عليه وسلم ثم طفقنا اي ابتدأنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير الينا ان قد فعلتن اي امتثلتن الامر الذي وجهته اليكن. ثم خرج الى فصلى بهم وخطبهم يا ماء قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى جالسا الناس خلفه يصلون قياما وذهب الامام احمد الى ان الامام اذا صلى جالسا فان من خلفه يصلون جلوسا تاء الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه العظيمة ونشكره على مننه المتتابعة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم النعم ونوفقكم لخيري الدنيا والاخرة ونيسر لكم امور دنياكم وامور اخرتكم كما اسأله جل وعلا ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة وبعد فنواصل الحديث في قراءة احاديث كتاب الوضوء من مختصر صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى. الحمد لله لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مرض الذي مات فيه وثقل واشتد به وجاعه. استأذن ازواجه ان يمرض في بيت فاذنا له. فحضرت الصلاة فاذن فاتاه بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة قال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك. قال ضعوا لي ماء في المقضب. قالت ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فاغمي عليه. ثم افاق. فقال صلى الله عليه واله وسلم اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله. قال ضعوا لي ما ان في المخضب. قالت فقعد اغتسل ثم ذهب لي انؤى فاغمي عليه ثم افاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول فقال دعوا لي ماء في المخضب فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوأ فاغمي عليه ثم افاق. فقال اصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه واله وسلم صلاة العشاء الاخرة. فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس. قالت عائشة فقلت ان ابا بكر رجل اسيف اذا قام مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس. اذا قام مقامك رق ولم يسمع الناس من البكاء ولم اقدر على القراءة فمر عمر فليصلي بالناس. فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقلت مثله فاعاد فقد راجعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته الا انه لم يقع في قلبي ان يحب الناس رجلا قام مقامه ابدا. والا كنت ارى انه لن يقوم احد مقامه الا تشاءم الناس به فاردت ان يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن ابي بكر فقلت لحفصة قولي له ان ابا بكر رجل اسيف اذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء. فمر عمر فليصلي للناس ففعلت حفصة. فقال رسول الله اي صلى الله عليه واله وسلم مه انكن لانتن صواحب يوسف مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقال حفصة لعائشة ما كنت لاصب منك خيرا. فارسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى ابا بكر بان يصلي بالناس فاتاه الرسول فقال ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يأمرك ان تصلي بالناس. فقال ابو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال عمر انت احق بذلك. فخرج ابو بكر فصلى وصلى تلك الايام. فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة. فخرج لصلاة الظهر بين رجلين تخط رجلاه في الارض من الوجع. بين عباس رضي الله عنه ورجل اخر فاذا ابو بكر يؤم الناس فلما سمع ابو بكر حسه ذهب يتأخر فاومأ اليه النبي صلى الله الله عليه وسلم ام مكانك؟ قال اجلساني الى جنبه ثم اوتي به حتى جلس حذاء ابي بكر عن يساره الى جنبه فكان ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والناس يصلون بصلاة ابي بكر. ابو بكر قائم والنبي الله عليه واله وسلم قاعد وابو بكر يسمع الناس التكبير. وكانت عائشة تحدث ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه غريق علي من سبع قرب لم تحلى الاوكيتهن لعلي اعهد الى الناس واجلس في بمخضب بحفصة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ثم طفقن نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير الينا ان قد فعلتن ثم خرج الى الناس فصلى بهم وخطبهم. قالوا عبيد الله بن عبدالله فدخلت على عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قلت له الا اعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال هات فعرظت عليه حديثها ما انكر منه شيئا غير انه قال اتدري من الرجل؟ اسمت لك الرجل الذي كان مع العباس رضي الله عنه؟ قلت لا. قال هو علي ابن ابي طالب قوله هنا لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اه وفاته بايام قلائل كان يدور على نسائه لكل ليلة يذهب اليها في ليلتها قبل وفاته ثمان ليال او تسع شق عليه التنقل بين ابياته فاستأذن نساءه في ان يمرظ في بيت عائشة رظي الله عنها فاذن له في ذلك فبقي في بيت عائشة حتى انه بقي الى ان جاءها يومها المعتاد. بعد ثمانية ايام او تسعة. فمات في يوم عائشة رضي الله عنها وصلى الله عليه وسلم قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه وكان ابن ثلاث وستين سنة وثقل عليه المرض واصبح شديدا واشتد به الالم استأذن ازواجه في ان يمرظا في بيت عائشة. فاذن له فبينما هم كذلك اذ حضرت الصلاة فاذن لي الصلاة. ولم يذكر هنا ما هي هذه الصلاة قال فاتاه بلال يؤذنه اي يخبره بانه قد اذن يستأذنه في اقامة الصلاة وظاهر هذا انها صلاة العشاء كما ورد في اخر هذا الخبر قال اصلى الناس؟ ومعنى هذا انه صلى الصلوات الاولى من يومه ذاك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال اصلى الناس كأنه تأخر عليهم ولذا جاء بلال يؤذنه ويخبره بامر الصلاة فقال بلال لا يعني لم يصلي الناس بعد هم ينتظرونك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ضعوا لي ماء في المخضب والمخضبين في الغالب انه يصنع من نحاس. ويجعل فيه ماء ونحوه قالت عائشة ففعلنا اي احضرنا المخضب جهزنا فيه ماء فاغتسل النبي صلى الله عليه وسلم يريد بذلك ان يكون نشيطا هذا الاغتسال قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يرحل الى المسجد اراد ان يقوم لكنه اغمي عليه صلى الله عليه وسلم ثم افاق فسأل اصلى الناس؟ فقالوا لا هم ينتظرونك يا رسول الله فامر بوظع ماء في المخضب فاغتسلا فيه كانوا يصبون عليه الماء وهو جالس ثم ذهب لينوء اي ليقوم من اجل ان يذهب الى الصلاة فاغمي عليه صلى الله عليه وسلم ثم افاق فسأل الناس اصلى الناس؟ قالوا لا لم يصلوا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس اي لابثون في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس اي فليكن لهم اماما بدل النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ راجعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وارادت ان يتقدم غير ابي بكر فقالت ان ابا بكر رجل اسيف يعني سريع البكاء اذا قام مقام يعني اما الناس في الصلاة لم يستطع ان يصلي بالناس فانه اذا قام مقامك ايمان للناس في الصلاة رق اي ان قلبه اي ان قلبه يتأثر بما يقرأ من ايات الكتاب لكونه في مقامك وحين اذ يبكي وبالتالي لا يسمع الناس قراءته لا يستطيع ان يواصل قراءته. ولذا اوصت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم ان يأمر عمر رضي الله عنه ليصلي بالناس فقالت لو امرت عمر فقال فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم مكررا امره مروا ابا بكر فليصلي بالناس فاعادت عليه عائشة فاعاد عليها الكلام. وراجعت النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت تخشى من انني اتشائم الناس من ابي بكر لكونه صلى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستجب لها استفزعت بحفصة وقالت له؟ قالت لي حفصة قولي للنبي صلى الله عليه وسلم ان ابا بكر رجل اسيف يعني البكاء اذا مقام في مقامك لم يسمع الناس قراءة القرآن والتكبير من البكاء فمر عمر فليصلي بالناس. ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهو يجرها عن هذا الكلام خشية ان تكرره كما فعلت عائشة رضي الله عنها ثم قال انكن يعني يا ايها النساء لانتن صواحب يوسف حيث اردتن من يوسف مخالفة الشرع ثم قال صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقالت حفصة لعائشة بعد هذه الكلمة ما كنت لاصيب منك خير يعني في هذه الوصية والا فان عائشة لها فضل ومكانة. قالت فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر بان يصلي بالناس فاتاه الرسول فقال فاتى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا بكر فقال يا ابا بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تصلي بالناس فقال ابو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس. فقال عمر انت احق بذلك كيف وقد امرك رسول الله صلى الله عليه وسلم به فخرج ابو بكر فصلى بالناس اماما وصلى تلك الايام التي مرض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في احد الايام من نفسه خفة ووجد انه قد تنشط فخرج كان ذلك في صلاة الظهر وذلك ان رجلين من اصحابه حملاه على اكتافهما وان رجليه حطان في الارض حيث لم يكن يستطيع ان يمشي على قدميه من الوجع. حمل العباس رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه فاذا ابو بكر قد صلى بالناس وهو يؤمهم في صلاة الظهر فلما سمع ابو بكر صوت النبي صلى الله عليه وسلم عرف حركته ذهب او اراد ان يتأخر اي ان يرجع يكون في الصف الاخر فيصلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس فاشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم المكانك اي اثبت في مكانك اماما للناس. ثم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس وعلي رضي الله عنهما اجلسان الى جنبه فاوتي بالنبي صلى الله عليه وسلم وجلس عن يسار ابي بكر رضي الله عنه الى جنبه. فكان ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث كان ابو بكر يصلي مقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة ابي بكر لان صوت النبي صلى الله عليه وسلم كان ضعيفا وكان ابو بكر قائما والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد وابو بكر يسمع الناس التكبير. وكان عايشة تحدث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه غريق اي يصب واريق علي من سبع قرب وكربة ما يصنع من الجلد لحفظ الماء والموائع. لم تحلى اي لم تفك لم تفتح اوكيتهن والوكاء الرباط الذي يكون في اعلى القربة او غيرها. قال لعلي اعهد الى الناس اي اتكلم مع الناس بعهد وبما يفعلونه بعدي واجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في مخضب يعني اناء من نحاس لحفصة زوج النبي صلى الله ثمان عبد الله بن عبدالله ابن عتبة ابن مسعود وهو الراوي لعائش الراوي عن عائشة لهذا الحديث عرض هذا الحديث على عبد الله ابن عباس ما انكر منه حرفا. واخبر ان الرجل الاخر الذي حمل مع العباس هو علي رضي الله عنه فهذا الحديث فيه عدد من الفوائد منها جواز تنازل نساء الرجل عن ليلتهن وجواز ان يستأذن الرجل نساءه في ان يبيت بعض الليالي عند غيرهن من ازواجه وانه لا حرج عليه في ذلك وانهن متى اذن جاز له الانتقال عندهن وفي هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض له ما يعرض للناس من المرظ والوجع بل قد ورد في الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال اني لاوعك كما يوعك الرجلان من منكم وفي هذا الحديث ان حلول المصائب والامراض على الانسان لا تدل على نقصان درجته عند الله جل وعلا وفي هذا الحديث مشروعية الاذان للصلاة ومشروعية التنبيه بعد الاذان ما كان بلال يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة. وفي هذا الحديث ذكر تخصيص الرجل لكل زوجة من زوجاته بيتا يخصها كما فعل ذلك وفي الحديث نسبة بيوت نسبة البيوت الى الزوجة. ولذا قالت ان يمرظ في بيتي. فنسب البيت الى نفسها وفي الحديث ان المرأة قد تهب ليلتها لزوجها فيضعها عند من جاء من زوجاته وفي الحديث مشروعية الاغتسال في المرظ من اجل ان يكون هذا من اسباب نشاط الانسان ان وفي الحديث الاغتسال بعد الاغماء. ولكن هذا ليس على الوجوب وجمهور اهل العلم يرون ان الاغمى ان نواقض الوضوء وانه يوجب الوضوء لالحاق الله بالنوم و في هذا الحديث دلالة على ان احكام الاغماء تماثل احكام النوم وقد اختلف العلماء في المغمى عليه هل يتعلق التكليف به او لا ومنشأ الخلاف في هذا ان الاغماء هل يلحق بالجنون فينتفي به التكليف او ان انه يلحق بالنوم فتكون الواجبات متعلقة بالذمة. فذهب الامام احمد الى ان الاغماء نوم وبالتالي فلو اغمي الانسان وجب عليه ان يقضي ما فاته من الصلوات حال الاغماء ولو طالت تلك المدة ويستدلون عليه بان الاغماء جاز على الانبياء. والجنون لا يجوز عليهم وذهب واستدل ايضا بما ورد عن بعض الصحابة انه اغمي عليه فقضى ما فاته من الصلوات وقد ورد عن عمار رضي الله عنه انه اغمي ثلاثة ايام فقضى الصلوات التي فاتته وذهب الامامان الشافعي ومالك رحمهما الله الى ان الاغماء يلحق بالجنون. وبالتالي قالوا بانه لا تتعلق بذمة المغمى عليه الصلاة ولا الصوم. فلو اغمي على انسان لم يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة او صيام حال الاغماء وذهب الامام ابو حنيفة الى ان الاغماء ان كان اقل من يوم وليلة الحق بالنوم فوجب القضاء فيه. وان كان اكثر من يوم وليلة الحق بالجنون وبالتالي لا يجب قضاؤوا فيه ولعل مذهب الامام ابي حنيفة ارجح في هذه المسألة. لان النوم في غالبه لا يتجاوز مقدار اليوم والليلة قوله هنا فقال اصلى الناس؟ فيه السؤال عن احوال الناس الدينية خصوصا ما يتعلق بعمل الانسان وفي الحديث انتظار الامام في الصلاة. ولو تأخر وفي الحديث ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم عجز عن القيام بعد صب الماء عليه في الاغتسال وفي هذا الحديث مراعاة الصحابة لحال النبي صلى الله عليه وسلم. وحرص اهل بيته عليه. وفي هذا الحديث وبهذا الحديث استدل احمد والشافعي على ان كاف يجوز ان يكون لاقل من يوم وليلة. فانه في الحديث قال والناس عكوف في المسجد. وهم ان انما حضروا لصلاة العشاء وقال الامامان ابو حنيفة ومالك رحمة الله عليهما بان الاعتكاف لا يصح الا وليلة ومن المسائل المتعلقة بهذا انه هل يشترط في الاعتكاف الصيام؟ فقال مالك وابو كيف يشترط في الاعتكاف الصيام فلا يكون الانسان معتكفا الا اذا كان صائما. وذهب مامان الشافعي واحمد الى انه لا يشترط في الاعتكاف الصيام. وكان من ادلتهم هذا الحديث في قوله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم. واستدلوا ايضا بما ورد في حديث عمر ان انه لما فتحت مكة قال يا رسول الله اني كنت في الجاهلية نذرت ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك فالاعتكاف هنا كان بالليل والليل ليس محلا بالصيام وفي الحديث ايضا تكرار الامر من اجل ان يكون ذلك تثبيتا له. ولذا كرر صلى الله عليه وسلم الامر بصلاة ابي بكر بالناس وفي هذا الحديث ان الامر بالامر بالشيء امر به. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم امر من حوله ان يأمروا ابا بكر بان يصلي بالناس. فحين ان كان امرا لابي بكر بلا اشكال. ولكن هل المأمور الاول يلحقه ويتعلق به نفس ذلك الامر. كما لو قال مر فلانا فليصلي. فهل معناه انه امر لك كانت ايها المأمور الاول بالصلاة او لا فهذا من المسائل الاصولية التي وقع فيها الخلاف وفي هذا الحديث ان بكاء الامام في الصلاة لا يؤثر على صلاته فان ابا بكر لما فان ابا بكر قد قيل عنه بانه رجل اسيف كثير البكاء لا يسمع الناس من فهذا فاقر النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك ولم ينهه عن البكاء وفي الحديث فظل ابي بكر الصديق رظي الله عنه ومكانته. ولذا اكد النبي صلى الله عليه سلم على صلاته بالناس في هذا بيان ان ابا بكر بقي على الحالة المرظية الى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير ولم يبدل ولذا قدمه على اصحابه. وقد استدل بعض الصحابة بهذا حديث على احقية ابي بكر بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا افلا نرضاه لدنيانا افلا نرظى الله لدنيانا وفي هذا الحديث دلالة على انه يؤم القوم افضلهم. وقد ورد في الحديث يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة. والذي يظهر ان ابا بكر كان من حفظة كتاب لا وانه كان من اعلم الصحابة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث مراجعة صاحب الامر في امره فيما يظن انه يحقق المصلحة ويعود على الناس بالخير. والعبرة المجتهد وفي هذا دلالة على ان المسؤولية والامر تلقى على من كان له الولاية في ذلك الامر. ولذا بقي النبي صلى الله عليه وسلم على امره باداء عمرة باداء ابي بكر الصلاة بالناس اماما وفي هذا الحديث ايضا توصية الناس بعضهم بعضا ما يلقي بالرأي والمشورة على صاحب الامر وفي هذا الحديث ذكر يوسف عليه السلام والتمثيل به في امور الناس وقد استدل الامام بهذا الحديث على كراهية التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع وفي هذا الحديث وفي هذا الحديث ان الامام ان الامام الراتب يفوض في الامامة من يراه انسب للصلاة بالناس وفي هذا الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة فانه كان حريصا عليها لدرجة انه لما وجد من نفسه شيئا من النشاط ذهب ليصلي بالناس مع كون ذلك مما يتعبه ويشق عليه لانه لم يكن لم يكن ممن تحمله قدماه بل كان يحمل وكانت رجلاه تخطان في الارض لانه لم يستطع ان يمشي عليهما وفي الحديث حمل الرجل المحتاج للحمل ونقله الى المكان الذي يستطيع به ان يؤدي حوائجه من اداء صلاة ونحوها وفي هذا الحديث انه اذا تقدم غير الامام الراتب ليصلي بالناس حضر الامام الراتب فان من تقدم بالناس اماما يتأخر ويصلي الامام الراتب كما اراد ابو بكر ان يتأخر ولكون النبي صلى الله عليه وسلم قد تقدم ليصلي اساء وفي هذا الحديث اعتبار الاشارة وجواز ان يعتمد عليها. كما اشار النبي صلى الله عليه وسلم لابيه بكر ان اثبت في مكانك قد استدل بعض اهل العلم على ان من كان بمثل هذه المثابة فانه لا يترك صلاة الجماعة في هذا الحديث جلوس الانسان الى جوار من يصلي بالامام وفي هذا الحديث ان جواز التبليغ في التكبير فقد كان ابو بكر يبلغ التكبيرات عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذا اذا وجد في الناس حاجة لهذا التبليغ فانه يكون مشروعا. ونحن نشاهد في هذا المسجد ان صوت الامام يأتي من بعده من يبلغ صوته الى الناس لاعتقاد القائمين على هذا المسجد بان من يكونون بعيدين عن مقر المسجد لا يسمعون صوت الامام وفي هذا الحديث او استدل المؤلف بهذا الحديث على القيام الى جنب الامام من اذا كان ان هناك علة وقد استدل الجمهور بهذا الحديث على ان الامام اذا صلى جالسا فان من وراءه يصلون ويستدلون على ذلك حديث ابي هريرة وجماعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الامام وتم به فاذا كبر فكبروا الى ان قال واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا اجمعون كما سيأتي ولذا رأى ان الامام اذا صلى جالسا فان من خلفه يصلون جلوسا وهذا وقال بان حديث الباب انما هو فيمن ابتدأ الصلاة قائما ثم عرضت له العلة فجلس فان من كان كذلك فان من خلفه يصلون جلوسا. والجمهور قالوا والحديث الاول متقدم فانه في السنة الرابعة والخامسة وهذا متأخر فانه قبيل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا قدموا هذا الحديث ورأوه ناسخا للحديث المتقدم والقاعدة عند الاصوليين انه اذا وجد حديثان متعارضان فانه حينئذ يحاول الجمع بينهما فان امكن الجمع لم ننظر الى التاريخ ولم نقل بالنسخ والامام احمد قد جمع فقال حديث الباب في من ابتدأ الصلاة قائما والحديث الاخر فيما اذا ابتدأ الامام صلاته وهو جالس واستدل بالحديث على ان مراعاة السجود اولى من مراعاة الركوع. فان النبي صلى الله عليه وسلم هنا كان يومئ بالركوع ويسجد واستدل به على ان مراعاة السجود او لا من مراعاة القيام ولذا فان من كان قادرا على السجود فانه يسجد في صلاته ولا يترك السجود. واذا كان بين حالين اما ان يقف واما ان يسجد فانه حينئذ يترك القيام من اجل السجود. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب وفي هذا الحديث جواز استعمال الادوية وانواع ما يتطبق به متى كان ذلك معروفا عند الناس مجربا. ولذا استعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذا العلاج الذي عندهم منصب القرب السبع وفي هذا الحديث اختيار الانسان للموعظة وتذكير الاخرين ولو كان في شدة من حاله ولذا رغب النبي صلى الله عليه وسلم ان يعهد الى الناس في بموعظة ووصية مع كونه قد اشتد به المرض فخرج فصلى بالناس وخطبهم وفي هذا الحديث خدمة المرأة لزوجها وفي الحديث وفي الحديث تيقن الانسان من الخبر الذي رواه بسؤال اكثر من راو ليكون ذلك من اسباب ثقته بالحديث الذي رواه ولذا عرظ عبيد الله الحديث حديث عائشة على ابن عباس رضي الله عنهما وفي الحديث فضل العباس وعلي ابن ابي طالب وقيامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في خدمته وهم اهل بيته وهم اهل بيته. وكان العباس اسنا من النبي صلى الله عليه ان لم وعلي رضي الله عنه اصغر منه بقرابة الثلاثين سنة بارك الله فيكم وفقكم الله للخير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يجعلنا واياكم من اهل المقامات العلى في جنان الخلد. اللهم اجعلنا ممن تأسى بهم الناس في وكانوا ائمة في التقوى كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الناس وان يردهم الى دينه ردا ميدا وان يجعلهم متآلفين متوادين وان يقضي حوائجهم وان يكون معهم في امورهم الدنيوية اخروية كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم هذا والله اعلم وصلى الله وعلى نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين