وما اوتيتم اي لم يعطيكم الله جل وعلا في امر الروح وفي غيره من من العلم الا شيئا قليلا. فقال الاخرون الذين لم يسألوا للذين سألوا قد قلنا لكم لا تسألوه فقد جاء بشيء يتوافق مع ما عندكم مما يدل على صدقه وهذا الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا على نعمه الكثيرة فضائله العديدة ونشكره سبحانه على ما من به علينا من نعمة هذه الاجتماعات العلمية الخيرة في بيت من بيوته لتكون من اسباب تنزل رحمته من اسباب وجود السكينة من اسباب رظا الرب جل وعلا. من اسباب ذكره لعباده وبعد نسأل الله جل وعلا ان يصلي ويسلم على نبيه الكريم. نتواصل في اتي شيء من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكنا قد قرأنا حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ولم نشرحه ولعلنا نقرأه مرة اخرى. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال انا امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حرف المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه. فمر بنفر من اليهود وقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح. قال ما رابكم اليه؟ وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه قال بعضهم لنسألنه فقام اليه رجل منهم فقال يا ابا القاسم حدثنا ما الروح؟ فامسك النبي صلى الله عليه وسلم سكت عنه فلم يرد عليهم شيئا وقام ساعة متوكأ على العسيبي ينظر وانا خلفه فقلت انه يوحى اليه فتأخرت عنه فقمت مقامي فلما نزل الوحي وانجلى عنه قال ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه. قوله في هذا الحديث بين انا امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم اي في وقت من الاوقات كنت اسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حرث المدينة يعني فيما بين مزارعها وفي بعض الروايات خرب المدينة قال وهو يتوكأ ان يستند في اثناء مشيه على عسيب معه. والعسيب عصى التي تؤخذ من جريد النخل قال فمر بنفر اي جماعة من اليهود فقال اليهود بعضهم لبعض سلوه عن الروح وكان مرادهم بذلك ان يأثروا عنه كلمة ليقدحوا به فيها ويتكلم عليه بسببها فانهم يعلمون ان الله جل وعلا قد اخفى شأن هذه الروح. وبالتالي ارادوا ان ان يتكلم فيها بشيء فيكون هذا من اسباب قدحهم فيه. فقال بعضهم ما رابكم ما الذي شكككم في هذا الرجل فقال بعضهم لا تسألوه فانه ان وافق ما سيأتي به ما عندكم كان ذلك دليلا على صدقه وبالتالي يخالف ما ترغبون في اظهاره من القدح فيه. لا يجيء فيه اي لا يأتي بخبر في هذا الامر تكرهونه فيستقبلكم ويسمعكم بشيء لا ترضونه مما يدل على صدقه. فقال بعض هؤلاء اليهود لنسألنه فقام اليه يعني قام الى النبي صلى الله عليه وسلم رجل منهم فقال يا ابا القاسم حدثنا ما الروح؟ فامسك النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر الوحي اذ ليس عنده علم بذلك فسكت عنه يعني لم يجب هذا السائل ولم يرد عليه شيئا وقام ساعة اي وقف شيئا من الوقت متوكئا على العسيب ينظر اي اما ان يكون المراد انه يشاهد ما امامه او انه ينتظر الوحي قال ابن مسعود وانا خلفه فقلت يعني قال ابن مسعود انه يوحى اليه يعني لم يقف هذه الوقفة الا انه كان الوحي ينزل اليه ولذا تأخر عبد الله بن مسعود عنه وابتعد قليلا قال ابن مسعود فقمت مقامي يعني توقفت انظر ما يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزل الوحي من عند الله جل وعلا وانجلى اي ارتفع وقضى من كونه يوحى اليه قال صلى الله عليه وسلم ويسألونك عن الروح يعني يسأله هؤلاء اليهود ما هي الروح فكان الجواب قل الروح من امر ربي. فهي من الامور التي تسند الى الله تعالى خالف المقصود الذي قصدتموه في ذلك. ففي هذا بيان ان العلم لا يحيط به احد من الناس وفيه ان العلم يطلب من الوحي ويرجع فيه الى الكتاب والسنة وفيه وفي هذا الحديث ان العلم يوكل الى اهله في هذا الحديث ايضا ان الاسئلة التي لا يقصد بها حقيقتها من معرفة الامر والحصول على العلم فانها لا ينبغي ان تطرح وفي هذا الحديث صحبة الصحابة للنبي صلى الله الله عليه وسلم ومشي الانسان بين المزارع المملوكة للاخرين وفي هذا الحديث توكؤوا النشيط على العصا ونحوها وفي هذا الحديث مرور الانسان بين اهلي الديانات الاخرى. وفي هذا الحديث نقل قاعد قريش. وقال قد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بها على ذلك. و اتفقت كلمة علماء الاسلام ان تبقى على حالها وان لا يعاد نقضها. وقد اثر عن الماء عن الامام ما لك ما يتراد الاخرون فيه من الحديث وفي هذا الحديث جواب اهل الكتاب عن الاسئلة التي يطرحونها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن الاسود قال قال لابن الزبير رضي الله عنهما كانت عائشة رضي الله عنها تسر اليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة؟ قلت قالت لي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر امن البيت هو؟ قالت نعم. قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ فقال له المتر ان قومك لما بنوا الكعبة قصرت بهم النفقة اقتصروا عن قواعد ابراهيم. قلت فما شأن بابه مرتفع قال فعلى ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا. قلت يا رسول الله الا تردها على قواعد ابراهيم قال يا عائشة لولا ان قومك حديث عهدهم بكفر فاخاف ان تنكر قلوبهم ان ادخل الجدر في البيت وان الصق بابه الارض لنقضت الكعبة ثم لبنيته على اساس ابراهيم. فجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا. باب يدخل الناس وباب يخرجون ففعله ابن الزبير وقال ابن عمر رضي الله عنهما لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ارى ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ترك استلام الركنين الذين يليان الحجر. الا ان البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم. قوله عن الاسود هو الاسود النخعي هو من الرواة الذين يروون عن عائشة عن ابن الزبير قال قال لي ابن الزبير كانت عائشة تسر اليك كثيرا. وعائشة خالة بن الزبير وكانت عائشة تحدث الاسود باحاديث نبوية عديدة ولذا سأل ابن الزبير الاسود عما حدثت به عائشة رضي الله عنها الاسود في شأن الكعبة. قال الاسود فقلت قالت لي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر اي اجر الذي يعرف عند الناس بحجر اسماعيل امن البيت يعني هل هو من الكعبة او هو خارج حدود الكعبة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اي انه من حدود الكعبة. ولذا لا بد ان يكون الطواف مشتملا عليه قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم فما بالهم اي ما السبب الذي جعلهم لم يدخلوا الحجر في البيت يعني الكعبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الم تري يعني اعلمي ان قومك يعني قريشا لما بنوا الكعبة وذلك قبل البعثة بخمسة عشر سنة تقريبا فانها قد تهدمت فبنوها فقصرت بهم النفقة اي قلت واه حينئذ لم يستطيعوا بناها على جميع قواعدها. ولذا اقتصروا عن قواعد رهيب اي قللوا بناء الكعبة من هذه الجهة. قال عائشة فما شأن بابه مرتفعا. اي لماذا كان باب الكعبة مرتفعا عن الارض غير مساو لها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك فعل ذلك قومك. يعني قريشا ليدخلوا من شاؤوا من اجل الا يتمكن احد من دخول الكعبة الا من ارادوا هم ان الكعبة وليمنعوا من شاؤوا. قالت عائشة فقلت يا رسول الله الا تردون على قواعد ابراهيم اي الا يناسب ان تقوم باعادة بناء الكعبة لتكون على قواعد ابراهيم عليه السلام فتدخل ما انقصت قريش من الكعبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لولا ان قومك حديث عهدهم بكفر يعني لم يسلموا الا حديثا ولم يغادروا الكفر الا من زمن قريب فاخاف اي اخشى وادرى ان تنكر قلوبهم ذلك وان ادخل ان تنكر قلوبهم ان ادخل الجدر في البيت. وبالتالي يكون هذا سبب فتنة ها لبعضهم ولولا ذاك لبنيته على قواعد ابراهيم والصقت بابه بالارض فانني لو فعلت ذلك لانكرته قريش بسبب انهم لا زالوا حديثي في عهد بالاسلام وكان تركهم للكفر قريبا. ولولا ذلك لنقضت اباه اي اعدت بناءها ثم لبنيته على اساس ابراهيم اي على القواعد التي بنى ابراهيم عليه السلام البيت عليها ولجعلت للكعبة بابين بابا شرقيا وهو من جهة الباب الحالي وبابا غربيا يقابل الباب من الجهة الاخرى فراغ باب يدخل الناس منه الى الكعبة وظاهر هذا انه الشرقي وباب يخرج دون من الكعبة بطريقه. النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك لكن ابن الزبير لما تولى على مكة فعله فاعاد بناء الكعبة وجعلها على قواعد ابراهيم. وجعل لها بابين شرقيا وغربيا ومن شاهد الجدار الغربي وجد اثر ذلك في في الجدار ولما قتل ابن الزبير واستولى الحجاج نقض الكعبة مرة اخرى وبناها على في هذا الباب كلمة يتناقلها الفقهاء من كافة المذاهب حيث قال لما سئل عن نقض الكعبة وبنائها على قواعد ابراهيم قال لا يفعل لان لا تكون ملعبة للسلاطين. يعني بعضهم يبنيها على قواعد قريش. ثم يأتي الاخر ويبنيها على قواعد ابراهيم وهكذا كلما جاء احدهم نقض البيت. قال ابن عمر رضي الله عنهما. لان كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني هذا الحديث ما اراء يعني لا اظن ولا اعتقد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين اللذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم من المعلوم ان الركن الذي فيه الحجر الاسود يشرع تقبيله والركن الذي فيه الركن اليماني يشرع استلامه. واما الركنان الشاميان فانه لا يشرع استلامهما. قد كان بعض الصحابة يرى استلامهما ويقول ليس شيء من اركان البيت مهجورا ولكن هذا القول يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يستلم الا هذين الركنين اليمانيين دون الركن الشامي فهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث فيه عدد من الفوائد منها رواية التابعين بعضهم عن بعض ومن هذه الفوائد ان الغريب او البعيد قد يروي عن القريب في النسب. فالاسود ليس قريبا لعائشة وابن الزبير ابن اختها ومع ذلك روى ابن الزبير عن الاسود عن عائشة رضي الله عنها وقد اورد المؤلف هذا الحديث تحت باب من ترك بعض الاختيار يعني بعض ما يرغب ان يفعله مخافة ان يقصر فهم بعض الناس عنه. فيقع في اشد منه. وهذا يعرف عند علماء بباب سد الذرائع فانا النبي صلى الله عليه وسلم ترك بناء الكعبة على قواعد ابراهيم سدا لهذه ذريعة حينما قال لولا ان قومك حديث عهد بكفر وفي رواية بجاهلية وفي رواية كلام بالتالي ترك ذلك مراعاة لاحوالهم. والقول بسد الذرائع ازال العقلاء يسيرون عليه في جميع الفنون وفي جميع مجالات الحياة وفي هذا الحديث جواز الاقتصار بالتحديث على واحد من الرواة كما كانت تفعل عائشة مع الاسود وفي هذا الحديث السؤال عن الروايات التي تكون في باب من الابواب. وفي هذا الحديث فضيلة عائشة رضي الله عنها وفقهها وحرصها على معرفة العلم وعلى سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما لديها من المسائل وفي هذا الحديث ان جزءا من الحجر يتبع الكعبة وبالتالي لابد من ادخال قال الحجر في الطواف. وان من دخل بين الكعبة والحجر لم يصح طوافه لانه لم يستكمل الكعبة في طوافه وفي هذا ان في هذا الرغبة في التسهيل على الناس فيما بامورهم ومن ذلك ما يتعلق بزيارة الكعبة وفي هذا الحديث ان الركنين الشاميين لا يستلمان وانما يستلم الركنان اليمانيان احسن الله اليكم. قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون اتحبون ان يكذب الله ورسوله؟ هذا هذا لا اثر عن علي رضي الله عنه فليس من الاحاديث المرفوعة. قال حدثوا الناس بما يعرفون. اي تصير في كلامكم مع الاخرين على ما يمكن ان تستوعبه عقولهم. واما ما لا تستوعب العقول فانهم لا يحدثون به. ومن معاني هذا ان ان يكون المراد حدث الناس بما لا يكون سببا لافتتانهم او اقدامهم على المعاصي والمنكرات. وقوله اتحبون اي هل ترغبون في حديثكم للناس بما لا يعرفون ان يكذبوا الله ورسوله فانك اذا حدثتهم بما لا يعرفونه تنكره قلوبهم وبالتالي يكذب الله يكذبون رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا ان الحديث الذي لا تبلغه عقول الناس لا يحدثون به. وان ما قد يسبب شيئا من الشكوك والشبهات فانهم لا يحدثون به. ومن امثلة ذلك دقائق مسائل قظاء والقدر فانه لقد لا يستوعبها بعض الناس فلا يحدثون بها وهكذا هناك مسائل عقدية قد اه تحدث الناس فيها طرائق طويلة لو حدث الناس بها لا اورث عندهم شيئا من الشبهات ولذا عنون المؤلف على هذا الاثر بقوله من خص بالعلم قوما دون قوم ترى هي الا يفهموا. احسن الله اليكم. قال عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعاذ رضي الله عنه رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من احد اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار. من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. قال يا رسول الله افلا اخبر به الناس فيستبشروا؟ قال لا اني اخاف ان يتكلوا واخبر بها معاذ عند موته تأثما. قوله ومعاذ رديفه اي قد ركب معه على رحله او على حمار بهذا جواز الارتداف على الراحلة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ بن جبل قال لبيك اي اجيبك بعد اجابة بعد اجابة يا رسول الله. وسعديك اي اتمنى لك تكرار السعادة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من احد اي لا يوجد احد من الناس يشهد ان يقر ويعترف ان لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله وان محمدا رسول الله اي انه يشهد بهذه الشهادة بما يقتضي تصديقه في خبره وطاعته في امره وعدم عبادة الله الا بما شرعه. فمن شهد صدقا من قلبه اي بجزم ويقين تام. الا حرمه الله على النار. اي انه لا يدخل وفي نار جهنم فان قال قائل هل هذا يقتضي انه لم يكن يعمل شيئا قيل بانه لما شهد بذلك صدقا اقتضى ان يعمل فان من مقتضى شهادة ان لا اله الا الله ان يعبد الله ومن مقتضى شهادة محمد رسول الله ان يصدقه في خبره ويطيع امره وطاعة الامر هذا باداء شيء من الافعال. وقوله من لقي الله اي من اتى يوم القيامة كلمه ربه وكان لا يشرك لا يصرف شيئا من العبادات لغير الله دخل الجنة وهذه اللفظة الاخيرة لا تقتضي ان يكون دخوله الجنة ابتداء وانما يكون اخر امره الى الجنة. قد يعذبه الله واخر امره الى الجنة. وقد يعفو الله عنه برحمته فيدخل الجنة ابتداء. قال يا رسول الله الا اخبر به الناس فيستبشروا اي هل احدث الناس بهذا الحديث؟ وبالتالي يفرحون به وتشر قلوبهم به لما فيه من سعت الرجاء بالله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تخبر احدا بذلك اني اخاف ان يتكلوا اي احذر في مستقبل الايام من ان يعتمدوا على هذا الحديث وبالتالي يتركون العمل وحينئذ كتمها معاذ الا قبيل وفاته. فاخبر به خشية من ان يلحقه شيء من اثم كتم العلم فاخبر بها معاذ عند موته تأثما اي خشية من لحوق الاسم به. ففي هذا الحديث جواز الارتداف على الراحلة وفيه نداء الرجل باسمه المجرد وانه لا حرج فيه ولذا قال يا معاذ وفي هذا الحديث نداء تلبية او اجابة الانسان لمن ناداه بلفظ لبيك. وهذه اللفظة ليست خاصة بالله ولا خاصة برسوله صلى الله عليه وسلم. وقوله وسعديك فيه توازي الدعاء بالسعادة للاخرين. سواء كانت سواء كان دعاء بالسعادة الدنيوية او بالسعادة الاخروية. وقال في هذا الحديث ايضا من الفوائد فضيلة شهادتي التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله. والاثر العظيم المترتب عليها في هذا الحديث ان من شروط صحة لا اله الا الله ان يكون المتكلم بها صادق اما اذا تكلم بلفظ لا يريد ظاهره فانه حينئذ لا ينفعه هذا اللفظ لانه لم يرد حقيقته و في هذا الحديث ان الله تعالى قد يتفظل جعل بعض الناس يسلمون من نار جهنم لشيء من الافعال التي يقدمون عليها وفي هذا الحديث حرص معاذ على بشارة الناس بهذا الخبر الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لسد الذرائع. فانه خشي من ان لو حدث محدث بهذا الحديث ان يتكلوا وان يتركوا العمل ولذا طلب من معاذ الا يخبر بهذا الخبر. و في هذا الحديث ان كتم العلم من الامور المحرمة التي يأثم الانسان بها بارك الله فيكم وفقكم الله للخير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين اسعدكم الله في دنياكم وفي اخراكم ورضي الله عنكم رضا لا يسخط بعده ابدا جمع الله لكم الخيرات ورفع الله عنكم الاثام والسيئات. كما نسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا وجميع احوالنا. كما نسأله جل وعلا ان يفقهنا في دينه وان يعلمنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واسألوا الله تعالى ان يوفق ولاة امرنا الخير والهدى وان يجعله من اسباب الصلاح والرشد والتقوى. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين