لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم تيسيرا في اموركم وان يبارك لكم في جميع احوالكم وشؤونكم. كما اسأله جل وعلا للجميع علما نافعا وعملا صالحا ونية صادقة خالصة. وبعد نبتدأ باذن الله عز وجل هذا اليوم بقراءة كتاب الوتر من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه والله تعالى وغفر له واسكنه فسيح جناته. والاصل في كلمة الوتر ان تقابل الشفع الوتر الاحاد والشفع الازواج المراد بالوتر الصلاة التي يصليها الانسان في ليله على عدد احادي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وترا وقال صلى الله عليه وسلم اوتروا يا اهل القرآن وجماهير اهل العلم على ان الوتر مستحبة على ان صلاة الوتر مستحبة وليس بواجبة وهذا مذهب الائمة مالك والشافعي واحمد استدلوا على ذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ واعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة استدلوا عليه بما ورد في حديث طلحة ان الاعرابي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الواجب من الصلوات فقال خمس صلوات في اليوم والليلة واستدلوا عليه ايضا ببعض الاثار المشتملة على ان الوتر ليس بحتم كما ورد ذلك مرفوعا وموقوفا على الصحابي الجليل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وذهب فقهاء الحنفية الى ان الوتر واجب وتلاحظون ان الحنفية يفرقون بين الفرظ والواجب ويجعلون كلا منهما لازما. لكن الفرض ثبت بدليل قطعي. والواجب ثبت بدليل ظني ويستدلون عليه بالاوامر التي وردت في الاحاديث كقوله اجعلوا اخر صلاتكم بالليل وقوله اوتروا يا اهل القرآن ذهب بعض اهل العلم الى وجوب الوتر على اهل القرآن الذين يقومون بالليل ولعل القول الاول ارجح فان النصوص دلت على عدم لزوم صلاة الوتر وعدم تأثيم تاركه ولا يحسن بالانسان ان يترك صلاة الوتر. لعدد من الامور اولا كثرة اجرها وثوابها ها فالركعة للوتر خير من الركعتين لغيرها وثانيا للخروج من الخلاف الوارد في ذلك. وثالثا للتأكيد المتكرر في النصوص للترغيب في هذه الصلاة. ومن هنا فيحسن بالانسان ان يصلي صلاة الوتر قد قالت عائشة رضي الله عنها من كل الليل اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوله ومن اوسطه ومن اخره وانتهى وتره الى السحر والسحر هو السدس الاخير من الليل وقد قال صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشيت الصبح فاوتر واحدة فلعلنا نستمع لبعض الاحاديث التي وردت في كتاب الوتر من صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى فليتفضل القارئ بارك الله فيه ووفقه لكل خير. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري وعن سعيد بن يسار انه قال كنت اسير مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بطريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فاوترت ثم لحقته فقال عبدالله ابن عمر اين كنت قلت خشيت الصبح فنزلت فاوترت فقال عبد الله اليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اسوة حسنة؟ فقلت بلى والله. قال فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير. وقال نافع كان ابن عمر يصلي على راحلته اينما توجهت يومئ ايماء صلاة الليل الا الفرائض. ويوتر عليها ويخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله قال ابن عمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قبل اي وجهة توجه ويوتر عليها غير انه لا يصلي عليها المكتوبة. هذا الحديث من ادلة الجمهور على عدم وجوب صلاة الوتر. قالوا فان الصلوات المكتوبة كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل فيصليها على الارض قائما راكعا ساجدا والنوافل يصليها في اسفاره على راحلته. قد كان يصلي الوتر على الراحلة مما يدل على عدم وجوب صلاة الوتر خلافا لفقهاء الحنفية وفي الحديث جواز اداء صلاة الوتر على الراحلة وقد ورد في بعض الاحاديث تقييد صلوات النوافل على الرواحل بالاسفار ولذا رأى الجمهور ان النوافل لا تؤدى على الراحلة الا في السفر قد قال طائفة بانه يجوز فعلها في الحظر على الرواحل ومنشأ الخلاف في هذا هو مسألة هل الفعل النبوي يحمل على اقل احواله او يحمل على جميع احواله الحديث فيه انه كان يصلي النوافل على الراحلة فحينئذ هل نحمله على اقل احواله فنقول هو خاص بالسفر كما ورد في احاديث اخر او نقول بانه يشمل ايضا صلاته في الحظر وقوله كنت اسير مع عبد الله ابن عمر بطريق مكة فيه ما كان شأنهم عليه في اسفارهم من الاجتماع في السفر وعدم انفراد الانسان بنفسه في سفره وفي الحديث قال فلما خشيت الصبح نزلت فاوترت مما يدل على ان من المستقر عندهم انتهاء وقت الوتر بطلوع الفجر فاذا اذن المؤذن الذي يؤذن على وقت الفجر يكون وقت الوتر قد انتهى. وذلك كأن الوتر بالليل واذان الفجر من النهار وليس من الليل وقوله ثم لحقته فقال ابن عمر اين كنت؟ فيه سؤال الانسان عن صحبته ومن معه وتفقده لاحوالهم فقلت خشيت الصبح فنزلت فاوترت. فقال عبدالله اليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة وفي هذا مشروعية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في الرخص وفيه ان الافعال النبوية حجة يعمل بها ويسار على طريقتها فقلت بلى والله. فقال فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير ووتره على البعير لانه مركوبهم في ذلك الزمان ففي زماننا الحاضر اذا اراد الانسان ان يتنفل على الرواحل من السيارات او القطارات او الطائرات في سفره جاز له ذلك حتى ولو كان هناك مكان يمكن ان يصلي فيه النافلة. فهذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل يسقط القيام في هذه الحال؟ فنقول اصلا النوافل يجوز للانسان ان يؤديها وهو حتى ولو كان في حظره ولو لم يكن عنده آآ سفر وقال ابن نافع كان ابن عمر يصلي على راحلته اينما توجهت فيه ان المسافر اذا صلى نوافل على الراحلة يتوجه الى الجهة التي يقطعها في سيره. ولا يلزمه حينئذ ان يتوجه الى قبلة وفي هذا تخصيص للايات القرآنية الواردة بوجوب استقبال الكعبة في الصلاة مسألة النوافل التي تؤدى على الرواحل. وهذا يشمل ما كان في تكبيرة الاحرام وما كانا في اثناء صلاته. فلا يلزمه عند تكبيرة الاحرام ان يتوجه الى جهة الكعبة وقوله يومي ماء فيه ان من صلى على الراحلة في سفره صلاة النافلة فان انه يشير بركوعه ويشير بسجوده ويجعل سجوده اخفض من ركوعه. ولا يلزمه ان يسجد على ما امامه او ان يركع على ما امامه في اثناء صلاته. ومثلها هذا من لم يجد مكانا يؤدي به الفريضة قائما وخشي من فوات الوقت فانه يفعل من اركان الصلاة ما استطاعه. فاذا كان يستطيع القيام لزمه. واذا استطاع الركوع والسجود لزمه فان عسر عليه شيء من ذلك او مأ اليه اماء وفي الحديث ان المسافر يستحب له اداء صلاة الليل المسافر لا يصلي السنن الرواتب التي تكون مع الفرائض لان هذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا في السنن الرواتب اما بالنسبة لصلاة الليل فان المسافر يستحب له ان يصلي بليله ان لم يشق عليه ما هو الشأن بالنسبة المقيم وفي الحديث ايضا قال الا الفرائض. الاصل في الفرائض ان يؤدى فيها ما استطاع الانسان من اركان الصلاة ولا يترك منها ركنا الا اذا عجز عنه. وفي الحديث ايضا اه ان الانسان اذا تطوع انواع الصلوات النوافل في السفر وفي غير حال الحظر فانه يجوز له ان يتنفل على الراحلة قبل اي وجه توجه في جهته ولا يلزمه ان يتوجه جهة الكعبة. نعم سئل انس بن مالك رضي الله عنه عن القنوت اقنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح قال نعم قد كان القنوت في المغرب والفجر. قيل اوقنت قبل الركوع او بعده؟ قال قبل قبل الركوع عند فراغه من القراءة قيل فان فلانا اخبر عنك انك قلت بعد الركوع فقال كذب انما قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا حين قتل القراء يدعو على رعل وذكوان ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا انهم اسلموا واستمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فامدهم النبي صلى الله عليه وسلم فبعث خال انس اخا لام سليم رضي الله عنهما في زواء سبعين رجلا من الانصار الى بني عامر. قال انس كنا نسميهم القراء في زمانه. كانوا بالنهار ويصلون بالليل بعثهم الى قوم من المشركين دون اولئك وكان رئيس المشركين عامر بن طفيل وكان قد خير بين ثلاث خصال فقال يكون لك اهل السهل ولي اهل المدر او اكون خليفتك او اغزوك باهل غطفان بالف والف فطعن عامر في بيت ام فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من ال بني فلان ائتوني بفرسي على ظهر فرسه وعرض للقراء هؤلاء وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد قبلهم فظهر هؤلاء الذين كان بين وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة فغدروا بهم وقتلوهم. قال انس لما قدموا قال لهم خالي حرام ابن ملحان. اخو ام سليم رضي الله عنهما اتى قدمكم كونوا قريبا حتى اتيهم فان امنوني حتى ابلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا كنتم مني وان قتلوني اتيتم اصحابكم فتقدم فقال للقوم والله ما اياكم اردنا انما نحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم اتأمنونني ابلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فامنوه فجعل يحدثهم فبينما هو يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم اذ اومأوا الى رجل منهم فاتاه من خلفه فطعنه فانفذه بالرمح قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه. فقال الله اكبر فزت ورب الكعبة. ثم مالوا على بقية اصحابه فلحقوا الرجال فقتلوهم الا رجل اعرج صعد الجبل قال همام واراه اخر معه فاخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وارضاهم. قال انس انزل في الذين قتلوا اصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه فكنا نقرأ ان بلغوا قومنا ان قد لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا ثم نسخ بعد فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع في الصبح يدعو عليهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين غدا على الذين قتلوا اصحاب بئر معونة يدعو على احياء من العرب من بني سليم رعل وذكوان وبني لحيان بني عصية الذين عصوا الله ورسوله وذلك بدء القنوت وما كنا نقنت فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا قط اشد منه وما رأيته وجد على احد ما وجد عليهم. وسئل انس ابلغك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الاسلام فقال قد حلف النبي صلى الله عليه وسلم بين الانصار وقريش في دار التي بالمدينة. قولها في هذا الحديث سئل انس بن مالك عن القنوت. انس بن مالك صحابي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه عشر سنين قال ابتلئ لاقنت الاصل في القنوت طول القيام كما قال تعالى وقوموا لله قانتين فهذا هو الاصل في هذه اللفظة وقد ورد خلاف في القنوت بعد الركوع هل هو مشروع او لا فقال طائفة من اهل العلم بانه يستحب القنوت بعد الركوع في صلاة الفجر كما هو مذهب وطائفة من الائمة كالشافعي وقال به بعض المالكية وقال اخرون بان القنوت بعد الركوع في الفجر خاص بالنوازل. كما هو مذهب فقهاء من التابعين وبعض الحنفية كما هو مذهب الامام احمد ومن ادلتهم حديث الباب فقيل لانس اقنات النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح فقال نعم اي اراد انه كان يطيل للقيام بالقراءة قبل الركوع. كما قال جل وعلا وقرآن الفجر ان قرآن كان مشهودا فقال قد كان القنوت في الفجر وفي بعض الفاظ الحديث في المغرب والفجر ومن هنا قال بعض هم بان القنوت النوازل يكون في هاتين الصلاتين قيل اوقنت قبل الركوع او بعده؟ فقال قنا قبل الركوع عند فراغه من القراءة اي ينتظر قليلا. قيل لانس فان فلانا اخبر عنك انك قلت قناتان بعد الركوع وفي هذا مراجعة الفقيه فيما ينقل عنه من الاقوال الفقهية من اجل التثبت فيما يحكى عن الفقهاء فقال انس كذب اي قد نسب الي حديثا لم اقل به انما قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا. وهذا القنوت هو قنوت النوازل. فاذا نزلت نازلة على اهل الاسلام وكانت تلك النازلة من الشدائد التي يخشى على اهل الاسلام منها شرع قنوت النوازل. قال حين قتل القراء فان طائفة من الصحابة كانوا يعرفون باسم القراء. وكان لهم وكان لهم مكانة ومنزلة وكانوا يسكنون المسجد فارسلهم النبي صلى الله عليه وسلم مددا فقتلوا رضي الله عنهم لذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو على القبيلة التي قتلتهم وهي قبيلة رعل وذكوان قال في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه رعل يعني قبيلة رعل وذي قبيلة ذكوان قبيلة عصية وقبيلة بنو لحيان. فزعموا انهم دخلوا في الاسلام. واستمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له باننا اسلمنا ونحن بين قوم كفار مشركين واننا نخشى منهم اننا نريد ان ترسل الينا من يعلمنا القرآن ويعيننا ويكون معنا. وفي هذا مشروعية بعث المعلمين ان الذين يعلمون الناس كتاب الله ودينه وفيه ايضا مشروعية طلب المدد اذا خشي من العدو قال واستمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو لهم وفي لفظ على قومهم فامدهم النبي صلى الله عليه وسلم فبعث خال انس وهو اخو لام سليم ام سليم هي ام انس ابن ما لك هي ام انس ابن مالك وقال بعثهم في زهاي في سبعين رجلا من الانصار الى بني عامر. وبنو عامر قبيلة تنتسب اليها القبائل التي ذكرت قبل قليل. وهذه الغزوة يسميها اهل العلم غزوة الرجيع. غزوة الرجيع وقال انس كنا نسميهم القراء في زمانه اي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وفيه جواز ان ينسب فالانسان الى العلم الذي يختص به. ولذا سموا القراء قال كانوا يحتطبون بالنهار فيه سعي الانسان في الكسب من اجل ان ني نفسه ويصلون بالليل وفيه مشروعية صلاة الليل والترغيب في ان يخص الانسان بشيء من الصلاة قال بعثهم الى قوم من المشركين دون اولئك اي قبلهم في السكن. وكان رئيس المشركين رجل يقال له عام امير ابن الطفيل وعامر ابن الطفيل كان ينوي ان يغزو النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا كان يريد ان يغزو هذه القبائل حينما اظهرت الاسلام. ولذلك كان عامر بن الطفيل قد بعث الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له انت مخير بين ثلاث خصال. يقوله عامر بن الطفيل للنبي صلى الله عليه وسلم اما ان يكون لك اهل السهل المدينة واهل السهل ويكون لي عامر هذا اهل المدر او اكون الخيار الثاني ان عامر بن الطفيل خير النبي صلى الله عليه وسلم في ان يكون خليفة له والخيار الثالث ان يجمع له قبائل العرب من غطفان وغيرها فيغزو بهم النبي صلى الله عليه وسلم ولذا قال او اغزوك باهل غطفان بالف والف فطعن يعني جاءه مرظ الطاعون جاءه مرظ الطاعون ومرض الطاعون يأتي فيه انتفاخ كبير في احد مناطق البدن. قال فطعن عامر في بيت ام فلان. هناك امرأة من بني سلول كان عندها فجاءه الطاعون وهو في بيت هذه المرأة وحينئذ خشي من سبة العرب وان يتكلموا عليه فيقولون مات في بيت هذه المرأة قال غدة كغدة البكر اي انتفاخ في البدن كأنه انتفاخ الذي يصيبه الناقة بعد ان كان يأمل ان يكون قائدا وشجاعا ومنتصرا ويكون له الامر اتاه هذا المرض الذي يعزمون بانه يموت منه. فقال غدة كغدة بكري في بيت امرأة من ال بني سلول او من بني فلان. وحينئذ لم يرضى ان يبقى في بيتها ها فطلب ان يؤتى اليه بفرسه فخرج من بيتها فمات وهو على ظهر هذا الفرس قال فعرض للقراء هؤلاء يعني قبائل رعل وزكوان وعصية تعرضوا للقراء اه وعددهم اه سبعون رجلا. قال وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق الطلب هم الذين طلبوا ان يمدهم بهذا العدد وان يستقوا بهم على عدوهم فاذا بهم يغدرون ويخططون على قتل هؤلاء القراء فغدروا واخفروا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد اي انتصروا فحينئذ عادت هذه القبائل بدل ان تكون حليفة للنبي صلى الله عليه وسلم غدروا به وهموا بقتل القراء الذين معه. قال فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة. فغدروا بهم وقتلوهم. كيف جاءوا فاذا بمن ينصر يقتل من يقوم بنصرته قال في قص انس قصتهم. يقول لما قدموا واصبحوا قريبا من هذا المكان. قال حرام بن ملحان وهو خال انس اخو ام سليم وكان قائدا لهم قال اتقدمكم اي اصير امامكم و اكون قريبا مني لتعلموا خبري مع القوم. فان كانوا صادقين اتيتم فاكرموكم. وان كانوا كاذبين علمتم حالهم وبالتالي تأخذون حذركم منهم. قال اتقدمكم وكونوا قريبا حتى اتيهم. فان امنوني حتى ابلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقرئهم القرآن والا علمتم بما فعلوا بي وبالتالي تتخذون حذركم منهم والا كنتم مني قريبا وان قتلوني اتيتم اصحابكم. وفي هذا وضعوا الترتيبات المناسبة للقضايا التي تكون على الناس وظع الاحتمالات الممكنة وجعل حل واقتراح لكل احتمال ممكن فتقدم حرام فقال للقوم والله ما اياكم اردنا. نحن اتينا لنصرتكم ولم نأت لقتالكم. انما فنحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم. اتأمنونني اي تجعلون لي الامان ولا لي حتى ابلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فامنوه وجعلوا له الامان حينئذ اصبح يدعوهم الى الله ويبلغهم شريعته وفي هذا فظل الدعوة الى الله عز وجل. قال فبينما هو يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم اذ اوموا الى رجل منهم اتاه من خلفه فطعنه فانفذه بالرمح. وفي هذا دلالة على ان من اشار بالغدر فهو غادر ومن عاون على الغدر فهو غادر يأخذ حكم الغادر فانفذه بالرمح قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه فقال حرام الله اكبر فزت ورب الكعبة لانه مات شهيدا. وفي هذا فظل من يجرح في سبيل الله او يقتل في سبيل الله تعالى قال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم هم يرزقون ثم انهم اصحاب حرام لما وجدوا انهم امنوا حراما امنوا واطمأنوا بدأوا يبلغون معه فلما قتل حرام عاد هؤلاء القوم الغادرون على اصحابه يقتلونهم واحدا واحدا. فلحقوا الرجال فقتلوهم. الا ان هناك رجلا اعرج تمكن من الهرب منهم بالصعود في الجبل. ولم يتمكن احد منهم من اللحوق به فحينئذ في نفس الوقت جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بخبر القوم وبان انهم لقوا ربهم فرضي عنهم وارضاهم وفي هذا فضل الشهادة في سبيل الله. ولذا قال انس انزل في الذين قتلوا من اصحاب بئر معونة قرآن قرأناه. فكنا نقرأ ام بلغوا قومنا انا قد ربنا فرضي عنا وارضانا هذا فيه نسخ الايات القرآنية. والنسخ على انواع اما ان ينسخ اللفظ مع مع بقاء الحكم كما هنا فالحكم نسخ فالتلاوة نسخت هنا وحكمها لا زال باقيا واما ان ينسخ الحكم مع بقاء التلاوة. مع بقاء التلاوة ومن امثلة هذا قوله جل وعلا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة وقوله جل وعلا ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين فانها نسخت بالاية التي بعدها الان الله عنكم وعلم ان فيكم ظعفا والنوع الثالث ان ينسخ الحكم والتلاوة مع من امثلته ما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان فيما انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر رضعات محرمات فنسخن بخمس. فهنا نسخ وايضا نسخ الحكم قال فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا. وفي هذا دلالة على مشروعية القنوت عند نزول نوازل ولا شك ان قتل القراء نازلة عظيمة وقوله شهرا استدل بها طائفة على ان قنوت النوازل يؤقت بشهر والجمهور على ان قنوت النوازل يلحق بالنازلة فما دامت النازلة مستمرة فانه يشرع قنوت النوازل معها. واذا انقضت النازلة توقف الناس عن القنوت وجمهور اهل العلم على ان قنوت النوازل موكولني الى اصحاب الولاية. فهم الذين يفرقون بين ان الحوادث والنوازل التي يقنت لها والحوادث والنوازل التي لا يقنت لها. وهكذا اذا رأى طائفة ان القنوت يختص مسجد الامام الاعظم قالوا لانه لم يرد ان بقية المساجد في المدينة كانوا يقنتون ولكن عدم النقل ليس دليلا على عدم القنوت ثمان الاصل ان الافعال النبوية يشرع الاقتداء بالنبي صلى الله عليه سلم فيها وفي الحديث دلالة على ان قنوت النوازل يشتمل الدعاء على من يخشى من على الاسلام واهل الاسلام وفي الحديث ايضا ان من تآمروا على قتال اهل الاسلام يشرع ويجوز ان تتمة تسميتهم عند دعاء القنوت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث الحزن عند نزول المصائب وان كان الاولى بالانسان ان وان كان الحزن ليس من الامور المشروعة وانما هو مما يرد الى النفوس وتعجز النفوس عن رده. وقد قال الله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. وفي الحديث فظل هؤلاء القراء هم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث مكانة علماء الشريعة ومن منزلتهم وفي الحديث دعاء الامام على من نقض المواعيد والمواثيق وفي الحديث الدعاء على المشركين باوصافهم وقوله هنا قيل لانس اقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الاسلام فيه التأكد من الاحاديث التي تنقل الى الانسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال انس قد حالف النبي صلى الله عليه تلا بين الانصار وقريش في دار التيب المدينة وفيه وضع التحالف بين اهل الاسلام بما يتضمن ويقتضي النصرة وتأييد بعضهم لبعضهم الاخر في الخير والهدى. وفيه اعيد وضع الاخاء بين اهل الاسلام ليكون سببا من اسباب التعاون على البر والتقوى اه بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يبارك فيهم وان يردهم الى دينه ردا حميدا. ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح ونسأله جل وعلا هذه البلاد صلاحا وسدادا. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين