الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فلا زال الكلام في شرح احاديث كتاب العلم من صحيح الامام البخاري من خلال قراءة مختصره فلعلنا نواصل في ذلك فليقرأ القارئ مشكورا با الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما قالت اتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم اما حين خسفت الشمس فاذا الناس قيام يصلون فدخلت عليها فاذا هي قائمة تصلي فقلت ما شأن الناس اشارت بيدها الى السماء فقالت سبحان الله قلت اية فاشارت برأسها اي نعم فاطال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت حتى تجلاني لغش والى جنبي قربة فيها ما ففتحتها فجعلت اصب على رأس الماء. فقام اطال القيام ثم ركع فاطال الركوع ثم قام فاطال القيام ثم ركع فاطال الركوع ثم سجد. ثم سجد فاطال السجود ثم رفع ثم سجد فاطال السجود ثم قام فاطال القيام. ثم ركع فاطال الركوع ثم رفع فاطال القيام ثم ركع فاطال الركوع ثم رفع فسجد فاطال السجود ثم رفع ثم سجد فاطال السجود ثم انصرف. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس خطب الناس فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه واله وسلم بما هو اهله واثنى اعليه ثم قال اما بعد قالت ولغط نسوة من الانصار فانكفأت اليهن لاسكتهن فقلت لعائشة رضي الله عنها ما قال قالت قال اما بعد ما من شيء لم اكن اريته الا رأيته في مقامي هذا حتى دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ودنت مني النار حتى قلت اي رب وانا معهم فاذا امرأة حسبت انه قال تخدشها هرة. قلت ما شأن هذه؟ قالوا حبستها حتى ماتت دعاء لا اطعمتها ولا ارسلتها تأكل من خشيش او من خشاش الارض. واوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل المسيح الدجال يؤتى احدكم فيقال ما علمك بهذا الرجل؟ اما فاما المؤمن او الموقن فيقول هو محمد رسول الله. جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا وامنا واتبعنا وصدقنا هو محمد ثلاثة فيقال نم صالحا قد علمنا ان كنت لموقنا به. اما المنافق والمرتاب فيقال له ما علمك بهذا الرجل؟ فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فلما ذكر ذلك ضج المسلمون مضجة ولقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في خسوف الشمس. قوله في هذا الحديث قالت اتيت عائشة اتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس اي ذهب ضوئها. وفي هذا جواز اطلاق اسم الخسوف على ذهاب ضوء بالشمس وقوله فاذا الناس قيام يصلون به مشروعية صلاة الكسوف للشمس وهي محل اتفاق بين اهل العلم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم قول اسمى فدخلت عليها يعني على عائشة فاذا هي قائمة تصلي فيه جواز ان تصلي المرأة وحدها في الصف بدون ان يكون معها احد ها وفي قولها فقلت ما شأن الناس يخاطئ مخاطبة المصلي بما يتبين الانسان به حقيقة الحال. قالت فاشارت عائشة بيدها الى السماء فيه الاجابة بواسطة الاشارة وان ذلك لا يعد من التكبر خصوصا اذا كان الانسان منشغلا وفيه ان الاشارة في الصلاة لا تبطلها وقد اراد المؤلف بذلك انه يمكن ان تكون الفتيا بواسطة الاشارة من قبل اليد او الرأس وفي هذا اللفظ ايضا بيان ان النساء يصلين مع الرجال في صلاة الخسوف كل وحده بجماعة قولها فاطالعنا فقالت سبحان الله فيه ان من كان في الصلاة ينبه بالتسبيح قلت اية اي هل هذا علامة او شيء يكون له خاصية بالصلاة فاشارت رأسها اي نعم فيه ان الاشارات تتعدد معانيها بتعدد طريقة الاشارة. وقولها فاطال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الصلاة مما يدل على مشروعية اطالة صلاة توفى قولها فقمت يعني صليت مع عائشة هذه الصلاة حتى تجلاني الغشي. يعني بداية الاغماء وفي هذا ان من جاءته بدايات الاغماء في اثناء الصلاة لم تبطل صلاته بذلك وانه لا ينتقض وضوءه به. وانه لا يحتاج الى الوضوء. قالت والى جنبي قربة فيها ماء ففتحتها فيه جواز الحركة في الصلاة لمصلحتها. قالت فجعلت اصب على رأس الماء من اجل ان تعي ما حولها وان تتمكن من اكمال صلاتها. قولها فقام يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى هذه الصلاة قائما فاطال القيام. يعني اكثر من قراءة القرآن وقد رأى ان هذا اللفظ يدل على انه لم يجهر بالقراءة. والصواب انه قد جهر. وكونه اسمى لم تنقل ذلك على جهة الاثبات ما لعدم معرفتها بما قرأ فانه قد صرح ابن باس بان النبي صلى الله عليه وسلم قد جهر في قراءته. قولها ثم ركع فاطال ركوع ثم قام فاطال القيام ثم ركع فاطال الركوع فيه دلالة على ان صلاة الكسوف تكون بركعتين في كل في كل ركعة ركوعان وهذا مذهب الجمهور. وقال ابو حنيفة بان كل ركعة بركوع واحد وقال بان هذه الاحاديث احاديث اخبار احاد فلا تقوى على نسخ ما توات يرى من فعل الصلاة ركوع واحد في كل ركعة والصواب ان رواية الركوعين قد وردت عن جماعة من الصحابة باسانيد صحيحة منها حديث الباب ولا مانع من الزيادة على النص بواسطة اخبار الاحاد كيف وهي اخبار مشهورة قولها ثم سجد فاطال السجود فاطال الركوع ولم تذكر الرفع بعد الركوع الثاني الذكره غيرها قال ثم سجد فاطال السجود ثم رفع ثم سجد فاطال السجود لم تذكر انه اطال الجلوس بين السجدتين ثم ذكرت انه في الركعة الثانية كما فعل في الاولى. قالت ثم انصرفت ولم تذكر جلسة التشهد بعد السجود وقد نقلها غيرها وقال فلما انصرف اي انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة الكسوف وفرغ منها وقد تجلت الشمس اي ظهرت وزال عنها خسوفها وانكشف ضوئها خطب الناس. استدل بهذا فقهاء الشافعية على مشروعية الخطبة في صلاة الكسوف ورأى احمد ان هذه موعظة وليست خطبة وبالتالي لم يرى مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف. وقول الشافعي اقوى لثبوت هذه الخطبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان من ما قاله ان حمد الله. وفي هذا ان المشروع في الخطب تقديمها وافتتاحها بحمد الله تعالى وقوله واثنى عليه اي كرر المدح والحمد على الله تعالى ثم قال اما بعد في مشروعية الفصل بين الثناء على الله وحمده والصلاة على نبيه وما بعد من الخطبة بلفظة اما بعد. وقد ثبتت هذه اللفظة فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة ففي هذا قول الامام في خطبة الكسوف اما بعد قالت عائشة قالت اسماء ولغط اي انه رفعت بعض النساء اصواتهن و فانكفأت اي ذهبت وانسحبت اليهن من اجل اسكاتهن. وفي هذا مشروعية اسكات من يرفع صوته في اثناء الخطب والمواعظ. ثم قالت لعائشة ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته وفي هذا سؤال الانسان غيره ما نقصه من العلم من اجل ان يستكمله في هذا اختيار الاصحاب في طلب العلم ليعين بعضهم بعضهم الاخر قالت فقال اما بعد اي مهما يكن من شيء بعد فان قالت ما من شيء ولم يذكر في هذا اللفظ حرف الفاء مما يدل على ان جواب ام ما لا فيه ان يكون حرف الفاء قوله ما من شيء اي لا يوجد شيء لم اكن اريته اي لم اشاهده قبل الا الله من رؤيته في هذا المقام. وفي هذا دلالة على ان الانسان في اثناء صلاته يفتح اي لا يغلقهما قال حتى دنت اي قربت مني الجنة حتى لو اجترأت اي لو كنت جريئا فاخذت شيئا ان من ما في الجنة لجئتكم اي لاحضرت لكم قطاف اي عناقيد من قطاف الجنة ودنت مني النار اي قربت حتى قلت اي ربي خاف من النار فسأل الله ان يحمى منها حتى قال اي ربي يا يعني يا الله وانا معهم اي هل تأتي من النار فتحرقنا ونحن في الدنيا وانا معهم فاذا امرأة يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم شاهد امرأة في النار قالت اسما حسبت انه قال تخدشها هرة اي ان الهرة تقوم خدش هذه المرأة بواسطة اظافرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن هذه اي لماذا يفعل بها ذلك؟ ولماذا تمكن الهرة من خدشها باظافرها فقالوا يعني الملائكة حبستها لان المرأة امسكت هذه الهرة ولم تطلقها حتى ماتت جوعا لا هي اطعمتها واحضرت لها الطعام ولا هي ارسلتها اي تركتها تأكل من خشاش او خشيش الارض اي لا لقطتها نباتها ففي هذا ان تعذيب الحيوان من الامور المحرمة. وان من الصدقات اطعام الطعام ومن ذلك اطعام البهائم وفي هذا الحديث ان الانسان قد تهينوا بالذنب ويترتب عليه عقوبة شديدة. قولها قال واوحي الي اي ان الملك اخبره بخبر من عند الله جل وعلا. انكم مفتنون اي تسألون في قبوركم. ففي هذا اثبات فتنة القبر وعذاب القبر. مثل فتنة المسيح الدجال اي كما ان من على الارض يفتنون حينما يأتيهم المسيح الدجال باسم المسيح لكثرة مشيه في الارض فهو قد ساح فيها وسمي الدجال لانه كذاب. يقول انا الله وهو كاذب في ذلك. قال يؤتى احدكم يعني اذا كان الانسان في قبره يقال له ما علمك بهذا الرجل؟ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأل ما موقفه؟ وما هو ما هو فعله تجاه هذا النبي الكريم فيقول اما المؤمن او الموقن فيقول هو محمد رسول الله جانا بالبينات الادلة واضحة والهدى اي العلم الذي ينجو به الانسان. فاجبنا اي امنا به واتبعنا وصدقنا وفي هذا مشروعية الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا مشروعية التصديق قل لي اخبار النبي صلى الله عليه وسلم هو محمد ثلاثة فيه تكرير الكلام من ان يرسخ فيقال اي ان الملائكة يقولون لهذا الرجل المؤمن او الموقن نم صالحا قد علمنا ان كنت لموقنا به واما المنافق والمرتاب اي الشاك فيقال له ما علمك بهذا الرجل؟ فيقول لا ادري. اي لا ما حقيقته سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قد استدل طائفة بهذا على المنع من التقليد والاخذ باقوال الاخرين في اصول الشريعة كالتوحيد واثبات المعاد والتصديق بالرسالة وقال اخرون بل هذا الحديث فيه جواز التقليد في ذلك وان ذمة الانسان تبرأ به وذلك ان الموقن لما قال هو محمد رسول الله لم يقل له هل اخذت ذلك من جهة والاستدلال او ما هو طريقه. فان مقصود الشارع ان يكون الانسان مؤمنا بذلك ولا فرق بين الطرق الموصلة الى ذلك. سواء اخذه بطريق التقليد او بطريق استدلال والنظر او بغيرها. بينما المنافق والمرتاب لما كان مقلدا للناس في باطل اخذ بذلك. ولعل هذا القول اظهر فانه الذي تدل عليه النصوص. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه افراد الناس فيشهدون له شهادة الحق ولا يسألهم هل اخذتم ذلك عن طريق التقليد او عن طريق النظر ولا يسألهم عن ادلته بل يقبل منهم ويدل على هذا ما ورد في عدد من الاحاديث ان رجالا في زمن النبوة كانوا يذهبون الى اقوامهم فيمتنع من كلامهم حتى يؤمنوا فيؤمنوا فيقبلوا منهم. ومن هنا فان الصواب ان المقصود هو الوصول الى الحق في هذه الامور باي طريق وصل اليه الانسان قالت فلما ذكر ذلك اي ذكر ما يتعلق بالجنة والنار ظج المسلمون اي طاحوا وخرجت الاصوات منهم ظجة. ولقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة. اي اعتاق المماليك في خسوف الشمس. احسن الله اليكم. قال عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه انه تزوج ابنة بابي ايهاب ابن عزيز فاتته امرأة امة سوداء فزعمت انها ارظعتهما. فقالت اني قد ارضعت عقبة والتي تزوجت فقال لها عقبة ما اعلم انك ارضعتني ولا اخبرتني فارسل الى ال ابي ايهاب يسألهم فقالوا ما علمناه ارضعت صاحبتنا فركب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فذكره له فقال اني تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت اني ارضعتكما وهي كاذبة فاعرض عنه وتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال فتنحيت فاتيته من قبل وجهه فذكرت ذلك له وقلت كاذبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف وقد قيل؟ كيف وقد زعمت انها ارضعتهما؟ دعها عنك فنهاه عنها وفارقها عقبى ونكحت زوجا غيره. قوله هنا عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه انه زوج ابنة لابي ايهاب ابن عزيز. فاتته امرأة امة سوداء فزعمت انها ارظعتهما هذا الحديث استدل به المؤلف على الرحلة في مسائل العلم خصوصا في الاستفتاء في المسائل النازلة قوله لكوني عقبة قد ذهب من مكة الى المدينة يسأل رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم عن حكم هذه الواقعة. قولها انه تزوج ابنة لابي ايهاب ابن فاتتهم امرأة امة سوداء فيه قبول شهادة المملوكة وانها تقبل شهادتها. فزعمت بهذه المرأة السوداء انها ارظعتهما اي ارظعت الزوجة والزوجة. عقبة وزوجته ابنة ابيه فيها باء. فقالت المرأة اني قد ارظعت عقبة والتي تزوج. هذا فيه دلالة على ان ثبوت المحرمية بالرظاعة يكون عند رظاعة الرجل والمرأة من امرأة اجنبية ليست اما لاحدهما وبالتالي من طرائق اثبات التحريم في الرضاعة الرضاعة مع مع اجنبية من امرأة غير ام الزوج والزوجة. فقال لها عقبة على جهة الانكار لمقالها ما اعلم انك ارضعتني ولا اخبرتني فعلى جهة انكار لقولها وشهادتها فارسل عقبة الى ال ابي ايهاب يسألهم اي بعث شخصا يسأل اهل زوجته عن ذلك فقالوا ما علمناه اي ليس في معلومنا ان هذه المرأة علامة السوداء ارضعت الزوجة يا صاحبتنا في هذا استفسار الانسان عن المسائل التي ترد اليه منها وفيه ايضا تصور المسائل النازلة قبل الحكم عليها وفي هذا ان العبرة بشهادة من اثبت دون شهادة من افاء وفي هذا قبول شهادة المماليك ايماء ورجالا وفي هذا ان المرأة اذا شهدت وحدها بالرظاعة قبلت شهادتها قال فذكر فقال النبي فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اني تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت اني ارضعتكما وهي كاذبة. فاعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه. وذلك انه اتى بالبينة التي اشهدوا بثبوت الرضاعة ثم لهوا في نفسه ولرغبة في المرأة قال وزعم بانها كاذبة فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال عقبة فتنحيت اي اتيت اليه مع الجهة الاخرى. فذكرت ذلك له. وقلت ان كاذبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف؟ اي كيف تبقى مع هذه المرأة؟ وقد قيل اي جاءتكم هذه الماء هذه الامة فشهدت بثبوت الرضاع بينكما. كيف تبقى معها وقد دعمت انها اختك بالرضاع الذي ارضعتكما اياه. ثم قال صلى الله عليه وسلم دعها ها عنك كلمة دعها عنك قال احمد هي على بابها تدل على وجوب ذلك. ولذا رأى ان الرضاعة تثبت شهادة امرأة واحدة. لانه مما يختص بامر النساء. جمهور اهل العلم لا يكتفون عادت المرأة الواحدة جمال واحسن واكثر اضاءة منك واحب الى النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا دلالة على جواز زيادة الرجل في المحبة لبعض نسائه. بحيث يفضل بعضهن في ذلك على اظن منهم من قال لابد من شهادة اثنتين والاكثر على انه لابد من شهادة اربع من النسوة قالوا لان الشهادة لا تقبل من الا من اثنين وشهادة الرجل لا يوازيها الا شهادة امرأتين. وبالتالي لابد من شهادة اربع نسوة والصواب هو القول الاول لظاهر حديث الباب فانه قال دعها عنك. والاصل في ان تكون للوجوب ثم صرح بذلك فقال فنهاه عنها والنهي يقتضي التحريم قال ففارقها عقبة اي تركها. كان الشافعية ومن نحى نحوهم يرى ان هذا الحديث على سبيل الاحتياط والورع وليس على سبيل الحكم. ولكنه يخالف ظاهر حينما قال دعها عنك. احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم ازل حريصا على ان اسهل عمر ابن الخطاب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن المرأتين من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قالا الله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما فمكثت سنة اريد ان اسأل عمر بن الخطاب فلم ما اجد له موضعا ما استطيع ان اسأله هيبة له. حتى حج وحججت معه فلما رجعت وكنا بظهران وعدل الى الاراك بحاجة له وعادلت معه فقال ادركني بالوضوء فادركته بالاداوة فتبرز ووقفت حتى فرغ ثم جاء فسكبت وعلى يديه من الاداوة فتوضأ ثم سرت معه ورأيت موضعا فقلت له يا امير المؤمنين من المرأتان اللتان ظاهرتا على النبي صلى الله عليه واله وسلم من ازواج النبي صلى الله عليه سلم اللتان قال الله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما فما اتممت كلامي حتى قال واعجبا لك يا ابن عباس وما عائشة وحفصة؟ قال فقلت والله ان كنت لا اريد ان اسألك عن هذا منذ منذ سنة فما استطيع هيبة لك. قال فلا تفعل ما ظننت ان عندي من علم فاسألني. فان كان لي علم خبرتك به ثم تقبل عمر الحديث يسوقه قال اني كنت انا وجار لي من الانصار في بني امية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما. فاذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من او غيره. واذا نزل فعل مثل ذلك فاتاني بالخبر. وكنا معشر قريش نغلب النساء. والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا حتى انزل الله فيهن ما انزل وقسم لهن ما قسم. فرأينا لهن بذلك علينا حقا من غير ان ندخلهن في شيء من امورنا. فلما قدمنا على الانصار اذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من ادب نساء الانصار فبين انا في امر اتأمره اذ قالت امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها ما لك ولما ها هنا؟ فيم فكي في امر اريده فصخبت على امرأتي فراجعتني فانكرت ان تراجعني. قالت عجبا لك يا ابن الخطاب ولم تنكر ان اراجعك والله ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يراجعنه. وان احداهن لتهجره اليوم حتى الليل. وان ابنتك لتراجع الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فافزعني ذلك فقلت لها قد خاب من فعل ذلك منهن بعظيمها ثم ما جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها اي حفصة اتغاضب احداكن النبي صلى الله عليه واله وسلم اليوم حتى قالت نعم والله انا لنراجعه فقلت قد خبت وخسرت تعلمين اني احذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى صلى الله عليه وسلم افتأمنين ان يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي. لا تستكثري على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه وسليني ما بدا لك. ويا بنية لا يغرنك ان كانت جارتك اوضاء منك واحب الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة. قال ثم خرجت حتى دخلت على امي سلمة لقرابة منها فكلمتها قالت ام سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه. فاخذ والله اخذا كسرتني عن بعض ما كنت اجد فخرجت من عندها. قال عمر وكان من حولنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام وكنا نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا انه يريد ان يسير الينا فقد امتلأت صدورنا منه وكنا قد تحدثنا ان غسان الخيلج لتغزونا فنزل صاحبي الانصاري يوم نوبته فرجع الينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا. وقال اثماه ففزعت فخرجت اليه قال افتح افتح فقال قد حدث اليوم امر عظيم. قلت ما هو؟ اجاءت غسان؟ قال لا بل اعظم. بل اعظم من ذلك واهون نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت رغم انف حفصة وعائشة وقد كنت اظن هذا يوشك ان ان يكون فجمعت علي ثيابي حتى جئت فصليت الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربا. مشروبا تلهو فاعتزل فيها ودخلت على حفصة فاذا هي تبكي والبكاء في حجرهن كلهن فقلت ما يبكيك؟ الم اكن حذرتك هذا اطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت لا ادري ها هو ذا معتزل في المشربة يرقى عليها بعجلة. فخرج فجئت الى المنبر فاذا حوله رهط يبكي بعضهم. فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما اجد. فجئت المشروبة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام له اسود على رأس الدرجة استأذن لعمر قل هذا عمر بن الخطاب فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما اجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم رجع فقال ذكرتك له فصمت. فرجعت فجلست مع كرهت الذين عند المنبر ثم غلبني ما اجد فجئت للغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم رجع الي فقال قد ذكرتك له فصمت فلما وليت منصرفا اذن لي واذا الغلام يدعوني فقال قد اذن لك النبي صلى الله عليه واله وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو مضطجع على رمال رمال حصير ليس بينه وبينه فراش. قد اثر الرمال بجنبهم متكئا على وسادة من ادم حشوها ليف. فسلمت عليه ثم قلت وانا قائم يا رسول الله اطلقت نساءك الي بصره فقال لا. فقلت الله اكبر. ثم قلت وانا قائم استأنس يا رسول الله. لو رأيتني وكن معشر قريش النساء فلما قدمنا المدينة اذا قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها لا يغرنك ان كانت جارتك هي اوظأ منك واحب الى النبي صلى الله عليه وسلم من يريد عائشة فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة اخرى. فجلست حين رأيته تبسم فلما بلغت حديث ام سلمة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت في بيته شيئا يرد البصر غير اهبة ثلاثة معلقة عند رأسه وان عند رجليه قرضا مصبورا. فرأيت اثر الحصير في جنبه فبكيت. قال ما يبكيك قلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وانت رسول الله. فقال اما ترضى ان تكون لهما الدنيا ولنا الاخرة؟ فقلت يا رسول الله ادع الله فليوسع على امتك. فان فارس والروم قد وسع عليهم واعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال اوفي هذا انت يا ابن الخطاب ان اولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا قلت يا رسول الله استغفر لي. واعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه من اجل ذلك الحديث حين افشته حفصة عائشة. تسعا ليلة وكان قال ما انا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله عز وجل. فلما مضى التسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة يا رسول الله انك كنت قد اقسمت الا تدخل علينا شهرا وانما ما اصبحت من تسع وعشرين ليلة اعدها عدا وقال الشهر تسع وعشرون ليلة فكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ليلة قال قالت عائشة ثم انزل الله تعالى اية التخيير فجاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين امر الله ان يخير ان يخير ازواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم اول امرأة من نسائه فقال اني ذاكر لك امرا ولا عليك ان تعجلي حتى ابويك قالت قد اعلم ان ابوي لم يكونا ليأمران بفراقك ثم قال ان الله قال يا ايها النبي قل لازواجك الى قوله عظيما قلت اوفي هذا استأمر ابوي فاني اريد الله ورسوله والدار الاخرة فاخترته ثم خير نساءه كله كلهن فقلن مثلما قالت عائشة. قوله في هذا الخبر عن ابن عباس قال لما زل حريصا على ناسل عمر فيه الحرص في طلب العلم رجوع الى الاكابر فيه ورواية الاحاديث عن من كان عارفا بهذه الاحاديث واذا اورد المؤلف هذا الباب في مسألة التناوب في العلم كما كان عمر والانصاري الذي يجاوره يتناوبان في الذهاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال كنت حريصا على ما سال عمر المرأتين من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما في هذا الاهتمام اظهار المبهمات من الاسماء بالحديث كما فعل ابن عباس وفي هذا الهيبة من العالم الكبير ان يسأل لامور تعود اليك كما هاب ابن عمر رضي الله عنه قال فما اجد له موضعا اي كنت ابحث عن مكان انفرد بعمر فيه لاسأله عن ركعتين من اجل الا يسمع احد هذا الخبر فانه لم يرد ان ينشره حتى لتأكد منه قوله ما استطيع ان اسأله هيبة له اي تعظيما لحقه من من ان اسأله بمحضر من الناس قال حتى حج اي ان عمر حج وذلك في السنة الثالثة والعشرين وهي اخر سنة من سنوات ولاية عمر رضي الله عنه فقد حج في ذي الحجة وتوفي قتل في اخر ذي الحجة من تلك السنة قال ابن عباس حتى حج وحججت معه فيه رفقة الاخيار في الحج ورفقة اصحاب الولاية في ذلك قال فلما رجعت اي عدنا من الحج وكنا بظهران وهي مكان في الطريق بين مكة و المدينة عدل الى الاراك وهو شجر معروف فيه فيه شيء من الخاصية يستتر الانسان بها عند قضاء حاجته والاراك هو شجر الذي يؤخذ منه السواك وله عروق في الارض يؤخذ منها كما له اغصان آآ تمتد فوق الارض يتمكن الانسان من الاستتار بها قال لحاجة الله ذهب الى ذلك المكان لقضاء حاجته وعجلت معه اي ملت عن الطريق معه فقال عمر لابن عباس ادركني بالوضوء اي احضر لي الماء الذي منه قال فادركته بالاداوة اي ذهبت فاتيت بالماء في وهي نوع من انواع الاواني حتى ادركته وتمكنت من اللحاق به قال فتبرز ايقظا حاجته وفي هذا سؤال صاحب الولاية افراد الناس ومن يكون معه من المرافقين بعض حاجته وفي هذا الحديث الاستتار عند قضاء الحاجة قال ووقفت اي تنحيت وابتعدت قليلا حتى فرغ من قضاء حاجته ثم جاء فسكبت على يديه من الاداوة فتوضأ ظاهر هذا ان عمر لم يستنجي وانما استجمر بالحجارة ونحوها. مما يدل على ان الاستجمار مجز زين وفي هذا الحديث خدمة الرجل من هو اكبر منه واسن خصوصا مثل عمر لولايته امامته وصحبته قال ثم سرت معه اي مشيت معه ورأيت موضع اي مكانا خاليا يناسب ان اسأله في عن المرأتين. فقلت يا فقلت له وفي هذا تحري المواطن المناسبة في سؤالي وبث العلم فقلت له ان قال ابن عباس لعمر يا امير المؤمنين فيه مخاطبة الرجل بما له من كان ومن العمل تقديرا له قال من المرأتان اي من هما؟ اللتان ظاهرتا اي اتفقتا على النبي صلى الله عليه وسلم من ازواجه اللتان قال الله تعالى على ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما. قال ابن عباس فما اتممت كلامي اي لم تكمله حتى قال عمر وعجبا لك يا ابن عباس به التعجب من عدم وصول علم الانسان لمعرفة شيء من الامور الظاهرة. وقال عمر هما عائشة وحفصة قال ابن عباس فقلت والله فيه قسم الانسان ولو لم يطلب منه القسم اذا كان يحتمل ان يترددا فيه قال ان كنت لا اريد ان اسألك عن هذا منذ سنة فما استطيع هيبة لك اي تعظيما لحقك فقال عمر فلا تفعل اي لا تترك سؤالي من اجل الهيبة لي وفيه المبادرة بالسؤال والاستفصال في الاحكام الشرعية. قال ما ظننت اي اذا كنت تظن ان عندي شيء من العلم فاسألني عنه. وفي هذا طلب الانسان من غيره طلب الفقيه من غير ان يسألوه قال فان كان لي علم خبرتك به وفيه ان الانسان لا يتكلم ولا يجيب الا بما عنده علم فيه قال ثم استقبل عمر الحديث يسوقه اي انه ابتدى بذكر القصة وقد قام بنظمها وسياقتها من اجل ان تسمع منه فقال عمر كنت انا وجار لي من الانصار في منطقة يقال لها بني امية ابن زيد وهي هذه المنطقة من عوالي المدينة اي من المكان العالي فيها قال وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم. اي انزل في يوم وهو ينزل في يوم اخر وهذا هو الذي جعل المؤلف يورد هذا الباب في كتاب العلم للكلام على التناوب في العلم قال فينزل الانصاري يوما قال عمر وانزلوا يوما فاذا نزلت اي ذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم جئت الانصاري جاري بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي او غيره واذا نزل فعل مثل ذلك فاتاني بالخبر وفي هذا قبول اخبار الاحاد كما كان عمر يقبل خبر الانصاري وكذلك الانصاري قوله وكنا معشر قريش اي ان قبيلة قريش كان من شأنهم ان يغلب الرجال النساء. وان النساء لا يكن لا يكون لهن امر ولا نهي قال والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا اي لا نلتفت اليهن ولا نستشيرهن ولا يقمن بمراجعة الزوج آآ الامتناع منه حتى انزل الله فيهن ما انزل من وجوب معاشرتهن بالمعروف كما في قوله وعاشروهن بالمعروف وقوله ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وقسم لهن ما قسم من هذه الاخلاق والافعال قال فحينئذ رأين ان للنساء حقا على الرجال. لكن لم نكن نشاورهن ولذا قال من غير ان ندخلهن في امورنا. وقال فلما قدمنا المدينة على الانصار فكان نساء الانصار يغلبن الرجال وحينئذ قام نساء الانصار باخذ قام نساء قريش باخذ ذلك من نساء الانصار بهذا ان الصحبة تغلب على الانسان فيأخذ باخلاق صاحبه من حيث يشعر او من حيث لا يشعر قال فبين انا في امر اي كنت في شأن من شأني انظم امري اذ قالت امرأتي اي ردت علي المرأة واصبحت تشير علي وبدأت تتدخل في بامر من امور فقالت لو صنعت كذا وكذا. فرد عليها عمر على جهة الانكار لدخول في هذا الامر ما لكي ولما ها هنا؟ اي ما الذي ادخلك في هذا الامر؟ ولماذا تتحدثين عن هذا الشأن؟ من شأني وكيف تتكلفين في امر يريده الزوج وانت امرأة؟ قال فما صخبت على امرأتي. اي رفعت الصوت عليها على جهة الزمجرة والغضب قال فراجعتني اي عادت علي الكلام مرة اخرى قالت بان لها حقا في المراجعة وفي الكلام فحينئذ كبر علي على كبر ذلك على عمر قال فانكرت ان تراجعني. فقالت المرأة لعمر عجبا لك يا ابن الخطاب اي كيف لا تشعر بما حولك ولم تنكر ان اراجعك وتعيب علي ان اعيد الكلام معك. فوالله ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وهو افضل منك واحق بالهيبة منك وان احداهن اي احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لتهجره اليوم حتى الليل اي لا تحادثه ولا تخاطبه وما ذاك الا اذا لم يحقق لهن شيئا من مطالبهن قال وان قالت المرأة وان ابنتك يا عمر يعني حفصة لا تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يبقى طول ذلك اليوم غضبان عليها من تلك المراجعة. قال عمر فافزعني اي قلقت له قلقا شديدا فقلت لها يعني قال عمر للمرأة قد خاب اي خسر من فعل ذلك اي راجع النبي صلى الله عليه وسلم منهن اي من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بعظيمها يعني بزوجها الذي حقه التعظيم والمكانة. قال عمر ثم جمعت علي ثيابي اي اخذت الثياب وكانوا يلبسون عددا منها ولذا قال جمعت علي ثيابي اي لبستها جميعا فنزلت من العوالي الى مكان المسجد النبوي. قال فدخلت على حفصة. حفصة ابنته فقلت لها اي وعظ عمر ابنته حفصة. ففي هذا موعظة الرجل لابنه من اجل ان تقوم بحقوق الزوجية فقال عمر لحفصة اتغاظب احداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل اي هل تنفر منه وتغضب عليه ولا تقاربه طول يومها على جهة الغضب عليه الغضب منه فقالت حفصة نعم والله انا لنراجعه. فذكرت له شأنهن فقال عمر لابنته حفصة يا حفصة اي حفصة وفيه نداء الرجل ابنته باسمها قد خبت اي قد خسرتي وكانت الخيبة لك تعلمين اني احذرك اي اخوفك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم تأمنين اي يمكن ان يغضب الله لغضب رسوله فيكون ذلك سببا من اسباب الخسارة والهلاك. ثم قال لا تستكثري اي لا تطلبي من النبي صلى الله عليه وسلم طلبات كثيرة ولا تراجعيه اي تعاودي معه القول في شيء ولا تهجريه اي تتركي محادثته وسليني اي اذا كانت لك حاجة او رغبة في شيء من امور الدنيا فلا ترادي رسول الله كما عودي اليه وسأقوم بتلبية طلبك. ثم قالوا يا بنية فيه نداء الرجل لابنته بالتصعيد قال لا يغرنك ان كانت تجارتك اي لا يخدعنك ان عائشة وهي زوجة زوجك وكان يسمون الزوجة انية جارة على جهة التفضيل لهذا الاسم لما فيه من معنى التقارب بين المرأتين ولم يكونوا يسمونها ظرة قال ان كانت جارتك يريد بذلك اه عائشة رضي الله عنها اوظأ منك اي قال ثم خرجت حتى دخلت على ام سلمة لقرابتي منها. فام سلمة كانت كان بينها وبين عمر شيء من القرابة وفكلاهما من فروع قريش قال فكلمتها اي تحدثت معها وانكرت عليها مراجعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت ام سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب! دخلت في كل شيء اي انك حاولت ترتيب الامور بحسب ظنك حتى انك تريد ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه. قال عمر فاخذتني ام سلمة والله اخذاء. اي منعتني من ان اواصل في نصح ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. وجعلتني اتوقف عن نصح البقية. قالت قال عمر كسرتني اي منعتني وقفت في عن بعض ما كنت اجد يعني من رغبتي في نصح ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فخرج من عندها. لعلنا نقف على هذا ونكمل ان شاء الله شرح هذا الحديث غدا باذن الله جل وعلا بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين سبحانه ان يملأ قلوبنا من التقوى وان يغفر لنا الذنوب وان يرفع لنا الدرجات كما نسأله جل على جمعا لكلمة اهل الاسلام وتأليفا بين قلوبهم ونسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امور وان يوفقهم للخير. كما نسأله جل وعلا ان يبارك في ولاة امرنا. وان يجزيهم عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين