هذا العمر ثم قال جل وعلا بعدها ومالكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم قال وما لكم لا تؤمنون بالله يعني ما لكم لا تحققون الايمان هي منحة من الله بهذا الرسول بهذا المتصف بالعبودية وليست هي قوة يأخذها هو بنشاطه او رياضته او ادراكه وعلى هو الذي تدل عليه ايات القرآن وفي كلها رد على الفلاسفة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس الثالث الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق الحمد واوفاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وشيخنا والحاضرين قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم المستخلفين فيه فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم قد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور. وان الله بكم لرؤوف رحيم وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله. ولله ميراث السماوات والارض. لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكنا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير. من ذا الذي يقرض الله حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم امر تبارك وتعالى بالايمان به وبرسوله على الوجه الاكمل. والدوام والثبات والدوام والثبات على ذلك. والاستمرار وحث على الانفاق مما جعلكم مستخلفين فيه. اي مما هو معكم على سبيل العارية. فانه قد كان في في ايدي من من قبلكم ثم صار اليكم فارشد تعالى الى استعمال ما استخلفهم فيه من المال في طاعته. فان يفعلوا والا حاسبهم عليه فعاقبهم لتركهم لتركهم الواجبات فيه. وقوله تعالى مما جعلكم مستقلبين فيه فيه اشارة الى انه سيكون مكلفا عنك فلعل فلعل وارثك ان يطيع الله فيه فيكون اسعد بما انعم الله به عليك منه. او يعطي الله فتكون فتكون قد سعيت في معاونته على الاثم والعدوان. قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن مطرف يعني ابن عبد الله ابن الشخير عن ابيه قال انتهيت الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يقول الهاكم التكاثر يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت ورواه مسلم من عليه وسلم وهو يقول الهاكم التكاثر. يقول ابن ادم مالي مالي. وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت ورواه مسلم من حديث شعبة به وزاد وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس. وقوله وتعالى الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. ترغيب في الايمان والانفاق في الطاعة. ثم قال تعالى وما لكم لا تؤمنوا بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم. اي واي شيء يمنعكم من الايمان والرسول بين اظهركم يدعوكم الى ذلك ويبين لكم الحجج والبراهين على صحة ما جاءكم به. وقد روينا في الحديث من طرق في في اوائل شرح كتاب الايمان من صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه اي المؤمنين اعجب اليكم ايمانا؟ قالوا الملائكة قال وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم قالوا فالانبياء قال وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال وما لكم لا تؤمنون وانا بين اظهركم ولكن اعجب المؤمنين ايمانا قوم يجيئون بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها وقد ذكرنا طرفا من هذه في اول سورة البقرة عند قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب وقوله تعالى وقد اخذ ميثاقكم كما قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به. اذ قلتم سمعنا واطعنا. ويعني بذلك بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم وزعم ابن جرير ان المراد بذلك الميثاق الذي اخذ عليهم في صلب ادم وهو مذهب مجاهد الله اعلم. وقوله تعالى هو الذي ينزل على عبده ايات بينات اي حججا واضحات حججا واضحات ودلائل باهرات وبراهين قاطعات اخرجكم من الظلمات الى النور اي من ظلمات الجهل والكفر والاراء المتضادة الى نور الهدى واليقين بعض النسخ والايمان وان الله بكم لرؤوف رحيم اي في انزاله الكتب وارساله الرسل لهداية الناس. وازاحة العلل وازالة الشبه. ولما امرهم اولا الايمان والانفاق ثم حثهم على الايمان وبين انه قد ازال عنهم موانعه حثهم ايضا على الانفاق فقال وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض اي انفقوا ولا تخشوا فقرا واقلالا فان الذي انفقتم في سبيله هو ما لك السماوات والارض بيده مقاليدهما. نعم. وعنده خزائنهما وهو مالك العرش بما حوى وهو القائل. وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين وقال ما عندكم ينفد وما عند الله باق. فمن توكل على الله انفق ولم يخشى من ذي العرش اقلالا. وعلم ان الله سيخفقه عليه. وقوله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اي لا يستوي هذا ومن لم يفعل كفعله وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يرحمني واياكم برحمته التي وسعت كل شيء. وان يجعل القرآن نورا في وبناء وان يمن علينا بالفقه في الدين وبالعلم بالتأويل كما نسأله سبحانه ان يثبت العلم في قلوبنا وان يبارك لنا في اعمالنا واعمالنا انه على كل شيء قدير بهذه الايات من سورة الحديد يقول الله جل وعلا امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير يأمر الله جل وعلا من امن بان يؤمن خاطب المؤمنين بقوله تامنوا بالله ورسوله ومعلوم ان المخاطبين بهذا الامر هم من اهل الايمان بالله ورسوله بان حقيقة الايمان هي الايمان بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهي الايمان باركان الايمان الستة فامره جل وعلا للمؤمنين بالايمان يقتضي شيئين الاول ان يحققوا كمال الايمان بحسب الوسع والثاني ان يداوموا ويثبتوا على مقتضى الايمان وثمرة الايمان لهذا من كثير رحمه الله قال لك بتفسيرها امر تعالى بالايمان على الوجه الاكمل والدوام والثبات على ذلك والاستمرار وهذا قد جاء في غير موضع في القرآن كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله كتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. وكذلك في قوله يا ايها النبي اتق الله نحو ذلك من الايات التي فيها الامر لمن هو ممتثل للامر النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد المتقين وامر بالتقوى خاطب المؤمنين بالايمان وهذا يتبع قاعدة في اللغة ان فعل الامر اذا امر به من هو متحقق من هذا الامر يعني كان قائما فقيل له امه او يقرأ فقيل له اقرأ او كان يطعم فقيل له اطعم قل لي وكان يمشي قيل له امشي ونحو ذلك اذا كان متصلا بهذا الوصف الامر كامره بما اتصف به يفيد في اللغة شيئين. الاول ان يحقق الاكمل من الوصف يعني ان يرتقي فيه الى وجه الكمال والامر الثاني ان يثبت ويداوم على مقتضى ذلك وهذا التحليل اللغوي ذكره الكثير فيما سمعت كتفسير منثور دون ذكر ما يدل عليه مقتضى اللغة لذلك قوله جل وعلا امنوا بالله ورسوله هو امر بتحقيق الايمان على الوجه الاكمل وامر بالثبات على ذلك والاستمرار على ما يدل عليه الايمان وما هو ثمرة الايمان ثمرة الايمان والانفاق في سبيل الله لهذا قال جل وعلا بعدها وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه هذي احدى ثمرات الايمان لان الايمان يخلص العبد من الشح الشح بانواعه ومنه شحب الماء شح يأتي الانسان باشياء كثيرة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فاذا تخلص من الشك فانه يفلح ويكون قد حقق الايمان وفي الحقيقة لا يحصل كثير من الذنوب والمعاصي ولا من التقصير في الواجبات الا بالشر وانما اهلك من كان قبلكم الشح الشح بالنفس عن الطاعة وبالوقت والشح المال والشح بالجهاد والشح بانواع ما يكون المرء قادرا عليه مما يأمر الله به هذا يحمله على شرط الطاعة وعلى الذنب والمعصية لهذا قال جل وعلا هنا وانفقوا مما جعلهم مستخلفين فيه فعمر بالايمان وامر بالانفاق وحقيقة مقتضى الايمان انه يدعو الى النفقة ولذلك قال بعدها لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله المسلم فقوله سبحانه وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه به امر بالانفاق والانفاق في سبيل الله مما عند المرء من المال هذا من اعظم القربات فمنه انفاق الواجب الزكاة واداة الحقوق النفقة على الاهل والعيال والنفقة في الجهاد الواجب واشباه ذلك ومنه النفقة المستحبة والانفاق الواجب والانفاق المستحب كل ذلك دليل الايمان من صاحبه لتخليصه من الشح ومن حب المال والاثر فيه قال سبحانه وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه كلمة مستخلفين مستخلف يعني انه خليفة فيه لمن كان قبله. يعني خلف من قبله فيه. وهذا كما فهم ابن كثير وهو ظاهر انه فيه اشارة وتنبيه على ان هذا المال خلفت غيرك فيه وسيخلفك ايضا غيرك فيه وعلى تنبيه عظيم الى انه ليس بمالك الا اذا انفقت كما جاء في السنة ليس من مالك ليس لك من مالك الا ما تصدقت فامضيت او لبست فابليت او اكلت فافنيت وهذا يدل على ان المرء ليس له من ما له الا ما قضاه تصدق به وانفقه في الخير. واما الباقي فهو مال سيتلف الرجل فيه. قال وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه والاستخلاف لا يعني انه استخلاف عن الله جل وعلا بل الخلافة تكون عمن كان قبل هذا يخلف هذا وهذا يخلف هذا الى اخره قال جل وعلا بعدها الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير وفاء هنا حرف الفاء هنا قولك فالذين امنوا منكم هذه على بابها تركيب لكن الترتيب النتائج على المقدمات ان تارة تأتي الفعل الترتيب الحضور او للترتيب الزمني او ترتيب الخاص بعد العام او التفصيل بعد الاجمال يعني ترتيب الجمل او ترتيب النتيجة على المقدمة في السبب ولها استعمالات معروفة في بابها قال فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير الذين امنوا منكم من هنا الذين امنوا منكم هذه ليست تمريضية وانما هي بيانية الذين امنوا منكم يعني امنوا منكم يا اهل الايمان بالله ورسوله امنوا وحققوا الايمان بالانفاق وهذه الاية لقولك الذين امنوا منكم دليل على ان من في مثل هذا الاستعمال تكون للبيان وليست للتبعير ففيها الرد على الشيعة والرافضة الذين زعموا ان قوله تعالى في اخر سورة الفتح وعد الله الذين امنوا اه في قوله محمد رسول الله والذين معها واشداء على الكفار رحماء بينهم الى ان قال مم؟ ان وعد الله الذين امنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة واجرا عظيما قوله وعد الله الذين امنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وعذرا عظيما وكقوله في هذه الاية فالذين امنوا منه من هنا للبيان القرآن يفسر في الاستعمال يفسر بعضه بعضا الذين امنوا منكم ليس بعض اهل الايمان لهم اجر كبير وبعض اهل الايمان ليس لهم اجر كبير. بل كل مؤمن امن وانفق فهو موعود بهذا الولد الكريم بان له اجرا كبيرا قال سبحانك الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير واجر ننكر هنا بفائدة في علم المعاني يا ان التنكير يكون للتفخيم ويكون ايضا للتشويق يعني ان هذا الاجر غير معهود وليس بموصوف الوصف الذي تعهدونا ففخمهم بقوله لهم اجر ثم ايضا معك هذا الاجر بقوله كبير والاجر وما يكون في مقابلة العمل والله جل وعلا سمى ما يعطي العبد اجرا لانه في مقابلة عمله ولكنه ليس في مقابلته على ما يعهد من الاجر بين الانسان والانسان وذلك لان الله جل وعلا هو الذي وفق للعمل وهو الذي يثيب عليه وليس من احد سيدخل الجنة الا برحمة الله جل وعلا. ومع ذلك فقد سماه الله جل وعلا اجرا لانه عوض عن العمل الذي بذله الانسان فالله جل وعلا لا يضيع اجر من احسن عملا ثم قال بعدها كبير وكبير فهيل من الكبر وهو في القرآن وفي اللغة ايضا يأتي على نوعين كبر في الذات او كبر في الذوات وكبر النعوت والصفات اما كبر الذوات فكثير هذا شيء كبير يعني انه ضخم وعما كبر الصفات فهذا جاء في القرآن في مواضع ايضا كثيرة لقوله تعالى وابونا شيخ كبير وكقوله هنا مثلا لهم اجر كبير يعني في صفته وقد يكون ان هذا الاجر يشمل اجرا بالاعياد واجرا بالصفات فيكون الكبر راجعا الى كبر الاعيان التي من الله بها على ابن هذا وكذلك كبر الصفات. ولهذا الجنة عرضها بعرض السماء والارض على كبر اللات يعني كبر في الاعياد. كذلك النعيم في نفسه اوصوف يعني انواع النعيم اعيان النعيم موصوف ايضا الكبر في الذوات بكثير من الادلة وايضا ثم كبر في الصفات يعني ان اكبر ما يكون في هذه الصفة هو لاهل الايمان ولاهل الانفاق ومن المهم لكم ان تطالعوا في التفسير دائما ان تطالعوا كتب علم المعاني في البلاغ. هذا مهم يعني كتب علم المعاني في البلاغة تعطيك دلالات التقديم والتأخير والتنكير والتاريخ والتنوين وعدم التنوين. ايضا التنوين له دلالة السيارات ان ينون ويقطع عن الاظافة تارة لا ينوه يجعل يجعله بالاضافة. فلماذا نون وقطع عن الاضافة ثم وصف نعد وتارة له انما يكون بالاضافة هذا معروف في علم المعاني من علوم البلاغة ربما نذكر اما يعني بعض الفوائد حسب المقام لكن يناسب ان تطالع يطالع المهتم بالتفسير كتب المعاني حتى يدرك وتثبتون عليه وتكملون مقتضاه والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم والحال ان الرسول بنفسه هو الذي تولى دعوته وهو الذي امركم بذلك وقد بيت بالايات والبراهين التي على مثلها يؤمن البشر وعلى مثلها يسعى العبد الصالح في اكمال ايمانه لهذا قال والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم ودعوة الرسول لاكمال الايمان ودعوة الرسول للايمان قد يكون لتحصيل اصله لمن لم يكن مؤمنا وقد يكون في تحصيل مرتبته لمن كان مسلما اراد هو بدعوته للايمان يحقق الايمان يعني مرتبة الايمان بعد الاسلام مثل ما جاء في الاعراب قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وقد يكون لتحقيق كمال الايمان لمن كان محصلا الايمان فاذا دعوة الرسول للايمان تختلف باختلاف حال المدعو ولهذا يصح ان يقال للمسلم وللمؤمن بل ولكامل الايمان انه يدعى الى الله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وليس فقط يرشد الى الخير بل يدعى والدعوة الدعوة الى الله تكون للجميع اكون لغير المسلم بالاسلام وللمسلم بان يكون مؤمنا وللمؤمن بان يكمل الايمان وهكذا تذكرنا يدعى من ليس من المتقين لا ان يكون متقيا بالاسلام ثم ينقل ايضا بالدعوة الى مراتب التقوى وهكذا اذا الدعوة بابها واسع في ذلك. قال جل وعلا وما لكم لا تؤمنون بالله. وهذا فيه نوع التوبير لهم الحسم على انكم يعني لاي شيء تتخلفون عن مقتضيات الايمان دعوة الرسول دعاها بنفسه ومعه من الايات والبراهين ما يوجب ان يؤمن به الانسان وان يحقق كمال الايمان بحسب وسعه وايضا الميثاق قد اخذ فاي شيء يرغب في التخلف لهذا قال بعدها والرسول يدعوه الرسول في هذا المقام هو النبي كما هو معلوم في القاعدة ان النبي والرسول اذا تفرقا اجتمع الرسول هنا وبمعنى النبي يا ايها النبي يعني يا ايها الرسول فتارة يأتي بالرسول تارة من يأتي بالنبي فدلالتهما عند الافتراق هذا يدل على هذا وهذا يدل على هذا وهذا ما اخذ من قال لا فرق بين النبي والرسول انه نظر الى الاستعمال بان الرسول يأتي ويراد به النبي والنبي يأتي ويراد به الرسول الا اليس ثم فرض بينهما في الاستعمال لكن كما اوضح لكم في روح العقيدة ان الرسول والنبي بينهما فرق لقول الله جل وعلا في سورة الحج وما ارسلنا الرسول ولا نبي وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته فقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي يدل على الفرق ما بين الرسول والنبي لانه عطف بالواو فلو كانا متحدين لم يكن للمغايرة هناك معنا ثانيا المغايرة هنا مغايرة ايضا صفات وصفة النبوة غير صفة الرسالة لهذا قال هنا والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم هنا الرسول يعني في هذا المقام النبي يدعوكم لتؤمنوا بربكم اللام هنا هي لام كي يعني لاجل ولكي تؤمنوا بربكم وذكر الربوبية في هذا المقام مفيد في ان هذا المال انما هو مني عن الرب فالربوبية عطاء وانعام من الرب للمربوه ومن المعبود ومن المالك المتصرف المعبود الى المملوك المتصرف فيه هذا المال لم يستحقه لم يستحقه الانسان وانما جاه باستخلاف وانعم عليه به ربه. لهذا في قوله لتؤمنوا بربكم فيه اشارة الى مسألة الانفاق ربط ما بين مسألة الايمان ومسألة الانفاق بذكر الربوبية قال وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم الرب الذي انعم انعم باي شيء بنعم كثيرة منها نعمة الانفاق. قال بعدها وقد اخذ ميثاقكم وقد اخذ ميثاقكم اخذ الميثاق هنا للعلماء فيه تفسيرات الاول ان الميثاق مخصوص بي الصحابة. يعني وقد اخذ ميثاقكم ايها الصحابة وهذا الميثاق هو البيعة انه اذا خص بالصحابة فهو البيع على تفسير في اكثر من علماء التفسير. لان الخطاب هنا لصحابة النبي عليه الصلاة والسلام وقال اخرون من اهل التفسير والعلم ان اخذ الميثاق هنا ينابه اخذ الميثاق على كل انسان وهو الميثاق المذكور في اية الاعراب واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فيعنى به الميثاق الاول اه عند هؤلاء الظاهر والارجح والتفسير الاول وهو ان المقصود بالميثاق والبيعة والميثاق الذي اخذه النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة كما في قوله تعالى في سورة الانعام واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا قال جل وعلا بعدها هو الذي انزل على هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور هو الذي يعني الله جل جلاله والذي ينزل على رسوله المتصف بالعبودية ايات بينات ظاهرات واضحات في الدلالة على الايمان والدلالة على حق الله جل وعلا والدلالة على التقوى وقوله هو الذي ينزل على عبده فيه على ان هذه النبوة وانزال الكتاب والايات وعلى الضالين في باب النبوات الذين يقولون ان النبوة مكتسبة. بل النبوة في الحقيقة انما هي منحة من الله جل وعلا الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وقال سبحانه الله اعلم حيث يجعل رسالته وقال جل وعلا في سورة الزخرف وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. اهم يقسمون رحمة ربه فهي رحمة وهبة ومنحة من الله جل وعلا لعبده الذي اصطفاه بحمل الرسالة ليكون نبيا والايات جمع ايات والاية في اللغة هي الدليل والعلامة الذي يعني الدليل الذي يوصل الى المدلول الى مرية بوضوح وجلاء الى مرية ولا خفاء وهذا هو الذي في اللغة وهو ايضا استعمال القرآن. قال جل وعلا ان اية ملكه ان يأتيكم التوبة. يعني اذا اتى التابوت فهو الدليل الذي لا مرية معه. ولا خفاء كل اية من اية القرآن سميت اية لان فيها الدليل الذي لا خفاء معه على ان المتكلم بهذا القرآن هو الله جل وعلا. على انه حجة للنبي عليه الصلاة والسلام نعم لم يقع الاعجاز باية وانما جاء الاعجاز بالقرآن كله او بعشر سور او بسورة من القرآن ولم يقع الاعجاز بالاية الواحدة لكنها دالة على ان المتكلم بهذا هو الرب جل وعلا وهنا وهنا قال جل وعلا هو الذي ينزل على عبده ايات يعني دلائل واضحة توصل الى المراد والمدلول بلا مرية ولا شك في ذلك. ومع هذا فانه وصفها بكونها بينات. ايات بينات وفي التنكير في قوله ايات ايظا ما يفيد بالتفخيم وتعظيم شأن هذه الايات. اما وصفه للايات او نعته الايات ببينات البينات جمع بينة والبينة تجمع شيئين انها في نفسها واضحة جلية لا خفاء فيها هذا امر بين وهذه مسألة بينة اذا كانت في نفسها ظاهرة جلية لا خفاء فيها يعني في فهمها ولا في ادراكها فهي ظاهرة جليلة على في اللغة وفي وفي القرآن كلها على هذا النهي والثاني ايضا ان بينة تفيد انها تبين الشيء فهي في ذاتها واضحة جلية. وايضا لغيرها موضحة ومجلية. ولهذا في القرآن وصف بانه مبين. كتاب مبين وقال جل وعلا بل هو ايات بينات في صدور في صدور الذين اوتوا العلم وكون القرآن مبينا يعني انه بين في نفسه وايضا هو او بين الاشياء ومظهر وموضح للاشياء الخفية وللطريق السليم من الطريق الغوظ. لان كلمة مبين هذا استطراد تكون من ابان اللازم وابانا المتعدي تعبانة تكون لازمة ابان الشيب يعني ظهر فلا تكن الهمزة فيها للتعبير وتقول اثبان الشيء وابان الشيء وايضا ابانا تكون متعدية ابان الشيخ يعني على الامر او هذه الكلمة وهذا المقام ابانا امران ابان والقرآن موصوف بانه بين في نفسه والايات بينة واظحة لا لبس فيها ولا غموض في نفسها في نفسه وايضا فيه البيان للشيء الاخر والايضاح للطرق المختلفة ولما فيه طريق الهدى من طريق الضلال قال جل وعلا هو الذي ينزل على عبده ايات بينة ليخرجكم من الظلمات الى النور والظلمات القرآن انواع الظلمة معروفة لكن الظلمات في القرآن جمعت ووحد النور الظلمات جاءت في القرآن على انواع الظلمة الاولى ظلمة الشرك الشرك والتنبيه له ظلمة في القلب ونورها توحيد الله جل وعلا والظلمة الثانية ظلمة الجهل ونورها العلم بالله تعالى والظلمة الثالثة ظلمة البدعة والخروج عن الصراط صراط النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به. ونورها باتباع السنة والظلمة الرابعة والاخيرة قمة الهوى والمعصية والشهوة ونورها بتقوى الله جل جلاله والخوف من لقائي فهذه انواع الظلمات في القرآن ظلمة الشرك الاكبر والاصغر والخفيف كل من حسب حاله ونورها بالاخلاص لله جل وعلا وتلحظ انه وحد النور هنا قال من الظلمات الى النور وكذا في ايات اخرى ليخرجكم من الظلمات الى النور. لان التوحيد وهو النور الاول يثمر على حقيقته نور العلم ونور السنة ونور التقوى كذلك التقوى على حقيقتها تثمر نور التوحيد الذي هو اعظم اسباب التقوى ونور العلم ونور السنة وهكذا. فكل نور من هذه الانوار هو في الحقيقة مع النور الاخر والدال عليه بل هي جميعا نور واحد للتلازم بينها ولهذا ما اعظم الحاجة الى ان يتخلص الانسان من الظلمات ولابد لكل قلب من نوع من انواع الظلمة. قلت او كثر ولهذا الايمان بالتقوى توحيد العلم اسباب لتعظيم النور في القلب ولعظم ما يقذف الله جل وعلا في القلب من النور هذه اسباب ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور تم ارتباط عظيم بين الرسالة والقرآن والاسلام في ان كلا منها نوم الف الله جل وعلا نور ومن اسمائه النور ورسوله صلى الله عليه وسلم نور وكتابه النور انزلنا اليكم نورا مبينا ودينه نور وهكذا لهذا من عظم نوره في الدنيا بتحصيله وكسبه عظم نوره في الاخرة يوم يزل القدم ويوم تضطرب النفوس والقلوب بين ناج وبين اسأل الله جل وعلا ان يجنبنا الخذلان وان يمن علينا بالنجاة قال سبحانه بعدها وان الله بكم لرؤوف رحيم وان الله بكم لرؤوف رحيم هذا فيه تأكيد على ان الامر بالايمان والامر بالتقوى والامر بالانفاق ان هذا من اثار رحمة الله جل وعلا بك فليس لحاجته جل وعلا دعا الى الانفاق وليس لحاجته جل وعلا دعا للايمان بل لانه سبحانه بكم رؤوف رحيم دعا الى ذلك. وقد ذكرنا لكم عدة مرات ان قوله لرؤوف رحيم. ان اللام هنا مؤكدة رؤوف رحيم هذه اخبار مستأنفة يعني رؤوف خبر اول ورحيم خبر ثاني. سواء جاءت بالتعريف او بالتنكير الاصح فيها انها اخبار ولا يقال هذا وصف لهذا مع انه لو قيل لكان له مخرجا صحيحا وهو ان الاسم يعنى به الذات والصفة وهو من جهة الذات بعض الاسماء نعت ببعض لاجل دلالة الاسم على لكن الاحسن لا من جهة نحويه ولا من جهة عقدية دائما ان تكون خبر اول خبر نعم وهي احلى والله الذي لا اله الا هو اللي اختاره استئناف كلها استئناف. والله الملك والله القدوس