قد اجبتك اي انني سمعت نداءك و ها انا ذا اجيب عما بدا لك من الاسئلة فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم اني سائلك اي ساقدم بين يديك اسئلة الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان من افضل الاعمال التي يتقرب بها الانسان الى الله جل وعلا ما يتعلق بالعلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه تعلم القرآن وتعليمه ليست مقتصرة على تعلم حروفه وتلاوته بل تشمل ايضا تعلم احكامه القدرة على استنباط الاحكام منه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ولاهمية تدارس العلم ومكانة ذلك وما يترتب عليه من الاجور العظيمة عقد اهل العلم في كتبهم الحديثية ابوابا وكتبا تتعلق بالعلم. ومن ذلك ما فعله الامام البخاري حيث عقد بابا في ذلك ولفظة العلم اذا اطلقت في لسان الشرع او عند علماء الشريعة فان المراد بها العلم بالله جل وعلا وباحكامه الشرعية لان كل لفظة تفهم على وفق الاصطلاح الذي يسير عليه اهل ذلك اللفظ. فكلمة العلم في الكتاب والسنة يراد بها العلم بشرع الله تعالى اه لعلنا نقرأ شيئا من الاحاديث في كتاب العلم من مختصر صحيح امام البخاري رحمه الله على الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب العلم. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه اعرابي فقال متى الساعة؟ فمضى الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم بل لم يسمع. حتى اذا قضى حديثه قال اين الذي اراه السائل عن الساعة؟ قال ها انا يا رسول الله. قال فاذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة. قال فكيف اضاعتها يا رسول الله؟ قال اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة قوله هنا بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس اي كان قد جلس وعنده جماعة من اصحابه قوله يحدث القوم اي يتدارس معهم شيئا من العلم ويخبرهم بشيء من احكام الله تعالى فجاءه اعرابي يعني رجل من اهل البادية فقال متى الساعة يعني متى قيام الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكمل حديثه الذي يحدث به اصحابه ولم يجب ذلك الاعرابي فقال بعض القوم سمع ما قال هذا الرجل الاعرابي حينما سأل فقال متى الساعة فكره مسألته ولذلك لم يلتفت اليه. وقال بعضهم من لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم سؤال هذا الرجل فلما اكمل النبي صلى الله عليه وسلم حديثه قال اين السائل عن الساعة؟ اراد ان يجيبه عن سؤاله. فقال ها انا يا رسول الله اي انا السائل قال اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة فسأل الرجل كيف اضاعة الامانة يا رسول الله؟ فقال اذا اوسد يعني اسند الامر الى غير اهله وكلف بالعمل من ليس مؤهلا فيه فانتظر الساعة في هذا الحديث من الفوائد انه اذا كان الشخص يحدث بحديث فلا يحسن ان يقاطع في حديثه ولو كان بسؤال متعلق بمسألة شرعية حتى يكمل وفيه ان من سئل عن علم وهو مشتغل بحديث فانه يتم الحديث الذي يتحدث به ثم بعد ذلك يجيب السائل وفي هذا الحديث ايضا ان الشخص قد يفهم منه غير مراده فان الصحابة انقسموا في فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يرد على الاعرابي فقال بعضهم لم يسمع وقال قال بعضهم كره ما قاله ولذلك لم يلتفت اليه صواب انه اراد ان يكمل حديثه الذي ابتدأ به وفي هذا الحديث ان الانسان اذا سئل عن شيء لا يعلمه علم ما يقاربه او ما يشير اليه فانه يذكر ذلك في الحديث ان الامانة في اخر الساعة ترفع في الحديث ان الامور قد تسند الى غير اهلها القادرين على رعايتها وان من علامات الساعة احسن الله اليكم قال عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فادركنا وقد فقدنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على ارجلنا فنادى باعلى صوته ويل للاعقاب من النار مرتين او ثلاثة. قوله تخلف عنا النبي في سفرة يعني انه تأخر عن اولئك المسافرين فلم يكن في ركبهم في وقت من الاوقات قوله في سفرة سافرناها يعني في تنقل من المدينة الى خارجها في مرة من مرات النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنه انه سافر الا لنسك او غزو قوله فادركنا يعني انه لحقهم ووصل الى المكان الذي سبقوه اليه وقد ارهقتنا الصلاة اي حضر وقت الصلاة وادركتنا الصلاة صلاة العصر قال وجاء اليهم وهم يتوضأون فكان من شأنهم ان مسحوا على ارجلهم. يظنون ان ذلك يكفي في الوضوء فنادى النبي صلى الله عليه وسلم باعلى صوته ويل للاعقاب والاعقاب مؤخر الاقدام ويل للاعقاب من النار مرة او ثلاثة. وفي هذا الحديث رفع الصوت بالعلم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما نادى باعلى صوته في هذا الحديث مشروعية تكرار الحديث مرتين وثلاثة من اجل ان يكون ذلك ابلغ في ايصال الحديث ومن اجل ان يوعى ولذا قال ويل للاعقاب من النار مرتين او ثلاثة وفي هذا الحديث استحباب ان يكون الانسان حال الاسفار مع جماعة يراعي بعضهم بعضهم الاخر في الحديث ايضا صحبة اهل الخير والصلاح في الاسفار ونحوها وفي الحديث الاهتمام باداء الصلوات وظاهر قوله صلاة العصر انهم لم يجمعوا مع انهم كانوا في سفر مع احتمال جمعهم وفي الحديث ان المسافرين متى وجدوا الماء فانهم يتوضأون ولا يصح لهم ان يكتفوا بالتيمم وفي الحديث ان من شاهد اشخاصا يخالفون الواجب في الامور الشرعية فانه ويبلغهم بحكم الله عز وجل. خصوصا اذا كان ممن يقتدى به في الخير والهدى وفي الحديث ان الواجب في الوضوء غسل الرجلين وانه لا يجزئ مسح الاقدام. فلابد من غسلها من غسل القدمين وفيه ان الغسل يصل الى مؤخر القدم وانه لا يكتفى بمقدمها و في ذلك دلالة على ان ترك الاعقاب في الوضوء كبيرة من الكبائر لانه قد توعد اصحابها بالنار وهذا من العلامات التي تجعل الفعل من من كبائر الذنوب احسن الله اليكم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فاوتي بجمال فاكله وقال ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم. شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحاد ولا ولا. وتؤتي اكلها كل حين وانها مثل المسلم فحدثوني ما هي قال فقال القوم هي شجرة كذا هي شجرة كذا. ووقع الناس في شجر البوادي قال عبدالله ووقع في نفسي انها النخلة فاردت ان اقول هي النخلة فاذا انا عاشر عشرة وانا اصغر القوم وانا شاب ورأيت ابا بكر وعمر رضي الله عنهما لا يتكلمان فاستحييت فسكت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال هي النخلة. قال عبدالله فلما قمنا وخرجت مع ابي حدثت ابي بما وقع في نفسي فقلت يا ابتاه والله لقد كان وقع في نفسي انها النخلة. فقال ما منعك ان تكلم؟ قال لم اركم تكلمون. فكرهت ان ان اتكلم او اقول شيئا. فقال عمر لان تكون قلتها احب الي من ان يكون لي كذا وكذا. قوله في هذا الحديث اذ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم لاننا حضرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فاوتي بالجمار وهو جزء من اجزاء النخلة اه يكون اه في قلبها وقوله فاكله وذلك ان الجمار لذيذ الطعم كانوا يستطيبون اكله. قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه على جهة السؤال لهم من اجل ان يعرف بفضيلة النخل قال ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم ذلك ان النخل يستفاد منها فتمرها غذاء وجريدها بنا وعشب ليفها حبال وتستخدم في اشياء كثيرة وتنفع الناس نفعا عظيما فلذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصفها بانها من البركة قال شجرة خظرا يعني انه لا يتحات ورقها ولا يسقط بل تبقى على لون بذلك فان ورقها لا يسقط ولا يتحاتي ينزل شيئا فشيئا ثم نفى عنها بعض الصفات غير المرغوب فيها قال وتؤتي اكلها يعني ان ثمرتها تأتي للناس في كل حين اي ما بين وقت ووقت تناخر وانها مثل المسلم اي صفتها كصفة المسلم نفعها عميم فقال فحدثوني ما هي؟ اي اخبروني ما هذه؟ الشجرة التي هذه صفتها فقال القوم هي شجرة كذا اي انهم بدأوا يجيبون سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بذكر انواع ولكنهم لم يصيبوا ما اراد النبي صلى الله عليه وسلم من النخلة قال ووقع الناس في شجر البوادي فكل منهم يجيب شيء من انواع هذه الاشجار قال عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فوقع في نفسي يعني ظننت ان الجواب هو النخلة و كان يريد ان يجاوب ان يجيب النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤاله فيقول هي النخلة فالتفت فاذا صحابة من كبار الصحابة واذا الموجود عشرة ممن لهم مكانة ومنزلة وكان ابن عمر اصغر القوم احدثهم في السن كان غلاما شابا فالتفت فاذا بابي بكر وعمر رضي الله عنهما لا يتكلمان اي لا يجيبان فيمن اجاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر فاستحييت يعني لم ارى نفسي مؤهلة لان تتكلم مع وجود هؤلاء الثلة من من الصحابة ولذا سكت ابن عمر ولم يجب النبي صلى الله عليه وسلم فلما لم يصيبوا ما اراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الشجرة قالوا يا رسول الله حدثنا ما هي؟ يخبرنا ما هذه الشجرة التي هذه صفتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة. قال عبدالله بن عمر فلما قمنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقفلنا راجعين خرجت مع ابي فحينئذ قلت لابي قد وقع في نفسي انها النخلة فاستحييت ان اقولها فقلت يا ابتاه والله لقد كان وقع في نفسي ان ما ان جواب ما سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو النخلة فقال عمر لابنه عبد الله ما منعك اي ما السبب الذي جعلك لا تجيب عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر لابي رأيتكم قد سكتم فلم ارد ان اتكلم بين ايديكم. فكرهت ان اقول شيئا فقال ابن فقال عمر لابنه عبد الله لو قلتها لكان احب الي ولان تكون قلتها فهو احب الي من ان يكون لي كذا وكذا. في هذا الحديث من الفوائد استعمال لفظة التحديث والاخبار فانه قال حدثوني ما هي؟ وقالوا حدثنا ما هي يا رسول الله وهذا هو الذي اورد المؤلف الحديث من اجله ورد في بعض الروايات انه قال اخبروني و هناك طرائق لرواية الحديث اولها ان يتحدث الشيخ تلميذه يسمع هذه اعلى الرتب يقال لها قراءة الشيخ ويقول الانسان فيها اخبرنا وحدثنا وسمعت والثانية العرض بحيث يقرأ التلميذ والشيخ يستمع ويقره على روايته فهذه يقال لها طريقة العرظ وتخول الانسان ان يقول اخبرنا واخبرني ولا يقول حدثنا واما الطريقة الثالثة فتكون بالمناولة بان يعطيه كتابا ويأذن له في روايته والرابعة بطريقة الاجازة. يعني اذن له بالرواية عنه في هذه الحال في الحال الاول يقول انباءنا وفي الحال الاخير يقول حدثنا اجازة او اخبرنا اجازة عنه وفي هذا الحديث من الفوائد طرح مسائل العلم على جهة السؤال ليحرك ذلك الاذهان ويشترك في هذا الفقيه العالم والامام فلا حرج عليهم في طرح المسألة التي يعلمون جوابها من اجل ان يجتهدوا في بها في هذا الحديث فضيلة شجرة النخلة ومكانتها وثناء النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله تعالى مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء يؤتي اكلها كل حين باذن ربها في هذا الحديث بيان ان البركة بزيادة النماء والخير تكون في بعض المخلوقات ولذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم الشجرة بانها مبروكة ومثل بركتها ببركة المسلم وفي هذا الحديث استحباب زراعة الاشجار ومنها شجرة النخلة وفي هذا الحديث جواز اكل التمر لانه قد بين ان هذا من نعمة الله جل وعلا. وفي هذا الحديث ايضا جواز بيع الجمار واكله. فانه لما اجاز اكله امامهم دل ذلك على انه يملك وما كان يملك فالاصل جواز بيعه في هذا الحديث بركة النخل وفي هذا للحديث ان العلم لا يؤتاه كل احد ففهم المسائل وادراكها لا يناله كل احد وهذه نعمة من الله جل وعلا لبعض عباده. وفي هذا الحديث ايضا ان من وقع له شيء من العلم يحسن به ان يخبر عنه في هذا الحديث عدم استحباب الحياء في العلم سواء في تلقيه او في نشره ولذا عاب ابن عمر على عاب عمر على ابنه انه استحيا وسكت ولم يجب هذا السؤال وفي الحديث ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من اقرار او من اكرام كبار السن الاحترام لهم وتقديمهم في الكلام وعدم التقدم بين ايديهم وفي هذا الحديث اشتراك الاب مع ابنه في حضور جلسات العلم في هذا الحديث مخاطبة الرجل لابيه بالخطاب الذي يقع في نفسه وفي هذا الحديث تؤال الاب ابناءه عن الاسباب التي جرتهم لبعض التصرفات في هذا الحديث جواز التمني ولذا تمنى عمر ان يكون ابن عمر قد اجاب قدم ذلك على نيل شيء من امور الدنيا احسن الله اليكم قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل انا خوفي المسجد ثم عقله ثم قال لهم ايكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الابيض المتكئ فقال له الرجل ابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد اجبتك فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم اني سائلك فمشدد عليك في المسألة. فلا تجد علي في نفسك. فقال سلعم ما بدا لك؟ قال اسألك بربك وربي من قبلك الله ارسلك الى الناس كلهم؟ فقال اللهم نعم. قال انشدك بالله االله امرك ان نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال اللهم نعم. قال انشدك بالله االله امرك ان نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال اللهم نعم. قال انشدك بالله. االله امرك ان نأخذ هذا الصدقة من اغنيائنا فنقسمها على فقرائنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نعم. فقال الرجل امن بما جئت به وانا رسول من ورائي من قومي وانا ضمام ابن ثعلبة اخو بني سعد ابن بكر قوله في هذا الحديث بينما اي في الوقت الذي كنا نحن جلوسا مع النبي صلى الله عليه عليه وسلم في المسجد لانه كان من شأنه ان يرتب جلسات العلم والتعلم في المسجد قال فدخل رجل على جمل لانه دخل بناقته داخل المسجد وكان ذلك في غير وقت صلاة فاناخه اي جعله آآ جعله آآ يجلس على الارض ثم عقله اي انه ربطه بالحبل الذي يمنعه من الذهاب والهرب ثم قال هذا الرجل لمن في المسجد ايكم محمد اي من هو محمد الذي الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم متكئا اي معتمدا على متكأ بين ظهرانيهم ان يجلسوا في وسطهم قال فقال الناس الذي تسأل عنه هو هذا الرجل الابيظ المتكئ فجاء الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن عبد المطلب وذلك لان عبدالمطلب اشهر في الناس وابوه عبدالله مات صغيرا فلم يعرف وعبد المطلب كان سيدا مطاعا في قومه كان اهل مكة يفدون اليه ولا يصدرون الا عن رأيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل استفسر فيها عن امور تتعلق بهذه البعثة ساشدد عليك في المسألة. لانني ساكثر الاسئلة فلا تجد علي في نفسك اي لا تغضب ولا تكره ما يأتيك به من المسألة فقال النبي صلى الله عليه وسلم سل عن ما بدا لك اي جميع الاسئلة التي تريد مني جوابا فيها فبامكانك ان تلقيها بين ايدينا فقال هذا الرجل اسألك اي اطلب منك ان تجيب وهذا الطلب طلب بالله جل وعلا. فاسألك بربك الذي رباك وقام بنعم الله عليك. وربى من قبلك من الخلق االله ارسلك؟ اي هل بعثك الله نبيا؟ للناس ترشدهم وتدلهم على الله وكان بعثتك للناس جميعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نعم اي الذي ارسلني هو الله وارسلني الى جميع الناس فقال انشدك اي ارفع صوتي سؤالك عما يأتي قال االله اي هل امرك بها؟ هل امرك بما يأتي رب العزة والجلال فامرك بالصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال اللهم نعم اي الذي امرني بذلك هو الله تعالى قوله االله امرك؟ اي طلب منك طلبا جازما ان نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال اللهم نعم فقال الرجل انشدك بالله اي ارفع صوتي سائلا سائلا لك وجاعلا سؤالي هذا بالله تعالى االله؟ اي هل امرك ان نصوم هذا الشهر من السنة الصيام الامساك عن الاكل والشرب والمفطرات من طلوع الفجر الى غياب الشمس المراد بالشهر شهر رمظان وهو الشهر التاسع من السنة القمرية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نعم اي الذي امرني بصوم هذا الشهر في شهر رمضان هو الله تعالى فقال انشدك بالله اي اسألك سؤالا ارفع به صوتي و اطلب منك ان تجيب بالله ما له من فضل عليك االله اي هل الذي امرك ان نأخذ هذه الصدقة يعني زكاة المال من اغنيائنا اي من تجب عليهم الزكاة فنقسمها على فقرائنا هم الذين لا يستطيعون القيام. بجميع نفقتهم. فقال النبي صلى الله او عليه وسلم اللهم نعم اي الذي امرني بذلك هو الله فقال الرجل امنت اي صدقت وايقنت واتبعتك فيما جئت به اي فيما بعثك الله تعالى ايه وانا رسول اي مبعوث من ورائي من قومي. وهم بنو سعد بن بكر قال وانا ظمام ابن ثعلبة فهذا من الصحابة وهو اخو واحد افراد قبيلة بني سعد بني بكر ففي هذا الحديث جواز الجلوس للمسجد واذا كان ذلك على جهة القربى كان عبادة يتقرب بها الى الله تعالى. وفي هذا الحديث ان المسجد اذا كان مؤهلا لدخول الابل فيه وكان مهيئا لذلك فلا حرج من دخول الجمل فيه وفي هذا الحديث ان من كان راكبا البعير فاراد ان ينزل عنه لحاجة يتفطن في شأنه بحيث لا يجعل بعيره او ماله يظيع عنه وفي هذا مشروعية حفظ الاموال والسعي في وضع الاجراءات التي تحفظ ذلك المال وفي هذا الحديث سؤال الرجل لاهل المجلس عن من يطلبه منهم. ولذا قال الرجل ايكم محمد وفي هذا الحديث جواز الاتكاء وانه لا حرج فيه ولو كان بمحظر من الناس. و في هذا الحديث انتساب الانسان الى جده وانه لا حرج في ذلك ما لم يكن يترتب على ذلك امر شرعي كالمواريث وغيرها وفي هذا الحديث جواب من سأل سؤالا في مسائل العلم وفي هذا الحديث جواز اكثار السؤال عن المسائل التي ترد الانسان حال وقوفه وقدومه على اهل العلم وفي هذا الحديث ان بعثة محمد صلى الله عليه وسلم للناس قاطبة وليست لامة دون اخرى في هذا الحديث ايضا من الفوائد وجوب الصلوات الخمس وهي فرض عين باجماع اهل الاسلام قد استدل الجمهور بهذا الحديث على عدم وجوب صلاة الوتر خلافا للشافعي قالوا لانه لما سأله عن الصلاة التي امر بها فقال الخمس الصلوات ولو كان غيرها من الصلوات واجبة لذكر هنا في هذا الحديث وجوب صوم شهر رمضان وفي هذا الحديث وجوب اكماله وتتميمه قوله قال اللهم نعم اي يا الله او نعم قد اوجب الله تعالى هذه الامور في هذا الحديث وجوب الزكاة وجوب اخراجها لمحتاجيها وفي هذا الحديث بعث الجماعة رجلا لاستطلاع ما يتعلق بهم من الاخبار احسن الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه الى كسرى مع عبد الله ابن حذافة السهمي رضي الله عنه فامره ان يدفعه الى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين الى كسرى. فلما قرأه مزقه قوله في هذا الحديث بعث بكتابه اي ارسل كتابا كتبه يدعوه فيه الى التوحيد اجابة الله تعالى فبعث بكتابه اي الكتاب الذي سجله الرسالة التي كتبت الى قيصر عظيم الروم فبعث بكتابه الى قيصر وبعث بكتابه الى كسرى كلاهما قد بعث اليه كتاب بعث دحية الكلبي الى قيصر وبعث عبدالله بن حذافة السهمي الى كسرى وسهم قبيلة من قبائل قريش قبيلة من قريش ومنها عمرو بن العاص وابنه عبدالله قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه الى كسرى وهو عظيم الفرس مع عبدالله بن حذافة السهمي فامره اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كلف عبد الله ابن حذافة ان يدفع وان يقوم ببعث هذا الكتاب الى عظيم البحرين وعظيم البحرين يدفعه الى كسرى ليكون ذلك اكثر من جهة اكثر اهتماما به لما قرأ كسرى الكتاب مزقه لانه وجد ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ ابذكر نفسه قبل ذكره فقال من محمد رسول الله الى كسرى عظيم الفرس فحينئذ شامت نفسه كيف يتقدم بذكر نفسه قبل ان يذكرني فهنا استدل المؤلف بهذا الحديث على مشروعية المناولة فان عبد الله بن حذافة ناوله الى عظيم البحرين وعظيم البحرين دفعه الى اه كسرى وفي هذا الحديث ايضا مشروعية كتابة العلم قد كتب النبي صلى الله عليه وسلم هذا وان الكتابة لا تقتصر على القرآن كان النبي صلى الله عليه وسلم في اول الاسلام ينهى عن كتابة الحديث لئلا يختلط القرآن ثم لما استقرت الامور وكثر الحفاظ امرهم الكتابة للعلم. فقال مثلا اكتبوا لابي شاة وهذا الحديث ايضا مما يسند هذا الامر وفي هذا الحديث كتابة اهل العلم بالعلم الى البلدان وفيه ايظا مشروعية تأليف المؤلفات التي تقرأ فيستفاد منها وفي هذا الحديث مشروعية دعوة غير المسلمين للدخول في دين الاسلام من النصارى او الفرس في هذا الحديث ذكر كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى كسرى وفيه فظيلة عبد الله ابن حذافة السهمي حيث كان مأمونا موثوقا عند النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بيان طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في ارسال الولاة ومن يكون اه متوليا لشأني متوليا لشأن آآ العلم وفي هذا الحديث ان المرء يدعو من لهم مكانة ومنزلة؟ حيث يقتدى بهم وفي هذا الحديث مراعاة التراتيب الادارية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الدحية ان يبعث بالكتاب الى عظيم البحرين وعظيم البحرين يقوم بدفعه الى كسرى في هذا الحديث التحذير من صدي الناس عن العلم او تمزيق كتبه لئلا يصيب الانسان العواقب السيئة في الدنيا والاخرة كما كان ذلك مع كسرى قد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغوا ما فعل كسرى قال مزق الله ملكه كما مزق كتابي وما هي الا سنوات قلائل حتى ذهبت دولة ملكه اصبحت البلاد تنعم الخير الذي جاء بعده. فالمقصود ان كسرى مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجازاه الله بان مزق الله جل وعلا ملكه لتمزيقه كتابا النبي صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة ونسأله سبحانه ان يجعلنا من اهل الصلاة المحافظين على اركان دينهم كما نسأله جل وعلا ان يملأ قلوبنا من التقوى والايمان وان يصلح شأننا كله بفضله كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يجعله من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة بفضله واحسانه. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين