الحمد لله رب العالمين. الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة كتاب العلم من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى نستعرض فيه عددا من الاحاديث النبوية التي اوردها الامام رحمه الله تعالى ما حال اي ما كان سببا يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من ان يكتب لهم كتابه وما ذاك الا للاختلاف واللغط الذي حصل بينهم وفي هذا الحديث جواز البكاء في هذا الكتاب وقد ابتدأها بالاحاديث التي فيها كتابة العلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر ينهى صحابته عن كتابة الاحاديث. ويأمرهم ان يقتصروا في الكتابة على كتابة الايات القرآنية من اجل الا يحصل خلط بينهما ثم لما استقرت القراءة وعرف ما يميز به كتاب الله عن غيره امر النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة واباح لاصحابه ان يكتبوا الحديث وقد كان عدد من الصحابة ممن اشتهر بكتابة الاحاديث. فلعلنا نقرأ عددا من حديث التي اوردها الامام البخاري في باب كتابة العلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه في الجاهلية. فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم فركب راحلته. فقام للناس فخطب فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله حبس عمك تلفيل. وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين. الاوانها لم تحل لاحد كان قبلي ولن تحل لاحد من بعدي الا وانها حلت لي ساعة من نهار. الا وانها ساعتي هذه حرام لا فلا شوكها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط ساقطتها الا لمنشد. فمن قتل له قتيل فهو بخير النظرين. اما ان يعقل واما ان يقاد اهل القتيل. فجاء ابو شاهر رضي الله عنه رجل من اهل اليمن فقال اكتب لي يا رسول الله فقال اكتبوا لابي شاة. فقال رجل من قريش العباس رضي الله عنه يا رسول الله فانا نجعله في بيوتنا وقبورنا. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم الا اذخر قوله في هذا الحديث ان خزاعة خزاعة قبيلة من قبائل العرب قد كانوا حالفوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية قوله قتلوا رجلا من قبيلة بني ليث عام فتح مكة. وذلك في السنة الثامنة من الهجرة بقتيل منهم وذلك ان بني ليث قتلت رجلا من خزاعة في الجاهلية فلما اسلم الناس قتلت خزاعة رجلا من بني ليث بقتيلهم الذي قتل في الجاهلية قد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع دماء اهل الجاهلية كما وضع رباهم وحينئذ لم يكن لقبيلة خزاعة ان يقتلوا هذا الرجل من بني ليس كما ان قضية الثأر لا تكون مباشرة من اولياء الدم حتى يأذن لهم امام المسلمين او نوابه. قوله فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يعني بقتل ذلك الرجل الليثي فحينئذ لم يرظى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولذا ركب راحلته اي ناقته التي يرتحل عليها فقام في الناس فخطب فحمد الله واثنى عليه اي كرر الحمد ثم قال صلى الله عليه وسلم ان الله حبس اي منع عن مكة الفيل يوم جاء ابرهة فلم يمكن الفيل من دخول مكة وسلط عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. اي مكن الله جل وعلا نبيه محمد مادام من اهل مكة في يوم فتح مكة. وقد اذن لهم في ذلك. قال صلى الله عليه وسلم الا انها يعني مكة لم تحل لاحد كان قبلي اي لا يجوز لاحد سفك الدماء في مكة ولن تحل لاحد من بعدي فمكة بلد حرام ثم قال الاوانها حلت لي ساعة من نهار. يعني يوم فتح مكة الاوانها ساعتي هذه حرام عادت حرمتها على ما كانت عليه. ومن مقتضى تحريم مكة الا يختلى اي يقطع شوكها او يعظأ شجرها بان يقطع ذلك الشجر ولا ينفر اي لا يحرك الصيد الذي يكون في مكة ولا تلتقط اي ان لقطة مكة تترك ولا تؤخذ الا لمنشد يعني معرف يعرف الناس بهذه اللقطة. ولا يتملكها. قال صلى الله عليه وسلم فمن قتل له قتيل اي اذا قتل لشخص قريب له وهو وليه فحينئذ يكون ولي الدم بخير النظرين ان يختاروا احد الامرين الاتيين اما ان يعقل يعني تدفع الدية عن ذلك القتيل واما ان يقاد ان يقتص واما ان يقاد اهل القتيل اي يقتص من القاتل. قال فجاء ابو شاة هكذا كنيته وهو رجل من اهل اليمن فقال اكتب لي يا رسول الله. اي هذا الحديث الذي ذكرت ليكن مكتوبا عندي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتبوا لابي شاة فقال رجل من قريش وهو العباس الا الاذخر. يعني لما قال بانه لا يقطع شجرها طلب العباس ان يستثنى شجر الاذخر وهو نوع من انواع النبات. وكانت له اقدامات كثيرة فمن استخداماته ان يوضع في سقف البيوت لانه يتمدد فيمنع من دخول الماء في داخل البيت. كما انه يستخدم عند الصاغة يسهرون به الذهب لانه عند احراقه تطول مدة ايقاظه ومن ثم يتمكنون من صهر الذهب به قال فانا نجعله في بيوتنا اي في سقف البيت لئلا ينزل المطر من خلال السقف وكذلك يجعلونه لقبورهم وفي رواية ولقيننا القين من يشتغل بالذهب والحديد فهم يستعملونه في صهر الذهب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا الادخار اي انه يجوز قطع شجر الاذخر ففي هذا الحديث ان قتل الجاهلية لا يقاد بهم ان دماءهم هدر وفي هذا الحديث مشروعية الوقوف في اثناء القاء الخطبة في هذا الحديث ان الخطب تبدأ بحمد الله بدون البسملة بهذا الحديث فضل الله جل وعلا على اهل مكة حينما حبس عنهم الفيل مما جعل الناس يتناقلون ذكر هذه الواقعة. وبالتالي يكون هذا من اسباب احترام هذه المواطن وفي هذه وفي هذا الحديث ان حل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم امر مؤقت وانه قد عادت حرمة مكة على ما كانت عليه وفي هذا الحديث منع الناس من قطع اشجار الحرم او اخذ اشواكها واستثنى من ذلك شيئان ما يزرعه الناس فهذا لا يدخل في المنع مثل المزارع والثاني ما كان مضرا. فما كان مظرا جاز قطعه كما لو كان شوكا يؤذي الناس في ممراتهم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس يقتلن في الحل والحرم. وما ذاك الا لانها مؤذية فاذا كان هذا في الحيوانات انه لا بأس من قتل المؤذي منها فهكذا في داري والنبات. وفي هذا الحديث ان صيد مكة لا يجوز تنفيره فظلا عن صيده في هذا الحديث ان لقطة مكة الاولى ان تترك ولا تؤخذ فان اخذها احد لزمه التعريف بها. ولا يمتلكها ابدا. وان سلمها للجهات التي تعنى باخذ هذه اللقطات. ارجو ان تبرأ ذمته بذلك وفي هذا الحديث ان موجب القتل العمد احد امرين اما القصاص واما الدية هناك بحث فقهي بين اهل العلم في ما هو مقتضى؟ وما هو اثر القتل العمد العدوان وقال طائفة القصاص وقال طائفة اما القصاص واما الدية ترتب على هذه المسألة عدد من المسائل منها لو ان اولياء الدم قالوا نقتصر على مطالبة الجاني بالدية فحينئذ قال الجاني اما ان تعفو مجانا او لا اقبل منكم الانتقال الى الدية فان قلنا موجب القتل العمد العدوان هو القصاص. فحينئذ الحق مع القاتل فاما ان يعفو مجانا واما ان يقتص منه واما اذا قلنا بان موجب القتل العمد العدوان احد امرين اما القصاص واما الدية ففي هذه الحال اذا تنازل اولياء الدم الى الدية لزم القاتل ان يأخذ بذلك. وان يدفع الدية. و في هذا الحديث جواز كتابة الاحاديث اجابة من طلب كتابة الحديث وفي هذا الحديث دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد باذن من الله تعالى فانه لما سئل عن الاذخر استثناه في الحال فقال الا الاذخرة وفي هذا الحديث جواز استعمال الاعشاب في ما يعود على الناس بالنفع مثل في في البيوت ومن مثل تغطية القبور من داخلها لان لا تهظم عند نزول الامطار. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ما من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم احد اكثر حديثا عنه مني الا ما كان من عبد الله ابن عمرو فانه كان يكتب ولا اكتب قول ابي هريرة رضي الله عنه ما من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اي لا يوجد احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اخذ اكثر مني يعني روى او تحمل احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من ابي هريرة رضي الله عنه ثم استثنى عبد الله ابن عمرو ابن العاص وقال فانه كان يكتب ان يسجل الاحاديث وانا لا اكتب. ولذلك كان ما تحمله ونقله اكثر واكثر اهل الحديث يرون ان رواية ابي هريرة للاحاديث اكثر من رواية عبدالله ابن عمرو ابن العاص وفي هذا الحديث المفاضلة بين الناس بحسب رواية الحديث في هذا الحديث تزكية الرجل نفسه اذا كان لذلك داع متوافق مع الشرع وفي هذا الحديث ان الانسان يعترف باسبقية من يسبقه الى الفضل وفي هذا الحديث الترغيب في الكتابة فانه قد اه تمكن عبد الله ابن عمر من كتابة الاحاديث بعد معرفته الكتابة وفي هذا الحديث الثناء على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما احسن الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى غضب دمعه الحصباء بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وجعوه يوم الخميس وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا وبعده ابدا. قال عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع. وعندنا كتاب الله حسبنا اختلفوا فتنازعوا فتنازعوا واختصموا وكثر اللغط فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. ومنهم من يقول غير ذلك. فلما اكثروا اللغط والاختلاف قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فقالوا ما له؟ اهجر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ استفهموا فذهبوا يردون عليه. قال دعوني الذي انا فيه خير مما تدعوني اليه واوصى عند موته بثلاث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم. وقال الاحول الثالثة اما ان سكت عنها واما ان قالها فنسيتها. فخرج ابن عباس رضي الله عنهما يقول ان كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبين ان يكتب لهم كتابه لاختلافهم ولغطهم قوله في هذا الحديث يوم الخميس هو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم مصيبة عظيمة ولذا قال صلى الله عليه وسلم من اصيب بمصيبة فليتذكر مصيبته بي. قال اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه اي مرضه يوم الخميس. قال وفي البيت رجال كان عنده عدد من الرجال منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتاب اي بشيء اتمكن من الكتابة فيه اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا. يعني ايه؟ من يتولى الامر من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وخشي لو كتب كتابا ان يكون ذلك مسار اختلاف وتنازع في مدى اعتبار ذلك الكتاب ولانه خشي على النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الوجع قد اشتد به فخشي عليه ان يتكلف في هذا الخطاب فيكون مؤثرا عليه في هذا الحديث ان الامراض ترد الى الانبياء عليهم السلام قال عمر وكتاب الله وعندنا كتاب الله حسبنا ان يكفينا كما قال تعالى ولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب وقوله فاختلفوا اي بعضهم يقول احضروا الكتاب وبعضهم يقول لا تحضروه فتنازعوا واختلفوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. واختصموا حتى كثر اللغط. اي ارتفاع الاصوات. ورد بعضهم على بعض قال فمنهم من يقول قربوا اي احضروا كتابا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده يحصل النزاع والاختلاف. ومنهم من يقول غير ذلك. فلما اكثروا اللغط والاختلاط قال قوموا عني سئم من اختلافهم قال ولا ينبغي عندي التنازع قال فقالوا ما له؟ يعني لما امرهم بالخروج من عنده خشيوا ان يكون هناك امر قد استجد. ولذا قالوا اهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتمل هذه اللفظة معنيين احدهما انه تركهم وترك الاقبال عليهم والثاني من معاني هذه اللفظة ان يكون بعض ان يكون هناك من تنازع واختلف فقاطعه النبي صلى الله عليه وسلم وهجره ثم قال استفهموه اي اطلبوا منه فهم حقيقة الحال وما هو الامر كيف يفعلون قال استفهموه فذهبوا يردون عليه يتكلمون معه. فقال صلى الله عليه وسلم دعوني اي اتركوني وزروني فالذي انا فيه من نعيم الجنان خير مما تدعوني اليه من مكاسب الدنيا اه قالت قال واوصى عند موته بثلاث وصايا الوصية الاولى قالوا قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب الى المراد اخراجهم بافرادهم. بحيث لا يبقى احد ولكن قد استشكل هذا مع كون المدينة في عهد النبوة كان فيها بعض اليهود اه لذا فسره جماعة بان لا يبقى دين ظاهر غير الاسلام في جزيرة العرب. قوله واجيب الوفد اي اعطوهم جائزة تتناسب معهم بنحو ما كنت اجيزهم اي اعطيهم من الجوائز وقال سليمان الاحول الثالثة يعني الوصية الثالثة لعمرو بن العاص اما انه سكت عنها واما انه قالها فنسيتها فخرج ابن عباس يقول ان الرزية اي النقيصة والمصيبة العظيمة كل الرزية عدم المنع من البكاء عند حصول ما يستدعي تذكر شيء من المصائب بهذا الحديث اجتماع الرجال في بيت احدهم وفي هذا الحديث فضيلة عمر بن الخطاب حيث اجتهد في هذا فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم وكان مقداره وكان تقديره الا يكون هناك تنازع واختلاف بعد هذا الكتاب بهذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع فتأثر بمرظه وفي هذا الحديث ان القرآن شامل لكل ما يحتاج اليه الخلق وفي هذا الحديث النهي عن الاختلاف والتنازع والاختصام وكثرة اللغط والكلام حينئذ قال فمنهم من يقول يعني بعض الصحابة قال قربوا اي يا ايها الرجل الذي عندك ما عندك قرب عند النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال ومنهم يعني من الصحابة الذين عند النبي صلى الله عليه وسلم من يقول غير ذلك فيقول لا يكن منكم كتاب يكتب فيه وقال فلما اكثروا اللغط ارتفاع الاصوات والاختلاف يعني التنازع فيما بينهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع قال فقالوا ما له اي ما السبب الذي جعله يطلب منا ان نغادر مجلسه استفهموه اي اطلبوا منه حقيقة الحال. فذهبوا يردون على النبي صلى الله عليه وسلم قال فذهبوا يردون على النبي صلى الله عليه وسلم كلامه وحينئذ ترك النبي صلى الله عليه وسلم ما رغب فيه من الكتابة. فقالت دعوني اتركوني فالذي انا فيه من انتظار النعيم خير مما تدعوني اليه من النظر لامور الدنيا وحينئذ اوصى عمرو بن العاص عند موته بثلاث وصايا الاولى اخراج المشركين من جزيرة العرب وقوله اخرجوا اي لا يدخلوا في شيء من جزيرة العرب وكلمة تشمل اليهود والنصارى ولو كانوا اهلا كتاب قوله من جزيرة العرب اي من حدود هذه الجزيرة التي تحدها مياه البحار من الجهات الثلاث. والجهة الرابعة تحدها بعض الانهر هناك قال واجيز الوفد في هذا الحديث المنع من بقاء المشركين في جزيرة العرب والمنع من بقائهم في هذه المواطن جمهور اهل العلم على ان المراد بذلك الاقامة الدائمة وخلاف الاقامة المؤقتة فانهم يجيزون لهم ذلك وفي هذا الحديث اعطاء الوفد الذي يأتي بالرسالة شيئا من امور الدنيا وفي هذا الحديث حرص الصحابة على نقل الاخبار النبوية في هذا الحديث ان المصيبة العظيمة هي عدم ترتيب امر مستقبل الناس وفي هذا الحديث ان الاختلاف واللغط ينتج عنه عواقب سيئة من ضياع الخيرات وتسلط الاعداء ونحو ذلك. قال عن ام سلمة رضي الله عنها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وآله به وسلم ذات ليلة فزعا فقال لا اله الا الله سبحان الله ماذا انزل من الفتن وما هذا فتح من الخزائن ايقظوا صواحبات الحجر. يريد ازواجه حتى يصلين. فرب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة قوله في هذا الحديث استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم اقامة من النوم ذات ليلة فزعا اي خائفا مضطربا فقال لا اله الا الله اقرار بان العبادة حق له وحده سبحان الله اي ينزه الله ثم قال ماذا انزل من الفتن اكراما وهذه الفتن تعرض على القلوب فايما قلب اشربها هلك قال وماذا فتح من الخزائن؟ يعني الله اكبر ينزه الله عن ان لا ينزل بالعباد شيئا من الخزاين تعود عليهم بقضاء حوائجهم وفيها ذا تعليل للنبي صلى الله عليه وسلم حينما ترك تعليل للنبي صلى الله عليه وسلم حينما ترك فراشه وذهب الى الناس يخوفهم احذرهم من من مغبة ذلك هنا قوله ماذا على جهة التكثير والمبالغة وليس على اصله من السؤال من الفتن اي من الوقائع التي يغيب فيها الحق ويختلط بالباطل ثم قال وماذا فتح من الخزائن؟ اي ماذا فتح الله جل وعلا من الخزائن في هذه الليلة العظيمة ثم قال صلى الله عليه وسلم ايقظوا اي اطلبوا من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ان يستيقظن ايقظوا صواحبات الحجر. يعني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لانهن كن يسكن في الحجر قال يريد ازواجه حتى يصلين قال فرب كاسية اي يوجد كثيرا امرأة كاسية في الدنيا اي عليها ثياب لكنها عارية في الاخرة وعارية بمعنى انه ليس عليها شيء من اللباس فهذا الحديث فيه فوائد منها فزع النبي صلى الله عليه وسلم من ما يأتيه في المنام وفي هذا الحديث ملاحظة اهل العلم والايتام فيما ينوبهم من حوائجهم خصوصا اذا كانوا من الايتام وفي هذا الحديث اثبات الالوهية لله جل وعلا تنزيه الله عما لا يليق به وفي هذا الحديث ان الفتن لا تزال تترى تنزل من عند الله جل وعلا. ولذا يحسن بالانسان ان يعتصم بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عائذا بالله من الفتن وفي هذا الحديث في قوله ايق وضوء صواحباتي الحجر يعني اطلبوا منهن ان يستيقظن والا يكن نائمات في ذلك الوقت واراد بايقاظهن ان يؤدينا الصلاة. قال فربما فرب ان يوجد كاسية في الدنيا اي لابسة عليها ثيابها لكنها ثياب عارية فرب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة اي ان هذه المرأة كانت في الدنيا عندها لباس فلما جاء يوم القيامة صرفت لباسها ولم يبقى عندها شيء وذلك بكونها قد اعتدت على عباد الله فان من اعتدى على الخلق اخذوا من حسناته يوم القيامة في هذا الحديث اعتبار الرؤية المنامية والحذر مما تحكه من حوادث ووقائع في هذا الحديث رفع الصوت بالتهليل والتسبيح وفي هذا الحديث مشروعية الحذر من الفتن والاستعاذة بالله جل وعلا من الفتن وفي هذا الحديث ان الخزائن تفتح وبالتالي يتعرض الانسان لما فيها من الخير وفي هذا الحديث مشروعية يوقظ الرجل اهل بيته وفي هذا الحديث ان كون الانسان عنده الثياب التي تكسوه في الدنيا لا يعني استمراره كذلك في الاخرة وهكذا في بقية منافع وهكذا في بقية الامور فان الانسان قد يظن ان الشيء على حال ويتبين على ظده فهذه كاسية في الدنيا لكن يوم القيامة تذهب حسناتها وبالتالي تصبح عارية في ذلك اليوم بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ان يسعدكم في دنياكم واخراكم وان ييسر لكم اموركم وان يتقبل منكم عمرتكم وصلاتكم وصيامكم وذكركم وسائر انواع الطاعات تاء نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعلهم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين