ان لم يفقهوا الله في الدين لم يرد به خيرا وانه بمقدار ما عند الانسان من الفقه في الدين يكون عنده من ارادة الله الخير به قال وانما انا قاسم الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا درس جديد من دروسنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى حيث نتدارس هذا اليوم الدرس الثاني في كتاب العلم فلنقرأ شيئا من احاديث هذا الكتاب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال امام البخاري ورحمه الله تعالى عن شعبة عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكتب الا الروم كتابا فقيل له انهم لا يقرؤون كتابا الا ان يكون مختوما. فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتم من فضة وكان فصه منه نقشه محمد رسول الله وقال اني اتخذت خاتما من ورق ونقشت فيه نقشا محمد رسول الله فلا ينقش احد على نقشه. فكأني انظر الى بياضه في يده. فقلت لي قتادة من قال نقشه محمد رسول الله. قال انس قوله في هذا الخبر اراد النبي صلى الله عليه وسلم اي عزم ان يكتب الى الروم في لفظ الى الاعاجم اي اراد ان يرسل لهم رسالة فقيل له انهم لا يقرأون كتابا اي لا يقبلونه ولا يقرون به ولا يستقبلون الا ان يكون مختوما اي عليه الخاتم الذي يعرف به مرسله ويتأكدون منه فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة يعني ليختم به على الاء الرسائل والكتب وكان فصه منه اي نقشه الذي في وسطه فصه الذي في وسطه قد صنع من نفس الخاتم ومن نفس مادته وناقشوا هذا الخاتم محمد رسول الله لان هذه هي الكتابة التي عليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم اني اتخذت اي صنعت خاتما وجعلته لي وصنعته من الورق يعني الفضة ونقشت فيه نقشا اي كتبت في هذا الخاتم كتابة محمد رسول الله فلا ينقش اي فلا يكتب احد على نفس هذه الكتابة في خاتمه قال فكأني انظروا الى بياضة. يعني اشاهد لونا الخاتم وما فيه من بريق في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه قد جعله في اصبعه ورد انه في الخنصر فقال شعبة لقتادة من قال نقشه محمد رسول الله فقال فقال قتادة انس رضي الله عنه وهذا الحديث فيه عدد من الفوائد اولها مشروعية كتابة العلم كما كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل زمانه وفي هذا الحديث ايضا جواز الرواية بالمناولة فان هذا الكتاب قد نقل الى الروم بواسطة المناولة والمناولة رتبة من رواء مراتب الرواية وفي هذا الحديث الكتابة الى الاعاجم. وفي هذا الحديث من الفوائد احتساب الاجر في الدعوة الى الله ودعوة اهل الكتاب كالنصارى. وفي هذا الحديث مراعاة اداب وطرائق الامم الاخرى بطريقة التعامل معهم ولذا اتخذ الخاتم من اجل ان يقبل كتابه بهذا الحديث اباحة لبس الرجال للخاتم ولا يقال بان النبي صلى الله عليه وسلم لبسه على جهة العبادة وانما لبسه عادة فانه لم يلبسه الا لان الامم الاخرى لا يقبلون الكتاب الا اذا كان مختوما وفي هذا الحديث اتخاذ الخاتم من اجل ان يكتب من اجل ان يختم به على الرسائل وفي هذا الحديث جواز الشهادة على الكتابة المتأكد منها والتي عليها خط مختوم وفي هذا الحديث ذكر فصل خاتم وجواز ان يكون منه وفي هذا الحديث جواز نقش الخواتم بالكتابة المعرفة بصاحبها وفي هذا الحديث اخبار الانسان الاخرين بما يكون من عمله كقوله اتخذت خاتما وفي هذا الحديث المنع من التزوير في الرسائل وختمها. وفي هذا الحديث ايضا جواز لبس الخاتم في الاصبع كالخنصر احسن الله اليكم عن ابي واقد للايثي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه اذ اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وذهب واحد قال قفا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فاما احدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم واما الثالث فادبر ذاهبا. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال الا اخبركم عن النثر بالثلاثة. اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله. واما الاخر فاستحيا فاستحيا الله منه. واما الاخر اعرض فاعرض الله عنه قوله هنا بينما هو جالس اي في الوقت الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد يحدث اصحابه ويدرسهم العلم والناس معه يعني معه مجموعة ممن يتعلم العلم وكانوا في المسجد اقبل ثلاثة اشخاص اي دخل المسجد ثلاثة اشخاص ثلاثة رجال فاما اثنان فاقبلا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واتجه جهة الدرس واما الثالث فذهب وغادر المسجد والرجلان وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى احدهما فرجة في الحلقة اي ان احدهما شاهد وجود متسع بين الحاضرين في دائرة التعلم فدخل فيها وجلس فيها ولذا قدرنا في قوله فان دمائكم عليكم حرام اي ان سفك دمائكم لان الاحكام لا تكون الا على الافعال دون الذوات فبين ان الحرمة في جميع المواطن حرمة مؤكدة حرمة عظيمة واما الثاني فانه لم يجد فرجة داخل الحلقة ولذا جلس خلف الناس واما الثالث فادبر ذاهبا اي خرج من المسجد وولاهم دبره فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث الذي يحدث به قال الا اخبركم عن النفر الثلاثة ايا لا احدثكم عن الاشخاص والرجال الثلاثة. ما شأنهم وما هي نتيجة افعالهم اما احدهم فهو الاول الذي دخل في الفرجة في الحلقة فاوى الى الله اي انه دخل في الحلقة فيعتبر بمثابة من اعتصم بالله وبحث عن مأوى عند الله جل وعلا فاواه الله اي وضعه في كنفه واما الاخر يعني الثاني الذي جلس خلف الحلقة فاستحيا فلم يرد ان يزاحم الناس. ولذا ترفع عن مضايقتهم ومزاحمتهم فاستحيا الله منه واما الاخر يعني الثالث فاعرض يعني انه لم يذهب الى حلقة التعلم ولم يتدارس العلم فيها ولذا جازاه الله بمثل عمله فاعرض الله عنه ففي هذا الحديث من الفوائد مشروعية الجلوس في المسجد بطلب العلم ومشروعية وظع حلق العلم في المساجد كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا فضيلة حضور هذه الحلقات التي تكون في المساجد وفي هذا الحديث استحباب الجلوس في هذه الحلقات وعدم مناسبة ترك هذه الحلقات وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان اذا قدم الى الناس وهم جلوس جلس حيث ينتهي به المجلس وفي هذا الحديث ان من رأى فرجة في حلقة العلم فانه يدخل فيها وفي هذا الحديث ايضا تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على الحوادث التي تكون في زمنه وفي الحديث ان الجزاء يكون من جنس العمل فمن اوى الى الله هاواه الله ومن استحيا من الله استحيا الله منه ومن اعرض عن الله اعرض الله عنه. واستحيا واعرظ هذا من الافعال التي تثبت لله تعالى لورودها في الخبر ولا يلزم من ثبوت الفعل ان يكون له صفة او ان يشتق منه اسم يثبت لله تعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبا الناس يوم النحر فقعد على بعيره وامسك انسان بخطامه فقال ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان اتدرون اي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم. فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. قال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال فاي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم فسكتا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. قال فاليس بذي الحجة؟ قلنا بلى. قال فاي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم. فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. قال اليس البلدة الحرام قلنا بلى قال فان دمائكم واموالكم واعراضكم وابشاركم عليكم حرام. كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا ذا في بلدكم هذا الى يوم تلقون ربكم. وستلقون ربكم فسيسألكم عن اعمالكم. الا هل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم فاشهد الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب. فرب مبلغ او عام سامع الا فلا ترجعوا بعدي كفارا. يضرب بعضكم رقاب بعض. فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي حين حرقه جارية ابن قال اشرفوا على ابي بكرة. فقالوا هذا ابو بكرة يراك. فقال ابو بكرة رضي الله عنه لو دخلوا علي ما ما عشت بقصبة قوله هنا عن ابي بكرة في ابن الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر يوم النحر هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة النبي صلى الله عليه وسلم خطب في عرفة الخطبة العامة. وخطب خطبا في منى منها هذه الخطبة التي ذكرها ابو بكرة رضي الله عنه قال خطب الناس اي تكلم معهم بكلام على جهة مخاطبة العموم بلفظ يرفع فيه الصوت قال قعد على بعيره اي انه جلس على ظهر البعير ليخطب الناس منه. من اجل ان يشاهدوه ويسمعوا مقالته وامسك انسان بخطامه اي ان هناك من يمسك البعير من اجل الا يذهب فيمسكه بالخطام وهو الحبل الذي يشده راكب البعير فيكون في مربوطا في وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض. هذا الحديث له مناسبة وهي ان اشهر ان الاشهر الحرم اربعة هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. فكانوا يقومون بتأخير التحريم سنة بعد سنة فبدل ان يجعلوه في هذه الاشهر يجعلونه بدل رجب يؤخرونه الى ان يكون في شعبان ويغيرون اسم شعبان ليكون عندهم رجب فهكذا فاستمر الحال معهم حتى دار ذلك مرات متعددة في الزمن الذي او في السنة التي حج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبحت الشهور على ما هي عليه على اصلها الذي وضعت عليه فعادت ولذا قال ان الزمان قد استدار اي مر عليه هذه الشهور التي تؤخرونها حتى عاد على ما كان عليه من تسمية الشهور. فان الله تعالى قال ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ها يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم. ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين. انما النسي زيادة في الكفر النسي يعني تأخير الاشهر وتأجيل تحريم الاشهر من شهر الى شهر اخر ففي الزمان الذي حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه عادت الشهور على ما هي عليه. ولذا قال ان الزمان قد استدار اي مظى كدائرة كاملة حتى عادت الاشهر على اهي عليه كهيئته في التحريم وفي الاشهر يوم خلق الله السماوات والارض. السنة اثنا عشر شهرا. وفي بيان ان تقسيم السنة اثنا عشر شهرا هذا امر من الله جل وعلا يوم خلق السماوات والارض قال منها اي من هذه الاشهر الاثنى عشر اربعة حرم ثلاثة متواليات اي متعاقبات متتابعات وهي شهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة وشهر المحرم. وهناك شهر الرابع مفرد لوحده وهو شهر رجب فشهر ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر شهر ذي الحجة الثاني عشر وشهر المحرم هو الشهر الاول من السنة واما شهر رجب فانه الشهر السابع وسمي برجب مضر نسبة الى القبيلة فان العرب تنقسم العرب من ذرية اسماعيل ينقسمون الى قسمين مضر وربيعة مضار وربيعة فنسب هذا الشهر الى قبيلة مظر قال الذي بين جمادى وهو الشهر السادس وشعبان الذي هو الشهر الثامن ثم قال صلى الله عليه وسلم اتدرون اي هل تعلمون ما هو هذا اليوم فقال الصحابة الله ورسوله اعلم ظنوا انه يريد معلومة غير ما علم عندهم فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه اي بلفظ اخر غير الاسم وسوى الاسم الذي نعرفه فقال صلى الله عليه وسلم اليس يوم النحر وعيد الاضحى سمي بالنحر لانه تذبح فيه الاضاحي والهدي فقالوا بلى يعني هذا هو يوم النحر وقال صلى الله عليه وسلم فاي شهر هذا اراد ان يبين لهم ان هذا يوم شديد الحرمة فهو يوم الحج الاكبر وهو يوم من ايام شهر محرم وهو شهر ذي الحجة قال فاي شهر هذا فقالوا الله ورسوله اعلم لم يظنوا انه يسألهم عن الامر المعروف لديهم من اسم الشهر قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا اي اعتقدنا وتوهمنا انه سيسميه باسم اخر غير اسمه الذي نعرفه به فقال صلى الله عليه وسلم اليس بذي الحجة اليس هذا الشهر شهر ذي الحجة فقالوا بلى يا رسول الله هذا شهر ذي الحجة فقال صلى الله عليه وسلم فاي بلد هذا ما هي هذه البلدة التي انتم فيها؟ هم في منى وهو من اجزاء الحرم فقالوا الله ورسوله اعلم سكت حتى ظنوا انه سيسميه باسم اخر غير الاسم الذي يعهدونه فقال صلى الله عليه وسلم اليس هذا البلد البلدة الحرام التي حرمها الله تعالى فقالوا نعم اذا اجتمع عندنا حرمة اليوم وحرمة الشهر وحرمة البلد حرمات البلد فهذا يشدد التحريم في هذا الباب قال صلى الله عليه وسلم ان حرمة الدماء والاموال والاعراض كما هي لهذا اليوم في هذا المكان هي كذلك حرمة ثابتة في جميع المواطن وفي جميع الازمان ولذا قال فان دمائكم اي ان سفك الدماء واموالكم اي ان اخذ اخذ الاموال والاعتداء عليها واعراضكم اي ان الكلام في معايب الاخرين والقدح في سمعتهم وابشاركم جمع بشرة عليكم حرام اي انه يحرم على بعضكم ان يعتدي على بعضكم الاخر بالدماء وفي الاموال وفي الاعراض. والاصل ان الافعال هي التي يحكم عليها بالاحكام الشرعية وانه لا يحكم على شيء من الذوات حرمة شاملة للجميع قال الى يوم تلقون ربكم اي ستستمر هذه الحرمة الى قيام الساعة فهي احلت للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة من النهار ثم عادت الى التحريم قال صلى الله عليه وسلم وستلقون ربكم اي ستواجهونه يوم القيامة فسيسألكم عن اعمالكم فسوء يوقف كل واحد منا ويسأله عن اشياء كثيرة كما قال تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم وكما قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. قال وستلقون ربكم عن اعمالكم الا هل بلغت اي هل اوصلت لكم هذا المعنى الذي قصد الشارع ايصاله اليكم قالوا نعم يعني بلغت وشهدوا له بالبلاغ فقال اللهم فاشهد يعني يشهد عليهم انني قد بلغتهم وانهم قد اقروا بذلك ثم قال صلى الله عليه وسلم الاف ليبلغ اي لينقل هذه الخطبة من كان حاضرا شاهدا لمن كان غائبا. فرب مبلغ اي يمكن ان يوجد شخص يكون وعيه اكثر مع كونه لم يحضر ورب مبلغ اي قد نقل اليه العلم يكون اكثر وعيا من حاضر سامع ثم قال الا فلا ترجعوا بعدي كفارا اي لا تعودوا على الحالة التي كنتم عليها قبل البعثة من الضلال كما في بعض الروايات ضلالا او من الكفر وشعار ذلك ان يحدث الاقتتال بينكم وان يظرب بعظكم رقاب بعظ قال فلما كان يوم فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي حين حرقه جارية ابن قدامة جارية احد الولاة اتى بابن الحظرمي فحرقه الجندي الذين معه طالعوا ابا بكرة فاشرفوا على ابي بكرة اي نظروا اليه من اعلى او من مكان بعيد فقالوا لجارية ابن قدامة هذا ابو بكرة يراك يعني يشاهدك كانه ينتقدك على تحريك ابن الحظرمي فقال كانه ارسل او خشي ابو بكرة ان يأتيه الجند فيحظروه قال ابو بكرة لو دخلوا علي اي لو كان من شأنهم انهم حضروا عندي من اجل القبض علي او من اجل انزال عقوبة بي ما بهشت بقصبة اي ما دافعتهم ولا قاتلتهم ولو قصبة فهذا الحديث فيه عدد من الفوائد منها مشروعية المواعظ والخطب في يوم النحر وفيها اختيار الخطيب مكانا عاليا اثناء خطبته ليسمع عنه وفي هذا الحديث جواز جلوس الانسان على البعير بدون انتقال وفي هذا الحديث استعمال الحبل الذي يشد به خطام الناقة للتحكم فيها وفي هذا الحديث مشروعية استعمال الاشهر القمرية بترتب عدد من الاحكام الشرعية بها الصيام انما يعرف فرظه ونفله بذلك عرضه في رمضان ونفله في غيره من الايام كيوم عرفة وعاشوراء لايام البيظ فهذه كلها تواريخ قمرية ولذا يحسن استعمال تاريخ القمري الهجري في هذا الحديث تقسيم السنة الى اثني عشر شهرا وفي هذا الحديث ذكر شيء من احوال النبي صلى الله عليه وسلم في في حجة الوداع و في قوله هنا ثلاثة متواليات اي متعاقبات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. واما الشهر الرابع فشهر رجب الذي يكون بين شهر جمادى وشهر شعبان في هذا الحديث تعظيم يوم النحر تأكيد تحريم الاعتداء على الاخرين فيه بهذا الحديث تأكيد حرمة شهر ذي الحجة تأكيد على الجميع بعدم انتهاك حرمة هذا الشهر في هذا الحديث ايضا حرمة مكة وجوب صيانتها و تحريمها في هذا الحديث تحريم الاعتداء على اموال على دماء الاخرين اما بالقتل او القاطع او الجرح بهذا الحديث تحريم الاعتداء على اموال الاخرين سواء كان بالاخذ او بالاتلاف وفي هذا الحديث اثبات رؤية المؤمنين لرب العزة والجلال فانه قال يوم تلقون ربكم وقال وستلقون ربكم وفي هذا الحديث طلب الشهادة من الاخرين على تبليغ الانسان شرع الله جل وعلا. في هذا الحديث استحباب تبليغ العلم وايصاله للاخرين ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ان الانسان ينقل الاخبار النووية ولو لم يكن عارفا لجميع المعاني التي تشتمل عليها وفي هذا الحديث فظيلة ابي بكرة وحرصه على الابتعاد عن الفتن والدخول فيها رضي الله عنه احسن الله اليكم قال رحمه الله قال رجل لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه يا ابا عبدالله لوددت انك ذكرتنا كل يوم. فقال ابن مسعود رضي الله عنه اما اني اخبر بمكانكم اما انه يمنعني من ذلك اني اكره ان املكم واني اتخولكم موعظة كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتخولنا يتخولنا بالموعظة في الايام مخافة علينا. قوله قال رجل لعبدالله بن مسعود يا ابا عبدالرحمن يا اباء عبدالرحمن لعلها خطأ مطبعي يا ابا عبد الرحمن لوددت انك ذكرتنا كل يوم. يعني وعظتنا بموعظة في جميع ايام الاسبوع فقال ابن مسعود اما اني اخبر ان يأتيني من يعلمني ويخبرني بمكانكم اي بحضوركم من اجل الاستماع للموعظة ولكني لا اعظكم في كل يوم ويمنعني من من ان اعظكم في كل يوم اني اكره اي لا ارغب في ان املكم ان يدخل الملل عليكم بسبب تحديث كل يوم بالموعظة والتذكير. واني اي شأني اني اتخولكم بالموعظة اي افرق بينها ولا اجعلها في اوقات متقاربة واتفقد احوالكم فمتى وجدتكم نشيطين ما حدثتكم بالموعظة ومتى وجدت مالنا او سآمة لم احدثكم قال كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة ان يراعي الاوقات في الايام مخافة السآمة يعني الملل. والنفرة من استماع الحديثة فهذا الحديث فيه مشروعية الموعظة والتذكير وفي هذا الحديث انه قد يمتنع الانسان عن التحديث لسبب مشروع فلا ينقص ذلك من مكانته لهذا الحديث حرصوا العالم على ابعاد السآمة والملل عمن يحظر حديثه في هذا الحديث اختيار الاوقات المناسبة للمواعظ والتذكير وفي هذا الحديث مراعاة حال الطلاب ومراعاة شعورهم فانه خشي عليهم من السآمة احسن الله اليكم. قال عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا قوله هنا يسروا اي اختاروا ايسر الامور واسهلها وذلك من اجل التخفيف على الخلق قال ولا تعسروا اي لا تختاروا ما يكون معسرا للامور مانعا من الوصول الى نتائجها وبشروا اي اخبروا الناس بما يسرهم وبما يدخل الفرح عليهم ويبعد عنهم الانهزامية والظعف ولا تنفروا اي لا تفعل شيئا يترتب عليه ابتعاد بعض الناس عن الطاعة لله تعالى فهذا الحديث فيه استحباب التيسير والابتعاد عن التعسير وفيه استحباب التبشير بالاخبار السارة وفيه ايضا ملاحظة الانسان الاخرين لان لا ينفروا مما او لان لا ينفروا عما معه من الخير. وفي هذا تخول الناس بالمواعظ والدروس العلمية الله اليكم قال عن حميد بن عبدالرحمن قال سمعت معاوية رضي الله عنه خطيبا يقول سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وانما انا قاسم والله يعطيه. ولن تزال هذه الامة قائمة مستقيمة على امر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك ظاهرون ان قال سمعت معاوية خطيبا ان يتكلم على المنبر بخطبة ينقل فيها شيئا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مما نقله قوله من يرد الله به خيرا. الارادة هنا الارادة الكونية المقصود بها من يقدر الله له الخير فانه يفقهه في الدين والفقه معرفة احكام الشريعة ومعرفة اسرارها. وثم قال وانما انا سم اي لا تتوجه الي باللوم والقدح بسبب اني اعطيت بعضكم اكثر من بعض في امور الدنيا قال وهذا الى الله تعالى والذي قدرنا بذلك وولست مدبر للامر وانما انا قاسم. اي اقسم ما يأتيني من الخير. والله تعالى هو المعطي سبحانه وتعالى. ثم قال ولن تزال اي سيوجد في جميع الازمان جزء من هذه الامة يقوم على امر الله تعالى على جهة الاستقلال. وبالتالي لا يؤثر فيهم من يخالفهم او يعاديهم. قال لا يضرهم من خالفهم. اي لا ينقص من مكانته عند الله تعالى ولا عند الاخرين فان هذه الطائفة قائمة مستقيمة على امرهم. وبالتالي لا يلتفتون الى من يخالفهم وهم ولا من يخذلهم اي لم يقم بنصرتهم وحتى يأتي امر الله تقوم الساعة وهم على ذلك ظاهرون. اي على امر الله. ظاهرون اي لهم الغلبة والانتصار ففي هذا الحديث من الفوائد مشروعية نقل الاحاديث في الخطب في الجمعة وغيرها وفي قوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فيه اثبات صفة الارادة الكونية لله تعالى وفيه قوله من يرد الله به خيرا اي يكن من شأن ان يكن قد قدر الله له الرفعة وعلو الشأن فان الله يفقهه في الدين. في هذا دلالة على ان من اي ان توزيع ما يرد الي امره الى الله وانما انا موزع قاسم. والله هو المعطي سبحانه قال ولن تزال اي ستستمر. هذه الامة قائمة اي لها الغلبة والنصر على اعدائها. مستقيمة على امر الله وهذه سنة كونية لابد ان تتحقق في كل زمان قال لا يضرهم من خالفهم اي لا ينقص من مكانتهم اولئك الذين يخالفونه قم ولا ينصرونهم ولا من خذلهم. حتى يأتي امر الله وهم على ذلك اي على التمسك بامر الله تعالى يكون من شأنهم انهم ظاهرون بحيث لا يكون عندهم اختفاء بل يجعلهم الله ظاهرين ليقيم الحجة بهم على الخلق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها قوله لا حسد المراد به الحسد المحمود الذي هو الغبطة في ان يتمنى ان يكون عنده مثل ما عند الاخرين بدون ان يتمنى زوال ما عند الاخرين من النعمة فهذا الحسد جائز واكثر اهل العلم يسمونه الغبطة وقال لا حسد يعني انه لا كسد مقبول او مأجور عليه والمراد هنا بالحسد الغبطة التي فيها تمني مثل ما عند الاخرين بدون تمني زوال نعمتهم. قال لا حسد الا في اثنتين اي في حالتين الاولى في رجل اتاه الله ماله اي اعطاه من صنوف المال نقودا وغيرها فسلطه على هلكته. اي قام بانفاق هذا المال على المصارف التي يحبها الله جل وعلا ويرضى عن صاحبها فسلط هذا المال على هلكته. اي على الطرق التي ينتهي بهذا المال وهي طرقي وهي طرق الصدقة وطرق النفقة على النفس وعلى الغير والرجل الثاني رجل اتاه الله اي اعطاه الحكمة المراد بها وضع الامور في محلها وما يناسبها وقوله فهو يقضي بها ان يفصل بين الخصومات بواسطتها ويعلمها للاخرين وفي هذا الحديث المنع من الحسد الذي هو تمني زوال ما عند الاخرين من النعم في هذا الحديث مشروعية الانفاق في سبل الخير. ولو انفق الانسان جميع ما له. في هذا الحديث فضيلة من اتاه الله الحكمة التي يقضي بها بين الناس بهذا الحديث جواز ان يتمنى الانسان حالا يماثل حال هؤلاء اما الذين ينفقون واما الذين يقضون بالحكمة بارك الله فيكم ووفقنا الله واياكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ونسأله سبحانه ان يصلح ما في قلوبنا وان يؤلف ذات بينها وان يجعلنا ممن صان صيامه من المفطرات والمنقصات. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يجعلهم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين