الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فان المؤمن يؤمن وايمانا تاما بان الله هو المتصرف في الكون. وانه سبحانه يقلب احوال المخلوقات ما بين حال واخر ومن هنا فانه يستجيب لاوامر الله على اختلاف ما يمر به من الاحوال ومما يغير الله به احوال الكون ما يتعلق بامري الكسوف والخسوف فان رب العزة والجلال يذهب ضوء الشمس والقمر في اوقات محددة بقدرته جل وعلا وتدبيره وخلقه. وقد شرع الله عز وجل للناس عند حصول هذه الظواهر الكونية ان يعودوا الى الله فيتقرب اليه بانواع من العبادات ولئن كان وقت الكسوف والخسوف معلوما بحساب جريان الشمس والقمر ومعرفتي متى يختفي ضوء كل واحد منهما فان معرفة وقت الخسوف لا تنفي ان تكون هذه الظواهر من الايات التي يخوف الله بها العباد وذلك ان العبد بحال الخسوف والكسوف يستشعر ان الرب الذي اذهب ضوء الشمس والقمر قادر على اذهبي كل ما في الكون بما فيها حياة الانسان. ومن ثم فيخاف من الله جل وعلا ثم ان العبد يستشعر ان القادر على هذه المخلوقات العظيمة قادر عليه فيخاف منه جل وعلا ثم ان وجود الخسوف والكسوف يشعر العبد بان الحياة لا يلزم ان تسير على طبيعتها وروتينها الذي اعتاده الناس فقد تتغير بقدرة الله جل وعلا. ومن ثم نستشعر هذا المعنى فنخاف من الله جل وعلا ثم ان الشمس والقمر يخسفان يوم القيامة. فحصول الخسوف للشمس والقمر يذكر الانسان بالاخرة ومن ثم يجعله ذلك يخاف من الله جل وعلا ومن هذا المنطلق كانت هذه الايات الكونية مما يثير مخاوف العبد من ربه جل وعلا فان قال قائل كيف تنمون الخوف من الله فيقال ان الخوف من الله فيه طمأنينة من جهة وفيه صلاح احوال العبد من جهة اخرى فان الله قد رغب المؤمنين في ان يخافوا منه كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه. ووعد الخائفين بالثواب الجزيل. فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ومتى كان العبد خائفا من الله زال خوفه من الخلق لانه يوقن بان الله هو المتصرف في الكون فيقدم الله على مخافة غيره سبحانه وتعالى وهكذا ايظا عندما نستشعر ان من نخافه هو من نرجوه وهو محل الرجاء ومعقد الامل كان ذلك ايضا من اسباب طمأنينة النفوس فلعلنا نقرأ بعض الاحاديث الواردة في مختصر صحيح الامام البخاري في كتاب الكسوف فليقرأ القاري بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد بن الله وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الكسوف عن ابي بكرة رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه مستعجلا حتى انتهى الى المسجد. وثاب الناس اليه فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس. ثم اقبل علينا قال فقال صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله وانهما لا ينكسفان لموت احد ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده. فاذا رأيتموها فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم وذلك ان ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم مات يقال له ابراهيم. فقال الناس في ذلك هذا الحديث فيه الاجتماع الى اهل الخير والعلم كما كان الصحابة يجتمعون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ان انكساف الشمس وخسوف القمر في زمان لا يعني فساد ذلك الزمان ولا يعني ان اهل الزمان قد غضب الله جل وعلا عليهم. فانه لم يأت من الادلة يدل على هذا المعنى وفي الحديث مشروعية صلاة كسوف الشمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهي محل اجماع في الجملة وقوله فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه الرداء ما يكون من الثياب لاعلى البدن. فكأنه لم يرتبه من اجل استعجاله اداء صلاة الكسوف وفي الحديث ان صلاة الكسوف تقام في المسجد. وانه ينادى لها وقد ورد في بعض الاحاديث لانه يقال الصلاة جامعة وفي الحديث ان صلاة الكسوف تؤدى على ركعتين. تؤدى على ركعتين قد استدل الحنفية بحديث الباب على ان صلاة الكسوف تماثل صلاة الفجر. بحيث يكون في كل ركعة ركوع واحد والجمهور يقولون بان صلاة الكسوف تكون بركعتين في كل ركعة ركوعان. وقد وترى الخبر في ذلك وقول الجمهور ارجح من قول الامام ابي حنيفة رحمة الله على الجميع وعند احمد انه يجوز ان تفعل بركوعين وثلاثة واربعة في كل ركعة. بورود احاديث في لذلك والذي يظهر ان زيادة الثلاثة الركوعات والاربعة روايات شاذة فان كسوف الشمس لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الا مرة واحدة. ومن ثم فان الارجح هو قول الجمهور بان صلاة الكسوف لا تؤدى الا بركعتين في كل ركعة ركوعان. وفي حديث استحباب اطالة الصلاة. صلاة الكسوف حتى تنجلي وتتضح الشمس. وقد الامام البخاري لهذا الحديث بقوله باب من جر ازاره من غير خيلاء ولكن من الحديث انما هو في الرداء وليس في الازار. وفي الحديث التذكير بعظم نعم الله على العباد بالشمس والقمر وانها من العلامات العظيمة الدالة على الله وعلى قدرته. وفي الحديث انه لا ارتباط بين كسوف الشمس وموت بعظ الناس. فقد كان اهل يعتقدون انه اذا مات عظيم من اهل الارض انكسفت الشمس لموته. وهذا الاعتقاد اعتقاد فاسد لا تأثير له. وفي هذا دلالة على انه لا يجوز ان نجعل امرا سببا لاخر ولا علاقة تأثيرية بينهما. وفي الحديث مشروعية الخوف من الله جل الا وانه من العبادات التي يتقرب بها اليه سبحانه. واستدل الحنابلة في الحديث على مشروعية خسوف القمر. فكما ان كسوف الشمس يصلى له فهكذا خسوف القمر فالجمهور على اقتصار الصلاة على كسوف الشمس ولكن الحديث فيه تصريح بمشروعية خسوف القمر ولذا قال فاذا رأيتموهما يعني رأيتم خسوف الشمس او القمر فصلوا وفي الحديث مشروعية الاكثار من الدعاء عند كسوف الشمس خسوف القمر وفي الحديث مشروعية القاء الخطب لابطال الاعتقادات الفاسدة يعتقدها الناس توارثا عن ابائهم لم يثبت بها دليل ولذا خطب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة لابطال ذلك الاعتقاد الجاهلي. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر لا ينكسفان لموت احد من الناس ولا لحياته ولكنهما ايتان من ايات الله. فاذا رأيتموها فقوموا فصلوا. نعم في حديث ان مشروعية صلاة الكسوف ومشروعية صلاة خسوف القمر وفي الحديث ابطال الاعتقاد الجاهلي بان الكسوف يكون لموت احد من الناس وفي الحديث بيان ان الشمس والقمر علامات من علامات قدرة الله جل وعلا. وفي الحديث مشروعية لصلاة الخسوف والكسوف وجمهور اهل العلم على ان صلاة الخسوف من الكفايات بحيث يجب على الامة ان يكون فيهم من يؤدي هذه الصلاة. وبالتالي اذا كانت من فروض نفايات فيجب القيام لها. لان النوافل يجوز ان تؤدى والانسان جالس بخلاف الفرض فانه لا بد من القيام لها للقادر على القيام. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر لا يخسفان لموت احد ولا لحياة ولكنهما ايتان من ايات الله. فاذا رأيتموهما فصلوا. في الحديث ابطال والاعتقاد الجاهلي في هذا الباب واثبات ان ذلك بقدرة الله ولحكم يراها سبحانه وفي الحديث ايظا من الفوائد التذكير بالايات العظيمة والتي قد يتبلد حس الانسان لاعتياده عليها وفي الحديث ان صلاة الخسوف واجبة. لكونه امر بها في قوله فصلوا جمهوره على انها من فروظ الكفايات. احسن الله اليكم. قال عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات بابراهيم. فقال الناس انكسفت الشمس لموت ابراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا ارأيتموهما فصلوا وادعوا الله حتى ينجلي. فالحديث ان كسوف الشمس لا يعني فساد اهل الزمان الوالدة كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابراهيم ابن النبي قد سماه النبي وامه ماريا القبطية ومات وهو ابن اربعين يوما قد ظن بعض الناس ان كسوف الشمس كان بسبب موته فخطب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة ابطال هذا المعتقد الجاهلي. وفيه اننا لا ينبغي ان نجعل امرا سببا لاخر الا بناء دليل سواء كان دليلا من الشرع او دليلا من الحسي والتجربة وفي الحديث من الفوائد مشروعية صلاة خسوف القمر كما قال بذلك فقهاء الحنابلة في الحديث ان صلاة الكسوف من فروظ الكفايات وفيه مشروعية دعاء الله عند حصول الخسوف وينبغي ان يستمر في الصلاة والدعاء حتى ينجلي الخسوف والكسوف وفي الحديث ان الدعاء يكون لله وحده وانه لا يصرف لاحد سواه. نعم. احسن الله اليك قال عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي عجوزان من عجوز يهود المدينة. وان يهودية منهما جاءت تسألها فقالت لها اعاذك الله من عذاب القبر وقالتا ان اهل القبور يعذبون في قبورهم فكذبتهم ولم انعم ان اصدقهما فخرجتا ودخل النبي صلى الله عليه وسلم فسألت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ايعذب الناس في قبورهم فان عجوزين قالتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذا بالله من ذلك نعم عذاب القبر صدقة. انهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا. فخسفت الشمس فرجع ضحى. فمر بين الحجر فخرج الى المسجد وبعث مناديا بي الصلاة جامعة. فصف الناس وراءه فكبر فصلى رسول صلى الله عليه وسلم بالناس. فقام فاطال القيام وجهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف بقراءته فاقترا سورة طويلة فلما فرغ من قراءته كبر ثم ركع فاطال الركوع ثم قال سمع الله لمن حمده كما هو فقام ولم يسجد فاطال القيام وهو دون القيام الاول فافتتح بسورة اخرى وقرأ قراءة طويلة هي ادنى من القراءة الاولى ثم كبر وركعها طال الركوع. وهو دون الركوع الاول ثم قال سمع الله لمن حمده اله ربنا ولك الحمد ثم سجد سجدتين فاطال السجود. ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الركعة الاولى. فقال وقياما طويلا دون القيام الاول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الاول. ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الاول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الاول ثم سجد وهو دون السجود الاول. فاستكمل اربع ركعات في اربع سجدات ثم سلم وانصرف وقد انجلت الشمس. فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله. ثم قال في كسوف الشمس والقمر ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يريهما عباده لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته فاذا ارأيتم ذلك فادعوا الله وافزعوا الى الصلاة وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى يفرج عنكم. ثم قال يا امة محمد والله ما من احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني امته. يا امة محمد لو ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته. حتى لقد رأيتني اريد ان اخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت اتقدم. ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه وهو الذي سيب السوائب. ثم امرهم ان يتعوذوا بالله من عذاب القبر فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة الا تعوذ بالله من عذاب القبر. في الحديث من الفوائد جواز وجود الزيارة بين المسلمين وغيرهم. وجواز ان يدخل غير المسلم في بيت المسلم ولذا دخلت هاتان العجوزان من عجز يهود المدينة وفي الحديث وازوا تقبلي سؤال غير المسلمين. وجواز الصدقة عليهم من غير الزكاة وفي الحديث من الفوائد مشروعية ان يدعو المتصدق عليه المتصدق وفي الحديث من الفوائد اثبات عذاب القبر وان اهل القبور يعذبون في قبورهم وقد قيل بان قوله تعالى ادخلوا ال فرعون اشد العذاب انه يراد به عذاب القبر في من الفوائد ايضا تأكد الانسان من الاخبار والاشاعات التي تصل اليه. ولذا لما عائشة هذا الخبر من اليهوديتين لم تبادر لتصديقهما وتوقفت حتى تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الرجوع الى اهل الاختصاص الموثوقين فيما يعرض للانسان من اخبار وفي الحديث مشروعية التعوذ من عذاب القبر كما تعود رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. وفي الحديث ان الخبر الصادق يصدق ولو اتى به من لا يعرف بالصدق سابقا. ولذا صدق النبي صلى الله عليه وسلم خبرهما لا لذاته وان انما لموافقته للواقع وفي الحديث من الفوائد وقوع الخسوف في عهد النبوة وان ذهاب ضوء الشمس يسمى خسوفا كما يسمى كسوفا. وفي الحديث مشروعية صلاة الخسوف عند ذهاب ضوء الشمس. وفي الحديث مشروعية اداء صلاة الكسوف في المساجد جماعة وفيه انه ينادى لصلاة الكسوف بلفظة الصلاة جامعة وقد رويت بالرفع وبالنصب. الصلاة جامعات. والصلاة جامعة جامعة وكلها واردة في الاحاديث وبايها نودي جاز النداء. وفي الحديث انه يرتب الناس في صفوفهم في صلاة الكسوف كما يرتبون في بقية الصلوات وفي الحديث من الفوائد مشروعية اطالة القيام في صلاة الكسوف واكثار القراءة فيها. وفي الحديث ان صلاة كسوف الشمس يجهر بالقراءة فيها كما هو مذهب احمد وجماعة من اهل العلم فانه صرحت عائشة بذلك فقالت وجهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف بقراءته و بعض اهل العلم قال بان صلاة الكسوف نهارية وصلاة النهار لا يجهر فيها. واستدل برواية عن ابن ابن عباس انه قال قرأ نحوا من سورة البقرة. قالوا لو جهر لعلم بما قرأ. ولكن الذي يظهر النبي ابن عباس كان صغيرا حال حادثة الكسوف وبالتالي لم يضبط ما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وفي الحديث انه يستحب ان يخصص لكل ركعة من ركعات صلاة الكسوف سورة مستقلة. وفي الحديث من الفوائد ان صلاة الكسوف يركع في كل ركعة ركوعين. يركع في كل ركعة بركوعين. كما قال الجمهور خلافا لابي حنيفة رحمه الله تعالى. وفيه انه يقرأ في كل ركعة مرة قبل الركوعين. وفي الحديث انه عند الرفع من الركوع الاول ومن الركوع الثاني يقول الله لمن حمده. ولا يقول الله اكبر. وفي الحديث ايضا من فوائد استحباب ان تكون القراءة الثانية اقل من القراءة الاولى. وان الركوع الثاني اقل من الركوع الاول مع اطالة الركوعين. وفي الحديث ان الامام يقول بعد رفعه وقوله سمع الله لمن حمده يقول ربنا ولك الحمد. بعض اهل العلم قال ليكتفي بقول سمع الله لمن حمده ولكن حديث الباب يرد قوله. وفي الحديث ان كل ركعة ركعات صلاة الكسوف فيها سجدتان. ويستحب اطالة السجود. واختلف هل يسوى بين السجدتين كما قال طائفة او تكون السجدة الاولى اطول من السجدة الثانية اياه وفي الحديث ان القيام الاول في الركعة الثانية يكون اقل من القيام الاول في الركعة الاولى والجمهور على ان القيام الاول في الركعة الثانية يماثل القيام في القيام الثاني في الركعة الاولى. وفي الحديث مشروعية اطالة الركوع والاكثار ومن تسبيح الله عز وجل في ركوع صلاة الكسوف وفي الحديث مشروعية التسليم بعد ركعتي صلاة الكسوف وفي الحديث استحباب ان هنا لصلاة الكسوف خطبة كما قال الجمهور والحنابلة يقولون بانه لا خطبة للكسوف خطبة التي خطبها مع الكسوف قالوا هي لرد المفهوم الخاطئ والعقيدة الفاسدة. ولذا لما امرهم قال صلوا وادعوا. ولم يذكر الخطبة ولعل الاظهار هو مشروعية الخطبة لصلاة الكسوف كما قال الجمهور خلافا للحنابلة فهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث مشروعية بداءة الخطب لله والثناء عليه بدون ان يكون هناك بسملة. وفي الحديث التذكير بفظل الله على العباد بوجود الشمس والقمر والتذكير بعظمهما وعظم خالقهما سبحانه وتعالى وفي الحديث ايظا ابطال الاعتقاد الجاهلي بان الخسوف والكسوف يحدثان لموت احد من الناس. وفي الحديث مشروعية الصلاة والدعاء عند حصول الكسوف وانه ينبغي الاسراع الى صلاة الكسوف. وفي بحديث مشروعية التكبير عند وجود الخسوف. وفي الحديث ايضا استحباب الصدقة عند وجود خسوف ولذا قال وتصدقوا حتى يفرج عنكم. وفي الحديث بيان شيء من صفة شمس والقمر وفي الحديث مشروعية نداء المجموع بما يشملهم ولذا نادى النبي صلى الله عليه وسلم الناس بقوله يا امة محمد. وفي الحديث جواز الحلف واليمين بدون ان يطلب من الانسان من ذلك وان من ايمان النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول والله وفي الحديث هي اثبات الغيرة لله جل وعلا. وفي الحديث التشديد في امر الزنا وبيان انه من الذنوب العظيمة الشديدة وفي الحديث تذكير الناس بما يحصل في يوم المعاد ليستعدوا له. وفي الحديث ايضا بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف عطاه الله جل وعلا الجنة والنار وفي الحديث ايضا ان الجنة لا ينتقل شيء مما فيها الى الدنيا. ولذا لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذ قطفا من الجنة لم يمكن من ذلك. وفي الحديث التحذير من نار جهنم وشدة العذاب الواقع فيها حتى انها ليحطم بعضها بعضا وفي الحديث ايضا تحريم تسيب السوائب. والمراد بالسائبة الناقة يهملونها ويتركونها. اذا بلغت سنا معينا او جاءت بطون معينة فيرون ان من الواجب على صاحبها ان باطلاقها وان يسيبها. فهذا اعتقاد جاهلي ابطله دين الاسلام. وابقى ملكا مالك هذه البهائم عليها. قال تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة. وفي الحديث مشروعية التعوذ من عذاب القبر ومشروعية ان يتعوذ من عذاب القبر في صلاة ولعل المراد بذلك ان يتعوذ من عذاب القبر قبل السلام كما ورد في بعض الاحاديث حديث الاخرى. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو قال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي ان الصلاة جامعة فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس ثم جلي عن الشمس. فقالت عائشة رضي الله عنها ما سجدت قط كان اطول منها. نعم في الحديث حصول الكسوف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومشروعية صلاة الكسوف ومشروعية ينادى لها بلفظة صلاة جامعة وفي الحديث تأييد مذهب بان صلاة الكسوف تكون بركعتين في كل ركعة ركوعان وسجدتان و وفي الحديث اطالة السجود في صلاة الكسوف كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. احسن الله واليكم قال عن ابي موسى رضي الله عنه قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا. يخشى ان تكون هنا الساعة فاتى المسجد فصلى باطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله. وقال هذه الايات التي يرسلها الله لا تكون لموت احد ولا لحياته. ولكن يخوف الله بها عباده. فاذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا الى ذكره ودعائه واستغفاره. في الحديث حصول الخسوف الشمس في عهد النبوة و قوله قام فزعا فيه مشروعية الاسراع لصلاة الخسوف عند حصوله وقوله يخشى ان تكون الساعة وذلك ان الساعة فيها يخسف القمر والشمس وفي حديثي من الفوائد ان صلاة الكسوف تكون في المسجد وانه يطال الركوع والقيام والسجود فيها وفي الحديث مشروعية الخوف وزيادته. وان العبد قد يزداد خوفا من الله عند حصول بعض الوقائع الكونية وفي الحديث انه ينبغي بالانسان ان يزداد خوفه من الله عند حصول الخسوف ذلك لان الخسوف يذكر بقدرة الله على العبد فمن غير حال الشمس والقمر قادر على ان ان يغير احوال العباد ولان ضوء الشمس والقمر نعمتان من نعم الله على العباد زوالهما بقدرة الله دليل على قدرة الله على ازالة النعم من عند العبد فيخاف العبد من الله ان يزيل نعمه ولان الشمس والقمر يخسفان يوم القيامة فخسوفهما فكروا بذلك اليوم العظيم فيزداد خوف الانسان من ربه ولانه قد يكون حال خسوف الشمس سوى القمر امكانية لتغيرات في الكون لا يعلم العبد عنها. وبالتالي خافوا الانسان من مثل هذه التغيرات فان ذهاب حرارة الشمس او ذهاب ضوء القمر قد يكون له دار على الارض. فانتم تعلمون مثلا ان المد والجزر وحركة الدم يكون لها ارتباط بوقت بدر القمر وهلاله. وهكذا تعلمون ان الشمس بحرارتها تؤثر على الارض فاذا زالت هذه الحرارة قد يكون هذا من اسباب تغير بعض الوقائع ونية ولذا فان العبد يزداد خوفه من الله بمثل ذلك. وليعلم بان العبد ينبغي به ان يوقن بان الله قادر عليه في كل احواله فليس من كان راكبا في السفن حال تحرك الرياح امكن لله من حال ذلكم العبد الذي في بيته وفي فراشه وبين اهله ولذا فليعلم بان القادر على العبد حال ركوبه الاهوال او استقلاله في في الهوى او في غير ذلك من احواله تتماثل قدرة الله جل وعلا بالنسبة له مع قدرته على ذلكم العبد الذي عنده من اسباب امنه وطمأنينته الشيء الكثير. فالله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. وكم من شخص اتته الاحداث والمصائب وهو وبين اتباعه وفي سلطانه وعند توفر ماله ومع ذلك لم يغني عنه ذلك من من الله شيئا. بارك الله فيكم وفقكم لكل خير. جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين