الا نموذج من نماذج الجهود الكبيرة التي اه يقومون بها فجزاهم الله خير الجزاء آآ و اه في هذه الدورة قد رتب لها عددا من المجالات التي يراد ان يكون لها الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه الكثيرة وخيراته الوفيرة فقد اعطانا فاجزل ووهبنا فاكثر ومن اعظم نعمه علينا ان هدانا لدين الاسلام الذي تحصل به النجاة يوم المعاد يحصل به من الخير الشيء الكثير دنيا واخرة فنحمده جل وعلا ونثني عليه ونشكره على فضله واحسانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا يعبد احد بحق سواه واشهد ان محمدا عبده ورسوله دلنا على ما فيه الخير والهدى والرشاد وصلاح الاحوال دنيا واخرة قراءة فصلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وارحب باخوتي من طلاب العلم الذين انتظموا في الدورة العلمية السابعة في بيت الله الحرام في المسجد مسجد الكعبة المشرفة واسأل الله جل وعلا ان يعظم الاجور لهم وان يكثر الثواب لهم وان يجعلهم هداة مهتدين صالحين من مصلحين من دعاة دينه ومن المرشدين الى ما يتحقق به صلاح العباد في المبدأ والميعاد ومن فضل الله جل وعلا علينا ان جعلنا في هذا الزمان ممن ينتسب الى العلم تعلما وتعليما فهذه منة كبيرة منه سبحانه وتعالى فهنيئا لكم يا طلبة العلم بذلك. واسأل الله جل وعلا ان يخلص النيات. وان يوفقكم لما فيه خيركم سعادتكم كما اسأله جل وعلا ان يستعملكم في طاعته وان يجعلكم من الموفقين في كل اموركم قم واذا كان المرء يتقرب الى الله جل وعلا بالثناء على الجهود الجميلة التي يكون لها الاثر الحميد في نشر دين الله وفي صلاح احوال العباد فان مما يشكر في هذا المجال ما تقوم به الحكومة السعودية من تهيئة سباء سبل العلم ووسائل سواء فيما يتعلق بالدعوة الى الله جل وعلا من خلال تهيئة الادارات المتعددة التي بواجب الدعوة اليه سبحانه او بواسطة التعليم النظامي الذي رتب له من الدور والجامعات الشيء الكثير كما انها قد رتبت القيام بأركان هذا الدين العظيم دين الاسلام من خلال نشر التوحيد واقامة الصلاة ترتيب امور الزكاة وتنظيم اه شؤون الحج والعمرة فاسأل الله جل وعلا ان يبارك في هذه الدولة وفي القائمين عليها وان يجعلهم موفقين وان يبارك في جهودهم واعمالهم ولا انسى في هذا الباب ما تقوم به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من وتهيئتي الامور العديدة المتعلقة بهذين المسجدين العظيمين فكان لها من الجهد سواء فيما يتعلق بترتيب امر الصلاة في المسجدين او ما يتعلق بامر آآ النسك حجا وعمرة وكيف لها من الترتيب في دخول الحجيج والمعتمرين وخروجهم وهكذا لا ننسى ان نثني عليهم فيما يقومون به من واجب الدعوة الى الله جل وعلا فان وكالة الشؤون التوجيهية في المسجد اه الحرام لها الجهد الكبير في تنظيم الدروس والدورات العلمية وما هذه الدورة العلمية التي نقيمها اليوم؟ وهي الدورة العلمية السابعة في المسجد الحرام مساهمة في المجتمع المسلم وكان من الموضوعات التي تم عرضها ما يتعلق بمحاسن دين الاسلام ولذا يختار هذه الرسالة الطيبة رسالة الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي لتكون محل الدراسة في هذه الدورة المباركة. ولذا اتشرف بالتواصل معكم ايها الطلاب ويا طلبة العلم واتقرب الى الله جل وعلا بان يكون مجال حديثنا فيما يتعلق بهذا الباب العظيم ومحاسن دين الاسلام اه كثيرة متعددة ولكن قبل ان اتكلم عن هذه المحاسن اريد ان انبه الى قاعدة مهمة في هذا الباب. الا وهي ان المؤمن عندما يتمسك بشرائع الاسلام ويلتزم ما يأتيه من التوجيهات الالهية والنبوية في كتاب الله عز وجل او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه يقصد بذلك امرين عظيمين اولهما ارظاء رب العزة والجلال كما قال الله جل وعلا ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما والامر الثاني مما يقصده المؤمن بتمسكه بشرائع الاسلام ان يقصد الحصول على اجر والثواب الاخروي. فيكون من اهل النجاة في ذلك اليوم العظيم. لا من اهل الخسارة فيه و بالتالي تكون مقاصد الانسان مقاصد صحيحة صحيح ان هذا الدين قد جاء بما يحقق مصالح العباد كما في قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وكما قال جل وعلا في كتابه العزيز وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. لكن المؤمن عندما يلتزم هذه التوجيه جهاد فانه يلتزم بها ليحصل على هذين الامرين العظيمين رضا رب العزة والجلال والحصول على آآ الاجر الاخروي اما المنافع الدنيوية التي تحصل فانها ليست مقصودة للمكلف عند التزامه بهذه الشرائع والتوجيهات ولكنها تساق له سوقا. فان من فضل الله عز وجل على العباد ان جعل التمسك بهذا الدين كما انه يصلح احوال العبد في الاخرة فانه ايظا يصلح احوال العبد في الدنيا. لكن لا ينبغي بالمؤمن ان يقصد امر الدنيا اما كونه يصلح احوال العباد في الدنيا فله طريقان في الاستدلال عليه او له طرائق في الاستدلال عليه اشهرها طريقان. الطريق الاول وعد الله جل وعلا في كتابه العزيز بتحقيق الخير والهدى ووصول في الناس ومصالحهم اليهم عند تمسكهم بهذا الدين ومن امثلة ذلك قوله جل وعلا في كتابه العزيز ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه وكما قال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق. قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة وكما قال تعالى ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئات ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض وكما في قوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم هاد ونحو ذلك من اه النصوص اه الكثيرة التي تدل على انه من اتبع ذكر الله جل وعلا فانه لا يضل ولا يشقى. كما قال تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن المبدأ الثاني الذي نريد تقريره في هذه المقدمة ما يتعلق مقصد العبد وارادة فان هذه المنافع الدنيوية التي تحصل من التمسك بشريعة رب العزة والجلال آآ لها شواهد كثيرة اذا الدليل الثاني على ان التمسك بهذه الشريعة تحصل به مصالح العباد في الدنيا الدليل فان الناظر في حال هذه الامة الاسلامية يجد انها كلما تمسكت بشرع رب العزة وسارت على مقتضى توجيهات الكتاب والسنة حصلت لها الرفعة والمكانة وكان لهم النصر على اعدائهم وتوالت عليهم النعم والخير خيرات الدنيوية مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل في الاخرة فانظر الى حال اهل الاسلام في عصورهم المتعددة المختلفة يجد الانسان الشواهد الجلية الواضحة على كون هذا الدين يحقق مصالح العباد في الدنيا مع تحقيقه لمصالحهم ونجاتهم في الاخرة وشواهد هذا في التاريخ كثيرة الى عصرنا الحاضر فانه كلما عادت الامة الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان ذلك من اسباب صلاح احوالهم الاجتماعية والاخلاقية والمالية والاقتصادية والاحوال السياسية و الناظر في حال اهل زماننا يجد ذلك جليا واضحا فاذا تقرر ان هذا الدين يحصل بالتمسك به مصالح العباد في الدنيا. فان العباد ينبغي بهم ان تكون مقاصدهم اخروية فتحصل المنافع الدنيوية تبعا فان من ادى العبادة من اجل ان يحصل على فائدة الدنيا لم يكن له في الاخرة اجر ولا ثواب لانه لم يقصد الاخرة. وانما قصد الدنيا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى متفق عليه ويدل على ذلك نصوص كثيرة جاءتنا في التحذير من ارادة الدنيا بالاعمال ومن ذلك قوله جل وعلا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. وهكذا في قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وبهذا نعلم خطأ اولئك الذين يريدون اعمالهم العبادية مقاصد دنيوية فاننا نجد ان بعض الناس لا يقصد بدعائه الا ان يحقق له ما دعا به من امور الدنيا وينسى ان يقصد بدعائه ان يرضي الله وان يحصل على الاجر والثواب فان الله جل وعلا يحب من العباد ان يدعوه. كما قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ومن هنا على الانسان عند دعائه ان يدعو ان يقصد بهذا الدعاء ان يحصل على رضا الله واجر له اخره ولا يعني هذا ان العبد لا آآ يدعو بامور الدنيا ولكن نقول اذا دعوت بامور الدنيا فعليك ان تقصد بذلك ان ترضي الله وان تحصل على الاجر والثواب الاخروي وهكذا في ابواب الذكر كاذكار الصباح والمساء. فان بعض الناس انما يقصد بهذا الذكر ان يحفظ من شرور الناس في امور الدنيا فهو يخشى من الحوادث والمصائب الدنيوية وينسى ان يقصد بذكره ان يحصل على الاجر ثواب الاخروي وان يكون ممن ارضى رب العزة والجلال وهكذا في سائر عبادات الانسان اريد انا اريد ان انبه الى امر اخر وهو ان بعض الناس يعتقد ان من الامور والمستحسنة ان يترك الانسان الدنيا وان لا يسعى فيها. وهذا الفهم فهم خاطئ مخالف لما جاءت به شريعتنا المباركة ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب اصحابه في الاكتساب يأمرهم ان يغدو احدهم اه للجبل فيحتطب ثم يبيع حطبه ليكون هذا سبيلا من لاستغنائه عن الاخرين وعدم حاجته اليهم. وهكذا جاء في نصوص كثيرة ترغب الناس في الاكتساب وتجعل الاكتساب من الامور المستحسنة وترغب في ان ابتدى الانسان باكتسابه ان يرضي الله وان يحصل على الاجر الاخروي وما ورد من النصوص بالتحذير من الدنيا انما هو لكف الانسان عن الاغترار بها بحيث تنسيه الاخرة او يقدم الدنيا على الاخرة كما قال جل وعلى بل توترون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى فكان هذا الاسلوب محذرا من تقديم امر الدنيا على امر الاخرة ولذا نجد من انبياء الله جل وعلا من سعى في هذا الامر واكتسب ومن ذلك مثلا انبياء الله داوود وسليمان فانهم مع ما اتاهم الله من الخيرات الدنيوية ومن الملك العظيم حتى سخر لهم الجن و اعطاهم الله الشيء الكثير ومع ذلك هم من سادات الزهاد ومن هنا ينبغي بنا ان نعلم ان معنى الزهد ليس ترك الدنيا وانما معنى الزهد ان تستعمل لا الدنيا فيما ينفعك في اخرتك ولكون الصحابة رضوان الله عليهم قد فهموا ذلك واستوعبوه كانوا يزاولون الاعمال التي تدر عليهم مكاسب في الدنيا من التجارة والزراعة وغيرها من الاعمال يريدون بذلك وجه الله جل وعلا ولذلك كان عند الصحابة رضوان الله عليهم من الاموال العظيمة ما تمكنوا به من القيام مع الاسلام ونصرة نبي الله عليه السلام. ولذا لما جهز عثمان رضي الله عنه جيش اه العسرة بسبع مئة من الابل باحمالها واقتابها. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما على عثمان ما فعل بعد اليوم ولذلك فاننا نجد ان النصوص لا تعيب على المؤمنين كونهم يسعون في الاكتساب بل تثني عليهم بذلك ولم يعب النص القرآني على المؤمنين كونهم يحبون ان يكون اموال او يحبون انواعا من انواع المال. ولذا قال تعالى في كتابه العزيز لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ولما وصف الله جل وعلا ولا خصال البر وصفات اهل التقوى. قال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين تاتين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب الاية وهكذا نجد ان الله جل وعلا قد وصف امور الدنيا بانها خير. فقال جل وعلا كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين. فسماه خيرا ومن هنا فان آآ عيب بعض الناس بعض علماء الاسلام بكونهم عندهم اموال ليس مما يتوافق مع ما جاءت به هذه الشريعة المباركة. ولذا فاننا نجد عددا من ائمة اسلام الاوائل ممن اكتسبوا وممن اتجروا وممن كان عندهم الاموال العظيمة التي ينفقونها في سبل الخيرات ومن هنا فان مفهوم بعض الناس بان من يسمونهم برجال الدين انهم آآ يبعدون عن الدنيا هذا مفهوم آآ تابع لبعض الديانات الاخرى فهو من طرائق اهل النصرانية في هذا الباب. واما اهل الاسلام ان الدين لا يقتصر بالنسبة اليه اه بعض الناس دون بعض. فكل المسلمين هم من اهل الدين وهم ممن يوصفون بانهم رجال اه دين ولا يقتصر ذلك على علماء الشريعة وهكذا ايضا ينبغي ان يعلم بان آآ كون الانسان من علماء الشريعة لا ينافي كونه يتجر ويكتسب كما هو شأن آآ علماء الشريعة الاوائل ولذا نجد من الخير العظيم ما كان لهم من اه دفع اموال كثيرة في سبل الخيرات والمقصود بيان خطأ بعض الناس في كونهم ارادوا الدنيا باعمالهم الاخروية او في كونهم ظنوا ان من ارادة الانسان للاخرة ان يترك الدنيا والاكتساب فيها فكلا المنهجين منهج خاطئ مخالف لما ما جاءت به الشريعة بل الواجب في ذلك ان ان ينوي الانسان باعماله الاخرة ولا فذلك مع الاكتساب والعمل والتملك للاموال العظيمة اذا تقرر هذا المعنى فعندنا ان شاء الله تعالى في هذه الدورة هذا الكتاب العظيم الدرة انتصر في محاسن الدين الاسلامي وقد الفها صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي وهو هو فضلا وعلما آآ هو الشيخ ولد في عام سبع وثلاث مائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتوفي في في سنة ست وسبعين وثلاثمائة والف وكان عمره آآ اقل من آآ السبعين سنة حين وفاته رحمه الله تعالى. وكانت ولادته ووفاته في مدينة عنيزة من بلدان باقليم القصيم في نجد وكان له الاثر الحميد في الامة ولعلي اشير الى ثلاثة امور امتاز بها الشيخ رحمه الله تعالى فاولها ما يتعلق بحرصه على التأليف فقد وضع من المؤلفات الشيء الكثير منها ما يكون اه منهجا تعليميا واضحة ومنها مختصرات في علوم في علوم اه الشرع سواء فيما يتعلق بالاصول او معتقد او الفقه او التفسير او الحديث والسيرة النبوية ولذلك كان من الاثر الجميل في هذا الباب اه ما كان سببا اه تعلم اناس كثير من اهل زماننا الحاضر وقد امتازت مؤلفاته عدد من المميزات منها انه حرص على التحقيق والاعتماد على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن مميزات مؤلفاته وكتبه سهولة الاسلوب بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الفاظ ظني يسيرة سهلة مفهومة لكل من قرأها كذلك مما امتاز به الشيخ في كتاباته الاختصار بحيث آآ يشير الى آآ دلالات عديدة في الفاظ آآ وجيزة وكذلك من مميزات الشيخ في مؤلفاته التفنن في العلوم فقد كان مشاركا في اكثر العلوم الاسلامية ولذلك تجد مؤلفاته تبرز هذا التفنن في العلوم فلا يقتصر في بحث العلم الواحد على جزئيات البحث حتى يشير الى الجزئيات الاخرى الموجودة في العلوم الاخرى مما يكون له الاثر الحميد في ربط المعلومات الشرعية والدينية ومن اهم مؤلفاته كتابه في التفسير تيسير الكريم المنان وهو كتاب عظيم وقد اعتنى العلماء به اه نقلا ودراسة اه بثا في وسائل اه الاعلام على اختلاف فيها وهذا التفسير اه قد اشتمل على معاني عظيمة من من امور المعتقد ومن المسائل الفقهية والقواعد الاصولية ولذلك لا زال الناس يتدارسون دون هذا الكتاب وينقلون عنه ومؤلفات الشيخ كثيرة متعددة وقد جمع كثير منها في المجموعة الكاملة من مؤلفات الشيخ ووقعت في بضع وعشرين مجلدا واما المجال الثاني الذي حرص الشيخ على الدخول فيه والتأثير فيه فهو مجال التعليم فقد رتب دروسا منتظمة ورتب آآ امور الطلاب لديه. وبالتالي تخرج على يديه الكثير من العلماء الذين كان لهم الاثر الجميل في الامة سواء منهم من اعتنى بالتأليف ومنهم من اعتنى بالفتوى ومنهم من اعتنى بالعمل في المجالات مجالات العمل الحكومي على اختلافها ولذلك كان لهم الاثر الجميل في مجتمعاتهم واما الجانب الثالث الذي عني الشيخ به فهو جانب الوعظ بمخاطبة عموم الامة بما في ذلك قوامها بما يجعلهم يعودون الى الله جل وعلا ويلتزمون بالعمل باوامره واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذا كان للشيخ من الاثر والفعل الحميد ما رفع الله به شأنه واعلى منزلته. اسأل الله ان يغفر له وان يرفع آآ درجته فعليين وموضوع البحث في محاسن الاسلام اه يمكن ان اه يشار فيه الى ثلاثة مصادر اه ينبغي الرجوع اليها اولها ما يتعلق بالنصوص القرآنية والنبوية التي فيها اشارة الى حكم الاحكام. ومن ذلك مثلا في قوله تعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. لعلكم قد تكون ففيها اشارة الى شيء من حكم هذا الحكم ومقاصده مما يبرز محاسن دين الاسلام والايات التي فيها اشارة لهذه اه المعاني متعددة كثيرة لعلنا نشير الى شيء منها فيما يتعلق الاحكام الشرعية في دورتنا هذه باذن الله جل وعلا واما الامر الثاني الذي يبرز محاسن هذا الدين فهو التأمل في هذه الاحكام والتعمق في فهم معانيها فان التفكر في الاحكام الشرعية يجعلنا نستخرج شيئا من محاسن هذه شريعة ومميزاتها ولابد ان يكون هذا التفكر منضبطا بالضوابط الصحيحة التي تؤهل اه الناظر الى ان يستخرج المعاني والحكم الصحيحة التي تترتب على تطبيق الاحكام الشرعية واما الامر الثالث الذي يبرز محاسن هذا الدين فهو معرفة اه احوال الناس قبل دخولهم في دين الله وبعد ذلك فان العرب قبل الاسلام كانت لهم احوال مقيتة بحيث نجد انهم في امورهم الدنيوية فضلا عن الاخرى قوية قد اه فقدوا كثيرا من مقومات الحياة السعيدة فنجد في بلدانهم اه الخوف الشديد واضطراب الامن نجد عندهم من الجوع ما ندى له الجبين نجد عندهم من الفرقة والاختلاف والاقتتال والتنازع ما يستغرب الانسان من من كثرة حوادثه وهكذا في بقية امور الحياة فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ودين الهدى ودخل الناس في دين الله افواجا تبدلت احوالهم وتغيرت امورهم فانتشر الامن في ربوع بلدانهم واصبح الناس مكنونا من المحافظة على انفسهم واموالهم وجميع شؤونهم. فتغيرت احوالهم في هذا الباب وهكذا فيما يتعلق برغد العيش فتبدلت احوالهم وتغيرت امورهم هم وحينئذ نذكر بما ورد في حديث عدي بن حاتم لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان لم يؤمن بعد فكان لا زال على دين النصرانية اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما سيكون في مستقبل ايامه من ان المرأة تخرج من اه المدينة الى الحيرة لا يعترضها احد حتى مما يدل على وفرة الامن حتى ان قال جاه الشك في ذلك؟ فقال في نفسه اين ذعر طي؟ يعني اين اولئك الذين اشتهروا بقطع الطريق وسرقة الناس ومع ذلك ما هي الا سنوات قليلة حتى اصبح الامن موفورا و رأى الناس يأمنون لا يخافون من اضطراب الاحوال ولا يخافون من السراق قطاع الطريق في اه امور اه كثيرة هكذا تغيرت حالة العرب فقد كانت امة لا يأبه لها وكانت الدول الكبرى في ذلك الزمان آآ ينفذون ما لديهم من خلال بلدانهم ومن خلال استحواذهم على بعض القبائل العربية التي كونوا تابعة لهم فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين الاسلام تغيرت الاحوال واصبح لهم من المكانة على مستوى العالم اجمع. ولذا اذكر بما قاله هرقا لابي سفيان لما سأله عن ذات النبي صلى الله عليه وسلم ووجده يتوافق مع صفات الانبياء فقال لان كان ما تقولون وحق ليملكن ما تحت قدمي اهتال ابو سفيان من ذلك فقال لقد امر يعني عظم وكبر امر ابن ابي كبشة يقصد النبي صلى الله وعليه وسلم وهكذا ايضا فيما يتعلق توفر الحياة السعيدة وجود مقومات الحضارة فانتشار التعليم اصبح الناس يتعلمون فنون آآ الحياة بكافة اشكالها وخرج من هذه الامة العربية من كان له اثره على البشرية جمعا فيما يتعلق بالاكتشافات العلمية والتقنية والحضارية وهكذا تغيرت احوال الناس فيما يتعلق بطريقة تعامل بعضهم مع بعض فبعد ان كانوا اعداء اصبحوا اخوة متحابين ومن هنا نذكر ببعض الايات القرآنية التي وردت في هذا الباب كما في قوله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته يا اخوانا وكما في قوله واذكروا اذا انتم قليل مستضعفون في الارظ تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون في نصوص كثيرة تذكر المؤمنين بالحال العظيمة الجديدة التي وصلوا اليها بعد دخولهم في دين الاسلام ولا يقتصر ذلك على العرب فقط بل ان الامم الاخرى من العجم واصحاب اللغات الاخرى عندما دخلوا في هذا الدين تغيرت امورهم واحوالهم فاصبحوا يأمنون في بلدانهم ووفر الله لهم انواعا النعم في حياتهم حتى من كان في ظل دولة الاسلام ممن بقي على دينه نعم بكثير من الخيرات التي جاءت التي جاءت الى بلدانهم بعد ان دخلها دين الاسلام واصبحت في آآ دولة الاسلام ومن هنا نجد ان هذا الدين جلب للناس الخيرات الدنيوية الكثيرة والعظيمة والمؤلف رحمه الله تعالى حاول في هذا الكتاب الدرة المختصرة ان يشير الى طول محاسن اه الاسلام. ومن ذلك محاولته المقارنة بين دين الاسلام مع غيره من اه الى اديان. وهو في هذا الكتاب لم يرد ان يستوعب ذلك. وانما اراد ايراد امثلة على هذا الباب وليس مراده اه الاستيعاب وقبل ان ادخل في كلام المؤلف اشير الى شيئين عظيمين في هذا الباب الا وهو ان ان صلاح احوال الناس بهذه الشريعة لم يقتصر على امورهم الظاهرة فقط بل كان لهذا الدين من الاثر الجميل في احوال الناس الباطنة في صلاح قلوبهم وسعادتهم وابتعاد انواع الامراظ النفسية عنهم والامر الثاني ان هذه الشريعة كما اصلحت احوال آآ الافراد اصلحت احواله المجتمعات فغيرت الحال بدل ان كانوا متقاطعين متدابرين اصبحوا اخوة متحابين اتمنى كل واحد منهم الخير للاخرين كما يتمناه لنفسه مما يدلك على اثر هذه الشريعة على النفوس ولذا فان مما يقرر في كثير من النصوص اهمية موظوع اه الايمان اذا تقرر هذا فان في دراسة محاسن الاسلام الفوائد الكثيرة والمنافع العظيمة وقد اشار المؤلف في مقدمة هذه الرسالة الى شيء من اه المحاسن من الفوائد التي اه ينالوا بمعرفة محاسن الاسلام ولعلي اشير الى شيء من هذا فاول ذلك فيما يتعلق بالاجر والثواب فان في معرفة هذه المحاسن تم معرفة لشيء من احكام الشريعة وتعلم احكام الشريعة من افضل الاعمال التي يتقرب بها لله سبحانه وتعالى. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع. ومن هنا وردت النصوص بالثناء على العلماء وبيان المنزلة العالية التي ينالون كما في قوله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وكما قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وكما قال انما يخشى الله من عباده العلماء. ولذا استشهد الله جل وعلا بهم في عدد من المواطن. كما في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وكما في قصة قارون عندما استشهد الله جل وعلا بمقالة العلماء في التحذير من الاغترار بالدنيا مما ينسي الاخرة والاستعداد لها جاء في الاحاديث النبوية ايضا عدد من النصوص تدل على فضيلة العلماء ومن ذلك مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفظلي على ادناكم وفضل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائري الكواكب وكما قال صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم فمن اخذ فمن اخذ به اخذا بنصيب وافر والنصوص التي وردت في هذا الباب كثيرة متعددة والامر الثاني من فوائد معرفة محاسن الاسلام ان يعرف الانسان ربه جل وعلا. فانك عرفت محاسن الدين الذي يدعوك الى الله كان هذا من اسباب معرفتك بالله وتعلق قلبك به سبحانه وتعالى ومن الاثار الجميلة لمعرفة محاسن الاسلام ان يعرف الانسان بمقدار او بشيء من مقدار نعمة الله عليه بهذا الدين. فيكون هذا مؤديا الى ان يشكر العبد ربه سبحانه وتعالى فانك لن تشكر النعمة الا اذا عرفتها. ومن ثم فان معرفة محاسن الاسلام يجعلك تشكر الله جل وعلا ومن شكر الله رظي الله عنه ومن شكر الله ولا عليه الخير. كما قال تعالى وان تشكروا يرضه لكم. وكما قال تعالى لئن شكرتم لازيدنكم هكذا من الفوائد التي تترتب على معرفة محاسن دين الاسلام ان يكون ذلك من اسباب تمسك الناس به فان بعض الناس متى عرف آآ نعمة الله عليه بهذه آآ كم جعله ذلك يشكر الله بالتمسك بشريعته. ولا شك ان النفوس مع من احسن اليها فمتى عرفت احسان الله اليك بالهداية لهذا الدين وبكون هذا الدين يحقق المصالح الدنيوية والاخروية كان هذا من اسباب تمسكك به وهكذا من الفوائد التي تحصل اه بمعرفة محاسن الاسلام ان يزيد ايمان الانسان فان الايمان ديدو كما ورد بذلك آآ عدد من النصوص ومن ذلك قوله جل وعلا انما المؤمنون ان الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهما اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون وهكذا في قوله جل وعلا في اواخر سورة التوبة واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا الاية اه هكذا من اه الاثار الجميلة التي تحصل بمعرفة محاسن الاسلام ان يكون هذا من من طرائق الدعوة الى الله جل وعلا والى دين الاسلام. فانك متى عرفت الناس بمحاسن هذا الدين كان هذا من اسباب دخولهم فيه باذن الله جل وعلا والمؤلف رحمه الله تعالى اه حرص على ان يتكلم عن امثلة لمحاسن دين الاسلام ولذا نبه كثيرا على انه لم يستوعب هذه المحاسن وقد اعتنى كثير من العلماء بالتأليف في باب محاسن دين الاسلام فالفوا فيه مؤلفات جزيرة اه عظيمة ونحن في كل زمان نحتاج الى اخراج هذه المحاسن بصياغة تتناسب مع ذلك الزمان. لان حديث الناس واهتماماتهم قد تختلف من زمان لاخر. وبالتالي يخرج من درر دين الاسلام محاسنه في كل زمان بما يتناسب مع اه توجهات الناس وتصوراتهم ولا شك ان دين الاسلام كما جاء بربط القلوب بالله عز وجل جاء ايضا بتصحيح التصورات التي تكون عند الناس فيما يتعلق بامور حياتهم ومن هنا فان مخاطبة الناس بما يكون عندهم لتصحيح مفاهيمهم بجالهم يستشعرون محاسن هذا الدين ينبغي ان يكون في اسلوبه وسياقه مع اهتمامات الناس ومع طرائق تفكيرهم ومع ما اه تؤاتيه الظروف في ازمنتهم وفي عصرنا الحاضر مع وجود وسائل الاعلام بانواعها المختلفة ومع توفر طرائق التواصل قل اه من خلال اه الامور التقنية ومع وجود المنظمات العالمية التي بدأت تركز على عدد من الموضوعات التي قد آآ يكون فيها تحقيق العباد في الدنيا فحينئذ ينبغي ان نخاطب الناس بما يكون آآ لهذه المجالات التي دخل الناس وركزوا آآ الحديث عليها في زمننا الحاضر فان المنظمات الحقوقية بدأت تتكلم عن بعض الموضوعات التي ينبغي بنا ان نجعلنا ان نجعلها تعنى فهم آآ مرامي الدين ومقاصده واحكامه. وبالتالي يكون هذا من اسباب معرفة محاسن هذا الدين. وهنا انبه على امر عظيم الا وهو ان بعض الناس يريد ان يجعل القواعد التي يسير عليها اهل الديانات الاخرى واهل المجتمعات الاخرى منطلقا لفهم دين الاسلام ومقاصده. وبالتالي محاسنه وهذه طريقة ينبغي ان آآ نحذر منها لانها قد تؤدي الى شيء من التناقض من جهة والى كوننا قد لا نرى مناسبة بعض الاحكام بناء على كوننا انطلقنا من قواعد مخالفة ولذا فان من المناسب عند الكلام عن محاسن دين الاسلام ان نتكلم عن القواعد والاصول التي يسير عليها اه المجتمع المسلم وتكون اه عليها الاحكام الشرعية ومن هنا اعتنى المؤلف رحمه الله تعالى ببيان اصول محاسن الاسلام اه لم تاني افراد هذه المحاسن وكان من اوائل ما تحدث عنه المؤلف ما يتعلق باصول اه الايمان ولذا فان الناظر في اه اصول الايمان يجد ان هذه الشريعة اكدت على امرين من اركان الايمان في كثير من آآ توجيهاتها ومن وهما اصل الايمان بالله وباليوم الاخر. كما في قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله سورة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وكما قال تعالى ولا يكتمن ما في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم من الاخر في نصوص كثيرة تؤكد على هذين الاصلين من اصول الايمان وذلك لان الايمان بالله عز وجل يقتضي ان تؤمن بان الله جل وعلا هو المطلع على ما في الكون. وهو المدبر له وهو الذي ينفذ امره فلا يخفاه شيء وبالتالي انت تستشعر انه يراقبك وتستشعر ان الرزق بيده وتستشعر انه هو المتصرف في الكون ومن ثم تخاف من الله جل وعلا جوه سبحانه وتعالى وتحبه فتدفعك هذه الامور الى اصلاح تصرفاتك فاذا كنت تؤمن بان الله جل وعلا يطلع عليك ويراقبك. فحينئذ لن تقدم على فعل يغضب الله سبحانه وتعالى فلن تظلم احدا ولن تأخذ حق احد من الناس لانك تستشعر ان الله جل وعلا اطلعوا عليك ولا يخفى عليه شيء من امورك. كما قال تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهكذا الركن الاخر وهو ركن الايمان باليوم الاخر. فانك عندما تستشعر انك ستقف بين يدي الله جل وعلا. وستسأل عن جميع اعمالك. وستحاسب عليها. ستعطى من من الثواب نظير ما فعلته من الاعمال الحسنة ما يتناسب معه وستعطى من العقاب ما يكون اه بسبب ما خالفت به اوامر الله جل وعلا فيدفعك ذلك الى الاستعداد في ذلك اليوم بالتمسك بهذا الدين ومن ثم تحصل المصالح والمنافع العظيمة المرتبة عليه ولا يعني هذا ان نغفل ما يتعلق بقية اركان الايمان وقد اشار المؤلف في هذا الباب الى ان اصول الايمان تجعل الانسان آآ يستقيموا في حياته ويهنأوا بها ومن ذلك مثلا ان الايمان بالله جل وعلا يقتضي ان تؤمن بقوته وقدرته وبالتالي تستشعر ان يكون بينك وبين الله رابط يجعلك تلتزم محاسن الافعال والاقوال وهكذا من مميزات هذا الدين فيما يتعلق باصول الايمان انه قد جاء بالايمان بجميع الانبياء عليهم والسلام فالمسلم يؤمن بكل الانبياء. ولا نفرق بين احد من رسله وهذه مزية لهذا الدين لا توجد عند بقية الاديان الذين لا يؤمنون بجميع الانبياء وهذا الايمان يدفع الانسان الى ان يلتزم بمحاسن الاعمال وان يكون من من شأنه ان يحافظ على مكارم الاخلاق وان يسعى في تحقيق مصالح العباد اذا كان هذا الدين العظيم ينهى عن مساوئ الاعمال والاخلاق ومن ذلك مثلا انه نهى عن الظلم ونهى عن التقصير في حقوق الاخرين قد جاء ببيان الحقوق كاملة مما يجعل الانسان يلتزم باداء هذه الحقوق انا من الامور التي تترتب على هذا الباب مشاهدة الاثر العظيم لدين الله عز وجل على العباد فان الناظر في احوال الناس الذين تمسكوا بهذا الدين يجد عندهم من الصفات الجليلة العظيمة ما بمحاسن هذا الدين فاول ذلك ما يتعلق بطهارة القلوب وزكاتها. فان اهل الايمان اه عنهم العديد من الصفات نتيجة تمسكهم بهذا الدين. فمثلا فيما يتعلق بالرغبة بالانتقام اه تزول عندما يستشعر الانسان ان الله هو المتصرف في الكون وان هؤلاء العباد الذين نالك ضر وسوء بسببهم انما هم ادوات وهم ينفذون اوامر الله القدرية الكونية وبالتالي لا يسعون الى الاضرار بهم بل يسعون الى احسان التعامل معهم هم كما قال تعالى ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفون. يعني من اساء اليك فادفع بالتي هي احسن وبالتالي تغيرت قلوب الناس مثلا كان اصبح في القلوب تمني الخير للاخرين لا يؤمنون نوحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اه كذلك زالت عن القلوب اه كثير من اه المظاهر وانواع الشعور اه لا يتمنى الانسان ضرا ولا سوى اه يزول عنه الحقد والحسد والكراهية ونحو بذلك من الاخلاق المذمومة هكذا ايضا من الاثار الجميلة التي ترتبت على وجود دين الله عز وجل ان ترابط المجتمع فاذا استشعر الانسان تلك التوجيهات العظيمة التي يكون لها الاثر الحميد في ترابط المجتمع سواء في صلة الارحام او في المحافظة على حقوق الجار والاحسان اليه وعدم ظلمه او فيما يتعلق اه احترام الصحبة والقيام اه واجباتها مما يجعل الناس يستشعرون ان هذا الدين قد سعى الى ترابط المجتمع وبالتالي يستشعر القاعدة العظيمة وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على تميم والعدوان فهذه نماذج من اه ما ذكره المؤلف من الامر الاول فيما يتعلق بمعرفة محاسن دين الاسلام بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من المتمسكين بشرعه ودين الساعين الى نشر هذا الدين في عباد الله ونسأله جل وعلا للجميع صلاح الاحوال واستقامة للامور. وفق الله ولاة امرنا لكل خير. وجعله من اسباب الهدى والخير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد