تتبع خطوة. الخطوة تتبع خطوة وطريق الظلم سيطوى. ويشق سبيل النور فجر الدعوات. نتخلى لكن نمضي لنهز بقاع الارض. نتألم ولكن ذاك مخاض الصحواء. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقات القصيرة في ذكرى الهجرة. في هذه الحلقة نتكلم عن الشعور الحقيقي بالهجرة اتكلم عن الشعور الحقيقي بالهجرة لاننا في زماننا هذا لما نحن فيه من الضعف العام في العالم الاسلامي وصار كثير آآ من الشباب يحلمون بالهجرة الى الديار الغربية ويحلمون بالهجرة من بلادهم فلا نشعر بالمعنى الحقيقي للهجرة. المعنى الحقيقي للهجرة بالذات عند العرب في ذلك الوقت هو الانخلاع الانخلاع من الدار الانخلاع من الاهل الانخلاع من الالفة وهذا كان امرا شديدا جدا عند العرب. يشبه مثلا يعني بقدر من التقريب يشبه الان نزع الجنسية. لانه آآ كانت قبيلة الرجل هي حصنه ومأمنه ونصرته وشوكته فلم يكن يعني لم يكن العربي قديما يحب ان يهاجر كما يحب ان يهاجر آآ الناس الان فلا يتصورون معنى الهجرة. فالهجرة هي كانت انخلاعا ليست انخلاعا من ارض بقدر ما هي انخلاعا من انخلاع من قوم وانخلاع من حماية يعني انخلاع من الهوية. يعني كان من اشد العقوبات ان تعاقب القبيلة العربية احد ابنائها بالنبذ او التبرأ منه فهذا يجعله مستباحا ولذلك آآ الله تبارك وتعالى قرن الهجرة بالقتل في قوله تعالى ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. لكن انظر الى الاية ولو انا كتبنا عليهم ان يقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم هنا تشعر الشعور الحقيقي بالهجرة التي آآ فعلها النبي صلى الله وسلم وفعلها صحابته. انهم انخلعوا من آآ اقوامهم. ولذلك تجد في كتاب الله تبارك وتعالى وصف الهجرة مرتبط بوصف الايمان والجهاد يعني كما في قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم. هذه في سورة البقرة ومثلها في سورة الانفال ومثلها في سورة التوبة ايات يجتمع فيها الذين هاجروا يعني يجتمع فيها وصف الهجرة مع والجهاد ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله في حديث النسائي وهو مروي بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الشيطان قعد لابن ادم باطرقه جميعا يعني الشيطان آآ حاول يسد المنافذ على آآ الانسان الصالح آآ فقعد له في طريق الاسلام. يقول له اتسلم وتترك ودينك ودين ابائك واباء ابائك قال النبي فعصاه فاسلم فقعد له على طريق الهجرة فقال له تهاجر تترك ارضك وسماءك وان المهاجر كالفرس في المطول يعني كالفرس في القيد يعني يعني المهاجر ده انسان مش ليس يعني انسان مقيد ومنبوذ الفرس المقيد لا يستطيع ان يتحرك فلذلك لا يرعى الا بقدر لا يتحرك الا بقدر بخلاف الفرس الطليق قال النبي فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال له تقاتل فتقتل وتنكح المرأة ويقسم المال قال النبي فعصاه فجاهد قال النبي فمن فعل ذلك كان حقا على الله ان يدخله الجنة الشاهد الذي نريد التركيز عليه هو انظر كيف توافق وصف الهجرة مع وصف الجهاد والاسلام والايمان يعني الهجرة مرتبة عالية. وهنا سنجد ان الاسلام غال الاسلام دين غال يعني المسلمون المؤمنون حقا هم الذين فرطوا لصالح هذا الدين حتى في اغلى ما يمتلكون. وهي بلدهم وقومهم وامنهم وعصبتهم وشوكتهم ولذلك لدينا نوعان من الهجرة الهجرة الى الحبشة هذه هجرة فرار بالدين حين لا يستطيع المسلم ان يقيم دينه في ارض لا تطيق ذلك وترفض ذلك وتنبذ ذلك فانه يهاجر منها الى ارض اخرى وهناك الهجرة التي هي اقامة الدين الاولى كالهجرة الى الحبشة الهجرة الفر بالدين وهجرة اقامة الدين كالهجرة الى المدينة وهنا نرى العلاقة بين الاسلام وبين الوطنية طبعا نحن الان في عالم دول قومية من شعارات وطنية آآ فمسألة الوطن هذه يراد لها ان تعلو على كل شيء. يعني الان المقدسات في زماننا هذا هو الدولة والوطن والعلم والدستور والقانون الامن القومي والحدود الوطنية والتراب الوطني. الاسلام يجعل الدين فوق الوطن ولذلك هاجر المسلمون خارج اوطانهم اما فرارا بالدين واما لاقامة الدين بل الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز توعد من لا يهاجر. يعني توعد من احب وطنه اكثر من دينه وذلك في قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. اذا فمن كانت له قدرة على الهجرة ولم يهاجر كان هذا متوعدا في قول الله تبارك وتعالى فلذلك وانت اذا نظرت الى المسلمين الاوائل هؤلاء الذين هاجروا الى الحبشة وهؤلاء الذين هاجروا الى المدينة. طيب هؤلاء الذين هاجروا الى الحبشة. الى اين عادوا عادوا الى المدينة لم يعودوا الى مكة وهم حين عادوا الى المدينة رأوا انفسهم يعودون الى دارهم. ولم يروا انفسهم يهاجرون مرتين فلذلك المعنى والشعور الحقيقي بالهجرة هو شعور فيه معنى تعلية الدين وايثار الدين والتضحية في سبيل الدين بكل غال ونفيس فيجب ان نستحضر هذا حين نستحضر ذكرى الهجرة. وحين نستحضر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. من من ديارهم في سبيل دينهم نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته