الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يعظم لكم الاجر وان يكثر لكم الثواب وان يرفع لكم الدرجات وان يغفر السيئات. واسأله جل وعلا ان توفقوا لقيام ليلة القدر. امين. وان يغفر لكم فيها. وبعد فما زلنا في كتاب العلم من صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. ونبتدأ في هذا اليوم بما تعلق بباب حفظ العلم. لعلنا نقرأ فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه. الحمد لله رب واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام قاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سببا من اسباب زوال ما لديه من النسيان وفي هذا الحديث بسط الردى من اجل ان يجلس عليه واستدل به على جواز اظهار الانسان اعلى بدنه متى كان محتاجا للباس عليه واله وسلم والله الموعد. ويقولون ما بال المهاجرين والانصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمثل حديث ابي هريرة. ولولا ايتان في كتاب الله ما حدثت حديثا. ثم يتلو ان الذين يكتمون انما انزلنا من البينات الى قوله الرحيم ان اخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في بالاسواق وان اخواننا من الانصار كان يشغلهم العمل في اموالهم. وان ابا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه واله بشباع بطنه ويحضر حين يغيبون ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة فاشهد اذا غابوا واحفظوا اذا نسوا. فشهدتم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذات يوم. فقلت يا رسول الله واني اسمع منك حديثا كثيرا انساه. قال ابسط رداءك انه لن يبسط احدهم ثوبه حتى اقضي مقالتي هذه ثم يجمع اليه ثوبه الا وعى ما اقول. فبسطت نمرة علي ليس علي ثوب غيرها. حتى اذا قضى الله صلى الله عليه واله وسلم مقالته. قال فغرف بيديه فيه ثم قال ظمه ظمه. فظممته وجمعتها الى صدري فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا بعده من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك حفظت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعائيين. فاما احدهما فبثثته واما الاخر فلو اثثته قطع هذا البلعوم. قوله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني ان طائفة طلبت من ابي هريرة انه اكثر التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو هريرة اسلم في السنة السابعة ويقولون بانه كيف يروي هذه الاحاديث الكثيرة فكان ابو هريرة يرد عليهم مقالتهم هذه ولا زال هناك لا زال يوجد من يطعن في ابي هريرة ويتهمه في روايته وابو هريرة اكثر احاديثه لا تقتصر عن طريقه بل ترد بطريق اخر وهذا مما يدلك على حفظ ابي هريرة لاحاديثه قال والله الموعد يعني ان الناس سيلتقون عند الله جل وعلا يوم القيامة سوف يحاسبهم على كلامهم هذا واتهامهم. وكان من ضمن مقالتهم ان قالوا ما السبب الذي يجعل المهاجرين والانصار لا يروون من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما روى ابو هريرة رضي الله عنه يقول ابو هريرة ان الذي دفعني للتحديث هو مخافة العقوبة من الله تعالى في كتم العلم فقد ورد ايتان في كتاب الله تجعلني احدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا هاتان الايتان من كتاب الله لما رويت لكم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تلا قوله ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعن عنهم اللاعنون فهذه الاية هي التي جعلت ابا هريرة يحدث بكل ما علم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سواء ما باشره في الرواية او ما نقله عن غيره من الصحابة ثم ذكر سببا يجعله يكثر الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من بقية في الصحابة فقال ان اخواننا من المهاجرين يعني الذين هاجروا من مكة الى المدينة كان يشغلهم الصفق بالاسواق اي انهم يشتغلون بالبيع والشراء فهذا الاشتغال بالبيع والشراء شغلهم اما جعلهم لا يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واما جعلهم ينسون هذه الروايات ومما جعلهم عند التحديث لا يجدون وقتا يحدثون به وانتم تعلمون ان الاحاديث تنسى متى اغفلها الانسان وقال كان يشغله هم الصفق بالاسواق. كانوا في الجاهلية اذا ارادوا اتمام بيع صفقوا بيد على يد من اجل اشعار ان البيع تم. فكانت هذه طريقتهم. ولذا قال كان يشغلهم الصفق بالاسواق. قال وان اخواننا من الانصار اهل المدينة كان يشغلهم ان يعملون في نخيل اليهم ومزارعهم فهذا العمل شغلهم عن ان يحضروا مشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وشغلهم عن رواية الحديث بينما ابو هريرة كان يبقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يسأل عن طعامه وانما يبقى بادنى شيء من الطعام بشبع بطنه وكان ابو هريرة يأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي لا يحضرون عنده ولذا حفظ من الاحاديث لكونه لم يشتغل بشغل اخر غير الحديث ما لم يحفظه اولئك الصحابة قال ابو هريرة وكنت امرأ مسكينا اي ليس لدي اعمال ولا بيت ولا شيء يشغلني عن الحديث وروايته وكان من مساكين الصفة الصفة مكان في اخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيه من لا مأوى له هو قال فاشهد اي احظر اذا غابوا ولم يحضروا. واحفظ اي اعي وآآ اتذكر الحديث اذا نسوا قال فشهدت اي حظرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت يا رسول الله اني اسمع منك حديثا كثيرا لكني انساه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابسط اي افرش رداءك اي ما تغطي به لا بدنك انه لن يبسط احدهم ثوبه يعني على الارض حتى اقضي اي حتى ينتهي ذلك المجلس. وانتهي من تحديث ومقالتي ثم يجمع اليه ثوبه الا وعى يعني حفظ ما اقول يحتمل انه اراد به ذلك ما قيل في تلك الجلسة ويحتمل ان يكون المراد به ان احفظ جميع ما يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبسطت نمرة علي. وهي نوع من انواع الثياب. قال ليس علي ثوب غيرها. يعني في اعلى بدنه والا فان عليه الازار قال حتى اذا قضى يعني انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته قال فغرف بيديه فيه ثم يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ ذلك الرداء وجمعه بيديه فرفع اذا بيديه ثم قال ظمه اي اجمع بعظه الى بعظ. قال فظممته وجمعتها اعني النمرة الى صدري. فوالذي بعثه بالحق اي يقسم بالله تعالى ما نسيت شيئا بعد ذلك اليوم من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك ثم قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين اي حديثا كثيرا كله حديث بملئ وعاء. فحفظ فحفظ حديثا كثيرا يبلغ احاديث كتب توضع في وعائين. قال فاما احد ما في هذين الوعائين من حديث فبثثته اي نشرته واذعته واعلمت الناس به. واما الاخر لم يبثه ليدلهم على ان عنده احاديث لم يذكرها. قال فلو بثثته اي لو حدثت به لقطع هذا البلعوم. فلعل هذا يشير الى الاحاديث التي قد يفهمها سامعها على غير المراد بها. وبالتالي تحدث الفتن ويحدث القتل والهرج ومن ثم يؤدي ذلك الى سفك الدماء فتسفك حتى يصل الى ابي هريرة والى غيره وبعضهم قال بان ذلك يتعلق باحاديث فيها ذكر اشخاص من الولاة او غيرهم وذكر شيء من ما يسلبون به فهذا الحديث فيه فوائد منها ان من الامور المشروعة حفظ احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وان ذلك من انواع العلم. وفي هذا الحديث فضيلة ابي ابي هريرة رضي الله عنه وانه ما زال يتحدث بعض الناس فيه والله جل وعلا قد حمى وحمى عرظه. وفي هذا الحديث فظيلة ابي هريرة في كونه قد روى كثيرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب طول ملازمته وبسبب عدم اشتغاله بغير العلم وبسبب اكتفاءه في مأكله بالشيء اليسير وفي هذا الحديث عنون المؤلف او لهذا الحديث في موطنين فقال باب الحجة على من قال ان احكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وباب في ما جاء في قوله فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. وفي هذا الحديث الترغيب في نشر العلم وبثه ورواية الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وان انسان لا يستصغر نفسه في هذا الباب بل عليه ان يحدث بما لديه لعل ذلك ان يكون مما يبرئ ذمته ومما يكون سببا من اسباب رفع درجته. وفي الحديث جواز الاشتغال بالتجارات والبيع والشراء كما كان المهاجرون يفعلون. وقد استدل بعضهم بهذا الحديث على جواز التصفيق في غير عبادة. لانه قال كان يشغلهم الصفق ففهم منه ان الصفق لا زال في اهل الاسلام بعد بعد البعثة. وفي الحديث اتخاذ وفي الحديث اتخاذ الاسواق ووضع السوق كما قال هنا بالاسواق وفي الحديث آآ جواز الاشتغال بالزراعة وآآ زراعة النخيل وان ذلك مما كان يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلم منه واقرارا وفي هذا الحديث التفرغ للعلم طلبا وبثا. وان من كان كذلك فان الله تعالى سيتولى شأنه من عنده وفي هذا الحديث مخالطة اهل العلم وكثرة مجالستهم ليكون هذا سببا من الاسباب الاستفادة مما لديهم من العلم وفي هذا الحديث ايضا ان في هذا الحديث ايضا ان الانسان ينبغي به ان يعالج الاسباب التي تبعد عنه النسيان فان ابا هريرة اشتكى الى النبي صلى الله عليه وسلم نسيانه من اجل ان يوجد له في هذا الباب فكان هذا من اسباب علاج دعاء النبي صلى الله عليه لا البدن. وفي هذا الحديث الجلوس للتعليم والتعلم. كما جلس النبي يصلى الله عليه وسلم من اجل ان يبث مقالته تلك وفي هذا الحديث ايضا جمع حوائج وادوات الاخرين تسليمها اليهم. وفي هذا الحديث ايضا جواز كتابة العلم فانه قال حفظت وعائين فكأن هذه الاحاديث مكتوبة وآآ قد ورد في الحديث الاخر ان ابا هريرة قال لم يكن احد يروي عن الله صلى الله عليه وسلم مثل ما اروي الا ما كان من عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب ولا اكتب. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن جرير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له وفي حجة الوداع استنصتي الناس فقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. قوله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اي طلب منه في حجة الوداع وهي الحجة التي كانت في السنة العاشرة. لان النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ناس فيها. وقال لعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا. فسميت بهذا الاسم. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها باشهر يسيرة قوله استنصت الناس اي اطلب من الناس ان ينصتوا ويسكتوا من اجل ان يستمعوا لمقالته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا اي لا تعودوا الى حال اهل الجاهلية قبل الاسلام بحيث ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض اي يسفك بعضكم دماء بعضكم الاخر ففي هذا الحديث ذكر شيء مما ورد في حجة الوداع وفيه الانصات للعلماء ومشروعية الاستماع لمقالتهم وفي هذا الحديث التحذير من العود الى احوال اهل الجاهلية. وفي الحديث من الفتن والدخول فيها. وفي الحديث النهي عن سفك الدماء المحرمة وما اثابكم الله قال رحمه الله عن ابي موسى رضي الله عنه قال جاء رجل اعرابي الى النبي صلى الله عليه واله وسلم قال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فان احدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل والرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه. فمن في سبيل الله فرفع رأسه قال وما رفع اليه رأسه الا انه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل. قوله جاء رجل اعرابي يعني من اهل البادية الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ اي متى يكون قتال احدنا في سبيل الله. وبالتالي ينال الاجور المرتبة على الجهاد في سبيل الله. ثم وبين شيئا من احوال الناس فيما يتعلق بالقتال. فالصنف الاول يقاتل غضبا اي انه يستشيط غضبا وتثور عاطفته. وبالتالي يقاتل فهذا لم ينوي اعلاء كلمة الله وبالتالي فانه لا يكون قتالا في سبيل الله. والثاني قاتلوا حمية. اي دفاعا عن عن قرابته وشيء من محارمه. فهو يحمي هؤلاء والثالث يقال قتلوا شجاعة. بعض الناس يحب ان يكون ممن يصاول بأس الاخرين. فيقاتل ومن باب الشجاعة وصنف يقاتل رياء اي من اجل ان يراه الناس مقاتلا. وبالتالي يكون وله مكانة ومنزلة في نفوسهم. وقد يثنى عليه بسبب ذلك. والرجل تقاتل من اجل ان ينال من المغانم. ومن المكاسب الدنيوية التي تكون بعد القتال والرجل يقاتل ليذكر. اي يتحدث الناس به وبشجاعته والرجل يقاتل ليرى مكانه. اي تعرف منزلته وتعلى درجته فمن من هؤلاء في سبيل الله؟ وكان الرجل السائل واقفا النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه الى هذا السائل الاعرابي فقال قال الراوي وما رفع اليه رأسه الا ان السائل كان قائما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل يعني الشخص الذي يقاتل ويجاهد وغرضه من ذلك ان تكون كلمة الله هي العليا. فبحيث لا يكون هناك ما يمنع من الدخول في دين الله والعمل بشرع الله. فمن كان كذلك فهو في سبيل الله وبالتالي هذا الذي ينال الاجور المرتبة على الجهاد في سبيل الله وفهم من هذا ان ما عداه ليس ممن يقاتل في سبيل الله. وهذه هي الاستفادة اخذت من شيئين الاول ان المبتدأ هنا معرف والقاعدة ان المبتدأ او القاعدة ان الابتداء بالمعرفة يفيد الحصر الامر الثاني ان هذا جاء على سؤال من الذي يقاتل في سبيل الله؟ فلما اجاب بهذا الجواب فهم ان ما عاداه من الاحوال ليس قتالا في سبيل الله تعالى ففي هذا الحديث من الفوائد اه جواز ان يكون السائل واقفا والمفتي جالسا وان يجيبه عن سؤاله هو جالس وفي هذا الحديث السؤال عن معاني المصطلحات الشرعية من اجل ترتيب الاحكام الشرعية عليها فان كلمة القتال في سبيل الله مصطلح شرعي نحتاج الى معرفة معناه من اجل ترتيب باحكام الشرع على هذا المصطلح. وفي هذا الحديث ذكر بعض الاغراظ التي تجعل الانسان لا يعد ممن قاتل في سبيل الله كما ان هذا الحديث يدل على اهمية النية واهمية مراعاتها وتفقدها بحيث يجعل الانسان عمله لله تعالى يريد به رفعة درجته في الاخرة. ويريد به رضا ربه سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث ان بعض ما يظن انه من المقاصد الحسنة الحميدة ليس كذلك بل هو من المقاصد الفاسدة وفي هذا الحديث وجوب تفقد الانسان لنيته قبل ان يقدم على اي عمل من الاعمال ولئن كان الحديث بما يتعلق بعمل القتال في سبيل الله. الا ان معناه عام في جميع مال الصالحة من صلاة وزكاة وصيام وحج اغاثة ملهوف واكرام ضيف نجدة من يحتاج للمساعدة وغير ذلك من الاعمال الصالحة فان الانسان لا يثاب بها الا اذا نوى بها التقرب لله تعالى والحصول قل على على رضا رب العزة والجلال وفي هذا الحديث ان من قاتل من اجل الحصول على المغانم فقط فليس قتاله جهادا في سبيل الله تعالى ولا يمتنع ان يأخذ المجاهد المغنم هو لم يقصد ان يحصل على المغنم ولم يقصد ان يكون قتاله من اجل ذلك ولكنه حصله فلا حرج عليه من اخذه وفي هذا الحديث ان من ذكر بالعمل الصالح ولم يكن قاصدا لذلك الذكر فان هذا لا يؤثر على اجره وعمله الصالح وفي هذا الحديث جواز ان يقصد الانسان بعمله قصد الشارع من ذلك العمل اذا عندنا نيتان اساسيتان النية الاولى ان ينوي الاجر الاخروي كما قال تعالى ومن كان يريد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا او اراد ارضاء الله تعالى. كما قال تعالى ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما فهذا هذان النيتان هما المقصد الاساس. ولكن لو قصد الانسان تحقيق مقصد الشارع فكأنه بذلك يستجلب رضا الله جل وعلا اه من هنا فان من فعل العمل تحقيقا لقصد الشارع فان عمله يكون لله تعالى وينال الانسان به الاجر والثواب. احسن الله اليكم. قال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال بين انا امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه. فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح. قال ما رابكم اليه؟ وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه وقال بعضهم لنسألنه. فقام اليه رجل منهم فقال يا ابا القاسم حدثنا ما الروح؟ فامسك النبي صلى الله عليه عليه وآله وسلم فسكت عنه فلم يرد عليهم شيئا. وقام ساعة متوكأ على العسيب ينظر وانا خلفه. فقل انه يوحى اليه فتأخرت عنه فقمت مقامي. فلما نزل الوحي وانجلى عنه قال ويسألونك عن قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه. لعلنا نترك هذا الحديث للغد. بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم ورزقكم الله علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة كما نسأله جل وعلا ان يملأ قلوبكم من التقوى وان يجعلكم من اهل العمل الصالح ختم الله لكم شهركم برظوانه وختم الله اعمالكم باحسن حال ونسأله جل وعلا ان يسبغ على الجميع نعمه. وان يجعلنا واياكم ممن اخلصني نيته لله فاراد الدار الاخرة واراد رضا ربه جل وعلا. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال المسلمين وان يردهم الى دينه ردا حميدا. وان يجمع كلمتهم على الحق. وان يبارك لهم في ارزاقهم ارزاقهم وان يصلح لهم ذراريهم. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين للعمل الصالح الرشيد وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين