الحمد لله رب العالمين. نحمده ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة كتاب العلم من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وقد كنا ذكرنا في لقائنا السابق حديث عمر رضي الله عنه الذي رواه ابن عباس في مسألة ايلاء النبي صلى الله عليه وسلم من ازواجه وذكرنا ان عمر رضي الله عنه ذكر ان رجلا من الانصار كان يجاوره وانهم كانوا يتناوبون في النزول الى رسول الله صلى الله وعليه وسلم وذكر ان امرأة عمر راجعته في شيء من امره فعتب عليها في ذلك فاخبرته وبان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه. فذهب الى حفصة فاء فتكلم معها في ذلك ووعظها في هذا الامر ثم ذهب الى ام سلمة وكان يريد ان يذهب الى بقية النساء لكن ام سلمة قالت له عجبا لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي ان تدخل بين رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وازواجه. قال عمر فكسرتني عن بعض ما كنت اجد قال عمر رضي الله عنه وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام اي ان المناطق والبلدان والمدن والبوادي المجاورة للمدينة قد سكنت احوالها واصبحت تابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن ثم امنوا منها. قال وكنا نتخوف ملكا من ملوك غسان. غسان قبيلة من القبائل كان رؤساؤها يسمون ملوكا. وكانوا يتحدثون ان ملك غسان يهم بغزو في المدينة ولذا كانوا يتخوفون من قدومه عليهم فقال ذكر لنا اي ان بعض من ينقل اخبار نقل اليهم ان ملك غسان يريد ان يغزو المدينة قال فقد امتلأت صدورنا منه يعني اصبحنا نتخوف من قدومه ونحذر من ذلك قال وكنا قد تحدثنا ان غسال تنعل الخيل لتغزونا. اي انها تهيئ القوة والسلاح والخيل الذي ستأتي به الى المدينة لغزو اصحابها قال عمر فنزل صاحبي الانصاري يوم نوبته لانهم كانوا يتناوبون يوم لعمر ينزل للنبي الله عليه وسلم ويوم لجاره الانصاري ينزل للنبي صلى الله عليه وسلم فاذا رجع كل واحد منهما اخبر صاحبه بما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم. قال فرجع الانصاري عشاء بعد العشاء ذهب الى عمر قال عمر فظرب بابي اي عليه الباب ظربا شديدا. وفي هذا التحرز من تهيئ الاعداء لقتال اهل الاسلام. وفي هذا ان حذر الانسان من اعداءه لا ينقص من ايمانه. وفي هذا تجهز تجهيز الجيوش من اجل صد بعد وفي هذا جواز الظرب الشديد لابواب الاخرين. اذا حدث ما يقلق او يزعج قال وقال الانصاري اثم عمر اثم هو اي هل عمر يوجد في البيت؟ هل هو في البيت؟ وفي هذا جواز السؤال عن غيره. قال عمر ففزعت. اي انه خاف تهيأت له بعض الامور بسبب هذا الظرب الشديد وهذا السؤال الذي جاء على جهة قال عمر فخرجت اليه يعني انني حادثته من وراء الباب. فقال الانصاري افتح افتح فقال قد حدث اليوم امر عظيم. وفي هذا جواز نقل الاخبار التي قد يكون للاخرين تعلم بها قال عمر فقلت ما هو؟ اي ما هذا الحدث العظيم؟ الذي حدث في هذا اليوم اجاءت غسان اي هل اقبلت قبيلة غسان بجيوشها الى المدينة. فقال الانصاري لا اي لم تقدم غسان بل اعظم من ذلك واهون اي انه حدث امر اشد من ذلك وهو على جانب عظيم من الاهمية قال الانصاري اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه اي عنهن اقسم الا يقربهن وفي بعض روايات الصحيح انه قال طلق النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه وكانوا يعتقدون ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حلف ان لا يقرب زوجاته لمدة شهر ان ذلك طلاقا. فجاء الشرع بان هذا الايلاء لا يعد طلبا فقال عمر فقلت قد خابت حفصة وخسرت يعني انها اذا فارقها النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك حرمانا لها من خير كثير ثم قال رغم انف حفصة وعائشة. وقد كنت اظن هذا يوشك ان يكون يعني انه كان يظن ان مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه قد قارب حصولها بسبب بمراجعتهن له صلى الله عليه وسلم قال عمر فجمعت علي ثيابي. اي انه قد لبس ثيابه جميعا قال حتى جئت اي وفي هذا تبذل الانسان في بيته وتركه اه اللباس يسير على بدنه في بيته قال حتى جئت اي وصلت الى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فصليت الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا جواز تعدد المساجد التي تصلى فيها صلاة الجماعة في المدينة الواحدة قال فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له والمشربة غرفة يضعونها في الاعلى يصعد اليها بدرج ونحوه. قال فاعتزل فيها اي ابتعد عن نسائه ترك مخالطتهن وجلس في هذه المشربة. وفي هذا اعتزال الرجل لي زوجاته اذا حدث منهن ما يقتضي ذلك قال عمر ودخلت على حفصة يعني وهي ابنة عمر فدخل والدها عليها وفيه دخول الرجل على ابنته المتزوجة. فاذا هي تبكي بسبب اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم لهن. قال عمر والبكاء في جاريهن كلهن. يعني في جميع حجر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بانهن جميعا بكين خشين من مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر فقلت لحفصة ما يبكيك؟ اي ما السبب الذي جعلك تبكين الم اكن حذرتك هذا اي خوفتك من عاقبة مراجعتك للنبي صلى الله عليه وسلم لم ثم قال عمر لها هل طلقكن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت حفصة لا ادري ها هو ذا يعني تقصد النبي صلى الله عليه وسلم معتزل في المشربة اي في الغرفة المرتفعة يرقى عليها بعجلة مثل السلم قال عمر فخرجت من عند حفصة فجئت الى المنبر الذي يخطب عليه يوم الجمعة فوجدت حوله رهطا اي جماعة من الصحابة وبعضهم يبكي لا يدري ما الامر قال عمر فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما اجد اي ما اهتم له من كونه من كونه صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه ولم ادري هل طلقهن او لم يطلقهن فكان قلبه مشغولا بذلك قال عمر فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام له يعني مملوك اسود على رأس الدرجة استأذن لعمر واطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الاذن من اجل ان ادخل عليه. وفي هذا وفي هذا الاستئذان على الانسان قبل الدخول عليه. وفي هذا طلب الشخص من غيره ان يستأذن له في الدخول وقال وقل هذا عمر بن الخطاب فيه ان الانسان عند تعريفه بنفسه باسمه واسم ابيه وان المرء ينسب الى والده قال فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع لانه لم يأذن له. فقال علمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت. قال فكان هذا دليلا على انه لم يأذن وفي هذا دلالة على ان السكوت لا يعتبر بيانا. ولا يؤخذ منه الاذن. ولذا قال الفقهاء لا ينسب الى الى ساكت قول قال عمر فانصرفت اي تركت مكان ذلك الغلام الذي على باب النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلست مع الرهط اي الجماعة الذين عند المنبر. ثم غلبني ماجد من اشتغال نفسي ومن سؤالي هل طلق النبي صلى الله عليه وسلم نسائه؟ قال فجئت فقلت للغلام مرة اخرى استأذن لعمر. وفيه جواز طلب الاذن للمرة الثانية ثالثة قال فدخل ثم رجع فقال ذكرتك له فصمت قال فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم استأذنت ثالثة قال فلما استأذن الثالثة دخل الغلام ثم رجع فقال لعمر قد ذكرتك للنبي صلى الله عليه وسلم فصمت قال عمر فلما وليت اي اعرظت ورجعت منصرفا اي عائدا من ذهابي للنبي صلى الله عليه وسلم اذن النبي صلى الله عليه وسلم لي يعني بالدخول واذا الغلام يدعوني ان يطلبوا مني ان احظر اليه لادخل على النبي صلى الله عليه وسلم لم فقال الغلام قد اذن لك النبي صلى الله عليه وسلم اي سمح لك بالدخول عليه وفي هذا ان الاستئذان يكون ثلاثا. وفي هذا التأخر الاذن عن الاستئذان في هذا تفويض وتوكيل شخص بتبليغ الاذن بالدخول. قال عمر فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو مضطجع يعني انه قد القى في بدنه على بدنه بحيث لم يكن جالسا ولا واقفا على رمال حصير الرمال النسج الذي يكون من الحصير. والحصير ما يؤخذ من من النخل من جريدها او من خوصها فيصنع منه آآ السرير ونحوه قال فكان النبي صلى الله عليه وسلم على نسج الحصير وقد اثر ذلك على بدنه اذ بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ذلك الحصير فراش يقيه من ما في الفراش من ملمس خشن قال قد اثر رمال السرير بجنبه وكان متكئا على وسادة من ادم حشوها ليفا ان هذه الوسادة قد صنعت من الادم جعل يعني من جلد وجعل في داخلها ليفة. والليف هو ما يؤخذ من النخل الذي يلتف على النخلة قال فسلمت عليه. فيه مشروعية السلام للداخل قال ثم قلت وانا قائم يا رسول الله اطلقت نساءك فيه سؤال الرجل عن شيء من علاقته مع اهل بيته. فقال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره الى عمر فقال لا اي لم اطلق نسائي. فرفع صوته صوته وعمر بالتكبير فقال الله اكبر وفي هذا جواز التكبير عند عند عندما يجد الانسان ما يكون كاشفا لما اهم وقد كان عمر مهتما في امر طلاق النبي صلى الله عليه وسلم حيث نقل له ذلك فلما تبين له ان ما نقل اليه في ذلك ليس بصحيح اعجب بذلك فكبر. قال عمر ثم قلت وانا قائم استأنس اي اطلب حصول الانس على رسول حصول والانس ودخوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا ان الانسان اذا وجد غيره مهموما او عنده شيء من الغموم ادخل السرور على نفسه ايراد ما يأنس به من الحديث. قال عمر وقد علم ان النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا مما وقع من ازواجه يا رسول الله الحمد لله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء اي كنا قبل الهجرة يكون الامر لنا وليس للنساء امر ولا نهي والرجل يأمر النساء حتى فيما يتعلق وبامورهن قال عمر فلما قدمنا المدينة يعني بعد الهجرة اذا بالانصار قوم تغلبهم نساؤهم ان يكون الامر عند النساء فاء ذكر ذلك فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عمر يريد ان يدخل السرور على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان ذلك التبسم علامة عليه. وفيه ادخال المسلم السرور على قلب اخيه. وتسليته مما يكون عنده من الهموم والغموم. قال ثم قلت يا رسول الله يريد ان يدخل الانس مرة اخرى. لو رأيتني اي لو لو كنت عندنا عندما دخلت على حفصة يعني ابنته زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لها لا يغرنك اي لا يكن من شأنك ان تظني ان لان لا يظننك ان ان لك مكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه جارتك يريد عائشة وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم هي اوظأ منك. اي اكثر اضاءة وبياضا واحب الى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا جواز تفضيل الرجل لبعض نسائه في المحبة. وفي هذا ايضا نقل الانسان للخبر الذي نقل اليه. فان عمر لم يكن يرى عائشة. ومع ذلك نقل عنها ذلك لما ينقل قال فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة اخرى. وفي هذا ان التبسم لا ينقص من مكانة الرجل ولا ينزل من منزلته قال عمر فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تبسم ورأيته قد ارتاح لحديث جلست وفي هذا جواز حديث الرجل مع غيره وهو واقف وذكره لما جرى عليه من الوقائع وواقف. قال فلما بلغت حديث ام سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فرفعت بصري في بيته فيه جواز رؤية الضيف لما يكون في بيت مما يكون في آآ في المواطن التي اذن له بالدخول اليها قال عمر فوالله ما رأيت في بيته شيئا يرد البصر غير اهبة ثلاثة ت معلقة عند رأسه اي لم يكن في البيت شيء يمكن ان يثبت عليه البصر غير ثلاثة جلود غير مدبوغة كانت معلقة في تلك المشربة عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه جواز اتخاذ الجلود التي لم تدبغ وقال وان عند رجليه قرظا والقرظ ورق شجر خاص كانوا في الزمن الاول يضعونه على الجلود عندما يريدون ان يدبغوها. وفي هذا جواز دبغ لتهيئتها وترتيبها لاستعمالها قال وان عند رجليه قرضا مصبورا. اي انه قد جمع ووضع بعضه عند بعضه الاخر ولهذا جواز دباغة الجلود بالقرظ قال عمر فرأيت اثر الحصير في جنبه يعني في جنب النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا دليل انه كان كاشفا جنبه. وهذا اذا لم يكن على سبيل المعتاد والامر العام خصوصا انه كان في غرفة النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر ذلك وشاهد ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من قلة الامكانات المادية بكى عمر قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ اي ما السبب الذي جعلك تبكي فقال عمر يا رسول الله ان كسرى ملك فارس وقيصر ملك الروم فيما هما فيه اي في نعيم كثير. وابهة ملك وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في حال ضعيفة قد اثر رمال السرير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووساده ادم حشوها وبيته ليس فيه شيء يرفع الرأس اليه غير تلك الاهبة الثلاثة الجلود التي ان لم تدبغ فقال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة وليس في هذا دلالة على اختيار هذه الحال لمن كان قادرا على النفقة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب ان ان يرى اثر نعمته على عبده وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما حذر من الكبر فقالوا له ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال فقال عمر فكان ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قلة ذات يده. وهذه هي الامكانات التي كانت متاحة لهم قال عمر فقلت يا رسول الله ادع الله فليوسع على امتك. اي اطلب من الله جل وعلا ان ينيل امتك الدنيا فتتوسع فيها وفي هذا مشروعية الدعاء بطلب نزول الرزق والبسطة فيه قال فان فارس والروم قد وسع عليهم يعني انهم قد جاءهم من الخيرات ما اصبحت الدنيا واسعة عندهم. قال وقد اعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله فاراد عمر ان يستعان بامور الدنيا في عبودية الله تعالى. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال اوفي هذا يعني هل ذهنك منحصر في التفكير في مثل هذا الامر فكانه قال له الدنيا وما فيها وسيلة وليست غاية ولا مقصودة لذاتها و ثم قال ان اولئك يعني الفرس والروم قوم قد عجلوا اي قد انا لهم الله خيرات الدنيا ليكون ذلك حرمانا لهم في الاخرة. ان اولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا فقال عمر وظن انه قد اخطأ بذلك فقلت يا رسول الله استغفر لي فطلب انه ان يطلب من الله له المغفرة. وفي هذا جواز ان يطلب الانسان من غيره فلا حرج في ان يقول الانسان لغيره ادع لي. وان كان دعاء الانسان مباشرة او لا اه وقد قال عمر هنا للنبي صلى الله عليه وسلم ادعوا الله فليوسع على امتك. وقال هنا اغفر لي والاستغفار نوع من انواع الدعاء قال فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه من اجل ذلك الحديث حين افشته حفصة الى رسول الله الى عائشة فافشته يعني انها اظهرته. وهذا هو قول الله تعالى واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا قال وكان قال مان بداخل عليهن شهرا اي انه اقسم الا يدخل عليهن شهرا وفي هذا ان الايلاء وهو قسم الرجل الا يقرب نساءه لمدة اقلت اقل من اربعة اشهر انه لا يحصل بها طلاق وانه اذا كان له سبب يقتضيه شرعا فلا حرج على الانسان فيه. قال وكان قال ذلك من شدة موجدته عليهن. اي اي من عظيم غضبه عليهن. حين عاتبه الله عز وجل بسبب ما كان من ذلك حينما قال الله له تبتغي مرضاة ازواجك يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله تبتغي مرضاة ازواجك. والله غفور رحيم. فاء كان هذا العتاب من الله تعالى قد اثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم فالى الا يقربهن شهرا. فاعتزلهن في بداية الشهر فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة وفي هذا دلالة على ان الشهر قد يكون تسعة وعشرين يوما. بحسب رؤية الهلال وحينئذ نزلت الايات في التخيير بتخيير النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته في قوله تعالى قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا ومتعكن واسرحكن سراحا قيل وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما فخير النبي صلى الله عليه وسلم عائشة في ذلك وكان قد دخل عليها اولا فبدأ بها. والظاهر ان ذلك كان كان مكان يومها قال فقالت عائشة يا رسول الله تنتقده وتعترض عليه في كونه رجع بعد تسع وعشرين يوما وهو قد اقسم والى لا يدخل عليهن لمدة شهر كامل فقالت يا رسول الله انك كنت قد اقسمت الا تدخل علينا شهرا وفي هذا نصيحة الزوجة لزوجها. قالت عائشة وانما اصبحت من تسع وعشرين ليلة عدها عدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون ليلة. اي ان ذلك الشهر في تلك السنة كان بهذا المقدار اذ قد رؤي الهلال في اخر الشهر قال عائشة ثم انزل الله تعالى اية التخيير وهي الاية التي في سورة الاحزاب فقالت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الى عائشة حين امره الله ان يخير ازواجه بين البقاء معه وتحمل الامر والصبر على ما يكون وبين مفارقتهن قالت عائشة فبدأ وفي هذا جواز ان يخير الرجل زوجته بين البقاء عنده وبين فسخ النكاح قالت فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم اول امرأة من نسائه فقال لها اني ذاكر لك امرا. اي ساخبرك بشيء مما نزل علي من الوحي ولا عليك لا اي لا تستعجلي ان تستأمري او ان تستأمري ابويك. وفي هذا مشورة المرأة لوالديها فيما يحدث لها. وفي هذا توصية الانسان بان يستشير من يرظى بفكره ورأيه وفي هذا ايظا ترغيب الانسان في عدم التعجل في ما يتخذه من امر او قرار فقالت عائشة قد اعلم اي عهدت من ابوي وعرفت سابقا ان ابوي لم يكونا ليأمران اي ليطلبا مني فراقك وعدم البقاء عندك ثم قال ان الله قال يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين ومتعكن واسرحكن جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما وقالت عائشة افي هذا استأمر ابوي؟ يعني هذا معلوم هذا امر معلوم مقطوعة النتيجة تهيه بدون ان ارجع الى ابوي فان ابويها لم يكونا ليأمراها بمفارقة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قالت عائشة ان اني اريد الله ورسوله والدار الاخرة. اي اختارت بقاءها عند النبي صلى الله عليه وسلم لم ولم تختر فراقه وتعهدت بذلك على ان تصبر على ما يكون منه قالت ثم خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه كلهن فجميعهن اخترن اخترن الله ورسوله. وفي هذا فضل عائشة رضي الله عنها حيث قدمها على غيرها من النساء. وفي هذا ايضا فظل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم حيث قدمنا الاخرة على الدنيا احسن الله اليكم. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله اني تأخروا عن صلاة الفجر ولا اكاد ادرك الصلاة مما يطول بنا فلان. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة اشد غضبا من يومئذ. فقال ايها الناس انكم منفرون. فمن صلى اسف ليخفف فان خلفه المريض والضعيف والكبير وذا الحاجة. قوله هنا قال رجل اي ان احد الرجال الذين كانوا يصلون في مسجد غير مسجد النبي صلى صلى الله عليه وسلم اشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم طول صلاة الامام وفي هذا جواز اتخاذ مساجد الجماعات المتعددة في المدينة الواحدة. وانه لا حرج جاء في ذلك قال رجل يا رسول الله اني لا اتأخر عن صلاة الفجر فيه شكوى المأمومين لامامهم عند صاحب الولاية. من اجل ان يكون ذلك طريقا لتصحيح امره. وللفصل بينه وبينهم قال يا رسول الله اني لاتأخر عن صلاة الفجر. اي ان عمل هذا يجعلني لا احرص على اداء الصلاة مع الجماعة قال ولا اكاد ادرك الصلاة. اي انه يتأخر حتى انه قد لا يدرك من الصلاة اتي الا الشيء القليل وذلك بسبب ان امامه يطيل الصلاة. وبالتالي يتأخر ومن ثم هذا التأخر قد يجعله لا يحضر الا في اواخر الصلاة. قال والسبب فيها هذا مما يطول بنا فلان. اي انه كان يطيل الصلاة قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم يعني انه تأثر من فعل هذا الامام ولم يرظى بفعله وفي هذا تحريم مشقة الامام على المأمومين. فيما يتعلق بالصلاة وانه من اسباب تغير ومن اسباب اه تأثر صاحب الولاية وغضبه اطالة الامام الصلاة على المأمومين قال ابومسعود وما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة. وفي رواية في موضع اشد غضبا من يومئذ. وفي هذا جواز الغضب اذا كان هناك مخالفة للامر الشرعية. وفيه ان الغضب ليس على رتبة واحدة. بل بعضه اشد من بعضه الاخر قوله فقال يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الناس فقال ايها الناس انكم منفرون اي بعضكم يتصرف بتصرفات تجعل الناس يبتعدون عن هذا الدين ولا يتمسكون بشعائره. فقال انكم وفي لفظ ان منكم منفرين. قال وفي هذا تحريم اطالة الصلاة بما يشق على قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن صلى بالناس اي من كان اماما يصلي خلفه الاخرون فحينئذ فليخفف. اي ليأتي بالاركان على كمالها بدون زيادة في فيها وفي بعض الروايات فليتزوج قال فان خلفه اي انه يوجد وراء ذلك الشخص من يكون محتاجا للتخفيف في صلاته. ولذا قال فان خلفه المريض والكبير والظعيف وذا الحاجة. فهؤلاء يحتاجون الى التخفيف من القراءة في صلاتهم وبالتالي يراعيهم الامام ويقتدي بهم. احسن الله اليكم قال عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأله رجل اعرابي عن اللقطة فقال اعرف بكاءها وعفاصها ثم عرفا سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها يخبرك بها بعفاصها ووكائها فأدها اليه والا فشأنك بها استنفقها. قال فضالة الابل فغضبا حتى احمرت وجنتاه وتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لك ولها دعها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها. قال فكيف ترى في الغنم قال خذها فانما هي لك او لاخيك او للذئب. قوله هنا عن زيد بن خالد ان النبي صلى الله الله عليه وسلم سأله رجل اعرابي عن اللقطة والمراد باللقطة المال الذي ظل عن صاحبه. فان الاموال بالنسبة لهذه على اربعة انواع مال بيد صاحبه يجب احترامه ولا يجوز الاعتداء عليه والثاني مال تركه صاحبه زهدا فيه ورغبة عنه فهذا لم يعد له مالك وبالتالي يجوز له يجوز لاي احد ان يأخذ ذلك المال والنوع الثالث مال لا زال على ملك صاحبه لكنه ظل عن صاحبه ولم يعد بيده فهذا يقال له لقطة واللقطة على اربعة انواع. النوع الاول ما كان من لقطة الحرم فهذه لا يلتقطها الا منشد. والمنشد اذا التقطها لا يتملكها ولو ظلت تنين العديدة والثاني من انواع اللقطات ما لا تتعلق به همة اوساط الناس فهذه يجوز التقاطها ولا حرج فيها وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في لقطة الحبل والعصا والنوع الثالث مال لقطة من بهيمة الانعام تمتنع بنفسها عن صغار آآ السباع فهذه لا يجوز التقاطها ويجب تركها لانها تستغني بنفسها الا ان يخشى عليها هلكة النوع الرابع ما كان من الاموال الباقية غير الاصناف الثلاثة فهذه اذا ظلت عن صاحبها فانه لا يلتقطها الا من يعرفها فاذا التقطها وعرفها سنة فان جاء احد يطلبها خلال السنة سلمها له لانها من ماله وان لم يأت احد يطلبها تملكها ملتقطها ملكا مراعاة قال سأل اعرابي عن اللقطة وكانه يسأل عن المال والنقد ولذا قال صلى الله عليه وسلم اعرف وكاءها وعفاصها فالوكاء الحبل الذي تربط به وقد كانوا في الزمان الماظي يضعون النقود في قطعة قماش ثم يلفونها على النقد ثم يربطون تلك القطعة في رأسها. فكان القماش يسمى عفاصا. وكان الحبل يسمى وكاء. ويسمى وكاء وكانوا يضعون اموالهم كذلك فقال صلى الله عليه وسلم في اللقطة اعرف وكاءها اي الحبل الذي ربطت به وعفاصها اي قطعة القماش التي وضع فيها المال. وهو الوعاء قال ثم عرفها سنة اي اخبر الاخرين بان لديك لقطة. من فقدها فليأتي الي. فاذا جاءها قال ثم استمتع بها. اي لك حق؟ الانتفاع بهذه اللقطة قال فان جاء ربها اي اذا حضر اليك مالكها يخبرك بها اي يعلمك بالصفات التي تتصف بها. ويعرفها عفاصها ووكائها. فحينئذ يجب عليك ان تؤدي اللقطة اليه. فان الاصل بقاء ملك مالكها عليها والا اي وان لم يحضر اليك مالكها يسألها فشأنك بها. ايجوز لك ان طرف فيها وان تتملك المال الذي فيها. استنفقها اي ظعها نفقة لك فقال الاعرابي فظالة الابل اذا كان هناك بعير او ناقة قد ظلت عن صاحبها فحينئذ ما الذي نفعل فيها اه قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم اي تأثر وتغير من هذا السؤال حتى احمرت وجنتاه جانبي وجهه وتمعر وجهه اي تغير لونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك ولها؟ اي لا تتعرض ظالة الابل فانها تمتنع بنفسها من صغار السباع وبالتالي لا حاجة لها في ان يكون لها ملتقط يراعي امورها ولذا قال دعها اي اتركها معها سقاؤها اي سنامها الذي تظع فيه الماء وحذاءه وها ترد الماء اي تتمكن من الوصول الى الماء فتشرب وكذلك ترعى الشجر اي تأكل من اوراقها. ولذا قال فذرها يترك اتركها حتى يلقاها اي يجدها ربها اي مالكها قال فقال الرجل فكيف ترى في ظالة الغنم؟ اي ما هو الحكم في ظالة الغنم التي ظلت عن صاحبها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذها لانها لا تمتنع عن صغار السباع. وبالتالي فانها تلتقط خذها فاستدل طائفة باستحباب التقاط اللقطة بقوله خذها فانه امر. وهذا مذهب جمهور اهل العلم وذهب احمد الى ان الافضل ترك اللقطة وعدم التعرظ لها. وقال وقوله في هذا الحديث خذها هذا على سبيل الاباحة. لانه امر بعد النهي على الاباحة قال لان الانسان لا يأمن على نفسه من ان يتهاون او ان يتجرأ عليه قال فانما هي لك اي ضالة الغنم لا تخلو من حالين او ثلاثة. اما ان تأخذها وتعرفها واما ان يأخذها شخص اخر فيكون هذا سببا من اسباب تدادي دينه مثلا او اكله منها او نحو ذلك قال فانما هي لك او لاخيك يعني اذا لم تلتقطها سيلتقطها شخص اخر من اخوانك او تكون للذئب يأكلها الذئب بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ونسأله سبحانه فهما لكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعملا بما فيهما ونسأله جل وعلا ان يفقهنا في ديننا وان يعلمنا الكتاب والتأويل بفضله واحسانه كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يجعله من اسباب الهدى والتقى والصلاح هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين