الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة كتاب الوضوء من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى نواصل فيه احاديث الباب فليقرأ القارئ مشكورا جزاه الله خيرا الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الامام البخاري رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحن الاخرون السابقون يوم القيامة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناهم من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه. فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد فسكت ثم قال حق على كل مسلم ان يغتسل في كل سبعة ايام يوما يغسل فيه رأسه وجسده وقال لا يبولن احدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه وقال والله لان يلج احدكم بيمينه في اهله اثم له عند الله من ان يعطي كفارته التي افترض الله عليه. وقال قال الله عز عز وجل يا ابن ادم انفق انفق عليك. وقال ان يد الله ملأى لا تغيظها نفقة. سحاء والنهار وقال ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم ينقص ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع. وقال لو اطلع امرئ عليك ولم تأذن له فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح. وقال من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني. ومن يعصي الامير فقد عصاني. وانما الامام يقاتل من ورائه ويتقى به. فان امر بتقوى الله وعدل فان له بذلك اجرا. وان قال بغيره فان عليه منه. وقال بين انا نائم اذ اوتيت خزائن الارض فوضع في يدي حوارين من ذهب فكبرا علي واهمني شأنهما فاوحى الله الي في المنام ان انفخهما فنفختهما فطارا فاولتهما الكذابين الذين انا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة. قوله صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون السابقون الاخرون يعني المتأخرون في الزمان فان هذه الامة هي اخر الامم. وقوله السابقون اي يوم القيامة. يسبقون الى دخول الجنان بفظل الله ورحمته جل وعلا قال بيد انهم يعني الا انهم او غير انهم اوتوا الكتاب من قبلنا. فهم كانوا قبلنا في الزمان ولذلك انزل الله عليهم كتبهم قبل ان ينزل كتاب القرآن العظيم. واوتيناه من بعدهم اي ان الله انزل الكتاب على هذه الامة بعدهم قال ثم هذا يعني يوم الجمعة يومهم الذي فرض عليهم اي اوجب الله عليهم فيه الاجتماع والصلاة. فاختلفوا فيها. فان اليهود يجتمعون يوم السبت والنصارى يجتمعون يوم الاحد. ولذا قال صلى الله عليه وسلم فهدانا الله ويعني لهذا اليوم فهذا اليوم يوم الجمعة هو اليوم الذي جعله الله للاجتماع لكن فمن قبلنا ظلوا عنه ولم يهتدوا اليه. ولذلك اصبح الناس لنا فيه تبعا فاليهود غدا يعني في يوم السبت يجتمعون والنصارى بعد غد يعني يجتمعون يوما الاحد. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلا. ثم قال حق اي من الامور التي تشرع وقد اختلف في كلمة حق هنا ما معناها؟ فقال جماعة معناها انه واجب. وقال اخرون بان معناها انه امر مشروع. وبالتالي الذي لا يرقى الى الوجوب. ولذا قال حق على كل مسلم. وكلمة مسلم ظاهرها انها تشمل الرجال والنساء والصغار والكبار وقد رأى اكثر اهل العلم على ان كلمة مسلم هنا لا تشمل غير المميز وانما هي خطاب للمميز. ومن رأى وجوبا غسل الجمعة قصرها على الرجال الذين يحضرون صلاة الجمعة. قال حق على كل مسلم ان يغتسل في كل سبعة ايام من يوم ظاهره اطلاق هذا اليوم بحيث لا يكون فرق بين يوم واخر. وقد جاء في اخرى تقييد ذلك بان يكون في يوم الجمعة. فقد جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واجب غسل الجمعة واجب على كل مسلم. قوله يغسل فيه رأسه وجسده. يعني انه يعمم جميع بدنه بالغسل. وآآ قوله ما يبولن يعني لا يقضي احد حاجته في البول في الماء الدائم يعني الساكن الذي لا يجري ثم يغتسل من ذلك الماء. والاغتسال هو تعميم وجميع البدن بجروان الماء. ثم قال والله يعني اقسم لا ولجأ احدكم بيمينه ان يستمر في يمينه ويلتزم بهذه اليمين في اثم له عند الله من ان يعطي كفارة. فاذا حلف الانسان على اهله وكان ذلك مرهقا لهم. فالاحب عند الله والافضل عنده سبحانه ان يكفر عن يمينه ان يأذن لاهله ولنفسه باتيان ما حلف على تركه فقال والله لن يلجأ اي لان يستمر احدكم في يمينه بالتزام بها في اهله اثم اي اكثر اثما له عند الله من ان يعطي كفارة اهو وكسارة اليمين باطعام عشرة مساكين او كسوتهم او تحرير رقب اما وهي التي افترض يعني اوجب الله على الحانث في يمينه. وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم وهذا خطاب للرجال والنساء والجميع يا ابن ادم اي ليه يكن منك النفقة سواء على نفسك او على اهل بيتك او على قرابتك او على مشاريع الخير او على المساكين فانفق فانك متى انفقت انفق الله عليك وفتح لك ابواب الرزق. وقال صلى الله عليه وسلم ان يد الله ملأى ان عنده من الخير ومن النعم والارزاق. ما لا ما لا تغيظها اي تنقصها وتقللها نفقة. سحاء اي ينفق الله في الليل نهار ونفقته دائمة. وارزاق الله على العباد. كثيرة متتابعة. ثم النبي صلى الله عليه وسلم مثلا فقال ارأيتم اي هل تفكرتم وتأملتم فيما انفق الله منذ خلق السماوات والارض فانه لم ينقص شيئا مما في يده جل وعلا فهذه النفقات التي اتاها للناس من علم من مال ومن ملك ومن ولاية ومنصب لم تنقص من ملك الله شيئا. وكان عرش الله على الماء وبيده الاخرى الميزان. فا يخفض ويرفع يجعل بعض الناس صاحب مكانة عالية ويجعل اخرين صاحب ضعيفة قليلة ثم قال لو اطلع امرؤ عليك يعني لو قدر ان شخصا من الاشخاص قام بالتجسس على بيتك والاطلاع على ما فيه. لو اطلع امرء عليك ولم تأذن له اي لم تأذن له بالاطلاع في بيتك فحذفته بحصاة اي قمت القاء حصاة صغيرة عليه. ففقأت عينه فما كان عليك من جناح اي ليس عليك اثم ولا يجب عليك قصاص بسبب ذلك لانه هو المعتدي وانت انما افعلت ما يرد اعتداءه بالاطلاع على خصائصك وما في بيتك. ثم قال الله عليه وسلم من اطاعني اي ان من اطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشمل لذلك من اطاع امره الذي سمعه منه مباشرة او اطاع امره الذي نقل اليه فاننا انما نقل الينا اوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال من اطاعني فقد اطاع الله. لان الله قد امر بطاعة نبيه. فمن طاع النبي صلى الله عليه وسلم كونوا قد اطاع الله عز وجل. قال ومن عصاني اي خالف امري ولم يمتثل ما امرت به فقد عصى الله تعالى. قال ومن يطع الامير الامير صاحب الولاية الذي له الامر والنهي. فقد اطاعني يعني يكون مطيعا للنبي صلى الله عليه وسلم. لان النبي صلى الله عليه وسلم قد قد امر بطاعة اصحاب الولاية. قال ومن يعصي الامير قد عصاني وانما الامام جنة اي وقاية وحجاب ساتر لمن وراءه من من الرعية فان الامام يطلع على ما لا يطلع افراد الناس ولذا يحتمون به للوقاية من شرور اعدائهم وللوقاية من بعضهم على بعضهم الاخر. ولذا قال يقاتل من ورائه اي ان الجهاد يكون الى الائمة ويتقى به اي يتحرز من مكائد الاعداء ويتحرز به من الجرائم والذنوب. فان امر اي طلب والزم الناس بتقوى الله وعدل فان له بذلك اجرا. اي يكون للامام الاجر فيما يأمر به من تقوى الله ومن التزامه بالعدل وان قال بغيره اي لم يمر بالتقوى ولم ينتهج فان عليه يعني على الامام منه اي اثم بسبب ذلك. ثم قال صلى الله عليه سلم بين انا نائم اي في وقت من الاوقات كنت نائما فرأيت في المنام رؤيا توت خزائن الارض اي المفاتيح التي تفتح بها الكنوز والخزائن. فوضع في يد بسوارين فوضع في يدي سوارين من ذهاب والسوار هو المعصم الذي يكون على اليد ويوضع على الساعدي. قال فكبر علي. اي لانهما اصبحا كبيرين وبالتالي اثقل يدي واهمني شأنهما اي انني وصلني من الكرب والهم والقلق بسبب هذين السوارين اللذين وضعا في يديه اياه فاوحى الله الي اي جاه في المنام وحي ان انفخهما اي ادفعهما بالفم بالهواء الذي تخرجه من فمك. قال فنفختهما فطارا اي انهما خرجا من اليدين واصبح قد سار الى الاعلى ابائي لا جهات العلو. قال صلى الله عليه وسلم فاولتهما اي فسرت المنام وعبرته بالكذابين اللذين انا بينهما. ويقصد بذلك الاسود العنسي الذي يدعى النبوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان في اليمن فقتل حتى فعاد الى الاسلام وحسن اسلامه. واما الثاني فصاحب اليمامة وهو مسيلمة الكذاب الذي تجند معه كثير من قبائل العرب فقاتله الصحابة حتى قتل في اليمامة في حديقة الموتى. فهذا حديث عظيم فيه فوائد كثيرة. منها طيلة هذه الامة ومكانتها عند الله جل وعلا. وفيها ان التأخر في الزمان ها؟ للامة او لشخص من الاشخاص لا يعني نقصان منزلته واستدل بهذا الحديث ان قوله تعالى والسابقون السابقون اولئك هم المقربون. فلما ذكر ان وان منهم طائفة كثيرة في الزمان الاول وطائفة قليلة في الزمان الاخر ان هاتين طائفتين من هذه الامة ثلة من الاولين وقليل من الاخرين من الاولين يعني من الصحابة ومن كان في الزمان الاول وليس المراد به الامم السابقة وفي هذا الحديث فضيلة الامم التي انزل عليها اه كتاب واه في هذا الحديث البيان بان اصل اديان الانبياء عليهم السلام واحد فقد كانوا يدعون الى التوحيد. وفي هذا الحديث بيان ان الامم السابقة قد حرفوا في دينهم وظلوا ولم ينتبهوا الى شيء من معالم دينهم. وفي هذا الحديث يوم الجمعة ومكانة هذا اليوم عند الله عز وجل. وانه من ايام يوم الناس فيه. وقد استدل بهذا الحديث على وجوب صلاة الجمعة على الرجال وفي هذا الحديث ايضا مشروعية الاغتسال يوم الجمعة ومشروعية الاغتسال في يوم من الاسبوع وقد فسر في احاديث اخرى بان المراد به يوم الجمعة جمهور على ان هذا الاغتسال من المستحبات واستدلوا عليه بما ورد في صحيح مسلم من ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من توظأ يوم الجمعة من توظأ يوم الجمعة ومس من طيب اهله ثم غدا الى المسجد كانت كل خطوة يخطوها له بها حسنة ويمحو الله عنه بها سيئة. قالوا فدل هذا على ان الغسل ليس بواجب. والا لما اثنى عليه وهو قد اكتفى بالوضوء. واستدلوا عليه بما رواه الامام ابو داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من توظأ يوم الجمعة فبها ونعمة ومن اغتسل السلوك افضل. وقد ذهب بعض التابعين ووافقهم بعض الظاهرية وبعض الفقهاء الى وجوب وغسل يوم الجمعة. واستدلوا عليه بمثل حديث الباب. وبما ورد في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة واجب. والجمهور فسروا لفظة حق على ان المراد به مشروع وفسروا كلمة واجب بانه متأكد جمعا بين الاحاديث الواردة في هذا الباب. وهناك قول ثالث في هذه المسألة يقول بان سبب الاحاديث التي امرت بالاغتسال في يوم الجمعة ان الناس كانوا يفدون من ضواحي المدينة وعليه اثار حرفتهم واعمالهم فكانت تصدر منهم روائح. ولذا امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالاغتسال ليوم الجمعة. قالوا فمن كان كذلك وجب عليه الاغتسال وفي هذا الحديث بيان ان الاغتسال يكون بغسل الرأس والجسد. وقد استدل في هذا الحديث على ان الاغتسال لا يلزم فيه الدلك. وقال الامام ما لك لا يكون هناك كاغتسال الا بدلك البدن. ومذهب الجمهور اظهر لان دلالة لفظ بس اللي في لغة العرب لا تقتضي الدلك. وفي هذا الحديث النهي عن البول في الماء الراكدي والنهي عن وبيان انه يتنجس بذلك مما على نجاسة البول. وفيه عدم اجزاء الاغتسال من ماء راكد قد حصل فيه البول. وقد استدل الجمهور بهذا الحديث على ان الماء القليل الذي خالطته نجاسة ولم تغيره يعتبر نجسا. خلافا للمالكية الذين يقولون بانه لا تنجس الماء الا لا يتنجس الماء بمخالطة النجاسة الا اذا تغير وفي هذا الحديث ان من حلف على ترك امر مستحب. فالافضل له عند الله ان يكفر عن يمينه ويأتي بالامر المستحب. وفي الحديث استحباب تلطف الانسان مع اهل بيته حتى انه في يمينه يستحب له ان يكفر عن يمينه والا يمضي اليمين على اهله. وفي الحديث الترغيب في النفقات سواء في نفقة الانسان على نفسه او على اهل بيت او على من تلزمه نفقته او على سبل الخير. ووعد الله بالخلف لمن لقوله يا ابن ادم انفق انفق انفقوا عليك. وهذا حديث قدوسي من عند الله جل وعلا. وفي الحديث اثبات صفة اليد لله جل وعلا وكما قال سبحانه لما خلقت بيدي. وفي الحديث اثبات وانه موجود وانه على الماء. وقد ورد انه اعظم المخلوقات وفي الحديث خلق الله للسموات والاراضين واستمراره بالنفقة على العباد و الرزق. وفي الحديث ايضا بيان ان رزق الله قد يؤتاه من يحبه الله ومن لا يحبه الله جل وعلا. وفي الحديث ايضا ان العزة لله تعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء سبحانه وتعالى. وفي هذا الحديث تحريم التجسس على الاخرين والاطلاع على اسرارهم سواء كان ذلك في بيوتاتهم او في مواقعهم او في مكاتبهم او في محالهم وحساباتهم في الشبكة العالمية. فان ذلك كله مما يحرم. فالواجب على النماذج اسره الانسان لا يجوز لاخر ان يسعى للاطلاع عليه. وفي هذا الحديث ايضا ان من اطلع على اسرار غيره جاز صاحب الاسرار ان يقطع طريقة اطلاع ذلك المتجسس عليه. حتى لو الا بعينه من ثقب الباب ونحوه جاز له ان ان يضربه حتى ولو قدر انه فقرت عينه لك انت عينه حينئذ هدرا لا دية فيها ولا اثم فيها وظاهر هذا انه يشمل ما لم يقصد فيه فقع العين وما قصد فيه والعين وقد فرق جماعة بين هذين الامرين. وفي الحديث وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوب العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء سمعها الانسان منه مباشرة او نقلت اليه بطريق صحيح موثوق فيه. قال لو اطلع قال من اطاعني فقد اطاع الله. وفي الحديث ان طاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة في الله جل وعلا. وفي الحديث الامر بطاعة اصحاب الولاية. ووجوب السمع والطاعة لهم حتى ولو لم يكن في ذلك مصلحة للانسان او كان غير مقتنع بما يأمرون به الا اذا امروا بمعصية فانه لا يجوز طاعتهم في معصية الله ولكن امرهم بالمعصية لا يعني اجازة ترك طاعتهم في غير ذلك الامر الذي هو معصية فلا يطاعون في معصية الله ويطاعون فيما سوى ذلك. وفي الحديث وجوب باعتصام بالائمة والسير معهم وعمل الطاعات معهم فيصلى معهم شاهدوا معهم ويلتزموا بالتمسك بكلمتهم. وتكون العهود والمواثيق يعقدها اصحاب الولاية لازمة لمن تحت ايديهم. ولذا قال انما جنة وذلك ان الامام يكون عليه سياسة الخلق. وبالتالي تستقر احوال الناس مطمئنون في حياتهم ويأمن بعضهم من بعضهم الاخر. وانظر ما يجره على الناس اضطراب احوالهم وعدم سمعهم وطاعتهم لاصحاب الولاية. حتى ولو كان ابو الولاية عندهم معصية او عندهم استئثار بالمال او عندهم شيء من المخالفات والظلم فان ذلك لا يسوغ للانسان ان يترك طاعتهم. وكما ان من طالع احوال الناس يجد انه بطاعة اصحاب الولاية تستقر امور الناس وتأمن سبلهم وتحقن الدماء ويكون ذلك من اسباب المحافظة على الاموال والحقوق والفروج. ولذا قال يقاتل من وراءه فيه بيان ان القتال يشترط فيه ان يكون تحت راية امام يرجع الناس اليه وتنتظم احوالهم به وفيه بيان ان الرايات التي تعقد بغير امام للجهاد ليست رايات على وفق شرع الله جل وعلا. وفي الحديث ايضا بيان شيء من اثار وثمار وجود ولاية باتقاء الشرور التي تكون من الاعداء او تكون من الناس بعضهم لبعضهم الاخر وفي الحديث بيان ان ظلم صاحب الولاية لا لا يضر الرعية في بل قد يكون سببا من اسباب رفع درجاتهم في الدار الاخرة. وفي الحديث ما يتعلق بالرؤية المنامية وبيان انها اه قد تكون حق خصوص الرؤية انبياء عليهم السلام. وفي الحديث السعي في تفسير الرؤى والمنامات كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا. وفي الحديث تفسير خزائن الارض انتشار الامر وسكون الاحوال. وفي الحديث تفسير السوار والقيد بالامر غير المرغوب فيه وفيه ان ارتفاع القيد فيه انفراج حال الانسان ابتعاد ما يضايقه عنه. وفي الحديث الاهتمام بالمنامات والاحتراز في مستقبل الانسان بسبب ما رأه من الرؤى. وفي الحديث التحذير من الكذب وخصوصا من مدعي النبوة وبيان ان عاقبتهم سيئة في الدنيا وفي الاخرة وفيه بيان ارتباط عاقبة الانسان بحاله فانه قد يصيب الانسان الصادق في اول امره شيء من المضايقة. ولكن عاقبة امره تكون الى الخير والفلاح واتساع الاحوال بخلاف اهل الكذب. فان اول امرهم قد يكون اه مما ترغبهم نفوسهم لكن تكون لهم العاقبة السيئة دنيا واخرة. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الصدق طمأنينة والكذب ريبة. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل بخير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. اصلح الله احوالنا جميعا. وجعلنا من اهل الصدق والتقوى كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من المواظبين على الصلوات المعظمين لها بفروضها ونسأله جل وعلا ان يجعلنا من المنفقين على انفسنا وعلى اهلينا وفي الخيرات كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا من المحتسبين للاجر في ذلك كله. ونسأله جل وعلا ان من اهل السمع والطاعة له ولنبيه ولولاة الامر. وان يجعلنا ممن احتسب الاجر في ذلك يريد اجر الاخرة. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين. وان يجمع على الحق وان يؤلف ذات بينهم وان يوفق ولاة امرهم لكل خير وان يجعلهم من اسباب الهدى كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لما يحب ويرظى ان يجعلهم من الموفقين في كل امورهم بارك الله فيهم وجزاهم الله خير الجزاء. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين