وهكذا من الامور ومن العبادات التي هي من اركان هذا الدين اداء الزكاة بحيث يتقرب انسان لله جل وعلا باداء جزء من ماله يكون سببا من اسباب صلاح احوال المجتمع فانما اتانا الله من الخيرات كثير متعدد وما ننفقه في الزكاة ونحوها فانما هو جزء يسير من اه ما اتاه الله للعبد. ولذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين وبعد سبق ان تكلمنا عن المثال الاول الذي ذكره المؤلف الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتابه الدرة المختصة لامثلة محاسن دين الاسلام حيث تكلم رحمه الله عن ركن الايمان واثره على النفوس وكيف ان النفس البشرية غير فبدل ان تكون شحيحة تكون كريمة. وبدل ان تكون ظيقة الافق تكون بعيدة الافق وبدلا ان تنازع الناس في امور دنياهم تتطلع الى امر الاخرة بحيث تكون المقاصد اخروية وفي هذا اليوم باذن الله جل وعلا ساذكر عددا من الامثلة التي مثل بها المؤلف رحمه الله على لمحاسن الصلاة ومن ذلك ما ذكره في المثال الثاني حيث ذكر ان من انواع محاسن الاسلام تلك الشرائع التي هي الاركان الخمسة لدين الاسلام حيث بني دين الاسلام عليها والناظر في هذه الاركان يجد انها كلها مصلحة وانها تحقق خيري الدنيا والاخرة تراه وانه ليس فيها ظيق ولا حرج بل هي مما يستطيعه الناس ومما يعود عليهم بالخير والنفع ولذا قال تعالى عند ذكر الطهارة التي هي شرط من شروط الصلاة ما جعل عليكم في الدين منه حرج ولما ذكر رب العزة والجلال امر الصدقات بين انها تعود بالخير على الناس كما لقوله تعالى ويربي الصدقات وهكذا فيما يتعلق امر الحج حيث كان مصلحة كما قال تعالى ليشهدوا منافع وقيده بكونه في استطاعة العبد بحيث لا يجب الحج الا على ضيع اركان هذا الدين اولها ما يتعلق بالاقرار بالشهادتين. شهادة التوحيد لا اله الا الله وذلك ان العبد متى كانت عباداته لله وحده؟ حينئذ سلم من التشتت ومن من هو ضعيف عاجز الى ان يكون مستشعرا لمراقبة رب العزة والجلال واذا كان الانسان يخضع لله وحده ويذل له سبحانه فحينئذ لن يخضع اوعى عبادة لاحد من المخلوقات وهكذا فيما يتعلق بشهادة الرسالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يعني ان اتباع الشرائع انما يكون على وفق ما جاء به هذا النبي الكريم. ومن ثم لا يتسلط احد على لا احد بالزامه بشعائر دينية لم تأتي في الكتاب ولا في السنة. وكذلك يكون هذا من اسباب اتحاد الشريعة وعدم اختلافها ويكون ذلك من اسباب رد ما قد يكون في بعض النفوس من مجاراة الاهواء والرغبات في تقرير انواع من الاعمال جعلها عبادات يتقرب بها لله سبحانه وتعالى. وبذلك تحفظ الشريعة ويؤمن فيها من التبديل والتغيير وهكذا ايضا تكون مناطا التحكيم بين المتنازعين والمختلفين بحيث تكون على طريقة واحدة ترفع ما قد يكون وبين الناس من النزاع والاختلاف. ولذا قال الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالصلاة حيث تشتمل على عدد من المعاني التي تكون ظاهرة في هذه العبادة سواء فيما يتعلق بجعل الناس يجتمعون الافون باداء الصلوات جماعة في المساجد او بكونهم يتوجهون الى قبلة واحدة او كونهم يلفظون اذكارا واحدة او بكونهم يؤدون الصلاة في وقت واحد. ومن ثم يكون هذا من اسباب اجتماعهم وتآلفهم زيادة على ما في الصلاة من اخلاص العبادة لله جل وعلا بحيث يكون مراد الانسان ان ليحصل على اجر الاخرة ويكون مراد الانسان ان يرضي رب العزة والجلال. ومن ثم يتعود على احياء اي هذه المعاني في نفسه ثم هذه الصلاة صلة بين العبد وربه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم في صلاة انه يناجي ربه. فهذه الصلاة تفتح الباب بين العبد وبين ربه وخالقه والهيه سبحانه وتعالى. ومن ثم كانت الصلاة محلا للثناء على الله جل وعلا وذكره بما يتصف به من صفات اي من صفات الكمال والاسماء الحسنى و الاعتراف لله جل وعلا بالفضل كما ان في الصلاة عرضا لحوائج العبد على ربه سبحانه وتعالى كما جاء في الاحاديث ان اه الصلاة موطن لاجابة الدعوات. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا من الدعاء وكذلك هذه الصلاة تشتمل على خظوع العبد لربه سبحانه وتعالى والتزامه بشعائر بهذه الصلاة فهو يكبر ويركع ويسجد لله جل وعلا. وهو في صلاته قد ركز نظره على موطن سجوده خضوعا لرب العزة والجلال ثم كان لهذه الصلاة من الاثر الحميد في اصلاح النفوس بحيث تستشعر مراقبة الله جل وعلا ويكون من شأنها ان تراعي التوقيتات التي جاءت في هذه الصلاة. ومن ثم يكون ذلك من اسباب استغلال الانسان لوقته. ولذا قال تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا وقد جاء الامر بالصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات وقد جاء في اه معاني الصلاة ان هذه الصلاة تجمع المؤمنين في بيوت الله كما قال تعالى في بيوتنا دين الله وان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار كما ان هذه الصلاة لها اثرها في صلاح النفوس بحيث تجعل الانسان يستعد لاخرته فيجتنب كثيرا من غوائل النفوس وما قد يكون فيها من اه معاني تنافي الاخلاق الفاضلة وحسن التصرف وتنافي ما جاءت به الشريعة من حسن التصرف في المعاملات وكذلك هذه الصلاة لها اثرها في اصلاح احوال العبد بحيث يستشعر العبد مراقبة الله جل وعلا له واطلاعه على احواله كما ان هذه الصلاة تزرع مخافة الله جل وعلا وفي قلب العبد ورجاءه له وتعالى كما ان هذه الصلاة لها اثرها في جعل الناس يبتعدون عن الاخلاق السيئة والافعال المنقوتة والاخلاق الرذيلة. ولذا قال تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ومن هنا كان كلما اتقن العبد صلاته وكملها كان لها اثرها الحميد في اصلاح نفسه واعظم ومن اعظم ما تشتمل عليه الصلاة. كون العبد يذكر الله جل وعلا. فان هذه الصلاة مما تجعل العبد يذكر ربه سبحانه وتعالى. ولذا قال جل وعلا فاعبدني اقم الصلاة لذكري. ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى وفوائد الصلاة واثرها في اصلاح احوال العباد كثيرة متعددة فكان فيهم من المعاني اصلاح نفوس الناس بحيث تعتاد النفس على صفات الكرم والسخاء ونحو ذلك من المعاني العظيمة وهكذا هذه الزكاة تعود الانسان على حسن الظن بالله جل وعلا و ربط القلب بالله ثقة به سبحانه وتعالى فان العبد عندما يعتمد على الله جل وعلا يكون هذا من اسباب صلاح احواله واستقامة فمن فمن اعتمد على الله فان الله جل وعلا سيتكفل بشأنه. كما قال جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا. وقد الله جل وعلا المنفقين آآ الاجر العظيم كما في قوله سبحانه مثل الذين ينفقون اموالهم في لله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم وهكذا الزكاة مظهر من مظاهر شكر الله جل وعلا آآ على نعمه التي انعم بها على العبد مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون. ومن ثم كانت زكاة مما يذكر العبد بيوم الاخرة وهكذا من الامور المترتبة على الزكاة تربية النفوس على الاحسان الى الخلق ومن ثم من كان من اهل الاحسان احسن الله جل وعلا له. كما لقوله تعالى الا وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ وكما في قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وهكذا الزكاة مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي حيث يكفل الناس بعضهم بعضهم الاخر وبالتالي يكون هذا من اسباب زوال الفقر او نقصان درجته عن العباد. ومن اسباب فايت اه الناس ما يتعلق بحوائجهم وكم للزكاة من اثر حميد في حفظ امن الامة بحيث ان اولئك الذين لا يجدون هنا ما ينفقون على انفسهم واهليهم يكتفون بما يدفع لهم من زكاة عن ان يعتدوا على اموالهم للاخرين وان يتسلطوا عليها او ان يسرقوا اموال غيرهم. ومن ثم كان للزكاة اثرها الحميد في حفظ امن الامة وهكذا في الزكاة معنى الترابط بحيث يترابط افراد المجتمع بعضهم مع بعضهم. فهذا الغني تجده يبحث عن الفقير ليساعده في اموره من زكاته. وهذا آآ من هو تاج يحرص على الترابط مع اصحاب المال من اجل ان يكون بينهم من معاني التعاون ما يكفي الجميع حوائجهم وكذلك في الزكاة سداد لي المصالح العامة التي تحتاج اليها الامة. فان الله جل وعلا قد جعل للزكاة مصارفا محدودة كما في قوله سبحانه انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم في تسمية كل صنف من هؤلاء الاصناف من مصارف الزكاة من المعاني العظيمة ما يشهد لحسن هذا الدين وما اشتمل عليه من صلاح احوال العباد وهكذا كان للزكاة اثرها في دفع الاضطرار عن اولئك المضطرين المدقعين الذين لا يتمكنون من دفع الظرر عن انفسهم وهذه المعاني هي معاني وفوائد وحكم ومصالح تظهر من تطبيق هذه اه اركان من اركان دين الاسلام. وان كان المرء قد لا يقصدها ابتداء وانما يكون قصده على جهة الابتداء ان رضي الله جل وعلا فتحصل هذه المعاني على جهة التبع وهكذا في عبادة الصوم التي فيها من المعاني النفسية والصحية والاجتماعية الكثير فالصوم له اثر في تصحيح الابدان وسلامتها من الامراض وابتعاد ما قد يكون وفيها من اه انواع الدغل ثم في هذه الصلاة معاني نفسية عظيمة فهي تمرن الانسان على ترك محبوبه وهواه ورغباته في تناول انواع الاطعمة وفي وفي ترك آآ ما يتعلق آآ شهوة الانسان مع اه زوجه وفي هذه العبادة عبادة الصوم تعويد النفوس على الصبر وحبسها عما ترغب فيه وهكذا في عبادة الصوم تعويد للنفوس على استشعار مراقبة الله جل وعلا. فان العبد انما يترك ما يؤثر على صومه رغبة فيما عند الله جل وعلا. مع انه كان بامكانه ان يتناول المفطرات عند غيبة الناس وعدم حضورهم الا انه ترك ذلك يريد ارضاء رب العزة والجلال فكان في الصوم من معاني تقديم محبة الله ما يجعل العبد يصلح احواله واخلاقه لانه يريد بذلك ان يرضي رب العزة والجلال وفي الحج من المعاني العظيمة التي تكون سببا لاصلاح النفوس وسببا لاصلاح المجتمعات وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون. من جاء حسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. وهم لا يظلمون وسببا لاصلاح لاصلاح احوال الناس البدنية والنفسية و الاقتصادية والسياسية الشيء الكثير اه في الحج نجد ان الناس يبذلون من اموالهم لاداء هذه الشعيرة العظيمة وبالتالي تتعود نفوسهم على البذل والسخاء وهكذا في الحج من معاني تحمل المشاقة. فان النفوس اه عند ذهابها للحج لها من المتاعب والمشاق الشيء الكثير. وبالتالي تتمرن النفوس على تحمل آآ المشاقة وهكذا في الحج اه معنى عظيم من جهة تعويد الانسان على ترتيب اموره وترتيب احواله. فان الانسان عندما يكون قائما بتنظيم هذه الاوقات في سفره وفي ذهابه وفي تنقل وفي وقت رميه ووقت طوافه آآ الى غير ذلك من المعاني التي يحصل بملازمتها آآ اه الحرص على اه استغلال الاوقات اداء الاعمال في اوقاتها وهكذا في الحج من اه تعويد النفوس على ما يتعلق بترتيب اه الاحوال في اسفار اه بحيث يكون عند الانسان قدرة على التنظيم والترتيب وقدره على تحمل ما قد يرد على الانسان في اسفاره من الطوارئ التي تطرأ له. وفي الحج ايضا من تنوع العبوديات ما قد يكون له الاثر الحميد في اصلاح احوال الناس وهكذا في الحج من ذبح الهدي والاضاحي ما يكون سببا من اسباب توفر اللحوم التي يحتاج ناس لتناولها لتغذية ابدانهم. وبالتالي يكون هذا من اسباب استمرار الانسان على تفقد احوال الاخرين والقيام باداء ما ينفعهم وفي الحج من المعاني ان يستحضر الانسان الانبيا والصالحين الذين وصلوا الى هذه المواطن قاموا بعبودية الله جل وعلا فيها. وهكذا من المعاني في الحج ان احصل التعارف بين المسلمين في مشارق الارض ومغاربها يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله نلقاكم وهكذا في اداء هذا النسك من جمع الكلمة واجتماع الناس ما يسر به اهل الايمان فنشاهدهم في موقف واحد وفي اه اه موطن واحد يتقربون لله جل وعلا وبالتالي في ذلك من تعويد النفوس على التعاون على المصالح وادائها الشيء الكثير فالمقصود ان عبادة الحج فيها من المنافع والمصالح الشيء العظيم الكثير الذي لا يحصل في غيره فالحج موطن من مواطن اجابة الدعوات. والحج موطن من مواطن مغفرة الذنوب والزلات في الحج موطن من مواطن التوبة والتقرب لله جل وعلا. وفيها من التعاون على ما يحقق المصلحة ويدرأ السوء والشر الشيء الكثير. ولذا قد كان لموسم الحج من اثر آآ قد كان لموسم الحج اثر كبير في وجود اه مبادئ وانطلاق دعوات كان لها الاثر الحميد في تصحيح احوال الناس اه ايضا من الامثلة التي تدل على حسن هذه الشريعة وما جاءت به من الخير للناس ما دعت اليه من الاجتماع جعل الناس على كلمة آآ سواء فيما يتعلق بامورهم فان الانسان متى استشعر ان الله جل وعلا يأمره بان يجتمع مع الناس كان هذا من اسباب صلاح احوال المجتمعات. ومن هنا اكدت الشريعة تأكيدا دائما على اهمية الاجتماع وسعة الى جعل الناس يتآلفون فمرة ان امرت ببر الوالدين من اجل هذا المعنى. ومرة امرت بصلة الارحام والاحسان اليهم. لتحقيق هذا المعنى وهكذا امرت باحترام اه الحقوق واصحابها فامرت باحسان التعامل مع الجار وامرت بالصدق في التعامل وامرت بحسن الاخلاق مع الاخرين مما يترتب عليه ان يتآلف الناس وبالتالي يجتمعون وكذلك اكدت الشريعة على التحذير من التفرق والاختلاف وازالة ما قد يكون في النفوس. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون جالس من اجل ان ذلك يحزنه. وانظر كيف راعت الشريعة مسألة مراعاة مسألة نفسيات وما قد يؤثر عليها. ولذا نهى عن ان يتناجى اثنان دون الثالث وعلى ذلك بكونه يحزنه وقد قال الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم تمعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. الى ان قال سبحانه ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الاية وهكذا ما ذكره الله جل وعلا في سورة الانعام من قوله جل وعلا ان الذين فرقوا ومن المعاني في هذا الباب ان الشريعة قد امرت المؤمنين بان يتقربوا اليه سبحانه تعالى بمعرفة نعمة الله عليهم بهذه الشريعة المباركة. كما قال تعالى اذكروا اذا انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ولا شك ان في الاجتماع والتآلف من المعاني العظيمة والفوائد الجليلة الشيء الكثير الذي لا يمكن حصره من الامثلة التي جاءت بها الشريعة ما امر الله جل وعلا به من آآ الرحمة بحيث يرحم الناس بعضهم بعضهم الاخر. ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء الراحمون يرحمهم الرحمن الراحمون يرحمهم الراحمون. وهكذا جاءت الشريعة بالامر بالاحسان للاخرين وترتيب الاجور العظيمة على ذلك. قال الله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا وقال جل وعلا ان الله يأمر بالعدل والاحسان ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. وقال جل وعلا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. ومما جاءت به الشريعة في هذا الباب ان سعت الى جعل الناس يحسن بعضهم الى بعض اداء ما قد يكون مثمرا اذا بالنفع للاخرين. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آآ يا ايها الناس افشوا السلام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام. واطعموا الطعام تدخلوا جنة ربكم بي سلام ومما جاءت به الشريعة في هذا الباب ان سعت لدفع الظلم وابعاده عن الناس ولذا حكم الله جل وعلا بخذلان الظالمين. كما في قوله سبحانه وتعالى كمال الظالمين من نصير. اه نحو ذلك من النصوص وهكذا ايضا نهت الشريعة عن البغي وتجاوز الانسان في حقه ونهت عن التفاخر والتكاثر ونهت عن التكبر على الاخرين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال قالوا ذرة من كبر قالوا يا رسول اه الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الجمال. الكبر بطر الحق. وغمط الناس ومن هنا جاءت الشريعة بالنهي عن التعامل السيء الذي يكون مع الاخرين. فان ام لا السيء يتنافى مع ما جاءت به الشريعة من الرحمة ومن الاحسان الى الاخرين ريم ولا شك ان في الاحسان والرحمة مع الاخرين من الاثر الجميل في احسان آآ في تليين قلوبهم آآ كما قال الاول فطالما استعبد الانسان احسان احسن الى تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان احسانه ومن هنا قال جل وعلا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب ينفظوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ولذلك كان لهذه المعاني من التأثير العظيم في قلوب الناس بحيث يقلب الاعداء بان يكونوا اصدقاء وانظر لقصة ذلكم الرجل الذي قدم الى النبي صلى الله عليه وسلم تريد مفاصلته مضادته اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ووجده يعطي الاخرين. فعاد الى قومه وامرهم ان يسلموا وقال باني قد اتيتكم من رجل يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فتغير حاله بسبب ما رآه من احسان النبي صلى الله عليه وسلم وانظر لموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع اولئك الذين آآ سعوا بمقاتلته في وقائع كثيرة. وكان من شأنه ان يعفو وان يتجاوز عما قد يكون لديهم واما المثال الخامس من الامثلة التي تدل على محاسن هذه الشريعة فما جاءت به الشريعة من حكمة كما قال جل وعلا يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. والمراد بالحكمة وضع الامور فيما يتناسب معها بحيث تكون تصرفات الانسان لائقة مع الجو الذي آآ وقعت فيه هذه آآ التصرفات وهكذا جاءت الشريعة موافقة الفطرة كما فطر الناس عليه من توحيد لله جل وعلا وافراده بالعبادة والتسليم له سبحانه وتعالى. كل هذه معاني مما جاءت بها الشريعة وبالتالي كانت هذه الشريعة المباركة موافقة للفطرة كما قال رب العزة والجلال في اه كتابه العزيز فاقم وجهك للدين القيم. قال في الاية الاخرى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه واتقوه اقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ومما جاءت به هذه الشريعة انها جاءت بتوجيهات تستحسنها العقول ولا تعارضها متى كانت تلك العقول سليمة خالية من الشوائب ومن هنا جاءت الشريعة بتحريك هذه العقول في مواطن كثيرة كما في قوله افلا تعقلون لو كانوا اعقلون آآ ربكم رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم تعقلون. ونحو ذلك من النصوص وهكذا مما جاءت به الشريعة ان جاءت بالصلاح والاصلاح والنهي عن الفساد والافساد كما قال استظل كل واحد منهم تحت شجرة وعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه على تلك الشجرة جاء رجل اعرابي فاخذ سلاح النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف على رأسه فقال يا محمد قال تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. وكما ذكر الله جل وعلا من شأن المنافقين انهم يسعون في الفساد والافساد لا في اصلاح احوال الناس. ولذا قال الله وجل وعلا في اه ذكر بعظ اصناف المنافقين واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون. ولكن لا اه يشعرون وهكذا مما جاءت به الشريعة اه الصدق في الاخبار ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا. وهكذا جاءت الشريعة العدل او جاءت بالاوامر العادية التي اه لا ظلم فيها. كما قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل وهو السميع العليم وهكذا مما جاء في هذه الشريعة آآ انه لا تشديد فيها وآآ اه وانما هي متوافقة مع قدرات الناس كما في قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها وكما في قوله جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم. ونحو ذلك من النصوص وليس في هذه الشريعة امر يتنافى مع العقول بحيث تدل العقول على بطلانه كان قد يأتي في احكام الشريعة ما قد تعجز العقول عن ادراكه وادراك حكمته. وبالتالي قل العيب ليس في الامر الشرعي وانما في تلك العقول التي لم تستطع تمييز ذلك الفعل وما رتبوا عليه من الاحكام والاثار الجميلة ولذا كان كل مستقرئ لاحكام هذه الشريعة يجد انها محققة لمصالح وسببا من اسباب وصولهم الى سعادتهم في الدنيا والاخرة شواهد هذا في الاحكام الشرعية كثيرة متعددة وهكذا مما يبرز محاسن الشريعة ويظهرها ما جاءت به الشريعة من الامر بالجهاد والترغيب فيه فان الجهاد سواء كان قوليا او كان عمليا من اعظم ما يحفظ الله به هذا الدين ويقيه مكائد اعدائه وبالتالي على الانسان ان عبودية الجهاد عبودية الجهاد قد شرعها الله جل وعلا لدفع عدوان الظالمين الذين يريدون اه الغاء هذا الدين او يريدون ظلم اتباعه او او يضيقون على من يتمسك بتعاليم هذا الدين. ويقومون آآ عدم تمكينهم من اداء عبودية الله جل وعلا مما جاء في شرع الله وفي كتاب ابالله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه العبادة لم تشرع من اجل طمع في اموال الاخرين ولا جشع ولا انتقام وانما المراد بذلك فتح الباب بصلاح احوال العباد بتمكينهم من فهم هذا الدين وادراك مقاصده ومراميه وبالتالي يكون هذا الباب من ابواب الخير من اسباب صلاح احوال الناس والناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد هذا جليا واضحا فانه عاب على اسامة لما قال له بان لما قيل له بان اسامة قتل رجلا بعد ان قال لا اله الا الله فاستدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر آآ اسامة بان هذا الرجل كان حريصا على الايقاع الادبي وانه لما رأى اني قد تمكنت منه قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله؟ اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله فانكر عليه انكارا شديدا حتى انه رضي الله عنه قال تمنيت انني لم اكن اسلم قمت الا في ذلك اليوم. وانظر الى تلك الحوادث الكثيرة التي عفا فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن اولئك الذين ارادوا به السوء والشر. واضرب لك مثالا فيما اه اه محاولات الاغتيال التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نعلم جميعا بان النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الهجرة قد توعد المشركون وتآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال الله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك يعني يسجنوك. او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. فاتفقت كلمة اهل مكة على جمع مئة كل واحد بسلاحه يأتون فيشتركون في قتل النبي صلى الله عليه وسلم فيضيع دمه وفي القبائل فكان ذلك من اسباب انجاء الله جل وعلا لنبيه الكريم حيث وخرج من عندهم ولم يستشعروا بخروجه وانقذه الله جل وعلا من ذلك. ومع ذلك لما كان منهم عفا عنهم وتجاوز كما وقع ذلك في يوم فتح مكة وهكذا في قصة اخرى وردت على النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الاعراب المشركين حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قدم من غزوة قبل نجد فدخل في واد كثير الشجر والعظاء من يمنعك مني قال النبي صلى الله عليه وسلم الله فشام السيف يعني انه سقط من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له من يمنعك مني؟ فقال الرجل كن خير اخذ. في وقائع كثيرة وحوادث متعددة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانظر الى قصة ثمامة ابن يا سائر رضي الله عنه فانه قد قتل عددا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يريد ان يذهب الى الى مكة من اجل اداء العمرة على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية قبل الاسلام فبينما هو في الطريق تمكنت احدى السرايا التي ارسلها النبي صلى الله عليه وسلم من الامساك به واتوا به للنبي صلى الله عليه وسلم فامر بيده في المسجد ليشاهد اجتماع الناس وتآلفهم واداءهم للصلاة ويستمع للايات القرآنية التي تتلى فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ثمامة ما تظنني فاعل بك؟ فقال اخ كريم وابن او اخ كريم او قال له ان قتلتني قتلت ذا دم. وان تعفو تعفو عن شاكر وان اردت فسل تعطى فكانه اشار الى انه قد قتل بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فلو قتلتني ما قتلته من اصحابك لكان هذا امرا مقبولا فمر به النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث ثلاثة ايام يحدث منه ما حدث في المرة الاولى لما جاء اليوم الثالث اطلقه النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا من اسباب اغتساله ثم ودخوله في دين الاسلام. وهكذا في وقائع المنافقين في قصص متعددة حيث تكاد النبي صلى الله عليه وسلم وارادوا قتله مرارا ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعفو عنهم يتجاوز عما يكون منهم وفي قصة بني آآ النظير حينما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم اليه من اجل ان يستعينهم على دفع دية الرجلين الذين قتلا على وفق ما كان من المصالحة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم. فقال قائل منهم هذا محمد قد جاء اليكم وقد جلس تحت الجدار فلن تجدوا فرصة احسن من هذه فمروا احدكم فليلق على رأسه شيئا يريح العباد منه فصعد احدهم الى جداره في ذلك الحصن واخذ معه رحى فاراد ان يلقيها على النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه الوحي واخبره بما عزم عليه هؤلاء الا ان النبي صلى الله عليه وسلم قام وذهب الى المدينة واخبر اصحابه بما كان وذهبوا ليطوقوا بني النظير مما ذكره الله جل وعلى في اوائل سورة اه الحشر وفيها معاني عظيمة ينبغي بالانسان ان يتفكر فيها وان يتأملها. فالمقصود ان مشروعية هذه العبادة عبادة الجهاد من اجل دفع الظلم وابعاد الحواجز التي تحجز الناس عن الدخول في دين الله جل وعلا. ومن هنا فقد جاءت الشريعة بالقيام ومما جاءت به الشريعة ما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يكون له اثره والجميل في حفظ شرائع وشعائر آآ الدين وعدم الاخلال بها. وفي الخير والطاعة في الامة. ان اجتماع الكلمة على طاعة الله جل وعلا والسعي في استجلاب هو شأن اهل الايمان فهذه نماذج من الامثلة التي ذكرها المؤلف فيما يتعلق بمحاسن ديني الاسلام. بارك الله فيكم. وفقكم الله لكل خير. وعلمكم وعرفكم بشعائر دينه ومحاسن آآ تعاليمه. كما اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا جميعا امل لكتابه وعملا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين