لله رب العالمين احمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. ونسأله المزيد من خيره وفضله وبره واحسانه. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في قراءة كتاب مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته. وكنا فيما مضى قد انهينا كتاب الصيام وكتاب التراويح ولعلنا نبتدي اليوم باذن الله عز وجل في كتاب فضل ليلة القدر وكتاب الاعتكاف فليتفضل القارئ بارك الله فيه ويسر له امره الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب فضل ليلة القدر. قال عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجاور في العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ويقول تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان ثم اعتكف زواجه من بعده قوله فظل ليلة القدر ليلة القدر هي ليلة واحدة من ليالي السنة سميت بهذا الاسم ما لانه تقدر فيها المقادير تصرف فيها الارزاق والاجال واما انها لقدر معلوم. وقد جاءت النصوص ببيان فضلها في سورة القدر اخبر الله جل وعلا انها خير من الف شهر وقد قال صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم قدم من ذنبه فوازن بين قيام جميع الشهر وقيام ليلة القدر قد جاء في فضلها نصوص كثيرة متعددة ولا زال اهل الايمان يتحرون هذه الليلة العظيمة ويبحثون عن هذه الليلة واكثر اهل العلم على انها في العشر الاواخر ولكن هي في ليالي الوتر احرى وكثير منهم قال بانها في ليلة سبع وعشرين اكد وليعلم بان هذه الليلة ليلة القدر على الصحيح ليست ليلة بعينها وانها تتنقل ما بين سنة واخرى. وانها قد تكون في ليالي الزوج من العشر الاواخر ويدل على تنقلها ان النبي صلى الله عليه وسلم في احدى السنوات قال لاصحابه ارى رؤياكم تواطأت فمن كان ليلة القدر فليتحرها في السبع الاواخر بينما جاء في حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر اصحابه بانه يسجد في صبيحتها على ماء وطين. فوقع ذلك ليلة احدى وعشرين. ففي سنة اخرى غير السنة الاولى فدل هذا على انها تتنقل وانها لا تبقى في ليلة بعينها. واورد الف في هذا الباب حديث عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجاور يعني يعتكف العشر الاواخر من رمضان. وذلك انه يطلب ليلة القدر فيها تقول حتى توفاه الله يعني ان الحكم استمر وانه لم ينسخ حكم مشروعية الله عنهما ان عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم لما قفلنا من حنين قال يا رسول الله اني كنت نذرت في ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام. قال اوف بنذرك فاعتكف ليلة. قوله ان عمر الاعتكاف وتأكد الاعتكاف في العشر الاواخر لاستمرار النبي صلى الله عليه وسلم عليه الى وفاته. وقوله تحروا وفي بعض الروايات التمسوا. يدل على ترغيب اهل الايمان في البحث عن ليلة القدر. والحرص على عبودية الله جل وعلا فيها اه والحرص على دعائه والتضرع بين يديه في هذه الليلة العظيمة. وقد كان النبي صلى الله عليه عليه وسلم يراغب اصحابه في تحري هذه الليلة. ففي الحديث مشروعية الاعتكاف وان الاعتكاف يكون بالبس في المسجد. وفيه تأكيد الاعتكاف في العشر الاواخر وفيه دلالة على ان المسجد النبوي صالح لان يعتكف فيه. وقوله في في هذا الحديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر قوله في الوتر جمهور اهل العلم الان المراد به ذلك العام. وليس المراد به جميعا الاعوام. وقوله ثم اعتكف ازواجه من بعده في اعتكاف النساء وانه امر مشروع وفيه استمرار الاعتكاف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم مما يدل على ان الاعتكاف لم قد دل على الاعتكاف قوله تعالى ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين. وقوله ولا تباشر هنا وانتم عاكفون في المساجد. وقول السواء العاكف فيه والباد. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الاواخر من رمضان ليلة القدر في التاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى. في هذا الحديث الترغيب في تحري ليلة القدر وطلب فضل هذه الليلة بعبودية الله والقيام في هذه الليلة وفيه ان ليلة القدر تكون في العشر الاواخر. دون بقية الشهر وفيه من الفوائد ان كل ليلة من ليالي العشر محتمل ان تكون هي ليلة القدر. وقوله في سعة تبقى. يعني بعد حذف ليلة الثلاثين لعدم التأكد من كونها من الشهر وفي بعظ الروايات في تاسعة تمظي. ولذا استدل بعظهم بروايات هذا الحديث على ان ليالي الازواج من العشر يمكن ان تكون هي ليلة القدر احسن الله اليكم قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره يا ليلة وايقظ اهله. قولها رضي الله عنها كان النبي يدل على الاستمرار والدوام منه صلى الله عليه وسلم. وقوله اذا دخل العاشر يعني العشر الاواخر من شهر رمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر الاواخر بعمل لم يكن يفعله في غير من ايام الشهر. وكان صلى الله عليه وسلم يتفرغ للعبادة في هذه العشر الاواخر وقولها شد مئزره كناية على انه لا يقرب اهله. ويشتغل طول ليله بعبادة ربه وقوله واحيا ليله ظاهر هذه اللفظة انه جميع الليل ولكن يستثنى منه ذلك ما يجعله فيما لا يستغني عنه من الاكل وقضاء الحاجة ونحو ذلك وقوله وايقظ اهله اي جعلهم يقومون وظاهر هذا انهم ينامون بعض الليل وانه يوقظهم هم اخر الليل ليقوموا معه لاداء صلاة الليل الله اليكم قال رحمه الله كتاب الاعتكاف. قال عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم يعتكف العشر الاواخر من رمضان. قوله كتاب الاعتكاف يراد بالاعتكاف لزوم المسجد للتقرب لله تعالى بانواع العبادات وهذا يشعر انصراف الانسان عن الدنيا الى عبادة ربه جل وعلا تفريغ قلبه ليكون ذلك ادعى لفهم كتابه وتأمل الانسان في حاله معرفة مآله واين سيكون؟ ويعرض نفسه على الجنة والنار وفي حديث ابن عمر الذي ذكره المؤلف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يفيد الدوام والاستمرار. وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه اعتكف العشر الاول فقيل له انما تطلب امامك. يعني ما تطلبه من ليلة القدر ليس في العشر الاول فاعتكف العشر الاوسط فلما فرغ واراد الخروج قيل له انما تطلب وراءك. فاعتكف العشر الاواخر ثم استمر على ذلك صلى الله عليه وسلم. وفي هذا مشروعية الاعتكاف وتأكد العشر اواخر للاعتكاف وفيه من الفوائد فظل العشر الاواخر وتخصيصها شيء من العبادات لا يفعل في غيرها من ايام العام. وفي هذا بيان الاعتكاف وظاهره انه لا يختص بالمساجد الثلاثة. بل قد قال الله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد مما يدل على ان كل مسجد تقام فيه صلاة جماعة فانه يصح ان يكون محلا للاعتكاف. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابن عمر رضي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فيه سؤال عما يشكل عليه. من المسائل التي يحتاج لبيانها. قوله لما يعني رجعنا من غزوة حنين وحنين في جهة الطائف وكانت من اواخر الغزوات وقد وقعت في سنة تسع للهجرة. وكانت بعد فتح مكة باشهر. قال يا رسول الله اني كنت نذرت في الجاهلية ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام فيه جواز النذر ولزوم نذر الطاعة. وفيه ان من نذر حال كفره او في حال لزمه ان يفي بالنذر بعد اسلامه. وفي هذا الحديث من من الفوائد جواز ان يكون الاعتكاف بالليل وانه لا يشترط ان يكون يوما وليلة قال بجواز ذلك الشافعية والحنابلة وفيه دلالة على عدم اشتراط الصوم في الاعتكاف. وقد يكون الانسان معتكفا وهو غير صائم ان اعتكافه عمر هنا لليل وليس الليل محلا الصيام وقد استدل به الشافعية والحنابلة على جواز الاعتكاف في الزمن اليسير. حتى في وقت قائل الانسان قبل الصلاة او بين الصلاتين المالكية والحنفية يشترطون في الصيام ان يكون يوما تاما. ليتضمن الصيام وقول من قال بجواز الاعتكاف لاقل من يوم ارجح لهذا الدليل وبعض الناس قد يعتكف في اثناء دخوله المسجد لاداء الصلوات الخمسة. وبعض اهل للعلم لم يرتح لذلك. وقال لم يكن مألوفا مأثورا عند السلف الاول وفي الحديث من الفوائد ذكر غزوة حنين وشيء مما وقع فيها. وفي الحديث من الفوائد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بالنذر مما يدل على ان نذر الطاعة يجب ان الوفاء به ولا يجوز له ان يتخلف عنه او ان يحنث فيه. وفي الحديث امتثال عمر رضي الله عنه امر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. مما يدل على فضيلة عمر رضي الله عنه. احسن الله اليكم. قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الاواخر من رمضان فكنت اضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخل مكانه الذي اعتكف فيه. فاستأذنت عائشة رضي الله عنها ان تعتكف فاذن لها. فضربت في قبة فسمعت بها حفصة رضي الله عنها فاستأذنت حفصة عائشة ان تضرب خباء فاذنت لها فضربت خباء فلما رأت زينب بنت جحش رضي الله عنها ضربت خباء اخر. فلما اصبح النبي صلى الله عليه وسلم واراد ان يعتكف. فلما انصرف الى المكان الذي اراد ان يعتكف فيه رأى الاخوية اربع اخفية خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب. فقال ما هذا اخبر خبرهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملهن على هذا البر ترون بهن ما انا بمعتكف انزعوها فلا اراها ثم انصرف. فنزعت فترك الاعتكاف فلم يعتكف ذلك الشهر. فلما افطر اعتكفت عشرا من شوال. قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الاواخر من رمضان فيه استحباب الاعتكاف مشروعيته واستمرار النبي صلى الله عليه وسلم فيه. وفيه اعتكاف الليالي ذوات العدد وفيه ايضا تأكد العشر الاواخر من رمضان لاستحباب الاعتكاف فيها وقولها فكنت اضرب له خباء يعني خيمة او قبة صغيرة يمكث فيها اثناء اعتكافه. قالت فيصلي الصبح يعني صلاة الفجر ثم يدخل مكانه الذي اعتكف فيه استدل بهذا بعض اهل الحديث على ان الاعتكاف يكون بعد الفجر الجمهور ومنهم الائمة الاربعة على ان من اراد اعتكاف العشر فانه يدخل قبل غروب شمس ليلة الواحد والعشرين ليكون بذلك قد اعتكف جميع العشر. وقالوا عن حديث الباب انه اعتكف من الليل ولكن كان صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان يصلي صلاة الفرض تقدم دم ليصلي بالناس. فاذا صلى بالناس صلاة الفجر عاد الى مكان اعتكافه. قالوا وبالتالي فحديث الباب ليس يتحدث عن بدء الاعتكاف وانما يتحدث عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم موطن اعتكافه في اثناء الاعتكاف لا عند ابتدائي الاعتكاف وفي هذا جواز اتخاذ الاغبية في المساجد خصوصا لمن كان من اهل الاعتكاف بشرط ان لا ليضيق المسجد او ان يؤذي المصلين فيه وفي الحديث ان المعتكف لا يلزمه البقاء في مكان واحد فلذا تنقل في المسجد فانه لا يعد بذلك قد قطع اعتكافه. فلو كان يمشي او تنقل من كانني الى اخر او تقدم من اجل ان يتم الصفوف او ذهب لحلقة العلم في المسجد فان ذلك لا يؤثر على اعتكافه وفي الحديث من الفوائد مشروعية اعتكاف كافي النساء وجواز اعتكافهن في المسجد. وان المرأة اذا ارادت ان تعتكف استأذنت من زوجها ولذا لما استأذنت عائشة اذن لها النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ايضا التنافس بين زوجات الرجل على طاعة الله جل وعلا كما ما حصل من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف في هذا الحديث وفي الحديث من الفوائد ان المعتكف يتخذ مكانا يعود اليه يا ويلي! حينما يفرغ من اعماله العبادية داخل المسجد وفي الحديث من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى هذه الاخبية من نسائه علم ان هذا قد جاء من غيرة بعضهن من بعضهن الاخر. ولذا شك كافي نيتهن. فقالا البر يردن وما حملهن على هذا وفي الحديث جواز قطع الاعتكاف المستحب فان النبي صلى الله عليه وسلم كان اعتكاف العشر. فقطع اعتكافه ولم يكمل هذا الاعتكاف. وقد استدل الشافعية والحنابلة بهذا الحديث على جواز قطع الاعمال المستحبة وعدم المستحب والمندوب في الشروع فيه. خلافا للامامين ابي حنيفة ومالك رحمة والله على الجميع وفي الحديث من الفوائد ايضا امر الرجل لمن يلزمه ويكون تحت امره كما امر النبي صلى الله عليه وسلم بنزع في مكان اعتكافه وفي هذا الحديث من الفوائد جواز الاعتكاف في شهر شوال وفي غيره من شهور العام. وان الاعتكاف ليس خاصا بشهر رمضان وقد استدل به بعض الفقهاء على ان من قطع المندوب لزمه ان يقضيه. لكون النبي صلى الله عليه وسلم لما قطع اعتكافه في رمضان قضى ذلك الاعتكاف فيه شوال والجمهور على ان المندوب اذا تم قطعه لم يلزم قضاؤه ولم يتعين على انسان ان يأتي به مرة اخرى. نعم. احسن الله اليكم قال عن علي ابن الحسين عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره. تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الاواخر من رمضان فكان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده ازواجه فرحن فقال لصفية بنت حيي لا تعجلي حتى انصرف معك وكان بيتها في دار اسامة رضي الله عنه. فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها حتى اذا بلغت باب المسجد عند باب ام سلمة رضي الله عنها مر رجلان من الانصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم اسرع فنفذا واجاز فلما ابصرهما ناداهما فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم تعاليا على رسلكما انما هي صفية فقال سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يبلغ ومن ابن ادم مبلغ الدم واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا قول علي ابن الحسين عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي صفية بنت حيي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة خيبر قال انها جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره زيارة المرأة لزوجها سواء في الاعتكاف كما هو في الحديث او في غيره وفي الحديث ان الاعتكاف يكون في المساجد وفي الحديث استحباب الاعتكاف في العشر الاواخر من شهر رمضان في الحديث زيارة نساء الرجل له داخل اعتكافه ومن هنا اجتمع ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده في اعتكافه. وقوله فرحنا رجعن الى بيوتهن وكانت بيوت امهات المؤمنين مشرعة في المسجد لها باب على المسجد الا صفية فقد كان بيتها خارجا اخذ من دار اسامة واعطي لها لتسكنه وقوله فقال صلى الله عليه وسلم صفية لا تعجلي حتى انصرف معك فيه طلب الانسان من غيره البقاء في المسجد وفيه من الفوائد رجوع المعتكف خارج المسجد وذهابه لما يحتاج للذهاب اليه. ومن ذلك ان يقلب زوجه الى بيتهم وفي الحديث من الفوائد استعارة البيوت واستئجارها ليسكن الرجل فيها اهله وفي الحديث جواز ان يتحدث المعتكف بحيث لا يلزمه ان يكون مستمرا في انواع الطاعات واخذ من هذا جواز ان يتكلم المعتكف في الجوال وغيره بشرط ان يكون مراعي احكام المسجد فلا يتكلم بالحديث الذي يكون بين الرجل واهل بيته ولا يتحدث في البيع والشراء ولا يتحدث بمحرم كغيبة ونحوها وفي الحديث من الفوائد ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حسن المعشري مع ازواجه رظوان الله عليهن وقوله حتى اذا بلغت باب المسجد لعل هذا خارج المسجد عند باب ام سلمة مر رجلان من الانصار وفي لفظ لقيه رجلان من الانصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه السلام على الرجل الذي يكون معه اهله وانه لا حرج في ذلك. وفي الحديث من الفوائد درء الانسان عن نفسه الشبهة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما خشي ان يقع في قلوب وبهذين الانصاريين شيء من الشبهة درى ذلك عنهما باخبارهما بانها صفية وفي الحديث من الفوائد الاستدلال بقرائن الاحوال. فقد استدل على وجود الريبة عندهما وفي الحديث مناداة من يكون مرادا للانسان. والطلب منه الحضور وفي الحديث من الفوائد ايضا امر الانسان بان يسير على رسله فلا يستعجل في مشيه لان لا يثير ريبة في ذلك وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد استعمال التسبيح عند التعجب من الامر. فانهما قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ما قال يعني من خشيته ان يكون في قلوبهما شر وفي الحديث تعريف الانسان باسم زوجته وانها فلانة بنت فلان. ولذا قال انما هي هي بنت حيي وفي الحديث من الفوائد حذر الانسان من عدوه الشيطان الرجيم لان لا وقع في قلبه من الوساوس ما يكون سببا من اسباب صرفه عن شيء من العبادات او او سوء ظن باهل الاسلام وفي هذا الحديث من الفوائد سعي الانسان الى ازالة وساوس عدوه الشيطان ولذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه خشي ان يقذف الشيطان في بقلوبهما شيئا. وفي لفظ شرا وفي الحديث من الفوائد ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم. وبالتالي الانسان من هذا العدو. ففيه بيان صفة هذا العدو وشيء من جهوده في اظلال للخلق. في الحديث ايضا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابعاد وساوس الشيطان من القلوب حتى تكون نقية سليمة قد استدل الامام البخاري بهذا الحديث على ان الشهادة تكون عند القاضي او قبل ذلك فيما يتعلق بما يطلب من الخصم. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة. فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة ايام. فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما في الحديث من الفوائد مشروعية عرض القرآن على من يكون سببا لضبط القرآن واتقان حفظه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليه القرآن. وقد ورد انه كان يدارس جبريل القرآن في كل ليلة في هذا الحديث مشروعية عرض القرآن على الجماعة كاملا. وقد اخذ من ذلك الائمة استحباب اشتمال صلاة التراويح على ختمة تامة من اجل ان يكون هناك عرض لجميع القرآن وفي الحديث استحباب مدارسة القرآن وتدارسه والاجتماع على قراءته في الحديث مشروعية الاعتكاف ومشروعية الاعتكاف في العشر الاواخر وفيه ان الاعتكاف لا يقتصر على عشرة ايام بل قد يزيد وفي الحديث انه كلما كبر الانسان ينبغي به ان يزيد في الطاعات وان يكثر منها. فقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف عشر ليال فلما جاء العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ليلة وفي الحديث دلالة على فضل الله عز وجل على هذه الامة بحفظ هذا القرآن في عرظه في كل عام ليكون حجة ودليلا على ما من الله به من حفظ القرآن العظيم. فان قراءة الناس في صلاة التراويح وخصوصا ما كان على جهة الحفظ امام الناس فيه برهان لما وعد الله جل وعلا به من حفظ هذا الكتاب فانه يقرأه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها ويقرؤونه على جماعتهم بنصه لا يختلف منه حرف واحد. بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير واسعدكم في دنياكم واخراكم. وجعل الله عاقبة امركم الى خير. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين وان يسعدهم في دنياهم واخراهم وان يتولى جميع شأنهم كما اسأله جل وعلا بمنه واحسانه وفضله وقوته ان يقي اخواننا في فلسطين مراد العدو الظالم. كما نسأله جل وعلا ان يحقن دماء اخواننا هناك وان يكفيهم شر اعدائهم وان يهيئ لهم من امرهم رشدا. وان ييسر لهم ما يسد جوعتهم ويشفي مريضهم ويداوي جرحاهم ويكون سببا من اسباب كف عدوهم عنهم ونسأله جل وعلا ان يتفضل بتحرير تلك المواطن وازالة هذا العدو منها بفظله واحسانه كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجعلهم هداة مهتدين اجزيهم خيرا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين