفظ اليهود. ونحن نصومه تعظيما قال النبي صلى الله عليه وسلم انا احق بموسى منكم وكلاهما نبي ينزل عليه الوحي وقد خصهما رب العزة والجلال بخصائص يتوافقان فيها قال فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وامر بصيامه الاصل في الامر ان يراد به الطلب الجازم لاداء الفعل الاصل في الاوامر ان تكون على الوجوب وذلك لقوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون له الخيرة من امرهم ولقوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم توعد من ترك فعل الامر مما يدل على ان الامر يستفاد منه وجوب وهذا هو الظاهر فقد كان صوم يوم عاشوراء واجبا في اول الاسلام. ثم لما فرض صيام شهر رمضان نسخ وجوب صيام يوم عاشوراء. وبقي على الاستحباب ولذلك ما كان من معاوية حيث ان بعض الناس كان يظن ان يوم عاشوراء يجب صومه وان وجوب صيامه لا زال باقيا ولذلك قال معاوية ما قال علماؤكم كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته ان قال لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع يعني مع العاشر وهنا اخذ العلماء ان من اقتصر على صوم العاشر فلا حرج عليه. وان كان الافظل في حقه ان يصوم التاسع مع العاشر وفي هذا الحديث دلالة على ان اتباع هذا الدين وهذا النبي اقرب الى انبياء الله عليهم السلام من اهل مللهم لما حصل فيها من التحريف والتغيير. ولذا قال انتم احق بموسى منهم. ثم قال فصوموا كلمة صوموا فعل امر يدل على الايجاب وفي هذا دلالة على ما كان بين المسلمين واليهود من تباحث وسؤال فيما يكون بينهم من الامور. وفي هذا دلالة على ان اليهود كانوا للنبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة اثابكم الله قال رحمه الله عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة والى اناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بصومه. فامر بصومه وقال فصوموه انتم قوله دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة يعني في يوم الهجرة واذا اناس من اليهود يعظمون عاشوراء يعني يجعلون له مكانة ويصومون فيه وكان يوم عاشوراء اعده اليهود عيدا والعيد مأخوذ من العود انه يتكرر كانوا يخصونه في شيء من العبادات لا يفعلونها في غيره فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بصومه هم اولى بموسى من اليهود واذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بصومه والامر يفيد الوجوب كان هذا في اول الاسلام ونسخ بعد ذلك ولفظه في الامر بالصوم ان قال فصوموه انتم ان نصوموا فعل امر فيدل على الالزام بذلك اليكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه واله وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم. يوم عاشوراء هذا الشهر يعني شهر رمضان في هذا الحديث فضل صيام يوم عاشوراء عظم الاجر المترتب عليه وتخصيص يوم عاشوراء بالصيام. وان ذلك مما استمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث مشروعية صيام شهر رمظان وتحري هذا الشهر. احسن الله اليكم. قال رحمه الله كتاب صلاة التراويح قال عن عبد الرحمن ابن عبد القاري انه قال خرجت مع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ليلة من رمضان الى المسجد اذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته هرة قال عمر اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان امثل ثم عزم فجمعهم على ابي ابن كعب رضي الله عنه. ثم خرجت معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئ قال عمر نعم البدعة هذه. والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون يريد اخر الليل. وكان الناس يقومون اوله قوله خرجت مع عمر فيه تفقد الامام الاعظم لاحوال الرعية وسعي فيما يسرح احوالهم قوله ليلة في رمضان الى المسجد ذلك ان المسجد موطن العبادة لقيام الليل في صلاة التراويح والاعتكاف ونحو ذلك قوله فاذا الناس اوزاع متفرقون يوجد جماعات متعددة في المسجد الذي يظهر ان هذا استمرار لفعلهم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا دلالة على جواز تعدد الجماعة في المسجد الواحد اذا كان ذلك متوافقا مع الشرع اوله سبب يجعل المصلين يقسمون جماعاتهم وفي هذا دلالة على ان صلاة التراويح مأثورة عن الناس في زمان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي ولكنه خشي ان تفرض فامتنع من صلاتها مع الجماعة واصبح يصليها وحده. وكان الناس في مسجده يصلون صلاة قيام الليل في رمضان جماعات متعددة قد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كما ورد ذلك في السنن. قوله يصلي الرجل لنفسه يعني وحيدا ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط يعني الجماعة وذلك انه لم يكن كل الصحابة من الحفاظ وبالتالي الحافظ يصلي بغيره وتنتبهون في هذا الى انهم كانت عندهم سرج ضعيفة وبالتالي يعتمدون على حفظ من يحفظ ليكون اماما في صلاة قيام رمظان وقوله في هذا الحديث فقال عمر اني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد سيكون كما في صلاة الجماعة يجتمعون على امام واحد كذلك يجتمعون في صلاة ايام رمضان قال لك انا امثل يعني افضل واحسن واولى ثم كان مترددا في اول الامر. وكان مجرد رأي واشارة منه فقط ثمان رضي الله عنه عزم على ذلك. وجعله امرا بحسب الولاية. ولذلك فجمعهم على الصحابي ابي ابن كعب رضي الله عنه لحفظه كان ابي يصلي عشرين ركعة بالصحابة في عهد عمر وبمحظر من الصحابة رضوان الله عليهم قال عبدالرحمن بن عبد قال خرجت مع عمر ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قريهم. اي ان ابي بن كعب يصلي اماما بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يوجد الا جماعة واحدة حينئذ اعجب عمر ذلك فقال نعم البدعة هذه. يعني انه فضل اجتماع الناس على امام واحد وليس مراده اصل صلاة قيام رمظان او صلاة التراويح انما مراده جمع الناس على امام واحد قوله نعم البدعة لم يرد بهذا الاستعمال الشرعي لكلمة البدعة واردة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ان المراد بالبدعة في المعنى الاصطلاحي العبادة المخترعة والتي لم ترد في الشرع وظواهر النصوص تدل على ان البدع كلها غير محببة بل مكروهة ممنوع منها ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم في ذلك بحكم عام برد البدع وعدم قبولها بقوله كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة في قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقول الله جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وحينئذ على فرظي ان قول عمر يناقظ هذه الادلة فان تقديم مدلول الكتاب والسنة على قول عمر هو المتعين على ان عمر رضي الله عنه انما استعمل لفظة البدعة بمعناها اللغوي. فالبدعة الامر الجديد المحدث ولذا لا يصح ان يستدل بهذه اللفظة من عمر رضي الله عنه على تقسيم البدع الى ما وحسن وما هو ممنوع منه. بل الصواب ان جميع البدع ممنوع منها لعموم النصوص باردة في ذلك وبالتالي نحن لا نحتاج الى اختراع عبادات جديدة ولا ان نجعل لنا طرائق لعبودية الله لم يرد بها دليل من الكتاب والسنة. وقد قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم من اكمال الدين الا نحتاج الى اختراع عبادات جديدة. قوله والتي ينامون عنها يعني ان الصلاة في اخر الليل افضل من الصلاة في اول الليل وقد قال تعالى ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال تعالى ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالتالي فان قيام اخر الليل افضل وذلك ان اخر الليل فيه الساعة العظيمة ساعة الاجابة التي تكون في الثلث الاخير من الليل كما ورد في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينزل ربنا تبارك وتعالى في الثلث الاخير من كل ليلة فيقول هل من سائل فاعطيه سؤله؟ هل من تائب فاتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له ومن هنا فان سعي الانسان تكون صلاته اخر الليل ليتوافق مع الثلث الاخير او لا واحسن وقال في هذا الحديث والتي ينامون عنها اي الصلاة التي تكون اخر الليل افضل من التي يقومون يعني والتي يفعلونها في اول الليل. قال قال الناس في ذلك الزمان يقومون اوله في هذا دلالة على وقوع الاجماع على مشروعية صلاة التراويح و مشروعية جمع الناس على امام واحد. بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير. وجعلني واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوالنا اقامة لامورنا وان يبارك لنا في اخر شهرنا فقد مضى ثلثه وبقي ثلثاه جعلكم الله ممن تدارك بقية الشهر واغتنم بقية ايامه باعمال صالحة تكون سبب من اسباب رضا رب العزة والجلال وزيادة التقوى في القلب والاستمرار على الطاعة بعد شهر رمضان كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يكفيهم ما اهمهم وان هداة مهتدين وان يصلح ذراريهم وان يبارك لهم في جميع امورهم. كما نسأله جل وعلا ان يكفي اخواننا في فلسطين شر عدوهم وان يسد جوعتهم وان يتولى رعاية امورهم وان يهيئ لهم ما يقوم في اودهم ويؤويهم بفضله كما نسأل الله جل وعلا ان يرد عدوهم وان يجعل كيده في نحره وان يجعل الدار عليه ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعلهم اسباب خير وهداية صلاح واستقامة. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امر هذه البلاد لكل خير. وان يجزيهم خيرا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين