فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا. اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها واقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم رجعت الثدي فاقبل على ثديها يمصه امرأة جميلة مومس وتذاكروا عندها جريج وعبادته واعراضه عن الدنيا فقالت اما اني لو تعرضت له لترك عبادته واقبل الي تحدوها في ذلك فذهبت اليه. وتعرضت له وارادت منه ان يواقعها لتبرجكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون وفي الحديث تمني الوالدة لولدها اصلح ما يكون وان من اصلح ما يكون اقبل على صلاته ولم يلتفت اليها فعادت وفي الطريق لقيت راعيا يرعى الغنم فمكنته من نفسها فحملت منه وادعت ان هذا الحمل من جريج الراهب. ولكن العجب كيف يكذب وصاحب العبادة ويصدق من كان معروفا معصية الله جل وعلا الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم سعادة الدنيا والاخرة ثم اسأله جل وعلا ان ييسر لكم اموركم وان يتقبل منكم مناسككم وان يجعلكم من الهدى المهتدين وبعد فان من اعظم ما يمن الله به على العبد ان يهديه لدين الاسلام وان يجعله ممن يحمل شريعة الله الى عباد الله ومن اعظم ذلك ان يحمل الانسان الى الخلق ايات القرآن العظيم واحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل نزل الله امرء سمع منا مقالة ووعاها واداها كما سمعها فرب مبلغ او عن سامع وبعد وقد تفضل الله عز وجل على الامة بان هيأ لها رجالا يكونون من اسباب حفظ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء الامام البخاري رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء قد رتب هذا الكتاب العظيم الصحيح واعتنى علماء الامة به تدقيقا وتأملا وحفظا وشرحا واختصارا وتبليغ ولذا في قناة الامة بان هذا الكتاب اصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل وبالتالي كانت الجهود عظيمة على هذا الكتاب ولعلنا ان نتقرب الى الله ببراءة بعض احاديث هذا الكتاب بتأمل ما فيها من المعاني استخراج شيء مما اشتملت عليه من الاحكام فلعلنا نستمع لبعض احاديث هذا الكتاب فليتفضل القارئ بارك الله فيه وفيكم مشكورا فالحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة عيسى وكان في بني اسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي فجاءته امه فدعته فقال اجيبها او اصلي فقالت فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات. وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة. وكلمته فابى فاتت راعيا فامكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فاتوه فكسروا صومعته وانزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم اتى الغلام فقال من ابوك يا غلام؟ قال الراعي قالوا نبني لك صومعتك من ذهب قال لا الا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني اسرائيل. فمر رجل راكب ذو شارة وهي قال ابو هريرة اني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم ثم مر بامة تجرار ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها. فقالت لم ذاك؟ فقال اما الراكب فانه كافر. جبار من الجبابرة اما هذه الامة فانهم يقولون لها سرت في زنيتي ولم تفعل وتقول حسبي الله. اورد المؤلف هذا الحديث في كتاب العمل في الصلاة ليبين ان الانسان اذا دعته امه وهو في صلاة نافلة فان الاولى به ان يجيبها وان يستجيب لي ندائها قد اختلف اهل العلم فذلك على سبيل الوجوب. كما قال طائفة قالوا لانه قد دعت عليه وقد يكون دعاء الام من المستجابات وما ذاك الا انها على حق وقال اخرون بان هذا على الاستحباب ولعل منشأ الخلاف في هذه المسألة هو الخلاف في حكم قطع النافلة فهل تجب النافلة في الشروع فيها؟ فهل يجب اكمال النافلة في الشروع فيها؟ كما قال فبذلك الامامان ابو حنيفة ومالك او انه لا يجب اتمام النافلة بالشروع فيها كما فقال الامامان الشافعي واحمد رحمة الله على الجميع ولعل الاظهر من القولين هو جواز قطع النافلة. فكما جاز تركها ابتداء جاز تركها في اثناءها ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم المتطوع امير نفسه ان شاء صام وان شاء افطر يدل عليه عظام ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على اهل بيته فوجدهم يطبخون طعاما فامر بتقريب الطعام وقال اني اصبحت صائما ويدل عليه ايضا ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المتصدق المتصدق ان شاء امسكها والمقصود ان المؤلف اورد هذا الخبر من اجل بيان شيء من العمل في اثناء الصلاة وقوله لم يتكلم في المهد الا ثلاثة هذا ورد في هذا الحديث وقد ورد في حديث اخر ان صاحبة الاخدود تكلم ابنها في المهد فكانت لما امن الناس وحفر قاتلهم الاخاديد ووضعت فيها النيران والقي المؤمنون فيها كانت امرأة معها رضيع لها فشحت به عن النار فارادت ان تتراجع فامرها بالاقدام وقد قال بعضهم بان صاحب يوسف الذي شهد له بالبراءة كان صغيرا لم يتكلم. وان كان الاصح من قولي المفسرين انه كان كبيرا. بدلالة انه استدل. فقال فان كان قميصه ادى من قبل فصدقته ومن الكاذبين. وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فاستدل محل وجود قطع القميص على صدق الصادق وكذب الكاذب. فلو كان صغيرا لم يتحدث ولم يتكلم بعد وكان لا زال في المهد لك كان لا يحتاج الى ان يستدل على كلامه واول هؤلاء الثلاثة عيسى كما ذكر الله جل وعلا كلامه في سورة مريم حينما قال اني عبد الله اتاني الكتاب الايات. وكان في ذلك معجزة ظاهرة. وفي هذا دلالة لمذهب اهل السنة لان الكلام هو الاصوات والحروف. وليس المعاني النفسية فان الانسان من صغره تكون فيه معاني النفسية فان الصغير يكون فيه معاني ولذا قد يتمنى شرب الحليب وقد يتمنى شيئا من الحركات وبالتالي نعلم ان الصواب ان الكلام هو الاصوات والحروف وهو الذي نفي عن من في المهدي واما الثاني الذي تكلم وهو في المهد فصاحب جريج. وجريج راهب من رهبان بني اسرائيل ترك الناس وترك مخالطتهم وذهب في صومعة له يعبد الله يصلي ليلا ونهارا فجاءته امه في يوم من الايام ودعته نادته باسمه فتردد هل يجيبها او يكمل صلاته؟ الا انه مضى في صلاته فكان هذا سببا من اسباب دعاء امه عليه. وفي هذا دليل على جواز اجابة الانسان في صلاة النافلة اداري امه ولنداء غيرها وقد جاء في الحديث السابق ان التسبيح للرجال والتصفيق النساء. فكان فمن امكاني ان يفعل الانسان ذلك فيكون بذلك قد خرج من الخلاف الوارد بقطع الصلاة في جابر النداء وفي الحديث اجتناب الانسان لدعاء والديه وان من الدعوات المستجابة دعاء الانسان لاولاده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على ابنائكم بالا توافقوا ساعة اجابة وفي الحديث قوله وجوه المومسات المراد بالمومسات النساء الزواني اللاتي عرفن بهذا الامر وفي الحديث اشارة الى ان مما يعصم الانسان به ان يجتنب مواطن الريب ومن رؤية وجوه المومسات وقوله فتعرضت له امرأة جاء في بعض الروايات ان بني اسرائيل كان عندهم جاهرا بجريمة الزيناء. ولذا على الانسان ان يتحرز من الاخبار التي وقالوا اليه وان يعرف من اصدر هذه الاخبار ليعرف كيف يتعامل مع معها التعامل المناسب له وفي الحديث فظل جريج ومكانته رحمه الله تعالى. وفي حديث ان اي اتهام لا يقابل بالقبول الا بعد ان يكون هناك ذلة وبراهين وفي وقتنا الحاضر ومع انتشار هذه الوسائل الجديدة التي فيها نقل كبار سواء من وسائل الاعلام او من وسائل التواصل الاجتماعي نجد اخبارا من مجهولين وفي مرات اخبارا من متهمين فنجد ان بعض الناس يصدقهم قوسا في اتهام اصحاب الفضل والمكانة. ولذلك يعلم ان اهل الشر يريدون تلطيخ سمعة اهل الخير لينتشر الشر ويقل انتشار الخير. ومن هنا قال النبي صلى الله عليه عليه وسلم من ذب عن عرض اخيه ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة قوله هنا فاتوه فكسروا صومعته. فيه التحذير من الاستعجال في الحكم على الاشياء. والتحذير من اتلاف في اموال الاخرين بدون المقتضى الشرعي. وفيه اشارة الى ان حركتا الغوغاء من فوضى ونحوها ليست مما يتوافق مع مقاصد الشرع شرع يريد انتظام احوال الناس. فقيام بعض الاشخاص بالتصرفات بدون مراعاة الضوابط الشرعية الى مخالفات للشرع عديدة وقوله وانزلوه يعني من صومعة وكان في مكان عال فسبوه وفي بعض الروايات انهم طاقوا به في اطراف البلد منكوسا. فلما وقفوا به قال ما هم قالوا زنيت بفلانة واتت منك بولد. فامرهم باحضار المولود. فتوضأ ثم صلى وفيه دلالة على ان الوضوء والصلاة كانت مشروعة على من قبلنا واستدل بعض اهل العلم بهذا الحديث على مشروعية ما يسمى بصلاة الحاجة حيث يدعو الانسان فيها ربه جل وعلا. واخرون نفوا ذلك وقالوا لم يفعله. رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله هنا قال من ابوك يا غلام؟ فقال ابي الراعي به اثبات الكرامة لاولياء الله والكرامة تفضل من الله جل وعلا على بعض عباده وقياس الولاية ليس بالكرامة وانما بالايمان والتقوى. كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا فهم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. وليحذر في هذا الباب من بعض الاعيب بعض الاشخاص الذين يظهرون انفسهم بمظهر الولاية ليخدعوا الخلق اما ليكونوا لهم مكانة ومنزلة واما ليتبعوهم على باطلهم واما ليأخذوا شيئا منه اموالهم ولذا فان العبرة بصدق المقالة وعدمها مدى موافقتها للكتاب والسنة وليس بما فيها من الكرامات. ولذا قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول قل ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. وقال تعالى وما اختلفتم فيه من جيد فحكمه الى الله كم وجدنا من اشخاص يستعملون شيئا من الخدع وانواع السحر يخدع الناس ويصرفوهم عن معتقدات الحق. ولذا ورد عن بعض السلف انه قال ما رأيت رجلا يسير في الهواء او على الماء فلا تصدق ما يقول حتى يوافق ما في الكتاب والسنة. ورؤي عن بعض الصالحين انه كان في هذا المسجد فبينما هو فارغ من صلاته فاذا بصورة تكون امامه فاذا بذلك المنظر على عرش عظيم. فيقول له يا فلان اني ربك وقد اعفيتك من من التكاليف فقال اانت الله الذي لا اله الا هو فزالت تلك الصورة فحدث الناس فقال ذاك يريد ان اترك ملة محمد صلى الله عليه وسلم لو عفي احد من الشريعة لعفي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالوا له نبني صومعة من ذهب فقال اعيدوها كما كانت من طين وفيه وجوب ان الانسان ما افسده وفيه انه لا يلزم من افسد مال غيره اكثر مما افسده لمن افسد ماله وفي الحديث ايضا ذكر المرأة التي كانت ترضع ابنها بنى لها من بني اسرائيل. وفي هذا ايراد قصص الماضيين من اجل اخذ العبرة والعظ منها خصوصا اذا تأيدت مصادقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وروايته لها قال فمر رجل راكب ذو شعرة اي هيئة حسنة اي هيئة حسنة. وفي هذا ان رفعة الانسان في الدنيا لا تدل على صحة منهجه ولا سلامة طريقته. وان متع الدنيا انما هي هبة من الله يعطيها من يشاء ويمنعها من يشاء وليست دليلا على سلامة صحة الرجل لا بالاثبات ولا بالنفي. فليس من اقتضى صلاح الرجل ان يكون فقيرا او ان يكون معرضا عن الدنيا. بل قد الانسان الدنيا لتكون له عونا على اخرته. كما قال تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالذي صلاح احوال الانسان في اخرته وفي الحديث انكار الانسان على من سمع مقالة خاطئة من غيره. ولذا انطق الله هذا الصبي لينكر مقالة والدته ودعواتها وفي الحديث ان مصائب الدنيا لا تدل على نقصان درجة العبد. عند الله جل وعلى قد قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه. ومن هنا قال النبي صلى الله الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن هم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كان كفارة لذنوبه ومن ثم فالمؤمن صابر على اقدار الله المؤلمة شاكر لما اتاه الله جل وعلا من النعم وفي الحديث النهي عن ان يكون الانسان جبارا في الارض وفي الحديث فضيلة من اتهم بجريمة لم يفعلها. وعظم مكانته عند الله جل وعلا. احسن الله اليكم قال عن معاقب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال ان كنت فاعلا فواحدة. ام في الحديث ذكر النهي عن الحركة في اثناء الصلاة وانه لا بأس بالحركة اليسيرة لمصلحتها وفي هذا نهي عن تسوية الارض من اجل ان يسجد الانسان فيها الا ان تكون بحركة واحدة والظاهر في قوله فواحدة يعني في جميع الصلاة. وليس لكل سجدة كما قال بذلك الاكثر ويلحق بالتراب كل ما مات له من مثل تسوية الفرش التي امام او نحو ذلك احسن الله اليكم قال عن شعبة قال حدثنا الازرق ابن قيس قال كنا بالاهواز نقاتل الحرورية فبين انا على جوف نهار قد نضب عنه الماء. اذا رجل يصلي وهو ابو برزة الاسلمي رضي الله عنه. واذا لجام دابة بيده فجعلت الدابة تنازعه. فانطلقت الفرس وجعل يتبعها فترك صلاته وتبعها حتى ادركها اه فاخذها ثم جاء فقضى صلاته. فجعل رجل من الخوارج يقول اللهم افعل بهذا الشيخ انظروا الى هذا الشيخ ترك من اجل فرس فلما انصرف الشيخ قال اني سمعت قولكم وما عنفني احد منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم واني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات او سبع غزوات او ثمانية وشهدت تيسيره واني ان كنت ان ارجع مع دابة احب الي من ان ادعها ترجع الى مألتها فيشق عليه ان منزلي متراحم فلو صليت وتركت لم اتي اهلي الى الليل. في هذا الحديث ذكر شيء منه الاعمال التي يجوز للانسان ان يفعلها في صلاته متى كان ذلك لمصلحة حفظ ماله ويماثل هذا ما احتاج اليه من انواع ما يحفظ وقوله كنا بلاهواز نقاتل الحرورية حرورية طائفة من الخوارج ولهم علامتان اولاهما الخروج على صاحب الولاية. وثانيهما تكفير اهل الاسلام تام في الحديث اشارة الى ان الصحابة كانوا يقاتلون الخوارج قد كان النبي صلى الله عليه وسلم امر صحابته قتالهم. وقال لئن لاقاتلنهم قتال عاد وثمود. في قوله بين انا على جرف يعني على طرف النهر او الوادي فقد نضب عنه اي ان الوادي قل ماؤه وبالتالي اصبح طرفه جافا. قال فاذا رجل يصلي هو ابو برزة. وبهذا جواز الصلاة في المواطن الجافة مما نزح عنه مياه البحار والانهار والامطار. قال واذا لجى مدابته وهو الحبل الذي يمسك به رأس الدابة بيده يعني قد امسكه وهو قل لي بهذا جواز الامساك لجام الدابة في اثناء الصلاة خشيا خشية من هروبها. قال فجعل الدابة تنازعه اي تحاول ان تسحب الحبل من يده. وان تذهب عنه يمسك هذا اللجام فاذا سارت من اجل ان تنطلق من صاحبها جعل يتبعها ويسير معها وهو في صلاته. من اجل المحافظة على ماله. قال فتركت كصلاته يعني ترك الوقوف لها. الظاهر انه استمر في صلاته. قال وتبعها يعني تبع الدابة متى ادركها؟ فاخذها ثم جاء فقظى صلاته يحتمل انه اعادها ويحتمل انه اكملها فجعل رجل من الخوارج يعيب عليه ويقول اللهم افعل بهذا الشيخ يعني يدعو على ابي برزة لكونه ترك صلاته من اجل الفرس. فهذا زيادة تشدد وتنطع ظن ان الله قد قد اوجب عليه المضي في صلاته في هذه الحال. فقال انظروا الى هذا الشيخ ترك صلاته من اجل فرس وهذه طريقة الحرورية في اتهام اهل الاسلام اشاعة القدح فيهم ليسير الناس على طريقتهم في تكفير المسلمين. قال فلما انصرف قال اني سمعت قولكم يعني ان ابا برزة لما سمع قول هذا الرجل الحروري وقال ابو بردة سمعت قولكم يعني ما علي لكوني اتبعت فرسي. وما عنفني اي لم يوجه اللوم والعتاب علي احد منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم. واني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات فيه تناول انسان على نفسه عند الحاجة الى ذلك وفيه تعريف الانسان بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ليؤخذ بروايته بالحديث وقال وشهدت تيسيره به بيان ما اشتملت عليه هذه الشريعة المباركة من التيسير على العباد. قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال واني ان كنت اذ ان ارجع مع دابة يقول انا مخير بين اثنتين. اولهما نمسي الدابة وبالتالي اذا رجعتوا الى اهلي رجعت عليها فسهل علي ولم يلحقني مشقة مشقة المشي وبين ان اترك هذه الدابة وبالتالي هي سترجع الى مألفها والبيت الذي تعيش فيه لكن هذا يشق علي فانه سيعيدني الى بيتي على اقدامي فيتعبني ذلك. وفي هذا دلالة على ان المشقة ليست مقصودة لذاتها وان التيسير هو مقصود الشرع في العبادة. وقوله ان منزلي متراكم اي بعيد وفيه جواز ذهاب الانسان للمكان البعيد عن منزله. قال فلو صليت وتركت دابة لم اتي اهلي الى الليل فكان هذا شاقا علي الله اليكم قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد علي فوقع في قلبي ما الله اعلم به. فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد علي اني اطفأت عليه ثم سلمت عليه فلم يرد علي فوقع في قلبي اشد من المرة الاولى. ثم سلمت عليه فرد علي فقال انما منعني ان ارد عليك اني كنت اصلي. وكان على راحلته متوجها الى غير القبلة بهذا الحديث تكليف الانسان بعض من يتبعه وبعض من يمون عليهم باداء بعض الاعمال التي يريدها وفي الحديث تقرب الانسان الى الله عز وجل بتنفيذ مثل هذه الاوامر من باب التعاون على البر والتقوى وفي الحديث ان من تمت توصيته باداء عمل ينبغي به ان يبادر اليه وان يسارع في قضاءه قد استدل به طائفة على ان الاصل في الاوامر ان تفيد الفورية وفي الحديث ان رد السلام لا يجب في بعض المواطن. ومنها السلام على المصلي وفي هذا دلالة على ان المصلي اذا سلم عليه فانه لا يرد لا باشارة ولا بكاف ولا باصبع وانما يمتنع من الرد. لكون النبي صلى الله عليه ان يسلم لم يرد عليه بشيء من ذلك كانوا في اول الاسلام يردون السلام كلاما ما اصبحوا يردونه باليد ما اصبحوا يردونه بالاصبع ثم نسخ ذلك على ما في حديث جابر هذا وحديث ابن مسعود الذي ورد في اول الباب قوله فوقع في قلبي يعني من الحزن والالم ما الله اعلم به. فقلت في نفسي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد اي غضب علي اني ابطأت عليه وفي هذا دلالة كما تقدم على ان الاوامر تفيد الفورية والمبادرة وفي الحديث سعي الانسان لتصفية قلوب اخوانه تجاهه. بحيث يزيل ما قد يكون في قلوبهم من الريب وفي الحديث تكرار الانسان لكلامه ليسمع عنه كما كرر جابر سلام اما هو وفي الحديث امتناع النبي صلى الله عليه وسلم من رد السلام بكونه في الصلاة. في الحديث صلاة المسافر على الراحلة للنوافل. وانه لا يلزمه ان ينزل منها. وفيه ان من صلى نافلة على الراحلة لم يلزمه استقبال القبلة وجز له ان يتوجه الى اي جهة او الى الجهة التي تكون وجهته اليها. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال نهيت يعني الخصر في الصلاة ان يصلي الرجل مختصرا. المراد بهذا ان يضع الانسان يده على خاصرته الخاصرة تكون في وسط البدن على جوانبه وقد جاءت النصوص بالامر بوظع الايمان على الشمائل. كما في حديث علي رضي الله عنه وحديث جماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله والجمهور على ان هذا النهي لا يبطل الصلاة. لكون هذا النهي لم يعد الى ركن من اركانها بل عاد الى امر خارج عن مهيتها. وبالتالي لم تبطل الصلاة بذلك اثابكم الله. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال يقول الناس اكثر ابو هريرة فلقيت رجلا فقلت بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في العتمة فقال لا ادري. فقلت لم تشهدها. قال بلى. قلت لكن انا ادري قرأ صورة كذا وكذا. في هذا الحديث ذب الانسان عن عرضه. فان الصحابي الجليل ابا هريرة تكلم بعض الناس بكثرة روايته فاراد ان يبين لهم انهم قد حفظ اشياء نسيها غيره ممن كان انا معه ولذا كثرت روايته رضي الله عنه فقال يقول الناس اكثر ابو هريرة يعني من رواية الاحاديث وقوله فلقيت رجلا يعني انه اراد ان يثبت انه حفظ ما نسيه وغيره. وبالتالي قال انا اصلي ومعي جماعة من الصحابة. فاكون ذاكرا لما تمت قراءته في الصلاة. وهم لا يتذكرون ما تبرع به رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاتهم. وفي الحديث مشروعية الجهر بالقراءة لصلاة العشاء التي سماها العتمة. قد ورد في بعض الاحاديث النهي عن تسمية صلاة العشاء باسم العتمة فقال لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم فتقول العتمة انما هي العشاء وقد حاول جماعة ان يجمعوا فقالوا النهي في حال ما لو غلب استعمال هذا اللفظ ما اذا استعمل استعمالا بدون ان يكون غالبا فانه لا يدخل في النهي. ولذا قال في الحديث لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم وفي الحديث ان بعض الناس قد ينشغل باله باثناء الصلاة فلا تبطل صلاته بهذا فان هذا الرجل لم يعقل ما قرأ الامام وما ذاك الا لوجود تفكر في ذهنه اشغله عن صلاته. فلم يحكم ببطلان الصلاة بهذه الحال فهذا شيء من الاحاديث التي رواها الامام البخاري في كتاب العمل في الصلاة بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة. وان يردهم الى الى دينه ردا حميدا. اللهم اجمع كلمتهم على الحق والف ذات بينهم. اللهم وفق ولاة امرنا لكل خير وبارك فيهم وجازهم خير الجزاء. هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين