الحمد لله رب العالمين. نحمده على نعمه ونشكره على مزيد فضله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا يعبد احد بحق سواه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصر الله به دين الاسلام صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة كتاب الصيام. بمختصر صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته. وجزاه الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. ولعل اعلن النقرة عددا من الاحاديث التي اوردها الامام رحمه الله في هذا الكتاب فليتفضل بارك الله فيه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها ان حمزة بن عمرين الاسلمي رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اني اسرد الصوم اصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام قال ان شئت فصم وان شئت فافطر. في هذا الحديث استحباب صيام التطوع وانه من الاعمال الصالحة وفيه شرد الصوم تتابع الايام التي يصومها الانسان. وفي هذا الحديث دلالة على جواز صوم التطوع في الاسفار. وقد اختلف الفقهاء في حكم الصوم في السفر خصوصا صوم الفريضة. هل الافضل فعله او تركه جمهور اهل العلم على استحباب الصوم في السفر استدلوا بقوله تعالى وان تصوموا خير لكم استدلوا عليه بما ورد وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصوم في السفر واستدلوا عليه بحديث الباب حديث حمزة بن عمرو الاسلمي حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم اصوم في السفر؟ قال ان شئت فصم وان شئت فافطر. ومن المعلوم ان التطوع بالصيام من الاعمال الصالحة والقول الثاني في المسألة تفضيل الفطر في السفر على الصوم. وهذا مذهب الامام احمد لما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من البر الصوم في السفر ولما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم امر اصحابه بالفطر في السفر. وقال عن الصائمين اولئك العصاة. وقال عن المفطر الذي يخدم اصحابه في سفر ذهب بالاجر هناك قول اخر يقول بان ان الافظل للمسافر ان يفعل ما هو الارفق به فان كان ترفق ولا اسهل والايسر له ان يفطر ويقضي كان ذلك الافضل في حقه. وان كان له ان يصوم من اجل ان يوافق صومه رمظان ولان لا يشق عليه الصوم قضاء كان الصوم في رمضان حال السفر افضل في حقه ولعل هذا القول الثالث اظهر الاقوال في المسألة فهو الذي تجتمع عليه الادلة. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غزى غزوة الفتح في رمضان. خرج من المدينة الى مكة ومعه عشرة الاف وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة. فصار هو ومن معه من المسلمين الى مكة وهو يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد. ثم دعا باناء من لبن او ماء فوضعه على راحته او راحلته ثم نظر الى الناس. فرفعه الى يده ليراه الناس فشربه نهارا. فافطر حتى قدم مكة فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر. فقال المفطرون للصوام افطروا. فافطر الناس. فكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول قد صام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وافطر في السفر فمن شاء صام ومن شاء افطر في هذا الحديث ذكر ما يتعلق بغزوة الفتح فتح مكة كانت في السنة الثامنة وكانت غزوة الفتح في شهر رمضان في هذا مشروعية الجهاد في سبيل الله مع الائمة والولاة وفي هذا اعتبار التاريخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة فانه قدم في شهر ربيع من السنة الاولى قال فسار هو ومن معه من المسلمين الى مكة وهو يصوم ويصومون في هذا جواز الصوم في الاسفار. وفيه ان من كان الصوم ارفق له فان الافظل له ان يصوم وقوله حتى بلغ الكديد هذا مكان بين مكة والمدينة. وفي بعض الروايات عسفان ولعل قرب بعضهما من بعض جعل الروات يبدلون اللفظ بينهما. وفي هذا قال ثم دعا باناء من لبن او ماء يعني انه اراد ان يشرب ويفطر امام الناس. وفي هذا ان من يقتدى به اذا ان الارفق بالناس الفطر فان الافظل في حقه ان يفطر من اجل ان يقتدي به الناس في وفي هذا جواز الصيام في السفر فانهم قبل بلوغهم هذا المكان كانوا يصومون وفيه جواز الفطر في السفر فانهم بعد ذلك افطروا وفي الحديث ان من صام اول الشهر ثم سافر جاز له الفطر ولا يشترط ان يكون الانسان مسافرا من اول الشهر وهكذا في الحديث ان من كان صائما في سفره اول النهار جاز له ان يفطر في ولم يلزمه اتمامه واكماله وفي الحديث من الفوائد جواز السفر في شهر رمضان وانه لا حرج فيه وفي هذا الحديث جواز ان يفطر الانسان بعض رمضان ويصوم بعضه. وفي فطر الانسان امام الناس في الاسفار متى كان يقتدى به من اجل ان يراه الناس وفي هذا من الفوائد ايظا ترغيب الناس بعظهم لبعظهم في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث من الفوائد ان فعل النبي صلى الله عليه وسلم حجة شرعية ودليل يجوز عليه في اثبات الاحكام الشرعية. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في بعض اسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم الا ما كان من النبي صلى الله عليه واله وسلم وابن رواحة رضي الله عنه قوله خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فيه مصاحبة اهل الخير والصلاح في الاسفار من اجل ان يقتدى بهم ونسار على طريقتهم وفي هذا الحديث من الفوائد جواز الفطر في السفر وجواز الصيام في السفر. وفي انه لا حرج على الانسان وقت الحر الشديد في السفر ان يصوم ولو كان معه واصحاب يقتدي به بعضهم وفي الحديث مراعاة الانسان للارفق به في الصيام والفطر في حال احسن الله اليكم قال رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه. فقال ما هذا؟ فقالوا صائم. فقال ليس من البر الصوم في السفر في هذا الحديث من الفوائد جواز الصوم في السفر استدل الحنابلة بهذا الحديث على توازي الفطر واستحبابه في حال السفر. استدل الحنابل بهذا الحديث على استحباب الفطر في سفر وقال الجمهور بان هذا الحديث ورد لسبب خاص وبالتالي حمله على بخصوص السبب والقاعدة عند الاصوليين ان العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب ولكن قد رؤي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ما يخصص به اللفظ العام فان فعل النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على الافضل والاصلح. وفي الحديث من الفوائد مراعاة المسافرين لاصحاب الحاجات ممن يسافر معهم. ولذلك ظلل هؤلاء الصحابة على هذا الرجل من اجل ان يحموه من حرارة الشمس في الحديث سؤال صاحب الولاية عما يحدث عند الناس من اجل تتبع احوال من معه وفي الحديث من الفوائد ايضا ترغيب الناس في فعل ما هو ارفق بهم في الجائزة المباحة. نعم. احسن الله اليكم. قال عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه عليه واله وسلم فلم يعيب الصائم على المفطر. ولا المفطر على الصائم. في هذا جواز الاسفار. وفيه مرافقة اهل الخير والصلاح في السفر وفيه من الفوائد جواز الصوم في السفر وجواز الافطار فيه والحديث لم يشر فيه الى ان هذا الصيام من صيام النفل او من صيام الفرظ. وفي الحديث ما كان عليه اليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم من تنوع احوالهم وانهم ايعيب بعضهم على بعضهم الاخر في مسائل الامور المباحة. ومن هنا لم يعب المفطر ولا المفطر على الصائم. احسن الله اليكم قال عن ابن عمر رضي الله عنه انه قرأ فدية مساكين. قال هي منسوخة. لم يرى ابن عمر ان قوله تعالى فدية طعام مسكين لقوله جل وعلا وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين انها منسوخة وكان يرى ان من كان قادرا على الصوم في اول الاسلام يخير بين الصوم وبين تقديم فدية بان يطعم مسكينا عن كل يوم وارى ان هذا اللفظ قد نسخ بينما ذهب جماعة من الصحابة كابن عباس وتبعه عدد من التابعين على ان الاية ليست بمنسوخة وحملوها على من يشق عليه الصيام مشقة عظيمة مع قدرته على بمشقة وحملوا ذلك على الشيخ الكبير الذي لا يقدر على الصوم بسهولة ويظن انه لن يشفى. وحمله على المريظ الذي يظن دوام مرض كما حملوه على الحامل التي تخشى على جنينها من الصوم. وعلى المرضع التي تخشى على طفلها ورظيعها من ان يجف لبنها بسبب الصوم. فاوجبوا اليها فدية طعام مسكين والاصل بقاء الايات القرآنية في دلالتها وذلك مقدم على القول بالنسخ. على ان بعض الائمة قال بان الصحابة والتابعين قد يستعملون لفظة النسخ ويريدون بها التخصيص. فكان ابن عمر انما اراد ان هذه اللفظة لم تبقى على عمومها. وانما خصصت في بعض افرادها. نعم اليكم قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يكون علي الصوم من رمضان فما استطيع ان اقضيه الا في شعبان في هذا الحديث مشروعية قضاء المرأة للايام التي افطرتها في شهر رمضان وفيه دلالة على ان المرأة الحائض لا تصوم في رمضان فيه من الفوائد جواز قضاء الصيام الواجب ما بين رمظان الحاظر ورمظان الاتي استدل به الجمهور على منع تأخير قضاء صوم رمضان الى ما بعد رمضان القادم قالوا ان عائشة رضي الله عنها لا زالت تحت النبي صلى الله عليه وسلم ولم تقم بصيام الواجب عليها قبل رمظان الا لتعينه عليها. والا فان خدمتها للنبي صلى الله عليه وسلم كانت مستمرة. وقد استدل بعضهم بهذا الحديث على ايجاب باطعام مسكين مع القظاء لمن اخر صيام القظا لما بعد رمظان الاتي الله اليكم. عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه. قوله من مات يعني من توفي وعليه صيام عليه صيام يعني صيام واجب. فقوله فصام عنه وليه حمله الشافعية على عصبته حمله الحنابلة على ورثته ورعوا ان ذلك على سبيل الاستحباب اذ لا يؤاخذ الله عز وجل نفسا جريرة غيرها وقوله وعليه صيام ظاهره انه في الصيام الواجب. وذلك يشمل صيام احذر قد قال اكثر اهل العلم بان من مات وعليه صيام نذر شرع واستحب لاوليائه ان عنه ما فرضه على نفسه من صيام النذر. وكذلك ظاهر هذا اللفظ ان من كان عليه صيام كفارة فانه يصام عنه اذا مات قبل ان يصوم. سواء كان كفارة قلب او ظهار او جماع في نهار رمضان او كفارة يمينه او كفارة فعل المحظور في الاحرام كما حمل الحديث على صيام القضاء. حمل الحديث على صيام القضاء. كما قال طائفة من التابعين وهو رواية عن احمد وان كان الجمهور على ان صيام القظا لا يدخل في هذا الحديث ولا تدخله النيابة. وقالوا بان عموم الحديث او اطلاق الحديث يقيد بما ورد في بعض الروايات انه قال قال وعليه صيام نذر وعليه صيام نذر وهذا من التقييد بالمفهوم. فان قول الصيام نذر قد يفهم منها ان غير صيام لا يصام عن الميت. ولكن هذا في دلالته شيء من الضعف. فان المفهوم قد يعلق بالصفة قد يعلق بالغاية ولكن تعليقه بالاسماء محل ضعف في الاستدلال. ولذا فان الصواب جواز واستحباب ان يصوم الانسان عن قريبه الميت الذي مات وعليه صيام قضاء واجب وليعلم بان الصيام الواجب انما يكون لمن كان قادرا على الصوم او يرجى ان قدر على الصوم. ولذا فان المرظى الذين يفطرون في شهر رمظان على انواع نوع الاول من زال عقله بخرف ونحوه فهذا لا يجب عليه شيء لا صيام ولا قضاء ولا كفارة ولا فدية ولا اطعام. والثاني من كان عقله معه ولكنه عنده عجز لا يرجى زواله عنده عجز عن الصوم لا يرجى زواله. فهذا يطعم عن كل يوم مسكينا. ولم يجب عليه القضاء. والثالث مريظ يرجى له الشفاء. فافطر في رمظان لكنه استمر مرضه معه الى ان مات. فهذا ايضا لم يجب عليه القضاء لعدم تمكنه. والشريعة رفعت الواجب عن العجز اذ لا واجب مع العجز. لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتك فاتوا منه ما استطعتم. والرابع مريظ معه عقله. مرظا يرجى شفاؤه فافطر في رمضان وتمكن من القضاء لكنه اجل القضاء فمن شفي في شوال وذي القعدة ثم عاوده المرض او مات بعد ذلك فهذا تعلق الصيام بذمته. فشرع لاوليائه ان يصوموا عنه. وهذا الصوم على سبيل الاستحباب. ويكون من المستثنيات في اهداء ثواب الاعمال الصالحة للاموات الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امي ماتت عليها صوم شهر افاقضيه عنها؟ قال نعم فدين الله احق ان يقضى في هذا دلالة على ان الصوم وتدخله النيابة في بعض الاحوال وفي الحديث حرص الانسان على قرابته. ومنهم الام لابراء ذمتها. وازالة ما عليها وقوله هنا وعليها صوم شهر فسرت بعض الروايات في السنن ان ذلك جاءها بسبب نذر نذرته وليس في هذا على الصحيح دلالة على عدم دخول ذلك في صيام الفرظ فان تنصيص السائل على مسألة لا يدل على اختصاص الحكم بها. وانما جاء الجواب على مقدار ذلك السؤال وفي الحديث من الفوائد ان من كان عليه صوم نذر فمات شرع لاوليائه ان يصوموا عنه وفيه ايضا من الفوائد ان من تعلق بذمته صيام واجب فانه يشرع له ان يصوم. وفي الحديث صيام الرجل عن المرأة وصيام الولد عن والديه اثابكم الله قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا اقبل الليل منها هنا ادبر النهار منها هنا وغربت الشمس فقد افطر الصائم. في هذا الحديث بيان وقت الفطر وانه يشرع غروب الشمس وانه لا يصح ان نظن ان الفطر لا يحل الا بعد مدة من غياب الشمس وقوله اذا اقبل الليل منها هنا جاء في الحديث انه اشار الى جهة المشرق وقوله وادبر النهار من ها هنا يعني من جهة المغرب قوله وغربت الشمس اي غاب قرص الشمس وراء الافق وقوله فقد افطر الصائم اي جاز له الفطر او اعتبر مفطرا ولو لم يتناول شيئا. احسن الله اليكم قال عن سهل ابن سعد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر به استحباب تعجيل الافطار وقد دلت النصوص على ان المراد بذلك تناول الاكل بعد غروب الشمس مباشرة وقد جاءت النصوص بالترغيب الى المبادرة بتناول طعام الافطار. وانه هو الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. احسن الله اليكم. قال عن هشام ابن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قالت افطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس قيل لهشام فامروا بالقضاء قال بدوا من قضاء. قوله في هذا الحديث قول اسماء رضي الله عنها افطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيب يعني ان الغيم اطبق على السماء اسودت الارض وفبادر الناس فافطروا ما يدل على استحباب التبكير بالافطار وفيه ان من افطر يظن ان الليل قد جاء وهو لم يأت فانه لا يأثم بذلك لانه فعل ما يغلب على ظنه. قولها ثم طلعت الشمس يعني بعد ان افطروا في هذا انه لم يلحقهم اثم بهذا ولكن السؤال هل امروا بقضاء ذلك اليوم؟ او لم يؤمروا؟ فقال طائفة بانه لم يرد في مرفوع انهم امروا بالقضاء. ولذلك رأوا ان هذه الحالة تماثل حال من اكل او شرب ناسي فانه قد اكل بناء على ظن بان الليل اقبل كمن اكل ناسيا صومه ومن ثم رأوا ان صيامهم صحيح وانهم لا يؤمرون بالقضاء الجمهور على خلاف ذلك وهم يرون ان من افطر يظن ان الليل قد جاء. ثم تبين له ان الليل لم يأتي فانه يؤمر بقضاء ذلك اليوم. وقالوا في قاعدة لهم لا عبرة بالظن البين قطعه وقالوا ان الاصل هو بقاء النهار. فلا نزول عن هذا الاصل الا بدليل يعلم او يظن صحته وقالوا بان مما يفسر ذلك ما سئل عنه هشام بن عروة رحمه الله هل امروا بالقضاء؟ فقال بدوا من ان القضاء امر لازم وثابت في ذمتهم لكونهم قد افطروا هذا اليوم. احسن الله اليكم قال عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما قالت ارسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الانصار من اصبح مفطرا فليتم بقية يومه. ومن اصبح صائما فليصم. قالت فكنا نصومه بعد. ونصوم صبي كاننا ونجعل لهم اللعبة من العهن. فاذا بكى احدهم على الطعام اعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار. كان صومه وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم واجبا في اول الاسلام فلما فرض صيام رمظان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء اصبح الواجب هو صوم صوم شهر رمضان دون عاشوراء وبقي استحباب صوم يوم عاشوراء وقولها هنا ارسل النبي صلى الله عليه وسلم اي بعث بعظ الرسل غداة عاشوراء يعني في صباح يوم عاشوراء الى قرى الانصار التي كانت حول المدينة وهذه القرى دخلت اليوم في المدينة واصبحت جزءا منها وكان المنادي ينادي من اصبح مفطرا فليتم بقية يومه. يعني انه يبقى ممسكا بقية ذلك اليوم قد استدل الحنفية بهذا على جواز ان تكون النية للصيام في النهار قبل الزوال. قالوا فانهم لم ينووا الصيام من الليل. ومع ذلك امروا باتمام الصيام والامساك في بقية يومهم ذلك والجمهور على ان الصيام الواجب لابد فيه من نية بالليل لما ورد من حديث حفصة رضي الله عنها حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل السادة الجمهور بهذا اللفظ على ان صيام التطوع يجوز ان يكون بنية من النهار قال من اصبح مفطرا فليتم بقية يومه من اصبح صائما فليصم قالت الربيع فكنا نصومه بعد اي يصومون يوم عاشوراء. وفيه ان مشروعية صوم يوم عاشوراء لا زالت مستمرة. وان النسخ انما هو للوجوب. وليس نسخا لمشروعية قوم واستحبابه. وفي الحديث استحباب تدريب الصبيان غير البالغين على الصيام وانهم يؤجرون على ذلك كما يؤجر اولياؤهم في تدريبهم على الصوم وفي الحديث جواز ان يبذل الانسان شيئا من وقته في الالعاب. وان ذلك لا حرج فيه خصوصا لغير البالغين من الصبيان. وفي الحديث اعانة الانسان على الطاعة في جعله يستمر فيها بما يعينه على الصوم وقولها هنا ونجعل لهم اللعبة من العهن يعني القطن او الصوف الذي يكون مصنوعا او ملونا قالت فاذا بكى احدهم على الطعام يعني اذا احس بالجوع وبدأ يبكي مطالبا الطعام فاعطيناه ذاك يعني تلك اللعبة حتى يعني يستمر في اللعب حتى يكون عند الافطار اي وقت الافطار. وفي هذا دلالة على ان غير البالغ اذا صام فانه يؤجر على ذلك كما يؤجر وليه الذي عوده على الصيام بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير. جعلكم هداة مهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة ونردهم الى دينه ردا حميدا. وان يجعل العاقبة الحميدة لهم دنيا واخرة. كما نسأله جل وعلا ان ان يتولى عباده المؤمنين وان يكفيهم شر اعدائهم وشر انفسهم ونسأله جل وعلا ان يكون مع المستضعفين من المؤمنين. وان يتولاهم بعنايته ورعايته. وان يشفي جرحاهم وان ان يسد جوعتهم وان يكفيهم شر عدوهم وان يرد عدوهم خائبا خاسرا هذا ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعلهم اسباب هدى ورحمة وصلاح ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لما يحب ويرضى وان يجعل اعمالهم على البر والتقوى هذا والله اعلم وصلى الله على نبيه محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين