الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه اولياء لا نثبت لاحد منهم بركة الا بمقتضى الدليل. ولم يرد دليل بذلك. والامر ان الصحابة لم يكونوا يفعلون مثل ذلك الا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا ابو بكر وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. وبعد نواصل ما كنا ابتدأنا به من قراءة احاديث كتاب الوضوء من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال مصنف عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام اعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس ليقعوا به فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم دعوه وهريقه على بوله سجلا من ماء. فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. قوله في هذا الحديث قام اعرابي الاعرابي الرجل الذي يسكن في البادية ويتنقل فيها قوله فبال في المسجد اي في طرف من اطرافه. قضى حاجته فتناوله الناس. اي انهم قاموا آآ قاموا اليه وآآ سعوا الى ان يكونوا عنده ليقعوا به اما يضربوه واما ليتكلموا عنه وعليه ويزجروه. فقال لهم النبي صلى الله الله عليه وسلم دعوه اي اتركوه ولا ولا تتناولوه بشيء من العقوبة اللفظية او بالزجر حتى ينتهي من بوله. من اجل الا يلوث المسجد قال وهريق على بوله سجلا من ماء اي اريق وصبوا على مكان البول سجلا يعني دلوا واناء يوضع فيه الماء فانما بعثتم ميسرين. اي من طريقتكم وهيئتكم ان تسهلوا على الناس. وان تيسروا لهم العمل باحكام الشريعة ولم تبعثوا اي لم يطلب منكم ان تكونوا معسرين يقومون بتعسير الامور عليهم وتظييقها. ففي هذا الحديث صبر النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه وفي هذا الحديث ايضا تحريم البول في المسجد وفي بيان وان البول نجاسة. وفيه ان افراد الناس لا يحق لهم ان يعاقبوا احد غدا لمخالفته الا باذن من الشارع او ولاية. وفي هذا الحديث ايضا طهارة النجاسة التي تقع على الارظ بصبة واحدة من الماء وانه لا يلزم التكرار فيها. وفي هذا الحديث ان الطهارة تحصل الماء وقد استدل الجمهور بهذا الحديث على ان النجاسة لا تتم ازالتها الا بالماء فقط قالوا لانهم هكذا يفعلون في ازالة النجاسة في عهد النبوة وذهب فقهاء والحنفية الى انه يمكن ان تزال النجاسة بازالة عينها ولو لم يكن هناك غسل بالماء. واستدل عليه بعدد من الاخبار الواردة في هذا. فمن ذلك ان الناس في الزمان الاول كانوا يمسحون سيوفهم التي فيها الدماء بخرقة ونحوها ولا يغسلونها ويكتفون بذلك. واستدلوا عليه ايضا بان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عما يقع في الخفاف ونحوها من نجاسات الارض قال يطهرها ما بعد ونحو ذلك من النصوص. وفي هذه الايات وفي هذا الحديث التيسير على في الاحكام الشرعية وعدم التعسير والمشقة عليهم. وفي الحديث ايضا قارن بين المفاسد والمصالح وتقديم اعلى المصلحتين على ادناهما ودرء على المفسدتين بارتكاب ادناهما. اذا لم يمكن درؤهما جميعا. فعندنا مفسدتان ان اولاهما ترك الرجل يكمل بوله. والاخرى ازالته عن ذلك المكان وجعله لا وجعله لا يكمل البول فيه لكن يترتب عليه انتقال النجاسة لامكنة اخرى. فاختير الامر الاول لانه ادنى في سدى نعم. وعن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان. فيدعو لهم اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فوضعه في حجره يحنكه. فبال على ثوبه فدعا بماء فاتبعه اياه ولم يغسله. قوله عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان اي ان صغار السن ممن ولد حديثا يؤتى بهم للنبي صلى الله عليه عليه وسلم من اجل ان يدعو لهم من اجل ان ينالهم شيء من بركته قال فيدعو لهم ان يطلبوا من الله جل وعلا لهم بعظ ما ينتفعون به من امور دنياهم وامور اخرتهم. واوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بصبي. والصبي يطلق على الذكر. قال فوضعه في حجره. اي انه جعل هذا الصبي على رجليه وهو جالس قال يحنكه اي يأتي بشيء من الطعام من التمر او غيره فيمضغه له ثم ثم يضعه في فمه من اجل ان يكون ذلك من اول الطعام الذي يدخل في جوفه يكون من اسباب ورود البركة عليه ببركة ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذلك كالصبي بال على ثوب النبي صلى الله عليه وسلم. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وطلب ماء فاتبعه اياه اي نضح مكان بول الصبي بذلك الماء ولم يغسله والغسل فيه فرك وتأكد من ازالة آآ ما وقع في الثوب. ففي هذا الحديث من الفوائد بركة النبي صلى الله عليه وسلم ولذا كان يحنك الصبيان والتحنيك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس من الامور التي تكون لمن بعده. لعدد من الامور اولها ان في النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة معلومة بالدليل ولا يصح لنا ان نثبت بركة في محل الا بناء على دليل فمن يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم سواء من الصالحين او من العلماء ومن وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين والحسن والحسين وبقية ابى وعلماء الصحابة وعبادهم لم يكن احد منهم يحنك الصبيان. وانما كان هذا خاصا صلى الله عليه وسلم ولو كان مثل هذا يثبت لغير النبي صلى الله عليه وسلم لطلب النبي وصلى الله عليه وسلم من صحابته ان يفعلوا مثل ذلك. فلما لم يطلب منهم ولم يكن منهم الامر قيل بان هذا من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم. وهنا نكتة غريبة قيل بان مسيلمة قيل له بان محمدا يحنك الصبيان ويتفل في الابار. فتفيض بالمياه فكان مسيلمة الكذاب يفعل ذلك. فما من صبي حنكه الا انكسر حنكه وما من بئر تفل فيها الا ذهب ماؤها ولم يبق منه شيء. ومن فوائد هذا الحديث ان بول الصبيان نجاسته نجاسة مخففة يكفي فيها النظح. ولا يلزم الغسل بخلاف بول غيرهم. وهذا في الصبي الذي الذي لم يطعم الطعام. اما من اكل الطعام فانه يلزم غسل بوله. كما في حديث ابي هريرة وانس السابقين في بولي الاعرابي. وفي هذا ايضا ان هذا الحكم خاص بالذكور دون الاناث على الصحيح من قولي اهل العلم. لان الاصل هو وجوب غسل البول. استثني في الصبي الذكر لدلالة عدد من الاحاديث منها حديث عائشة هذا فيبقى الباقي على الاصل ومن ذلك بول الانثى. وفي هذا الحديث غسل النجاسات بالماء كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث مشروعية الدعاء للصبيان والصغار بالخير والبركة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث ايضا جواز وظع الصبي في حجر حجر الانسان ولو لم يكن والدا له او قريبا له. نعم. وعن ام قيس بنت محصن الاسدية اسد خزيمة وكانت من المهاجرات الاول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم. وهي اخت عكاشة ان رضي الله عنهما انها قالت دخلت بابن لي صغير لم يأكل الطعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعلقت عنه من العذرة فقال علام تدغرن اولادكن بهذا العلاق وقال عليكم بهذا العود الهندي فان فيه سبعة اشفية يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجن. قالت فاجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه. فدعا بماء فنضحه ولم يغسله. قوله عن ام قيس بنت محصن الاسدية صحابية جليلة ممن اسلمت قديما وهي اخت عكاشة الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قال منهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. قال يا رسول الله ادعوا الله ان اكون معهم فقال انت منهم. فقام رجل اخر فقال ادع الله لي يا رسول الله ان اكون منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة رضي الله عنه. وفي هذا وقوله هنا ودخلت بابن لي صغير اي دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم واتته اليه في بيته لم يأكل الطعام بعد لصغر سنه وكان يكتفي بشرب حليب امه دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعلقت عنه من العذرة. العذر مرض عبارة عن انتفاخ وشيء من الورم يكون بين الانف والحلق. وكانوا يدخلون له خيطا او سلكا او طرفا من خرقة من اجل ان من اجل ان تذهب ان يذهب ذلك الورم بفشه وضربه فكانت قد ادخلت هذا السلك او طرف القماش فقال النبي صلى الله عليه وسلم علامة غرن اولادكن اي لماذا تدخلن هذه خرقة الملفوفة في انف الصبي او حلقه من اجل ان تفجروا هذا ما الذي يكون فيه بهذا العلاق يعني الخرقة الملفوفة وقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا العود الهندي القسط الهندي فان فيه في سبعة اشفية يعني انه يكون سببا باذن الله في شفاء عدد من الامراض قوله يستعض به من العذرة اي انه يستنشق به ويلد به من ذات الجنب. اللد هو الصب الدوافي طرف من اطراف الفم. وذات الجنب مرض من امراض الصدر تلصق الرئة فيه بالاضلاع. وقالت فاجلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره يعني اجلس الصبي فبال الصبي على ثوب النبي الله عليه وسلم فدعا بماء فنضحه ولم يغسله. وفي هذا الحديث من فضيلة ام قيس بنت محسن رضي الله عنها. وفي هذا الحديث هجرة المرأة من بلاد الى بلاد الاسلام. وفي هذا الحديث بيعة المرأة ومبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم وكن يبايعن باللفظ بدون المصافحة لان الرجل لا يصح له ان يمس الاجنبية وفي الحديث تعريف المرأة باخوانها وقرابتها. وفي الحديث ذهاب بالصبيان الى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث دخول المرأة في بيت الرجل بنبي اذا لم يكن هناك خلوة ولم يكن هناك تهمة او شبهة وفي الحديث ان الصبي الذي لم يأكل الطعام فان بوله ليست نجاسته مغلظة بل بول الصبي الذي لم يأكل الطعام نجاسته نجاسة مخففة يكفي فيها النظح ولا يلزم فيها الغسل وفي هذا الحديث جواز التداوي تطبب بل استحبابه لان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارشد اليه مما يدل على استحباب التداوي خلافا لقول بعض اهل العلم كراهة التداوي او عدم استحبابه بناء ان على ظنهم ان ذلك يخالف التوكل على الله. بل فعل الاسباب نوع من انواع التوكل فكما ان للانسان يتزوج ليأتيه الولد باذن الله وهذا سبب يمتهن ويعمل من اجل ان يكتسب وهذا سبب فهكذا فيما يتعلق امر التداوي والعلاج. وفي الحديث التزهيد في الاعتماد على الشائعات في الادوية التي لم يتأكد من صحتها. ويخشى من اثارها. وفي هذا الحديث اباحة استماع استعمال القسط الهندي والعود الهندي في التداوي. وفي الحديث ان من طرق التداوي الاستنشاق وفيه ايضا ان من طرق التداوي ادخال الدوا في جانب من جوانب الفم. وفي الحديث ايضا بيان علاجين من من علاجات مرض وين مشهورين في ذلك الزمان؟ وفي الحديث وظع الصبي جالسا في حجر الرجل الاجنبي وفي هذا الحديث ايظا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان وفيه ان مما يحصل به التنظيف من النجاسات الماء. وعن حذيفة رضي الله عنه قال رأيتني والنبي والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى فاتى النبي صلى الله عليه وسلم سباقة قوم خلف حائط فقام كما يقوم احدكم فبال قائما فانتبثت منه فاشار الي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ وكان ابو موسى الاشعري رضي الله عنه يشدد في البول ويقول ان بني اسرائيل كان اذا اصاب ثوب احدهم قرظه فقال حذيفة ليته امسك. اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباتة قوم سباطة قوم فبال قائما قوله عن حذيفة رضي الله عنه قال رأيتني والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى اي نسير معا في طريق احد فاتى سباطة قوم اي ارض مهملة ليس فيها شيء مما يستعمل وقد يكون فيها شيء من القاذورات. قال خلف حائط اي خلف بستان من وكانوا يضعون على البساتين حوائط لئلا تدخلها البهائم فتتلفها. فقام النبي صلى الله عليه عليه وسلم خلف الحائط حيث لا يراه احد كما يقوم احدكم. فبال قائما. قال فانتبذت منه يعني تأخرت وابتعدت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتنحيت منه ليقضي حاجة. قال فاشار الي يعني بعد ان قضى حاجته فجئت فقمت عند به والعقب هو مؤخرة القدم فحتى فرغ يعني من استجماره ثم دعا بما طلب مني ان احضر ماء فجئته بماء فتوضأ به فتوضأ لذلك الماء قال وكان ابو موسى الاشعري عبدالله ابن قيس رضي الله عنه يشدد في البول ويؤكد على التنزه منه باكبر قدر من طرائق التنزه والاحتراز. وكان يقول ان بني اسرائيل كان اذا اصاب البول ثوب احدهم قرظه اي قطع المكان الذي فيه البول قال حذيفة ليته امسك اي لم يذكر هذا فان الشرع على ان البول يكفي في هي الغسل ولا يحتاج الى قطع الثياب من اجله. وطريقة بني اسرائيل في التشديد قد جاء الله جل وعلا بما يخفف علينا فيها ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليهم. فقال حذيفة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال ما ففي هذا الحديث مشي الرجلين معا سويا. وفي هذا الحديث البول في المكان الذي آآ يكون متروكا عند الناس لا يستعملونه كانوا في الزمان الاول لا يضعون كنفا في بيوتهم. وليس لديهم حمامات وانما يقضي الانسان حاجته في البرية. وفي هذا الحديث جواز البول عند سباطة ارينا وفي الحديث ايضا جواز البول قائما لمن امن تلويث نفسه من او لي وفي هذا الحديث آآ البعد عن من يقضي حاجة حال قضاء وفي هذا الحديث مشروعية الاستجمار وانه وان الاستجمار بالحصى ونحوه يكفي بعد قضاء الحاجة وانه لا يلزم الاستنجاء بل يكفي الاستجمار ويستجمر احد بمناديل او بنحوها اجزأه ذلك. وفي هذا الحديث الوضوء بالماء. قد ذهب جماهير اهل العلم الى انه لا يتوضأ الا بالماء. وآآ قالوا لان الله تعالى قال فلم تجدوا ماء فتيمموا. فدل هذا على ان غير الماء لا يقوم مقامه. وذهب فقهاء الحنفية الى آآ جواز آآ الوضوء بالموائع التي لها شبه من الماء كنبيذ التمر بوظع التمر في الماء حتى يتغير وقول الجمهور اقوى والحديث الذي استدل به الحنفية في هذا الباب حديث ضعيف لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث اختلاف ابي موسى وحذيفة رضي الله عنهما في آآ في آآ المسائل ومنها مسألة البول. وفي الحديث تستر الانسان عند قضاء حاجته. ولذا تستر النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء حاجته خلف الحائط وفي هذا الحديث ان الصحابة كانوا يستدلون شرع من قبلنا ما لم يرد دليل في شرعنا اتقوا وفي الحديث ان شرع من قبلنا المخالف لشرعنا ليس شرعا لنا ولا تصح الاحتجاج به. وعن اسماء رضي الله عنها قالت جاءت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فسألت فقالت ارأيت احدانا تحيض في الثوب اذا اصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ قال اذا اصاب ثوب احداكن الدم من الحيضة تحته ثم بالماء وتنضحه وتصلي فيه. قولها جاءت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فسألت مجيئها من اجل السؤال فقالت ارأيت يعني قدر وافرظ ان احدانا تحيظ وفي الثوب يعني يكون عليها ثوب فيأتيها الحيض وهي في ذلك الثوب. اذا اصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع يعني ماذا تفعل من اجل تطهير ذلك الثوب وازالة الدم عنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصاب ثوب احداكن الدم من الحيضة اي تقوم بحكه ومن اجل ازالة ذلك الدم. وذلك انه في الغالب انها لا تنتبه له الا بعد مدة ويكون قد يبس الدم فتحكه اولا من اجل ازالته ثم تقرصه الماء بمعنى انها تدلكه من اجل ان يذهب بقية الدم الباقي على الثوب. وتنضحه اي تغمره بالماء ثم تصلي فيه لانه اصبح حينئذ طاهرا. في هذا الحديث جواز استفتاء المرأة اه للفقيه الاجنبي عنها. وفي هذا الحديث بيانه او جوازه ان يكون للمرأة ثوب واحد تحيض فيه وتطهر وتصلي فيه وفي هذا الحديث بيان ان الدم نجس. فاما الدم الحيضة فهذا محل اتفاق والظاهر ان الاوائل من اهل القرون المتقدمة كانوا يرون نجاسة الدماء مطلقا وقد حكى طائفة من العلماء الاجماع على نجاسة الدم. وانما ورد خلاف بعد القرن الاول. وانما عرف الخلاف في حواشي هلا وفي هذا الحديث ان النجاسة تتم ازالتها بغسلها بالماء واستدل الجمهور على انحصار تطهير النجاسات بالماء وعدم اجزاء تطهير النجاسات بغير الماء. وخالفهم الحنفية على ما تقدم في هذا الحديث طريقة غسل دم الحيض وفي هذا الحديث ان الثوب الذي وقعت عليه نجاسة ثم تم تطهيره يجوز ان يصلى فيه. وفي هذا الحديث ان ما وقعت عليه نجاسة فانه لا يتم تطهيره حتى يزول عين النجاسة عنه اما اذا بقي عين النجاسة فانه لا يحكم له بالطهارة. بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم وجعلكم الله من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وتولى جميع شأننا. اللهم يا حي يا قيوم اصلح ذرارينا واولادنا وبناتنا. واجعلهم هادين ما صالحين مصلحين. اللهم يا حي يا قيوم اغفر لوالدينا. واسكنهم فسيح جناتك. اللهم يا يا ذا الجلال والاكرام نسألك ان تملأ قلوبنا من التقوى وان تجعلنا من اهل البر والتقوى بفضلك واحسانك كما نسأله جل وعلا ان يصلح بلاد المسلم وان يجعلهم متآلفين وان يقضي حوائجهم وان يتولى جميع شأنهم وان يولي عليهم خيارهم وان يجعل في ولاتهم الخير والبركة كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يجعلنا واياهم من الهداة المهتدين يسعدنا جميعا بفضله واحسانه هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين