الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه العظيمة على الجسيمة متابعة علينا خيراته وتعاقبت علينا فضائله ونعمائه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الاخوة الاعزاء اهنئكم بهذا الشهر المبارك شهر رمظان اسأل الله جل وعلا ان يعينكم فيه على طاعته لنستعملكم في سبل مرضاته. وان يجعلكم موفقين في كل اموركم تماسله سبحانه ان يتقبل منكم اعمالكم الصالحة. وان يتجاوز ما يحصل منكم من تقصير مخالفة وبعد كنا في دروسنا الماضية نتدارس في صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وكنا وقفنا عند نهاية كتاب فضائل المدينة النبوية على ساكنيها افضل الصلاة واتم السلام كنا اه وقفنا عند بداية ما يتعلق بكتاب الصوم وحينئذ نشير الى عدد من الامور اولها ما يتعلق ايجابي صوم رمضان وقد دلت النصوص القطعية كتابا وسنة على ان صوم شهر رمضان ركن من اركان دين الاسلام. وفريضة لازمة كما قال الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه وقوله فليصمه هنا يصوم فعل المضارع مسبوق مسبوق بلام الامر فيفيد الوجوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادتي ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا كما اخرجه الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ومن انواع الصيام ما هو مستحب؟ كصيام الاثنين والخميس في يوم من الايام البيظ على ما سيأتي ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الباب ارتباط فريضة الصيام بالعلم فان العلم الشرعي الذي ينال الانسان به معرفة احكام الشريعة يكون سببا من اسباب تصحيح عمل الانسان ومن اسباب حصوله على رضا الله ومن اسباب كون الانسان يؤدي العمل على الوجه الشرعي المطلوب. وبه ترتفع درجة العبد. كما قال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وكما قال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب ومن هنا نتقرب الى الله بتعلم احكام الصيام من اجل تحقيق هذه الفوائد التي وخير ما يتم تعلم العلم الشرعي به ان نتدارس في كتاب وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهما مصدر الاحكام وهما من امرنا بالرجوع اليهما وتحكيمهما. وتقديمهما على لا ارائي الرجال اذا حصل نزاع واختلاف فالمرجع اليهما. كما قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا من خير ما درست به سنة النبي صلى الله عليه وسلم دراسة صحيح الامام البخاري بين الامة قد اجمعت على فضل هذا الكتاب واجمعت على ان صحيح الامام علي هو اصح الكتب بعد كتاب الله جل وعلا الامام البخاري بحث اسانيد الحديث. وميزها وفرق بينها. وانما اثبت في كتابه هذا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا هذا الكتاب في حقيقته منسوب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا نعرف ما لهذا الكتاب من القيمة العظيمة. واذا كان هناك من يحاول ان يشكك في صحيح الامام البخاري فهذا الامر ليس ببعيد ممن يناويء دين الله ويسعى الى طمس معالمه. فاننا قد وجدنا من يتكلم في رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ومن يقدح في صحابته ومن يكدح في العلم الشرعي بل وجدنا من يتكلم في رب العزة والجلال. ويحاول ان يصد الناس عن عبادته الى مخالفته وعصيانه المقصود ان صحيح الامام البخاري كتاب عظيم وفيه سنة النبي صلى الله عليه وسلم والصحيحة التي امرنا باتباعها والسير على مقتضاها. ولعلنا في هذا الشهر نبتدأ شروحنا بشرح كتاب الصوت من صحيح هذا الامام لعلنا نقرأ اوائل حديثه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم وفقنا لما تحب وترضى وحب نواصينا بالبر والتقوى. اللهم اغفر لنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الصوم عن ابن عمر رضي الله عنه ما قال كان عاشوراء يصومه اهل الجاهلية. وصام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء. وامر بالصيام فلما خلق رمضان ترك. قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء من شاء صامه ومن شاء قال نافع وكان عبدالله رضي الله عنه لا يصومه الا ان يوافق صومه. قول المؤلف كتاب الصوم كتاب يعني الامر المجتمع. يقال كتيبة الجيش يعني مجموعة جنود الجيش. وذلك ان الكتاب يجمع اصنافا من المعلومات فسمي بهذا الاسم والصوم في لغة الاعراب بمعنى الامساك ويراد به في الاصطلاح الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس الصايم مأمور باجتناب الاكل والشرب والجماع المفطرات في وقت صيامه وقد جاء في التأكيد على فريضة الصوم صوم رمضان ووجوب نصوص كثيرة منها هذا حديث قال ابن عمر رضي الله عنهما كان عاشوراء عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم وهذا فيه دلالة على اهمية الاعتناء بالتاريخ القمري. لانه هو الذي تسير عليه الاحكام الشرعية وبه مناطات الاحكام قد قال الله تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم وقوله يصومه اهل الجاهلية ظاهر هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم شاهد الناس في مكة قبل هجرته يصومون يوم عاشوراء ويجعلونه ديانة يتدينون بها. وكان اهل الجاهلية عندهم عبادات من ارث ابراهيم. الا انهم لما فرطوا في اصل دين الله. بصرفهم العبودية لغير الله جل وعلا من الاصنام والاحجار والاشجار حينئذ سموا جاهلية وكانوا اهلا ضلالة وقد جاءت النصوص ببيان ان الجاهلية تكمن في مخالفة امر الشريعة ولذا قال الله تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما عير رجلا بامه انك امرؤ فيك جاهلية وقد يوصف الانسان بان لديه جاهلية متى سار على طريقة من طرف وان كان لا يستعمل طريقتهم في جميع اموره وتفاصيل حياته ولكن لا يقال في الجاهلية الا عند استحكام امور مخالفة الانسان بهدي نبي الله صلى الله عليه وسلم قوله وصام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء هكذا ظاهره انه ابتدأ الصوم وجاء في حديث بعظ اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد يا بوي يصومون يوم عاشوراء. فسألهم عن صيامه فقالوا انه يوم نجى الله فيه موسى من الغرق فصامه فنحن نصومه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا حق وبموسى منكم. فصامه صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد صامه قبل الهجرة اتباعا لطريقة للعبادة ممن كان قبله. ثم لما وجد اليهود يصومونه لذلك السبب امر اصحابه امرا جازما بان يصوموا. وكان صوم يوم عاشوراء في اول كان في السنة الاولى من الواجبات التي لا يجوز للانسان تركها. فلما فرض صوم شهر رمضان ارتفع الوجوب وبقي استحباب صوم يوم عاشوراء وهذا معنى قوله امر بصيامه. يعني الزم فان الامر هو طلب الفعل على جهة الالزام بطريقة الاستعلاء. والامر يفيد الوجوه. لقوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم فهذا الامر بايجابي صيام يوم عاشوراء كان في اول الاسلام قال فلما فرض رمضان فيه دلالة على ان صيام شهر رمضان فريضة اسلامية يجب على كل مسلم عنه الاعذار ان يصوم شهر رمظان وان ذلك من اركان دين الاسلام سلام وقوله ترك اي ترك وجوب صوم يوم عاشوراء. واما صيامه على جهة فانه لا زال باقيا قد ورد في حديث ابي قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عاشوراء احتسبوا على الله ان يكفر به سنة وجاء في الاحاديث ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الامر رغب في صيام يوم من مع يوم عاشوراء. فقال لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع. يعني العاشر وذلك رغبة في مخالفة هدي اليهود وطريقتهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا ارتفاع وجوب صوم يوم عاشوراء يوم عاشوراء من شاء صامه ومن شاء لم يصمه فهذا فيه دلالة على نفي وجوب صومي يوم عاشوراء لانه علقه بالمشيئة واذا علق فعل بالمشيئة دل ذلك على عدم وجوبه. وذكر نافعه هو الراوي عن ابن عمر ان عبد الله يعني ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يصوم يوم عاشوراء الا ان يوافق صومه كما لو وافق صوم يوم الاثنين او يوم الخميس او نحو ذلك من الايام التي يصومها وهذا الحديث اصل من الاصول في معرفة اول وجوب صيام رمظان قد ورد في الاحاديث انه فرض في السنة الثانية. وبالتالي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صام بعد ايجاب صوم شهر رمضان تسعة رمضانات صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال قال الله تعالى لكل عمل كفارة وكل عمل ابن ادم له الا الصيام. فانه لي وانا اجزي والحسنة بعشر امثالها يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي. والصيام جنة. واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يجهل وان امرء قاتله او شاتمه فليقل اني امرؤ صائم مرتين والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان اذا افطر فرح. واذا لقي ربه فرح بصومه. قوله في هذا الحديث قال الله تعالى فيه ان هذا الحديث حديث قدسي ينسب الى الله جل وعلا ذلك ان الاحاديث على نوعين حديث قدسية ينسب الى الله بمعناها ولفظها واحاديث نبوية تنسب الى الله بمعناها لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكنها لا تنسب الى الله لفظها وفي هذا دلالة على اثبات صفة الكلام لله عز وجل فيه ايضا ان الله جل وعلا متى شاء تكلم وانه لا صحة لمن قال بانه وتكلم في الازل ثم لم يعد يتكلم بعد ذلك وقوله لكل عمل كفارة. اي ان ما يقدم عليه الانسان من الاعمال المخالفة او من التقصير في الاعمال المطلوبة. فان له كفارة يعني يستطيع ان يرفع عن الاسم الواردة عليه في اعماله المخالفة بواسطة فعل سبب من اسباب كفارة ما حصل عليه من مخالفة او تقصير وقوله وكل عمل ابن ادم له اي انه يجازى به وينال ابن ادم ثواب عمله وهذا معنى قوله وكل عمل ابن ادم له قال الا الصيام الصيام فيه خاصية الا وهي انه لا يطلع احد على حقيقة الصيام الا الصائم فان الانسان قد يجدوا في اوقات الخلوات ما يجعله لا يلتزم بالصيام اذا كان صومه الناس وانما يتمسك الانسان بمقتضى صومه ويترك المفطرات متى كان ينوي بذلك التقرب لله سبحانه وتعالى فهذا فيه دلالة على فضيلة الصيام وفيه بيان ان الاعمال متفاوتة الرتبة وليست على رتبة واحدة وفي هذا دلالة على ان الاصل محاسبة العباد على اعمالهم. بحيث يكون الجزاء من جنس العمل. وهذا عدل من الله ورحمة منه بعباده. ولله ان يلزم نفسه بما شاء بالتالي قول من يقول بان الله قد يعذب المطيع يثيب العاصي هذا قول يخالف مقتضى النصوص الدالة على خلاف ذلك فان الله عادل ومن مقتضى عدله ان يجازي العباد بجزاءات يتناسب مع اعمالهم. وقوله وكل عمل ابن ادم فيه دلالة على ان الاعمال قلبية تسمى اعمالا. ومن ذلك الاخلاص والنية فان الصيام مشتمل على معنيين اولهما نية صادقة جازمة وثانيهما ترك لي المفطرات قال فانه لي. يعني الصيام يكون لله جل وعلا. والمعنى في هذا انه يتمحى فيه الاخلاص فانه لا يمكن ان يمسك في جميع اوقاته الا اذا كان صومه لله ويستشعر مراقبة الله جل وعلا له ولذا قال وانا اجزي به. اي ان ثواب الصيام مدخر عند الله جل وعلا قال والحسنة بعشر امثالها. يعني ان الله ينيل العبد بكل حسنة عشرا حسنات وقد جاء في بعض روايات صحيح مسلم انه قال والحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة قال الا الصوم فانه لي. وانا اجزي يعني ان المضاعفة في الصوم تتجاوز المضاعفة في بقية الاعمال ثم بين المعنى في هذا بهذا دلالة على فظل الله عز وجل على اهل الخير والصلاح بان يجعل الحسنة بعشر امثالها. وهذه فضيلة ونعمة من عند الله جل وعلا والعبد ينال ثوابا على مقدمات العمل ومن ذلك النية من ذلك تهيئة نفسه لفعل العبادة وكذلك ينال الانسان الاجر والثواب على اداء ذات العمل وكذلك ينال اجرا على اقدامه على تتيمات العمل ومكملاته وساضرب لذلك مثلا اذهبوا الى المسجد عندك في ذلك ثلاثة اجور. اولها اجر استعدادك للصلاة. بوضوءك جميع ما يتعلق الامور المؤدية الى داء هذا الواجب ثم عندك اجر اخر على فعل ذلك الفعل الذي يتقرب به لله جل وعلا وعندك اجر ثالث يكمن في المكملات والمتممات التي انما عملها من كونها مقارنة لطاعة الله سبحانه وتعالى وقوله يدع طعامه فيه دلالة على ان الصائم يجب عليه اجتناب الطعام وفي دلالة على ان كل ما كان مطعما بالانسان فانه يؤدي الى بطلان صومه بتناوله حينئذ نقول بان الحديث لم يقصر المعنى على الاكل الذي فيه ادخال الطعام من الفم وانما قال يدع طعامه. ومن ثم فكل ما كان مطعما للانسان مغنيا بدنه في باب الطعام فانه يعد من المفطرات مساضرب لذلك امثلة من ادخل الى جوفه طعاما ما بواسطة المغذي واما بواسطة ينبوب الفم واما بواسطة تغيير او تغسيل الكلى فانه يعد حينئذ قد تناول طعاما. وبالتالي هذا من مفطرات الصوم وقوله يدع طعامه وشرابه فيه دلالة على وجوب ترك جميع في الصيام وفي دلالة على منع المتطوع بالصيام من شرب الماء وخلافا بعضهم وقوله وشهوته فيه ان الجماع مما يتنافى مع الصيام وانه يفسد الصوم بالجماع والجماع يحصل بترييب الحشفة في الفرج. حتى ولو لم يكن هناك انزال استدل بعضهم بهذا الحديث على منع اخراج المني بغير بما يسمى الاستمناء. فانه ذكر ان الصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته وهذا من شهوته وقوله من اجلي اي طاعة لي. وتقربا مني ورغبة في اجري وثوابي وفي هذا دلالة على وجوب ان ينوي الانسان باعماله وطاعاته انها الله جل وعلا بالتالي لا ينوي بها امرا دنيويا مراعاة الخلق او مجاراتهم او ان يقصد بذلك صحة بدنه مجرد. بحيث لا ينوي الا ان يصح بدنة لا ينوي استجلاب رضا الله او الرغبة في ثوابه وقوله والصيام جنة قلنا يعني وقاية ان الاصل في هذا اللفظ يدل على التغطية يقال جنة بمعنى المحل الذي فيه اشجار كثيفة يغطي بعظها بعظا ومن هذا قيل للجن هذا الاسم لانه يتخفون عن اعين بني ادم والمراد هنا ان الصايم في وقت صيامه يجعل على نفسه حاجزا ومانعا يمنعه من الاقدام على معصية الله جل وعلا. فانه اذا كان مطيعا لله فان طاعته لله تقتضي منه الاستجابة لامر الله عز وجل ثم قال واذا كان يوم صوم احدكم يعني اذا صام الانسان سواء كان صيامه فرظا او فلا يرفث اي لا يفعل ما يتعلق بامر النساء وقد نهي الصائم عن المباشرة في قوله جل وعلا احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن. علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم عفا عنكم فلا نباشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم. معنى هذه الاية ان الله جل وعلا كان قد اوجب على المسلمين في اول الاسلام ان يمتنعوا عن الاكل الاكل والشرب بمجرد نومهم في الليل وكان الانسان اذا صلى العشاء تسحر ثم اذا نام لزمه ان يمسك عن الطعام والشراب والمفطرات الى مغرب الغد قال تعالى رافعا لهذا الحكم احل لكم ليلة صيام الرفث الى والى ان قال وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيظ من الخيط الاسود من الفجر. فدل هذا على نسخ الحكم السابق بكون الصيام يبتدأ من بعد من ام الانسان الى كونه يبتدأ بطلوع الفجر. وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فصل ما بيننا وبين صيام اهل الكتاب اكلة السحر فانهم كانوا اذا نام احد هادو هم لزمه الامساك الى مغرب الغد المقصود ان قوله فلا يرفث نهي عن الجماع ونهي عن مباشرة مقدمة اذا كان الانسان يخشى على نفسه وقوله ولا يجهل اي لا يعتدي على الاخرين ولا يؤذيهم وقوله فان امرؤ قاتله اي حصلت بينه وبينه مقابلة بالظرب والتدافع قال او شاتمه اي قدم اليه احاديث الشتم والسباب فانه والحال هذه يجب عليه الا يستجيب لذلك وان لا يلتفت يا الهي وقد قال تعالى في وصف المؤمنين الذين ينيلهم الله الفردوس الاعلى من الجنة والذين هم عن اللغو معرضون وقد قال تعالى في صفات اهل الايمان واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقال قالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم. لا نبتغي الجاهلين وقوله هنا فليقل اني امرؤ صائم يعني ليعتذر منه عن مواصلة ومجاراته في كلامه. المشتمل على المشاتمة والسباب بيان انه صائم. وفي هذا دلالة على ان الصائم عليه ان يحفظ جوارحه والا يستعملها في معصية الله جل وعلا قال فليقل النمرون صائم مرتين في مشروعية تكرار هذا اللفظ وقول اني صائم اذا كان في صوم رمضان فهذا لا حرج فيه الاتفاق ولا اشتعل فيه ولكن اذا صام الانسان نفلا اوصام واجبا خارج رمظان كصيام القظاء او صيام الكفارة او صيام او نحو ذلك. فهل يقول اني امرؤ صائم كما يقوله من كان في شهر رمضان ظاهر الحديث العموم وانه يشمل الحالين ولا يعني هذا ان يقول ذلك على سبيل التفاخر والرياء والسمعة وانما ليبين له ان شأن المؤمن ان يترك ذلك السباب وفي هذا دلالة على مشروعية قول هذه اللفظة عند وجود المقتضيات التي تقتضيها وفيه مشروعية ان يكرر الانسان كلامه. وانه لا حرج عليه في ذلك. فان فليقل اني امرؤ صائم مرتين وقوله والذي نفس محمد بيده فيه قسم من النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعالى وجاءت النصوص ببيان ان القسم لا بد ان يكون اسم من اسماء الله او صفة من صفاته جل وعلا. وقد ورد النهي عن ان يحذف الانسان بغير الله. فقال صلى الله عليه وسلم. لا تحلفوا بابائكم. باللفظ الاخر قال من كان حالفا فليعلم احلف بالله او ليصمت. قد جاء في بيان وجوب ذلك احاديث متعددة وقوله بيده فيه اثبات صفة اليد لله جل وعلا. وقول لخلوف يعني بقايا الرائحة التي تكون في فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك المسك نوع غال من انواع الطيب. وكانوا يفاخرون به وقال هنا خلوف الصائم هذا يعني بقايا ما يكون في فمه بسبب الصيام قال اطيب عند الله من ريح المسك. يعني انه يفضل هذا ثم قال للصائم فرحتان يعني لمن صام فان هذه الفرحة جاءت بعد انتهاء وقت صيامه قال للصائم فرحتان الاولى اذا افطر الى بان المراد بهذا الفطر فطر كل يوم بحسبه وقد يستدلون عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر الوارد في الفطر اللهم لك صمت وقد يكون المراد بذلك ما ذكره في قوله ثم اتموا الصيام الى الليل وهناك من رأى ان المراد بهذا الفطر الذي يكون باكمال الشهر في يوم عيد للفطر وفي هذا دلالة على مشروعية الفرح باقدام الانسان على شيء من الطاعات وفيها ايضا ان المؤمن يفرح بكونه قد اكمل واجبا من الواجبات او عبادة من العبادات وفي الاية ايظا فرح الانسان فطره والذي يظهر انه فرح بصومه فيما مضى من ايامه. وانما فرح لاكمال عدة الصيام الوالدة التي يا ربه فيه ان الناس يوم القيامة يلاقيهم الله فيقررهم على اعمالهم وقد ورد في ذلك احاديث كثيرة. قال واذا لقي ربه فرح بصومه. يعني ان يا فرح في يوم لقائه بمادة ومن عمل في دنياه. بارك الله فيكم وفقكم لكل خير. جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. اصلح الله للجميع شؤونهم ويسر لهم امورهم وغفر لهم ذنوبهم. كما نسأله جل وعلا ان يعصم قلوبنا من كل سوء وان يملأها حكمة وفضلا. كما نسأله جل وعلا ان يجعل عاقبتنا في الامور كلها الى خير. اللهم امرنا لما تحب وترضى واجعل اعمالهم على البر واتقوى